بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   كلمات في الفلسفه (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=333838)

الزنقب 10-07-2014 03:47 PM

يقول يوسف زيدان

أن ارسطوا اول علماني بشري وأول من نزل بالفلسفه من السماء الى الارض

قال ان الحقائق تدرك في هذا العالم .. والعالم من يبحث عن حقائق العالم في داخله لا في خارجه

فكل شي معه دليلة وبرهانه في نفسه وفي انحائه ولا نبحث عن الحقائق في عالم اخر ونزعم

ان هذا العالم عالم ناقص .. هو ناقص قابل للتطور والتكميل اذا اجتهدنا في اخذ الاسباب الماديه

وسمي عالم المثل الميتافزيقيا اي ما وراء الطبيعه وذالك ان كتبه كانت مصوفه منطق ورياضيات

وطبيعيات ثم مجموعه كتب بعد كتب الطبيعيه ولا تدخل في تصنيف معين فقالوا هي ما بعد الطبيعه

اي في مكتبه سقراط

فأنظر الى سطوة المصطلح كيف اننا نردد مصطلح هو مأخوذ من مكتبه ارسطوا التى صف

بها كتبه فهي كتاب ترتيبها في مكتبه بعد كتاب الطبيعه وهي تبحث في المحرك الاول للكون

الزنقب 12-07-2014 01:12 AM


القرأة للتراث يجب ان تدرس دارسة موضوعيه وذالك بعزل الذات عن الموضوع بحيث تبعد الانحيازات والمرجعيات حتى نصل الى الشي كما هو عليه .. والثاني النظر الى التاريخ بأعتباره موجود في اطار تاريخي متطور له ظروفه .. ذالك ان الافكار البشريه تنطلق من واقع معاش وظروف حاله .. وهو متطور ومتغير .. المهم هو فهم الاصول كما هي .. ولابد من التفريق بين زمن التشريع بأعتباره هو محل الموضوعيه وبين زمن التطبيق وهو ما بعد عصر التشريع من تطبيقات المسلمين على واقعهم المعاش بحيث يكون المصب او المنبع هو عصر التشريع وما حدث فيه من تطبيق وفهم ونصوص ..

والذات الاسلاميه بعدما ضعفت فزعت الى الذات القديمه التى كان له المجد والقدره على المنافسه والسياده ولذا كثر الرجوع الى القديم واستلهامه من اجل النهوض بالواقع فصار الماضي التاريخي البشري هو النموذج التطبيقي الشرعي الذي يجب ان يعاد الى الواقع .. ونحن نعرف ان الحراك البشري مختلف بأختلاف الظروف والاحول .. فيجب علينا ان نراعي عصر التشريع من اجل اخذ الحد الادني من الذات الاسلاميه التى تتميز عن غيرها ويرضى الله عنها وهذا هو التحدي الذي يواجه المصلحين الاسلاميين ..


ولذا كانت دعوة الافغاني وعبده عباره عن التجديد وترك التقليد .. والتقليد هو استجلاب الذات الاسلاميه من عصور الانحطاط غير العصر النبوي والراشدي ذالك ان هذين العصرين هما عصر الامتثال والاستنان .. والتجديد هو لبوس اسلامي عصرى نابع من الذات اسلاميه وموافق لسنن العيش الحضاري الجديد ..

لا تعارض بين الدين والتمدن .. ذالك ان الدين هو اصلاح القلب والنفس والمجتمع على مايرضى الله تعالي بأستمداد شرعي رسالي .. والتمدن هو رفع قيمة الفرد والمجتمع في عزه وكرامه ورساله خاصه تجعل من الامه امة اقتداء واتباع في كل الارض ..

وكثير من الحداثيين يرون أن هناك قطيعه بين التمدن والتدين ويروان انهما طريقان متنافضان وذالك بسبب غياب الرؤية الاسلاميه المطبقه التى رفعت الفرد واعزت الجماعه ونافست الكبار في العالم الاسلامي .. فهم لا يرون الا مجتمعات اسلاميه فقيره متفرقه الى شعوب وطوائف وهي ميدان الحروب والقتل والجوع والجهل .. فهذا الواقع يجعل تصور حل اسلامي ينطلق من الذات الاسلاميه ويرفع الواقع وينافس العالم المتقدم اشبه بأحلام ليل ..

ان المصلح الاسلامي يشبه الطبيب الذي يصرف الدواء من اجل المريض كي يعود الى صحته وعافيه والمصلح يعرف الادويه من خلال بصيرته بالشرع وبصيرته بالواقع ومن حاصل هذين النظرين يخرج خارطه طريق يمكن ان تساهم في رفع الواقع وانتشاله من الوهده الحضاريه ..


وصحيح ان الحاضر الاوربي هو الحاضر السائد والمسيطر في عالم اليوم .. بل صار المرجعيه لكثير من الناس وصار التراث ينظر اليه بعيون اوربيه او بمرجعية اوربيه .. انه بفرض نفسه كذات للعصر كله والانسانيه كلها جمعاء فهو اسال لكل مستقبل ونموذج لكل حاضر ويلون الماضي بلونه .. واللبرالي العربي يقراء التراث بنفس ومرجعية اوربيه فلا يرى الا ما يراه الاوربي .. وطريقة النظر هي معارضه ثقافه بثقافه وقراءة تراث بتراث ..

وتحقيق التراث ان تخرجه من اصوله الى واقعك حتى يتجسد في المجتمع .. وبناء التراث تشكيل بنية معرفيه تراثيه تنهض بالواقع وتحسن التعامل معه ..

وقال بعض اليساريين ان التراث العربي حصيلة صراع الطبقات وصراع الماديات والمثاليات واذا لم يجد في التاريخ ما يبرهن قوله لجاء الى التاريخ غير المكتوب وكل هذا من اجل تصحيح افتراض قام في ذهن الانسان قبل ان يجرب عليه طريقة التحقق ..

القراء الحقيقه هي التى تنطلق من الاجزاء من اجل تكوين كل نابع من استقراء كل الاجزاء وليس من اجل تأكيد كل جاهز يحاول الذهن اثبات في الجزئيات .. فالكل الجاهز يضلل القاري ويشوه المقروء .. والقراءه هي اعطاء معني لمقروء عن طريق تأويل يجعله ذا معني بالنسبه لمحيطه الفكري والاجتماعي ولابد من معقوليه المقروء بحيث تستطيع نقل المقروء الى مجال اهتمام القاري ..


ونحن نعيش في ثلاث تيارات في العالم العربي

تيار الاحيائي الذي يحاول اعادة احياء التراث ..
وتيار الحداثه الذي يحاول ان نعيش في العصر كأهل العصر
وتيار ثوري يساري يحاول قلب اوضاع المجتمع بسبب الطبقيه الحاكمه ..

الزنقب 12-07-2014 02:16 AM


تشهيد المغيب هو محاولة رؤية اثر الغيب في عالم الشهود وتغييب المشاهد هو محاولة رفع المشاهد الى عالم الغيوب .. ولا يكون تغييب المشاهد الا عن طريق التسيد ولذا جبلت النفوس عليه .. والتسلط هو قهر الغير على مراد الفرد المتسلط او اجبار الجموع على مراد الفرد لا مصلحة المجموع .. .. والغالب ان التسيد يكون مشفوعا بصفات تنازع عالم الشهود حقه في التفرد والتربب من اجل جعل تسيده مرتفعا عن الواقع فلا يعارض ولا يناقش ولا ينازع ..

والقيم نوعان قيم روحيه مستمده من عالم الفطره وهي انسانيه النزعه ربانية الاتجاه فتعمل لخير الانسان وطاعة للديان .. وقيم نفسيه وهي انانية النزعه ذاتية الاتجاه فتعمل لشهوت الذات وطاعة للشيطان .. والشهوات كثيره مثل حب الظهور وحب الشهره وحب الجاه وحب الثناء .. وتتكون عنها صفات ردئيه مثل الطمع والكذب والغرور والانانيه والكبر والعجب .. وكثير من الناس يسمي تجبر المتسدين واقعيه ضروريه وجزء من اللعبه بل يرون التخلق بالصفات الروحيه نوع من السذاجه وقلة العقل فلا بد من تقديم المصالح على المبادي ..


والازدواج هو الظهر بمظهرين متناقضين وقد يكون اخلاقيا فيظهر الانسان الخير ويبطن الشر ويعلن الصلاح ويسر بالفساد .. وقد يكون تسيديا فيظهر الامتثال والحرص ويبطن الخديعه والمكر ..

الزنقب 12-07-2014 03:35 AM


المفكرر هو من يعرض وجهة نظره في تحليل وتعليل الواقع النفسي والاجتماعي والبشري بناء على فكر ذاتي واقعي وخيالي ادبي فهو وسط بين خيال الشاعر الجامح ودقة الباحث المتزمت انها اشبه بالمقاربه الموضوعيه التى يراها خبير سكن الصحراء او تمرس في عمله بحيث بداء يقارب الصواب في نظرة توقعيه لم تتفحص كل اجزء المشكله .. واذا كان الخراص قد وثق بهم الشارع في معرفة الزكاة بناء على خبرتهم فكذالك الخبراء النفسيون والاجتماعيون الذين يبحثون عن افكار المحركه والمؤثره في الواقع الاجتماعي والنفسي المعاش ..


تغريده البجع عنوان الفصل الاول من كتاب زكي نجيب محمود حصاد السنين والذي كتبه في اخر عمره والبجعه تصدر صوت جميل في نهاية عمرها فهي تشعر الموت وتتألم من حضورة وغيرها يستمتع بموتها ان بكائها وندبها لنفسها واعلانها لرحيلها اشبة بوتر يعزفه خبير يطرب المستمع ..


