بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ( الجزء الثاني ) : مفاهيم شرعية خاطئة ( 2 ) (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=87459)

تأبَّط رأياً 09-09-2007 02:57 PM

اقتباس:

أخي تأبط رأياً

يبدو أنك تريد أيضاً أن تحتكر تفسير النص تماماً كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى !!

بل وليته كان فهماً أو حتى نصاً معصوماً !!

النص غير معصوم , والمفهوم أيضاً غير معصوم .. ومع ذلك تريد أن تحصر الحق به !!!!!

ألا تعلم أن جزءاً كبيراً من الكلام العربي حمـّال أوجه ؟؟؟!!!

إن كنتَ لا تعلم بهذا - وأستبعد ذلك - , فهذه مشكلة ..
وإن كنتَ تعلم بهذا - وأظن ذلك - , فعلامَ تحجير الواسع ؟؟؟!!!


أخشى أن يكون العناد والمكابرة هما من جعلاك تقول ما قلتَ !!!


وتقبل تحياتي 00
المتزن
أخي الكريم المتزن زانه الله وهداه :
سألتك سؤالا ولم تجبني !! ((على الطريقة المتزنية))
أعيد السؤال مرة أخرى مع زيادة توضيح :

أخي المتزن هذا الفهم الذي أتيت به لكلام ابن عباس من أين جئت به؟ ألك سلف به ؟
أعطنا علماء يرون ذلك ، يفهمون منه هذا المفهوم الذي تعسفته!!فوالله أنه من إحدى المضحكات.
وإلا لم نسلم لك بهذا الفهم .
أم هو اللي والطي.والقفز على أفهام العدول من سلف الأمة كابن عباس وأنس وعمر وأحمد وغيرهم من السلف وتبعهم من المتاخرين جلة العلماء من مثل شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم ...أم أنك فكرت ثم كتبت ولم تراجع أدنى كتاب، ولم تقرأ فيه أي كلام للعلماء .
يعني:
هل أنت عالم مجتهد تزاحم برأيك فحول العلماء من السلف وأتباعهم أم لا ؟ (مع منعهم من الشذوذ إلا لمن له سلف )
إن كان الجواب : نعم
فنترك النقاش معك لأننا نتناقش مع أنسان لسنا بمستواه !!
وإن كان الجواب: لا . فخيركم من عرف قدر نفسه ،ودع عنك هذا فقد كفيت.
وعليك بما أنت أهل له.

اقتباس:

أخشى أن يكون العناد والمكابرة هما من جعلاك تقول ما قلتَ !!!
هكذا تكون أخلاق المجتهدين نعم.


لك فائق التحية.

المتزن 09-09-2007 08:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها تأبَّط رأياً (المشاركة 729198)
أخي الكريم المتزن زانه الله وهداه :
سألتك سؤالا ولم تجبني !! ((على الطريقة المتزنية))
أعيد السؤال مرة أخرى مع زيادة توضيح :

أخي المتزن هذا الفهم الذي أتيت به لكلام ابن عباس من أين جئت به؟ ألك سلف به ؟
أعطنا علماء يرون ذلك ، يفهمون منه هذا المفهوم الذي تعسفته!!فوالله أنه من إحدى المضحكات.
وإلا لم نسلم لك بهذا الفهم .
أم هو اللي والطي.والقفز على أفهام العدول من سلف الأمة كابن عباس وأنس وعمر وأحمد وغيرهم من السلف وتبعهم من المتاخرين جلة العلماء من مثل شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم ...أم أنك فكرت ثم كتبت ولم تراجع أدنى كتاب، ولم تقرأ فيه أي كلام للعلماء .
يعني:
هل أنت عالم مجتهد تزاحم برأيك فحول العلماء من السلف وأتباعهم أم لا ؟ (مع منعهم من الشذوذ إلا لمن له سلف )
إن كان الجواب : نعم
فنترك النقاش معك لأننا نتناقش مع أنسان لسنا بمستواه !!
وإن كان الجواب: لا . فخيركم من عرف قدر نفسه ،ودع عنك هذا فقد كفيت.
وعليك بما أنت أهل له.


هكذا تكون أخلاق المجتهدين نعم.


لك فائق التحية.

أخي الكريم تأبط رأياً وفقه الله لكل خير

بالنسبة لإعادتك لسؤالك وتهكمك أن هذا على الطريقة المتزنية , فهي ليست طريقة متزنية بل طريقة علمية .
وبالمناسبة : طرحتُ عدة استشكالات وسألت عدة أسئلة ولم تجبني عليها .

نعود لصلب الموضوع :

هذا الفهم الذي فهمتـُه من أثر ابن عباس لا يتعارض أبداً مع اللغة العربية , ولهذا استنكرتُ عليك تحجيرك لواسع .

ثم إنك تطالبني بفهمي للنص وتفسيري له لغوياً بأن يكون لي سلف .. فأعطني لو تكرمتَ تفسيرك للنص لغوياً واذكر لي من هو سلفك ؟؟!!

ثم بعد أن تقوم بذلك , أرجو أن تذكر لي سلفك بحصر حديث مكفرات الذنوب فقط بالصغائر غير المصـَرّ عليها كما زعمتَ في المشاركة 88 .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 10-09-2007 02:03 AM

أخ
اقتباس:

ي الكريم تأبط رأياً وفقه الله لكل خير

بالنسبة لإعادتك لسؤالك وتهكمك أن هذا على الطريقة المتزنية , فهي ليست طريقة متزنية بل طريقة علمية .
وبالمناسبة : طرحتُ عدة استشكالات وسألت عدة أسئلة ولم تجبني عليها .

ارجع لجميع الكتابات ترى أني لم أترك لك سؤالا وجهته لي إلا أجبت عنه ، ولكني أجيب بما أراه أنا أنه الحق ، وأنت ترى أني لم أجب حتى آتي على ماتريد ، بل حتى بطريقة التفكير التي تسلكها ، والتحليل الذي تحتذيه ،و هذه إملاء إجابات ، وتلقين حجج من طرف واحد وليست حوار من طرفين.

نعود لصلب الموضوع :

هذا الفهم الذي فهمتـُه من أثر ابن عباس لا يتعارض أبداً مع اللغة العربية , ولهذا استنكرتُ عليك تحجيرك لواسع .

ثم إنك تطالبني بفهمي للنص وتفسيري له لغوياً بأن يكون لي سلف .. فأعطني لو تكرمتَ تفسيرك للنص لغوياً واذكر لي من هو سلفك ؟؟!!

ثم بعد أن تقوم بذلك , أرجو أن تذكر لي سلفك بحصر حديث مكفرات الذنوب فقط بالصغائر غير المصـَرّ عليها كما زعمتَ في المشاركة 88 .


وتقبل تحياتي 00
أخي المتزن هداه الله وزانه:
أخي الحبيب أولا أجب على الأسئلة التي أوردتها أنا عليك ثم تفضل واطرح أسئلتك ، ثم أجيبك عليها، ليس عندي مايمنع دونها إلا أنه لابد أن تجيب أولا !!

أعيد الأسئلة باختصار شديد:
س1ـ من هم سلفك على هذا الرأي على هذا الفهم؟
س2ـ هل أنت عالم مجتهد تزاحم برأيك فحول العلماء من السلف وأتباعهم أم لا ؟ (مع منعهم من الشذوذ إلا لمن له سلف )

شكر الله لكم تعاونكم .

تأبَّط رأياً 11-09-2007 01:19 AM

للرفع

خيالة المذنب 11-09-2007 04:57 AM

رائع ومفيد،،،
واصل بارك الله فيك وفي جهدك،،

أبو مصعب43 11-09-2007 02:14 PM

قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ما نصه :-

(( قال العلماء رحمهم الله : والإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة . وروي عن عمر , وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم : لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار معناه أن الكبيرة تمحى بالاستغفار , والصغيرة تصير كبيرة بالإصرار . قال الشيخ أبو محمد بن عبد السلام في حد الإصرار : هو أن تتكرر منه الصغيرة تكرارا يشعر بقلة مبالاته بدينه إشعار ارتكاب الكبيرة بذلك . قال : وكذلك إذا اجتمعت صغائر مختلفة الأنواع بحيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر . وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله : المصر من تلبس من أضداد التوبة باسم العزم على المعاودة أو باستدامة الفعل بحيث يدخل به ذنبه في حيز ما يطلق عليه الوصف بصيرورته كبيرا عظيما . وليس لزمان ذلك وعدده حصر . والله أعلم . ‏ هذا مختصر ما يتعلق بضبط الكبيرة )) اهـ 0


تأبَّط رأياً 12-09-2007 03:08 AM

لازالت المطالبة بالإجابة على الأسئلة قائمة !!
...
أختي خيالة المذنب
أخي أبو مصعب .. شكر الله لكما .
...
أيها الاخوة الافاضل:
من باب مقولة شيخ الإسلام في أبي حامد الغزالي (الغزالي حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه)
يلزم من طريقة أخي المتزن ــ هداه الله ــ تصحيح مذهب المعتزلة والأشاعرة في العقيدة وكل الفرق الضالة التي تعتبر من فرق المسلمين لأننا (أي أهل السنة والجماعة) نختلف عنهم بشئ واحد وهو أن مرجعنا هو الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وهم الصحابة ومن بعدهم من القرون المفضلة
أما الفرق الضالة فجميعها تحتج بالكتاب والسنة لكن بفهمها هي لابفهم السلف ،
وكلما أتوا على ما لا يتماشى مع أفهامهم وعقولهم ووجدوا له محملا في اللغة حملوه عليه، حتى أتوا بالأقوال الشاذة، فمثلا صفة (اليد) لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة ويثبتها السلف على حقيقتها كما يليق بجلال الله ،ولما لم تقبلها أفهام الفرق الضالة وقد وجدوا لها محملا في اللغة وهو إطلاقها على النعمة حملوها عليه وهكذا في كثير من الصفات والاسماء لله تعالى مما يعرفه كل طالب علم.
أما أهل السنة فلما كانوا متقيدين بفهم السلف الصالح كانوا يُجرون هذه الأمور على مايفهمه السلف ولايقولون بقول ليس لهم فيه سلف صالح في أصول الدين وفروعه الأمور العلمية والعملية.
يأتي سؤال لماذا ؟
الجواب: لأن السلف مشهود لهم بالخيرية في كثير من الأحاديث والنصوص ،
ومنهم من قد شاهدواالتنزيل ، وصاحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتلمذوا عليه ، ثم تتلمذ عليهم من بعدهم وهكذا ، وهم مع ذلك لغتهم سليمة ، وأفهامهم عميقة ، وأقرب لزمن النبوة ، وأعرف بمقاصد الشريعة ، والعلم فيهم طري ، والدين بينهم قائم
حتى قال الإمام أحمد: (لاتقل بقول ليس لك به إمام) هذا يقوله الإمام أحمد وهو من هو في العلم والورع ، والرسوخ في الاجتهاد ومع ذلك كانوا متقيدين بفهم السلف .
لماذا لانحتج بفهم من بعدهم؟
لعدم الخيرية التي وجدت في النصوص في السلف الصالح ولأنهم
ابتعدوا عن زمن النبوة ، وفسدت فيهم اللغة ، وتغيرت الأفهام والأذواق ، ووضعفت بينهم أمور الدين ، فمن يقارن مثلا زمن عمر ابن عبدالعزيز وزمن القادر بالله ؟ فكيف بزمن عمر أو عثمان؟.
أما في زماننا هذا فقد اتسع الخرق على الراقع ، فأنى لعربي الآن أن يزاحم بلغته وفهمه ابن عباس وأنس وعمر ومن تبعهم من جلة العلماء فضلا عن أهل العلم الذين تتابعوا على هذا المفهوم هو محل النزاع هنا؟
اخواني:
إنه لابد من الغيرة لدفع مقالة القفز على أفهام سلف الأمة لما فيه من مخاطر عقدية وفكرية على الأمة في أغلى ماعندها وهو دينها.
ثم بعد هذا وذاك وبعد قرون طوال يخرج المتزن وويقول المسألة (حمالة أوجه فيء اللغة) وينسف فهم السلف ، أتراهم لايعرفون لغتهم ونصوص نبيهم ؟
عنئذ يعلم من ذلك أن هذا باب دون البدع ، ماظهرت البدع إلا بمقولة ( من هم السلف نحن رجال وهم رجال ـ تحقيرا لهم ـ؟
والجواب : ولكن من أنتم؟ ومن هم ؟
وأخيرا:
نماذج من مقولات المتزن التي أرى أنه جانب قول أهل السنة في طريقتهم في تناول مسائل الدين:
قال عفا الله عنه:
اقتباس:

((وقد تكون ثبتت موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما , ولكن لا أدري عن مدى صحة ثبوتها عنه .

وحتى وإن ثبتت سنداً , فلا يمكن لي قبولها بهذا الإطلاق دون تقييد وضبط(( .
وقال:

اقتباس:

((فأجب على استشكالاتي لنسلـّم بصحة متن ومعنى المقولة السائد .. فموضوعي وحديثي ليس مقتصراً على ثبوت الأثر من عدمه بل يتجاوز ذلك إلى النظر في المعنى والمفهوم))
ثم قال :
اقتباس:

((.وعلى أي حال , فهو اجتهاد غير معصوم من ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه .))
ثم قال:
اقتباس:

فقول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه : " لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار " يرد عليه عدة احتمالات منها بل أقواها هو : أنه لا ( وجود ) لكبيرة مع الاستغفار ولا ( وجود ) لصغيرة مع الإصرار .

وهذا التوجيه يتوافق تماماً مع ما أقول بل وقبل ذلك مع الأحاديث النبوية .

فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) .
وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله .
وبعد أن طالبته هل له سلف صالح على قوله هذا؟
ولما طالبته بسلفه على هذا االفهم الذي خالف به السلف انظر ماقال:
قال :
اقتباس:

أخي تأبط رأياً

يبدو أنك تريد أيضاً أن تحتكر تفسير النص تماماً كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى !!

بل وليته كان فهماً أو حتى نصاً معصوماً !!

النص غير معصوم , والمفهوم أيضاً غير معصوم .. ومع ذلك تريد أن تحصر الحق به !!!!!

ألا تعلم أن جزءاً كبيراً من الكلام العربي حمـّال أوجه ؟؟؟!!!

إن كنتَ لا تعلم بهذا - وأستبعد ذلك - , فهذه مشكلة ..
وإن كنتَ تعلم بهذا - وأظن ذلك - , فعلامَ تحجير الواسع ؟؟؟!!!
..

وبعد هذا :
أنا لا أزعم أن أخي المتزن تقصد ذلك أو أنه مستخف بأقوال الصحابة أو أفهام السلف ، فهذا شئ نربأ به أن يكون كذلك ،أيضا أنا لا أزعم أنه أراد موافقة أهل الفرق الضالة عمدا .
لكن لايعني ذلك أبدا ألا نقول إن قوله من حيث الأصل خاطئ ، وأن رأيه هذا يلزم عليه لازم فاسد.
وأخيرا:
(المتزن حبيب إلينا لكن الحق أحب إلينا منه)


ولك أخي الكريم أجمل تحية ودعوة ببلوغ الشهرالكريم
وللجميع فائق التحية .


...

تأبَّط رأياً 12-09-2007 03:17 AM

لازالت المطالبة بالإجابة على الأسئلة قائمة !!
...
أختي خيالة المذنب
أخي أبو مصعب .. شكر الله لكما .
...
أيها الاخوة الافاضل:
من باب مقولة شيخ الإسلام في أبي حامد الغزالي (الغزالي حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه)
يلزم من طريقة أخي المتزن ــ هداه الله ــ تصحيح مذهب المعتزلة والأشاعرة في العقيدة وكل الفرق الضالة التي تعتبر من فرق المسلمين لأننا (أي أهل السنة والجماعة) نختلف عنهم بشئ واحد وهو أن مرجعنا هو الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وهم الصحابة ومن بعدهم من القرون المفضلة
أما الفرق الضالة فجميعها تحتج بالكتاب والسنة لكن بفهمها هي لابفهم السلف ،
وكلما أتوا على ما لا يتماشى مع أفهامهم وعقولهم ووجدوا له محملا في اللغة حملوه عليه، حتى أتوا بالأقوال الشاذة، فمثلا صفة (اليد) لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة ويثبتها السلف على حقيقتها كما يليق بجلال الله ،ولما لم تقبلها أفهام الفرق الضالة وقد وجدوا لها محملا في اللغة وهو إطلاقها على النعمة حملوها عليه وهكذا في كثير من الصفات والاسماء لله تعالى مما يعرفه كل طالب علم.
أما أهل السنة فلما كانوا متقيدين بفهم السلف الصالح كانوا يُجرون هذه الأمور على مايفهمه السلف ولايقولون بقول ليس لهم فيه سلف صالح في أصول الدين وفروعه الأمور العلمية والعملية.
يأتي سؤال لماذا ؟
الجواب: لأن السلف مشهود لهم بالخيرية في كثير من الأحاديث والنصوص ،
ومنهم من قد شاهدواالتنزيل ، وصاحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتلمذوا عليه ، ثم تتلمذ عليهم من بعدهم وهكذا ، وهم مع ذلك لغتهم سليمة ، وأفهامهم عميقة ، وأقرب لزمن النبوة ، وأعرف بمقاصد الشريعة ، والعلم فيهم طري ، والدين بينهم قائم
حتى قال الإمام أحمد: (لاتقل بقول ليس لك به إمام) هذا يقوله الإمام أحمد وهو من هو في العلم والورع ، والرسوخ في الاجتهاد ومع ذلك كانوا متقيدين بفهم السلف .
لماذا لانحتج بفهم من بعدهم؟
لعدم الخيرية التي وجدت في النصوص في السلف الصالح ولأنهم
ابتعدوا عن زمن النبوة ، وفسدت فيهم اللغة ، وتغيرت الأفهام والأذواق ، ووضعفت بينهم أمور الدين ، فمن يقارن مثلا زمن عمر ابن عبدالعزيز وزمن القادر بالله ؟ فكيف بزمن عمر أو عثمان؟.
أما في زماننا هذا فقد اتسع الخرق على الراقع ، فأنى لعربي الآن أن يزاحم بلغته وفهمه ابن عباس وأنس وعمر ومن تبعهم من جلة العلماء فضلا عن أهل العلم الذين تتابعوا على هذا المفهوم هو محل النزاع هنا؟
اخواني:
إنه لابد من الغيرة لدفع مقالة القفز على أفهام سلف الأمة لما فيه من مخاطر عقدية وفكرية على الأمة في أغلى ماعندها وهو دينها.
ثم بعد هذا وذاك وبعد قرون طوال يخرج المتزن وويقول المسألة (حمالة أوجه فيء اللغة) وينسف فهم السلف ، أتراهم لايعرفون لغتهم ونصوص نبيهم ؟
عنئذ يعلم من ذلك أن هذا باب دون البدع ، ماظهرت البدع إلا بمقولة ( من هم السلف نحن رجال وهم رجال ـ تحقيرا لهم ـ؟
والجواب : ولكن من أنتم؟ ومن هم ؟
وأخيرا:
نماذج من مقولات المتزن التي أرى أنه جانب قول أهل السنة في طريقتهم في تناول مسائل الدين:
قال عفا الله عنه:
اقتباس:

((وقد تكون ثبتت موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما , ولكن لا أدري عن مدى صحة ثبوتها عنه .

وحتى وإن ثبتت سنداً , فلا يمكن لي قبولها بهذا الإطلاق دون تقييد وضبط(( .
وقال:

اقتباس:

((فأجب على استشكالاتي لنسلـّم بصحة متن ومعنى المقولة السائد .. فموضوعي وحديثي ليس مقتصراً على ثبوت الأثر من عدمه بل يتجاوز ذلك إلى النظر في المعنى والمفهوم))
ثم قال :
اقتباس:

((.وعلى أي حال , فهو اجتهاد غير معصوم من ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه .))
ثم قال:
اقتباس:

فقول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه : " لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار " يرد عليه عدة احتمالات منها بل أقواها هو : أنه لا ( وجود ) لكبيرة مع الاستغفار ولا ( وجود ) لصغيرة مع الإصرار .

وهذا التوجيه يتوافق تماماً مع ما أقول بل وقبل ذلك مع الأحاديث النبوية .

فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) .
وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله .
ولما طالبته بسلفه على هذا االفهم الذي خالف به السلف انظر ماقال:
قال :
اقتباس:

أخي تأبط رأياً

يبدو أنك تريد أيضاً أن تحتكر تفسير النص تماماً كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى !!

بل وليته كان فهماً أو حتى نصاً معصوماً !!

النص غير معصوم , والمفهوم أيضاً غير معصوم .. ومع ذلك تريد أن تحصر الحق به !!!!!

ألا تعلم أن جزءاً كبيراً من الكلام العربي حمـّال أوجه ؟؟؟!!!

إن كنتَ لا تعلم بهذا - وأستبعد ذلك - , فهذه مشكلة ..
وإن كنتَ تعلم بهذا - وأظن ذلك - , فعلامَ تحجير الواسع ؟؟؟!!!
..

وبعد هذا :
أنا لا أزعم أن أخي المتزن تقصد ذلك أو أنه مستخف بأقوال الصحابة أو أفهام السلف ، فهذا شئ نربأ به أن يكون كذلك ،أيضا أنا لا أزعم أنه أراد موافقة أهل الفرق الضالة عمدا .
لكن لايعني ذلك أبدا ألا نقول إن قوله من حيث الأصل خاطئ ، وأن رأيه هذا يلزم عليه لازم فاسد.
وأخيرا:
(المتزن حبيب إلينا لكن الحق أحب إلينا منه)


ولك أخي الكريم أجمل تحية ودعوة ببلوغ الشهرالكريم
وللجميع فائق التحية .


...

الناقد1 13-09-2007 02:01 AM


في موضع آخر لهذا الموضوع
داخل الأخ أبو معاذ النجدي " وأحسبه طالب علم وباحث متمكن " بما نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي المتزن على طرحه هذه المسألة المهمة التي أخذت على وجه التسليم من كلا الطرفين ، وإن كنت لا أوافقه على طرح أمثال هذه المسألة تحت عنوان: "مفاهيم شرعية خاطئة " لأنها كغيرها من المسائل التي يختلف فيها العلماء ولا يثرب بعضهم على بعض بل لسان حال كل واحد منهم ما قاله الشافعي رحمه الله تعالى: " قولي صواب يحتمل الخطأ وقولك خطأ يحتمل الصواب "
وقد فصل المحدث الشوكاني في إرشاد الفحول في هذه المسألة فقال: " ...وقد قيل أن الإصرار على الصغيرة حكمه حكم مرتكب الكبيرة وليس على هذا دليل يصلح للتمسك به وإنما هي مقالة لبعض الصوفية فإنه قال لا صغيرة مع إصرار وقد روى بعض من لا يعرف علم الرواية هذا اللفظ وجعله حديثا ولا يصح ذلك بل الحق أن الإصرار حكمه حكم ما أصر عليه فالإصرار على الصغيرة صغيرة والإصرار على الكبيرة كبيرة "
وهي وإن كانت من المسائل المتعلقة بأحد مسائل الاعتقاد إلا أنها ليست من المسائل الثوابت بل هي من فروع مسائل الاعتقاد التي يسوغ في مثلها الاجتهاد والخلاف فيها مبني على صحة أثر ابن عباس من عدمه وهو لا يثبت.
وأرجوا أن أكون أوضحت بعض اللبس على الإخوة وفقنا وإياكم للصواب والله أعلم.
وقد أعجبني قول المتزن:" ولكني لا أعطل عقلي وأنا أقرأ أو أسمع كلام غيري أياً كان .

فالعصمة فقط لقال الله وقال رسوله .. أما كلام غيرهما , فلا أتهيب من مناقشته بل وتخطئته إن تبين لي ذلك ( وأنا لستُ معصوماً أو أدعي العصمة ) .

أليس هذا هو عين الفقه " .
وهو في نظري عين الصواب!!!
وأيضاً قوله: "تخطئة العالم لا يلزم أن تصدر من عالم مثله أو أعلم منه , بل قد تصدر تخطئة العالم من شخص عادي ويكون الحق مع الشخص العادي كما حدث مع عمر بن الخطاب والمرأة .

الشرط اللي لازم يتوفر باللي يخطئ غيره هو أن يكون عالم بالشيء الذي يتحدث فيه ويخطئ فيه غيره . وليس شرطاً أن يكون عالماً ملماً بكل شيء ."
وهو في نظري أيضاً عين الصواب!!!
وأشكر أخي المتزن على مذاكرته بهذه المسألة.

تأبَّط رأياً 13-09-2007 04:17 PM

أخي الناقد1 أهلا بك:مبارك عليك الشهر الكريم.
ثبتت صحة ذلك عن ابن عباس وغيره.
والشوكاني رحمه الله يحتاج خلافه لسلف له لأنه من المتأخرين فقد توفي عام 1250هـ رحمه الله
ولكن الذي يظهر في خلاف المتزن أنه وقع في مسألة مهمة وهي (منازعة المسائل العلمية حتى ولو لم يكن له سلف وإنما بفهمه هو من اللغة ) ومعلوم خطورة ذلك كما وضحناه سابقا ، وهو الباب الذي يلج من عنده أهل البدع.
ولذلك كان الإمام أحمد يقول : لاتقل بقول ليس لك به إمام.
أي من السلف وأحمد قد توفي عام 240هـ رحمه الله ومع ذلك قاله رحمه الله لكي تضبط الأمور وإلا صارت المسائل العلمية فوضى بين طلاب العلم كل له فهم وهذا يفرق الأمة ويشتت جماعتها، وهذا في غير المسائل النازلة المستجدة.
ثم قول ( النجدي) الذي نقلت عنه:
اقتباس:

وقد أعجبني قول المتزن:" ولكني لا أعطل عقلي وأنا أقرأ أو أسمع كلام غيري أياً كان .

فالعصمة فقط لقال الله وقال رسوله .. أما كلام غيرهما , فلا أتهيب من مناقشته بل وتخطئته إن تبين لي ذلك ( وأنا لستُ معصوماً أو أدعي العصمة ) .

أليس هذا هو عين الفقه " .
وهو في نظري عين الصواب!!!
بفهم السلف أم بفهم من بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر قرنا ؟
أترى فهمه يفوق فهم الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم في القرون المفضلة .
ما الفرق بين المعتزلة والأشاعرة وأهل السنة إذن هنا مكمن الموضوع ومفصله ، ومسألة الإصرار فرع عنه.
ولازمه تصحيح رأي أهل كل مذهب فاسد لأنهم يدخلون بأفهامهم على الكتاب والسنة ، نابذين أفهام السلف الصالح
وهذا والله عين الضلالة.
وقوله :
اقتباس:

وأيضاً قوله: "تخطئة العالم لا يلزم أن تصدر من عالم مثله أو أعلم منه , بل قد تصدر تخطئة العالم من شخص عادي ويكون الحق مع الشخص العادي كما حدث مع عمر بن الخطاب والمرأة .

الشرط اللي لازم يتوفر باللي يخطئ غيره هو أن يكون عالم بالشيء الذي يتحدث فيه ويخطئ فيه غيره . وليس شرطاً أن يكون عالماً ملماً بكل شيء ."
وهو في نظري أيضاً عين الصواب!!!
هذا شئ لانختلف فيه ،
وقوله :
اقتباس:

الشرط اللي لازم يتوفر باللي يخطئ غيره هو أن يكون عالم بالشيء الذي يتحدث فيه ويخطئ فيه غيره . وليس شرطاً أن يكون عالماً ملماً بكل شيء ."
هل المتزن عالم وهو لايفرق بين مذهب أهل السنة وأهل البدع؟
والتي هي من تأصيلات علماء السنة على اختلاف الزمان والمكان.
ولم يأت له بسلف حتى الآن .

شكر الله للجميع حرصهم .

وللكل وافر التقدير .

ناعس 13-09-2007 06:01 PM

جزاك الله خيرا

ناعس 13-09-2007 06:02 PM

والله يسعدك

ناعس 13-09-2007 06:03 PM

ويغفر لك كل ذنوبك

ناعس 13-09-2007 06:03 PM

ويجعلك من عتقاء هذا الشهر الكريم

المودع 13-09-2007 08:49 PM

جزاك الله خير

الناقد1 13-09-2007 10:33 PM


أخي المتأبط رأيه ، أبو معاذ " الذي نقلت قوله "
مداخلته على هذا الرابط إن أحببت التعليق عليها
http://buraydh.com/forum/showthread.php?t=122968&page=3
شكراً لك

تأبَّط رأياً 14-09-2007 03:13 PM

الاخوة الأفاضل:
ناعس
والمودع
أهلا بكما
والشهر مبارك عليكما.
أخي الناقد 1
أهلا بك ، أحلتني على منتدى بريدة ( الموقع الآخر لبريدة) وليس لي به معرف ،
أخي الكريم:
إن كان يعنيك هذا الموضوع
فأرجو إن لم يشق عليك أن تنقل إيرادي بحذافيره على هذا الموضوع إليهم ،لأن أساس الموضوع وحقيقته الخلاف فيها ليس في الإصرار فقط بل في طريقة تناول المسألة.

الناقد1 14-09-2007 03:46 PM

أخي المتأبط رأيه
التسجيل مفتوح ، وليس بذو كلفة تذكر ، خصوصاً عند طالب الحق " وكلنا طلاب حق إن شاء الله " ، ولعلك حينما تورد قولك في الموضوع ستفصّـل بما تريد ، وستورد كلامك كما تشاء ، فقد يكون نقلي مشتتاً أو في غير مرادك
لذا أتمنى عليك أن تناقشه بشكل مباشر ، لأن هذه المسألة تهمنا جميعاً ونريد الاسهاب في الحديث عنها
و ابو معاذ مقلٌّ جداً في التواجد ، ولكن عليك تتبعه هناك ، جعلكم الله من الذاكرين الذين تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله فيمن عنده
شكر الله لك أيها العزيز
دمت بخير

المتزن 15-09-2007 01:54 AM

بارك الله فيكم جميعاً أعزائي , وأهنئكم جميعاً بحلول شهر رمضان المبارك .

وبعون الله وتوفيقه - إن شاء الله - لي عودة ووقفة - غير مطولة - في المشاركة التالية مع أخينا تأبط رأياً هداه الله ,,


وتقبلوا تحياتي 00
المتزن

المتزن 15-09-2007 02:40 AM

لا حول ولا قوة إلا بالله !!

