بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لقطات و مواقف و شخصيات لا تُنسى .. [ من جميل الذكريات ].. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=116385)

الـصـمـصـام 17-06-2008 02:09 AM

[ 4 ]

::: تواضع لي فخجلت منه [ لحظات مع الكبار ]:::

انطلقت ذات مساء إلى مركز الأمير سلطان لأمراض القلب لزيارة أحد الأقارب المنومين هناكـ ، فلما دخلت تعجبت من كثرة الداخلين الزوار على غير عادة عهدتها ، و لفت انتباهي وجود عدد من المشايخ و الشباب الذين ظهروا بمظاهر تسر الناظرين ، و ذلك من خلال تمسك و إحياء للسنن الظاهرة ..

ركبت المصعد الكهربائي فإذا معي في المصعد : الشيخ محمد العريفي ، و الشيخ راشد الزهراني ..!
انطلقتُ إلى بُغيتي و زيارة ذلك القريب ، فأخبرني أن والدنا الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين منوم منذ أيام من أجل القلب ، فقلت لعلي قبل الذهاب أمر به و أسلم عليه ، و أمثال هؤلاء رؤيتهم شرف ، و السلام عليهم و النظر في حركاتهم و سكناتهم مما يربي الإنسان على خلقهم ..

سألت عن غرفة الشيخ ، فأرشدتني الممرضة إلى مكانها ، و ذهبت هناك ..
فلما أقبلت إذا بي أرى جمعاً من الناس جلوس في غرفة كأنها مجلسٌ عربي ، و رأيت الشيخ في زاوية المجلس لابسا شماغه ، دخلت و سلمتُ بصوتٍ عالٍ ، ووالله لم يقف لي إلا الشيخ و هذا من نبله و أصالته ، في الحقيقة لم أكن أتوقع أن يقف الشيخ من أجلي ، فانتظرت لعله رأى أحداً خلفي يُريد الدخول ، ممن هو أعلى مني شأنا ، و التفت عن يميني و عن شمالي ، لعله قام من أجل غيري ..!

و لكنه حفظه الله ما قام إلا لي ، فأصبحت في موقف محرجٍ ، فسلمت عليه و قبلتُ رأسه ( بالغصب ) ، لأنه لا يرتضي لأحد أن يقبل رأسه ، إلا بشق الأنفس .

و بعدما رجعت ، لقيت أحد أقاربه ممن أعرفهم ، فقال لي أنه في ذلك اليوم و في تلك اللحظة كان يتأهب للخروج لإلقاء درسٍ فقهي لبعض الشباب في أحد المساجد ، فألقى درسه ثم رجع إلى المستشفى ، و قد اتصل به الأمير سلمان ، و سماحة المفتي ، و ألقوا إليه العتاب الشديد ، لأنه أهمل صحته و خرج مخالفاً لتوجيهات الأطباء ..

فاعتذر الشيخ ابن جبرين منهما ، و قال : قد وعدتهم و لا بد أن أنجز ما وعدت ..!

و من هُنا أخبركم أنني والله ما رأيت أعظم جهاداً منه في محبته لنشر العلم ، و رحابة صدره ، و صبره على الجلوس الطويل من أجل تعليم الناس ، و يشهد لهذا رحلاته المتتابعة إلى القرى و الهجر النائية ، حتى أن كثيراً من أهل القرى و الهجر يعرفونه جيداً لأنه لم يغب عنهم ، و يمكث عندهم يعلمهم و يفقههم ، فهو يحمل روح الشباب ، و يتحمل ما يعجر عنه الرجال الأصحاء ، و هكذا العالم الرباني كما نحسبه ..

فأين من يفرط في وقته ، و يضيع عمره ، و يبخل على الناس بعلمه من هذا الشيخ الجليل ..
و قد حصرت ذات يوم عدد الكتب التي يقوم بشرحها في اليوم الواحد ، فتعجبت لما علمت أنه يشرح ثلاثين كتابا في اليوم الواحد ، في فنون مختلفة ، فتراه يتحدث في الفقه و علم المعتقد و الأصول و الحديث و التفسير ، و النحو ، و الأدب ، و التاريخ ، فهو موسوعة في شتى الفنون ، و هكذا كان علماء السلف ..

