أخي قراقوش :

الدين نوعان :

أمر بينك وبين الله تعالى

وأمر بينك وبين المخلوقين

فأما ما بينك وبين الله تعالى فهو العبادات والطاعات المتعلقة بذاتك أيها الإنسان .

وأما ما بينك وبين المخلوقين فهو حسن الخلق والمعاملة ( والتفصيل يطول )

فيجب ألا نخلط هذا بهذا

فقد يوفق المسلم في الجانب الأول , ولكنه يقصر في الجانب الثاني , فقد يكون صواما قواما مستقيما في دينه وأمانته , ولكنه سيء الخلق , سريع الغضب , كثير اللجاجة ...

وقد يكون مقصرا في عبادته مع ربه , ولكنه مكمل الأمر مع الناس قدر ما يستطيع فتجده حليما صبورا طيب النفس كريم المعشر

وكلا الأمرين وارد وحاصل

وأكمل المؤمنين إيمانا من كانت لعباداته أثر على أخلاقه وتعاملاته .

ومن هذا المنطلق : لا يجب أن نقيس الأمور بأحد الجانبين دون الآخر

فإعفاء اللحية من الجانب الأول الذي يكون بين العبد وبين ربه , وهي طاعة وقربة إلى الله تعالى , فإذا قصر المعفي لحيته بأمور الأخلاق , فليس معناه أنه خبيث النفس كما تظن , بل لنقص في إيمانه .

وأينا كامل الإيمان يا أخي ؟

وأي الرجال المهذبُ >> كما يقول النابغة .

ولذلك فنظريتك الأخيرة جانبها الصواب , لأنك جعلت فاعل السنة في الظاهر هو المخالفها في الباطن , دون دليل أو برهان , وجعلت المخالفها في الظاهر هو المستمسك بها في الباطن دون أي دليل .

ولو قلتَ إني لا أحكم على الناس بالمظاهر لقلنا إنك تستمد ذلك من الحديث الشريف : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم "

وانظر إلى نفسك يا أخي ,,, هل حققت العلامة الكاملة في التعامل مع الناس ؟

قد يمر بك موقف تسيء فيه الخلق من حيث لا تشعر , فهل يصح للناظر أن ينظر إليك بأنك وقح غير متربي مثلا ؟؟؟

الكلام طويل وذو شجون .

أكتفي بهذا القدر , والله تعالى يتولى الصالحين .