أن يصل الحال بأخينا تأبط رأياً – هداه الله وأصلحه – إلى التهويل والترهيب بمذاهب المعتزلة والأشاعرة وغيرها من المذاهب الضالة , فهذا مما يدعو إلى الغضب والابتسام في نفس الوقت !!

ومن باب رد المثل بالمثل , يبدو أن أخانا تأبط رأياً يريدنا أن نكون كالرافضة الذين يتبعون أقوال علمائهم وسادتهم دون إعمال للعقل أو حتى اعتراض !!

فهو كأنه يقول لنا : اسكتوا ولا تتكلموا , وعطـّلوا عقولكم ولا تناقشوا أو حتى تتساءلوا وتطرحوا الأسئلة والاستشكالات على أقوال العلماء !!!

فهل هذا ما يريده منا أخونا تأبط رأياً ؟؟؟!!!


على أي حال :

أجيب على أسئلة أخينا تأبط رأياً لعله بعد ذلك يجيب على أسئلتي واستشكالاتي .

س1ـ من هم سلفك على هذا الرأي على هذا الفهم؟

السلف مختلفون بمسألة عدد الكبائر , فمنهم من يراها سبعاً ومنهم من يراها تسعاً ومنهم من يراها أكثر من ذلك .

وعلى هذا نستطيع القول بأن من يحصرون عدد الكبائر بسبع أو تسع لا يرون أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

أما إن كنتَ تسأل عن سلفي في تفسيري لنص كلام ابن عباس رضي الله عنه , فأظن أن تفسيري يتوافق مع اللغة العربية ولا يتعارض معها . وإن كنتَ ترى أن تفسيري يتعارض مع اللغة , فوضح لي ذلك مشكوراً .

س2ـ هل أنت عالم مجتهد تزاحم برأيك فحول العلماء من السلف وأتباعهم أم لا ؟ (مع منعهم من الشذوذ إلا لمن له سلف )

أنا لستُ عالماً مجتهداً , ولكني مسلم يحق له طرح رأيه وإن خالف رأي بعض العلماء .

فإن كنتَ تحرّم عليّ ذلك , فأخبرني بارك الله فيك ولا تنسَ أن تذكر لي الأدلة من القرآن أو السنة .

=======

أسئلتي :

س1 : هل الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )
وما دليلك على ذلك من القرآن أو السنة ؟؟


س2 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها .. فهل تكفرها الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )


س3 : عندما يتكرر فعل الصغيرة من المسلم , فمتى تصبح هذه الصغيرة كبيرة برأيك ؟؟!
أرجو أن تذكر لنا الحد أو العدد الذي تصبح بعده الصغيرة كبيرة .


س4 : متى يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة إصراراً ؟؟!
وهل لذلك حد أو عدد معين أم أن مجرد عقد العزم على فعل الصغيرة - وإن كانت الأولى - يـُعد إصراراً ؟؟!!


س5 : إذا افترضنا جدلاً أننا عرفنا الحد الذي يمكن تسمية فعل الصغيرة إصراراً .. فماذا نعتبر فعل الصغيرة بعد هذا الحد ؟؟!
هل نعتبرها صغيرة جديدة ونبدأ العد من جديد .. أم نعتبرها كبيرة بحد ذاتها باعتبارها تجاوزت الحد ؟؟؟!!!


س6 : إذا كان الإصرار على الصغيرة يحوّل الصغيرة إلى كبيرة .. فماذا تعتبر الإصرار على الكبيرة ؟؟ هل ستعتبر الإصرار على الكبيرة يحوّلها إلى كفر أو قريباً من ذلك أم ماذا ؟؟!!


س7 : رجل صلى الظهر , ففعل بعدها صغيرة من الصغائر .. ثم صلى العصر والمغرب , ففعل نفس الصغيرة .. ثم جاءت صلاة الجمعة من الغد ففعل بعدها نفس الصغيرة ثم صلى العصر وبقية الصلوات الخمس لمدة يومين ففعل نفس الصغيرة .. فهل هذه الطاعات تكفر هذه الصغائر أم لا ؟؟!


س8 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها أي أنه مازال عازماً في قلبه على مقارفتها في المستقبل .. فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!!

الجواب هو إما أن تقول إن التوبة تلزمه , أو لا تلزمه .. فاختر ما تراه الصواب .


س9 : ما هو تفسيرك لنص كلام ابن عباس لغوياً , واذكر لنا سلفك ؟؟!!


س10 : من هم سلفك بحصر حديث مكفرات الذنوب فقط بالصغائر غير المصـَرّ عليها كما زعمتَ في المشاركة 88 .



وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 15-09-2007 03:32 AM

أهلا أخي المتزن ـ مبارك الشهر :
أخي :
مرة الكنيسة الكاثولكية وأخرى رأي الرافضة ولكنك تستطيع أن تقول إن مذهب أهل السنة ألا تقول بقول وإلا ولفهمك سلف به:
ولدفع دعوى التحجير
أقول:
أي مسألة شرعية لها حالتان: الأولى : إما أن تكون مسألة فيها نص والحالة الثانية: مسألة نازلة مستجدة لانص فيها.

فإن كان فيها نص فالسلف لهم فيها حالتان :
الأولى:
إن اتفقوا لزمك إجماعهم .
الثانية:
وإن اختلفوا فلطالب العلم أن يختار ماتعضده الأدلة من أقوالهم ،و لايبتدع قولا يخرج عن أقوالهم وسبق ذكر الأسباب.
والحالة الثانية: مسألة نازلة مستجدة لانص فيها ، فاللعلماء المجتهدين أن يجتهدوا فيها حسب معطيات الادلة وحسب قواعد الشرع ، والنظر لمصالحه ومقاصده .
وكل هذا مبسوط في أبواب الاجتهاد في كتب أصول الفقه.
بعد هذا أقول :
أين التحجير؟
إما كاثولكية أو رافضية ،أو فوضوية معتزلية .

هناك الوسط الذي درج عليه السلف ، وهو أنه لايكفي وجوه اللغة ، فما احتملته اللغة جاز الخلاف فيه !! فهذاباب خطير جدا!!
يلزم منه صحة مذاهب حكم عليها السلف بالبطلان ، وقد مثلت لك باليد لله بين أهل السنة والمعتزلة والأشاعرة ولكني لا أحب التكرار الذي أراك مشغوفا به .
هذه الفِرق يستدلون بما تستدل به (بالكتاب والسنة) لكن غرهم وجوه اللغة فدخلوا في متاهة الأقوال المبتدعة المنكرة ، نعم الذي يتتبع وجوه اللغة ويجعل خلافه في ضمنها أقل ضلالا ممن لم يضرب لها حسابا إطلاقا ،و هذا الذي غرك تحسبه لاضرر فيه محض .
ومن أدمن النظر في كتب شيخ الإسلام تجلى له ذلك فراجعه .
بالنسبة لأسئلتك مع كامل احترامي لك :
لاجديد في موضوع الإصرار عندك كما هي الأسئلة متكررة مستهلكة سبق الإجابة عليها ، مللنا من تكرارها .
وتبين أن الخلاف ليس فيها وإنما هي فرعٌ عن رأي باطل: (وهو عدم اعتبار فهم السلف)
فلا يعالج الظل والغصن أعوج ، ولاتداوى اليد والرأس مقطوع .
والوقت أثمن أن يصرف في مناقشة قتلناها محاورة ، ولاجديد عندك بها.

مع وافر حبي لك ، وتقديري لشخصك الكريم .
صلب الموضوع هو فهم السلف أو فهمك .

المتزن 15-09-2007 05:04 AM

أخي تأبط رأياً , مبارك عليك الشهر وتقبل الله منا ومنك الصيام والقيام وجميع الطاعات

لا أريد أن نخرج عن صلب موضوعنا , ولكن كأني فهمتُ من كلامك في صدر تعليقك الأخير تريد غلق باب الاجتهاد !! مع العلم أن هناك بعض علماء الخلف اجتهدوا في مسائل فقهية وليست عقدية ورد فيها نص وابتدعوا قولاً جديداً ليس لهم فيه سلف ويبرز هنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة ابن القيم وغيرهما .

على أي حال :

نعود لصلب الموضوع .

رجعتُ إلى الصفحات السابقة , فلم أجد لك إجابات على أسئلتي أعلاه .. فكيف تقول إنها أسئلة متكررة مستهلكة سبق الإجابة عليها ، بل ومللتَ من تكرارها ؟؟؟؟!!!!!

عفواً أخي الفاضل , أرجو أن توثق كلامك بدلاً من رمي الكلام في الهواء هكذا .. فقد يـُظن فيك أنك تستغفل القارئ .

أما إن كنتَ لا تملك أو لا تريد الإجابة على أسئلتي , فلك كامل الحرية ولكن أخبرني بذلك فضلاً لا أمراً .

وبالمناسبة :

بما أنك تتحدث عن السلف , فقد تذكرتُ سؤالاً نسيتُ أن أطرحه عليك وهو :

س11 : مـَن مـِن السلف قال إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ( بهذا اللفظ ) ؟؟!

أرجو أن تذكر لي علماء السلف الذين قالوا هذه المقولة بنفس ألفاظها .


أكرر تهنئتي لك بشهر رمضان أخي الفاضل ,,


وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 17-09-2007 04:55 AM

Quote]أخي تأبط رأياً , مبارك عليك الشهر وتقبل الله منا ومنك الصيام والقيام وجميع الطاعات[/quote]
آمين
اقتباس:

لا أريد أن نخرج عن صلب موضوعنا , ولكن كأني فهمتُ من كلامك في صدر تعليقك الأخير تريد غلق باب الاجتهاد !!.
أخي الكريم :
أنت تفهم جيدا أني لا أريد ذلك فيما أعرف عنك ، بل طالب المتوسط لايمكن أن يفهم ذلك لأني فصلت في ذلك!! ، فبين الأمرين مثل مابين السماء والأرض ،و إذا كنت تفهم أن الاجتهاد الذي يتكلم عنه العلماء هو الخروج عن أقوال السلف ، وابتداع قول جديد في مسألة ليست من النوازل فهذه مشكلة أخرى.
وحتى لا أملل القارئ لن أنقله له ، لأن صار شغلنا هنا تكرار (قص ولصق) وليس حوار.
وقولك :
اقتباس:

مع العلم أن هناك بعض علماء الخلف اجتهدوا في مسائل فقهية وليست عقدية ورد فيها نص وابتدعوا قولاً جديداً ليس لهم فيه سلف ويبرز هنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة ابن القيم وغيرهما .
الجواب عنه من أمور:
1ـ أن هذا المتشابه يرد لمحكم كلامهما فمثلا:
كثيرا مايذكر شيخ الإسلام تحريم إحداث قول ثالث في المسألة :
قال رحمه في مجموع الفتاوى ج 15 ص 95:
((ولهذا جوز من جوز منهم أن تتأول الآية بخلاف تأويل السلف وقالوا إذا اختلف الناس فى تأويل الآية على قولين جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث بخلاف ماإذا إختلفوا فى الأحكام على قولين وهذا خطأ فإنهم إذا أجمعوا على أن المراد بالآية إما هذا كان القول بأن المراد غير هذين القولين خلافا لاجماعهم ولكن هذه طريق من يقصد الدفع لا يقصد معرفة المراد وإلا كيف يجوز أن تضل الأمة عن فهم القرآن ويفهمون منه كلهم غير المراد متأخرون يفهمون المراد فهذا هذا والله أعلم ))وراجع ج13 ص 60
أما ابن القيم رحمه فقد قال في إعلام الموقعين ج 4ص 118 :
(ان من الممتنع ان يقولوا( الصحابة والسلف) في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به وهذه الصورة المذكورة وامثالها قد تكلم فيها غيرهم بالصواب ، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطق بالصواب واشتماله على ناطق بغيره فقط فهذا هو المحال))
ولو استقصيت ذلك لطال المقام .
2ـ أن بعض المجتهدين الكبار يرون جواز الدمج بين الأقوال وإحداث قول مستخلص لايخرج عن أقوال السلف كقول شيخ الإسلام في غسل الجمعة وهذا لا يتأتى إلا لمن رسخت قدمه في العلم والفهم.
3ـ أنه ربما اطلعوا على قول للسلف لكنه غير مشهور، أو الجهور على خلافه وهذا يقع كثيرا.
فما دام أن الأمر دخله الاحتمال سقط به الاعتبار.
وقولك :
اقتباس:

رجعتُ إلى الصفحات السابقة , فلم أجد لك إجابات على أسئلتي أعلاه .. فكيف تقول إنها أسئلة متكررة مستهلكة سبق الإجابة عليها ، بل ومللتَ من تكرارها ؟؟؟؟!!!!!

عفواً أخي الفاضل , أرجو أن توثق كلامك بدلاً من رمي الكلام في الهواء هكذا .. فقد يـُظن فيك أنك تستغفل القارئ .

أما إن كنتَ لا تملك أو لا تريد الإجابة على أسئلتي , فلك كامل الحرية ولكن أخبرني بذلك فضلاً لا أمراً
.

كلامك هذا لاطائل وراءه ، لأني لم أقل (أجبتُ عليها) بتاء الفاعل ، ولكن قلت :
اقتباس:

سبق الإجابة عليها ، مللنا من تكرارها
ثم وضحت ذلك بقرينة الجمع( مللنا) لأني أنا مؤيد لكلام غيري كعمر55 ومن يرى رأيه من بداية كلامي فراجعه
وقد صرحت بذلك في أول كتابة لي هنا فتهافت إيرادك.

وقولك:
اقتباس:

وبالمناسبة :

بما أنك تتحدث عن السلف , فقد تذكرتُ سؤالاً نسيتُ أن أطرحه عليك وهو :

س11 : مـَن مـِن السلف قال إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ( بهذا اللفظ ) ؟؟!

أرجو أن تذكر لي علماء السلف الذين قالوا هذه المقولة بنفس ألفاظها .
أخي آمل ألا يكون هذا تهربا من النقاش إلى أمور بدهية وجعلها موضع للخلاف ، لأني أنا المطالب لك بهذا الطلب ثم تقلبه علي !!
أقول ذلك لأنك أنت كنت تذكر أنه هو مايروى عن ابن عباس فقلت :
اقتباس:

أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

وهذا المفهوم غير صحيح , ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأظن أنه ورد ما يشبه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلم عن صحة ثبوته عنه .

على أي حال :

هذه العبارة لا يمكن اعتبارها بهذا الإطلاق , بل هي عند التأمل أقرب إلى الخطأ منها إلى الصواب
إذن هذا فهمك أولا لهذه العبارة ونسَبتها لبعض العلماء ولابن عباس أيضا ففهمك سابقا مثل مافهمه السلف و أزيدك وضوحا من كلامك:
اقتباس:

وحتى وإن ثبتت سنداً , فلا يمكن لي قبولها بهذا الإطلاق دون تقييد وضبط .

وفي جميع الأحوال : تظل الإشكالات التي ذكرناها قائمة , وهي بحاجة إلى إجابة وتوضيح
وقلت حفظك الله مؤيدا أنه قول الجمهور لما ذكر عمر55 أنه قول الجمهور قلت أنت:
اقتباس:

ولذا فالعدد ليس حجة بذاته ( أي أنه لا يـُستدل به بل يـُستدل له ) .

أما بالنسبة للرأي , فنعم : أرى أن القول الذي تدافع عنه ضعيف , والضعف ليس بالأدلة بل بالتفسير .

وحينها أطالبك بالدليل على أن هذه العبارة خاطئة .

إذن ليس لي مفهوم ولك مفهوم إلا أخيرا انحرفت إلى مفهوم آخر مضحك فطالبتك بسلفك عليه ولم تجب حتى الآن:

اقتباس:

فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) .

وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله
.

فأنت مررت على ثلاث مراحل في أثر واحد وهو اثر ابن عباس :
مرة أنك تفهم منه الفهم الأول المعروف والظاهر لكل مطلع وهو الذي تناقله العلماء بلا أي نكير حتى جاء خالد الغنامي ونقلت عنه بلا تفهم لمعاني ذلك.

ثم ذهبت إلى تضعيفه أثر ابن عباس مطلقا

ثم رجعت وأولته تأويلا لم يقل به أحد من السلف .

وأزيد هنا من السلف الذين نصوا على ذلك :
نسبه للجمهور ابن حجر المكي الهيثمي في كتاب الزواجر في المقدمة وأغلب من تكلم في هذه المسالة .
ومن هذا الجمهور:
الأوزاعي في شعب الإيمان للبيهقي برقم 6891
وعمر بن عبد العزيز في حلية الاولياء لأبي نعيم في ج5ص 296
وابن المبارك نقله عنه شيخ الإسلام في كتاب الزهد والورع ج1 ص172
وأحمد ابن حنبل نقله عنه ابن القيم في روضة المحبين ص319
وهذا الذي تتابع العلماء على فهمه ونقله ومنهم :
شيخ الإسلام وابن القيم وابن الصلاح وابن حجر المكي وغيرهم كثر جدا يطول الكلام بحصرهم ،
واختم بقول شيخ الإسلام ففهمه لكلام ابن عباس أوثق عندنا من فهم غيره قال في مجموع الفتاوى ج11 ص699 :
((فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما فى الحديث الآخر لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار فإذا أصر على الصغيرة صارت كبيرة وإذا تاب منها غفرت قال تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الآية ))

عذرا على الإطالة


ولك فائق التحية .

المتزن 17-09-2007 06:02 AM

أخي الكريم / تأبط رأياً

هناك من ضمن أسئلتي ما لم أتوجه به لأخي عمر55 بل ولا لك من قبل , فكيف تقول إنكم مللتم من تكرارها ؟؟؟!!!
مع العلم أني لم أجد تكراراً للإجابة على أسئلتي بشكل يوحي بالملل !!

على أي حال :

ما المانع من أن تنسخ كل سؤال من أسئلتي وتعيد كتابة إجابته تحته ؟؟!!

فلعل هذا يزيل الكثير من اللبس والإشكالات , وقد يكون ختاماً جيداً للموضوع . :)


وتقبل تحياتي 00
المتزن

زمن الإنكسار 17-09-2007 08:03 AM

ماشاء الله كل هذولى اسئلة يالمتزن :eek::D وش بقيت لإختبارات القياس :019:

جزاك الله خير تأبط رأياً و المتزن .

مع العلم أني أميل لرأي تأبط رأياً

اعانكم الله

المتزن 17-09-2007 03:01 PM

ما شفت شيء يا زمن الانكسار :)

ومشكور على مرورك وتعليقك .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 19-09-2007 03:09 AM

اقتباس:

Quote]أخي الكريم / تأبط رأياً

هناك من ضمن أسئلتي ما لم أتوجه به لأخي عمر55 بل ولا لك من قبل , فكيف تقول إنكم مللتم من تكرارها ؟؟؟!!!
مع العلم أني لم أجد تكراراً للإجابة على أسئلتي بشكل يوحي بالملل !!

على أي حال :

ما المانع من أن تنسخ كل سؤال من أسئلتي وتعيد كتابة إجابته تحته ؟؟!!

فلعل هذا يزيل الكثير من اللبس والإشكالات , وقد يكون ختاماً جيداً للموضوع .


وتقبل تحياتي 00
المتزن
[/quote]

أخي المحب :
لاتزال حقوق الطبع لسؤال واحد لي فقط !! ( وهو فهمك الجديد لكلام ابن عباس)
أجبه.فإن لم يكن لك سلف به ، فأرجو أن تكون شجاعا وتقول : لاقائل به ، فإن كان أحد قائلا به فاذكره لماذا المراوغة ، وضياع الأوقات .
من هم سلفك الذين نصوا على هذا الفهم الذي فهمته من كلام ابن عباس ؟
وأنا أذكر لك مراحل المراوغة:
أخي ـ بارك الله فيك ــ أنا طالبتك بذلك فقلبت علي الطلب وطالبتني من هم سلفي بما اقول؟ ــ وتناسيت ماكنتَ تقول من قبل حيث قلت أنه (قول لبعض العلماء) ، ومع ذلك تقديرا لك ذكرتُ أنا سلفي !! مع أن الحق لي في سؤالي حتى الآن لم تجب علي به .
ثم طرحت دفعة ثانية من الأسئلة وكأن المسألة مقاتلة ولكن بالأسئلة.
وقد مضى حولها الكلام في أكثر من ثمان صفحات ، وأنت تريد ثمانا أخرى مثلها لأنه لن ينتهي البحث بها ، لأن الرأيين متباينان بسبب أصل وهو ( فهم السلف)
علما أنها لاجديد فيها ، عرفتُ رأيك بها وأنتَ تعرف رأيي بها!! فلم الإصرار عليها وكأنها هي مفصل البحث ، ومنتهاه ، وهي ليست محز البحث معي
محل البحث أخي الكريم :
أنا أختلف معك في أصل وهو ( فهم السلف) هل له اعتبار عندك أم لا ؟
أكرر طلبي من هم سلفك على هذا القول (فهمك الجديد لكلام ابن عباس) بشكل صريح .

أرجو أن تتشجع مرة أخرى وتنهي البحث وتذكر ذلك بصراحة.
أو تقول لا ليس لي به سلف .


..

المتزن 21-09-2007 06:06 PM

:)

أخي الكريم / تأبط رأياً

الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ))

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر به - فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي "

وهذه النصوص تدل على أن جزاء السيئة سيئة مثلها , كما تدل على أن الإصرار لا يكون إلا مقروناً بالفعل والعمل .

وقال تعالى : (( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ))
كما سبق ذكر بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكفرات الصغائر .

وما ذكرتـُه يصب في نفس مسار هذه النصوص الشرعية وهي تؤدي إليه .

وعندما يرد أثر عن أحد الصحابة أرى أن له وجهان أحدهما يتعارض مع هذه النصوص الشرعية وأقوم بتوجيهه وأختار الوجه الذي يتماشى مع القرآن والسنة , فلا أظن أني مطالـَب أو ملزَم بالبحث عن سلف لي فيما أقول .

فما دام توجيهي لا يتعارض مع أصول اللغة العربية ولا مع أصول الشريعة , فلا تثريب عليّ حتى وإن خالفتُ بعض علماء السلف غير المعصومين .

ولهذا لم أبحث لي عن سلف لفهمي وتوجيهي هذا , لأني لا أرى أن ذلك واجب شرعي يجب عليّ التقيد به .

فإن كنتَ لن تقبل فهمي وتوجيهي لكلام ابن عباس إلا إذا ذكرتُ لك سلفي في ذلك , فهذا شأنك , ولكن عليك حينئذ أن توضح لنا المسألة وتجيب على أسئلتي وإشكالاتي لأقتنع بخطأ ما ذهبتُ إليه .


بانتظار إجاباتك على أسئلتي ,,


وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 22-09-2007 02:44 AM

هنا انجلى أمر ، واستجد شئ .
كنت أحسب أنك لاتتجرأ على ذلك ، لخطورته ،
قال الذهبي في السير:
(ونحن نتهيب من مخالفة الجمهور ولا نتجاسر عليه إلا بقول عليه تلوح الأدلة )
وهو من هو رحمه الله ؟
ومع ذلك لم يطمئن لأي قول يخالفه !! حتى يعتضد بأدلة تلوح .
وأين أنت أيها المتزن من ذلك ؟
لم تأت بقائل ، فأنى الدليل؟
غاية ماهنالك شبهات تأويل.
إن نسف أقوال السلف خطر جدا
وهذه الخطورة هي : (أنه يلزم عليه تصحيح مذاهب أي فرقة ضالة ، كالمعتزلة والأشاعرة والخوارج والمرجئة.... الخ لأن نقطة الاختلاف بينهم وأهل السنة هي بفهم السلف ..)
ومن مشاركة سابقة لي فيها بعض التفصيل تبين خطورة ذلك قلت :
يلزم من طريقة أخي المتزن ــ هداه الله ــ تصحيح مذهب المعتزلة والأشاعرة في العقيدة وكل الفرق الضالة التي تعتبر من فرق المسلمين لأننا (أي أهل السنة والجماعة) نختلف عنهم بشئ واحد وهو أن مرجعنا هو الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وهم الصحابة ومن بعدهم من القرون المفضلة
أما الفرق الضالة فجميعها تحتج بالكتاب والسنة لكن بفهمها هي لابفهم السلف ،
وكلما أتوا على ما لا يتماشى مع أفهامهم وعقولهم ووجدوا له محملا في اللغة حملوه عليه، حتى أتوا بالأقوال الشاذة، فمثلا صفة (اليد) لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة ويثبتها السلف على حقيقتها كما يليق بجلال الله ،ولما لم تقبلها أفهام الفرق الضالة وقد وجدوا لها محملا في اللغة وهو إطلاقها على النعمة حملوها عليه وهكذا في كثير من الصفات والاسماء لله تعالى مما يعرفه كل طالب علم.
أما أهل السنة فلما كانوا متقيدين بفهم السلف الصالح كانوا يُجرون هذه الأمور على مايفهمه السلف ولايقولون بقول ليس لهم فيه سلف صالح في أصول الدين وفروعه الأمور العلمية والعملية.
يأتي سؤال لماذا ؟
الجواب: لأن السلف مشهود لهم بالخيرية في كثير من الأحاديث والنصوص ،
ومنهم من قد شاهدواالتنزيل ، وصاحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتلمذوا عليه ، ثم تتلمذ عليهم من بعدهم وهكذا ، وهم مع ذلك لغتهم سليمة ، وأفهامهم عميقة ، وأقرب لزمن النبوة ، وأعرف بمقاصد الشريعة ، والعلم فيهم طري ، والدين بينهم قائم
حتى قال الإمام أحمد: (لاتقل بقول ليس لك به إمام) هذا يقوله الإمام أحمد وهو من هو في العلم والورع ، والرسوخ في الاجتهاد ومع ذلك كانوا متقيدين بفهم السلف .
لماذا لانحتج بفهم من بعدهم؟
لعدم الخيرية التي وجدت في النصوص في السلف الصالح ولأنهم
ابتعدوا عن زمن النبوة ، وفسدت فيهم اللغة ، وتغيرت الأفهام والأذواق ، ووضعفت بينهم أمور الدين ، فمن يقارن مثلا زمن عمر ابن عبدالعزيز وزمن القادر بالله ؟ فكيف بزمن عمر أو عثمان؟.
أما في زماننا هذا فقد اتسع الخرق على الراقع ، فأنى لعربي الآن أن يزاحم بلغته وفهمه ابن عباس وأنس وعمر ومن تبعهم من جلة العلماء فضلا عن أهل العلم الذين تتابعوا على هذا المفهوم هو محل النزاع هنا؟
اخواني:
إنه لابد من الغيرة لدفع مقالة القفز على أفهام سلف الأمة لما فيه من مخاطر عقدية وفكرية على الأمة في أغلى ماعندها وهو دينها.
ثم بعد هذا وذاك وبعد قرون طوال يخرج المتزن وويقول المسألة (حمالة أوجه فيء اللغة) وينسف فهم السلف ، أتراهم لايعرفون لغتهم ونصوص نبيهم ؟
عنئذ يعلم من ذلك أن هذا باب دون البدع ، ماظهرت البدع إلا بمقولة ( من هم السلف نحن رجال وهم رجال ـ تحقيرا لهم ـ؟
والجواب : ولكن من أنتم؟ ومن هم ؟




وبهذا ليس بينك وبين هذه الفرق أي سياج بناء على قولك وهو أنك قلت: .
[quote]وعندما يرد أثر عن أحد الصحابة أرى أن له وجهان أحدهما يتعارض مع هذه النصوص الشرعية وأقوم بتوجيهه وأختار الوجه الذي يتماشى مع القرآن والسنة , فلا أظن أني مطالـَب أو ملزَم بالبحث عن سلف لي فيما أقول [/quo


ومن كان طريقته في تلقي الوحيين طريقة بشر المريسي ، وواصل ابن عطاء ، وأحمد ابن أبي دوءاد ، ومن بعدهم كالنظام وغيرهم
فقوله لغو لاشئ ، وتتبع أفهام من ساءت أفهامهم في مسائل مضى فيه القول عن السلف ، نوع من الزيف !!
وبعد طول مناقشة، وكثرة ردود انجلى لكل متابع رأي أخي المتزن في فهم السلف،
فقد آن لي أن أقف ، والقلم أن يجف ،
لضعف القول وهزالته ، وضعف مابني عليه.
ولم يبق إلا بذل النصح .
أخي:
والله إنها نصيحة من محب صادق ، وأخ مشفق:
وهو الرجوع عن هذا الرأي( وهو عدم اعتبار فهم السلف لمسائل الدين) إذ لانهاية له إلا التمرد على أفهام من زكاهم الله والرسول صلى الله عليه وسلم ، والخروج عن أقوال الأمة، في مسائل ليست من مسائل الاجتهاد ، أقل شئ بالنسبة لمثلك ، حيث ذكرت أنك لست عالما ولامجتهدا، فالصمت حكمة ، وقد كفيت ، حتى ينبري لها من هم أهل لها،
أخي المتزن:
التوسع في هذا الباب هو ماجرت عليه المدرسة الفلسفية العقلية ( قديما وحديثا) وأدى بهم إلى الحيرة والاضطراب، ومنابذة كل شئ لاتقبله عقولهم ، ولاتستسيغه أفهامهم ،
ورجع عن ذلك من رجع ، وتاب من هذا المنهج من اراد الله له الهداية ، فجاءت اعترافاتهم شاهدة على سؤ المسلك ، وتناقضه ، والقلق حتى تمنوا أنهم عوام بسطاء ،
إذ البداية به ربما ذكاء ، ولكن الاستمرار عليه غباء .

فأدعو الله لك بالهداية ، والصلاح .

المتزن 22-09-2007 05:48 AM

لا أقول إلا :

أصلحك الله يا تأبط رأياً .. أصلحك الله .

المهم الآن :

أين هي إجاباتك على أسئلتي ؟؟!! :)

فاللجوء إلى الخطابة وحدها في الحوار , أسلوب من لا يملك الحجة يا هداك الله !!

وبما أنك أسمعتنا خطابك الرنان , فأرجو أن تـُسمعنا إجاباتك على أسئلتي .


فأنا مازلتُ بانتظار إجاباتك على أسئلتي , وأرجو ألا يطول انتظاري .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 23-09-2007 03:14 AM

أخي الكريم :
متى كان للغو سؤال ؟

انتهى الأمر

أرجو أن تقرأ النصيحة أعلاه.

المتزن 23-09-2007 04:45 AM

عفواً أخي تأبط رأياً

هذا يـُسمى هروب , وهو أسلوب الضعفاء !!