فكرة بناء حاضر فكري وسلوكي يؤسس لمستقبل ذهبي من اكبر الافكار المحركه لكثير من الكتاب والعلماء والفلسفه ممن يهتمون بشأن امتهم وأوطانهم وقد أختلفت مشاربهم وتنوعت مدارسهم واختلف وربما تصارعت افكارهم وكله لهدف واحد وهو الارتقاء بالحاضر ومنافسة الاقوياء ..

وكان فكرة المعاصره والماضويه والاصاله التى تنطلق من جوهر الماضي واعراض الحاضر لتصنع جيل له شخصيته الخاصه التى لا تعوقه عن التقدم والمنافسه .. وكل فكرة لها قيم اصليه ففكرة التقدم لها قيم الحريه والعداله والكرامه والمسؤليه الفرديه الاخلاقيه غير الملزمه .. والمبشرون بهذا الفكر عجزو عن امتثال قيمه مما اسقط فكرتهم ..

وباطن الانسان يحتوى على عقيده اكتسبها من محيطه وعاطفه تكونت من خلال تفاعله وغريزه ركبت فيه من اجل بقائه .. واكثر ما يبهر المفكر الاصابة بخيبه امل عند المقارنه بين الماضى والحاضر او المقارنه بين حاضرهم المشرق وحاضرنا التعيس ..

لابد للمفكر ان يجمع الاشتات في كل مركب يمثل تصور ذهني لكل اجزاء المعلومات .. ولابد من وجود غاية كبرى لهذا الجمع .. ولابد من ايجاد افكار تفسر الواقع وترتبط بقوانين كلي ومبداء اساسي بحيث تتكون فكرته من كل متماسك صلب لا اشتات متفرقه متناثره ..


في المحيط النفسي والاجتماعي افكار مثاليه وافكار واقعيه وافكار مصلحه ولابد من فحص الكل وعرضه في الذهن حتى لا نعيش وهم الافكار المثاليه في واقع مزيف ينتسب اليها كذبا او نجمد على افكار محدده لا يمكن ان تدفع تيار الحياة للتجدد ..

ولابد للمفكر من الجمع بين الجزئيات ثم التحصيل والحفظ ثم التمحيص واستخراج رؤية مطمئنه قال هرقليطس لو خيرت بين عرش فارس وفكرة جديده لاختارت فكرة جديده .. عالم الافكار يستلزم الانعزال خصوصا للضعيف المفكر الذي يصعب عليه ان يعيش في المحيط بسبب ضعفه في دفاعه عن نفسه ولابد من البحث عن علل الاشياء وبدايتها ونهايتها وتطورها .. ولابد من رد الواقعة الجزئيه في مسلك الافراد والجماعات الى قانونها العام ثم الى المبدء الاعم والاشمل والحرص على العزله والتأني في القرأة وانتاج معرفة جديده مبنيه على تفاعل الذات مع المعلومه وانتاج هضم خاص منقح ومهذب ..


الانسان كائن حي لا اشكال هندسية غير متغيره .. والكائن الحي دائم التقلب والتغير من اجل ان يعيش ويطور حياته ..

الزنقب 12-07-2014 04:02 PM


الوجود الانساني هو وجود الشي في العقل او الوجدان وهو انواع
وجود حسي مثل احساسك بخشونه الشي او ملوحه الشي وهو يرجع للحواس الخمس
وجود نفسي انفعالي مثل احساسك بالجوع والغضب والسخط
وجود عقلي مثل معرفتك بمعني مدينه ومربع ومثلث بدون نظر ولا وجدان وهذا ما يسمي المفاهيم
المجرده اي المنزوعه من الانفعال والمحسوس كمعرفة معني الواجب والممكن ونحوها
وجود خيالي وهو ما يتركب من هذه الثلاثه اي المحسوسات والوجدانيات والمجردات مثل
قول حافظ ابراهيم

لا تلم كفي اذا السيف نبا .. صح مني العزم والدهر ابي

فالشاعر لايحمل سيف ولا يقاتل والدهر لايأبي ولكنه الخيال
هو يريد ان يقول لك عندي ارادة قوية لفعل لشي في ذهني ... ولن اتردد مهما كلف الامر

فتخيل امر محسوس (( رجل بيده سيف يريد القتال .. ودهر عنيد لا يعطيه حاجته ))
وشي معقول (( العزم )) فهي لا ترى ولا تذاق
وشي وجداني (( الشعور بعناد الدهر ومخاصمته ووجب مقاومته ))

وركب من هذه المحسوسات والوجدانيات والمعقولات صورة خياليه صنعها
في نفسها لكي يوصل لك معني وهو قوة الاراده والعزيمه على الشي ..

الزنقب 12-07-2014 04:08 PM


ويطلق الوجدان على التمكن من الشي (( فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم )) فالايه تشير الى فرض سيطرة المسلمين على الكافرين لدرجة القدره على قتلهم في أي مكان .. وعلامة القوة ان يكون الانسان قادر على خصمه في أي مكان كان .. ولذا قال تعالي في أية اخرى (( حتى اذا اثخنتموهم )) والاتخان جعل غاية للقتل لان معناه اضعاف خصمك حتى لا يستطيع ان يقاومك مرة اخرى وتكون لك السيطره التامه عليه ..

الوجود من حيث الزمن انواع

وجود ابدي ازلي وهو الذي ليس له بداية ولا نهاية كوجود الرب تبارك اسمه
وجود حادث ابدي مثل وجود الروح فهي مخلوقه ثم منتقله من عالم الحياة الى عالم البرزخ الى عالم الاخره
وجود حادث فان مثل وجود الجبال فهي مخلوقه ثم تكون كالسراب في اخر الزمان

الزنقب 12-07-2014 04:24 PM


الماهيه هي وجود الشي في النفس ووجوده في الخارج .. وهي في الاصل سؤال ماهو او ماهي فلما تكرر هذا السؤال قال ماهيه .. او نقول هي تعقل الشي والشعور به ووجوده في الخارج .. فتعقل الشي هو تصوره على أي صورة كانت مثل تصورنا للشيطان ماهي اجسامها واحجامها وصفاتها وهذا التصور مبني على الخيال والخيال نوعان

خيال انفعالي غيبي وهو تشوة صورة الشي في الذهن او حسن صورة الشي في الذهن فمثلا نحن نتصور ان الشياطين اشكالهم مرعبة او مخيفه او مشوهه ونتخيل ان اشكال الملائكه جميله قويه وحبريل كان يتشكل بصورة حسنه والشيطان اخبرنا الله عن شجرة الزقوم ان طلعها كأنه رؤوس الشياطين لان الخيال مشوه للصورة الشيطانيه .. فهو خيال لاننا لم نرى الشياطين ولا الملائكه وانفعالي لاننا حسنا او شوهنا الصورة في دواخلنا ..

وقولنا في الدعاء (( نسألك لذة النظر الى وجهك )) ووصف القران لنعيم الجنه فهي خبر صادق عن حقيقه واقعه ولكن ما اثره على النفس

الجواب

ان اثرة هو التصديق الجازم مع نوع من الخيال الانفعالي ذالك انك لم ترى ذالك بعينك ولكنك تعتقده بقلبك وتتخيله بذهنك فتتخيل بذهنك لذة عارمه حتى تتنعم عينك بالنظر الى وجه الله الكريم .. وتتخيل بذهنك لذه عارمه وأنت تأكل من ثمار الجنه وتعانق ابكارها وتشرب من خمرها نسأل الله الكريم من فضله ..

وبهذا يتضح لماذا اذا شوق القران ورغب بعض الناس يرغب ويشتاق وبعض الناس لا يرغب ولا يشتاق ..؟؟

الجواب ان من كان عنده خيال انفعالي قوى بحيث كأنه ينظر الى الغيوب بعينه ويشعر بها بقلبه فهو الذي يشتاق ويرغب ويخاف ويبكي بسبب هذه القوه التخيليه الانفعاليه ..

وسبق ان قلنا ان المدركات اربعة انواع كما يدل عليه الاستقراء

1 - الاشياء التى ندركها بأحدي الحواس الخمس
2 - الوجدانيات التى ندركها بنفوسنا كاللذه والالم والخوف والحب
3 - العقليات التى ندركها بحسب عقولنا مثل علمنا بحقيقة الوجود والعدم
4 - الاحوال التى يدركها العقل والخيال من تلك الثلاثة ..



الثاني خيال ذهني حسي مثل كراهيتنا لشخص بدون معرفة سابقه بسبب انه يشبه شخص اساء الينا فالخيال هنا ربط بين محسوس ومحسوس .. وخوفنا من مكان بدون سبب فالغالب ان هناك خيال ربط بين امر مخيف في السابق وهذا الامر الجديد ..

الزنقب 12-07-2014 04:48 PM


الماهيه كما قلنا هي الشي المتعقل او المفهوم او صورة الشي في ذهنك مثل تصورك لمعني الكرم والجود والعزه والنخوه ونحوها من العقليات او تصورك لمعني الجوع والحزن والسخط ونحوها من الوجدانيات او تصورك للجبل والشجر والدواب ونحوها من المحسوسات ..

وتطلق الماهيه على الشي بذاته في خارج ذهنك .. مثل حقيقة الجوع كما هي لا كما يتصوره الناس وحقيقه الكرم كما هو لا كما يتصوره الناس وحقيقه الجبل كما هو لا كما يتصوره الناس ..

والماهيه قد تكون لشي موجود او متخيل مثل مثلث برمود ووجود الالكترونات في الذره فهي امر ذهني لم تره بعنيك بل سمعت به وليس الخبر كالمعاينه ..

لكن الخيال يركب من الامور الثلاثه السابقه كما ذكرنا .. وهي التذوق الوجداني والادراك الحسي والتعقل الذهني ..

