أتَعَلمُ بِأنَّ المُشكِلَةُ في بَعضِ العُقولِ وَكَيفَ تَفَهمْ
أيْ لو تَسألْهُ مَا رَأيُكَ في حَفلاتِ مُحمَّد عَبدُهـُ لَرَأيتُهُ يَسِب وَيَشتِمْ
وَفي المُقَابِلْ لو سَألتَهُ عَنْ تِلكَ الحَفلاتِ التي عُلِّقَتْ عَلى شَمَّاعَةِ
الإسلامِ لَرَأيتَ مَديحَاً وَتطبيلا !!

وَمَا فِعلُ هَؤلاءِ عَنْ أُولئِكَ ببعَيد
الفَرقُ فَقطْ هُو أنَّ المُغنينَ يُصَرِّحونَ بِأنَّ مَا يَفعَلونَهُ أغَاني مَاجِنَة
وَهَؤلاءِ تَحَت مَا يُمسى بِالفَنِّ الإسلامِي وَإيصَالِ الدَّعوةِ عَنْ طَريقِ
هَذهـِ الرِّسَالةِ ، وَمَا عِندَ اللهِ لا يُؤتَى إليهِ بِالحرَامِ ، والإسلامُ مِنْهَا بَريء .


أحمَدُ اللهَ حَمدَاً كَثيرَاً طَيبَاً كَمَا يَلِيقُ بِربِّنَا وَيرضَاهـُ
أنَّ بُيوتَنَا طَاهِرَةٌ مِنْ هَذهـِ الشُّبهَاتِ ، وَقنواتِ هَدمِ البُنَى .


عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ: " يَكُونُ فِيْ آخِرِ هَذهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ "، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا ظَهُرَ الخَبَثْ "
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ: " إِنّهُ سَيَكُونُ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقذْفٌ ". قَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ يَشْهَدونَ أَنْ لا إِلهَ إِلا الله؟! قَالَ: " نَعَمْ، وَذَلِكَ إِذَا اتُّخِذَتْ القيون وَالمَعَازِفْ، وَشَرِبوا الخُمُورَ، وَلَبِسُوا الحَرِيرْ".



أمَّا مَنْ يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ بِعَمَلِهْم
فَأسألُ اللهَ أنْ لا يَحرِمَهُ بِحَشرِهـِ مَعَهم .

وَالأعْوَرُ لا يَرى نَفسَهُ أعوَرَاً مَعْ أنَّ ذَلِكَ حَقيقَةً في ظَاَهِرِهـِ


أمَّا أصحَابُ المَذَاهِبِ فَلِكُلٍّ مَذْهَبْ ، لا تَحِقُّ لِمَنْ مَذْهَبُهُ يُخَاِلفُ ذَلِكْ
وَمَهمَا كَانَ مِنْ مَذَاهِبٌ فَقَبلَهَا قَالَ اللهُ وَقَالَ الرَّسولْ .


أمَّا مَنْ يُسيءُ للعُلمَاءِ فَكُلُّ يُوضَعُ بِهِ ذَلِكَ إذَا كَانَ يُخَالِفُهُ
مَعْ أنَّ كُلٌّ يُؤخَذُ مِنهُ وَيُرَدُّ إلا النبيُّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم
لَكِنْ عَشعَشَة أمرُ تَقديسِ الأشخَاصِ ، وَأخشَى أنْ يَتَحَّول
الأمرُ إلى أنْ يَصِلَ مَا وَصَلَ ممن اتَّخذوا أحبَارَهُم وَرُهبَانَهم
لأنَّ كَثيرَاً مِن النَّاسِ تَقولُ لَهُ اللهُ يَقَول، فَيردُّ الشَّيخُ الفلاني
يَقول !!

وَكَّأن الدينَ دينُ المَشَائِخِ لا دِينُ الله !
ولا يُمَثِّلَ الإسلامُ بِمَا يُخَالِفُ تَعَالِيمَهُ ، وَإنَّ ادَّعى بَعضُهم الإنضِبَاطَ
حَتى العِلمَّانيُّ يَرى شَهوتَهُ مُنضَبِطَه ، والليبرَاليُّ يَرى تَهميشَ الشَّريعَةِ
حُرِّيَة ، إذاَ صَاحِبُ المَعصيَةِ لا يَرى ذَنبُه مَعصيَة .
العَيبُ مِنْ أهلِ العَيبِ لَيسَ عَيبَاً

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا } ألآية

الدِّينُ دِينُ اللهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالى ، ولا مَعصومَ في إيَصَالِ الرِّسَالةِ
سِوى مُحمّدٌ بن عبد اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم ، والدِّينُ لَمْ يَأتي
مُخَاطِبَاً الرَّسولَ والعُلمَاء، بَلْ الأمَّةِ أجمَعْ ، مَع إيمَانَنَا بِأنَّ المَشَائِخُ
رُموزَاً في الدِّينِ كَونَ اللهَ سُبحَانَهُ وَتَعَالى أوكَلَ الأمورَ التيْ نَجْهَلُهَا
إليهْم ، وَهَذا لا يَعنيْ جَهلنَا التَّامُ بِامورِ دِيننَا .

