![]() |
|
متــــــــــابعة كلماتٌ مؤلمه ومواقفٌ موجعه |
***
مَضَتْ أَيَّامَاً أَتَوَسَّدُ فيهَا أَرْوقَةِ المسْتَشْفى .. لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ اللَّيْلَ سِوَى سَوَادَاً تَلْبَسَهُ دُنْيَانَا .. فَقَدْتُ لَذَّةَ النَّوْمِ ، وَعَيْنيْ نَاعِسَةْ .. يَدْخُلُ وَاحِدٌ عَلى أُمِّيَ وَيَخْرُج دَوُنَ أيّ حَرْفٍ يَنْطِقُ بِهِ وَصَمْتٌ مُحَيِّرٌ وَ جِرَاحٌ في قَلْبيْ مَرَيرَةْ ..! تَمْضِيْ اللَّحَظَاتُ عَصيبَة ، وَالدَّقَائِقُ مُقْلِقَةْ .. رُبَّمَا عَائِقَاً لِبِضْعَةِ أَيَّامٍ سَنَتَجَاوَزُهُـ .. كَالمِسْكينَةِ تُخَاطِبُ نَفْسَهَا بِلا صَدى وَلا إِجَابَةْ ..! تَدَافَعَ جُموُعٌ مِنْ الأطِبَّاءْ ، سَننْقُلُ أُمَّكِ إنَّ اللَّحَظَاتَ حَرَجَةْ .. تَشَبَّثْتُ بِالطَّبيبِ ..أَرْجُوكَ دَعْني أُوَدِّعُ أُميَّ .. إِنَّهَا قَلْبٌ مَنْ يَسْتَطيعُ أَنْ يُفَارِقُه ؟! فَأخَذْتُ أَضُمُّهَا بِحَرَارَةٍ وَكَأنِّهَا اللَّحَظَاتُ الأخِيرَةْ .. أَعيْنُ النَّاسِ تُلاحِقُنيْ ،وَأنَا بَيْنَ أَرْوقَةِ المُسْتَشْفَى حَائِرَةْ .. بَكَيْتُ عَلى وَالِدْي ، واليَوْمَ أُمِّيَ رَاحِلَةْ .. عُدْتُ لِبَيْتِنَا وَ الوَحْشَةُ تَمْلئُهُ ..! صُورَةُ أَبِيْ وَ أُمِّيَ على جُدْرَانِ حَيَاتي مُعَلَّقَةْ .. غُرْفَتيْ مُبَعْثَرَةْ ، وَ حَيَاتيَ مُتَعَثِّرَةْ ، وآمَاليَ زُجَاجٌ أَسْقَطْتُهُ الرِّيَاحُ وَنَثَرَتْه .. عِشْتُ بَيْنَ الجُوع وَ الخَوْفِ بِصُحْبَةٍ وَاحِدَةْ وَحيَاةُ أُنْثَى تُمَزِّقُهَا دُنْيَا مُوجِعَةْ ..! لَيْتَ ذَاكَ الذيْ قَال لِيْ يَا ابنَتْيْ أَمَامِيَ لأبْكي لَهُ عَلَّهُ يُعيد لِي أُبَّوَةً حَانيَة وَأُمومَةً آمِنَة ..! تَعِبْتُ وَأنَا أَحْمِلُ كِيسَاً عَلى ظَهْريْ لأفْتَرِشَ الأرْصِفَةَ وَ أبيعُهُ ..! وَنَظَرَاتُ مَنْ حَوليَ بِأنِّنيْ مِسْكينَةٌ مُحْرِقَةْ ..! لَيْتَهُم رَأوا أيَّامَا كُنْتُ جَالِسَةً عَلى عَرْشٍ تَحُفَّهُ حَيَاة نَرْجَسيَّة وَ أَسيرُ بَيْنَ النَّاسِ وَصِغَارُهمْ يُلاحِقُوننيْ وَتَعْلُوا أَصْوَاتُهم إنِّهَا الأمِيرَةْ ..! هَذا مَا جَاءَ فِي مُذَكِّرَةٍ خَامِسَة .. كُلَّمَا مَرَرْتُ وَسَطَ سُوقِ المَدينَةِ وَجَدْتُهَا تَلُفُّ جِلْبَابهَا عَليْهَا ، وَتُطَئطِئُ رَأسَهَا عَنِ المَارَّةْ .. تَطِيرُ فَرَحَاً حِينَمَا يَقِفُ أَحَدَاً على بِضَاعَتِهَا ، وَ يَذْهَبُ شُعَاعَ وَجْهِهَا إِنْ غَاَدرَ بِلا شَيْءٍ يُعْجِبُهُ ..! تَسيرُ بِحِذَاءٍ مُمَزَّقٍ ، وَوْجهٍ شَحَيح ، وَتَعُودُ عَليْهَا أيَّامهُاَ بِمَرَارَةِ مَعيشَتِهَا غَابَتْ يَوْمٌ ، وَيَوْمَانْ ، وَمَازَالَتْ غَائِبَة ..! *** سَأعُودُ لأُكْمِلَ إِنْ شَاءَ الله وَسَتَكُونُ النِّهَايَة |