وبهذا نقول ان وجود الشي في الذهن يسمي ماهيه ووجوده في الخارج يسمي حقيقه وتميزه عن غيره يسمي هوية ولوازمة وشروطه تسمي ذاتيه واستنباطه من اللفظ يسمي مدلول وكونه محل للحوداث يسمي جوهر .. هكذا ذكر الجرجاني في التعريفات

اذن الماهيه لا تكون دائما هي الحقيقه وهذا لا اشكال فيه .. لان ما تتصوره لا يلزم ان يكون واقعا فقد تتخيل كل بيضاء شحمه وكل سوداء تمرة بسبب الجوع ..

ولكن لابد ان نعرف الهويات والماهيات والذاتيات ..
الهويات هي تميز الشي عن غيره عند المقارنه
الماهيات هي المفاهيم او تعقل الشي او تصور الشي في الذهن
الذاتيات هي ما به يقوم الشي من شروط ولزوام ونحوها ..

مثال توضيحي

جهاز الحاسب الالي ..
ماهيته تصور الذهن له فهو جهاز حاسوبي فيه برامج وله قدره على الاتصال بغيره
وهويته الفرق بينه وبين الجوال وبينه وبين السياره وبينه وبين الاجهزه المنزليه
والذاتيه هو وجود الشاشه والازرار ومكوناته الداخليه التى لا يمكن ان يوجد الا بها ..

تلاحظ

ان الماهيه ما نتصوره عن الشي .. والهويه ما نعرفه عن الشي عند مقارنته بغيره .. والذاتيه ما نعرفه عن الشي عندما نحلله ونعرف اجزائه المكونه له ..

وبهذا تعرف ان كلما زادت معرفتنا بالهويات والذاتيات زادت معرفتنا بالحقائق ..

الزنقب 03-08-2014 12:09 AM



مصطللحات فلسفيه ..


