كلا جميل بل هو درر

ليت شبابنا يعو خطورة الامر

اللهم من أردنا واردا بلادنا بسوء فاشغلة بنفسة ورد كيده في نحر

اللهم آمين

أَهْلاً بِكَ أَخْي الغَالي
بِدَايَةً أَعْتِذِرُ عَنْ الخَلْطِ وَالشّطْب بِالتَّشْكيلْ ، وَلَسْتُ أُشَكِّلُ عِلْمًا وَدرَايَةْ ، وَإِنمَّا حُبًّا وَعِشْقًا للغَة ، وَ لَطَالَمَا رَدَّدْتُ كَثيرًا أَنَّ مَنْ يَقْرأ لِي أَيُّ كَلامٍ فَلا يَهْتَمَّ بِالتَّشكيلِ لأَنِّي أَنْصِبَ المَجرُور وَأبْطَحْ المَرْفُوعْ وَ أَقْلبُ الكَلِمَاتِ رَأسًا عَلى عَقِبْ - كُلُّ مَا أَتَمَنَّاهـ أَنْ تَصِلَ المَعْلُومَة والغَايَةْ - وَ الذيْ أُحَاذِرُ عِنْدَهـُ هِيَ الآيَاتُ وَالأَحَادِيث ، فَإِنّي لا أُشَكِّلُهَا مِمَّا أُخَمِّنُهُ وَأَتَصَوَّر .

جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا أَيُّهَا الحَبيب
لِيَ عَوْدَةُ إِنْ شَاءَ الله

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم

عَلَّ الإخْوَة يَسْمَحُوا لِيْ أَن أَبَدأ بِالرَّد عَشْوَائيًّا كَوْن َالوَقْتَ لا يَسْمَحُ لِيْ وَسَأَعوُدُ - إِنْ يَسَّرَ الله -

الأَخ الكَريمْ " أبو رَاشَد :

وُجودُ الخَلل فِيْ دَوَلةٍ شَيءٌ لا أَظُنُّ أَنّهُ مُسْتَغْرَبْ ، فَنَحْنُ لَسْنَا بِعَهْدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدين ، وَ النَّاسُ أَيْضًا كَذلِكَ لَيْسُوا عَلى قِبْلَةٍ وَاحِدَة فِيْ مَنْهَجِهم .

أَمْريكَا لا تُفَرِّقْ بَيْنَ الدَّوْلَةِ السُّنيَّة وَبَيْنَ مَا يُسَمَّى " الإسْلاميُّون" كَوْنَ الدَّولَة مَازَالَتْ لا تَعْتَرِفُ بِعِلْمَانيَّةَ التَّوجهِ والنُّفوذ الإجْتِمَاعي ، وَ هُوَ الأَمْرُ الذيْ تَضْرِبُ عَلى وَتَرِهـِ بَيْنَ الحِينِ وَالآخَرَ فِي تَقَارِيرِهَا ، وَلَكِنْ لأَنَّ " عَدو عَدويّ صَديقي أَحْيَاناً " تَسْحَب بِسَاطَ هَذهـِ اللَّهجَة ، فَليْسَ مِنْ مَصَالِحِهَا الحَديثَ عَنْ رَغْبَتِهِم بِتَقْسيمِ الأرْض وَلَكِنَّهُ مُبْطَنٌ كَمَا ظَهَرَتْ حَقيقَةُ آَمَالِهِمْ لَمَّا سَقَطَ حُكَّامِ تِلْكَ الدُّولِ العَرَبيَّةْ .
أَوَّلاً السُّعوديَّةُ لا تُهَدِّدُ شَعْبَهَا بِالإنْقِسَامْ أَبَدًا ، لَكِنَّهُ الوَاقِعَ المَأمُولُ حَسَبَ الخَرَائِطَ التيْ يَرْسِمَهَا الصَّهَاينَةُ وَ الالفُرْس وَبِنَاءُ أَحْلامِهِمْ ، لَكِنَّهُ الشَّعْبُ الذيْ يُريدُ صَوْنَ أَرْضِهِ .

