مرحباً " دفا " وقاك الله "دفا" جهنم..
أولاً: دعني أعترف أنّي سُررت بمثل مشاركتك والتي تحمل وجهة نظر؛ بعيداً عن مدى موافقتها للموضوع أو لا ..

ثانياً: تَرْسخُ في أذهاننا معاني لبعض العبارات والكلمات ليست هي ما وضعت له في الأصل, وعليه تنبني تصوراتنا وأحكامنا حسب ما نفهمه نحن من تلك الكلمات, وحين يكون الأصل خاطئاً لا أشك أن سيكون الفرع مثله ..!

ثالثاً: أخي الفاضل:
كل شيء يُرجع به لأصله, ومحل نقدك لغوي ولعلّنا نرجع للأصول اللغوية حتى نستوضح, ونصدر عن كلام موثوق..

تأمّل معي:
- قال ابن كثير في تفسيره -ذاك السِفْر العظيم- عن قوله تعالى: ( إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) : أي: لطائفة قليلة. (تفسير القرآن العظيم 6 / 143)
-أيضاً انظر ماذا يقول الطاهر ابن عاشور في تفيسره المشهور عن الآية نفسها: والشرذمة: الطائفة القليلة من الناس، هكذا فسره المحققون من أئمة اللغة. (التحرير والتنوير 19 / 143 )

وإليك كلام أهل اللغة في هذه الكلمة:
- قال ابن فارس: (الشِّرْذِمة)، وهي القليل من الناس ( معجم مقاييس اللغة 3 / 273 )
- ويقول ابن منظور: والشرذمة في كلام العرب القليل ( لسان العرب 12 / 322)
-وفي الفروق اللغوية: الفرق بين الشرذمة والجماعة: أن الشرذمة البقية من البقية ...قال الله عزوجل " لشرذمة قليلون " أي قطعة وبقية لأن فرعون أضل منهم الكثير فبقيت منهم شرذمة أي قطعة.
- قال الجوهري في الصحاح وهو يحكي خلافاً لغوياً: ( ... ولا يُعكِّر عليه قول شرذمة منهم ...) فوصفهم بالشرذمة ..!

ولو أردتُ أن أُحصي الأقوال لطال المقام بنا, لكنها إلماحـة.

أما العِبارة الأخرى فليس فيها من اللبس كما في هذه, ولن أحتاج أن أحصي لك الأقوال في معناها, وإنما أكتفي بوصف الله -تعالى- لأهل جنته بهذا الوصف - وهل يصف الله أهل جنته بما يعيب ؟! كلا وحاشا -.
قال الحق : ( وَسِيْـقَ الذِينَ اتَّقَوا رَبَهُم إلَى الجَنَة زُمَرَا ...) الآية
* زُمرا جمع زُمرة, وتعني: جماعات.

إذن لعلك الآن تتفق معي أن هذه الكلمتين - محل النقد - ليستا أوصافاً بذيئة كما تفضلت, بل كما أوضحت يُقصد بهما الجماعة أو النفر القليل من الناس؛ وذاك ما أردت في موضوعي.
وعليه فقد سقط الكلام الموجه للموضوع من وجود كلمات بذيئة, تهين كرامة الإنسان وتضع من قدره, وأن فيه مزايدات وعدم رحمة ورفق ووو .... إلخ !!

رابعاً: على افتراض أن هذه الكلمات ليست كما ظهر من المعاني, فلا غضاضة أن يقال للفاسق يا فاسق, وللفاجر يا فاجـر, وللكافر يا كافر؛ إذ هي صفات تلبّس بها صاحبها فوُصفَت به, ولا سيما إذا لم يكن ثمة تعيين باسم أو غيره مما يُعرف به وإنما كلاماً عاماً ..!


أخيراً أقول:
سعدتُ بمشاركتك ومناقشتك, وأهلاً بكــ ..

:f:

سلطانة الخير
اللهـمّ آمين, هدى الله الضال وثبّت المستقيم.
شكراً لمروركـِ

هيبة وطن
بكتابتي هنا أرجو أن يصل صوتي, وهذا الصرح له تجارب سابقة في وصول الصوت للمسؤول.
شاكرٌ تعقيبكـِ

الوافي
اللهـم استجب,,
كل الشكر أيها الوافي..

حروف أبجدية
وما يُدرينا؟! علّ دعوة صاقة من أحدكم تُفتح لها أبواب السماء, فيكفينا الله ويزيدنا من فضله .
شكراً لكـِ على المرور

البلح
ولك الشكر أيضاً..
مروركـ أنار الصفحة..

دبس
مرورك أروع ..
أهلاً بكـ..

يماني كوووول
آمين وخطاك وخُطى كل مؤمن .
سَلِم يراعك, وشكراً لمروركـ ..

mea
وإياكـِ أيتها المباركة
شاكر مشاركتكـِ ..

ماجد عبدالله
نِعمَ الشيخُ ونِعمَ ما قال,,
أيضاً يقول الله -جل شأنه-" ألم يعلم بأن الله يرى " " وما قدروا الله حق قدره "
وغيرها مما يحفز على ترك المعصية من مثل: تذكر تكليم الله للعبد يوم المعاد, ووجود ملكين معه يرقبانه ويحصيان عليه ووو ..إلخ
أهلاً بكـ , وشكراً لمداخلتك ..

أحمر العين
أثلج الله صدرك, ببرد الإيمان,,
كل الشكر على المرور ..

.
.