الأنتروبولوجيا: لغة: كلمة مركبة منانتروبو التي تعني الإنسان، و لوغوس التي تعني العلم . و اصطلاحا، العلم الذي يهتم بدراسة الإنسان و بشكل خاص المجتمعات البدائية. و تبحث في إنتاجات الفكر الإنساني المنبثقة عن التفاعل الاجتماعي(المعارف، الأفكار، التقنيات، العادات، الفنون...)، كما تقوم بالبحث الوصفي و الترتيبي و المقارن للحضارة المادية، أي الآثار الصناعية و التقنية الموجودة في اختلاف المستويات و في مختلف المجالات البشرية. و باختصار إنها العلم الذي يهتم بدراسة كل أشكال ثقافات المجتمعات القديمة.
* الاستنباط:عملية فكرية استدلالية يتم من خلالها استخراج نتيجة من مقدمات سابقة و تكون النتيجة لازمة عنها بالضرورة المنطقية.
* الاستقراء: في اللغة: التتبع، من استقرأ الأمر، إذا تتبعه لمعرفة أحواله، و عند المناطقة هو الحكم على الكلي لثبوت ذلك الحكم في الجزئي. و هو قسما: تام و ناقص. فالأول نسميه استقراء صوريا، و هو كما بين أرسطو، حكم على الجنس لوجود ذلك الحكم في جميع أنواعه. أما الثاني، فهو الحكم على الكلي بما حكم به على بعض جزئياته.
* الاستدلال:في اللغة طلب الدليل، و في عرف الأصوليين و المتكلمين: النظر في الدليل، سواء كان استدلالا بالعلة على المعلول، أو بالمعلول على العلة.و قد يخص الأول باسم التعليل و الثاني باسم الاستدلال. و هو اصطلاحا، تسلسل عدة أحكام مرتبة بعضها على بعض، بحيث يكون الأخير منها متوقفا على الأول اضطرارا، فكل استدلال إذن انتقال من حكم إلى آخر، لا بل هو فعل ذهني مؤلف من أحكام متتابعة، إذا وضعت لزم عنها بذاتها حكم آخر غيرها. و هذا الحكم لا يكون صادقا إلا إذا كانت مقدماته صادقة.
* الأساس:لغة، قاعدة البناء، و أصل كل شيء و مبدأه. وله عند الفلاسفة معنيان: 1. مصدر وجود الشيء و علته. 2. و يطلق على أعم القضايا و أبسط المعاني التي تستنبط منها المعارف أو التعاليم أو الأحكام.
* الاستبطان:هو الدخول في باطن الشيء. و يطلق على ملاحظة النفس الفردية لذاتها لغاية نظرية، و هذه الغاية قسمان: الأول معرفة النفس الفردية من جهة ما هي فردية، و الثاني معرفة النفس الفردية من جهة ما هي نموذج للنفس البشرية العامة أو نموذج لكل نفس مهما يكن نوعها.
* الأخلاق:لغة،ج: خلق.و هو العادة و السجية و الطبع و المروءة و الدين. و عند القدماء ملكة تصدر بها الأفعال عن النفس من غير تقدم روية و فكر و تكلف. و قد يطلق لفظ الأخلاق على جميع الأفعال الصادرة عن النفس محمودة كانت أو مذمومة. و للأخلاق معاني عديدة منها: مجموع قواعد السلوك المقررة في زمان و مكان معينين. و يسمى العلم الذي يبحث في الأخلاق بفلسفة الأخلاق، و هي الحكمة العملية التي تفسر معنى الخير و الشر... و تنقسم إلى فسمين: عام، مشتمل على مبادئ السلوك الكلية، و خاص، مشتمل على تطبيق هذه المبادئ في مختلف نواحي الحياة الإنسانية.
* الإحساس:ظاهرة نفسية متولدة من تأثر إحدى الحواس بمؤثر ما. و يعتبر ظاهرة مختلطة، انفعالية و عقلية معا. فهو انفعالي لأنه عبارة عن تبدل في نفس المدرك. و هو عقلي، لأنه يشتمل على معرفة بالشيء الخارجي.
* الاجتماع(علم):الاجتماع ضد الافتراق. و علم الاجتماع يبحث في الظواهر الاجتماعية من جهة ما هي خاضعة لقوانين كغيرها من الظواهر المادية أو الحيوية.
* الإتنولوجيا:علم اجتماعي يفسر الظواهر التي يصفها علم الإتنوغرافيا، و يدرسها دراسة نظرية تسمح بتصنيفها و تعليلها. و قد يطلق اسم الإتنولوجيا في الإنجليزية و الألمانية على علم الإنسان(الأنتروبولوجيا).
* الإتنوغرافيا:علم اجتماعي يصف أحوال الشعوب، و يدرس أنماط حياتهم و مختلف المظاهر المادية لنشاطهم في مؤسساتهم و تقاليدهم و عاداتهم كالمأكل و المشرب و الملبس و غيرها.
* الأسطورة:في اللغة هي الحديث الذي لا أصل له .و هي حكاية تروي بشكل خيالي و غرائبي أصل الكون و الكائنات في علاقتها بالآلهة من جهة و علاقة الآلهة فيما بينها من جهة ثانية.
* إبستيمولوجيا:لفظ مركب من لفظين: إبيستمي و هو العلم..و لوغوس و هو النظرية أو الدراسة. هي الدراسة النقدية للعلم: دراسة مبادئ العلوم و فرضياتها و نتائجها و مفاهيمها و تاريخها و تطورها و أزماتها...
* الإبداع:لغة إحداث شيء على غير مثال سابق.و هو تأليف شيء جديد من عناصر موجودة سابقا كالإبداع الفني و العلمي...
* أنطولوجيا:دراسة الوجود بما هو موجود، أي البحث في الوجود العام الذي يشكل وحدة و أساس الموجودات الجزئية التي تشكل موضوع العلوم.
* الإيديولوجيا:منظومة من الأفكار و التمثلات التي تتراوح بين الوعي و اللاوعي، و التي تعبر عن وضع مطامح و تصورات و مصالح مجموعة اجتماعية أو عرقية أو مهنية أو ذات خصوصية ما. في المنظور الوضعي الإيديولوجيا تتعارض مع العلم من حيث إن الأخير يقوم على الأحكام الوصفية في حين أن الإيديولوجيا تقوم على أحكام القيمة.
* الإرادة:ملكة يملكها الكائن الإنساني من أجل أن يقرر فعل شيء وفق أسباب مختلفة، الشيء الذي يفترض الوعي و التأمل. و هي في الأصل طلب الشيء، أو شوق الفاعل إلى الفعل، إذا فعله كف الشوق، و حصل المراد(ابن رشد. تهافت التهافت.ص4). فهي بهذا المعنى العام صورة الفاعلية الشخصية. و لها عند الفلاسفة عدة معان، منها: نزوع النفس و ميلها إلى الفعل، بحيث يحملها عليه/ و هي أيضا القوة التي هي مبدأ النزوع، و تكون قبل الفعل...
*الاستلاب:اغتراب الإنسان عن ذاته من خلال ضياعه في واقع غريب عنه أو من خلال شعوره بالانفصام عن فاعليته أو عن منتوج عمله الذي سلب منه.
* الأنا:حقيقة الإنسان الثابتة و الحاملة لكل الحالات النفسية و الفكرية، كما يدل على الجانب الواعي في شخصية الإنسان. و للأنا في الفلسفة الحديثة عدة معان:1. المعنى النفسي و الأخلاقي: تشير كلمة"أنا" في الفلسفة التجريبية إلى الشعور الفردي الواقعي، فهي تطلق على موجود تنسب إليه جميع الأحوال الشعورية...2. المعنى الوجودي: و هو ما يدل على جوهر حقيقي ثابت يحمل الأعراض التي يتألف منها الشعور الواقعي..3. المعنى المنطقي: و هو ما يدل على المدرك من حيث أن وحدته و هويته شرطان ضروريان يتضمنهما تركيب المختلف الذي في الحدس، و ارتباط التصورات التي في الذهن، و هو الحقيقة الثايتة التي تعد أساسا للأحوال و التغيرات النفسية.
* إلتزام:التزم الشيء أو العمل، أوجبه على نفسه. و الملتزم هو الرجل الذي يوجب على نفسه أمرا لا يفارقه . و معنى الالتزام قريب من معنى الإخلاص و الصدق و الاستقامة. و منه العقل الملتزم و هو الذي يقر بوجوب وفائه بعهده و بضرورة محافظته على حق الأمانة في تأدية رسالته. و من شرط هذا الالتزام أن يكون له غاية اجتماعية أو خلقية و أن يكون مبنيا على مبدأ يقبله المرء بإرادته العاقلة.و هو فعل أو موقف يعبر الفرد من خلاله عن انخراطه في المجتمع و قضاياه. كما يعني تلك القيم و القواعد العقلية التي يقتنع بها الشخص و يعمل بها بدون إكراه خارجي.
* إلزام: ألزمه المال و العمل أو بالمال و العمل: أوجبه عليه. و للإلزام في اصطلاح الفلاسفة معنيان:1.و هو الرابطة الحقوقية التي بها يكون فعل الشيء أو عدم فعله واجبا على الشخص تجاه الآخر فهو إذن علاقة حقوقية بين شخصين يسمى أحدهما بموجبها دائنا و الآخر مدينا.2. الإلزام الخلقي و هو لا ينشأ عن عقد بل ينشأ عن طبيعة الإنسان من حيث هو قادر على الاختيار بين الخير و الشر. فما كان فعله أو عدم فعله ممكنا من الناحية المادية ثم وجب حكمه من الناحية الأخلاقية كان إلزاما، بمعنى أن الشخص لا يستطيع أن يتهاون في فعله أو عدم فعله من دون أن يعرض نفسه للخطأ و اللوم. و هو قاعدة أو علاقة تحد الفعل أو تمنعه ثم توجهه نحو ممارسة تستجيب لإكراهات خارجة عن الذات، مثل سلطة المجتمع. و بخلاف ما يعتقد، فإن الإلزام لا يتعارض بالضرورة مع الحرية، بل يمكن أن يكون شرطها. فقواعد أخلاقية عقلية يمكنها أن تمارس إكراها مشروعا.
* الإدراك:يدل الفظ على معنيين: إدراك حسي:1. معرفة مباشرة بواسطة الحواس.2.الوظيفة التي تسمح للفكر بتصور الأشياء و تمثلها.
* الإلهام:مصدر ألهم، و هو أن يلقي الله في نفس الإنسان أمرا يبعثه على فعل الشيء أو تلاكه و ذلك بلا اكتساب أو فكر و لا استفاضة. و قيل الإلهام ما وقع في القلب من العلم، و هو يدفع إلى العمل من غير استدلال و لا نظر.
* الإنصاف:أنصف الشيء أخذ نصفه. و أنصف بين خصمين: سوى بينهما و عاملهما بالعدل.و الإنصاف اصطلاحا هو الشعور التلقائي الصادق بما هو عدل أو جور... و الإنصاف،حقوقيا، التقيد بنص القانون لأنه عدل طبيعي، لا عدل شرعي، و هو أسمى من القانون الوضعي و أكثر مرونة منه.
* الانفعال:هو التأثر و قبول الأثر، و لكل فعل انفعال..و له عدة معان: 1.تغير في الحساسية ناشئ عن سبب خارجي..2.هو الشعور باللذة و الألم..3.ميل انتخابي أقل شدة و انتظاما من الهوى..4.هو مجموع الأحوال و النزعات الوجدانية..
ب
البيولوجي:البيولوجيا، علم الأحياء، علم يدرس الكائنات الحية أو الظواهر الحيوية ليتعرف على قوانينها، و هي الحياة النباتية و الحيوانية و الإنسانية. و يشير البيولوجي إلى معنى الوراثي، الطبيعي، الفطري.
* البرهان:عملية عقلية تؤسس حقيقة قضية تسمى نتيجة، انطلاقا من قضايا مبرهن عليها سلفا.
* البدائي:يطلق على مجموع الشعوب التي ليس لديها ثقافة مكتوبة.
* البداهة:في اللغة أول كل شيء. و اصطلاحا هي الوضوح التام الذي تتصف به المعرفة عند حصولها في الذهن ابتداء." هي المعرفة الحاصلة ابتداء في النفس لا بسبب الفكر". و البديهي هو الواضح بذاته و الذي لا يحتاج إلى دليل أو برهان. و البديهية قضية أولية صادقة بذاتها يجزم بها العقل من دون برهان. مثال: الكل أكبر من الجزء.. و الأشياء المتساوية لشيء واحد متساوية.. و لقد بين ديكارت أن البداهة معيار الحقيقة، و أن المعاني لا تكون بديهية إلا إذا كانت واضحة و متميزة.
* البرغماتية:اسم مشتق من اللفظ اليوناني براغما، و معناه العمل، و هي مذهب فلسفي يقر بأن العقل لا يبلغ غايته إلا إذا قاد صاحبه إلى العمل الناجع. و الفكرة الصحيحة هي الفكرة الناجحة..و لا يقاس صدق القضية إلا بنتائجها العملية. و البرغماتي هو المنسوب إلى البغماتية و معناه العملي أو النفعي. و البرغماتي أيضا هو الفيلسوف الذي يتعاطى البرغماتية علما أو تعليما.
* البراكسيس:لفظ مشتق من اليونانية، و معناه العمل أو الممارسة. و يطلق على النشاط الفيزيولوجي أو النفسي، المؤدي إلى حصول بعض النتائج، و ضده المعرفة أو النظر...
* البنية:في اللغة هي البنيان أو هيئة البناء. و البنية عند الفلاسفة ترتيب الأجزاء المختلفة التي يتألف منها الشيء.. و للبنية معنى خاص و هو إطلاقها على الكل المؤلف من الظواهر المتضامنة بحيث تكون كل ظاهرة منها تابعة للظواهر الأخرى و متعلقة بها.
ت. * التسامح :قبول الذات لقيم و معتقدات الغير، رغم تباينها و اختلافها عن نسق القيم التي ينتمي إليها الفرد، و ضد التسامح هو التعصب.
* التعريف:منطوق يحدد الخصائص التي تسمح بتعيين شيء أو كائن ما، و هو ما يحدد ماهيته و جوهره و حقيقته.
* التاريخ: مجموع الوقائع و الأحداث التي وقعت في الماضي، و التي تشكل الأساس الذي يقوم عليه الحاضر و يسمح باستشراف المستقبل. و هو علم يبحث في الوقائع و الحوادث الماضية. و تطلق كلمة التاريخ على العلم بما تعاقب على الشيء في الماضي من الأحوال المختلفة، سواء أكان ذلك الشيء ماديا أم معنويا كتاريخ الشعوب و تاريخ الأسرة و تاريخ العلم و تاريخ الفلسفة...
* التأمل:هو استعمال الفكر و هو مرادف للنظر و التفكير و التفحص و الدرس العميق. و التأمل هو استغراق الفكر في موضوع تفكيره إلى حد يجعله يغفل عن الأشياء الأخرى بل عن أحوال نفسه. و هو تفكير عميق و طويل في موضوع معين يحاول أن يستخرج جوانبه العامة
* التجرية:لهذا اللفظ عند الفلاسفة معنيان أحدهما عام و الآخر خاص. المعنى العام: التجربة هي الاختبار الذي يوسع الفكر و يغنيه. و الجرب هو الذي جربته الأمور و أحكمته. و في نظرية المعرفة: تعني المعارف التي يكتسبها العقل بتمرين ملكاته المختلفة باعتبارها مستمدة من العالم الخارجي. و المعنى الخاص: هي أن يلاحظ العالم ظواهر الطبيعة، في شروط معينة، يهيئها بنفسه، و يتصرف فيها بإرادته. و الغاية منها الوصول إلى قانون يعلل حوادث الطبيعة. و يقصد بها تحقيق نظرية أو فرضية أو توليد فكرة. و هي لحظة ضرورية في المنهج التجريبي.