بِدَايَةً قَبْلَ الحَديث يَا أَخي يَجِب أَنَّنَا حِينمَا نَتَكَلَّمُ عَنْ شَيءٍ لا بُدَّ مِنْ العَدْلِ فيهِ ، فَمِنْ الظُّلْمِ أَنْ نُقَارِنَ شَعْبَ الحُكومَةَ المَصْريَّةَ والتُّونسيَّة وَ حَتَّى الليبيَّةَ بِحُكومَاتِ الدُّولِ الخَليجيَّةِ وَخُصُوصًا السُّعوديَّة، لا وَضْعَاً إِجْتِمَاعيًّا ولا سِيَاسيًّا ولا أَمْنيًّا وَلا حَتَّى حُكْمًا شَرعيًّا إِسْلاميَّا .
وَ المَصْريُّونَ لا شَيءَ يَخْتَلِفُونَ عَليْهِ لأَنّ لا مَطَامِعَ فِي مِصْرَ كَالمَطَامِعُ عَلى الجَزيرَة العَربيَّةْ ، ثُمَّ أَنْ الإنْقِسَامَ لَمْ يحْصُلَ فِي مِصْرَ لأنَّهَا ثَوْرَتهَا فِيْ نَرْجَسيَّة عُمْرِهَا غَالِبُ مَنْ يَقُودَهَا شَبَابٌ مُسْلِمُونَ لا يَعْرِفُونَ شَيْئًا حَتَّى اسْمُهُ القَبَائليَّة فِيْ مَصْلَحَةِ العَيْشْ ، فِيمَا أَنَّ المَسيحيُّونَ لَمْ يَكُونوا أَنْ يُظْهِرُوا حَالَهَمْ خَشْيَةَ أَنْ يُسْحَبَ بِسَاط النَّعيمِ مِنْ تَحْتِهِمْ وَهَذا مَا جَعَلَ رَئيسُهم يَمْتَنِع عَنْ المُشَارَكَةْ .

أَمَّا الدُّول الأُخْرَى مِنْ لِيبيَا وَ تُونس وَكَمَا عَاشَرْتُ كَثيرًا مِنْ شُعوبِهِمْ ، فَهُمْ يَكَادُونَ أَنْ لا يَعْرِفُوا مِنْ الإسْلامِ سِوى اسْمِه ، وَقَدْ قَالَ وَاللهِ مَا عَرَفنَا التَّوحيدَ وَ مَعْنَاهـُ إِلا مِنْ القَنوَاتِ الفَضَائيَّةْ ، رَجُلٌ جَاوَزَ الثَلاثين مِنْ عُمْرِهـِ لَمَّا أَكْرَهْنَاهـُ يُصْلي بِنَا ، يَسْتَبْدِلُ " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهـُ " بِـ " اللهُ أَكْبر " أَبْعَدَ هَذا شَيءٌ أَكْبَرُ مِنْ تَهويدِ الهَويَّةْ ، بَلْ أَغْلَبُ دُعَاتِهِمْ فَرُّوا لِدًولٍ غَربيَّةٍ كَافِرَةٍ للحِفَاظِ عَلى دِينِهِمْ وِإعْفَاءِ لِحَاهُم .

رُوَيدَكَ يَا صَاحِبيْ ، فَليْسَتِ الأُمورِ بِسُولَةِ مَا تَرَاهَا

يَا أَخيْ كَيْفَ لا يَعْنينَا مَا يَحْدُث في البَحْرينِ وَهِيَ بَوَّابَةُ عُبورِ التَّشيع كَمَا هُوَ جَنْوب المَمْلَكَةْ ، وَلا شَيءَ يَخْتَلِفُ سِوَى أَنَّكَ بِأضْعَفَ مَوْقِفْ مِنْ دَوْلَةِ البَحْرينْ ، وَسَتَتَقَسَّمْ المَمْلَكَةْ لَوْ دَكَّتْ اَرْضَهَا شَيءٌ مِنْ فَتيلِ اللا اسْتِقرَارَ فيهَا ، لأَنَّ الرَّفِضَةَ فِيْ البَحرينِ سَوَاءاً أَوْ حَتَّى فِيْ أَيِّ دَوْلَةٍ خَليجيَّة لَهُمْ دَوْلَة مَجوسيَّةٍ تَدْعَمُهم مَاديًّا وَمَعْنويًّا وَدِفَاعيًّا ، لَكِنَّكَ أَنْتَ إِنْ أَسْقَطْتَ مَثَلاً الحُكومَةَ وَتريدُ دَوْلَةً سُنيَّة مَا هِيَ الدُّولة السِّنية التيْ سَتَدْعَمُك ؟! هَلْ هِيَ أَمْريكَاً مَثًلا ؟!