ولم أكن أتمنى أن تسير في هذا الطريق , فالعلماء من السلف والخلف كانوا ومازالوا يردون على حجج وشبهات من يختلف معهم في المسائل العقدية وفي المسائل الفقهية الاجتهادية , ولم يكونوا يكتفون بالمواعظ والخطب الرنانة كما تفعل أنت أصلحك الله .

عموماً :

كان ينتابني شعور بأنك لن تجيب على أسئلتي وتساؤلاتي , وقد تأكد الأمر الآن !!

لذلك أتوقف هنا , فقد قلتُ ما أريد ..
وأحترم قرارك , إذ ليس لي الحق أن أجبرك على ما لا تريد أو - ربما - ما لا تستطيع .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 23-09-2007 06:32 AM

مداخلة بسيطة :
بحكم متابعتي للحوار ومشاركتي فيه من بدايته ، وأظن بأن الموضوع سينتهي قريباً فسأطرح بعض الأسئلة المتعلقة بصلب الموضوع للمتزن لنخرج بنتيجة :
1 / هل القول بأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة أو بحكم الكبيرة لا دليل عليه أبداً ؟
2 / هل فعلاً هذا المفهوم هو مفهوم شرعي خاطئ قطعاً بمعنى أن من يعتقده لا بد وأن ينكر عليه وينبه على هذا الخطأ وأن من قرأ موضوعك هذا ولم يترك هذا الإعتقاد فإنه آثم لأنه يعتقد في الشرع ما ليس من الشرع ؟
أم أنه يغلب على ظنك أن هذا المفهوم خاطئ ؟ أم عندك شك بأن المفهوم فيه شيء من الخطأ ؟
3 / هل لك حق الإنكار على من يعتقد هذا المفهوم ؟ أم تعتبرها من مسائل الإجتهاد التي لا إنكار فيها والخلاف فيها سائغ ؟ فموضوعك فيه التصحيح لهذه المفاهيم التي تظنها خاطئة وتصحيح الخطأ هو من الإنكار ، فهل لا زلت ترى بأن لك حق الإنكار على المخالف في هذه المسألة ؟ وهل قولك هو الصواب قطعاً في هذه المسألة ؟ أم هناك احتمال بأن الصواب مع هذا المفهوم الذي تظنه خاطئاً ؟

برق1 23-09-2007 11:33 AM

بسم الله لرحمن الرحيم

السلام عليكم جميعاأيها لإخوة وأيتها لأخوات
أخي المتزن ( أبا فهد ) :
دخلت موضوعك اليوم لأول مرة وقد كثرت صفحاته مما أتبني ي ملاحقة المداخلات , لكني خرجت بما أحببت بيانه لك مما وقع في لنفس .

بدأ بتدوين ما أثار استغرابي من حديثك وما أقدمت عليه , ثم أتحدث معك في تعقيب لاحق - إن شاء ربي- عن زعمك بأن هذا (( المفهوم خاطئ )) استكمالا لما بدأه أستاذي أبو عمر القصيمي وأستاذي تأبط رأيا

أولا :
من عنوانك يتبين أنك جازم بأن هذا المفهوم خاطئ !
وقد أكدت هذا في ثنايا كلامك برأس الموضوع , فقلت :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 714741)
استكمالاً لتصحيح بعض المفاهيم الشرعية الخاطئة عند الكثير من الناس .....
هانحن نتطرق إلى مفهوم شرعي خاطئ آخر .
يعتقد الكثير من الناس – بما فيهم بعض العلماء وطلبة العلم – أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة
وهذا المفهوم غير صحيح ,

عجبت لفعلك هذا أيما عجب!
إذ كيف تجزم بأن هذا المفهوم خاطئ , بينما أكدت لنا بنفسك أنك لم تجتهد في بحث المسألة أقل اجتهاد , ناهيك عن اجتهاد تام يخوّلك تصحيح المفهوم ؟!
لدرجة أنك لا تدري عن صحة نسبة ما أسميته (((( عبارة ))) إلى حبر الأمة ابن عباس ! يوم قلت :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 714741)
وأظن أنه ورد ما يشبه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلم عن صحة ثبوته عنه .

وهل من لا يدري عن أحاديث المسألة أو ((( المفهوم ))) يحسن منه أن يتحدث فيه أصلا , عدا أن ينسفه ويعده مفهوما خاطئا ؟!

وعلى هذا فيبدوا أنك إذ لم تجهد نفسك في تبع المسألة لا تدري أن المسألة قد وقع فيها الخلاف بين العلماء , ولم تأت أنت بجديد , وإنما لست أنا ولا أنت بالمخوّلين للترجيح في مسائل الخلاف .

ثانيا :
أعجب من سابقه أنك تجرأت بالحكم على كلام ابن عباس ( حبر الأمة , وترجمان القرآن ) بأنه ساقط هو أقرب للخطأ ! قلت :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 714741)
على أي حال :
هذه العبارة لا يمكن اعتبارها بهذا الإطلاق , بل هي عند التأمل أقرب إلى الخطأ منها إلى الصواب .. ويضعفها ما يلي : ..........

قد ادعيت بأن العبارة خاطئة لمخالفتها نصوص الشرع !
فهل أنت أدرى بفهم نصوص الشرع أم ابن عباس ؟!
أم كنت تظن ابن عباس قد فاته ما فطنت له من أحكام الشرع ؟!

أخي المتزن :
إن عدم قبولك هذا (( المفهوم )) وتخطئتك له ليس ناتجا عن خلل فيه ومخالفة لنصوص الشريعة .
بل هو نتيجة خلل عندك أنت .
ذلك لسببين :
أحدهما :
أنك فهمت نصوص الشريعة خطأ , فبنيت على فهمك أحكاما خاطئة !
وثانيهما أنك لم تستقص كلام العلماء في المسألة مما جعلك تظنك أحطت من العلم حصّلت من ثمار التأمل ما لم تحط به الأوائل .
وكم نصحك أستاذاي بالعدول عن تحكيم رأيك بنصوص وأحكام الشرع , والقفز على ما قرره الأئمة الكبار من القرون المفضلة
وكان الأولى بك أن تتأمل كونهم ساروا على هذ , لتقل في نفسك , " إنهم أدرى بنصوص الشرع ناسخها ومنسوخها وعامها وخاصها ومفصلها ومجملها وصحيحها وضعيفها ومتشابهها . . . الخ

وبسبب عجلتك باتباع ما انقدح في بالك أنك ( زعمت ) جازما أن هذا ( المفهوم ) لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم , وكأنك تريد من الفم الطاهر نصا مطابقا بألفاظه لقول ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - فقد قلت :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 714741)
وهذا المفهوم غير صحيح , ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وسأبيّن لك لاحقا - إن شاء الله - كيف أن هذا المفهوم قد ورد في أحاديث المصطفى صلى اله عليه وآله وسلم , لكنك لم تجهد نفسك في البحث عنه على يسر ذلك !.

وكانت حجتك الأخرى لجوؤك إلى قوادح عقلية غريبة ! من نحو :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 714741)
لو قلنا إن مجرد تكرار الصغيرة , يجعلها كبيرة فإن معنى ذلك ألا تبقى صغيرة من الصغائر إلا وصارت كبيرة , لأن الصغائر تتكرر عند الكثير من الناس .
كما أننا لا نعلم الحد الذي تصبح فيه الصغيرة كبيرة , فالأمر غير منضبط .
بل لو سلمنا جدلاً بعلمنا للحد الذي تصبح فيه الصغيرة كبيرة , فلازم هذا القول أن ارتكاب الصغيرة بعد تجاوز هذا الحد يجعلها بحد ذاتها كبيرة جديدة !!


أمّـا وقد جعلت العقل من أدلة بطلان ( المفهوم ) فسأبين لك لاحقا أيضا - إن شاء الله - بالعقل كيف أن المفهوم موافق للعقل .

ثم أثناء تعقيباتك على كلام الإخوة جئت بالعجب من مماحكاة أصدقك القول بأني تعبت من ترداد قراءة إحداها لعلي أستطيع فهمها على وجه سليم فلم أفلح !
قلت في ردك 34موجها كلامك للأخ ( مؤدلج ) :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 714741)
أما قولك بأن الإصرار على الصغيرة من لوازمه عدم التوبة , فهو قول غير دقيق .
فقد يذنب المسلم ذنباً ويتوب منه ثم يعود فيذنب نفس الذنب ويتوب منه ثم يعود فيذنب نفس الذنب ويتوب منه وهكذا ..
فهل فعل هذا المسلم إصرار على الصغيرة وهو يتوب ؟؟!
إن قلتَ : نعم , هو إصرار .. فيلزمك أن تعتبر معظم المسلمين مصرين على الصغائر ..
(((( وإن قلت : لا , ليس بإصرار .. سقط قولك بأن الإصرار على الصغيرة من لوازمه عدم التوبة .)))))

بناء على مقدمتك أول النص , هل تستطيع أن تشرح لي ما بين الأقواس ؟!
لن تستطيع ! لأنه لا معنى له أصلا . ويبقى كلام الأخ مؤدلج محكم موافق للشرع والعقل , وكلامك تمحك فارغ لجأت إليه يوم أعيتك الحيلة على ردّ كلامه وعجزت أن تتواضع للحق وتقول له : " قد أصبت " .

هذه نماذج مجملة من حديثك أحببت الاستهلال بها

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
.

مفتاح 14 23-09-2007 12:26 PM

للجميع :
اللهم اهدنا واهدي بنا واهدي لنا

تأبَّط رأياً 23-09-2007 04:29 PM

أخي برق 1 أهلا بك .
وفي الخبايا بلايا.

أخي المتزن :
أي هروب ؟ وقد سطرت لك عشرين ردا !!!
أي هروب ؟وقد أعطيتك سؤالا واحدا فلم تجبه حتى الآن!! ثم تجعل أسئلتك فرض في عنقي ، وسؤالي مهروب منه تتخفى عنه ، فأينا المتهرب؟
أي هروب ؟وقد اتضح لكل منصف أن مذهبك والمعتزلة والأشاعرة لافرق من حيث الفهم!!
أي هروب؟ وقد وقد جعلتك تقول بملأ فيك بأنه لاوزن لفهم السلف عندك إذا لم يقبله عقلك !!
أي هروب؟وقد أتيتك بالنقول من النصوص وغيرها !!
أي هروب ؟ وقد نقلت لك من كلام العلماء مايشفي ويكفي لمن يطلب الحق !!
أي هروب ؟ وقد اتضح لكل متابع لنا أنك متأثر أو تنتمي للمدرسة العقلية التي لاتعتبر فهم السلف!!

أما وقد بان لنا الآن عوارك ، وظهر للجميع زيف منهجك ،
فإن الاشتغال بما تبنيه في عقلك ضرب من التفاهة إلا لمن يريد إظهار ضعفه وزيفه.

وهذا ولك من أمثال ذلك كثير لكني ماعلمت به إلا متأخرا (وقد استسمنت.......)

فلك في اللحية والغناء أيضا رأي ساقط .
فما هذا الموضوع إلا واحد من ذينك .

ولذا وذاك ...لا أقول إلا أن الله يردك لحق ، ويلهمك التوبة والهداية.

..

برق1 24-09-2007 02:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل تهمّك أخي المتزن :

أولا :

" ... لا صغيرة مع إصرار ...... " روي عن غيرواحد من الصحابة !
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما , وعن عبد الرحمن بن سهل رضي الله عنه , وعن أمنا عائشة رضي الله عنها .

ثانيا :

قد جعلها كثير من العلماء ( قاعدة ) من قواعد العقيدة , فهي عندهم مستفيضة لا تكاد تفتح بحث عقيدة إلا وتوافيها .

ولهذا فسؤالك للأخ تأبط رأيا عمن سبقوه إلى هذه العبارة , أو ( المفهوم ) لا يشير إلى إلى أنك تجرأت على المسألة وأنت من أجهل الناس بها ! كيف لا وأنت لا تدري ولو عن شخص واحد قالها , بينما هي من الشهرة في كتب العلماء بحيث صارت قاعدة !

ثالثا :

أنت بدأت بالشك بصحة الحديث , ثم رجعت عن هذا إلى تخطئة الصحابي الذي قالها , ثم قفزت إلى رأي ثالث هو تفسير العبارة تفسيرا يحرفها عن مرادها الشرعي .

فليتك سلكت طريقا واحدة ليمكن تفهيمك ما استغلق عليك فهمه , لكنك تقول بشيء ثم تتحوّل عن قريب إلى غيره

وسبب هذا كلّه أنك وضعت نصب عينيك أن الصغيرة تغفر بالأعمال الواردة , والكبيرة لا تغفر بها كما في نصوص الشرع, فأشكل عليك كيف تتحول إلى كبيرة . فرفض عقلك ذلك وحاولت تطويع النصوص والعلم والعقل لخدمة قناعتك هذه , وساعدك على المضي بهذا الظن فوات المقصد من العبارة وخاصة معنى ( الإصرار ) منها

سأبدأ بالعقل الذي أوصلك الاغترار بما انقدح به إلى هذه الشطحات والتخبطات
ثم أردف بالنقل من نصوص العلماء في المسألة في تعقيب لاحق إن شاء ربّي

من ناحية العقل :

ما قولك في صنبور ماء ينقط في إناء نقطة نقطة , لو كانت نقطة واحدة نقطها لتبخرت وزالت , أما نقطة إثر نقطة فإنها تملأ الإناء .
المنطق أن حال تكرار الصغيرة كحال نقط الصنبور . هي نقط صغار لا تلبث أن تتحول إلى ماء كثير.
فإن قلت إن الصغائر تغفر ولا تجتمع , فأقول : ليس هذا صحيحا , فالمغفرة حسب مشيئة الله , ثم بحسب موقف قلب الإنسان

ومن العقل أيضا هذا المثل: – ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى - :
لو أنك نهيت أحدا عن أمر ففعله , ثم نهيته ففعله ثم نهيت ففعل وكرر هذا قدر ما تشاء , ثم قل لي : ألا تغضب منه ؟
كلنا نغضب , فمن كاتم ومن منتقم.
وعليه فتصوّر عبدا يعصي الله ثم يعصيه بذات الذنب ثم يعصيه ويعصيه ويكرر هذا ويكون من ديدنه , ألا نخشى عليه غضب الله ؟ إن قلت : نعم فقد أجبت بأن الصغيرة قد تصل إلى حد غضب الله ومقته وهذا نوع من العصيان الكبير , وإن قلت : لا , فأنت ممن أمنوا مكر الله وانخدعوا بحلمه عن تجنب غضبه .

ومن العقل أيضا :
أنّك ترى من يرتكب الذنب الصغير غير مبال بعظمة الله ولا خائف من عقابه , ولا مستشعر الحياء من ربه ولا كاره لحاله تلك بل هو مستبشر بالذنب لا يستشعر معه خطأه , فهل تظن أن هذا سهل عند الله ؟!
أم هل تظن أن هذا العاصي بهذا الوصف يتساوى مع حال من يرتكب الصغيرة وهو مستشعر لذنبه خائف من سخط ربه يستغفر منه من قلب صادق ؟!
هما لا يستويان

فهذا الذي أسلفت لك مدار الإصرار على الصغيرة , وهو ما غاب عنك وأنت تظن الصغيرة تكفّر حتما !

وعليه يحسن الآن أن أبيّن لك معنى الإصرار على الصغيرة الذي يحوّلها بمشيئة اله إلى كبيرة عند الله
فالإصرار يعني ارتكابها وانشراح الصدر بها دون مبالاة بالذنب ولا استشعار للخوف من غضب الله وعقابه , ولا استغفار صادق منها , مع العزم على تكرارها , فتراه يكررها بالحال نفسها
وهذا ما يجلب سخط اله , فلا هو ترك ولا هو استغفر ولا هو خاف ولا ضاق صدره بها , بل فعلها فعل المستهين بجناب ربه .
هذا هو الإصرار الذي بيّنه لنا علماؤنا وغاب عنك لأنك لم تبحث عنه أصلا .


أنت اعتمدت في تفنيد المسألة على أحاديث البشارات بتكفير الذنوب بأمور كالصلوات وصوم عرفة وعاشورا والحج والعمرة والوضوء . . . . الخ

وغفلت عما ورد من تحذير من الانخداع بهذه البشائر والتمادي في الصغائر
في البخاري عن حمران ابن إبان: " : أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ وهو في هذا المجلس فأحسن الوضوء ثم قال ( من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه ) . قال وقال النبي صلى الله عليه و سلم { لا تغتروا } "

تأمل طويلا قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تغتروا ) فالمغفرة غير مضمونة لأحد , وهذا رسول الله صلى اله عليه وسلم حذرنا من أن نغتر بتلك البشائر فنخلد للصغائر فتكبر عند اله وتكبنا ي النار, والصغيرة الواحدة غير مضمونة المغفرة فكيف إذا كثرت ؟!

ومثل هذا أحاديث أخرى كحديث { يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فان لها من الله عز و جل طالبا }
فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم يبشرنا ويحذرنا والبشارة والتحذير مناطهما ما أسلفت لك من مشيئة الله أولا , ثم حال العبد مرتكب الصغيرة ثانيا .

وإلى تعقيب آخر آتي فيه على بعض تقريرات علمائنا في المسألة إن شاء الله تعالى .
.

أبو عمر القصيمي 24-09-2007 03:03 AM

بارك الله فيك أستاذي برق1 على هذه الفوائد الرائعة وهذه الدرر المتينة
واصل نحن نتابع ونستفيد إن شاء الله .

برق1 24-09-2007 04:00 AM

تصويب :
وردت أخطاء في تعقيبي الأخير فعذرة لكوني لم أراجع بسبب استغراق وقتي بالكتابة
ومن كبير الأخطاء الحارفة للمعنى عبارة (( ولهذا فسؤالك للأخ تأبط رأيا عمن سبقوه إلى هذه العبارة , أو ( المفهوم ) لا يشير إلى إلى أنك تجرأت على المسألة وأنت من أجهل الناس بها ))

والصواب حذف كلمة ( لا ) لتصبح ( يشير ) وليس هو الخطأ الوحيد كما ترون


-----------------------

على دعائك أخي مفتاح 14 أقول : اللهم آمين
وجزاك الله خيرا من مسلم بان لنا صفاء ضميره جليا , ولا أزكيك على الله عالم السرّ وحده .

-----------------------

أستاذي تأبط رأيا :
وأهلا بك من أخ كريم قدّم ما قدم براءة لدينه وأداء لواجب البيان والنصيحة للمؤمنين .
سدد الله قلمك وآتاك القوة على هذا العمل

-----------------

شيخنا أبا عمر :
أعوذ بالله أن أتحدث أنا بدعوى أن أفيدك أنت , فما أنا إلا وضيع لجناب العلم لديك زادك ربي علما وتسديدا وبارك في وقتك ونفع بجهدك , وتقبلك في الصالحين المنافحين عن حمى الحق .

المتزن 24-09-2007 06:16 AM

إن كنتم تريدون أن تفيدوا يا سادة , فأجيبوا على أسئلتي .. وهي على الرابط التالي :

http://www.buraydahcity.net/vb/showp...&postcount=121

أتمنى أن تكون الإجابات واضحة ومباشرة .


وتقبلوا دعواتي لكم بالهداية والصلاح 00
المتزن

برق1 25-09-2007 12:35 AM

بسم الله لرحمن الرحيم

أخي المتزن وقد أحلتنا على ذاك الرابط لنجيب على أسئلتك فيه .
فقد أجبتك بما تراه بالتعقيب التالي لهذا التعقيب

لكن قبل أن تنتقل لقراءة أجوبتي أمهلني أحدثك في هذا التعقيب عما وجدت هناك حيث حوّلتني

جئتك من هناك بهذه الوقفات مع مقدمتك :

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
أن يصل الحال بأخينا تأبط رأياً – هداه الله وأصلحه – إلى التهويل والترهيب بمذاهب المعتزلة والأشاعرة وغيرها من المذاهب الضالة , فهذا مما يدعو إلى الغضب والابتسام في نفس الوقت !!

تظن هذا التحذير من عند تأبط رأيا ؟ لا , ليس كذلك , بل هو قول العلماء قبله !
قال القرطبي رحمه الله في ( المفهم ) عند قوله تعالى في الحديث القدسي : {{ أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن عبدي بي ما شاء }} : " فأمَّا ظن المغفرة والرحمة مع الإصرار على المعصية ، فذلك محض الجهل والغرة ، وهو يجر إلى مذهب المرجئة "
أرأيت كيف قرر أن المرء يزيغ وهو لا يعلم ؛ لو سار خلف قوادح عقله دون فقه بالشريعة وفق منهج السلف ؟

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
ومن باب رد المثل بالمثل , يبدو أن أخانا تأبط رأياً يريدنا أن نكون كالرافضة الذين يتبعون أقوال علمائهم وسادتهم دون إعمال للعقل أو حتى اعتراض !!

وهل جاء كلام العلماء مخالفا للعقل ؟!
إعمال العقل في مسألة قبل استيفاء العلم الشرعي بها ضلال وجهل , حتى وإن أصبت .
واعتراض المرء على قول العلماء دون تحصيل العلم بالمسألة سفهه وإثم كبير.
وهاتان مسألتان تدركان من العقل بالضرورة , لا حاجة بهما إلى استدلال شرعي , فهما قاعدتان تجريان على المسائل الشرعية واالدنيوية على السواء.
فما دمت تطالب بالرجوع للعقل وبعدم تعطيله , فالعقل يدلّك على احترام تخصص العالم بأي مجال - شريعة كان أو طبا أو غيرهما - وعدم معارضته في أمر إلا بعلم .
وإلا فماذا أغنت عقول الناس عنهم دون أن يأتيهم الرسل بالعلم ؟
في يومك هذا انظر كيف لم تنفع عقول أهل أوروبا (( المتقدمة )) في إرشادهم إلى الدين الحق ! فالعقل دون علم الشريعة باطل بقود للضلال والزيغ لا محالة .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
فهو كأنه يقول لنا : اسكتوا ولا تتكلموا , وعطـّلوا عقولكم ولا تناقشوا أو حتى تتساءلوا وتطرحوا الأسئلة والاستشكالات على أقوال العلماء !!!

أمّا طرح الأسئلة والاستشكالات فمرحبا بها تساق إلى العلماء ليبيّنوا الحق لك فيها
أمّا أن ننصب أنفسنا مفتين دون إلمام بما نتحدث عنه , وننازع العلماء علمهم ونخطئهم ونبتدع من أفكارنا فهما جديدا للدين ونحن نجهل الشريعة وعلومها فلا ثم لا , أسلم منه أن تتبع العلماء وتقلدهم وهذا يسعك عند الله ويقودك لرضاه حتى وإن اتبعتهم على خطئهم , من باب أنهم يجتهدون ويصيبون ويخطئون وليس للعامة مثلنا سوى الأخذ عنهم .
أما لو كان بك همّة العلماء لتطلب العلم ثم من بعد تقول هذا صواب وهذا خطأ , فنعم ما تصنع وأنت به من العلماء .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
السلف مختلفون بمسألة عدد الكبائر , فمنهم من يراها سبعاً ومنهم من يراها تسعاً ومنهم من يراها أكثر من ذلك .
وعلى هذا نستطيع القول بأن من يحصرون عدد الكبائر بسبع أو تسع لا يرون أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

لا , لا تستطيع قول هذا , لأن العلماء الذين اختلفوا في عدد الكبائر هم الذين يقولون بأن الصغيرة مع الإصرار كبيرة .
وليس استنباط آراءهم في مسألة يدرك بهذه الطريقة التي لا يسندها سوى الاتكاء على الأريكة أمام الشاشة , بل يدرك بتتبع كلام الواحد منهم في مضانه واستقرائه وجمع بعضه إلى بعض ومعرفة متقدمه ومتأخره

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
أما إن كنتَ تسأل عن سلفي في تفسيري لنص كلام ابن عباس رضي الله عنه , فأظن أن تفسيري يتوافق مع اللغة العربية ولا يتعارض معها . وإن كنتَ ترى أن تفسيري يتعارض مع اللغة , فوضح لي ذلك مشكوراً .

إذن لم تجد لك من سلف !
وهذا غيرغريب , فتفسيرك هذا مخالف للشرع وللعقل ولللغة أيضا !
ولتعلم فإن لك سلف بهذا القول لكنه سلف قد شذ برأيه وخالف العقل والشرع واللغة وإجماع العلماء على معنى العبارة .
وللتذكير فتفسيرك لقول ابن عباس – رضي الله عنهما – كان نصه أن قلت : " أنه لا ( وجود ) لكبيرة مع الاستغفار ولا ( وجود ) لصغيرة مع الإصرار ."
فبما أن العبارة مكونة من جملتين متعاطفتين بالواو , وأن تفسيرك هذا يؤكد توحد معنى الجملتين ؛ فعليه تلزم صحة اتفاقهما بالألفاظ مهما بدّلنا تركيب العبارة وغيرنا كلماتها
فلنا أن نقول : ( لا وجود لكبيرة حتى مع الاستغفار , ولا وجود لصغيرة حتى مع الإصرار )
فانظر خلل العبارة مع تفصيلها , فأنت عطفت ناقضا هو ( الإصرار ) على ( شرط ) هو الاستغفار, وهذا في اللغة لا يستقيم .
فإما أن نعطف شرطا على شرط كقولنا : ( لا رسوب مع الاجتهاد , ولا نجاح مع الإهمال ) فالاجتهاد شرط لعدم الرسوب , والإهمال شرط لعدم النجاح ) أو أن نعطف ناقضا على ناقض كقولنا : ( لا نجاح مع الاجتهاد , ولا رسوب مع الإهمال ) فالاجتهاد ناقض لعدم النجاح والإهمال ناقض لعدم الرسوب )
أما مخالفة كلامك للشرع فلأن ابن عباس وثلاثة آخرين من الصحابة قالوا العبارة وهم يعلمون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتي منها : { ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون } ولورود اتفاق العلماء على تفسير العبارة بغير ما فسرت . وقبل هذا ورود أكثر من حديث عن رسول الله صلى اله عليه وسلم يبين أن الصغائر قد تهلك المسلم إذا اجتمعت عليه أو أصر عليها . وأنت تعلم أن المسلم يصلي لا يترك الصلاة , فلماذا ورد التحذير النبوي من الصغائر مادامت مغفورة مغفورة بالصلوات وغيرها , بل حذر منها من لا يتوقع تهاونه بالصلاة كعائشة بنت الصديق؟!
وأما مخالفته للعقل فلأنك جعلت المعصية الصغيرة يغفرها السيد حتى مع وجود الإصرار الذي هو انشراح الصدر لمعصية السيد والتهاون في عقابه وعدم الخوف من غضبه .

وبهذا يتبين بطلان قولك :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
وهذا التوجيه يتوافق تماماً مع ما أقول بل وقبل ذلك مع الأحاديث النبوية .
فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) .
وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله .

مع ما في كلامك السالف هذا من تخبط ظاهر إذ جعلت الكبيرة تبقى بسبب الإصرار , وكأنك تقول بأن معصية كقتل النفس التي حرم الله بغير حق تكفر بالصلوات وباقي المكفرات ما لم يكن القاتل مصرا , وهذا مخالف للكتاب والسنة , وهو يعض مذهب ( المرجئة )
والله يقول : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم . . . } فالشرط هو ألا نفعل الكبائر كما ترى , وليس أن نفعلها غيرمصرين عليها !

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
أنا لستُ عالماً مجتهداً , ولكني مسلم يحق له طرح رأيه وإن خالف رأي بعض العلماء .
فإن كنتَ تحرّم عليّ ذلك , فأخبرني بارك الله فيك ولا تنسَ أن تذكر لي الأدلة من القرآن أو السنة .

لا يحق لك طرح رأيك في مسائل الشرع وأنت تجهل ما ورد فيها من نصوص الشرع بكل تفاصيله من معنى وناسخ ومنسوخ ومطلق ومقيد إلى غير هذا , وهو أمر لا يمكنك معرفته إلا من العلماء .
.

برق1 25-09-2007 12:35 AM

والآن لنجيب على أسئلتك :

س1 : هل الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )
وما دليلك على ذلك من القرآن أو السنة ؟؟

ج – نعم , والدليل :
قوله صلى اله ليه وسلم : { وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
وقوله صلى لله عليه وسلم : { يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا }
وقوله صلى الله عليه وسلم : { لا تغتروا } بعدما ذكر البشارة بتكفير الوضوء والصلاة للصغائر .
وغير هذا من نصوص الشرع الحنيف .

س2 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها .. فهل تكفرها الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )

ج- لا لا يكفرها بالوعد الوارد , وإنما هي كالكبائر إلى مشيئة الله إن شاء كفّرها وإن شاء عذب بها , لا يُسأل عما يفعل ولا يَظلِم مثقال ذرة .

س3 : عندما يتكرر فعل الصغيرة من المسلم , فمتى تصبح هذه الصغيرة كبيرة برأيك ؟؟!
أرجو أن تذكر لنا الحد أو العدد الذي تصبح بعده الصغيرة كبيرة .

ج- لو كررها ترليون مرّة وفي كل مرة ينيب ويستشعر الخوف من الله والإشفاق من معصيته غير يائس من التوبة
, فهي تكفر بمشيئة الله بالصلوات الخمس وباقي المكفرات .

س4 : متى يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة إصراراً ؟؟!
وهل لذلك حد أو عدد معين أم أن مجرد عقد العزم على فعل الصغيرة - وإن كانت الأولى - يـُعد إصراراً ؟؟!!

ج- نطلق على فعل الصغيرة إصرارا إذا صاحبه استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها وعدم خوف عقاب الله عليها وعدم تحرك القلب للتوبة منها
وليس لذلك حد معيّن
وليس مجرد العزم على فعل الصغيرة إصرارا .
وربطك استحالة الصغيرة كبيرة بالعدد هو أساس خطئك وسبب تخبطك , وقد نبهتك سابقا لهذا , فأنت تظن الإصرار يعني التكرار .
س5 : إذا افترضنا جدلاً أننا عرفنا الحد الذي يمكن تسمية فعل الصغيرة إصراراً .. فماذا نعتبر فعل الصغيرة بعد هذا الحد ؟؟!
هل نعتبرها صغيرة جديدة ونبدأ العد من جديد .. أم نعتبرها كبيرة بحد ذاتها باعتبارها تجاوزت الحد ؟؟؟!!!

ج- كل صغيرة بحسب حال الفاعل وكل تكرار يعد معصية جيدة , ولو كانت الثانية .