* التجريد:لغة التعرية من الثياب و التشذيب.. و عند الفلاسفة هو انتزاع النفس عنصرا من عناصر الشيء و التفاتها إليه وحده دون غيره.مثال ذلك: أن العقل يجرد امتداد الجسم من كتلته مع أن هاتين الصفتين ى تنفكان عن الجسم في الوجود الخارجي. و التجريد يقابله التشخيص.
* التحليل:ضد التركيب.و هو إرجاع الكل إلى أجزائه.
* التربية:هي تبليغ الشيء إلى كماله أو هي كما يقول المحدثون، تنمية الوظائف النفسية بالتمرين حتى تبلغ كمالها شيئا فشيئا. و التربية و الوراثة متقابلتان، و الفرق بينهما أن ماهية الأولى التغير و ماهية الثانية الثبوت.
* التركيب:ضد التحليل. و هو تأليف الكل من الأجزاء.
* التصور:تصور الشيء تخيله. و تصور له الشيء صارت له عنده صورة. و التصور عند علماء النفس هو حصول صورة الشيء في العقل. و عند المناطقة هو إدراك الماهية من غير أن يحم عليها بنفي أو إثبات. و التصورات هي المعاني العامة المجردة.
* التفكير:فكر في الأمر تفكيرا أعمل العقل فيه. و فكر في المشكلة أعمل الروية فيها ليصل إلى حلها. و التفكير، عند معظم الفلاسفة، عمل عقلي عام يشمل التصور و التذكر و التخيل و الحكم و التأمل.. و يطلق على كل نشاط عقلي، و منه قول ديكارت:"أنا أفكر، إذن أنا موجود".
* التيوقراطي:لفظ يوناني مركب من لفظين، أحدهما:تيوس و معناه الله، و الآخر: كراتوس و معناه القوة أو السلطان. و يطلق على كل نظام سياسي مبني على سلطان إلهي تمثله السلطة الروحية.
ث:* الثقافة: مجموعة المعارف الذهنية المكتسبة بواسطة التربية. و تشير إلى مجموعة الإنتاجات الثقافية الخاصة بحضارة ما. و تشير أيضا إلى كل ما ينتجه الإنسان في مجتمع معين(=التقنية، الفن، العادات، المؤسسات...)، في مقابل كلمة الطبيعة التي تعني ما يوجد في استقلال عن التدخل الإنساني.
* الثورة:تغيير جوهري في أوضاع المجتمع لا تتبع فيه طرق دستورية. و الفرق بين الثورة و قلب نظام الحكم، أن الثورة يقوم بها الشعب، على حين أن قلب نظام الحكم يقوم به بعض رجال الدولة. و ثمة فرق آخر بين الأمرين، و هو أن هدف الثورة تغيير النظام السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.. و هدف الانقلاب مجرد إعادة توزيع السلطة السياسية بين هيئات الحكم المختلفة.
ج. * الجوهر:ما بذاته و هو موضوع حامل للأعراض.
* الجدال:هو المراء المتعلق بإظهار المذاهب و تقريرها. و قوامه استعمال الاستدلالات المموهة و الحجج السفسطائية، فلا غرو إذا قيل إن أصحاب هذا الفن يفندون كل شيء دون إثبات أي شيء.
* الجدل:ح. جدل جدلا اشتدت خصومته، و جادله مجادلة و جدالا ناقشه و خاصمه. و الجدل في اصطلاح المناطقة قياس مؤلف من مقدمات مشهورة، أو مسلمة، و الغرض منه إلزام الخصم و إفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان. و الجدل في الأصل فن الحوار و المناقشة.
و الجدل عند أفلاطون قسمان جدل صاعد و جدل هابط، فالصاعد يرفع الفكر من الإحساس إلى الظن و من الظن إلى العلم الاستدلالي و من العلم إلى العقل المحض. و الهابط هو النزول من أعلى المبادئ إلى أدناها و وسيلته القسمة.
أما أرسطو، فقد فرق بين الجدل و التحليل المنطقي، لأن موضوع التحليل المنطقي عنده هو البرهان، أعني الاستنتاج المبني على المقدمات الصحيحة، في حين أن موضوع الجدل هو الاستدلال المبني على الآراء الراجحة أو المحتملة.فالجدل إذن، وسط بين الأقاويل البرهانية و الأقاويل الخطابية.
و أما هيغل، فقد زعم أن الجدل هو التطور المنطقي الذي يوجب ائتلاف القضيتين المتناقضتين و اجتماعهما في قضية ثالثة.و لهذا التطور، الذي هو تطور الفكر و الوجود معا، ثلاثة أركان: القضية’، النقيض، التركيب. و جدل العبد و السيد هو التطور الذي يجعل السيد سيدا و العبد عبدا... و الجدلي هو الحركي أو التقدمي أو التطوري.
* الجشطلطية:لفظ ألماني معناه الشكل أو الصورة. و معنى الصورة هنا الصورة الخارجية من جهة، و البنية الباطنية و التنظيم الداخلي من جهة ثانية.
و الجشطلطية نظرية الأشكال و الصور(كوهلر، فرتهايمر، كوفكا..) و هي في الأصل نظرية نفسية تذهب إلى أن الظواهر النفسية وحدات كلية منظمة، لها من حيث هي كذلك، خصائص لا يمكن استنتاجها من مجموع خصائص الأجزاء. و معنى ذلك أن إدراك الكل متقدم على إدراك العناصر و الأجزاء، و أن خصائص كل جزء متوقفة على خصائص الكل.
* الجمهور:الجمهور من كل شيء معظمه، و من الناس أشرافهم و عظماؤهم. و الجمهور الشعب أو الجمع من الناس أو معظمهم.
و يطلق الجمهور في علم الاجتماع، على عدد كبير من الأفراد يؤلفون كتلة واحدة لاشتراكهم في بعض المصالح أو الأفكار أو العواطف. نقول جمهور العمال، و جمهور المالكين..
* الجوهر:كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به فهو جوهر. و جوهر كل شيء ما خلقت عليه جبلته... و قيل الجوهر هو الأصل أي أصل المركبات.
و يطلق الجوهر عند الفلاسفة على معان: منها الوجود القائم بنفسه حادثا كان أو قديما و يقابله العرض. و منها الذات القابلة لتوارد الصفات المتضادة عليها. و منها الماهية التي إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع. و منها الموجود الغني عن محل يحل فيه.
* الحق:قد نعني به القوانين التي يضعها مجتمع ما في مرحلة تاريخية معينة(=حق وضعي)، و قد نعني به القوانين الضرورية الثابتة التي تفرض نفسها على كل فكر(=حق طبيعي). و يتخذ طابعين: إما طابعا قانونيا(=إلزام)، و إما طابعا مطلبيا أو قيميا(=التزام).
* الحرية:استقلالية الذات فكريا و سلوكيا، و عدم خضوعها لأية إكراهات خارجية..
* الحوار:تبادل لفظي يحقق داخله الأفراد شكلا من التواصل الذي يسمح ببلوغ حقيقة مشتركة.
* الحدس:معرفة الذات بالموضوع بشكل مباشر من دون وساطة.
* الحاجة:...هي أن يكون الموجود على حال يفتقر فيها إلى ما هو ضروري لبلوغ غاية ما، سواء أكانت تلك الغاية داخلية أم خارجية، معلومة لديه أم مجهولة. مثال ذلك: حاجة النبت إلى الماء. و إذا كانت الغاية المراد بلوغها ذاتية، دلت الحاجة على ما يفتقر إليه الموجود من الوسائل الضرورية لبقائه و نموه، سواء كان حاصلا عليها بالفعل، كما في حاجة السمك إلى الماء، أم كان غير حاصل عليها بالفعل، كما في حاجة الفقير إلى المال.
أما في علم النفس فيطلق لفظ الحاجة على الشعور بالألم الناشئ عن الحرمان. و هذا الشعور مصحوب، في أكثر الأحوال، بتصور الغاية المقصودة، و تصور الوسائل المؤدية إليها.
و يتم التمييز بين الضرورة و الحاجة و الرغبة: الضرورةnecessite قانون طبيعي كاضطرار الحيوان إلى الغذاء، فإن حياته لا تقوم إلا به. أما الحاجة besoin فهي ظاهرة نفسية، لأن حاجة الإنسان إلى الغذاء هي شعوره بضرورته، و تتألف الحاجة من عنصرين يمكن فصلهما أو توحيدهما، و هما: 1.الألم الناشئ عن الشعور بالحرمان كالجوع و العطش، فإنهما إحساسان مؤلمان ناشئان عن ضرورة الغذاء للبدن.2.الميل إلى الفعل المزيل لذلك الألم. و معنى ذلك أن الإنسان قد يشعر بالحاجة إلى الطعام من غير أن يريده، و قد يقبل عليه من غير أن يكون مضطرا أو محتاجا إليه. أما الرغبة desir فهي نتيجة تصور و حكم، مثال ذلك أن قوام الرغبة في الأكل تصور الحاجة إليه، و الحكم بأن هذا الشيء و هذا الفعل صالحان لإرضاء تلك الحاجة.
* الحضارة:لغة، هي الإقامة في الحضر، بخلاف البداوة و هي الإقامة في البوادي. و للحضارة عند المحدثين معنيان، أحدهما موضوعي و الآخر ذاتي مجرد. أما المعنى الموضوعي فهو إطلاق لفظ الحضارة على جملة من مظاهر التقدم الأدبي و الغني و العلمي و التقني.. التي تنتقل من جيل إلى جيل في مجتمع واحد أو عدة مجتمعات متشابهة. أما الحضارة بالمعنى الذاتي المجرد فتطلق على مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني المقابلة لمرحلة الهمجية و التوحش...
* الحتمية:حتم بكذا حتما، قضى و حكم..و في الاصطلاح الفلسفي يدل على معاني عديدة منها:1. أن كل ظاهرة من ظواهر الطبيعة مقيدة بشروط توجب حدوثها اضطرارا أو هي مجموعة الشروط الضرورية لحدوث إحدى الظواهر...2. أن يكون للحوادث نظام معقول تترتب فيه العناصر على صورة يكون كل منها متعلقا بغيره، حتى إذا عرف ارتباط كل عنصر بغيره من العناصر أمكن التنبؤ به أو إحداثه أو رفعه..(لالاند).3.إن جميع حوادث العالم و بخاصة أفعال الإنسان مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا محكما. و هذا التصور يرى أن لهذا العالم نظاما كليا دائما لا يشذ عنه في الزمان و المكان شيءو أن كل شيء فيه ضروري و أنه من المحال أن يكون اطراد الأشياء ناشئا عن المصادفة و الاتفاق...
* الحجة:هي الاستدلال على صدق الدعوى أو كذبها، و هي مرادفة للدليل.
* الحد:لغة، المنع و الفصل بين شيئين. و منتهى كل شيء حده... و في الاصطلاح الفلسفي: هو القول الدال على ماهية الشيء و هو تعريف كامل أو تحليل تام لمفهوم اللفظ المراد تعريفه كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق...
خ. * خطاب:يدل على مجموعة من المنطوقات و الرسائل، كما يدل على التعبير اللفظي عن الفكر.
* الخرافة:لغة، الحديث المستملح الكذوب. و للخرافة اصطلاحا عدة معان:1.الاعتقاد أن بعض الأفعال أو بعض الألفاظ أو بعض الأعداد أو بعض المدركات الحسية تجلب السعادة أو الشقاء.2.كل اعتقاد باطل أو ضعيف.3.كل مبدأ أو مذهب مبالغ فيه بغير نظر و لا قياس..
* الخيال:الشخص و الطيف و صورة تمثال الشيء في المرآة، و ما تشبه لك في اليقظة و المنام من صور، و هو أيضا الظن و التوهم. و اصطلاحا، الصورة الباقية في النفس بعد غيبة المحسوس عنها. فإما أن تكون هذه الصورة تمثيلا لشيء خارجي مدرك بحاسة البصر كارتسام خيال الشيء في المرآة أو تمثيله بخطوط بيانية. و إماأن تكون تمثلا ذهنيا لشيء مدرك بحاسة البصر أو غيرها من الحواس...
د. * الدوغمائية:الإيمان بعقائد إثبات يقينيات قبل القيام بأي نقد.
* الدولة:تنظيم سياسي لجماعة ما على أرض محددة بهدف حماية القانون و تأمين النظام و ذلك عبر مجموعة من المؤسسات السياسية و العسكرية و القانونية و الإدارية... أي أنها جمع من الناس مستقرون في أرض معينة مستقلون وفق نظام خاص أو هي مجتمع منظم له حكومة مستقلة و شخصية معنوية تميزه عن غيره من المجتمعات المماثلة له. فالدولة إذن، هي الجسم السياسي و الحقوقي الذي ينظم حياة مجموعة من الأفراد يؤلفون أمة...
* الديمقراطية:لفظ مؤلف من لفظين يونانيين هما: ديموس و معناه الشعب، و كراتوس و معناه السيادة. فمعناه إذن، سيادة الشعب. نظام سياسي تكون فيه السيادة لجميع المواطنين لا لفرد أو لطبقة واحدة. و لهذا النظام ثلاثة أركان:1.سيادة الشعب.2.المساواة و العدل.3.الحرية الفردية و الكرامة الإنسانية.
* الدليل:هو الحجة و البرهان، و هو ما دل على صحة الدعوى.لغة هو المرشد و ما به الإرشاد و ما يستدل به.اصطلاحا، هو الذي يلزم من العلم به علم بشيء آخر، و غايته أن يتوصل العقل إلى التصديق اليقيني بما كان يشك في صحته...
ذ. * الذات: الذات النفس و الشخص، يقال ذات الشيء نفسه و عينه. الذات ما يقوم بنفسه. ويطلق على باطن الشيء و حقيقته. و يطلق على الماهية بمعنى ما به الشيء هو هو...الفكر باعتباره قدرة على بناء معرفة، في مقابل موضوع المعرفة.
* الذاكرة:هي القدرة على إحياء حالة شعورية مضت و انقضت مع العلم و التحقق أنها جزء من حياتنا الماضية. و هي القدرة التي تدرك بقاء ماضي الكائن الحي في حاضره.
* الذرة:في الأصل هي الجزء الفرد أو الجزء الذي لا يتجزأ(ديمقريطس..). و يطلق المحدثون لفظ الذرة على أصغر جزء من عنصر مادي ما، يصح أن يدخل في التفاعلات الكيماوية. و عند العلماء يدل على أجزاء فيزيائية محدودة و منفصلة لا تقبل الانقسام كالذرات الكهربائية(=الإلكترونات)، أو الكمية(=الكوانتا).
* الذهن:لغة الفهم و العقل.اصطلاحا قوة للنفس معدة لاكتساب الآراء أو قوة نفسانية يحصل بها التمييز بين الأمور الحسنة و القبيحة، بين الصواب و الخطأ. و يطلق الذهن في الفلسفة الحديثة على قوة الإدراك و التفكير من جهة ما هي مقابل للإحساس. و معنى ذلك أن الذهن هو العقل أو ملكة الفهم و قد يعبر عنه بالعقل تارة و بالنفس أخرى..