للأسَفْ لا يَكَادُ يُوجَدُ دَوْلَةً سنّيَةً تَحْتَفِظُ بِهِذهِـ الهَويَّةَ مِثْلُ بِلادِنَا - حَرَسَهَا الله -


لا تُعُدِّدْ ، فَلا أَظُنُّ أَنَّنَا فِي زَمَنٍ يَحْكُم فيهِ وَحْيُ النُّبوَّةْ ، الخَطَأ وَالشَّرُّ وَالفَسَادُ في كُلِّ مَكَانْ ، لَكِنَّ لُغَةَ التَّهديدِ في الشُّعوبِ لَيْسَتْ في صَالِحِ الشُّعوبِ نَفسَهَا انْظُر لِمصرَ مَثلاً :
خَرَجوا طَالبينَ الإصلاحْ ، فَلمَّا وَعَدَ رَئيسُهمْ ، خَرَجُوا مُطَالبينَ تَنْحَيَتَهُ ، وَلَمَّا تَنَحىَّ وَأَعاَدَهُم الجَيْشُ إِلى بُيوتِهِمْ خَرَجَوا مَرَّةً أُخرى غَيْرُ رَاضِينَ بِالحُكومَةِ الجَديدَةْ ، مَا أَجْبرَ الجَيْشَ عَلى إِخْبَارهِم أَنَّ السَّيْلَ قَدْ بَلغَ الزُّبَى ..!
كُلٌّ يُريدُ رَئيسًا عَلى مَا يرَاهـُ بِنَفْسِهِ أَيْ اَكْثَر مِنْ 70 مَليونَ رَئيس
كُلٌّ يُريدُ اخْتِيَارَ قَوَانينٍ عَلى مَايُريدُهَا بِنَفْسِهِ أَيْ أَكْثرُ مِنْ 70 مَليونَ دُستور
وُكُلٌّ يَخْرُجُ بِفَقْرِهِـ للشَّارِعِ وَلا عَلِمُوا أَنَّ الخَاسِرَ الأَوَّلُ والأَخيِر هُوَ شَعْبُهم .

شُكْرًا لَكَ طَال عُمرك

أَوَّلاً أَتَمَنَّى مِنْ الدَّولَةِ المُدَاوَمضة عَلى حَضْرِ هَذهـِ الأَحْزَابْ ، وَ لَمْ يَصْدُر رَسْميًّا عَنْ المُوافَقَةَ عَليْهِ ، لأَنَّ الدَّوَلةَ بِسَيَاسَتِهَا لا تَسْمَحُ بِالحِزْبيَّاتِ والجَمَاعَاتْ ، لأَنَّهَا إِنْ فَتَحَتْ لِهَؤلاءِ - وَإِنْ كَانُوا أَهْلَ سُنَّة -لا يَحِقُّ لَهَا أَنْ تَمْنَعَ جَمَاعَاتٌ وَأَحْزَابٌ للمُتَصَوِّفَة وَ الرَّافِضَة والزَّنَادِقَة وَاللِّيرَاليُّونَ وَسُقَّط المُجْتمَع مِمَّا يُحْدِثُ صِرَاعاً فِكْريًّا دَاخِليًّا يُضْعِفُ قُوَّةَ الدّولة الإجْتِمَاعي ثُمَّ السِّيَاسي .

وَ يَا أَخيْ تَذَكَّرْ أَنَّ شَعْبُكَ فِيْهِ مِنْ التَقْسيمَاتِ والجَهْلِ مَا اللهُ بِهِ عَليم ، فَشَعْبٌ فِيهِ مَنْ يُقَاتِلُ مِنْ أَجْلِ مزَايينِ إبلٍ وَ غَيْرهـ مِنْ تَفَاهَاتِ الأُمورِ ، أَتَعْتَقِدُ أَنَّهُ لَنْ يَرْكَبَ الجَهْلُ عَقْلَهُ إِنْ كَانَتِ المَطَامِعُ سُلْطَةْ .
هُوَ نسْخَة طِبْقَ الأصْل ، سَيَكُونُ الأمْرُ في النِّهَايَة يَا تَقْسيم يَا حُروبًا أَهليَّةٍ وطَائِفيَّةٍ .