حفظ الله شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين ، و أبقاه الله ذخراً و فخراً ..

الـصـمـصـام 17-06-2008 03:55 AM

..



[ 5 ]

::: مدير الغفلة و الصعوبات :::

كنوع من التشجيع ، و إعداد الصف الثاني من القياديين ، قام مشرفوا حلقاتنا - حفظهم الله - بترشيحي لإدارة رحلة تستغرق قرابة 6 إلى 7 أيام ، و الانطلاقة فجر يوم الخميس 30/6/1424هـ ، و كانت الرحلة إلى محافظة تنومة المجاورها لمحافظة النماص ، و اللي يقطنها قبيلتي : بني شهر ، و بني عمر ، في منطقة عسير ..

و لعل الإدارة كانت شرفية بالدرجة الأولى ، فقد علمت بأني رئيس بلا أوامر منذ الوهلة الأولى حينما كتبت كلمة مدير الرحلة باسمي ، و لم أكتب منها حرفاً واحداً ، و لم يكن لي فيها أي قرار ، و الله المستعان ..!

بدات الرحلة بسلام ، يُقلنا [ جمسين ] قد بلغا من الشيخوخة مبلغاً عظيما ، و كنت أنا ( مدير الرحلة ) في الصف الثاني ثانوي ، و لعل هذا مما يؤكد اختراق كل القرارات و الآراء و الأفكار التي أشارك و أدلي بها ..
و للمصداقية ، فإني رأيي كان معتبراً آنذاك ، و لكنه يُخترق أحيانا ، و أسير مقهوراً أخالف تعليمات سمو مدير الرحلة .. :(

انطلقنا بفضل من الله ، نطوي الأرض بهاتين البقرتين اللتين امتطيناهما ، و فجأة ، سقطت أهم وسيلة لإنجاح الرحلة [ العزبة ] ، ثم توقفنا ، و أعدنا التربيط و التضبيط ، و استأنفنا المسير ، و بعد جهد جهيد ، ووقت طويل ، وصلنا إلى منطقة ( سبت العلايا ) و هي من ديار قبيلة ( بلقرن ) و منها الشيخ عائض القرني ، و لما وصلنا فإذا الظلام دامس ، و النوم قد داهمنا من كل مكان ، و الساعة تشير إلى 12 ليلاً ، فتوجهنا إلى أحد المساجد ، و نزلنا ، و كنا قرابة العشرين فرداً ، و نمنا نوماً عميقاً بعد أكل الكيك و شرب العصائر ..

و لم نفق إلا على أصوات الأحذية تلقي على الباب ، و علينا ، و ذلك الشيخ يصرخ بنا بأعلى صوته ، و كأننا ارتكبنا الموبقات ، فكان يصرخ و يقول : ( يا قليلين الحيااااا ... تنامون في المسجد ...!!! ) ..
و طردنا من المسجد على أذان الفجر شر طردة ، و قررت القيادة الحكيمة خروج الرؤوس الكبار إلى مسجد آخر اجتناباً للفشيلة ، و أما البقية فيصلوا في هذا المسجد الذي طُردنا منه ..

ركبنا السيارة و استأنفنا المسير متوجهين بأمتعتنا و خيامنا إلى ( تنومة ) و بحمد الله و صلنا ، و نصبنا الخيام ، و سارت الرحلة بأمير يُملى عليه كحال أبو مازنٍ ما .. وهو ينفذ من غير شرط ولا قيد ، حتى جاءت محنة ( التيس ) فقد أقنع أحد الأخوة القيادات المدبرة بشراء تيس ، يبلغ من الثمن 430 ريالاً ، و قوبل هذا الاقتراح بالرفض القاطع مني ، لكني ذهبت رغماً عني معهم إلى سوق المواشي ، و اشترينا هذا التيس ..