ر . الرأي:لغة الاعتقاد و العقل و التدبير. وقيل الرأي اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلية الظن. اصطلاحا حالة للنفس تقوم على اعتقادها صدق القضية مع التسليم بأنها قد تكون مخطئة في اتقادها. و الرأي العام هو الاعتقاد الجماعي أو الاعتقاد الذي يشترك فيه الجمهور. و هو لا يوجب أن يكون أصحابه شاعرين بما فيه من خطأ أو ضعف. و يسمى الكلام المطابق للظاهر أو للأشياء الشائعة(=الدوكسولوجيا) و معناه الرأي.
* الرغبة:رغب في الشيء حرص عليه و طمع فيه، و رغب الشيء و فيه أراده و منه الرغبة و هي النزوع التلقائي الداعي إلى غاية معلومة أو متخيلة. و تحت كل رغبة نزعة كما أن تحت كل إرادة رغبة. و الرغبة بمعنى ما مرادفة للشوق. و الرغبة مقابلة للإرادة لأن الإرادة تقتضي عدة شروط و هي:1.تنسيق النزعات.2.التفريق بين الذات المدركة و الشيء المدرك.3.الشعور بجدوى الفعل و إنتاجيته.4.التفكير في الوسائل المؤدية إلى تحقيق الغايات.
* الروح: ما به حياة الأنفس و هو اسم للنفس. و له اصطلاحا عدة معان: الريح المتردد في مخارق الإنسان و منافذه/مبدأ الحياة في البدن/مرادفة للنفس الفردية/الجوهر العاقل المدرك لذاته من حيث هي مبدأ التصورات و المدرك للأشياء الخارجية من جهة ما هي مقابلة للذات/الروح ما يقابل المادة/ و مقابل الطبيعة/و الروح مقابل للبدن/و روح الشيء نفسه..
ز . * الزمان:الوقت كثيره و قليله. وهو المدة الواقعة بين حادثتين أولاهما سابقة و ثانيتهما لاحقة.و من معاني الزمان في الفلسفة الحديثة أنه وسط لانهائي غير محدود، شبيه بالمكان، تجري فيه جميع الحوادث فيكون لكل منها تاريخ و يكون هو نفسه مدركا بالعقل إدراكا غير منقسم، سواء كان موجودا بنفسه كما ذهب إلى ذلك"نيوتن" و "كلارك"، أو كان موجودا في الذهن فقط كما ذهب إلى ذلك"ليبنتز". و الزمان عند بعض المحدثين هو التغير المتصل الذي يجعل الحاضر ماضيا..
س. * السلام:الحالة التي يسود فيها التعايش و التفاهم بين أفراد المجتمع الواحد أو بين الدول و الشعوب.
* السلوك:مجموع ردود أفعال الإنسان الخارجية و القابلة للملاحظة.
* السلطة:لغة القدرة و القوة على الشيء، و السلطان الذي يكون للإنسان على غيره. و هي مجموع الأجهزة و الأدوات و الآليات الاجتماعية التي تمارس السلطة و ذلك بالتحكم في واقع و مصير جماعة بشرية ما. كالسلطة السياسية و التربوية و الدينية و القضائية.. و السلطة الشرعية هي السلطة المعترف بها في القانون كسلطة الحاكم و الأب... و هي مختلفة عن القوة، لأن صاحب السلطة الشرعية يوحي بالاحترام و الثقة... في حين أن صاحب القوة يوحي بالخوف و الحذر..لذلك قيل إن سلطة الدولة في النظام الديمقراطي مستمدة من إرادة الشعب، لأن الغرض منها حفظ حقوق الناس، و صيانة مصالحهم لا تسخيرهم لإرادة مستبد ظالم. و من فرض سلطانه عل الناس بالقوة و لم يقلب قوته إلى حق لم يضمن بقاء سلطانه.
* السعادة:ضد الشقاء. و هي الرضا التام بما تناله النفس من الخير. و للفلاسفة آراء مختلفة: و هي الاستمتاع بالأهواء(=السوفسطائيون). إنها في اتباع الفضيلة(=أفلاطون). إنها في العمل و الجهد. أما أرسطو فإنه يوحد الخير الأسمى و السعادة...فأما المحدثون من الفلاسفة، فإنهم يوحدون بين سعادة الفرد و سعادة الكل. و السعادة حالة مثالية يقترب الإنسان منها بالتدريج دون بلوغها بالفعل. و هي منتهى ما يمكن أن يحققه الإنسان.
* السرمدي:السرمد في اللغة الدائم الذي لا ينقطع. و السرمدي هو المنسوب إلى السرمد، و هو ما لا أول له و لا آخر. و له طرفان: أحدهما دوام الوجود في الماضي و يسمى أزلا، و الآخر دوام الوجود في المستقبل و يسمى أبدا.
* السياسة:مصدر ساس و هي تنظيم أمور الدولة و تدبير شؤونها.. و موضوع علم السياسة عند قدماء الفلاسفة هو البحث في أنواع الدول و الحكومات و علاقتها ببعضها البعض و الكلام على المراتب المدنية و أحكامها و الاجتماعات الإنسانية الفاضلة و الرذيلة.. و علة زوالها و كيفية رعاية مصالح الخلق و عمارة المدن و غيرها..
* السيرورة:و هي عملية انتقال الشيء من حال إلى آخر بحكم الضرورة أو الصدفة. كما تدل على مجموع التحولات الداخلية للشيء و التي من شأنها أن تغير من طبيعته.
ش. * الشك:تعليق الحكم إما بشكل نهائي في إطار الشك المذهبي أو بشكل مؤقت يجعل الشك لحظة ضمن منهج يهدف إلى اكتشاف الحقيقة(ديكارت).
* الشخص:لغة هو الظهور و التعين. و عند "لالاند" يعني الشخص الطبيعي من حيث هو جسم و مظهر، و على الشخص المعنوي من حيث هو ذات واعية، و على الشخص القانوني من حيث إن له حقوق و عليه واجبات.
* الشخص:لغة كل جسم له ارتفاع و ظهور. و قد يراد بها الذات المخصوصة... و قد غلب إطلاقه .. على الإنسان أي على الموجود الذي يشعر بذاته و يدرك أفعاله و يسأل عنها و هو بهذا المعنى مقابل للشيء العيني الخيالي من العقل و الاختيار..
ص * الصدق:ضد الكذب، و هو مطابقة الكلام للواقع بحسب اعتقاد المتكلم. و معنى ذلك أن لصدق الخبر شرطين: أحدهما مطابقته للواقع، و الآخر مطابقته لاعتقاد المتكلم. و الصدق في القول مجانبة الكذب، و الصدق في الفعل إتيانه و عدم الانصراف عنه قبل إتمامه. و الصدق في النية العزم و الثبات حتى بلوغ الفعل. و الصدق في الذاكرة قوتها على الحفظ.
* الصورة:لغة الشكل و الصفة و النوع. و لها عدة معان: هي الشكل الهندسي/ و هي الصفة التي يكون عليها الشيء/ هي النوع/ و تطلق على ما به يحصل الشيء بالفعل/ و على ترتيب الأشكال و وضع بعضها مع بعض و اختلاف تركيبها/ ترتيب المعاني المجردة/ ما يجب أن يكون عليه الشيء حتى يكون مطابقا للشروط القانونية/ ما يرسمه المصور بالقلم أو آلة التصوير أو ارتسام خيال الشيء في المرآة أو في الذهن أو ذكرى الشيء المحسوس الغائب عن الحس/ و الصورة عند الفلاسفة مقابلة للمادة و هي ما يتميز به الشيء مطلقا فإذا كان في الخارج كانت صورته خارجية و إذا كانت في الذهن كانت صورته ذهنية..
* الصيرورة:انتقال الشيء من حالة إلى أخرى أو من زمان إلى آخر، و هي مرادفة للحركة و التغير من جهة كونها انتقالا من حالة إلى أخرى كالانتقال من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل.. و الشيء المتصف بالصيرورة نقيض الشيء المتصف بالسكون.
ض. الضرورة:لغة الحاجة و المشقة و الشدة التي لا تدفع. و عند الفلاسفة، اسم لما يتميز به الشيء من وجوب أو امتناع. الضرورة الإيجابية هي الوجود و الضرورة السلبية هي العدم.
ط.*الطبيعة:هي الوسط الفيزيائي، أو ما ينتمي بشكل خاص إلى كائن ما(=الماهية)، أو بمعنى ما يشير إلى ما هو فطري في مقابل المكتسب(=الثقافة).
و هي أيضا القدرة السارية في الأجسام التي بها يصل الموجود إلى كماله الطبيعي/ مبدأ أول لكل تغير ذاتي و ثبات ذاتي/ طبيعة الشيء ماهيته/ ما يتميز به الإنسان من صفات غطرية و هي ضد الصفات النكتسبة/ النظام أو القوانين المحيطة بظواهر العالم المادي/ الأشياء التي يكون حدوثها في مستقر العادة و هي مقابلة للأمور الخارقة للعادة/ عند الأطباء هي المزاج و هيئات الأعضاء و الحركات..
الطبع:هو الجبلة التي خلق عليها الإنسان أي مجموعة ما يتصف به من استعدادات خلقية و نفسية و يرادفه الخلق و الطبيعة و السجية. و يطلق الطبع في علم الحياة على مجموع ما يتميز به الكائن من صفات ذاتية. و قيل: الطبع هو كل هيئة يبلغ بها النوع كماله، فعلية كانت أو انفعالية و هو أعم من الطبيعة، لأن الشيء قد يكون عن الطبيعة و لا يكون طبعا، مثل الأصبع الزائد في اليد. و قيل أيضا: الطبع مبدأ الحركة مطلقا سواء كان مصحوبا بإرادة و علم أو غير مصحوب بها، و هو بهذا المعنى مرادف للطبيعة. و قيل أيضا: الطبع هو الصورة النوعية أو النفس. و الطبع ضد التطبع لأنه فطري و التطبع كسبي. الطبع هو الخلق و هو مجموع مظاهر السلوك و الشعور المكتسبة و الموروثة التي تميز فردا عن آخر.
* الطوباوية:لفظ معرب أصله"أوطوبيا" أو "يوطوبيا" و هو مؤلف من لفظين يونانيين: ""طوبوس" و معناه المكان، و "أو" و معناه ليس. فمعنى هذا اللفظ إذن، ما ليس في مكان و هو الخيالي أو المثالي. و يطلق لفظ الطوباوية أيضا على المثل العليا السياسية و الاجتماعية التي يتعذر تحقيقها لعدم بنائها على الواقع أو لبعدها عن طبيعة الإنسان و شروط حياته.
* العام:لغة الشامل. و يطلق على كل ما يتناول أفرادا متفقة الحدود على سبيل الشمول، و توصف به الألفاظ و القضايا و الأحكام. و له باعتبار شموله معنيان:1.هو الذي يتناول أغلب الحالات أو أكثر الألإراد و يصح فيه الاستثناء كقولنا إضراب عام أو تعبئة عامة..2.هو الذي يتناول كل الحالات أو جميع الأفراد و لا يصح فيه الاستثناء، مثل الإنسان فهو يدل على جميع أفراده...
* العدالة:لغة الاستقامة، و في الشريعة الاستقامة على طريق الحق و البعد عما هو محظور و رجحان العقل على الهوى. و في اصطلاح الفقهاء اجتناب الكبائر و عدم الإصرار على الصغائر... و العدالة مرادفة للعدل باعتباره مصدرا و هو الاعتدال و الاستقامة و الميل إلى الحق و هو الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط و التفريط(تعريف الجرجاني).. و العدالة عند الفلاسفة هي المبدأ المثالي أو الطبيعي أو الوضعي الذي يحدد معنى الحق و يوجب احترامه و تطبيقه.
* العدم:ضد الوجود، و هو مطلق أو إضافي، فالعدم المطلق هو الذي لا يضاف إلى شيء، و العدم الإضافي أو المقيد هو المضاف إلى شيء، قولنا: عدم الأمن...
ع. * العقد:اتفاق متخيل من طرف بعض المفكرين السياسيين لتأسيس الحق على التراضي بين الإرادات الفردية لبناء المجتمع أو السلطة السياسية، و قد اعتبره بعض الفلاسفة اتفاقا متخيلا أو فرضية تفسيرية لنشأة المجتمع أو السلطة.