س6 : إذا كان الإصرار على الصغيرة يحوّل الصغيرة إلى كبيرة .. فماذا تعتبر الإصرار على الكبيرة ؟؟ هل ستعتبر الإصرار على الكبيرة يحوّلها إلى كفر أو قريباً من ذلك أم ماذا ؟؟!!

ج- لا لا أعد الإصرار على الكبيرة كفرا , بل الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر .
وإطلاق الكفر على صاحب الكبيرة مذهب الخوارج , إلا ماورد بنصوص الشرع تكفير فاعلها كترك الصلاة .

س7 : رجل صلى الظهر , ففعل بعدها صغيرة من الصغائر .. ثم صلى العصر والمغرب , ففعل نفس الصغيرة .. ثم جاءت صلاة الجمعة من الغد ففعل بعدها نفس الصغيرة ثم صلى العصر وبقية الصلوات الخمس لمدة يومين ففعل نفس الصغيرة .. فهل هذه الطاعات تكفر هذه الصغائر أم لا ؟؟!

ج- إذا كان مستشعرا الخوف من عاقبتها راجيا غفران اله لها خائفا غضب الرب منها فنعم , وإلا فلا لكونه مصرا على ما يفعل غير مكترث بجناب ربه , وكل هذا مردّه مشيئة الله .

س8 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها أي أنه مازال عازماً في قلبه على مقارفتها في المستقبل .. فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!!
الجواب هو إما أن تقول إن التوبة تلزمه , أو لا تلزمه .. فاختر ما تراه الصواب .


ج- بل تلزمه التوبة , فإن عاد فمعصية جديدة تتطلب توبة أخرى .

س9 : ما هو تفسيرك لنص كلام ابن عباس لغوياً , واذكر لنا سلفك ؟؟!!
تفسيري هو تفسير العلما بأن المراد أن الكبائر تغفر مع الاستغفار , والصغائر لا تكفرها المكفرات مادام صاحبها غير تائب مستغفر .

س10 : من هم سلفك بحصر حديث مكفرات الذنوب فقط بالصغائر غير المصـَرّ عليها كما زعمتَ في المشاركة 88 .

ج- سلفي هو محمد صلى الله عليه وسلم , وقد ذكرت لك في جواب السؤال الأول تحذيره من الصغائر والإصرار عليها اغترارا بالمكفرات
ثم كل علمائنا , ومنهم مثلا النووي وابن حجر والقرطبي وابن كثير , وإن قلت , كل علمائنا فلم أعد الصواب , وإن شئت نماذج من كلامهم فسهل أن أملأ لك المنتدى حتى أترعه
وإليك نموذجا ناصعا من كلامهم :
في فيض القدير :
" وأحوال المكلف بالنسبة لما يصدر منه من صغيرة وكبيرة خمسة : أحدها أن لا يصدر منه شيء فهذا ترفع درجاته . الثانية يأتي بصغائر بلا إصرار فهذا يكفر عنه جزما . الثالثة مثله لكن مع الإصرار فلا يكفر لأن الإصرار كبيرة " انتهى

وللحديث بقية أضرب فيها - إن شاء الله تعالى - نماذج مشرقة من تقريرات علمائنا للمسألة .

تأبَّط رأياً 25-09-2007 03:24 AM

أخي برق1
إن ماتقوم به من جهد مبارك حول هذا الموضوع وغيره جهد تشكر عليه ، وآمل أن يجد سمعا صاغيا، وفهما واعيا من أخينا (المتزن) هداه الله ورده للصواب ولسنا يائسين أن يرجع للصواب فقد رجع من هو أشد منه.

أما أنا فقد أديت ما أرى أنه واجبا علي ، وتبين لي زيوفا لم أتوقعها !!!! لاأكتم القراء أني انصدمت بمنهج المتزن وهو تأثره الفج بمنهج العقلانيين .

أبو عمر القصيمي 25-09-2007 03:39 AM

الأخ المتزن هداه الله يهرب من الأستاذ تأبط رأيا ، فقد ذكر أستاذنا تأبط رأياً أن طريقة المتزن في هذا الأثر لا تختلف عن طريقة أهل البدع ومثل لذلك وذكر كلام أهل العلم ، وذكر المراحل الثلاث التي مر عليها المتزن مع هذا الأثر وتناقضه بذلك ومع ذلك يهرب المتزن من مناقشة تأبط رأياً بهذه المسألة وهي أهم بكثير من مسألة الإصرار على الصغيرة فما هي إلا فرع عن أصل .
وكلام تأبط رأيا يسير في صلب الموضوع ، ومع ذلك لم يناقشه المتزن بل ويدعي بأن تأبط رأياً يهرب من النقاش ، والقارئ يعلم جيداً من هو الذي يهرب ؟ ومن هو المتعالم ؟
أقول :
يا أبا فهد نحبك والله ونخشى عليك فالزم طريقة أهل العلم وفقك الله وستجد كل ما يسرك .

أستاذي برق1 : لا تقل هذا الكلام الذي قلته لي فقد نهينا عن الإطراء ونحن نستفيد كثيراً منك ونتابع .
أستاذي تأبط رأيا : لا أخفيك أني استفدت كثيراً من تقعيداتك وردودك المتينة وهي تدل على علم جم أسأل الله أن ينفع بك وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح .

برق1 25-09-2007 04:02 AM

تنويه :
سقط سهوا آخر شرحي لعبارة ابن عباس وغيره من الصحابة في جواب السؤال التاسع , والتي هي : " لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار , لتصبح العبارة كاملة : ( تفسيري هو تفسير العلما بأن المراد أن الكبائر تغفر مع الاستغفار , والصغائر لا تكفرها المكفرات - أعني الوارد التبشير بها كالصلوات الخمس - مادام صاحبها غير تائب مستغفر . لكونها استحالت كبائر . )

أستاذي تأبط رأيا :
مشكلة المنتديات أنها أشبه بمجالس السمر , ولهذا يكثر فيها اللغط والخطأ واللجاج وتحديث العامة مثلي بأمور العلم . ولعل هذه المشكلة في الوقت نفسه ما يخفف من حدة التجاوزات , فالناس عادة لا يصدرون في عقيدهم وعلمهم الشرعي عن مجاهيل الشبكة أمثالي .

أثابك ربي على ما نرى منك من نفاح وغيرة على حمى الشرع الحنيف .

شيخي أبا عمر :
أستغفر الله من الزلل . ويبقى الحق أني عامي وأنك طالب علم آخذ قولك بالقبول .

عبوودي16 25-09-2007 04:03 AM

يعطيكم العاااافيهـ كلكم

المتزن 25-09-2007 05:19 PM

الأخوة ( برق1 / تأبط رأياً / أبو عمر القصيمي ) أصلحهم الله ووفقهم للخير


أولاً : لن أعلق هنا إلا على ما له علاقة مباشرة بصلب الموضوع , وإن كنتم ترغبون بالحديث في شيء آخر فليس هذا مكانه .


ثانياً : تحالفكم الجديد يوهم وكأنكم متفقون في الرأي في هذه المسألة , بينما في الحقيقة أنتم مختلفون !!

فكيف تتحالفون في أمر أنتم مختلفون فيه , أو في بعض جوانبه على الأقل ؟؟!! :rolleyes:

أم أنكم لا تعلمون أنكم مختلفون ؟؟؟!!! :)

وأذكر لكم على سبيل المثال ما يلي :

1- تأبط رأياً يقول إن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر بل والكبائر أيضاً ولو بدون توبة , ويستشهد بكلام شيخ الإسلام في ذلك .

بينما برق1 يقول في إجابته على سؤاليّ الثاني والثامن : إن الأعمال الصالحة لا تكفر الصغائر وإن الصغيرة لا تـُغتفر إلا بالتوبة !! ( وهذا عناد ومخالفة صارخة لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولا حول ولا قوة إلا بالله )

كما أن أبا عمر القصيمي صرّح بأنه لا يعلم هل الأعمال الصالحة تكفر الصغيرة بدون توبة أم لا .


2- أبو عمر القصيمي يقول إن من يصر على الكبيرة كمثل من يفعل كبيرتين تقريباً , لأن قول الصحابة جاء بالصغيرة فقط دون الكبيرة ..

بينما برق1 يقول في إجابته على سؤالي السادس إن الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر .


أكتفي بهذه الأمثلة لبيان تعارض آراء الأخوة " المتحالفين :) " هداهم الله .

ولي عودة بعون الله وتوفيقه لبيان تخبطات أخينا برق1 - هداه الله - في إجاباته على الأسئلة ,,


وتقبلوا تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 25-09-2007 06:11 PM

آمين ، وأصلحك الله .
بالنسبة لنقطة تكفير الصغائر ، فأنا ذكرتُ لك أني لا أعلم أي أن نصوص الوعد تحت مشيئة الله عزوجل فمن يضمن لهذا الشخص بعينه أنها كفرت صغائره بفعله للطاعات وهل الطاعات قبلت منه أم لا ؟ فهل أنت تجزم بأن شخصاً بعينه عندما عمل الأعمال الصالحة قد كفرت صغائره ؟
هذا ما قلته أنا في رد سابق ولكن يبدوا لي أنك لا تفهم إلا بتوضيح كالتوضيح لطلاب الابتدائي .
وأما نقطة من يصر على كبيرة فهل الفاحشة غير الكبيرة أم أنها درجة من درجاتها ؟

وبالنسبة لما أسميته تحالفاً ، فنحن يهمنا بشكل أكبر النتيجة ، فالنتيجة أن تأبط رأيا وبرق1 والقصيمي يقولون بأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة كما هو قول ثلاثة من الصحابة وكما هو قول جمهور العلماء ، وأيضاً هؤلاء العلماء قد اختلفوا ببعض التفاصيل في هذه المسألة كما في مسألة تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة وكما في مسألة ضابط الإصرار وهذا لا يضر فالنتيجة واحدة ولله الحمد .
أما المتزن فيقول بأن الإصرار على الصغيرة لا يجعلها كبيرة ، وقد سبقه إلى ذلك بعض العلماء كالشوكاني ولكن للأسف فإن الشوكاني رحمه الله لم يطلع على الدليل القوي في المسألة وهو قول الصحابة ولذلك قال ( إن هذه المقولة لا صغيرة مع الإصرار من كلام بعض الصوفية ) فدل على أنه لم يطلع على أن هذا كلام الصحابة وهو معذور رحمه الله أما المتزن فقد تقلب بين عدة مراحل كما ذكر تأبط رأياً فالمرحلة الأولى أنه لا يعلم عن كلام ابن عباس والمرحلة الثانية أنه علم به وضعفه والمرحلة الثالثة أنه تراجع عن تضعيفه ولكنه قال بأنه اجتهاد من ابن عباس غير معصوم والمرحلة الرابعة أنه حرّف معنى هذا الأثر ، ولا ندري ماذا سيصل إليه في المرحلة الخامسة والسادسة ! !
فهل هذا إلا تمسكاً وتعصباً للرأي نسأل الله السلامة والعافية .
وبالنسبة لقول المتزن بأنه لن يعلق إلا بما هو في صلب الموضوع ، فماذا عن كلام تأبط رأيا عندما بين لك أنه يلزم من كلامك تصحيح بعض المذاهب المنحرفة لأن منهجك لا يعترف بفهم السلف ؛ وإنما بفهمك أنت لنصوص الشريعة وهذا بالضبط ما يسير عليه هؤلاء المبتدعة فهم يستدلون بالكتاب والسنة ولكن بفهمهم هم وينشأ من ذلك التحريف للنصوص لكي توافق أهوائهم ومناهجهم .
فهذا في صلب الموضوع مع ذلك لم تتطرق إليه في مناقشتك لتأبط رأيا .
وأقول : أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق .

أبونادر 26-09-2007 01:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 746998)
لبيان تخبطات أخينا برق1 - هداه الله - في إجاباته على الأسئلة ,,
[/size][/color]

لا حول ولا قوة إلا بالله تخبطات برق1 ــ هداه الله ــ
ما أرى المتخبط إلا أنت تتخبط وتتمسك بأدنى قشة لكي فقط تبين صحة ما ذهبت إليه تنتهج نفس مسلك أهل البدع في اثبات أهوائهم وما يصبون إليه وإلصاقه بالشرع لو عرفت قدر نفسك لعضيت على شحمة ولما تعديت حدودك وترقيت لمراقي تقطع نفسك وتخور قواك دونها من تعتقد نفسك تخطىء ابن عباس وأنت مجرد بوق لا تعرف بما تهذي إلزم حدودك ونظف فمك من قاذوراتك التي آذيتنا بها

وما بقي بس إلا تكفر برق والإخوة علشان هوى في نفسك
وما أراهم إلا قد أعطوك أكبر من حجمك بهذه الردود العلمية
ويا(برق1) أنت تنفخ في رماد

برق1 26-09-2007 04:15 AM

يا أبا فهد :

أولا : بدل أن تعدّ اتفاق كلامنا في تخطئتك مجرد ((( تحالف ))) ضدّك , اجعله دليلك إلى خطأ صنيعك . توقف عند هذا الأمر وتأمله .

ثانيا : نحن لم نزعم أنا متفقون في كل شيء حتى تنبهنا إلى مواطن اختلافنا ! وإنما نحن متفقون في أن مسلكك خاطي وكلامك باطل - ليس كله بل أصله الذي هو زعمك عدم انقلاب الصغائر كبائر مع الإصرار , وطريقة تناولك لكلام الصحابة بالتضعيف ثم بالتخطئة ثم بالتأويل الباطل -
ولا أدري هل حرصك على تتبع اختلافنا في مسائل محددة - إن وجد الاختلاف - لظنك أنه دليل على صواب رأيك , أو أنه روغان إلى جوانب الموضوع تخلصا من إعياء الحيلة ؟

ثالثا : لتعلم من الآن , وقبل أن تجهد نفسك في تتبع ( تخبطاتي ) أنني لا أزعم العصمة لنفسي , وأنا إلى الخطأ أقرب من الصواب , وإنما قد اجتهدت في فهم نصوص الأئمة والتحدث وفق معانيها في تأويل نصوص الشريعة
وعليه فإنني أعلن أمامك وكل أخ وأخت أنني أبرأ إلى الله من كل قول كتبته يخالف كلام السلف . ولو عثر أحد على شيء من هذا ودلّني عليه فجزاه الله عني خيرا وأستغفر الله منه
فأنا لا أحدثك إلا بما أظن السلف قالوه , وإلا فكلامي باطل ما خالف كلامهم .


لننظر الآن في ( تعارضنا ) الذي اكتشفته أنت :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 746998)
تأبط رأياً يقول إن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر بل والكبائر أيضاً ولو بدون توبة , ويستشهد بكلام شيخ الإسلام في ذلك .
بينما برق1 يقول في إجابته على سؤاليّ الثاني والثامن : إن الأعمال الصالحة لا تكفر الصغائر وإن الصغيرة لا تـُغتفر إلا بالتوبة !! وهذا عناد ومخالفة صارخة لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولا حول ولا قوة إلا بالله )

وعلمي أيضا أن الأخ تأبط رأيا قال في تعقبيه رقم 124 :
" واختم بقول شيخ الإسلام ففهمه لكلام ابن عباس أوثق عندنا من فهم غيره قال في مجموع الفتاوى ج11 ص699 :
((فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما فى الحديث الآخر لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار فإذا أصر على الصغيرة صارت كبيرة وإذا تاب منها غفرت قال تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الآية )) "
انتهى
وبجمعك لكلام ابن تيمية إلى بعض , وكذاكلام الأخ تأبط رأيا تخرج بالقصد تاما . أم أنك ترى ابن تيمية الذي يشترط التوبة هنا ويقول بمغفرة الله للذنوب في موضع آخر ولو بدون التوبة قد عارض نفسه ؟!
هو فهمك القائم على الاستعجال في تلقف النصوص وعدم استكمال كلام الرجال وضم بعضه إلى بعض .

فالقاعدة :
أن الصغائر تكفّرها المكفرات الواردة
وأن الوعد بتكفير الصغائر بالمكفرات مشروط بالتوبة منها , وإلا فلا بشارة , بل الأمر متروك لمشيئة الله
وأن الصغائر مع الإصرار تصير كبائر
وأن البشائر المكفرات لا تشمل الكبائر
وأن الكبائر تكفر بشرط التوبة
وبعد هذا فكل ذنب كبيرا أو صغيرا يغفره الله لو شاء لعبد من عباده حتى ولو لم يتب منه .

هذا مع أنك سقت مرادي بطريقة أخلفت معناه !
انظر إلى قولك : " بينما برق1 يقول في إجابته على سؤاليّ الثاني والثامن : إن الأعمال الصالحة لا تكفر الصغائر وإن الصغيرة لا تـُغتفر إلا بالتوبة . . . . الخ "
هل قلت أنا هذا ؟!
هل قلت بأن الصغائر لا تكفرها الأعمال الصالحة ؟ أين كان هذا ؟
وهل قلت بأن الصغيرة لا تغتفر إلا بالتوبة ؟! يبدو أنك مصر على فهم ناقص للأقوال لا تجمع أطرافها لتخرج بنتيجة صحيحة .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 746998)
وهذا عناد ومخالفة صارخة لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولا حول ولا قوة إلا بالله )

عناد , نبلعها , لكن معارضة صارخة للحديث فكبيرة شوي يا أبو فهد !
إذن على هذا فأنت تزعم أن التوبة لا تلزم وأن لكل مسلم أن يعصي بالصغائر ويكثر منها الله مصرا على عصيانه لا يخاف غضب الله ولا عقابه فأمرها سهل , كلها صلاة من بعدها وتغفر حتما ؟! هداك ربي عن هذا
ما قولك بقوله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتى معافى إلا المجاهرون " هل عارض المصطفى نفسه بقوله مرة إن الصغائر تكفر بالأعمال الصالحة ومرة بأن من جاهر بالصغائر لا يعافى ؟!
فأنت ترى الصغيرة لا تنقلب كبيرة وأن كل الصغئر تكفرها الأعمال الصالحة دون استثناء سواء كثرت أو قرنت بالإصرار أو المجاهرة أو نحوها ( وبالمناسبة فمن العلماء من ذهب يعدد أنواع الإصرار فذكر منه المجاهرة ) .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 746998)
كما أن أبا عمر القصيمي صرّح بأنه لا يعلم هل الأعمال الصالحة تكفر الصغيرة بدون توبة أم لا ..

وهل كون أبي عمر توقّف تورعا وقال لك لا أعلم يعد مخالفة بالرأي لمن قال الحكم كذا ؟! هذا محال .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 746998)
2- أبو عمر القصيمي يقول إن من يصر على الكبيرة كمثل من يفعل كبيرتين تقريباً , لأن قول الصحابة جاء بالصغيرة فقط دون الكبيرة ..
بينما برق1 يقول في إجابته على سؤالي السادس إن الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 746998)
أكتفي بهذه الأمثلة لبيان تعارض آراء الأخوة " المتحالفين :) " هداهم الله .

وهل جئت بتعارض أصلا ؟!
مع أن التعارض لو كان فلا يصحح كلامك .

المتزن 26-09-2007 01:31 PM

قبل أن أبدأ بالتعليق على إجابات أخينا برق1 على الأسئلة العشر , أود أن أذكر أمراً فعله أخونا تأبط رأياً هداه الله , إذ كنتُ قد طلبتُ منه في المشاركة رقم 123 أن يذكر لي مـَن مـِن السلف قال إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ( بهذا اللفظ ) .

فذكر لي في المشاركة 124 أربعة أسماء وهم : الأوزاعي في شعب الإيمان وعمر ابن عبد العزيز في حلية الأولياء وابن المبارك في كتاب الزهد والورع وأحمد بن حنبل في روضة المحبين .

وأصدقكم القول بأني في البداية صدّقتُ الرجل في نقله عن هؤلاء العلماء ولم أكن أتوقع أن يفعل ما فعل !!

فقد رجعتُ إلى حلية الأولياء فلم أجد عمر بن عبدالعزيز يقول إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة , بل قال بالنص : " أيها الناس من ألمّ بذنب فليستغفر الله وليتب , فإن عاد فليستغفر الله وليتب , فإن عاد فليستغفر الله وليتب , فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها "

فأين هي عبارة عمر بن عبدالعزيز التي يقول فيها إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ؟؟؟!!!

كما رجعتُ إلى شعب الإيمان – كما ذكر لنا – ولم أجد كلاماً للأوزاعي يقول فيه إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة .

ومن هنا أطالبه بتوثيق كلامه السابق عن الأوزاعي وعمر بن عبدالعزيز وابن المبارك وأحمد ابن حنبل .

لأن ما وجدناه من فعل أخينا تأبط رأياً إما أنه كذب وتدليس أو جهل وعدم فهم للمطلوب , والأولى أقبح من الأخرى .


وتقبلوا تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 26-09-2007 08:49 PM

نقول مهمة في الموضوع :
1 / في الدر المنثور : ( وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن الأوزاعي قال : كان يقال : من الكبائر أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره . ) فقوله ( الذنب ) يعني بذلك الصغيرة لأنه قال ( من الكبائر ) وقوله ( فيحتقره ) دل أنه يريد الصغيرة فهي التي تحتقر ، ويقصد بذلك الإصرار على الصغيرة ؛ لأن المصر هو الذي يحتقر الذنب ولا يبالي به ، فجعله من الكبائر وأعتقد أنه واضح جداً .
2 / وفي الدر المنثور : ( وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي عن ابن عباس قال : كل ذنب أصر عليه العبد كبير وليس بكبير ما تاب منه العبد . ) ولم أرجع إلى إسناده ولكنه يشهد لقوله المشهور .
3 / نقل البيهقي في الشعب عن الإمام أحمد : ( وفصل بين الفسوق والعصيان ، وفي ذلك دلالة على أن من المعاصي ما لا يفسق به ، وإنما يفسق بارتكاب ما يكون منها من الكبائر ، أو الإصرار على ما يكون منها من الصغائر ، واجتناب جميع ذلك من الإيمان )
4 / ونقل البيهقي عن الحليمي وفيه قوله : ( وتعاطي الصغير على وجه يجمع وجهين ، أو أوجها من التحريم كبيرة ) ثم قال البيهقي بعد كلام الحليمي : ( ودل كلام الحليمي رحمه الله وغيره من الأئمة على أن الإصرار على الصغيرة كبيرة ، وقد وردت أخبار وحكايات في التحريض على اجتناب الصغائر خوفا من الإصرار عليها فتصير من الكبائر )
5 / في كتاب الأثري ( الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة والجماعة ) بتقديم الشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود قال المؤلف : ( أما الإصرار على المعاصي، والاستغراق فيها، والاستمرار عليها، وعدم الإقلاع عنها، وعدم الاستغفار والتوبة منها، وعزم القلب عليها، أو الفرح بفعلها؛ فحكمها عند أهل السنة والجماعة كحكم مرتكب الكبائر )
6 / في تهذيب الآثار للطبري يتكلم عن الإيمان قال : ( إنما هو المعرفة بالقلب ، والإقرار باللسان ، والعمل بالجوارح ، واجتناب الكبائر ، وترك الإصرار على الصغائر ) فإنه لم يدخل ترك الصغائر بل أدخل ترك الإصرار عليها فألحقه في حكم الكبائر .
7 / في شرح مسلم للنووي : ( قال العلماء رحمهم الله والاصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة وروى عن عمر وبن عباس وغيرهما رضى الله عنهم لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع اصرار معناه أن الكبيرة تمحى بالاستغفار والصغيرة تصير كبيرة بالاصرار قال الشيخ أبو محمد بن عبد السلام فى حد الاصرار هو أن تتكرر منه الصغيرة تكرارا يشعر بقلة مبالاته بدينه اشعار ارتكاب الكبيرة بذلك قال وكذلك اذا اجتمعت صغائر مختلفة الأنواع بحيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر )
8 / قال ابن بطال في شرحه : ( والمحقرات إذا كثرت صارت كبائر بالإصرار عليها والتمادى فيها، وقد روى ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أسلم أبى عمران أنه سمع أبا أيوب يقول: إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها ويغشى المحقرات، فيلقى الله يوم القيامة وقد أحاطت به خطيئته، وإن الرجل ليعمل السيئة، فما يزال منها مشفقًا حذرًا حتى يلقى الله يوم القيامة آمنًا. )
9 / قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية على كلام المؤلف في نظمه لعقيدة أهل السنة :
ويفسق المذنب بالكبيرة كذا إذا أصر على صغيرة . قال الشيخ : ( فالفسق شرعاً : فعل الكبيرة أو الإصرار على الصغيرة . إذا زنا المرء صار فاسقاً ، إذا أصر على شرب الدخان صار فاسقاً ، إذا شرب الخمر مرة واحدة فقط صار فاسقاً لأنه كبيرة ) ثم قال في شرحه لكلمة يفسق : ( خلافاً للمرجئة ، لأن المرجئة يقولون : إن المذنب لا يفسق بالكبيرة ولا بالإصرار على الصغيرة بل هو مؤمن كامل الإيمان )
10 / تقدم في رد سابق النقل عن أبي طالب المكي أنه جمع الكبائر من أقوال الصحابة فذكر منها ( الإصرار على المعصية ) .
ولعل هذه النقول كافية إن شاء الله لبيان قوة هذا القول وأنه من عقيدة أهل السنة والجماعة حتى لو لم يكن من كبار مسائل العقيدة ولكنه يبقى هو المشهور عند السلف والله أعلم .

وأحب أن أسأل المتزن هذا السؤال لأهميته عندي لكي أعرف ماهو رأيه بالضبط :
ما حكم الإصرار على الذنب ؟ كبيراً كان أو صغيرا ؟
وللتوضيح : ما حكم من يصر على شرب الدخان ولا يستغفر بل غير مبالي بالمعصية ؟ هل تكفر عنه هذه المعصية وماذا عن الإصرار هل يكفر أيضاً ؟ علماً بأنه يصلي .

تأبَّط رأياً 27-09-2007 07:24 AM

أخي الكريم المتزن هداه الله:
مامثلك إلا كمثل القائل ( أوسعتهم لوما وفروا بالإبل ) ، والخروج بأقل الخسائر ....!!! بعد هذه المغالطات العلمية الفاضحة !!
وأنا أقرأ ردك الأخير قلت: شر البلية مايضحك ، وماذا تفعل بخطئي وأنا شخص ملوم وغير معصوم ، بل أول من يشهد على تقصيره ونقصه نفسه ، وأنا (أخي الكريم) متى تتبعتني فلن تعدم من خطل وخطأ.
دع عنك هذا ؟
فأنت تتعلق بالأهداب ، وعندك الطوام ،
وكما يقال (يرى القذى في عين غيره ، ولايرى الجذع في عينه)
وعلى فرض صحة كلامك فيّ ، مع أني سأثبت لك صحته لاحقا ( حسب اجتهادي)
إن هذا التساؤل ليدل على خلل فكري ، وقلة في التأصيل العلمي !! وقد ذُكر لي أن أهل الأهواء يجزعون جدا من فن أصول الفقه لانه ينذر بإفلاسهم ، ويلجم أقلامهم.
وإلا فإن في المسألة إجماعا سكوتيا ، فهذا ابن عباس وأنس وعمر وعائشة كما سبق ( تكراره وعذرا للقراء هكذا المتزن مغرم بالتكارير) سبق مع مصادره ولم ينقل عن غيرهم مخالف فهذا كاف لسلفي ثم تتابع العلماء على ذلك كابن الصلاح والعز ابن عبد السلام وابن الصلاح ابن تيمية وابن القيم والذهبي والهيثمي وغيرهم لايحصون ، ولم ينقل عن أحد من العلماء مخالفة إلا ماينقل عن الشوكاني وقد توفي عام 1250 فهو من المتأخرين وهو أول من خالف في هذه القضية(حسب اطلاعي) ولايعرف له سلف بذلك.
ومع ذلك تأدبا مع الموضوعية العلمية قلنا هو (قول الجمهور).
فماذا يرضيك يامتزن؟
أيرضيك قولك أن هذا القول الذي أقوله هو قول علماء من السلف ؟
فقد أثبتناه لك بما أشرت إليه
فإنك لاترى أصلا فضلا لمن سلف على من خلف ــ والله المستعان ــ
فلماذا هذه الاستماته وكأنك واقع على غنيمة .
ثم أخي الكريم:
وأصل السؤال لامحل له لأنه مماحكة ومجادلة
لانتيجة من ورائها عندك!!
لأنك ترى فهمك وفهم السلف سواء.
فكل هذا الدوران والروغان لامبرر له .

ولي عودة إن شاء الله لأكمل توضيح ماخفي على المتزن .
وللجميع فائق التقدير والتحية .
..اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
..

برق1 27-09-2007 02:13 PM

أبا نادر :
وراك خرّبتها هالسرع الله يهديك
( أمزح )

أسأل الله أن تقع منه بالرضا غيرتك على مقام وكلام أصحاب نبيه المقربين صلى الله ليه وسلم , وعلى حبر الأمة ابن عمه صلى الله عليه وسلم خاصة .
وجزاك ربي خيرا .

----------------

أستاذي تأبط رأيا :
وأهلا وسهلا ومرحبا بك من أستاذ كريم أعجب من حسن لفظه وجزيل معناه وكبير قصده
( تدري ليش رحبت بك الآن ؟! )
لأني رجعت إلى صفحات مضت أبحث عن كلام لأبي عمر فوقعت عيني على ترحيبك بي مع أول مشاركة لي .
فهذا رد التحية جاء ( فاطسا ) والعتب على النظر .


أستاذي تأبط رأيا :
قلت وأرحتني فقد ذكرت ( الإجماع ) وكنت أجد ذلك في نفسي وأتحرج من قوله فأنا أرى العلماء كلهم عليه ولكني لا أجد نصا من كلامهم على الإجماع , فأول المستفيدين من تعقيبك الأخير هو أنا بحمد الله

وحتى لا يخرج الأخ المتزن بصيد ثمين عليه أن علم أن من شذ عن الإجماع لا اعتبار له كيف وحجة الشوكاني هي
أن مقولة : " لاكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار " من كلام بعض الصوفية ! مما يدل على أنه لم يطلع على الأحاديث الواردة بهذا النص , كما تفضل بهذا ( أبا عمر ) في تعقيب نفيس سابق .