***
يَا غَائِبَة ..! وَآمَالُ قَلْبيَ فيكِ مُتَعَثِّرَةْ تَاهَتْ خُطَايَ وَ دُنْيَايَ ثَائِرَةْ ..!! مَا لِشَمْسُكِ غَائِبَة ,, وَ خُيوطُ لَيْلِكِ مُوحِشِة ..! يَا غَائِبَةْ .. قَسَمَاتُ وَجْهِيَ مُحْزِنَة تُخْفي السِّر وَتَكْتُمه .. مِنْهُ الإبْتِسَامَةُ ضَائِعَة .. وَوُرودُ قَلْبي ذَابِلَة ..! يَا غَائِبَة .. طَالَ طَريقُنَا وَدُروُبُنَا شَائِكَةْ ..!! وَأغْصَانُ بُسْتَانِ حَيَاتِنَا مُتَعَطِّشَةْ .. يَا غَائِبَة .. وَمَرْكَبُنَا تَائِهٌ بَيْنَ أَمْواجِ الحَيَاةِ تُلاعِبُه ارْفَعيْ رَأسكِ .. وَفي عَيْنيَّ أَطيلي النَّظَرَ وابْقي في قَسَمَات وَجْهيَ مُحَدِّقَةْ ..! كُلُّ مَا فِيَّ حُزنٌ وَ عَيْنٌ بِدَمْعِهَا مُحْرِقَةْ ..! لا تَحْزنيْ .. إِنَّ حُزْنيْ جَنَّةٌ .. وَقَلْبيَ مَلاذُ أَرْوَاحٍ طَيِّبَةْ .. *** أُمَّاهـُ .. إِنَّ ابْنَكِ يُعيدُ ذِكْرَى المَرَارَةِ والضَّجر .. لَطَالَمَا صَدَّتْ بِهِ دُنْيَاهـُ عَنْكِ مُنْذُ الصِّغَرْ .. وَ عُيُونُكِ فِي اللَّيْلِ يُصَارِعُهَا السَّهَرْ .. أَليَ بِقُبْلَةٌ عَلى جَبينٍ حَمَلَ المَتَاعِبَ عَنِّي و بِالصَّبر َتَدَثَّر ..! أَبَتَاهـُ .. يَا مَدْرَسَةَ الحَيَاةِ وَالعُمر .. وَ رِيحُ حُبٍّ للحَيَاةِ هَبَّتْ بِهِ الأرْواحُ تَعَطَّر ..! مَازِلْتَ تَأمَلُ .. تَرْسِمُ .. تَحْلُمُ بَابْنِكَ الذيْ وَهَبَ الحَيَاةَ للخَطَر ..! وَفيْ أُذْنيَ صَوْتُ أَخيْ يُنَادينيْ وَضِحْكَةٌ تَشْرَحُ كُلَّ هَمٍّ على القَلْبِ خَطَر ..! وَ تِلْكَ تُنَادينيْ لالا .. لا تُغَادِرْ عَلى وَجْهيَ بَسْمَةٌ .. وَجْرحٌ في القَلْبِ غَائِر ..! *** يَا أَيُّهَا المَوْتُ مَازِلتَ تَنْتَظِر .. وَالأرْوَاحُ في أَجْسَادِهَا تَحْتَضِرْ ..! أَتُرَانيْ مُتْعَبٌ .. أَمْ تَائِهٌ .. قَدْ كُبِّلَ وانْقَهَرْ ..! يَا رَبِّ طَالَتْ آمَالُنَا وَ القْبرُ يَدْنُوا .. وَ العُمْرُ قَصُر ..! يَا رَبِّ حُلْمُكَ عَظيمٌ وَعَبْدُكَ بِالذَّنُوبِ قَدْ سَكر..! وَهِدَايَةً يَرْجُوهَا وَرَحْمَةً تُنْقِذُهـُ يَوْمَ الحَشِر ..! *** أَسْتَوْدِعُكم اللهُ الذيْ لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمنِ وَرِعَايَتِهِ . . |
مشاء الله ذوق جميل من الكتابة |
اقتباس:
اقتباس:
لا دَاعي لِمَزِيدٍ مِنْ الإنْتِظَار..! شُكْرَاً لَكُمْ وَلِطِيبِ مُرورِكُم اقتباس:
طَارَتِ الأرْوَاحُ ، وَخَلْفَ الجِرَاحِ تَوَارَتْ ..! مُمْتَنٌّ لِتَواجُدِكِم شَكَرَ اللهُ سَعْيَكم . . |
,,, |
كتابة اضفت على نفسي الهدؤ تقبل مروري.. ودمت |
*قال الإمام الشافعي رحمه الله: الدهر يومان ذا أمن وذا خطر.. والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر.. "من أمن الدنيا فهو جاهل ولو كان ذا علم" راق لي أسلوبك في هذه الخاطره .. ربما لأنها من صميم الوجدان .. .. .. .. .. هي الحياة وتقلباتها دمت هيبة أسد.. |
اقتباس:
مُرُّ الحَيَاةِ لا يَمُرُّ عَلى شَريطِ الأحْلامِ سِوى بِلَوْنِهِ وَشَكْلِهِ ، وَلا يُمْكِنُ أَنْ يَمُرَّ عَليْنَا بِطَعْمِهِ وَلَذَّتِهِ انْقَطَعَتِ الحُروفُ وَ ذِكْرٌ لَمْ يَنْقَطِع ، واليَوْمَ أَو ْغَدَا فِي دَارٍ سَنَجْتَمِعْ ..! هِيَ غَائِبَة ، وَمَقْعَدُهَا مَا زَالَ يَمْلَئُهُ شِبَاكُ العَنَاكِبْ ..! شُكْرَاً لَكِ يَا فَاضِلَة . . |
يَا غَائِبَة ..! اقتباس:
ما شاء الله مميز ومؤثر ... نحن نترقب بحر أبداعك وصوت قلمك .. |
تقبل مروري
|
الساعة الآن +4: 01:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.