* العقل: لغة الحجر و النهى، و قد سمي بذلك تشبيها بعقل الناقة لأنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل كما يمنع العقال الناقة من الشرودملكة الحكم و التمييز بين الصحيح و الخاطئ، بين الخير و الشر، و هو كل ما يوجد في الفكر، و ليس مأخوذا من التجربة و الحواس(كانط).
* العقلانية:مذهب يرى بأن مصدر المعرفة هو العقل و ليس التجربة.
* العلم: هو الإدراك مطلقا تصورا كان أو تصديقا، يقينيا كان أو غير يقيني. و قد يطلق على التعقل أو على حصول صورة الشيء في الذهن أو على إدراك الكلي مفهوما كان أو حكما أو على الاعتقاد الجازم المطابق للواقع أو على إدراك الشيء على ما هو به أو على إدراك حقائق الأشياء و عللها أو على إدراك المسائل عن دليل أو على الملكة الحاصلة عن إدراك تلك المسائل.و هو مجموع المعارف الدقيقة و المتخصصة حول موضوع محدد، و التي تهدف إلى اكتشاف قوانينه(=قوانين الطبيعة...)، و العلم يقابله الرأي.
* العنصر:لغة الأصل و الجنس. و جمعه عناصر. و هي مرادفة للأمهات و الموارد و الأركان و الأسطقسات. قال ابن سينا: "العنصر اسم للأصل الأول في الموضوعات...". و قال الخوارزمي: " الأسطقس(=العنصر) هو الشيء البسيط الذي منه يتركب المركب." و العنصر في المنطق أحد أفراد النوع أو الصنف، و معنى ذلك كله أن عناصر الأشياء أجزاؤها البسيطة، و عناصر اللغة ألفاظها و عناصر المعرفة مبادئها و عناصر المثاث خطوطه و زواياه و عناصر المجتمع أفراده...
* العرق:مجموع الصفات و الخصائص الوراثية المشتركة و المميزة لمجموعة حيوانية أو بشرية داخل نوع حيواني أو النوع البشري.
* العنف: مضاد للرفق و مرادف للشدة و القسوة. فكل فعل شديد و يكون مفروضا عليه من خارج فهو بمعنى ما فعل عنيف.اللجوء إلى القوة من أجل إخضاع أحد من الناس ضد إرادته. ممارسة القوة ضد القانون. و جملة القول أن العنف هو استخدام القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون.
غ. * الغريزة:سلوك متنقل بالوراثة و هو فطري، فالنشاط الغريزي يحقق غايات دون تربية أم تعلم.
* الغاية:ما لأجله وجود الشيء و تطلق على الحد النهائي الذي يقف العقل عنده و على التمام أو الكمال المقصود تحقيقه و المصير المراد بلوغه، و قد تطلق كذلك على الغرض و يسمى علة غائية و هي ما لأجله إقدام الفاعل على الفعل، و هي ثابتة لكل فاعل يفعل بالقصد و الاختيار.
ف. * الفطري:هو المعطى البيولوجي الكامن في الإنسان منذ الولادة أو ما هو موجود بشكل طبيعي. و الفطري يقابل المكتسب الذي ينتقل إلى الكائن بواسطة التربية و التنشئة الاجتماعية. و هي الجبلة التي يكون عليها كل موجود في أول خلقه.
* الفكر: إعمال العقل في الأشياء للوصول إلى معرفتها. و يطلق بالمعنى العام على كل ظاهرة من ظواهر الحياة العقلية. و هو مرادف للنظر العقلي و التأمل... و هو أيضا ملكة أو قدرة التفكير أو مجموع الأفكار و الآراء التي يتضمنها الذهن..
* الفاعلية:هي النشاط أو الممارسة أو استخدام الطاقة. نقول: فاعلية الفكر نشاطه.
* الفضيلة:خلاف الرذيلة، و هي مشتقة من الفضل و معناه لغة الزيادة على الحاجة أو الإحسان ابتداء بلا علة أو ما بقي من الشيء. و فضيلة الشيء مزيته أو وظيفته التي قصدت منه أو كماله الخاص به. و الفضيلة في علم الأخلاق هي الاستعداد الدائم لسلوك طريق الخير أو مطابقة الأفعال الإرادية للقانون الأخلاقي أو مجموع قواعد السلوك المعترف بقيمتها.
* الفرضية:فكرة أو قضية يأخذ بها الباحث في بداية برهانه على إحدى المسائل. و تطلق في الرياضيات على الأوليات و المسلمات التي يستند إليها العالم في البرهان على إحدى القضايا. أما في العلوم التجريبية، فهي تفسير مؤقت لحوادث الطبيعة، ينقلب بعد الاختبار التجريبي إلأى تفسير نهائي، و هي خطوة تمهيدية للقانون العلمي، توضع في البداية على سبيل الظن و التخمين، فإن أيدتها التجربة انقلبت إلى قانون، و إن كذبتها حاول العالم استبدالها حتى يصل إلى الفرضية التي تفسر الواقعة تفسيرا صحيحا.
* الفكرة:هي التصور الذهني أو هي حصول صورة الشيء في الذهن و يرادفها المعنىن لأن المعنى هو الصورة الذهنية من حيث أنه وضع بإزائها اللفظ(تعريفات الجرجاني).
* الفلسفة:هذا اللفظ مشتق من اليونانية و أصله(فيلا-صوفيا) و معناه محبة الحكمة. و يطلق على العلم بحقائق الأشياء و العمل بما هو أصلح. و كانت الفلسفة عند القدماء مشتملة على جميع العلوم و هي قسمان: نظري و عملي، أما النظري فينقسم إلى العلم الإلهي و هو العلم الأعلى، و العلم الرياضي و هو العلم الأوسط، و العلم الطبيعي و هو العلم الأسفل. و أما العملي فينقسم إلى ثلاثة أقسام أيضا، أولها سياسة الرجل نفسه و يسمى بعلم الأخلاق، و الثاني سياسة الرجل أهله و يسمى بتدبير المنزل، و الثالث سياسة المدينة و الأمة و الملك...
* الفن:بالمعنى العام جملة من القواعد المتبعة لتحصيل غاية معينة جمالا (=الفن الجميل) كانت أو خيرا(=فن الأخلاق) أو منفعة(=فن الصناعة). أما الفن بالمعنى الخاص فيطلق على جملة الوسائل التي يستعملها الإنسان لإثارة الشعور بالجمال كالتصوير و النحت و النقش و العمارة و الشعر و الموسيقى...و تسمى بالفنون الجميلة.
ق. *القبلي:يشير إلى معرفة مستقلة عن التجربة، في مقابل المعرفة البعدية التي تستند على التجربة أي على واقعة ملاحظة.
* القاعدة:في المجال المنطقي و الأخلاقي و الجمالي.. تعني قضية ثابتة ترسم الطريق الواجب اتباعه.
* القيم:ما هو مقبول و يشكل مطلبا للوعي(=الخير، الحق، الجمال).
* القديم:لغة ما مضى على وجوده زمن طويل. و يطلق في الفلسفة..على الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء، و يرادفه الأول.* القانون: النظام، الشريعة، الأصل، الناموس. و له اصطلاحا عدة معان:1.مجموع القواعد العامة المفروضة على الإنسان من خارج اتنظيم شؤون حياته.2.القاعدة الإلزامية التي تعبر عن طبيعة الموجود المثالية أو عن طبيعة إحدى الوظائف..3.القانون العلمي هو الصيغة التي تعبر عن لاقات ثابتة بين ظواهر الأشياء.4.و قوانين الفكر هي المبادئ الأساسية التي لابد للعقل من اتباعها حتى يكون استدلاله صحيحا....كل علاقة يمكن استنباطها من الوقائع التي تخضع لنوع من النظام، و القانون إما نظري حين يكون على صورة حكم مستنبط، و إما تاريخي يلخص سيرورة تقع حسب نظام محدد.
* القيمة : قيمة الشيء لغة قدره، و قيمة المتاع ثمنه. و القيمة مرادفة للثمن، إلا أن الثمن قد يكون مساويا للقيمة أو زائدا عليه أو ناقصاعنها. و قيمة الشيء من الناحية الذاتية هي الصفة