وَلَستُ بِصَاحِبِ عِلمٍ وَفيرٍ غَيرَ أني إنْسَانٍ يَمشيْ عَلى مَا يَقولُه اللهُ وَرَسولُه
أمَّا مَنْ يُجَادُلُ العُلمَاءَ لَيسَ إلا بِمَنْ تَعَّلمَ مَا عَلِموا فَهذا التَّقديسُ لَهم
وَإلا فَإنَّ صَبيٍّ قَالَ لأميرِ المُؤمنينَ اتَّقيْ اللهَ ، وَامرَأةٌ صَوَّبَتهُ واعـتَرفَ
بِخَطئِهِ !!


وَعَرِفتُ أمرَاً مُهِمَّاً بِدينيْ أنَّ الحلالَ مَا أحَلَّهُ اللهُ وَرَسولُهُ
والحرَامُ مَا حُرَّمَهُ اللهُ وَرَسولهُ وإجَماعُ الأمَّةِ ، لا اتِّبَاعُ
هَوى وإثَارَةِ شُبهَاتٍ ، وَتَعليقِ أمرٍ في الدينِ لَيسَ مَنْهُ .

والمُغتَابُ يَضُرُّ نَفسَهُ إنْ اغَتَابَ ، لَكِنَّ ذَاكَ الذيْ يُثيرُ الشُّبهَاتِ
وَيبحَثُ عن الزَّلاتِ مِنْ أجلِ الرُّخَصِ ، هَو مَنْ يَسعَى لإسقَاطِ
أمَّةٍ لا تَفسَهُ فَقط ، وَعلى هَذا الحَالِ يُقَبَّلُ رَأسُ المُغتَابِ وَيُدَاسُ
مَنْ يُدخِلُ في الدِّينِ لَيسَ فيه .

كُنتُ أقرَأُ إحدَى الفتَاوى عَنْ هَذهـِ القَناَةِ والإستمَاعِ لأنَاشيدِهَا والتي أنقُلهَا إليكُم :

ما حكم الاستماع إلى الأناشيد التي تذاع في قناة طيور الجنة؟
28 تشرين الثاني, 2008 |


السؤال
ما حكم قناة طيور الجنة، والاستماع إلى الأناشيد أو الأغاني، علما بأن أناشيدها معظمها ينشدها فتيات صحيح إنهن صغار لكنهن مثيرات للفتنة؟


الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن هذه القناة تشتمل أناشيدها أحياناً على شيء من المعازف، فمثل هذه الأناشيد لا يجوز الاستماع إليها
وأما الأناشيد التي لا تصحبها معازف وتنشدها فتيات صغيرات لا يشتهى مثلهن عادة فهذه يجوز الاستماع إلى أناشيدها والنظر إلى صورتها، ولكن من يخشى على نفسه الفتنة بمشاهدة هؤلاء الفتيات أو النظر إلى صورهن فيحرم عليه الاستماع لهن أو النظر لهن، وانظري لذلك الفتوى رقم: 49245.. وقد يكون الأولى اجتناب مثل هذه القناة بالكلية، ويوجد بدائل نافعة غيرها لا تشتمل على مثل هذه المحاذير. أ.هـ



فَوَجَدتُ في التَّعليقَاتِ ذَمَّاً لِذَلِكَ الشَّيخِ الذيْ لَمْ يَذْكُرِ اسمَهُ
حِينَا تَذَكَّرتُ قولَ اللهِ تَعَالى : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ } الآيَة .

يَقولُ النَّبيُ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ أرضَى النَّاسَ بِسَخِطَ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَليهِ وَأسخَطَ عليهِ النَّاس
وَمَنْ أرضَى اللهَ بِسَخِطَ النَّاسِ رَضيَ اللهُ عَنْهُ وَأرضَى النَّاسَ عَنْه } وَلَهُ رِوَايَةً أخرَى .

واللهُ سُبحَانَهُ يَقول : { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } الآية


* هُنَاكَ رِسَالةٌَ تَحذيريَّةٌ لأحدِ المَشَائِخَ كَمَا ذَكرَ أحَدُ الأخوَةِ
مِنْ هَذهـِ القَنَاة ، أتَمنَّى ممن قَرَأهَا أنْ يَبسطَهَا هُنَا لِتَكونَ
حُجَّةً على أصحَابِ الهَوى ، وَمَا بَعدَ الايَاتِ منْ حُجَّة .