ماذا عساي أن أقول

ماذا عساي أن أقول في شخص لم أجلس معه إلا بضع ساعات وماذا عساي أن أقول في شخص
قد اكتملت فيه المحاسن فهو بنفسه وبشخصيته يعبر عن نفسه ويعبر عن محاسنها فحسن الخلق قد
غطى على معاملته وبشاشه الوجه قد طغت عليه تلك الابتسامة العريضة التي لاتفارق محياه وبراءته
في أحاديثه التي لاتمل سماعها تدل على طهارة قلبه .
يعجز اللسان عن التعبير عن ذلك الشاب الذي لم تزل ذكراه عالقة في ذهني مع أنني لم أجتمع به إلا لبضع
ساعات متفرقة كانت على ثلاثة أيام بمناسبة رحلة برية في شتاء العام الماضي .
وحسبي من هذه الرحلة ما رأيته منه رحمه الله . حيث رأيته رحمه الله وهو يقوم لصلاة الفجر في هذا البرد الشديد الذي لا يكاد أحد أن ينكره حيث بلغت درجة الحرارة 4 تحت الصفر فيقوم رحمه الله مستعجلاً ويتوضأ من دون أن يقوم بتدفئة الماء ومن دون أن يتوضأ داخل الخيمة ولكن يقوم بالوضوء في العرى والهواء البارد يضرب بجنباته عليه ومن ثم يذهب لأداء الصلاة ......رحمه الله .
وحسبنا من وفاته أنه توفي في صباح يوم الجمعة فمن حسن الخاتمة أن يتوفى المؤمن في ليلة الجمعة أو في نهارها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)).
فنرجو من الله أن يكون ذالك في ميزان حسناته يوم القيامة ..
وكما قلت فإنه والله ليعجز اللسان عن التعبير عن هذا الصرح الشامخ
وحسبي ما أعتبره واجب علي أن أكتب قليلاً عن محاسنه الكثيرة التي لم أعرف منها سوى القليل في بضع ساعات .
و قلما ترى هذه المحاسن في وقتنا الحالي وخصوصاً من شبابنا وإن دل ذالك فإنما يدل على حسن
التربية التي لقيها رحمه الله من والديه جزآهم الله خير الجزاء
وألهمهم الصبر على فراقه
وواجب على أن أدعوا له
اللهم إغفرله وارحمه و أسكنه الجنة واخلف عليه شبابه في الجنة
وارزق والديه و إخوانه و أحبابه الصبر على فراقه
رحمك الله ياثامر
كتبه : عبد الله بن عبد الرحمن القصير