أبا عمر : كلما رجعت أقرأ كلامك في الصفحات السابقة زدت علما جما ولولا الحياء لأعدت كتابة ردودك فهي أهم من أن نتجاوزها دون وعي ما فيها .
ومنها
أنك ذكرت أن المنقول عن الشافعي يؤيد كون الإصرار يجعل الصغيرة كبيرة خلاف ما ذكروه عنه , وهذا تأكيد على ما تفضل به تأبط رأيا من حكاية الإجماع فالمذاهب الثلاثة عليه بلا منازعة .
ونقولك في هذا التعقيب الأخير دليل لا حاجه معه إلى غيره لدلالة الأخ أبا فهد على خطأ ما ذهب إليه .
كيف لو ضممنا لها ما تفضلت به من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم كقوله : " ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون " والذي ذكرته أنت سابقا
بل كيف وقد قال هذا ربنا في كتابه الكريم : { .... ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }

وقد جمعت أنا بعضا من كلام نفيس لعلمائنا , رأيت تأخيره حتى نرى تعقيب أبي فهد على أجوبتي اللتي ألح يطالبنا بالإجابة عليها رغم علمه أنك سبق وأجبته عليها بأرقامها , وأجاب عليها تأبط رأيا في ثنايا مداخلاته . !

وقد أجبت على أسئلته لكثرة إلحاحه رغم أني لا أدري ماذا يريد منها , لكون بعضها يسأل عن رأينا الذي أكثرنا توضيحه والذي هو صلب الخلاف معه , والبعض الآخر خارج المسألة التي نبحث .
لكن ( لعلي أصبر شوي وتبين لي سالفة الأسئلة ) .
.

برق1 27-09-2007 02:46 PM

جدل بيزنطه
حال الأخ أبي فهد معنا هنا يذكّرني بما رووه من حال علية القوم في بيزنطه , فقد ظلّوا في جلسات جدال عن البيضة والدجاجة , هل البيضة قبل الدجاجة أو الدجاجة قبل البيضة , بينما العدو يزحف نحو بيزنطة ولم يصلوا إلى نتيجة إلا خراب بيزنطة بأيدي العدو .

وبما أني بانتظار تعقيب الأخ المتزن الذي وعد به عن تخبطاتي , فلا بأس من التوقف لبعض الجدلالبيزنطي المتزني هنا لبعض التسلية والتحلية .
قال المتزن – جعل الله قوله موزونا - :
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 736177)
ثانياً : تحالفكم الجديد يوهم وكأنكم متفقون في الرأي في هذه المسألة , بينما في الحقيقة أنتم مختلفون !!
فكيف تتحالفون في أمر أنتم مختلفون فيه , أو في بعض جوانبه على الأقل ؟؟!!
أم أنكم لا تعلمون أنكم مختلفون ؟؟؟!!!
وأذكر لكم على سبيل المثال ما يلي :
........................
2- أبو عمر القصيمي يقول إن من يصر على الكبيرة كمثل من يفعل كبيرتين تقريباً , لأن قول الصحابة جاء بالصغيرة فقط دون الكبيرة ..
بينما برق1 يقول في إجابته على سؤالي السادس إن الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر .

حيث كان من أسئلة المتزن :
5- إذا كان الإصرار على الصغيرة يحوّل الصغيرة إلى كبيرة .. فهل الإصرار على الكبيرة يحوّل الكبيرة إلى كفر أو قريباً من ذلك ؟؟!!
وكان جواب أبي عمر :
" لا , لأن قول الصحابة جاء بالصغيرة ، فإن من يصر على الكبيرة كمثل من يفعل كبيرتين تقريباً "
وكان جوابي :
" ج- لا لا أعد الإصرار على الكبيرة كفرا , بل الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر . وإطلاق الكفر على صاحب الكبيرة مذهب الخوارج , إلا ماورد بنصوص الشرع تكفير فاعلها كترك الصلاة .

أقول أنا العبد الفقير برق1 :
حتى لو كان من اختلاف بيننا هنا , بل وفي كل ما ذكرت , فحالك حال من يقول : انظروا كيف اختلف خصومي في قشر البرتقالة أهو خشن أم ناعم , مما يدل على أن قولي بأن التفاحة من الخضراوات صواب !
لكن :
هل في كلامنا اختلاف ؟!
لن أقول كذبت علينا , كقولك لتأبط رأيا , لكني سأقول : قد فهمت كلامنا على غير وجهه.
كلانا قال بعدم تحويل الإصرار الكبيرة كفرا , ثم تحدث أبو عمر عن اجتماع إثمي الإصرار والكبيرة , وتحدثت أنا عن عن فعل الإصرار بالكبيرة
فأين الاختلاف ؟!

بعد هذا , ما قولك , بالعبارتين الآتيتين , هل تراهما على خلاف ؟! فما أشبههما بحالنا ( مع أنهما العالمين جليلين وأنا جويهل من العامة):

في ( فتح الباري ) لابن حجر:
وقال الحليمي في المنهاج ما من ذنب إلا وفيه صغيرة وكبيرة وقد تنقلب الصغيرة كبيرة بقرينة تضم إليها وتنقلب الكبيرة فاحشة كذلك . . . " انتهى

وفي فيض القدير :

" وأحوال المكلف بالنسبة لما يصدر منه من صغيرة وكبيرة خمسة : أحدها أن لا يصدر منه شيء فهذا ترفع درجاته . الثانية يأتي بصغائر بلا إصرار فهذا يكفر عنه جزما . الثالثة مثله لكن مع الإصرار فلا يكفر لأن الإصرار كبيرة " انتهى

أرأيت ما لوّن بالأحمر ؟ هل يعد اختلافا ؟ فهذا قد جعل الإصرار يحويل الكبيرة فاحشة , والآخر جعل الإصرار كبيرة , وهل تفهم أنه يريد ذات الإصرار ؟
أجيب عنك وأريحك : لا ليس اختلافا , بل هو تنوّع ألفاظ , ونص الفيض مراده أن الإصرار يقلب الصغيرة كبيرة فلا تكفـّـر , لا يريد الإصرار ذاته .
.

برق1 27-09-2007 05:06 PM

بالمناسبة يأبا فهد :
جعلت تأبط أحد رجلين , إما كاذب بما قال , أو جاهل بما يقول !
وأنا إذ نظرت في النص الذي أوردته أنت عن عمر بن عبد العزيز وجدته يشهد له لا لك !
فأنت ترى الصغائر لا تصير كبائر مع الإصرار , وعليه فكل الصغائر برأيك حتى ما أصر عليها تكفّرها الصلوات الخمس وغيرها مما ورد
وهذا عمر بن عبد العزيز يقول بأن الصغائر مع الإصرار ((( مهلكات )) وهل يهلك المرء إلا ذنب لم يغفر له , ولم تكفره المكفرات ؟!
فلو أن عمر كان على ما ترى أنت لما قال بأن الصغائر مهلكات (( مع الإصرار ))

لعلك تظن أن أن عمر بن عبد العزيز يريد الكبائر وحدها , فتمعن بكلامه جيدا فهو لم يفرق هنا بين الصغائر والكبائر , بل تحدث عن كل إثم , وهذا حتما يشمل الصغائر , وبما أنه جعل الصغائر المقرونة بالإصرار مهلكة فهذا دليل أكيد على أنه يعد الإصرار مانع للتكفير , وليس في الحديث مانع للتكفير سوى كون المعصية كبيرة ( ما اجتنبت الكبائر ) سواء كانت من أصلها أو صارت كبيرة بسبب الإصرار .

هذا عن النص الذي أوردته لظنك أنه شاهد لك , فأظن أنك لا تتثبت فلا آخذ قولك عنه بالتسليم .
وما دام الأخ تأبط وعد بالتعقيب فلننتظر ما يجد .

أبو عمر القصيمي 27-09-2007 08:29 PM

أستاذي برق1 :
بالنسبة للإجماع في هذه المسألة لا أظن أنه يثبت أي الإجماع القطعي ؛ ولكن قد يكون إجماعاً سكوتياً والجمهور على أنه حجة لأن ( لا صغيرة مع الإصرار ) نقل عن ثلاثة من الصحابة واشتهر ولم ينقل بينهم مخالفاً في المسألة .
وحتى لو لم يكن إجماعاً سكوتياً فهو قول صحابي ولم يخالفه غيره وهو حجة عند الجمهور أيضاً .
وأما الشافعي فالذي أقصده هي مسألة ( قول الصحابي ) فإن بعض الشافعية يرى أنه ليس بحجة وينسبون ذلك للشافعي ولكن المنقول عن الشافعي خلاف ذلك وأنه صرح بأن قول الصحابي حجة إذا لم يخالف نصاً ولم يخالفه غيره .
ومسألة ( الإصرار على الصغيرة ) منطبقة جداً على هذا فهو قول صحابي بل أكثر من واحد ومع ذلك لم يخالفه غيره من الصحابة فهو عندئذ حجة والله أعلم .
وأشكرك على فوائدك .

برق1 28-09-2007 02:22 AM

أبا عمر :
ألم أقل إنك شيخي .

فهمت كلامك جيد , وجزاك ربي عني خيرا على الإفادة المهمة

وبالنسبة للإجماع السكوتي فهو واضح لي . وقد ذكره أيضا أخي تأبط رأيا في تعقيبه رقم 154

والذي أحب معرفته منك أو من أي أخ مسألة الإجماع , فعلمي أن إجماع العلماء تعني القول بإجماع المذاهب الأربعة , فإن خالف مذهب فالجمهور .
وإنما ما ضابط أن نقول أجمع العلماء ؟
هل يكفي أن نرى ( كل ) من تكلم من أصحاب كل مذهب فوافق غيره في مسألة , لنقول : هذا إجماع ؟
أو يشترط أن يروى عن رأس المذهب موافقته ؟
أو الأمر أوسع من هذا ؟
فهذا ما جعلني لم أقل بأن العلماء مجمعون على أن الإصرار يحول الصغيرة كبيرة , مع أني لم أقرأ لأحد من أصحاب المذاهب الأربعة إلا وأراه يقول بهذا . لم يخالف أحد على كثرة من تحدثوا فيها منهم .

حتى المذهب الشافعي فكبار أصحاب المذهب ينصون على هذا , بل إن الغزالي - رحمه الله تعالى - نص على توجيه كلام الشافعي وفق هذه القاعدة .
قال في كتابه ( الوسيط في المذهب ) كتاب الشهادات :
" قال الشافعي رضي الله عنه وليس أحد من الناس نعلمه إلا قليلا يمحض الطاعة حتى لا يخلطها بمعصية أشار بهذا إلى أن العصمة من المعاصي ليس بشرط إذ ذلك يحسم باب الشهادة ولكن من قارف كبيرة أو أصر على صغيرة لم تقبل شهادته لأن ذلك يشعر بالتهاون بأمر الديانة ومثله جدير بأن لا يخاف وبال الكذب أما من يلم بالصغيرة أحيانا لفترة تقع من مراقبة التقوى وفلتة تقع للنفس في الخروج عن لجام الورع وهو مع ذلك ما ينفك عن تندم واستشعار خوف فهذا لا ترد به الشهادة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخلو المؤمن من الذنب يصيبه الفينة بعد الفينة أي الوقت بعد الوقت وإنما الفسق المرون على المعصية وإن كانت صغيرة "


أرجو أن تصوّب لي كلامي هنا يا أبا عمر لأستفيد ما أجهل , حسب ما تعلم .
(((( ولا تطلق علي كلمة : " أستاذي " مرة أخرى , وهذا إنذار شديد لك . )))) قل برق1 أو قل أخي وهذا يعجبني منك , , شاكرا تقديرك لي ورفعك من مقامي . وإنما أعرف أن قدر نفسي .

أبو عمر القصيمي 28-09-2007 02:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها برق1 (المشاركة 749024)
وهذا عمر بن عبد العزيز يقول بأن الصغائر مع الإصرار ((( مهلكات )) وهل يهلك المرء إلا ذنب لم يغفر له , ولم تكفره المكفرات ؟!

بارك الله فيك .
لعلنا نستفيد منك قليلاً ونشارك معك ، أقول بل كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما في عدة أحاديث يدل على ما تتحدث عنه ومن ذلك :
1 / بوب البخاري رحمه الله قال ( باب ما يتقى من محقرات الذنوب ) ثم ذكر قول أنس رضي الله عنه : ( إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات ) قال الحافظ في شرحه على قوله ( أدق ) قال : أي تعملون أعمالاً تحسبونها هينة وهي عظيمة أو تؤول إلى العظم . انتهى وركز على قوله ( تؤول ) أي أنها تتحول إلى أكبر من الصغيرة بل نقل الحافظ في شرحه لهذا الحديث قول ابن بطال السابق ذكره : ( المحقرات إذا كثرت صارت كباراً مع الإصرار ) فهذا الدليل يضاف إلى الأدلة السابق ذكرها في هذه المسألة .
2 / حديث سهل في المسند وغيره وحسنه الحافظ مرفوعاً ( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضج خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه ) فكيف نجمع بين القول أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر وبين هذا الحديث وفيه ( تهلكه ) ؟ فلا بد من القول بأن هذا المقصود به الإصرار ، فالمنهج السليم هو الجمع بين الأحاديث الصحيحة لا أن نأخذ حديثاً ونترك الآخر ، بل طريقة العلماء أن يجمعوا بين هذه الأحاديث وهذا يسير لمن تجرد للحق ولله الحمد .
3 / كذلك ما ذكرته أخي برق1 وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد صححه ابن حبان ( يا عائشة إياكِ ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً )
4 / في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلوا قلبه وهو الران الذي ذكر الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قال الترمذي حديث حسن صحيح .
يا إخوة : ركزوا على هذا الحديث جيداً ففيه دلالة على مسألتنا حتى لو لم تكن صريحة والشاهد ( زيد فيها حتى تعلوا قلبه ) .
هذه بعض الأدلة من باب الفائدة لمن يقرأ الموضوع ، وبالمناسبة فالعلماء في شروحهم على هذه الأحاديث التي ذكرناها يتطرقون أو يستدلون بها على مسألة ( الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ) كما في شرح ابن بطال والفتح وفيض القدير وغيرها ، ففهم أولئك العلماء لهذه الأحاديث أولى من فهم من اعترف بأنه ليس عالماً ولا مجتهداً ، فلا بد عندئذ أن يكون فهمه لنصوص الشريعة قاصراً ولا بد أن يكون قليل العلم بمقاصد الشريعة واستقراء النصوص ، فهذه لا تكون إلا لمن تبحر وترسخ في العلم والقراءة والإطلاع في نصوص الشريعة وأقوال العلماء والسلف ، فمن خالف فهمه فهم أولئك الجبال فليتهم فهمه أولاً وليرجع إلى فهمهم للنصوص فهم أولى وأحرى بالحق ومعرفة النصوص والمقاصد منه والله أعلم .

وأما مسألة الإجماع ، فلا بد أن تجمع الامة كلها وليس مقصوراً على المذاهب الاربعة بل كل الأمة والإجماع القطعي يصعب جداً تحققه والله أعلم .
أما قول المذاهب الأربعة فهو يعتبر قول الجمهور أو عامة العلماء أو اتفاق العلماء ونحوها من العبارات ولا يشترط أن يكون إجماعاً ، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن اتفاق المذاهب الأربعة حجة وانظر روضة الناظر وغيره من كتب الأصول ، وقد ذهب الحافظ ابن رجب في رسالة له إلى عدم جواز الخروج عن اتفاق المذاهب الأربعة .
وقل أن تجد من العلماء الكبار أن يخالف المذاهب الأربعة أو يخرج عن أقوالهم إلا أن يكون رواية في المذهب ونحو ذلك أو يكون يجمع بين أقوالهم أما الخروج عن أقوالهم فهو نادر جداً من العلماء والله أعلم .

المتزن 28-09-2007 09:11 PM

نعلق الآن على إجابات أخينا برق1 , وسأختصر في التعليق وسأقصره على بعض الأجوبة واضحة البطلان لئلا نطيل ونتشعب .

اقتباس:

س1 : هل الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )
وما دليلك على ذلك من القرآن أو السنة ؟؟

ج – نعم , والدليل :
قوله صلى اله ليه وسلم : { وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
وقوله صلى لله عليه وسلم : { يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا }
وقوله صلى الله عليه وسلم : { لا تغتروا } بعدما ذكر البشارة بتكفير الوضوء والصلاة للصغائر .
وغير هذا من نصوص الشرع الحنيف .
تعسف في الاستدلال واستشهاد في غير محله .

فقوله عليه الصلاة والسلام : " ويل للمصرين ... " حديث عام يشمل الإصرار على الذنب عموماً وليس فيه تحديد للإصرار على الصغيرة دون الكبيرة فضلاً عن أن يكون فيه ما يشير إلى أن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة , فتأمل .

أما حديث : " إياك ومحقرات الذنوب ... " ففيه تحذير نبوي من محقرات الذنوب , فما هي محقرات الذنوب أخي برق1 ؟؟! وهل محقرات الذنوب تعني أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟؟؟!!!!!
ماهذا التعسف في الاستدلال يا هداك الله ؟؟!!

واستشهادك الثالث بقوله عليه الصلاة والسلام : " لا تغتروا " , يؤكد عسفك لمعاني الأحاديث وفهمك الخاطئ لها , إذ ما علاقة قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تغتروا " بمقولة إن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة ؟؟؟!!!

أهكذا تـُفهم الأحاديث النبوية أخي الفاضل ؟؟؟!!!

يا أخي :

بحسب علمي القاصر , لا يوجد دليل لا من القرآن ولا من السنة النبوية الصحيحة يقول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة .

فلا تتعسف في فهمك واستدلالاتك هداني الله وإياك .

اقتباس:

س2 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها .. فهل تكفرها الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا )

ج- لا لا يكفرها بالوعد الوارد , وإنما هي كالكبائر إلى مشيئة الله إن شاء كفّرها وإن شاء عذب بها , لا يُسأل عما يفعل ولا يَظلِم مثقال ذرة .
سبحان الله !!

محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر "

وبرق1 يقول إن الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان لا تكفر الصغائر !!!

محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يفرّق بين الصغيرة والكبيرة في المغفرة والتكفير ..

وبرق1 يقول إن الصغائر كالكبائر !!!!

لا تعليق .

اقتباس:

س4 : متى يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة إصراراً ؟؟!
وهل لذلك حد أو عدد معين أم أن مجرد عقد العزم على فعل الصغيرة - وإن كانت الأولى - يـُعد إصراراً ؟؟!!

ج- نطلق على فعل الصغيرة إصرارا إذا صاحبه استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها وعدم خوف عقاب الله عليها وعدم تحرك القلب للتوبة منها
وليس لذلك حد معيّن
وليس مجرد العزم على فعل الصغيرة إصرارا .
وربطك استحالة الصغيرة كبيرة بالعدد هو أساس خطئك وسبب تخبطك , وقد نبهتك سابقا لهذا , فأنت تظن الإصرار يعني التكرار .
برق1 , تقول : " نطلق على فعل الصغيرة إصرارا إذا صاحبه استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها وعدم خوف عقاب الله عليها وعدم تحرك القلب للتوبة منها
وليس لذلك حد معيّن "

ويلزم من كلامك هذا أنه يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة ( لأول مرة ) إصراراً إذا صاحبها استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها !!!!

وهذا القول منك قول ضعيف , ولا أعلم هل قال به أحد من علماء السلف أم لا .

فالذي أعلمه أن العلماء يشترطون تكرر فعل الذنب حتى يعتبروا ذلك إصراراً . والتكرار يعني العدد , ولهذا فمن لا يعتد بتكرار الذنب لاعتبار الإصرار , فهو مخطئ .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها "

وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل "

وهذان الحديثان يدلان على أن الإصرار لا يكون إلا مقروناً بالفعل والعمل .

فالإصرار ذنب , وبما أن الإصرار ذنب , فلا يصح أن نعتبر مجرد انشراح القلب لفعل الصغيرة إصراراً فضلاً عن أن نعتبره إصراراً يصيـّر الصغيرة كبيرة .

اقتباس:

س5 : إذا افترضنا جدلاً أننا عرفنا الحد الذي يمكن تسمية فعل الصغيرة إصراراً .. فماذا نعتبر فعل الصغيرة بعد هذا الحد ؟؟!
هل نعتبرها صغيرة جديدة ونبدأ العد من جديد .. أم نعتبرها كبيرة بحد ذاتها باعتبارها تجاوزت الحد ؟؟؟!!!

ج- كل صغيرة بحسب حال الفاعل وكل تكرار يعد معصية جيدة , ولو كانت الثانية .
لم أفهم ما تعنيه بالضبط , ولكن الذي فهمته يدل على أنك أتيتَ لنا بفهم جديد لا يخلو من اضطراب في المقاييس وتخبط في الموازين .

فأنت تنظر لكل صغيرة على حدة .

وهذا يعني أنه قد تكون الصغيرة الأولى كبيرة بينما قد تبقى الصغيرة العاشرة صغيرة .

فهلا وضحتَ لنا هذا الأمر ؟؟!!

وهلا أخبرتنا من أين أتيتَ لنا بهذا الفهم الجديد ؟؟؟!!!

أما قولك ( وكل تكرار يعد معصية جديدة ) يدل على عدم اعتبارك التكرار أصلاً في مسألة الإصرار , وهذا عجيب غريب !

اقتباس:

س6 : إذا كان الإصرار على الصغيرة يحوّل الصغيرة إلى كبيرة .. فماذا تعتبر الإصرار على الكبيرة ؟؟ هل ستعتبر الإصرار على الكبيرة يحوّلها إلى كفر أو قريباً من ذلك أم ماذا ؟؟!!

ج- لا لا أعد الإصرار على الكبيرة كفرا , بل الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة والفواحش أشنع الكبائر وهي دون الكفر .
وإطلاق الكفر على صاحب الكبيرة مذهب الخوارج , إلا ماورد بنصوص الشرع تكفير فاعلها كترك الصلاة .
طيب :

هل من الممكن أن تذكر لنا علماء السلف الذين قالوا بأن الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة ؟؟!!

وأبو عمر القصيمي يقرئك السلام ويقول لك :

هل الفاحشة غير الكبيرة أم أنها درجة من درجاتها ؟

اقتباس:

س8 : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها أي أنه مازال عازماً في قلبه على مقارفتها في المستقبل .. فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!!
الجواب هو إما أن تقول إن التوبة تلزمه , أو لا تلزمه .. فاختر ما تراه الصواب .


ج- بل تلزمه التوبة , فإن عاد فمعصية جديدة تتطلب توبة أخرى .
إذا كانت الصغائر لا تغتفر إلا بالتوبة , فما فائدة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر ؟؟؟!!!

وما الفرق بين الصغائر والكبائر إذن ؟؟؟!!!

إن كلامك هذا فيه تعطيل لأحاديث نبوية صحيحة صريحة بالتفريق بين الصغائر والكبائر .

اقتباس:

س9 : ما هو تفسيرك لنص كلام ابن عباس لغوياً , واذكر لنا سلفك ؟؟!!
تفسيري هو تفسير العلما بأن المراد أن الكبائر تغفر مع الاستغفار , والصغائر لا تكفرها المكفرات مادام صاحبها غير تائب مستغفر .
على افتراض أن تفسير العلماء هو ما ذكرتَ " الصغائر لا تكفرها المكفرات مادام صاحبها غير تائب مستغفر " ..

فهل لك أن توضح لنا ما فائدة الأعمال الصالحة في تكفير الصغائر ما دامت الصغائر تستلزم التوبة حتى تـُكفر ؟؟؟!!!!

إن التوبة تـُكفر الصغائر , كما أن الأعمال الصالحة تـُكفر الصغائر أيضاً بنص الحديث النبوي ..

واشتراطك التوبة والاستغفار لتكفير الصغائر يلغي فائدة الأعمال الصالحة أصلاً , فتأمل .

إذن :

حاصل كلامك الذي تزعم أنه تفسير العلماء يلغي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر .


أكتفي بهذه التعليقات , وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ,,


وتقبل تحياتي 00
المتزن

المتزن 29-09-2007 01:51 AM

تنبيه :

لاحظت عليكم أيها الأخوة الثلاثة أنكم مازلتم تصرون على الخلط بين مسألة أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ومسألة أن الإصرار بحد ذاته كبيرة . وهذا جعلكم تتخبطون في الاستدلال .

مع العلم أني سبق وأن نبهتُ أبا عمر القصيمي على هذا الأمر .

فإلى متى هذا الإصرار على الخلط في الفهم والاستدلال يا هداكم الله .. وما سببه ؟؟؟!!!


وتقبلوا تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 01:55 AM

أي خلط وفقك الله .
أنت تقول بأن الإصرار بحد ذاته كبيرة .
يعني الإصرار على شرب الدخان كبيرة صح ولا لا ؟
طيب وش الفرق بين كلامنا وكلامك بالنتيجة ؟

المتزن 29-09-2007 02:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها أبو عمر القصيمي (المشاركة 751116)
أي خلط وفقك الله .
أنت تقول بأن الإصرار بحد ذاته كبيرة .
يعني الإصرار على شرب الدخان كبيرة صح ولا لا ؟
طيب وش الفرق بين كلامنا وكلامك بالنتيجة ؟

أخي أبو عمر

أنا لم أقل إن الإصرار بحد ذاته كبيرة ولم أتطرق إلى ذلك في موضوعي , بل كنتُ أتحدث عن أن القول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة خطأ . وعندما خالفتني وبدأت تستدل عليّ ببعض الأدلة , نبهتك وطلبتُ منك أن تفرق بين مسألة القول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ومسألة أن الإصرار بحد ذاته ذنب مستقل ( كبيراً كان أو صغيراً ) وهذه المسألة ليست مبحثي هنا .

ولو اتفقتَ معي منذ البداية على هذا التفريق وعلى أن استدلالاتك كانت حول مسألة أخرى غير مسألتي , لما احتجنا إلى كل هذا .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 02:18 AM

وما معنى كلامك هذا :

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 751106)
ومسألة أن الإصرار بحد ذاته كبيرة .

وأعيد السؤال مرة أخرى : ما حكم الإصرار بحد ذاته ؟

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 02:38 AM

أيضاً عندما ذكرتُ في رد سابق الأدلة ومنها ( محقرات الذنوب ) وكذلك ( فإذا عاد زيد فيها ) فهذه أعتبرها في مسألتنا وليست في مسألة الإصرار مطلقاً وسيأتي التوضيح ، وأيضاً مسألة الإصرار على الذنب مطلقاً متداخلة جداً مع مسألة الإصرار يجعل الصغيرة كبيرة وليس هذا من قبيل الخلط بين المسائل والتوضيح هو مع أنه تقدم ولكن زيادة التوضيح لا مانع منها :
1 / جاء في حديث ( محقرات الذنوب ) قول النبي صلى الله عليه وسلم ( متى يأخذ بها صاحبها تهلكه ) فمثلاً إذا قلنا بأن الصلوات الخمس تكفر هذه الذنوب حتى مع الإصرار فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تهلكه ) ؟
2 / وأيضاً حديث أنس ( لنعدها من الموبقات ) قال ابن حجر : وهي عظيمة أو تؤول إلى العظم . فكيف تؤول إلى العظم ؟ الجواب : أي أنها تتحول إلى أكبر منها .
3 / حديث النكتة السوداء وفيه ( وإن عاد زيد فيها ) وهذا مع أنه تاب مع ذلك عندما عاد إلى الذنب زيد في هذه النكتة السوداء في قلبه ، فهذا يدل على أن الإصرار يعظم الذنب .

فكيف تقول بأنكم تخلطون بين المسائل وهذه الادلة في صلب موضوعنا والذي يثبت ذلك أيضاً ما ذكرته في الرد السابق أن العلماء الشراح كابن بطال وابن حجر يستدلون بهذه الأحاديث على أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة فهل هؤلاء أيضاً يخلطون بين المسائل ؟

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 03:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 750748)
ويلزم من كلامك هذا أنه يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة ( لأول مرة ) إصراراً إذا صاحبها استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها !!!!

وهذا القول منك قول ضعيف , ولا أعلم هل قال به أحد من علماء السلف أم لا .

المخاطب هنا برق1 لكن لا مانع من المشاركة للفائدة :
إذا كنت لا تعلم كيف حكمتَ عليه بالضعف ؟
فقد جاء في تفسير الطبري على قوله تعالى { ولم يصروا .. } ذكر الأقوال في حد الإصرار ومنها عن الحسن قال : إتيان العبد ذنبًا إصرارٌ حتى يتوب . وعن مجاهد في قول الله عز وجل:{ ولم يصروا على ما فعلوا } قال: لم يواقعوا . وعن السدي قوله : أما { يصروا } فيسكتوا ولا يستغفروا .
فهؤلاء من السلف ومن الأقوال أيضاً غير ذلك ولم يتطرقوا للتكرار .
وأيضاً قال ابن الصلاح : ( المصر من تلبس من أضداد التوبة باسم العزم على المعاودة أو باستدامة الفعل بحيث يدخل به ذنبه فى حيز ما يطلق عليه الوصف بصيرورته كبيرا عظيما وليس لزمان ذلك وعدده حصر ) فجعل العزم على المعاودة من الإصرار .

المتزن 29-09-2007 06:15 AM

أخي الكريم / أبو عمر القصيمي

يبدو أننا بحاجة إلى تحديد معنى الإصرار .

إذ كأنك تريد أن تحصر الإصرار بأمر واحد , مع أنك نقلتَ عن ابن الصلاح معنيين للإصرار !!

قال ابن الصلاح : ( المصر من تلبس من أضداد التوبة باسم العزم على المعاودة أو باستدامة الفعل ... )

بل والغريب أنك تنقل عن السدي , مع أني أذكر أني قرأت أن السدي يقول : " الإصرار الاستمرار " .

ثم ما معنى الإصرار في اللغة ؟؟!

أصررت على الشئ أي أقمت ودمت . وجاء في المحيط : أصَرَّ يُصِرّ إصْرارًا : ثبت على الأمر ولازمه .

أما في الشرع , فقد ذكرت لكم حديثين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , يؤكدان أن الإصرار لا يكون إلا بالفعل والعمل لا بمجرد العزم .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها "

وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل "

وهذان الحديثان يدلان على أن الإصرار لا يكون إلا مقروناً بالفعل والعمل .

وعلى هذا , فالإصرار من لوازمه التكرار .. أي لا يصح وجود إصرار دون تكرار .