و لما أنزل من السيارة في موقع مخيمنا ، انفلت التيس و هرب يقفز بين الجبال حرا طليقا ، و الشباب يجرونَ بحرارة و حماس خلفه يبتغونه ، و يرونه 430 تجري أمام أعينهم ، و ما أرى ذلك إلا نكالاً لأنهم جاؤوا به مغصوباً بعد معارضتي الشديدة بصفتي أمير الرحلة .. و يستاهلون ..

لكن تم القبض عليه متلبسا بمخالطة قطيع من الأغنام ..و ذُبح و طُبخ نصفه ، و أما النصف الآخر فأتلفته الشمس حينما بقي في أحد السيارات ، فكان كالجيفة نتن الرائحة .. و هذا جزاء من يُخالف أوامر أمير الرحلة .. :(

و أما القضية الأخرى في هذه الرحلة ، فهو ذلك الماطور الذي جلبناه من الرياض ، و أخذناهـُ سلفة من أحد الأقارب ليتمتع أعضاء الرحلة الكرام بشيء من الرفاهية و ( الدلع ) ، و لكن يا للأسف ، لما أردنا تشغيله لم يشتغل ، و كان نصف برنامج الشباب في تلك الرحلة هو ( تصليح مواطير ) و لكن في آخر ليلة قبل رحيلنا ، عمل هذا الماطور بعد معاناته الشديدة مع المرض و العبث :)



إن هذه الرحلات فيها تغيير للأجواء ، و تفجير للطاقات الكامنة في نفوس الشباب ، و ذلك من خلال تنوع البرامج ، و مراعاتها للميول و الاهتمامات ، و لهذا تجد من يفوز في البرنامج الرياضي ، لا يفوز في البرنامج الثقافي ، و من يفوز في البرنامج الثقافي لا يفوز في البرنامج الرياضي ، و ما ذاك ، إلا لأن ميول الأنفس تتفاوت ، و اهتماماتها تتباين ، و في هذه البرامج الترفيهية التنوع و المرعاة لكافة الاهتمامات ، و على الشباب أن يحرصوا على المشاركة في هذه البرامج ، لأنها تعتبر مجتمعات صغيرة ، يمكن من خلالها أن تتعرف على ما يصلح أن تكون له في هذا المجتمع الكبير الذي ستعايشه مُجبراً في حياتك المقبلة ..و اكتشاف الذات ، لا يكون إلا بخوض التجارب ..

كما أطاب المربين بالتنويع الكامل في رسم الخطط لهذه البرامج ، و مراعاة الفوارق الفردية ، و تفاوت الاهتمامات ، و توجيه المعوج منها ، و ثبيت المتعدل ..


لعل بعض القائمين على تلك الرحلة يقرأ هذه الكلمات .. فأقول قولة حق ، و أشهد شهادة صدق أنه قد أحسن إليَّ كثيراً
و على جميل الذكريات نلتقي ..

فنتاستكـ 17-06-2008 06:02 AM

حبيبنا أبا عبدالعزيز ..
متابـع ٌ لـــك ..
ياملحك , ويا ملح اسلوبك :)
هيّـا أكمل :)

طالب طب 17-06-2008 07:42 AM

حفظ الله شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين ، و أبقاه الله ذخراً و فخراً ..آمين ..

:d

أسلوب ممتع أبا عبد العزيز ..

ساري والقلب خالي 17-06-2008 03:45 PM

يسلمووووا خيوا والله قصه روعه
تقبل مروري

الـصـمـصـام 17-06-2008 03:46 PM

..



[ 6 ]

::: حادث مع سيارة المرور :::

كنت راجعاً إلى البيت و أنا في الصف الأول ثانوي ، كنت أسير في الدائري الشرقي من مدينة الرياض بسرعة 120 كم تقريباً ، و كان هناك حادث على أثره توفي عدد من الأشخاص ، و هذا الحادث عند مخرج14 ( الربوة ) ، و قبل الحادث كانت سيارة المرور واقفة في الناحية اليسرى من أجل نتبيه الناس لأخذ الحيطه و الحذر و تخفيف السرعة ..

