وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المذهب الحنبلي أن من السنة أن يتزوج زوجة بلا أم ولذلك قال الحجاوي في زاد المستقنع :
(( وَيُسَنُّ نكاحُ واحدةٍ ديِّنةٍ أجنبيةٍ بِكرٍ وَلُودٍ بِلا أُمٍّ ))
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع (12 / 18) : " قوله : (( بلا أم )) ، أي : أن يختار امرأة لا أم لها ؛ أي لا أم لها حية ، لأن الأم ربما تفسدها عليه ـ سبحان الله ـ هذا تشاؤم ، ولو تأملت الواقع وجدت أكثر النساء لهن أمهات ، ولم تفسدهن والحمد لله ، بل نادراً أن الأم تفسد ، وأيضاً نقول : الزوج بلا أم ؛ لأن بعض أمهات الأزواج تفسده على المرأة ، وكم من أم غارت من محبة ابنها لزوجته ، ثم حاولت أن تفسد بينها وبين زوجها ، وإذا كان كذلك فإنه لا ينبغي أن نقول : إنه يختار امرأة لا أم لها ، بل نقول : يختار امرأة أمها صالحة ، أما أن نقول : بلا أم ، فهذا فيه نظر ؛ لأن من الأمهات من تكون خيراً على بناتهن وعلى أزواجهن . ثم إن المفسدة ليست محصورة في الأم ، فقد تفسدها خالتها أو أختها أو أحد أقاربها ، أو أحد من الأباعد ، وتكون الأم حامية لها ، تحميها من هؤلاء الذين يفسدونها على زوجها . "
انتهى كلام ابن عثيمين رحمه الله .

التعليق :
ما أجمل كلام العلماء الراسخين ! رحمك الله يا ابن عثيمين !
أنصح كل مقبل على الزواج من الطرفين أن يقرأ المجلد الثاني عشر من الشرح الممتع لابن عثيمين رحمه الله ، يشرح فيه كتاب النكاح ، ويباع مفرداً في المكتبات بسعر رخيص ولله الحمد ، فهذا الكتاب العظيم من أنفس الكتب التي طبعت في عصرنا هذا ولا يعرف قيمته إلا من أدام النظر فيه ، وأسلوبه مبسط وموضح جداً .