والله أعلم .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 06:28 AM

أنت قلت بردك السابق ( ولا أعلم هل قال به أحد من علماء السلف أم لا )
فشاركتُ بهذه المشاركة من باب إفادتك بأقوال السلف وأن ضابط الإصرار قد اختُـلف فيه بينهم .
وسؤالي الأهم قبل ذلك :
ما حكم الإصرار على الذنب بحد ذاته ؟

المتزن 29-09-2007 05:50 PM

بارك الله فيك يا أبا عمر على إفادتك , ولكن أود إفادتك أيضاً أن أقوال السلف التي ذكرتـَها لنا لا تقول بمثل ما قال به أخونا برق1 .

فأقوال الحسن ومجاهد والسدي كلها ترى أن الإصرار عمل ..

فالحسن قال : إتيان العبد ذنبًا إصرارٌ حتى يتوب . والإتيان يعني المواقعة .

ومجاهد في قول الله عز وجل: (( ولم يصروا على ما فعلوا )) قال : لم يواقعوا . ومعناه واضح .

وبالمناسبة :

قول الحسن ومجاهد هو قول ثالث , إذ كلامهما يعني أن مجرد مواقعة الذنب إصرار . وهذا أضعف الأقوال . وقول برق1 شبيه بهذا القول من جهة المآل , أي أنه قد يؤدي إلى نفس نتيجة هذا القول الذي ضعفه ابن جرير الطبري في تفسيره , وقد وضحتُ ذلك في تعليقي على إجاباته .

أما السدي فقد ذكرتُ قوله في المشاركة السابقة .

طبعاً أنا أعلم أن هناك قول آخر في معنى الإصرار ( قريب من رأي برق1 ) , ولكني فعلاً لا أعلم هل قال أحد من السلف بقول برق1 في معنى الإصرار أم لا ؟؟!

وعلى أي حال , فأنا أرى أن هذا القول ضعيف , وقد تقدم بيان ذلك . والله أعلم .


أما بالنسبة لسؤالك , فهو ليس مبحثي هنا ( الذي لم تتفقوا معي فيه بعد ) .
فدعنا نتفق على صلب مبحثي , ثم بإمكانك - بعد ذلك - الانتقال إلى المبحث الآخر ( الذي لم يتبين لي فيه أمر قاطع حتى الآن ) .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 06:59 PM

لكن السؤال في صلب مبحثك لأن النتيجة ستكون واحدة .
فأنت تقول بمشاركة رقم 89 : ( يعني لو فعل مسلم صغيرة مئة مرة , فإن صلواته الخمس تكفرها كلها ..
لكن إن كان عازماً على الاستمرار بمقارفة هذه الصغيرة غير مستشعر للذنب ولا آبهٍ به , فحينئذ نقول له إن فعلك هذا هو بحد ذاته ذنب بل قد يكون كبيرة بحد ذاته حتى وإن غـُفرت لك تلك الصغائر بفعلك الطاعات . )
ثم في مشاركة رقم 97 : ( إن كنتَ تراه ذنباً منفصلاً عن الصغيرة ( وأظنك ترى ذلك ) , فلماذا لا تقول إن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة في جميع الأحوال ؟؟!
إن قلتَ بهذا , فنحن متفقان تماماً في صلب ما أتحدث عنه في هذا الموضوع وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يصيـّرها - بحد ذاتها - كبيرة . )

فالذي أفهم من كلامك هذا أنك ترى بأن الإصرار على الصغيرة بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة يعني بالمثال أن الإصرار على الدخان كبيرة بينما الدخان نفسه صغيرة .
وهذا هو ما نقوله نحن ولكن الخلاف بيننا لفظياً أليس كذلك ؟

دكتور 29-09-2007 08:32 PM

اخي المتزن .. شكراً لك على هذا التطرح المتميز
اشكر الاخوة الذين تفاعلو مع الموضوع بأنضباط .
اخي المتزن ...
ارجو ان تبين لي معنى " الاصرار" حتى يزول اللبس عني وعن بعض الاخوة .
ولك مني جزيل الشكر .

دكتور 29-09-2007 09:01 PM

: أنت تعلم وفقك الله بأن قول الصحابي بالمسألة التي ليس فيها نص ولم يخالف فيها صحابي آخر أن هذا القول حجة عند كثير من العلماء ، بل قال بعضهم بأنه إذا اشتهر القول ولم يعرف له مخالف فإنه يكون إجماعاً سكوتياً
اسف على المداخلة ...
ولكن ماذا عنك انت هل تعلم بان قول الصحابي ..... حجة ؟
ارجو ان توضح لي فهمك لها من " دون قص ولصق " حتى لا يطول الكلام ويكون ردك في غير موضعه .

اخي ابو عمر القصيمي

المتزن 29-09-2007 09:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها أبو عمر القصيمي (المشاركة 751971)
لكن السؤال في صلب مبحثك لأن النتيجة ستكون واحدة .
فأنت تقول بمشاركة رقم 89 : ( يعني لو فعل مسلم صغيرة مئة مرة , فإن صلواته الخمس تكفرها كلها ..
لكن إن كان عازماً على الاستمرار بمقارفة هذه الصغيرة غير مستشعر للذنب ولا آبهٍ به , فحينئذ نقول له إن فعلك هذا هو بحد ذاته ذنب بل قد يكون كبيرة بحد ذاته حتى وإن غـُفرت لك تلك الصغائر بفعلك الطاعات . )
ثم في مشاركة رقم 97 : ( إن كنتَ تراه ذنباً منفصلاً عن الصغيرة ( وأظنك ترى ذلك ) , فلماذا لا تقول إن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة في جميع الأحوال ؟؟!
إن قلتَ بهذا , فنحن متفقان تماماً في صلب ما أتحدث عنه في هذا الموضوع وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يصيـّرها - بحد ذاتها - كبيرة . )

فالذي أفهم من كلامك هذا أنك ترى بأن الإصرار على الصغيرة بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة يعني بالمثال أن الإصرار على الدخان كبيرة بينما الدخان نفسه صغيرة .
وهذا هو ما نقوله نحن ولكن الخلاف بيننا لفظياً أليس كذلك ؟

عفواً :

سؤالك ليس في صلب مبحثي , والنتيجة ليست واحدة حتى عند القول بأن الإصرار على الصغيرة بحد ذاته كبيرة .

فالخلاف هو أقرب إلى الخلاف في اللوازم منه إلى الخلاف اللفظي .. أي أن قولكم إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة خاطئ لأن من لوازمه ما يجعله باطلاً .. أما القول بأن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة , فهو أهون من القول الأول بكثير .

مع العلم أني لم أطمئن إلى القول الثاني بعدُ , ولم أجزم به . بل أنا متوقف فيه حتى الآن .

أما كلامي الذي في اقتباساتك أعلاه , فقد كان موجهاً لك كحل للخروج من لوازم القول الأول , ولم يكن قناعةً لي .

فهل تقبل بهذا الحل يا أبا عمر ؟؟

هل تقبل أن ترفض القول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها - بحد ذاتها - كبيرة لورود لوازم باطلة عليه , وتأخذ بالقول إن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة ؟؟

إن قبلتَ بهذا , فنحن متفقان في صلب ما أتحدث عنه في هذا الموضوع وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يصيـّرها - بحد ذاتها - كبيرة , والحمد لله .

مع العلم أن الحل الذي أعرضه عليك , يتوافق مع كثير من استدلالاتكم التي تستدلون بها عليّ في مسألتي هذه . ولهذا كنتُ ومازلتُ أنبهكم على عدم الخلط بين المسألتين .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 09:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها دكتور (المشاركة 752081)
: أنت تعلم وفقك الله بأن قول الصحابي بالمسألة التي ليس فيها نص ولم يخالف فيها صحابي آخر أن هذا القول حجة عند كثير من العلماء ، بل قال بعضهم بأنه إذا اشتهر القول ولم يعرف له مخالف فإنه يكون إجماعاً سكوتياً
اسف على المداخلة ...
ولكن ماذا عنك انت هل تعلم بان قول الصحابي ..... حجة ؟
ارجو ان توضح لي فهمك لها من " دون قص ولصق " حتى لا يطول الكلام ويكون ردك في غير موضعه .

اخي ابو عمر القصيمي

حياك الله أخي دكتور . الجواب من دون قص ولصق : نعم .

أبو عمر القصيمي 29-09-2007 10:15 PM

أخي المتزن :
يبدوا لي أنك لم تفهم المسألة جيداً وهي المسألة الثانية ( الإصرار على الذنب مطلقاً ) ولذلك تظن أننا نخلط بين المسألتين وليس كذلك .
فكوننا نقول بأن الإصرار على الذنب أي ذنب يعتبر كبيرة لثبوت الوعيد به ولأن هذا قول الصحابة فقد قال أبو طالب المكي في حد الكبيرة : ( جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة فى القلب وهى الشرك بالله والإصرار على المعصية والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله وأربعة فى اللسان وهى شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس والسحر وثلاثة فى البطن شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا واثنتان فى الفرج وهما الزنا واللواط واثنان فى اليدين وهما القتل والسرقة وواحدة فى الرجلين وهى الفرار من الزحف وواحدة تتعلق بجميع الجسد وهى عقوق الوالدين )
وبما أني ذكرتُ مثالاً وهو شرب الدخان فسأوضح المسألة على هذا المثال :
فنحن نعلم أن شرب الدخان صغيرة من الصغائر فلو أن إنساناً شرب الدخان دون إصرار فإن الأعمال الصالحة تكفر هذه الصغيرة إن شاء الله .
ولكن الإصرار على شرب الدخان هذا كبيرة من الكبائر لما تقدم ، فإن هذا الشخص المصر على شرب الدخان قد ارتكب كبيرة وهي الإصرار على المعصية فكيف تكفر عنه المعصية وهو قد أصر عليها فكانت معصيته في حكم الكبيرة بسبب الإصرار .
أي أن الدخان نفسه صغيرة ، ولكن عندما أصر على الدخان تحولت هذه المعصية إلى حكم الكبيرة بسبب هذا الإصرار ، فالإصرار ليس مستقلاً وحده وإنما لا بد من إجتماع الأمرين ( الذنب والإصرار ) فالذنب وحده صغيرة والإصرار وحده لا يتأتى فإصرار على ماذا ؟ لا بد أن نقول بأن الإصرار يؤثر على هذا الذنب فالإصرار لا يقوم بنفسه فلا بد أن يدخل بأمر وهو في مسألتنا ( الصغيرة ) ثم يكون الحكم وهو الكبيرة .
أتمنى أن يكون كلامي واضحاً لا إشكال فيه .
وبعبارة أخرى وقد قلتُ ذلك في رد سابق : أي أن الصغيرة نفسها ( شرب الدخان ) ليست كبيرة ولكن تكون في حكم الكبيرة عندما ينضم إليها الإصرار . أي : لا نقول بأن شرب الدخان كبيرة ولكن نقول شرب الدخان بحكم الكبيرة بسبب الإصرار الذي انضم إلى الصغيرة .
وأعتقد أنه لا فرق عندما نقول بأن الصغيرة أصبحت كبيرة أو نقول أصبحت بحكم الكبيرة فالثاني توضيح للأول وأنت تريد أن نقول بالثاني ولا نقول بالأول والنتيجة بين الاول والثاني واحدة وهي أن هذا الشخص قد ارتكب كبيرة وهذه الكبيرة التي ارتكبها سببها هذه الصغيرة عندما أصر عليها ، أي أن أصل وقوعه في الكبيرة كان سابقاً صغيرة ولكن بعد الإصرار يكون كبيرة والذنب واحد وهو ( شرب الدخان ) فبدون الإصرار يكون هذا الشخص مرتكباً لصغيرة ومع الإصرار يكون الشخص مرتكباً لكبيرة وهذا واضح والله أعلم .

برق1 30-09-2007 04:05 PM

بسم الله لرحمن الرحيم

عجيب أمرك ! تريد أن تجعل الإصرار على الصغيرر ذنب لا يغفر , بينما الصغيرة التي صحبها الإصرار تغفر !!!!!!!!!!
أقل الناس إدراكا يستنكر هذا القول الساقط !

هداك الله

على أية حال لنقف قليلا الآن عند تعقيباتك السابقة على أجوبتي لك :
مع العلم أن أقوالك كتبتها بالأحمر , وتعقيباتي تركتها بالأسود

قال المتزن :
تعسف في الاستدلال واستشهاد في غير محله .
فقوله عليه الصلاة والسلام : " ويل للمصرين ... " حديث عام يشمل الإصرار على الذنب عموماً وليس فيه تحديد للإصرار على الصغيرة دون الكبيرة فضلاً عن أن يكون فيه ما يشير إلى أن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة , فتأمل .

هداك الباري !
كون الكلام عن الذنوب عامة , ولم يقصره المصطفى صلى اله عليه وسلم على الكبائر يعني دخول الصغائر !
وأنت تدري هذا .
فلو لم يشمل الحديث الصغائر للزم استثناؤها حتما .
وكان الأولى بك أن تسأل نفسك , لم لم يستثن صلى الله عليه وسلم الصغائر هنا ؟ ما دامت تغفر بالمكفرات حتى ولو مع الإصرا , فعلى رأيك , يلزم أن تستثنى الصغائر , فهي مغفورة مغفورة – على رأيك – حتى مع الإصرار والتكرار , فلماذا يحذرنا صلى الله عليه وسلم من الإصرار عليها ؟

أما حديث : " إياك ومحقرات الذنوب ... " ففيه تحذير نبوي من محقرات الذنوب , فما هي محقرات الذنوب أخي برق1 ؟؟! وهل محقرات الذنوب تعني أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟؟؟!!!!!
ماهذا التعسف في الاستدلال يا هداك الله ؟؟!!
.


جواب :
هي الصغائر قطعا !
وتحذير المصطفى صلى اله عليه لعائش رضي اله عنها دليل ناصع يرشدك لو تأملته .
فعائش من المصلين , وهي ممن يصوم عرفة وعاشوراء , وممن يتوضؤون فيحسنون ويصلون بعد الوضوء , ويفعلون المكفرات فقرا إلى الله وذلا له .
فهل ترى أنها كانت بحاجة إلى أن تنبه ((( شخصيا ))) بحديث خاص إلى عدم التهاون بالصغائر وهي التي تأتي بالمكفرات ؟!
أنت تزعم أن المكفرات تذهب الصغائر دون توبة ومع الإصرار , فمن أولى الناس تكفيرا عائش لو كان الأمر لا يتطلب توبة وعدم إصرار
ولو كان القصد أن تتجنب الصغائر لما استطاعت فكل البشر خطاء , وإنما الحديث يحذرها من التمادي والإصرار وعدم الخوف من عاقبتها .
هل عرفت الآن موطن الاستدلال ؟

قال المتزن :

واستشهادك الثالث بقوله عليه الصلاة والسلام : " لا تغتروا " , يؤكد عسفك لمعاني الأحاديث وفهمك الخاطئ لها , إذ ما علاقة قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تغتروا " بمقولة إن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة ؟؟؟!!!
أهكذا تـُفهم الأحاديث النبوية أخي الفاضل ؟؟؟!!!


جواب :
نعم هكذا
وإلا فما معنى { لا تغترّوا } وقد وردت في ختام حديث التبشير بمغفرة الصغائر بأحد المكفرات ؟!
مادامت الصغائر كثرت أو قلت , تيب منها أو لم يُتَب , أصر عليها أو لم يصرّ مغفورة مغفورة بالمكفرات فهل لختام الحديث بـ( لا تغتروا ) معنى ؟!

قال :
بحسب علمي القاصر , لا يوجد دليل لا من القرآن ولا من السنة النبوية الصحيحة يقول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها – بحد ذاتها – كبيرة .
فلا تتعسف في فهمك واستدلالاتك هداني الله وإياك .


جواب :
بيّنت لك أن الحديثين أعلاه دليلان دامغان .
ولا تغفل عن قول الحق تعالى : { ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون }
قال الحق : على ما فعلوا , ولم يقل : على الكبائر , وبه فاللفظ شامل لكل فعل أثيم كبيرا أو صغيرا .

قال :
سبحان الله !!
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر "
وبرق1 يقول إن الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان لا تكفر الصغائر !!!
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يفرّق بين الصغيرة والكبيرة في المغفرة والتكفير ..
وبرق1 يقول إن الصغائر كالكبائر !!!!
لا تعليق .


جواب :
أصابني قرنك اسمي باسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل التعارض بالرهبة واحتقار أمري كله
فلا بارك الله فيّ يوم أتقدم بين يدي أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم مفندا معارضا !
اللهم ارحم ضعف نفسي وسوء فعلي , وأعوذ بحلمك ورحمتك أن تصيبني منك غضبة تقصمني وتخزيني , وتكب وجهي في النار غير عابئ بي .
اللهم لم أقل إلا ما ظننته قول العلماء ناقلا عنهم مقلدا لهم , فالطف بي إن زللت وأسأت .

قال :
برق1 , تقول : " نطلق على فعل الصغيرة إصرارا إذا صاحبه استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها وعدم خوف عقاب الله عليها وعدم تحرك القلب للتوبة منها
وليس لذلك حد معيّن "
ويلزم من كلامك هذا أنه يمكن أن نطلق على فعل الصغيرة ( لأول مرة ) إصراراً إذا صاحبها استهانة بالمعصية وانشراح لها قبل وبعد فعلها !!!!
وهذا القول منك قول ضعيف


جواب :
لا ليس بضعيف , وليس بقولي , بل قول العلماء
ولو أنك قلت بأن ( بعض ) العلماء عدّوا التكرار إصرارا لقلت لك : نعم , وتحتاج لمعرفة ما صاحب هذا التكرار من شعور .
والذي أطمئن إليه أن التكرار بحسب حال الشخص , فشخص أذنب واستغفر ولو بقلبه , من هذا الذنب , مع نيته تكراره , فأخشى أن يكون هذا من الإصرار , أما شخص أذنب واستغفر , وكان يرجو الكف عن الذنب لكن نفسه غلبته ثانية وثالثة وغيرها , فهذا ليس مصرا , والله أعلم .

قال :
ولا أعلم هل قال به أحد من علماء السلف أم لا .

جواب :
نعم لا تعلم لأنك لم تقرأ كتبهم
بل حتى لم تتابع ما كتبنا لك في الردود الماضية بحرص

فاقرأ هذه النقول لعل فيها ما تريد :
1- من كتاب ( حلية الأولياء ) الذي أفدتنا أنت أنك تصفّحته :
أ - باب عمر بن عبد العزيز :
قال " عن عاصم بن رجاء بن حيوة قال: كان عمر بن عبد العزيز يخطب فيقول: أيها الناس من ألم بذنب فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال، وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها. "

ب - باب عطاء ابن ميسرة روى عنه أنه قال:
" ومن أصر على الذنوب واستكبر عن الاستغفار خرج ذلك اليوم مصرا على الذنوب مستكبرا عن الاستغفار قاصه الحساب وجازاه بعمله إلا من تجاوز عنه المتجاوز الكريم فإنه لذو مغفرة للناس على ظلمهم وهو سريع الحساب "

2- وابن كثير في التفسير :
قال :
وقوله: { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }أي: تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه، كما قال الحافظ أبو يعلى الموصلي، رحمه اللهُ، في مسنده:
حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وغيره قالوا: حدثنا أبو يحيى عبد الحميد الحِمَّانيّ، عن عثمان بن واقد عن أبي نُصَيْرَةَ، عن مولى لأبي بكر، عن أبي بكر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا أصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً".

3- وابن جبرين
قال ابن جبرين في أجوبته عند باب الصلاة من شرح أخصر المختصرات :
ذكر عن ابن عباس أنه قال: "لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار". فمن أصر على الصغائر فمعنى ذلك أنه احتقر هذا الذنب، وإذا احتقره واستصغره فإنه يصير كبيرة؛ لأنه يحتقر ما حرم الله، وما نهى الله تعالى عنه.......... "

قال :
فالذي أعلمه أن العلماء يشترطون تكرر فعل الذنب حتى يعتبروا ذلك إصراراً .

جواب :
إذن فلم تعلم شيئا , ولعلك اطلعت الآن على نموذج لأقوالهم , وإن شئت مزيدا زدتك حتى ترضى .

يكفيك قوله تعالى :
{ يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشرها بعذاب أليم }
فهل الإصرار في الآية يعني التكرار ؟!

الآية دليل كاف لك على أن الإصرار لا يلزم له التكرار .

ثم تعال إلى لغة العرب :
قال في لسان العرب :
" وفي الحديث ما أَصَرَّ من استغفر أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه "

" والمعنى يتخير الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأْخير لأَن التأْخير من الإِصرار "

ونقل عن أبي عبيدة قوله في حديثه عن الشهوات :
" ولكنه في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه وقال غيرُ أَبي غٌبيد هو أَن يَرى جاريةً حَسناءَ فيفُضَّ طرْفَه ثم ينظُرَ إِليها بقلبه كما كان ينظُر بعينِه "

قال :
والتكرار يعني العدد , ولهذا فمن لا يعتد بتكرار الذنب لاعتبار الإصرار , فهو مخطئ .

جواب :
بل أنت المخطئ
فالإصرار ليس التكرار أصلا , بل التكرار المقرون بالإصرار هو ما ضيّع ذهنك بعيدا
قال صلى اله عليه وسلم " ما أصر من استغفر" فماذا تقول أنت ؟!

قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها "
وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل "
وهذان الحديثان يدلان على أن الإصرار لا يكون إلا مقروناً بالفعل والعمل .
فالإصرار ذنب , وبما أن الإصرار ذنب , فلا يصح أن نعتبر مجرد انشراح القلب لفعل الصغيرة إصراراً فضلاً عن أن نعتبره إصراراً يصيـّر الصغيرة كبيرة .


جواب :
اختلطت عليك الأمور
فتحديث النفس بالإثم غير انشراح القلب به
مثال :
رجل حدّثته نفسه وسوّل له الشيطان أن ينظر وجه جارة له ليتمتع بجمالها , فعزم على مخاتلتها وهو يتوجس اطلاع الله وتعتمل في نفسه مخافته لكن الهوى غلاب لكن مع وجود منادي الخوف والحياء من الله في القلب , فهذا عزم ولا إصرا , ولهذا تجده إذا ارتكب هذا الإثم ندم ولام نفسه , أمّا لو عزم أن ينظر غير مبال بالله وسخطه ولا مستشعر الخوف منه فعزم مع الإصرار , ولهذا لو ارتكب فلن يتحرك قلبه بندم أو ملامة أو خوف أو حياء من ربه .

قال :
لم أفهم ما تعنيه بالضبط , ولكن الذي فهمته يدل على أنك أتيتَ لنا بفهم جديد لا يخلو من اضطراب في المقاييس وتخبط في الموازين .
فأنت تنظر لكل صغيرة على حدة .
وهذا يعني أنه قد تكون الصغيرة الأولى كبيرة بينما قد تبقى الصغيرة العاشرة صغيرة .
فهلا وضحتَ لنا هذا الأمر ؟؟!!
وهلا أخبرتنا من أين أتيتَ لنا بهذا الفهم الجديد ؟؟؟!!!


جواب :
نعم , كل صغيرة بحسب حال فاعلها , من استشعار الخوف والحياء من الله والندم والاستغفار , من كان هكذا فصغيرة , ومن حمل قلبه الانشراح لها وعدم المبالاة بمقام ربه فكبيرة , وقس عليه كل صغيرة بعدها حتى تنتهي خانات الأرقام .
وليس هذا بفهم جديد ولا هو قولي , بل قول العلماء . وقد ذكرت لك سابقا وذكر لك غيري ما يكفي , ومع هذا اقرأ قوله :
" وأحوال المكلف بالنسبة لما يصدر منه من صغيرة وكبيرة خمسة : أحدها أن لا يصدر منه شيء فهذا ترفع درجاته . الثانية يأتي بصغائر بلا إصرار فهذا يكفر عنه جزما . الثالثة مثله لكن مع الإصرار فلا يكفر لأن الإصرار كبيرة ."
تأمل قوله أن يأتي بـ( صغائر , مع الإصرار ) إذن فهناك صغائر من دون إصرار , وهذا ما أكده الشيخ في آخر النص كما ترى , قال : ( والثالثة مثله لكن مع الإصرار) فلاتعداد ليس إصرارا هنا وإنما الإصرار حال المذنب مع الذنب .

قال :
أما قولك ( وكل تكرار يعد معصية جديدة ) يدل على عدم اعتبارك التكرار أصلاً في مسألة الإصرار , وهذا عجيب غريب !

جواب :
التكرار بعد الندم والاستغفار على ما سلف ’ هو معصية أخرى , والتكرار المصحوب بعدم الندم على مافات ولا الخوف من عاقبته هو أحد مظاهر الإصرار , وقد ذكره بعض العلماء وهو يعدد دلائل الإصرار
فأنا لا أنكر أنه من علامات الإصرار , لكنّي أعلم أن المعصية لو تكررت بعد توبة فلا تعد من الإصرار ’ وإن كان بعضهم عد التوبة هنا عبثا , لكنّي لا أعتمده لورود ما هو أصوب منه من كلام العلماء موافقا للنصوص الشرعية , بشرط عدم تبييت النية للتكرار, فأخشى أن يكون هذا نوع من الإصرار كما أسلفت.

قال :
طيب : هل من الممكن أن تذكر لنا علماء السلف الذين قالوا بأن الإصرار على الكبيرة يحولها إلى فاحشة ؟؟!!
وأبو عمر القصيمي يقرئك السلام ويقول لك :
هل الفاحشة غير الكبيرة أم أنها درجة من درجاتها ؟


جواب :
وما شأن هذا بالموضوع ؟! خاصة وأنك كررت كثيرا أنك لن تناقش إلا ما يدخل في صلب الموضوع وهو تحول الصغيرة مع الإصرار كبيرة !
أما أبو عمر فأقرئه منّي السلام , وقل له : لا بأس أن أقول بين يديك شيئا أنت أعلم به , فالفاحشة درجة من درجات الكبيرة .

ثم اقرأ عليه قول ابن حجر بالفتح :
" وقال الحليمي في المنهاج ما من ذنب إلا وفيه صغيرة وكبيرة وقد تنقلب الصغيرة كبيرة بقرينة تضم إليها وتنقلب الكبيرة فاحشة كذلك إلا الكفر بالله فإنه أفحش الكبائر وليس من نوعه صغيرة قلت ومع ذلك فهو ينقسم إلى فاحش وأفحش ثم ذكر الحليمي أمثلة لما قال فالثاني كقتل النفس بغير حق فإنه كبيرة فان قتل أصلا أو فرعا أو ذا رحم أو بالحرم أو بالشهر الحرام فهو فاحشة والزنا كبيرة فان كان بحليلة الجار أو بذات رحم أو في شهر رمضان أو في الحرم فهو فاحشة وشرب الخمر كبيرة فإن كان في شهر رمضان نهارا أو في الحرم أو جاهر به فهو فاحشة "

قال :
إذا كانت الصغائر لا تغتفر إلا بالتوبة , فما فائدة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر ؟؟؟!!!
وما الفرق بين الصغائر والكبائر إذن ؟؟؟!!!


جواب :
الفرق أن الصغائر أهون من الكبائر
وأن الكبائر نسأل الله - المعافاة والعفو- مع الاستغفار والمكفرات لم يضمن الشارع مغفرتها , بل هي إليه سبحانه , فيظل غفرانها موكولا إلى الله لا يطمئن المذنب إلى مغفرتها باستغفاره وصلاته وصيامه , أما الصغائر , فمع التوبة والأعمال الصالحة يستبشر قلب المذنب بمغفرتها .مغفرتها إلا أن يشاء الله .

قال :
إن كلامك هذا فيه تعطيل لأحاديث نبوية صحيحة صريحة بالتفريق بين الصغائر والكبائر .

جواب :
لا , لا تعطيل فيه , وقد بيّنت لك أعلاه .

قال :
على افتراض أن تفسير العلماء هو ما ذكرتَ " الصغائر لا تكفرها المكفرات مادام صاحبها غير تائب مستغفر " ..
فهل لك أن توضح لنا ما فائدة الأعمال الصالحة في تكفير الصغائر ما دامت الصغائر تستلزم التوبة حتى تـُكفر ؟؟؟!!!!
إن التوبة تـُكفر الصغائر , كما أن الأعمال الصالحة تـُكفر الصغائر أيضاً بنص الحديث النبوي ..
واشتراطك التوبة والاستغفار لتكفير الصغائر يلغي فائدة الأعمال الصالحة أصلاً , فتأمل .
إذن :
حاصل كلامك الذي تزعم أنه تفسير العلماء يلغي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر .


جواب :
تعبت من ترداد الشرح.
ولذلك أرجو أن تشرح لي المراد بقوله صلى اله عليه وسلم : " لا تغترّوا " لجيب بنفسك على سؤالك هذا
وقبل أن تشرح خذ شرح عالم خبير بالأمر :
قال في شرح سنن ابن ماجة :

" قوله - صلى الله عيه وسلم – { ولا تغتروا } من الغرة بفتح أو كسر بمعنى الانخداع أي لا تغتروا ولا تنخدعوا بهذه البشارة العظيمة حتى تجترؤا على الأعمال السيئة فإن هذا الحديث وأمثاله محمولة على الصغائر والصغيرة إذا اصر عليها تصير كبيرة كما قالوا لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار فما جاء في الأحاديث الجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهما وكذلك في صوم رمضان والحج والصلاة محمولة عليها والا لم يكن بفرضية التوبة معنى "

ولي معك وقفة وتساؤلات إن شاء الله .
.

برق1 30-09-2007 10:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها أبو عمر القصيمي (المشاركة 752109)
حياك الله أخي دكتور . الجواب من دون قص ولصق : نعم .

أضحك الله سنك ,,,, قصيرة قطعت طويلة .
.

ميمون 30-09-2007 11:00 PM

الظاهر يابو فهد إننا نبي ننتظر الجز الثالث من المفاهيم الخاطئة في رمضان القادم إن كتب الله لنا عمراً .. :)

برق1 01-10-2007 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 751885)
بارك الله فيك يا أبا عمر على إفادتك , ولكن أود إفادتك أيضاً أن أقوال السلف التي ذكرتـَها لنا لا تقول بمثل ما قال به أخونا برق1 .
فأقوال الحسن ومجاهد والسدي كلها ترى أن الإصرار عمل ..
فالحسن قال : إتيان العبد ذنبًا إصرارٌ حتى يتوب . والإتيان يعني المواقعة .
ومجاهد في قول الله عز وجل: (( ولم يصروا على ما فعلوا )) قال : لم يواقعوا . ومعناه واضح .
وبالمناسبة :
قول الحسن ومجاهد هو قول ثالث , إذ كلامهما يعني أن مجرد مواقعة الذنب إصرار . وهذا أضعف الأقوال
أما السدي فقد ذكرتُ قوله في المشاركة السابقة .