كان رجل المرور يؤشر بكل حماس :d و أثناء سيري لم أنتبه إلا و سيارة المرور أمامي :eek: ، و نظرت عن يميني فإذا شاحنة مرعبة لا يمكن الانحراف إليها هربا من الارتطام بسيارة المرور ، و عن يساري خرسانة ، و في الخلف سيارة أجرة ( ليموزين ) يبدو أنه يسير بسرعة جنونية ..

فأطلقت العنان لرجلي أن تدوووس على ( الفرامل ) بكل ما أوتيت من قوة ، و لكن لا فائدة ، بل يظهر أن السرعة قد ازدادت مع هذا الانزلاق الخطير الذي أرعب رجال المرور فلاذوا بالفرار ليتركوا لي سيارتهم التي اصطدمت بها ، بعدما صدمني الليموزين من الخلف :S ..

و لله الحمد لم أتعرض إلا لضربة في الأنف على المقود ( الطارة ) ( الدركسون ) ..
أنزلوني من السيارة ، لأنني قمت هنا بتمثيل دور المغمى عليه ، لكي يُشفق رجال المرور بي ، و هذا ما حصل و لله الحمد ، و لكنهم أغرقوني بالمياة التي أريقت على وجهي من أجل أن أفيق من الإغماء الوهمي ، حتى أدخلوه في أنفي و أمرضوني بسبب محاولتهم لاغتيالي .. عفوا : إسعافي :( و ركبت معهم في ( اللومينا ) المصدومة ، و خرجت بعدما دُرس الحادث و لله الحمد ..

و تمت الأمور بسلام ..

و على جميل الذكريات نلتقي ..

قرناس 17-06-2008 03:57 PM

هههههههههههههههه
ذكريات جميلة يا أبو عبدالعزيز
جمعت بين المتعة والفائدة ..

تسلم يا الغالي

الـصـمـصـام 17-06-2008 04:15 PM


[ 7 ]


::: خطباء في القاعة :::


يقول العلماء : هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه و إلا ارتحل ..
و من هذا المنطلق حرص فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالكريم بكار الذي يدرسنا مقرر النحو في المستوى الثالث في كليتنا الموقرة ، على التطبيق العملي لهذه المادة ، و ذلك من خلال اختيار خطباء يقومون نهاية كل محاضرة ليلقوا كلمة مرتجلة على مسامع الطلاب ، و أما الطلاب فعليهم أن يدونوا جميع الملاحظات التري يرونها على زميلهم الخطيب سواء كانت نحوية أو في الأسلوب أو علمية أو في مهارات الإلقاء ..

ثم تطرح لتناقش بين الطلبة ، و يقوم فضيلة الدكتور بعد ذلك بالتعليق عليها ..

كان الأخوة الذين يقومون يتكلمون عن موضوع يختارونه لأنفسهم ، و من حسن الحظ أن جميع الذين تحدثوا قبلي قد استشهدوا بكلام لشيخ الإسلام و ابن القيم ، كلٌ يستشهد بحسب موضوعه ..

فلما جاء دوري ووقفت لإلقاء الخطبة و بدات بسم الله و حمده ، و كان موضوعي عن شكر النعم ..
فلما قلت : قال ابن القيم ...!

قال الدكتور : لحظة لحظة .. منذ بدأنا و أنتم لا تعرفون إلا شيخ الإسلام و ابن القيم ، و كأنكم اختصرتمن تاريخ المسلمين في شيخ الإسلام و ابن القيم .. ؟

فأُلهمتُ بإجابة أضحكته ، فقلت مندفعا : ياشيخ هؤلاء اختصروا التاريخ فلن نخرج عنهم :113:
و أخذ بالتعليق على هذا الأمر حتى انتهت المحاضرة و سلمتُ من نقد الأخوة الجارح أحياناً و لله الحمد .. :)