يُعينُ اللهُ وَيُسَهَّل
شُكْرًا لَك

وَفِيْ الحَديث الذيْ رَوَاهـُ حُذَيْفَةَ بن اليَمَان رَضي اللهُ عَنْهُ مِنْ صَحيحِ مُسْلِمْ قَالَ : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ! إِنَّا كُنَّا بِشَر . فَجَاءَ اللهُ بِخَيْر . فَنَحْنُ فِيِهِ . فَهْلَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الخَيْرِ شر ؟ قَالَ ( نَعَمْ ) قُلْتُ : هَلْ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ الشَّر خَيْر ؟ قَالَ ( نَعَمْ ) قُلْتُ : فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ الخَيْرِ شَر ؟ قَالَ ( نَعَمْ ) قُلْتُ : كَيْف ؟ قَالَ ( يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّة لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ، وَلا يَسْتَنّونَ بِسُنّتِيْ . وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينَ فِيْ جِثْمَانِ إِنْس ) قَالَ قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعْ يَا رَسُول اللهِ ! إِنْ أدْرَكْتُ ذَلِكَ ؟ قَالَ ( تَسْمَعْ وَتُطِيع لِلأَمِيرَ . وَإِنْ ضَرَبَ ظهْرَكَ وَأخَذَ مَالَكَ . فَاسْمَعْ وَأطِعْ ) .

أَيُّهَا الحَبيب إِنَّ شُؤونَ الأُمَّةِ وَوِحْدَتهاَ وَأَمْنَهَا لا يُمْكِنْ أَنْ يُشْتَرَى بِمَال، وَلو كَانض ذَلكِ لأشْتَرَاهـُ أَهْلُ العرَاقِ وَ غَيْرِهِمْ ، وَأيُّ أُمَّةٍ يُمَزَّقُ سِتَار أَمْنِهَا لَنْ يُعيدُهُـ بُكَاؤُهَا وَنَحيبُهَا ، وَلَنْ يَنْفَعهَا غَنَاتُهَا إِذَا مُزِّقَ أَمْنُهَا .

أَهْلُ العِرَاقِ في الأَمْسِ كَانُوا يَشْكُونَ الجُوعَ والفَقْرَ وَهُم في أَمَانْ ، وَاليَومَ يَتَمَنَّونَ تِلْكَ الأيَّام وَلَو تَجَّرَعوا الحُصَى مِنْ فَقْرٍ يُصِيبُهم مُقَابِلَ الأَمْن ، وَ لَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ قِيمَة مَا هُو فيهِ إلا إِذَا فَقَدَهـُ .

وَلِذَلكَ في الآيَةِ القُرآنيَّة نَجِدُ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعاَلى قَدْ بَدأ بِالأمنِ مَع ألأصْنَافَ الأخْرى للمَعيشَة حِينمَا قَالْ : [ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ] فَلَنْ تَكُونَ بَرَكَةٌ في النِّعَمَةِ وَالأمْوَالِ والأنْفُسِ إذا فُقِدَ الأوَّل وَهُو مَا يُضَادُّ الخَوْف ألا وَهُوَ الأمْن .

وَ وَاللهِ أَنَّنَا فِيْ أَمْنٍ لَيْسَ في أَيِّ دُوْلَةٍ كَانَتْ حَتَّى الدُّول التيْ تَزْعُم بِأنَّهَا مِنْ دُول العَالم الأَوَّل ، وَلَيْسَ هَذا يَعْني أَنَّنَا لا نُريدُ إِصلاحاً لِفَسَادٍ نَرَاهـُ أَمَامَنَا ، وَلَكِنْ بِالطَّريقَةِ التي عَلَّمَنَا إِيَّاهاَ القُرآنُ والإسلام .

إِنْ كُنَّا نُريدُ حُكومَةً كَحُكومَةِ الخَليفَة الرَّاشِدَ عُمَرْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَإنَّنَا نُريدُ إِيمَاناً كَإيمَانِ عُمر ، وَمُجْتمَعاً كَمُجْتَمَعِ عُمَر ، فَإِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ ، وَ المُحْزِنُ والله أَنَّ النَّاسَ في الحَديثِ عَنْ هَذهِـِ الثَّورَات غَضِبَتْ مِنْ أَجْلِ دِنيَاهاَ وَلَمْ نَجِدْ مَنْ يَنْطِقُ غَاضِبًا عَنْ أُمورِ دِينِه - وَاللهُ المُسْتَعان - .