قول السدي هو : " { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} أما"يصروا" فيسكتوا ولا يستغفروا. "

وأحب أن تتنبه إلى أن الحسن والسدي جعلا التوبة والاستغفار دليلا على عدم الإصرار .
ورغم أن اللإمام الطبري رحمه الله قد ضعّف كلامهما وكلام مجاهد , فقد بنى هذا على ظاهر الفظ
وإلا فإن ذكرهما التوبة والاستغفار دليل على أنهما يشيران إلى الفرق بين من يعصي ولا يرفع لذنبه شعورا تجاه ربه , وبين من يستحضر الخضوع والوف والندم فيستغفر .
وهذا ليس من صلب موضوعنا . لكني أحببت التنبيه .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 751885)
وقول برق1 شبيه بهذا القول من جهة المآل , أي أنه قد يؤدي إلى نفس نتيجة هذا القول الذي ضعفه ابن جرير الطبري في تفسيره , وقد وضحتُ ذلك في تعليقي على إجاباته .

لم أقل بأن فعل المعصية ذاته إصرار , وأنت تعلم كلامي ! لعل عذرك عدم فهمه

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 751885)
طبعاً أنا أعلم أن هناك قول آخر في معنى الإصرار ( قريب من رأي برق1 ) , ولكني فعلاً لا أعلم هل قال أحد من السلف بقول برق1 في معنى الإصرار أم لا ؟؟!

!!!
حديث المسألة عن ابن عباس وغيره من الصحابة لا تعلمه !
وأقوال العلماء تسألنا عنها وعمن قالها متحديا أن يكون لنا سابق منهم , وإذا عرضنا عليك أقوالهم هربت إلى مسائل أخرى !
وهنا أيضا تقول لا أعلم ! فأنت إذن لا تعلم كثيرا !
فما بالك تتحدث في موضوع لا تعلم عنه شيئا , وتوجّه كلام العلماء إذا عرضناه عليك و(( تفتي )) وأنت لا تعلم !

خذ قولي حتى لا تنساه مجددا :
من فعل صغيرة ولم يستشعر الخوف من الله أوالحياء منه وانشرح صدره لذنبه ولم يندم , أو يستغفر صادقا , فهذا مصر تتحول صغيرته كبيرة بما صاحبها من سوء أدب مع الله .
وأما من فعل صغيرة فندم , أو استحضر قلبه الخوف من الله , أو الحياء منه , أو استغفر صادقا فهذا غير مصر يرجى له أن تكفّر صغيرته المكفرات الواردة
وأما تكرار فعل الصغيرة , فحسب حال المذنب , وفق ما ذكرت في الحالين , فلو تكررت منه وكل مرة يندم ويعزم على الإقلاع ثم تغلبه نفسه ثانية فيندم ويستغفر وهكذا , فهذا غير مصرّ والفضل من الله وهو الرحم الرحيم الكريم العفو الحليم .
وكل هذا من بعد أن يشاء الله , يحكم لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل .

وقولي هذ ليس تقليدا للعلماء ونقلا لمذهبهم الصحيح . ولا شيء من اجتهادي فأنا عامي , يعرف أن واجبه الأخذ عن العلماء .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 751885)
وعلى أي حال , فأنا أرى أن هذا القول ضعيف , وقد تقدم بيان ذلك . والله أعلم .

رجّح المتزن بين أقوال العلماء , وهو ويعترف بأنه لا يعلم بالمسألة !

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 751885)
أما بالنسبة لسؤالك , فهو ليس مبحثي هنا ( الذي لم تتفقوا معي فيه بعد ) .
فدعنا نتفق على صلب مبحثي , ثم بإمكانك - بعد ذلك - الانتقال إلى المبحث الآخر ( الذي لم يتبين لي فيه أمر قاطع حتى الآن ) .

أنت أكثرت من التهرب إلى الضرب على ما تسميه اختلافنا .
فما دام اختلافنا ( بزعمك ) كان في أمور خارج موضوعك , فلماذا تتطرق إليه كثيرا , لدرجة أن كررته هنا مرتين ’ رغم تأكيداتك أنك لن تتكلم عما هو خارج الموضوع ! ورغم اعترافك ( كما ترى في قولك هذا ) أن اختلافنا جاءفي مسألة خارج موضوعك
اترك خلافنا إذن وابق في الموضوع كما أكدت لنا ولا تخرج عنه ثانية .

الفارس الملثم 01-10-2007 01:03 AM



لم أقرأ جميع المناظرات السابقة ..
لكن بودي أن اشير إلى نقطة ذكرها الأخ المتزن في صدر الموضوع ..
ولا أدري أعرجتم عليها أم لا ..
إن كان ذلك فـ حسن ، وأتمنى أن ترشدوني لمن قاله ..



اقتباس:

لو قلنا إن مجرد تكرار الصغيرة , يجعلها كبيرة فإن معنى ذلك ألا تبقى صغيرة من الصغائر إلا وصارت كبيرة , لأن الصغائر تتكرر عند الكثير من الناس .
أولا : ذكر في أحد الردود السابقة طلب تعيين الإصرار ومعناه ..
وأنا أوافق ذلك .. ويا ليت لو حدد معناه اللغوي كذلك ..


ثانيا : ألا يختلف ما يفعله الناس من المعاصي الصغيرة ، عن الإصرار .. ؟
هذا الجواب سيأتي إذا جاوبنا عن النقطة الأولى ..


والله يحفظكم ..



الصباخ 01-10-2007 02:27 AM

كان الله في عون الجميع .،

برق1 01-10-2007 03:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الفارس الملثم (المشاركة 753315)
أولا : ذكر في أحد الردود السابقة طلب تعيين الإصرار ومعناه .. وأنا أوافق ذلك .. ويا ليت لو حدد معناه اللغوي كذلك ..

ثانيا : ألا يختلف ما يفعله الناس من المعاصي الصغيرة ، عن الإصرار .. ؟ هذا الجواب سيأتي إذا جاوبنا عن النقطة الأولى ..

أخي الفاضل الفارس الملثم :
ورد في تعقيبي السابق ما يلي :

((( قال في لسان العرب :
" وفي الحديث ما أَصَرَّ من استغفر أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه "

" والمعنى يتخير الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأْخير لأَن التأْخير من الإِصرار "

ونقل عن أبي عبيدة قوله في حديثه عن الشهوات :
" ولكنه في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه وقال غيرُ أَبي غٌبيد هو أَن يَرى جاريةً حَسناءَ فيفُضَّ طرْفَه ثم ينظُرَ إِليها بقلبه كما كان ينظُر بعينِه " ))))

ولسان العرب كما تلم من أهم معاجم اللغة .

وإليك مزيد :
المصباح المنير :
و ( أَصرَّ ) على فعله بالألف داومه و لازمه و ( أَصرَّ ) عليه عزم

المحيط في اللغة :
والإصرار: العزم على الشيء لا تهم بالإقلاع عنه

المخصص :
نقل عن الأصمعي قال : " أَصرَّ على الأَمر - عزم "

تاج العروس :
" أصرّ على فعله يصرّ إصرارا : إذا عزم على أن يمضي فيه ولا يرجع "

مختار الصحاح :
" أصَرَّ على الشيء أقام عليه ودام "

وكل هذه المعاني تنطلق من أمر واحد هو العزم والتصميم , ولهذا ضرب في ( التهذيب ) مثالا من الفرس فقال :

" قال ابن السكيت : يقال صرّ الفرس أذنيه , فإذا لم يوقعوا قالوا أصرّ الفرس , وذلك إذا جمع أذنيه وعزم على الشدّ "
انظر : فالفرس قد أصرت وعزمت على الشد بضم أذنيها إلى الوراء جهة العنق

فأين التكرار من الإصرار ؟!

ثم تأمل أنت معنى الإصرار , فهل تجده يعني التكرار ؟!
انظر قولنا مثلا : " كرّر زيد السفر " أي سافر مرّة بعد مرّة .
هل يصلح أن نضع ( أصرّ على ) محل كلمة ( كرّر ) فنقول " أصر محمد على السفر ) ويبقى المعنى هو هو ؟!
فالإصرار يا أخي الكريم وااااضح المعنى , نستخدمه بالعامية كالفصحى تماما , ولا صلة له بالتكرار لغويا , أما كون تكرار المعصية إصرارا فهو كما أسلفت بحسب شعور المذنب . فقد يكون إصرارا وقد لا يكون .فليس الضابط التكرار بل غيره , وإنا قد نستدل بالتكرار على أن المذنب مصر ليس في نفسه ندم أو خوف أو حياء من الله أو توبة .

============
الأخ : الصباخ :
ولك بمثل .
=============
تنويه :
قلت في أسفل تعقيبي السابق :
" وقولي هذ ليس تقليدا للعلماء ونقلا لمذهبهم الصحيح . ولا شيء من اجتهادي فأنا عامي , يعرف أن واجبه الأخذ عن العلماء ." سقطت كلمة (( إلا )) بعد (( ليس )) , وآخر النص يدل على المراد .

تأبَّط رأياً 01-10-2007 05:23 AM

عودا بعد انقطاع ..
أرجع لكلام المتزن:
في نسبة الأقوال التي أثارها تشويشا وأنها ليست صريحة الدلالة وجعلنا في دائرة لاثالث لها ــ هداه الله ــ :
قال:
اقتباس:

quote]قبل أن أبدأ بالتعليق على إجابات أخينا برق1 على الأسئلة العشر , أود أن أذكر أمراً فعله أخونا تأبط رأياً هداه الله , إذ كنتُ قد طلبتُ منه في المشاركة رقم 123 أن يذكر لي مـَن مـِن السلف قال إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ( بهذا اللفظ ) .

فذكر لي في المشاركة 124 أربعة أسماء وهم : الأوزاعي في شعب الإيمان وعمر ابن عبد العزيز في حلية الأولياء وابن المبارك في كتاب الزهد والورع وأحمد بن حنبل في روضة المحبين .

وأصدقكم القول بأني في البداية صدّقتُ الرجل في نقله عن هؤلاء العلماء ولم أكن أتوقع أن يفعل ما فعل !!

فقد رجعتُ إلى حلية الأولياء فلم أجد عمر بن عبدالعزيز يقول إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة , بل قال بالنص : " أيها الناس من ألمّ بذنب فليستغفر الله وليتب , فإن عاد فليستغفر الله وليتب , فإن عاد فليستغفر الله وليتب , فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها "

فأين هي عبارة عمر بن عبدالعزيز التي يقول فيها إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ؟؟؟!!!

كما رجعتُ إلى شعب الإيمان – كما ذكر لنا – ولم أجد كلاماً للأوزاعي يقول فيه إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة .

ومن هنا أطالبه بتوثيق كلامه السابق عن الأوزاعي وعمر بن عبدالعزيز وابن المبارك وأحمد ابن حنبل .

لأن ما وجدناه من فعل أخينا تأبط رأياً إما أنه كذب وتدليس أو جهل وعدم فهم للمطلوب , والأولى أقبح من الأخرى .


وتقبلوا تحياتي 00
المتزن
[/quote]
هذا كلام أخي المتزن معلقا ومنتقدا بعض كلامي الذي تقدمت كتابته وهو مقال طويل أقص مايخصنا هنا حيث قلت فيه :
[quote]
اقتباس:

نسبه للجمهور ابن حجر المكي الهيثمي في كتاب الزواجر في المقدمة وأغلب من تكلم في هذه المسالة .
ومن هذا الجمهور:
الأوزاعي في شعب الإيمان للبيهقي 6891
وعمر بن عبد العزيز في حلية الاولياء لأبي نعيم في ج5ص 296
وابن المبارك نقله عنه شيخ الإسلام في كتاب الزهد والورع ج1 ص172
وأحمد ابن حنبل نقله عنه ابن القيم في روضة المحبين ص319
وهذا الذي تتابع العلماء على فهمه ونقله ومنهم :
شيخ الإسلام وابن القيم وابن الصلاح وابن حجر المكي وغيرهم كثر جدا يطول الكلام بحصرهم ،
الجواب عندي اثنان :
الجواب الأول :
أن مايروى عن السلف ليس لك به قبيل ولادبير إذا لم يقبله فهمك وذوقك فما فائدة اعتراضك في أصل لاترتضية ونويت أن أحشد نصوصا كثيرة عن السلف في هذا ولكني تراجعت لأمرين :
ضيق الوقت الشريف وثانيا : أنها لاتساوي شيئا عند المتزن فهي مثل (المسحاة مع البدو) كما يقول العوام حيث أن البادية يقل فيهم حب الزرع أما القراء المتابعون فقد ذكرنا ما يكفي ويشفي.

الجواب الثاني:
أما الأوزاعي فقد كفاني مؤنة الرد فيه أخي برق1واضيف هنا أن ابن رجب في شرح الاربعين في معرض كلام له عن الكبائر والإصرار ج 1 ص165

** أما الإمام أحمد فبجمع النصوص عن الأئمة تتضح الصورة وأنا اخترت لك نصا ربما كانت دلالته أقل وضوحا لأن مانقل عن حبر الامة وأنس فيه كفاية ومع ذلك ما انقله لك الآن وهو أنه كثر أن ينقل الأصحاب الحنابلة أن مذهب أحمد هذا قال في الإقناع ج4 ص505(ومن الكبائر .....والإصرار على العصيان)
ونحوه في المغني ج14 ص 151وكذا في الإنصاف في ذكر الفسق وغيرها.

** أما ابن المبارك:
فقد ذكره شيخ الإسلام ضمنا في المصدر أعلاه وإن كانت دلالته غير واضحة لك فضع بدلا عنه أحد أعلام السلف المشاهير بل هو أجل من ابن المبارك ألا وهو قتادة وهناك رجل من السلف الزهاد أيضا وهو سهل التستري فهل يرضى المتزن باثنين بدلا لواحد :
قال الطبري:
** 7857- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"ولم يصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون"، فإياكم والإصرار، فإنما هلك المصرُّون، الماضون قُدُمًا، لا تنهاهم مخافة الله عن حرام حرَّمه الله عليهم، ولا يتوبون من ذنب أصابوه، حتى أتاهم الموتُ وهم على ذلك.)
وقال القرطبي في تفسيره:
ج 4ص 211عن سهل التستري :

** قال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك، والاصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدا، وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدا وغدا لا يملكه !.
ثم قال القرطبي : وقول سهل أحسن .)
وأنت تعلم أن الهلاك لايكون بصغيرة بلا إصرار إن شاء الله.


وهنا أثبت بعض النصوص عن بعض العلماء تثبت أن المذاهب الأربعة على هذا القول :
**الحنابلة :
سبق النقل عنهم .

**المالكية
قال الشاطبي كما في مختصر كتاب الاعتصام ج1 ص 74 اختصار الشيخ علوي السقاف :
والإصرار علىى الصغيرة يصيرها كبيرة، ولذلك قالوا: ((لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار))

**أما الأحناف:
قال الكاساني في البدائع: ج5 ص401
((و الأصل في هذا الفصل : أن من ارتكب جريمة فإن كانت من الكبائر سقطت عدالته إلا أن يتوب فإن لم تكن من الكبائر : فإن أصبر عليها و اعتاد ذلك فكذلك لأن الصغيرة بالإصرار عليها تصير كبيرة))

**أما الشافعية:
قال النووي في الروضة ج4ص 164:
((وأما الصغائر فلا يشترط اجتنابها بالكلية لكن يشترط أن لا يصر عليها فإن أصر كان الإصرار كارتكاب كبيرة)


عذرا على الإطالة
لدفع لقالة التشويش التي أثارها المتزن علينا.

المتزن 01-10-2007 03:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها دكتور (المشاركة 752051)
اخي المتزن .. شكراً لك على هذا التطرح المتميز
اشكر الاخوة الذين تفاعلو مع الموضوع بأنضباط .
اخي المتزن ...
ارجو ان تبين لي معنى " الاصرار" حتى يزول اللبس عني وعن بعض الاخوة .
ولك مني جزيل الشكر .

أهلاً وسهلاً بك أخي دكتور

الإصرار هو الاستقرار أو المداومة على فعل الشيء مع العزم على ذلك .

يعني :

الإصرار لا يكون إصراراً إلا بتحقق هذين الشرطين :

1- المداومة على فعل الذنب ( وهذا يعني التكرار ) .

2- العزم على الاستمرار باقتراف الذنب ( والعزم أمر قلبي ) .

وبناءً على ذلك :

نقول بأنه لا يلزم من تكرار الذنب وحده , أن نعتبره إصراراً على كل حال ..

فهناك من يكرر الذنب دون عزم قلبي على ذلك , أو قد يندم ويرجع , أو غير ذلك . المهم أنه لا يلزم من تكرار فعل الذنب وحده أن نعتبره إصراراً على كل حال .

كما نقول بأنه لا يلزم من وجود العزم القلبي - وحده - على فعل الذنب , أن نعتبره إصراراً أبداً ..

فالعزم على فعل السيئة لا يمكن اعتباره إصراراً عليها ما دام لم يترجم هذا العزم القلبي إلى فعل بجوارحه .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل , فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها , وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها , فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها "

وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل "

وهذان الحديثان يدلان على أن العزم القلبي وحده لا يمكن اعتباره إصراراً ما دام غير مقرون بالقول أو الفعل والعمل .


أتمنى أن أكون قد وُفقتُ في توضيح هذه المسألة , كما أتمنى أن يكون ما قلتـُه واضحاً لجميع الأخوة ( خصوصاً أخي برق1 الذي أخطأ في حصره الإصرار فقط بالعزم القلبي )


وتقبل تحياتي 00
المتزن

المتزن 01-10-2007 03:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها ميمون (المشاركة 753169)
الظاهر يابو فهد إننا نبي ننتظر الجز الثالث من المفاهيم الخاطئة في رمضان القادم إن كتب الله لنا عمراً .. :)

وصلت الرسالة أخي العزيز ميمون ( بل هي واصلة قبل مداخلتك هذه :) ) .. لكن أتمنى أن تصل رسالتك للأخوة :)


وتقبل تحياتي 00
المتزن

المتزن 01-10-2007 03:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها أبو عمر القصيمي (المشاركة 752130)
أخي المتزن :
يبدوا لي أنك لم تفهم المسألة جيداً وهي المسألة الثانية ( الإصرار على الذنب مطلقاً ) ولذلك تظن أننا نخلط بين المسألتين وليس كذلك .
فكوننا نقول بأن الإصرار على الذنب أي ذنب يعتبر كبيرة لثبوت الوعيد به ولأن هذا قول الصحابة فقد قال أبو طالب المكي في حد الكبيرة : ( جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة فى القلب وهى الشرك بالله والإصرار على المعصية والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله وأربعة فى اللسان وهى شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس والسحر وثلاثة فى البطن شرب الخمر وأكل مال اليتيم وأكل الربا واثنتان فى الفرج وهما الزنا واللواط واثنان فى اليدين وهما القتل والسرقة وواحدة فى الرجلين وهى الفرار من الزحف وواحدة تتعلق بجميع الجسد وهى عقوق الوالدين )
وبما أني ذكرتُ مثالاً وهو شرب الدخان فسأوضح المسألة على هذا المثال :
فنحن نعلم أن شرب الدخان صغيرة من الصغائر فلو أن إنساناً شرب الدخان دون إصرار فإن الأعمال الصالحة تكفر هذه الصغيرة إن شاء الله .
ولكن الإصرار على شرب الدخان هذا كبيرة من الكبائر لما تقدم ، فإن هذا الشخص المصر على شرب الدخان قد ارتكب كبيرة وهي الإصرار على المعصية فكيف تكفر عنه المعصية وهو قد أصر عليها فكانت معصيته في حكم الكبيرة بسبب الإصرار .
أي أن الدخان نفسه صغيرة ، ولكن عندما أصر على الدخان تحولت هذه المعصية إلى حكم الكبيرة بسبب هذا الإصرار ، فالإصرار ليس مستقلاً وحده وإنما لا بد من إجتماع الأمرين ( الذنب والإصرار ) فالذنب وحده صغيرة والإصرار وحده لا يتأتى فإصرار على ماذا ؟ لا بد أن نقول بأن الإصرار يؤثر على هذا الذنب فالإصرار لا يقوم بنفسه فلا بد أن يدخل بأمر وهو في مسألتنا ( الصغيرة ) ثم يكون الحكم وهو الكبيرة .
أتمنى أن يكون كلامي واضحاً لا إشكال فيه .
وبعبارة أخرى وقد قلتُ ذلك في رد سابق : أي أن الصغيرة نفسها ( شرب الدخان ) ليست كبيرة ولكن تكون في حكم الكبيرة عندما ينضم إليها الإصرار . أي : لا نقول بأن شرب الدخان كبيرة ولكن نقول شرب الدخان بحكم الكبيرة بسبب الإصرار الذي انضم إلى الصغيرة .
وأعتقد أنه لا فرق عندما نقول بأن الصغيرة أصبحت كبيرة أو نقول أصبحت بحكم الكبيرة فالثاني توضيح للأول وأنت تريد أن نقول بالثاني ولا نقول بالأول والنتيجة بين الاول والثاني واحدة وهي أن هذا الشخص قد ارتكب كبيرة وهذه الكبيرة التي ارتكبها سببها هذه الصغيرة عندما أصر عليها ، أي أن أصل وقوعه في الكبيرة كان سابقاً صغيرة ولكن بعد الإصرار يكون كبيرة والذنب واحد وهو ( شرب الدخان ) فبدون الإصرار يكون هذا الشخص مرتكباً لصغيرة ومع الإصرار يكون الشخص مرتكباً لكبيرة وهذا واضح والله أعلم .

أرجو ألا نرجع إلى المربع الأول يا أبا عمر :)

سبق وأن ختمتُ واختصرتُ خلافنا بما يلي :

أنا أقول :

صغيرة + إصرار = 2

وأنت تقول :

صغيرة + إصرار = 1


والآن أنت تقول بأن الإصرار على المعصية - أياً كان نوعها - هو بحد ذاته كبيرة .. ولكن استشكالك في تعلق الإصرار بالذنب .

ولتقريب الصورة أعطيك هذا المثال :

النظر إلى النساء صغيرة .. لكن لو أدى النظر إلى النساء إلى الزنى ( الذي هو كبيرة ) , فهل نقول إن النظر إلى النساء أصبح كبيرة لتعلق الزنى به ؟؟!!

أعتقد أنك لا تقول بذلك .

إذن :

بما أنك تعتبر الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) ذنباً مستقلاً وتراه بحد ذاته كبيرة , فلماذا لا تظل على هذا الفصل والتمييز بين ذنب الصغيرة وذنب الإصرار عليها لئلا تقع في اللوازم ؟؟!


وتقبل تحياتي 00
المتزن

أبو عمر القصيمي 01-10-2007 09:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 753990)
إذن :

بما أنك تعتبر الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) ذنباً مستقلاً وتراه بحد ذاته كبيرة , فلماذا لا تظل على هذا الفصل والتمييز بين ذنب الصغيرة وذنب الإصرار عليها لئلا تقع في اللوازم ؟؟!


وتقبل تحياتي 00
المتزن


ألم أقل لك إنك لم تفهم المسألة جيداً ، فأهم شيء عندي أن النتيجة واحدة فمن يقول إن الصغيرة مع الإصرار تصبح كبيرة لا فرق بينه ومن يقول إن الإصرار على الصغيرة كبيرة .
هذا كله لبيان المسألة لك أنت ، وأما نحن فيكفينا قول ثلاثة من الصحابة ( لا صغيرة مع الإصرار ) ولكنك لا تأخذ به ولذلك طال الموضوع بلا نتيجة .
ولا داعي للتكرار .
وعلى العموم :
أنا غير موجود بقية هذا الشهر الفضيل إلى بعد العيد إن شاء الله ، وقد لا أدخل المنتدى بعد هذا الرد إلا بعد العيد إن أحيانا الله أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يرزقنا الهداية والرشاد .
وهذه دعوة في هذا الموضوع إلى تصفية النفوس ، والتذكير بأن الخلاف لا يفسد للود قضية وأننا إخوة تحت ملة واحدة وتحت عقيدة واحدة فلا داعي للمناوشات والبغضاء ، فإن أخطأ المتزن فكلنا نخطئ وجل من لا يخطئ .
وأذكر المتزن أن خلافنا معه ليس في هذه المسألة فقط بل الخلاف أكبر من ذلك ، فالخلاف في المنهج فالمتزن لا منهج واضح يسير عليه في طريقته ، بل يظن أن مجرد تمسكه برأيه وعدم تراجعه للحق يظن أن ذلك انتصاراً له ، وليس كذلك بل المنهج السليم هو الرجوع للحق ، والدليل على أن المتزن لا يريد إلا التمسك برأيه أنه تقلب وتخبط في أثر ابن عباس ( لا صغيرة مع الإصرار ) عدة تقلبات ومراحل تقدم بيانها كل ذلك لكي يتمسك برأيه .
والخلل في منهجه يتعلق بأنه يخالف الأئمة الأربعة في ( حجية قول الصحابي ) فهو يرى أن قول الصحابي ليس بحجة في مسائل الدين ! !
فهل تظن يا أبا فهد أنك تبلغ الحق بينما صحابة رسول الله لم يبلغوا ذلك !
وغير ذلك من التخبطات التي يقع فيها بسبب أنه يظن مسائل الدين سهلة يتقنها كل واحد ، ولذلك وجدنا التطاول على العلماء وتخطئتهم بكل سهولة وهم رجال ونحن رجال !
فأتمنى منك يا أبا فهد مراجعة نفسك والتأمل في منهجك وأن تطلب العلم على العلماء إن كنت تريد العلم أما التكلم والتعالم فالكل يتقنه ولكنه يظهر عوارك وجهلك للناس بينما لا فائدة تستحق قد تفيد بها الناس .
أكتفي بهذه الكلمات وقد لا أعود إلا بعد العيد إن كان بالعود للموضوع فائدة وزيادة .
وأعتذر في النهاية لصاحب الموضوع المتزن إن كنت مخطئاً بحقه .

برق1 01-10-2007 11:41 PM

أظنه قد حان وقت الحوار القصير الآن , وطرح بعض الأسئلة عليك يا أبا فهد :

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن (المشاركة 753952)
الإصرار لا يكون إصراراً إلا بتحقق هذين الشرطين :
1- المداومة على فعل الذنب ( وهذا يعني التكرار )
2- العزم على الاستمرار باقتراف الذنب ( والعزم أمر قلبي ) .

مادمت قد جعلت التكرار من شروط الإصرار , وقلت بأن الإصرار لا يكون إصرارا إلا به .
فما قولك بقولنا : " حاولت أن أثني زيدا عن السفر فأصّر عليه "
هل هنا تكرار ؟
أم أنك لا ترى موقف زيد إصرارا ؟!
أم أن هذا ليس بفصيح موافق للغة العرب ؟

أنتظر إفادتك . ليتسنى لي وضع تساؤل آخر .
.

تأبَّط رأياً 02-10-2007 05:12 AM

أيضا خطأ آخر علمي عند المتزن غير (قول السلف ) وقد كنت أود من أحد الاخوة أن ينبه عليه لضيق الوقت:
وهذا الخطأ كرره مرارا آخرها قوله:

[
اقتباس:

فالعزم على فعل السيئة لا يمكن اعتباره إصراراً عليها ما دام لم يترجم هذا العزم القلبي إلى فعل بجوارحه
.
يعني أي عزم في القلب مالم يتحول إلى فعل في الجوارح فلا مؤاخذه عليه وهذا يرد عليه إشكال له نصوص.

إذا كان هذا رأيك :
فماذا تقول بهذا الحديث الذي أخرجه البخاري برقم:6875 - عن ابي بكرة قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ « إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ » .

فهذا المقتول عزم ولم يفعل ومع ذلك حكم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فماذا أنت قائل ؟

وماذا تقول بقوله تعالى :
( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) في الحج قال ابن مسعود:
لو أن رجلا هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين(التي في اليمن) لأذاقه الله عذابا أليما.
أخرجه أحمد428/1وصححه الحاكم وقال على شرط مسلم ، والذهبي ، وصححه أبن كثير وقال: على شرط البخاري وأحمد شاكر.يراجع للاستزاده التفسير الصحيح للشيخ حكمت ياسين ج3 ص 409

هذا رجل عزم على الإلحاد في الحرم ومع ذلك توعده الله وهو أيضا لم يفعل فقط أراد.

واعلم أن للعلماء جمعا بين هذه النصوص والنصوص التي ذكرت يحل هذا الإشكال ، ولكن قولك يلغي النصوص الأخرى
فماذا أنت قائل بذلك ؟


وللك فائق التحية.
..

تأبَّط رأياً 02-10-2007 02:57 PM

إضافة :
وقوله تعالى :
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة....)هذا فعل قلبي لم يترجم إلى فاحشة في الجوارح ، فقط أحب فماذا أنت قائل؟
والادلة كثيرة.

فكلامك هذا ــ أخي الحبيب ــ غير مستقيم.


اللهم اجعلنا من المقبولين.

المتزن 03-10-2007 05:30 PM

أخي الكريم / برق1

سأركز في ردي عليك على معنى الإصرار :

أولاً : لم أجدك ذكرتَ أحداً من علماء السلف قال بمثل ما قلتَ في تعريفك للإصرار ونفيك الكامل لدخول تكرار فعل الصغيرة في معنى الإصرار !!

بل أنت تستشهد إما بكلام لا يدل على نفس مفهومك أو بكلام ينافي مفهومك لتأكيد مفهومك !!

كاستشهادك بكلام عمر بن عبد العزيز وعطاء ابن ميسرة الذي لا يدل على مفهومك .

وكذلك استشهادك بكلام ابن كثير الذي ينافي مفهومك , إذ هو يقول - حسبما نقلتَ - : " وقوله: { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي: تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب ، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها ، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه ... "

تأمل قوله : " ولم يستمروا على المعصية " .. والاستمرار هنا يعني التكرار طبعاً .

فأرجو ألا تتعسف في الاستدلال أخي الفاضل .


ثانياً : حصر الإصرار بالفعل فقط , خطأ .. كما أن حصره بالعزم فقط , خطأ .