و الشيخ الدكتور عبد الكريم بكار ممن من الله عليه بالتوسع في شتى العلوم ، حتى في العلوم الشرعية ، و بالمناسبة فقد درس عند الشيخ العلامة الفقيه محمد بن عثيمين - رحمه الله - و درس في المذاهب الفقهية ، إضافة إلى تخصصه الدقيق في النحو ، و تبحره في معرفة التاريخ و السير و الحضارات ، وهو رقيق في التعامل لطيف في النصح ، جاد في مسألة التحصيل و الاكتساب المعرفي ، و كان ينصحنا أن نخرج لنكون أقوياء بعلمنا لأن العالم اليوم لا يقيم للجاهل و زنا وهو تلبس بالمال أو القوة ، و إنما البقاء للأعلم ..

كان يستقطع وقتا من المحاضرة بطرفة ، أو لغز ، أو قصة قصيرة ، ليطرد بها الملل و السآمة التي تُرى عادة على وجوه الطلاب أثناء درس النحو ..

و الشيخ عبدالكريم ممن لا يُستهان بهم ، فهو صاحب تجارب ، و صاحب تأمل عميق في ما جرى و ما يجري من الأحداث ، و من أجمل ما أنصح به هنا أن أوصيكم بسماع ألبوماته التي تحتوي على شريطين ، ففيها من الفائدة و المتعة و الطرح العلمي الرائع ، و من هذه الألبومات : خطوط عريضة في شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية ، الإمام الذهبي .. فقد استفدت كثيراً كثيراً من هذه الألبومات ..

أسأل الله أن يحفظه ، و أن يسدده على الحق ، و أن يبارك فيه و في جهوده ..

خوي السرور 17-06-2008 04:22 PM

الذكريات جميلة وصدقني ( هناك شحنة حنين تنطلق في نفسي يوم الأربعاء بعد صلاة العشاء ) أخالطهم وقلبي يكاد يطير فرحاُ وحنيناُ إلى الأيام الخوالي ..

سقى الله تلك الأيام :eek5

أبـو خـبـيـب 17-06-2008 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام (المشاركة 1036611)

..




دخلت على أحد المدرسين و كان ذو لحية كثةٍ بيضاء ،



هل يكون الترتوري ؟؟ أم مدرس القرآن الأستاذ عبد الله ؟؟ أم غيرهما يا ترى ؟;)

سقى الله تلك الأطلال !

كم افتقدتها . . !:eek5

صدقت . . كان يشرف عليها فضلاء الرجال والله ،،




شكراً لك أبا عبد العزيز على هذه الذكريات الجميلة ، وأنا أطالبك وإخوانك المشرفين

بتثبيت هذا الموضوع المميز حقيقةً . .



على فكرة . . أعجبتني في تصرفك مع عبد العزيز !! أنت ماكر من الطراز الأول :d

الحمد لله أنني لم أدرس معك !:)

وهنيئاً لك إذ درسك مثل الدكتور : عبد الكريم بكّـار .

سؤال : هل ما زال يدرّس ؟




ولك جزيل الشكر ،،


.

.

الـصـمـصـام 17-06-2008 05:30 PM

..


يا أبا خبيب ..

بالنسبة لصاحب اللحية البيضاء فهو حسن الترتوري - الله يذكره بالخير -
و أما الشيخ عبدالكريم بكار فأذكر أنه يقول : إني جاملت الجماعة و جيت هنا و ماراح أعيد التجربة ..
و يبدو أنه تاب من التدريس في الجامعة عندنا ..
و اما حفص .. لم أكن أعلم أنك فيها .. فأهلاً بزميل الدراسة :d

و المكر ضروري للإنسان أحيانا ..

الـصـمـصـام 18-06-2008 02:28 AM

[ 8 ]


::: حج عام 1426 [ سنة السيل ] :::

في عام 1426 كُلفت تكليفا عائليا بالحج بأختي الكريمة ، و لما حان موعد الانطلاق بدأت لحظات الوداع بين أختي و والدتي حفظهما الله و لا يخفى عليكم أن للدموع حضوراً قويا في تلك المشاهد ..
انطلقنا في تلك الرحلة متوكلين على الله مع جمع من الأخوة في حافلة قد احتوتنا يقودنا سائق تركي متهور ، و يشرف على الحافلة الأستاذ ( أبو موسى ) ، شعرنا في بداية الطريق أننا نعرف بعضنا منذ سنين ، مشاعر صادقة ، و قلوب متلهفة للحج لهذا البيت العتيق استجابة لنداء الرب الجليل ..
يشاركنا في هذه الحملة عدد من الفضلاء ، كالشيخ : حمد القرعاوي ، و الشيخ سعد العتيق ، و الشيخ سلمان السنيدي ، و غيرهم من الفضلاء ، تمت عمرتنا بشيء من المصاعب ، فقد نزلنا بكرامتنا من الحافلة إلى المسجد الحرام لأداء نسك العمرة ، ثم رجعنا بعد انتظار طويل للحافلة ، و لكن رجعنا على سيارتين من نوع GMC ، و كنا نحن الرجال جلوس فوق السيارة نعاني من الغازات المسيلة للدموع و الشحوم .. :(

كانت برامج الحملة رائعة ، و أدينا أنساكنا و نحن مطمئنون و لله الحمد ، يتخلل ذلك برامج نافعة و استضافات لعدد من المشايخ ، حيث زارنا شيخنا الشيخ ناصر العمر ، و الشيخ علي بن عبدالخالق القرني و رأيته و سلمت عليه و كات سعادي لا توصف بلقائه ، و كان التنسيق جارياً مع الشيخ الوالد عبدالله الجبرين ، و الشيخ بدر المشاري ، و لكن الأخيرين لم يتمكنا من الحضور ..

حيث أن ذلك اليوم كان غريباً ، فعند تمام الساعة الواحدة ظهراً انقلب لون السماء إلى سواد شديد ، و بدأ الهلع يأخذ قلوبنا ، ثم بدأت الرعود تجلجل ، و البرق يشعشع ، ثم بعد لحظات انفتحت أبواب السماء بماء منهمر ، و بدأت المياه تتحدر علينا من كل جانب ، و تصب صبا شديداً من سفوح الجبال ، و بدأت المياه تدخل الخيام و تحمل الأحذية و المفارش ، لتلقي بها بعيداً إلى مكان لا ندري أين هو ..

الرجال في معزل عن النساء ، فالنساء في الأسفل ، و الاتصال خطير في مثل هذه الظروف ، و الصراخ يصدر من قسم النساء بشكل مزعج مخيف ، ثم رأيت امرأة تحمل على النقالة قيل لنا أنها انتقلت إلى رحمة الله ..

لا أخفيكم أن الموقف صعب ، فكيف لي أن أطمئن على أختي و أنا أرى و أسمع كل ما يجري ، و لكن الأمطار قوية و الشلالات تصب ، و تتحدر الصخور من أعلي الجبال ، و كلما خرجت جاء أحد المشرفين على الحملة ليُعيدوني إلى مكانٍ مناسب ، فأعود ، كغيري من القلقين على أهاليهم ..

جُمع أعضاء الحملة في خيمة ، و بدأ أحد المشايخ بحثنا على الدعاء و رفع أكف الضراعة إلى الله جل جلاله ، بأن يكشف عنا البلاء الذي حل بنا ، فلا تسل عن نشيج الناس و بكائهم ، والله رأيتهم يجثون على ركبهم يتوسلون إلى الله ، و يتضرعون و يستغفرون ، و البكاء و الصراخ ينتقل إلى مكان الرجال ، في موقف مهيب مخيف ..

أظلمت منى ، و أظلمت المشاعر المقدسة بسبب الخلل الكهربائي ، و جاء الأمر من الجهات العليا في الدولة ، بتخلية مشعر منى من الحجيج ، فخرج الناس من المخيم الذي أصبح موحشاً ، كأنما هو بنيان قوم قد تهدم ..!