وقد قيل إن هناك نوعان من الإصرار , إصرار فعلي وإصرار حكمي .. فالفعلي هو الدوام على نوع واحد من الذنوب بلا توبة أو الإكثار من جنسها بلا توبة ، والحكمي هو العزم على فعل تلك الصغيرة بعد الفراغ منها .

أما مثالك كما في قولهم : " حاولت أن أثني زيداً عن السفر فأصّر عليه " , فهو استخدام لغوي صحيح وإصرار زيد على السفر هنا إصرار قلبي لكنه لا يخلو من فعل مستقبلي لو تأملتَ .. أي أنه إصرار حكمي يتحقق بفعل ما أصر عليه .

الزبدة :

نعم العزم على فعل الشيء هو إصرار في اللغة , ولكننا هنا نتحدث عن المسألة من جانبها الشرعي وليس من جانبها اللغوي . أي يجب علينا أن نجمع بين المعاني اللغوية لمعنى الإصرار والأدلة الشرعية من القرآن والسنة .

وبما أن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ المسلم على ما تحدثه به نفسه ولا يؤاخذه على السيئة إلا إذا عملها ( كما ثبت في السنة ) , فإننا لا يمكن أن نعتبر مجرد انشراح صدر المسلم للذنب إصراراً يجعل الصغيرة كبيرة .

ثم إني أتساءل :

1- لو انشرح صدر مسلم لصغيرة من الصغائر في يوم من الأيام ولكنه لم يفعلها أبداً .. فهل هو آثم بانشراح صدره أم لا ؟؟! ( الجواب : بنعم أو لا )

إن كنتَ تعتبره إثماً .. فهل انشراح الصدر هذا من الصغائر أم من الكبائر ؟؟!!

وهل الأعمال الصالحة تكفر هذا الذنب أم لا ؟؟!


2- لو افترضنا أن رجلاً فعل صغيرة من الصغائر للمرة الأولى , وانشرح صدره لها قبل وبعد أن انتهى منها ولكنه لم يفعلها مرة ثانية .. فهل تصبح هذه الصغيرة بحقه كبيرة ؟؟! ( الجواب : بنعم أو لا )

إن قلت : لا , فنحن متفقان ..

وإن قلت : نعم , وتلزمه التوبة والندم حتى تغتفر تلك الصغيرة .. فأقول التوبة من ماذا ؟؟!!

هل التوبة من الصغيرة .. أم من انشراح الصدر ؟؟!!

إن كنت تشترط التوبة من الصغيرة حتى تغتفر , فنقول لك : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لنا ما يكفر الصغائر غير التوبة وهي الأعمال الصالحة .

وإن كنت تشترط التوبة من انشراح الصدر حتى يغتفر الذنب نفسه , فنقول لك : وهل المسلمون مؤاخذون على ما في قلوبهم فيما هو من عمل الجوارح ؟؟!!

ثم أليس فاعل الصغيرة لا يفعلها إلا وصدره منشرحاً لها ؟؟!!

نعم , انشراح الصدر لفعل الذنب مذموم مستقبح بحد ذاته حتى وإن لم يفعل الذنب , لأنه قد يؤدي إلى استسهال الذنوب والمعاصي ومن ثم الوقوع في الكبائر بل وأعظم من ذلك لا قدر الله , لكنه بحد ذاته ليس إصراراً بل ولا ذنباً يعاقب عليه المسلم ما دام لم يعمل الذنب , إلا إذا كان الذنب من أعمال القلوب أصلاً وليس من أعمال الجوارح .

والله أعلى وأعلم .


أكتفي بهذا , وأسأل الله أن أكون قد وُفقتُ فيما قلتُ .


وتقبل تحياتي 00
المتزن

تأبَّط رأياً 04-10-2007 05:44 AM

أخي المتزن: أرجو أن تسارع لفهم شئ أسمه ( فعل القلب ) راجع بعض الكتب ...
وفعل القلب يكون في الحسنات والسئات وهذا ما أظنه فاتك فحصل لخبطه فهما وتصورا ..... وفي النهاية تناقضا .
أرجو التأمل في النصوص السابقة التي ذكرتها.
وهناك مثلها الطاعات التي هي حسنات ليس لها فعل في الجوارح :
مثل الإخلاص ، التوكل ، الحب ، الخشية ، الإنابة ، الإرادة....

فحتى لايطول الكلام يجب تأمل ذلك .

..
ولك خالص الدعوة بأن الله يتقبل منا ومنكم .

برق1 05-10-2007 02:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ما دمت قررت أن قولنا : " حاولت أن أثني زيدا عن السفر فأصر عليه " قول صحيح موافق للغة العرب
فهو إذن دليل مؤكد على أن التكرار ليس شرطا للإصرار .

لكنك احتججت بأننا أمام مصطلح شرعي لا لغوي !
والذي تعلمه أنت أن المصطلحات الشرعية لا يمكن
أن تخالف لغة العرب , وقد كنت أنت احتججت على تفسيرك الخاطئ لقول ابن عباس رضي اله عنه بأن تفسيرك لم يخالف لغة لعرب , وهو ما يدل على علمك بضابط المصطلح الشرعي من عدم مخالفة لغة العرب
فلا يمكن أن نجعل التكرار شرطا لا يكون الإصرار إلا به بينما في لغة العرب لم يشترط هذا
وإنما الذي يحدث أن المصطلح الشرعي قد يقتصر على أحد معاني المصطلح اللغوي , ولا يوجد اشتراط للتكرار في أي معنى لغوي لكلمة (( إصرار ))) .

==============================================

لندخل الآن إلى أصل المسألة شيئا فشيئا
لدي بعض التساؤلات أحب أن توضح لي رأيك بها :

1- ما دمت ترى أن الصغيرة تكفر حتما بالصلوات الخمس وغيرها من المكفرات , حتى مع الإصرار , وعدم التوبة
فما تفسيرك لكلمة ((( لا تغترّوا ))) التي في البخاري ومسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه ) . قال وقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا تغتروا )
قال البخاري : " ( لا تغتروا ) أي بهذه المغفرة وتعتمدوا عليها فتجسروا على الذنوب "
ما تفسيرك أنت ؟ ومن سلفك بهذا التفسير ؟
وتنبه إلى أنه صلى الله عليه وسلم شمل كل ذنب بالمغفرة .


2- ما تفسيرك لتحذيره صلى الله عليه وسلم لعائشة من ارتكاب (( الصغائر )) بقوله : " يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا " ؟
مع التنبه إلى أن عائشة تأتي بكل المكفرات التي ترى أنت أنها تغفربها الصغائر حتما دون ندم أو توبة .

3- ما قولك في شخص نظر إلى امرأة أجنبية أعجبه جسمها , وهو يعلم بحرمة هذا لكنه يقول في نفسه : " حتى لو عذبني الله فلا مشكلة عندي , فالمهم أن أستمتع بالنظر إليها , وليفعل الله ما يريد لا أبالي " ثم هو لم يندم على فعله ولم بستغفر . بل ظل مستمتعا بما شاهد لا يقلع عنه غير خائف من العقوبة ولا راج للمغفرة .

هل ترى أن إثمه هذا يكفّر حتما بالصغائر ؟!

أنتظر رأيك فيما سبق لأكمل الحديث إليك .


=====================================

والأن إلى الرد على تساؤلاتك :

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
أولاً : لم أجدك ذكرتَ أحداً من علماء السلف قال بمثل ما قلتَ في تعريفك للإصرار ونفيك الكامل لدخول تكرار فعل الصغيرة في معنى الإصرار !!

بل أنت تستشهد إما بكلام لا يدل على نفس مفهومك أو بكلام ينافي مفهومك لتأكيد مفهومك !!
كاستشهادك بكلام عمر بن عبد العزيز وعطاء ابن ميسرة الذي لا يدل على مفهومك .
وكذلك استشهادك بكلام ابن كثير الذي ينافي مفهومك , إذ هو يقول - حسبما نقلتَ - : " وقوله: { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي: تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب ، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها ، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه ... "

تأمل قوله : " ولم يستمروا على المعصية " .. والاستمرار هنا يعني التكرار طبعاً .

فأرجو ألا تتعسف في الاستدلال أخي الفاضل .

يبدو أن معانيها قد فاتتك حتى وهمت أنها تعارض كلامي أو لا تدل عليه
أكتفي ببيان معنى نص ابن كثير الذي نقلته أنت من تعقيبي لتستدل على أنه معارض لكلامي !!!
ابن كثير هنا يدعو إلى الاستغفار والتوبة من المعصية وعدم البقاء عليها دون ندم ,
والدليل الذي لا يخفى ولا يقبل الشك أنه قال في آخر النص :
" ولو تكررر منهم الذنب تابوا عنه "
لاحظ جيدا : ولو ((( تكررر ))) فلم يجعل ابن كثير تكرر الذنب إصرارا ما دام مقرونا بالندم والتوبة !
فكيف يفوت هذا على مثلك ؟!


اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
ثانياً : حصر الإصرار بالفعل فقط , خطأ .. كما أن حصره بالعزم فقط , خطأ .

كلامك صحيح حسب علمي .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
وقد قيل إن هناك نوعان من الإصرار , إصرار فعلي وإصرار حكمي .. فالفعلي هو الدوام على نوع واحد من الذنوب بلا توبة أو الإكثار من جنسها بلا توبة ، والحكمي هو العزم على فعل تلك الصغيرة بعد الفراغ منها

شكرا لهذه الفائدة القيّمة .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
1- لو انشرح صدر مسلم لصغيرة من الصغائر في يوم من الأيام ولكنه لم يفعلها أبداً .. فهل هو آثم بانشراح صدره أم لا ؟؟! ( الجواب : بنعم أو لا )
إن كنتَ تعتبره إثماً .. فهل انشراح الصدر هذا من الصغائر أم من الكبائر ؟؟!!
وهل الأعمال الصالحة تكفر هذا الذنب أم لا ؟؟!

نعم , هو آثم
وأزيدك (( كل ))) حديث نفس حسب علمي صغر أو كبر يؤاخذ عليه الشخص ما لم يتب منه ويقلع عنه .
وهو كغيره إثم يتطلب التوبة , ولا تكفره المكفرات دون إقلاع وتوبة .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
2- لو افترضنا أن رجلاً فعل صغيرة من الصغائر للمرة الأولى , وانشرح صدره لها قبل وبعد أن انتهى منها ولكنه لم يفعلها مرة ثانية .. فهل تصبح هذه الصغيرة بحقه كبيرة ؟؟! ( الجواب : بنعم أو لا )

نعم تصبح كبيرة .

ولعل فهمك لمعنى الانشراح الوارد بكلامي غير ما أريد به أنا.
فقد أخذت هذا اللفظ وحده من عبارة طويلة توضح قصدي به.
فالذي أعنيه بالانشراح كما أسلفت لك , ألا يصاحب عزمه على فعل الصغيرة حياء من الله أو توجّس الخوف من غضبه أو عقابه , فهو يقبل عليها غير عابئ بالله وعقابه ولسان حاله يقول إن شئت يا رب فعاقبني فلا أبالس , فالمهم عندي أن أستمتع بهذه المعصية , وبعد اللمعصية لا يندم ولا يستغفر أو يتوب بل يظل على الحال التي كان عليها عند العزم والمقارفة .
هذا هو الانشراح الذي أعني .

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
إن قلت : لا , فنحن متفقان ..
وإن قلت : نعم , وتلزمه التوبة والندم حتى تغتفر تلك الصغيرة .. فأقول التوبة من ماذا ؟؟!!
هل التوبة من الصغيرة .. أم من انشراح الصدر ؟؟!!

التوبة تكون من الصغيرة ومن الانشراح كليهما .


اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
إن كنت تشترط التوبة من الصغيرة حتى تغتفر , فنقول لك : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لنا ما يكفر الصغائر غير التوبة وهي الأعمال الصالحة .

نصوص الشرع تؤخذ كاملة لا نأخذ حكما من نص واحد ونهمل النصوص الأخرى في المسألة ذاتها .
فرسول الله صلى اله عليه وسلم ذكر لنا المكفرات بصفتها داعم لطلب المغفرة وليست الوحيدة بل يشترط معها أمور منها مثلا الإسلام , والتوبة , والرجاء والخوف من الله , وإلا فلا بشارة

ولو لم يكن الأمر كذلك لكنّا نأخذ قول الله تعالى في الحديث القدسي كما عند مسلم : " ... ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة "
فانظر هنا , لا يشترط استغفار ولا حتى فعل المكفرات , وليس الأمر خاصا بالصغائر ! بل تدخل هنا الكبائر , ومع هذا فكل مسلم سيغفر له ما دام لم يشرك فقط !!!!!هل نقول للناس لا تصلوا ولا تصوموا ولا تفعلوا المكفرات أبدا فما دمتم مؤمنين بالله وحده لا تشركون به أحدا فأنتم مغفور لكم ؟!
نصوص الوعد والوعيد يا أخي تؤخذ بشمولها ولا تجزأ متفردة وإلا لضاع كل الدين .


اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المتزن
وإن كنت تشترط التوبة من انشراح الصدر حتى يغتفر الذنب نفسه , فنقول لك : وهل المسلمون مؤاخذون على ما في قلوبهم فيما هو من عمل الجوارح ؟؟!!
ثم أليس فاعل الصغيرة لا يفعلها إلا وصدره منشرحاً لها ؟؟!!

نعم المسلمون مؤاخذون على ما حدّثتهم به نفوسهم , ما لم يقلعوا ويتوبوا .

وأنت أكدت شيئا من هذا بذكرك المؤاخذة على أعمال القلوب ! فالمرء مؤاخذ عندما يظن في نفسه أن الله ظالم . تعالى الله عن هذا علوا كبيرا

مثال :
مسلم يحدّث نفسه أن يعاند الله ويتحداه بالمعصية مؤاخذ إلا أن يتوب من هذا الشعور .
والمرء يتمنى المعصية ويقيم على أمنيته ويرجو تحققها لا يراعي ربه ولا يستحضره في قلبه , ولكنه لم يتمكن من تحقيقها , كمن يترصد امرأة حسناء أجنبية عنه كل وقت ليراها ويستمتع بها لكنه لم يستطع مصادفتها وما يزال مقيما على هذا حتى توفاه الله . فهذا مؤاخذ إلا أن يغفر الله له .

أما الذي لا نؤاخذ به أن نهم بمعصية ونحدث أنفسنا بفعلها , ثم لا نلبث أن نتذكر ونقلع قبل أن نعمل , فهذا الحديث النفسي هو ما وردت البشارة بعدم المؤاخذة عليه , بل والثواب على الإقلاع .

وعليه فنفهم من قوله صلى اللله عليه وسلم بعدم المؤاخذة بما حدثتنا به نفوسنا أنه إن كان اعتقادا غفر بالتوبة كأي عمل , وإن كان إرادة معصية (((( لم ))) تسجّل علينا المعصية التي هممنا بها حتى نفعلها , ويغفر الله هذا العزم الذي تركناه وتبنا منه .

وانظر قوله تعالى في الحديث القدسي عند مسلم : "قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ( وهو أبصر به ) فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي "

انظر ! قال (( تركها )) إذن هو تركها , ولم يعجز عنها وظل يترصد لتحصيلها .
ثم انظر قوله تعالى (( تركها من جرّاي )) أي من أجلي لا لأبس سبب آخر , وهذه هي التوبة .

فهذا الحديث يُخصّص أي حديث عام اللفظ في هذه المسألة ..
.

Thegenius 05-10-2007 03:45 AM

شكرا لك

المتزن 05-10-2007 06:56 PM

أخي الكريم / تأبط رأياً

مازلتَ تخلط بين المسائل وتتخبط في الاحتجاج والاستدلال !!

فأنا طلبتُ منك أن تذكر لي قولاً لأحد من علماء السلف يقول فيه ( بالنص ) : " إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة أو يجعلها كبيرة " , ولم تذكر لي شيئاً من ذلك .

بل أحضرتَ لنا من أقوال السلف أقوالاً عامة تذم الإصرار على الذنب بحد ذاته , ولم تتطرق هذه الأقوال إلى أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

أما نقولك عن الكاساني والشاطبي والنووي , فهي نفس ما طلبتُ منك ولكن هؤلاء العلماء ليسوا من علماء السلف .

فهل غفلتَ عن أن هؤلاء ليسوا من علماء السلف .. أم تـُراك لم تتأمل كلامي جيداً .. أم ماذا ؟؟؟!!!


أرجو أن تتأمل في الألفاظ والعبارات لئلا تقع في الخلط والتخبط في الاحتجاج والاستدلال يا هداك الله .

ركز معي :

أنا أريد أن تذكر لي ( بالنص ) – لاحظ ( بالنص ) – قولاً لأحد علماء السلف – لاحظ علماء السلف – يقول فيه إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

وتراي منب أتحدى , ولكني والله لا أعلم أن أحداً من علماء السلف قال بهذه المقولة بنصها . فإن كان ثم , فأفدنا يا رعاك الله ولك الشكر .


أما بالنسبة لتساؤلاتك واحتجاجك عليّ ببعض النصوص كحديث القاتل والمقتول في النار وغيره , فأتعجب من خلطك بين مسألة العزم على فعل من أفعال القلوب ومسألة العزم على فعل من أفعال الجوارح .

لأن أفعال القلوب هي في الأساس قلبية اعتقادية , ومجرد العزم على فعل منها يؤاخذ عليه الإنسان . كالعزم على الكفر أو تكذيب الرسول عليه السلام أو إنكار البعث أو غير ذلك . فمن يعزم على الكفر – مثلاً – , يكفر بعزمه وتصميمه .. إذ الكفر والإيمان عمل قلبي أساساً .

أما العزم على فعل من أفعال الجوارح , فقد وقع فيها الخلاف .

فمن العلماء من يرى أن العزم على فعل السيئة دون الشروع فيها , لا يؤاخذ عليه العبد . وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري أن هذا القول هو قول الشافعي . وهذا نص كلام ابن حجر : " وقد وجدتُ عن الشافعي ما يوافق ظاهر الخبر , وأن المؤاخذة إنما تقع لمن هم على الشيء فشرع فيه . لا من همّ به ولم يتصل به العمل " انظر شرح الحديث 6491 .. كتاب الرقاق باب من همّ بحسنة أو بسيئة .

قال المازري : ذهب ابن الباقلاني – يعني ومن تبعه – إلى أن من عزم على المعصية بقلبه ووطن عليها نفسه أنه يأثم , وحمل الأحاديث الواردة في العفو عمن هم بسيئة ولم يعملها على الخاطر الذي يمر بالقلب ولا يستقر . قال المازري : وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين .

وأنقل لك وللأخوين برق1 وأبي عمر القصيمي من كلام ابن حجر في نفس شرحه للحديث أعلاه ما قد يجلي لك ولهما المسألة .

" ... المؤاخذة على أعمال القلوب المستقلة بالمعصية لا تستلزم المؤاخذة على عمل القلب بقصد معصية الجارحة إذا لم يعمل المقصود , للفرق بين ما هو بالقصد وما هو بالوسيلة .

وقسم بعضهم ما يقع في النفس أقساماً ... أضعفها أن يخطر له ثم يذهب في الحال , وهذا من الوسوسة وهو معفو عنه وهو دون التردد , وفوقه أن يتردد فيه – أي الذنب – فيهمّ به ثم ينفر عنه فيتركه ثم يهمّ به ثم يترك كذلك ولا يستمر على قصده , وهذا هو التردد فيعفى عنه أيضاً , وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه لكن لا يصمم على فعله وهذا هو الهم فيعفى عنه أيضاً , وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله فهذا هو العزم وهو منتهى الهم , وهو على قسمين :

القسم الأول : أن يكون من أعمال القلوب صرفاً كالشك في الوحدانية أو النبوة أو البعث فهذا كفر ويعاقب عليه جزماً , ودونه المعصية التي لا تصل إلى الكفر كمن يحب ما يبغض الله ويبغض ما يحبه الله ويحب للمسلم الأذى بغير موجب لذلك , فهذا يأثم ويلتحق به الكبر والعجب والبغي والمكر والحسد , وفي بعض هذا خلاف .

القسم الثاني : أن يكون من أعمال الجوارح كالزنا والسرقة فهو الذي وقع فيه النزاع .

فذهبت طائفة إلى عدم المؤاخذة بذلك أصلاً , ونقل عن نص الشافعي ... .

وذهب كثير من العلماء إلى المؤاخذة بالعزم المصمم , وسأل ابن المبارك سفيان الثوري : أيؤاخذ العبد بما يهم به ؟ قال : إذا جزم بذلك .
... ثم افترق هؤلاء فقالت طائفة : يعاقب عليه صاحبه في الدنيا خاصة , بنحو الهم والغم . وقالت طائفة : بل يعاقب عليه يوم القيامة لكن بالعتاب لا بالعذاب , وهذا قول ابن جريج والربيع بن أنس وطائفة ونسب ذلك إلى ابن عباس أيضاً . "
انتهى نص كلام ابن حجر في فتح الباري كتاب الرقاق باب من همّ بحسنة أو بسيئة .


أكتفي بهذا , وأسأل الله أن أكون قد وُفقتُ فيما قلتُ .

كما أسأله سبحانه أن يهديكم ويصلحكم ويغفر لكم ذهولكم وجرأتكم على اتهامي واستسهالكم التبديع وكأنه شربة ماء زلال !!!


وتقبل تحياتي 00
المتزن

برق1 06-10-2007 12:22 AM

أخي المتزن :

أراك صرت ترجع إلى كلام العلماء مستدلا به , بينما كنت سابقا تخالفه قائلا إنك لست ملزما بقولهم على قاعدة أنهم بشر وأنت بشر .

وهذا خير , ولعله من ظهور الحق لك

وليتك كنت متحريّا الدقة في نقلك عن ابن حجر في تعقيبك أعلاه !
فقد أهملت كلاما مهما لفهم كامل المسألة .
وعبارتك توهم القارئ بأن ابن حجر يتبنى ما نسبت إليه !

ثم تأمل جيدا ما نقلت لنا من كلام ابن حجر حتى مع تشويهه بالبتر وانحراف المعنى , فهو يؤيد ما ظللنا (( أستاذي تأبط رأيا وأنا )) نقوله لك .

وبالمناسبة فحديث القاتل والمقتول في النار وغيره مما أورد لك الأخ تأبط رأيا مما احتج به الحافظ وغيره على المؤاخذة , فما بالك تزعم أن هذه الأحاديث لا تشهد لقول تأبط وأنت ترى الثقات المحققين من العلماء يحتجون به ؟!

فقد ذكرت لك بأن العزم على المعصية دون نزوع لأجل الله يؤاخذ عليه , وقد بيّن لك ابن حجر أن غالب العلماء الذين وقع على رأيهم على هذا الرأي ( المؤاخذة ) حيث قال بأن عدم المؤاخذة على العزم على معصية الجوارح هو قول ((( بعض العلماء ))) وأن القول بالمؤاخذة هو قول ((( كثير منهم ))) وهذا زبدة ما ظللت أحدثك عنه

وإليك الآن بعض ما ورد بالنص مما لم تذكره هنا لتقف على القول الفصل :
ابن حجر يرى أن العازم يؤاخذ !

قال :

" فمن عزم على المعصية وصمم عليها كتبت عليه سيئة فإذا عملها كتبت عليه معصية ثانية قال النووي وهذا ظاهر حسن لا مزيد عليه وقد تظاهرت نصوص الشريعة بالمؤاخذة على عزم القلب المستقر كقوله تعالى : : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ } الايَة ، وَقَوْله { اِجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ } وغير ذلك "

هذا رأي ابن حجر يا أخي المتزن , وليس ما أوهمتنا عبارتك . وأما كلمة (( وأجيب على القول الأول ..... )) الواردة فيما نقلت فهي حكاية من ابن حجر للخلاف فيورد الرأي ويورد احتجاج المعارض عليه , وليس يحكي رأيه هو
أما رأيه فهو الذي ذكرت لك باللون الأزرق
ثم انظر في النص نفسه كيف جعل السبكي قول من رأوا المؤاخذة هم المحققون (( المتثبتون المتأكدون المطلعون على تفاصيل المسألة في نصوص الشرع )) وهو ما تركته ولم تنقله لنا

قال ابن حجر :
" وقال السبكي الكبير الهاجس لا يؤاخذ به إجماعا والخاطر وهو جريان ذلك الهاجس وحديث النفس لا يؤاخذ بهما للحديث المشار إليه والهم وهو قصد فعل المعصية مع التردد لا يؤاخذ به لحديث الباب والعزم وهو قوة ذلك القصد أو الجزم به ورفع التردد قال المحققون يؤاخذ به وقال بعضهم لا واحتج بقول أهل اللغة هم بالشيء عزم عليه وهذا لا يكفي قال ومن أدلة الأول حديث إذا التقى المسلمان بسيفيهما الحديث .... "
ثم ذهب يفند حجج من قالوا بأن العازم لا يؤاخذ .

أرأيت ؟!

هذا مع أن في النص كلاما كثير يشهد لنا لكنّي أكتفي بما نقلت خوف الإطالة بالنقل .

وأنا بانتظار أن تجيبني على أسئلتي الثلاثة في تعقبي ( 194 )
.

البوسليمان 06-10-2007 01:00 AM

السلام عليكم ورحمة الله/

الله يجزاكم خير ابي ((فزعه)) انا توي مسجل بالمنتدى بس مااعرف اضيف اشتراكات اقل شي اعرفه اني اضيف رد فقط
ممكن المساعده؟

denger.powers@hotmail.com

تأبَّط رأياً 06-10-2007 05:33 AM

لله درك:
يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق يابرق 1.
أما لو أنا فعلتها لجعلني إما كاذبا أو لا أفهم كما سبق في مشاركة سابقة عفا الله عنا.

..
أما التبديع فقلنا لك مرارا : إن قولك هذا(إلغاء فهم السلف إذا تعارض مع فهمك) يتوافق تماما مع أهل البدع ولايجعل بين أهل السنة وبينهم أي سياج.

...
ودمت موفقا .

ولد حائل 06-10-2007 11:34 AM

الله يعطيك الف الف عافيه

جعله الله في موازين حسناتك

المتزن 06-10-2007 11:25 PM

أخي الكريم / أبو عمر القصيمي

اقتباس:

ألم أقل لك إنك لم تفهم المسألة جيداً ، فأهم شيء عندي أن النتيجة واحدة فمن يقول إن الصغيرة مع الإصرار تصبح كبيرة لا فرق بينه ومن يقول إن الإصرار على الصغيرة كبيرة .
إذن لماذا تتهيب من القول بالقول الآخر ؟؟؟!!! :)

إذا كان أهم شيء عندك هو أن النتيجة واحدة .. فلماذا إذن تخاف أن تقول بالقول الآخر ؟؟؟!!!

ألا ترى أنك تناقض نفسك بهذا الكلام ؟؟؟!!! :)

اقتباس:

وأذكر المتزن أن خلافنا معه ليس في هذه المسألة فقط بل الخلاف أكبر من ذلك ، فالخلاف في المنهج فالمتزن لا منهج واضح يسير عليه في طريقته
هل تعرف منهجي الذي أسير عليه ؟؟!!

وهل المشكلة عندك في أصل المنهج الذي أسير عليه .. أم في عدم وضوح منهجي بالنسبة لك ؟؟! :)

عموماً :

إن كنتَ تنكر عليّ منهجي وترى أنه منهج منحرف أو ما شابه ذلك , فلك - إن شئتَ - أن تذكر ذلك في موضوع مستقل .

اقتباس:

والدليل على أن المتزن لا يريد إلا التمسك برأيه أنه تقلب وتخبط في أثر ابن عباس ( لا صغيرة مع الإصرار ) عدة تقلبات ومراحل تقدم بيانها كل ذلك لكي يتمسك برأيه .
وهل ترى أن هذا تقلب وتخبط أصلحك الله ؟؟؟!!! :)

لم أكن أرغب بالحديث عن هذا , ولكن سأوضح لك ولغيرك المسألة خصوصاً وأننا في ختام هذا الموضوع .

أنا في البداية قلتُ بالنص :

" وأظن أنه ورد ما يشبه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلم عن صحة ثبوته عنه . "

وقولي : " ما يشبه هذا " أي ما يشبه المقولة وليست هي بنصها , فتأمل .

ثم قلتُ بعد ذلك :

" المقولة وردت في كتب التراث الإسلامي , ولكنها بحسب علمي البسيط والمحدود لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد تكون ثبتت موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما , ولكن لا أدري عن مدى صحة ثبوتها عنه .

وحتى وإن ثبتت سنداً , فلا يمكن لي قبولها بهذا الإطلاق دون تقييد وضبط . "

وهذا ما قمتُ به فعلاً خلال مداخلاتي معك ومع الأخ تأبط رأياً .

فهل قيامي بما قلتُ وهو محاولة التقييد والضبط , تراه تقلباً وتخبطاً يا هداك الله ؟؟؟!!!

بل وأزيدك الآن تساؤلاً أطرحه وأتمنى أن تبحث لي عن إجابة له وهو :

أن ابن عباس هو الذي روى حديث البخاري " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيـّن ذلك , فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات .... وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة "

تأمل قوله : " كتبها الله سيئة واحدة " .

فهل يـُعل الأثر المروي عن ابن عباس " ... لا صغيرة مع إصرار " بروايته للحديث النبوي أعلاه ؟؟!!

أم نقوم بتوجيه الأثر ليتوافق مع الحديث ؟؟!

أم ماذا ؟؟!

مجرد تساؤل ورد في الذهن , حرصتُ على طرحه للفائدة .

فهل ستعتبر تساؤلي هذا تقلباً وتخبطاً أيضاً ؟؟؟!!! :)


اقتباس:

والخلل في منهجه يتعلق بأنه يخالف الأئمة الأربعة في ( حجية قول الصحابي ) فهو يرى أن قول الصحابي ليس بحجة في مسائل الدين ! !
أهاه .

الآن علمتُ مكمن استنكارك عليّ , وهو أني أخالف الأئمة الأربعة في حجية قول الصحابي .

فهل منهجك هو ( وجوب ) التقيد بما يقوله الأئمة الأربعة ؟؟؟!!!

إن كان هذا منهجك , فهو المنهج الخاطئ وليس منهجي .

لأن الحق غير محصور بالأئمة الأربعة , وهذا معلوم مقرر عند الكثير من العلماء , والله أعلم .


أسأل الله أن يهديك ويصلحك ويرزقك العلم النافع , وأتمنى أن نستفيد منك في مواضيع قادمة بعد عودتك بعد عيد الفطر إن شاء الله .


وتقبل تحياتي 00
المتزن


الساعة الآن +4: 05:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.