ركبنا الحافلة ، و بشرنا القائمون على هذه الحملة ، بأن الحملة أستأجرت لنا قصر أفراح في العزيزية بمكة ، و بعد ساعة و زيادة ، أُبلغنا بأن منى الآن تعود إلى الأمان و الطمأنينة ، و بدأ الناس يتوافدون عليها من جديد ، ثم علمنا بعد ذلك أن المياهَ قد زاد منسوبها ( متراً ) في القصر الذي كنا نريد الفرار إليه ، فكدنا أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ..

لحظات لا تنسى ، والله لقد رأيت عظمة الله ، و قدرته ، و ضعف المخلوقين و أنهم لا حول لهم و لا طول ولا قوة أمام سطوة الجبار و بطشه ، فسبحان الخلاق العليم ..

من نحن ، و ماهي ممتلكاتنا ، و ما هي قوتنا ، و لم نتكبر ، و لم نعرض ؟؟!!
كم هو مسكين هذا الإنسان ، حينما يعتز بنفسه فقط ، دون أن يوكل حوله و قوته إلى ربه القوي ..؟!

أترككم و على جميل الذكريات ألقاكم ..

طالب طب 18-06-2008 03:09 AM

حمدًا لله على سلامتكمـ جميعًا ..

http://www.ahlalloghah.com/images/up/f_1.gif

الـصـمـصـام 18-06-2008 03:34 PM

..

[ 9 ]

::: من صيد الضبان إلى صيد العراجين ..! :::

أصبح حديث المجالس في تلك الأيام عن الضبان و عن صيدها ، و بدأ الشباب يتفاخرون بالأعداد في صيد الضبان ، و حينها كنا في الصف الثاني ثانوي ( شرعي ) ، لذا اقترحنا أنا و زميلي : أبو عبدالله ( خباب النجدي ) في هذا المنتدى .
أن نقوم برحلة صيد ، علماً أننا لم نخض أي تجربة في هذا المجال ، و لكن الثقة الزائدة أو ( البزعة ) علمتنا أن نتعلم من قبل الصفر ..:d

و كانت الأجواء في تلك الأيام ربيعية تميل إلى الحرارة ، و الأرض لا تزال تحتفظ بخضرتها و نضارتها ، و الشمس ملتهبة ، قررنا الانطلاق من مدينة الرياض إلى قرابة محافظة ( رماح ) في يوم الإربعاء ، حيث تغيبنا ذلك اليوم عن الدراسة ..!:cool:

ركبنا سيارة أبي عبدالله ( هايلكس ديزل 2002 ) ، و لكي تعلمون أن القوم لا ناقة لهم في الصيد و لا جمل فإنهم قد بدأو بصيد ( الضبان ) مع الصباح الباكر ، حيث الأجواء لا تزال تحتفظ ببردودة الليل ، و من حسن الحظ في ذلك اليوم أن السماء كانت ملبدةً بالغيوم ، فاجتمعت علينا موانع وجود الضبان وهي : برودة الجو ، تغيب الشمس ، و صوت السيارة ( الديزل ) الذي ينبه كل حي هناك فيهرب من صوت المحركات التي لا تخفاكم ..:i125

بعد اليأس من الإمساك بأي ضب تذكرت أن هذه الأرض فيها بعض ( العراجين ) فقلبنا مشروع صيد الضبان إلى تجميع العراجين ، و لكن ياللأسف ، لم نظفر إلا بعرجون واحد ..:bad

الكل قد علم برحلتنا هذه و توقعوا أننا سنملأ صندوق السيارة بالأعداد الهائلة من الضبان ، و كنا متخوفين من تعليقات الزملاء إذا علموا أننا لم نرجع بشيء ، فزعمنا أننا اصطدنا عدداً لا بأس به ، ثم بعد ذلك أخبرناهم أننا لم نحصل على شيء ، إلا على عرجون واحد .. و كاد أن يهرب أيضاً :( :i121


دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم ..


الساعة الآن +4: 09:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.