الزنقب 03-08-2014 12:11 AM

القديم:لغة ما مضى على وجوده زمان طويل. و يطلق في الفلسفة..على الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء. و يرادفه الأول.
* القياس:التقدير. قاس الشيء إذا قدره. و يستعمل أيضا في التشبيه أي في تشبيه الشيء بالشيء. يقال هذا قياس ذاك إذا كان بينهما تشابه. و القياس اللغوي رد الشيءإلى نظيره. و القياس الفقهي حمل فرع على أصله لعلة مشتركة بينهما. و القياس المنطقي"قول مؤلف من أقوال إذا وضعت لزم عنها بذاتها، لا بالعرض، قول آخر غيرها اضطرارا".
ك. * الكبت:اصطلاح نفسي حديث مشتق من كبت الغيظ. اصطلاحا العملية النفسية اللاشعورية التي يقصي بها المرء بعض تصوراته و عواطفه المؤلمة و رغباته المحرمة عن ساحة الشعور الواضح ليخفيها في العقل الباطن أي في اللاشعور. و تتم هذه العملية بغير إرادة أو تتم في أكثر الأحيان بغير علم.
* الكثرة:ضد الوحدة.و اللفظان متقابلان و متضايفان لأنك لا تفهم أحدهما دون نسبته إلى تلآخر. و الكثرة إذن، صفة الشيء المركب من وحدات مختلفة، فإذا كانت هذه الوحدات قابلة للإحصاء كانت الكثرة متناهية، و إذا كانت غير قابلة للإحصاء كانت الكثرة غير متناهية.
* الكل:لغة اسم لمجموع أجزاء الشيء و هو يفيد الاستغراق لأفراد ما يضاف إليه أو أجزائه، نحو كل امرئ بما كسب رهين. و الكل مقابل للجزء. و الكل يتقوم بالأجزاء كتقوم الماء بالهيدروجين و الأوكسيجين. و الكل يقال على جملة العالم من جهة ما هو واحد و مشتمل على كل ما هو موجود في الزمان و المكان (ابن سينا).
* الكلي:هو المنسوب إلى الكل و يرادفه العام.نقول: العلم الكلي أي العلم الشامل لكل شيء.. و الكلي عند المناطقة هو الشامل لجميع الأفراد الداخلين في صنف معين أو هو المفهوم الذي لا يمنع تصوره من أن يشترك فيه كثيرون. و بالجملة الكلي هو اللفظ الذي لا يمنع مفهومه ان يشترك في معناه كثيرون، فإن امتنع من ذلك شيء فهو غير نفس مفهومه.
* الكم:في الرياضيات هو المقدار، و هو ما يقبل القياس، و قيل إنه الذي يمكن أن يوجد فيه شيء يكون واحدا عادا له سواء كان موجودا بالفعل أو موجودا بالقوة، و قيل إنه عرض يقيل لذاته القسمة و المساواة و اللامساواة و الزيادة و النقصان.
* الكمال:مصدر كمل، و هو حال الكامل، و يطلق على ما يكمل به النوع في ذاته أو في صفاته. فالذي يكمل به النوع في ذاته يسمى بالكمال الأول لتقدمه على النوع. و الذي يكمل به النوع في صفاته يسمى بالكمال الثاني، و هو يشمل العوارض التي تلحق الشيء بعد تقومه، كالعلم و سائر الفضائل. و معنى ذلك أن الكمال الأول تتوقف عليه الذات، في حين أن الكمال الثاني يتوقف على الذات. و جملة القول إن الكمال هو ما يتم به وجود الشيء و تتحقق به طبيعته، و هو مرادف للوجود...
ل. * اللاهوت: اللاهوت: الخالق، و الناسوت: المخلوق، و ربما يطلق الأول على الروح و الثاني على البدن، و ربما يطلق الأول أيضا على العالم العلوي و الثاني على الالم السفلي، و على السبب و المسبب، و على الجن و الإنس. و علم اللاهوت هو العلم الذي يبحث في الله و صفاته و علاقته بالعالم و الإنسان...
* اللذة: مقابل للألم، و هما بديهيان، أي من الكيفيات النفسانية الأولية، فلا يعرفان، بل تذكر خواصهما و شروطهما و أسبابهما، دفعا للالتباس اللفظي.
* اللغة:مجموع من الأصوات المفيدة، و هي"ما يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(الجرجاني)...
* اللفظ:لغة مصدر لفظ، و معناه رمى. نقول: لفظ الشيء رمى به و طرحه.و اصطلاحا صوت أو عدة أصوات ذات مقاطع تعبر عما في النفس.. و هو إما مفرد(=الإنسان) و إما مركب(=الإنسان يمشي)..
* الليبيدو:اسم مشتق من اللفظ اللاتيني(libet)، و معناه اشتهى الشيء أو رغب فيه، و يطلق على الرغبة و لاسيما الرغبة الجنسية أو الحسية، و قد استعار فرويد هذا الفظ لإطلاقه على الغريزة الجنسية، من جهة ما هي طاقة حيوية مشتملة على مجموع الحياة الوجدانية.
م. الميتافيزيقا:ما بعد الطبيعة:يطلق على البعيد عن المألوف، أو على المجاوز لحدود التجربة، أو على المتعلق بحقائق الأشياء لا بظواهرها، أو على المشتمل على درجة عالية من التجريد و التركيب
* الماهية:لفظ منسوب إلى ما ،و هي ما به يجاب عن السؤال بما هو أو هي ما به الشيء هو هو. و تطلق غالبا على الأمر المتعقل مثل المتعقل من الإنسان، و هو الحيوان الناطق.. و الماهية عند أرسطو هي مطلب ما هو، كسؤالك: ما الإنسان؟
* المبدأ:اسم ظرف من البدء، و يطلق على السبب ماديا كان أو صوريا أو غائيا. و مبدأ الشيء أوله، و مادته التي يتكون منها..
*المجتمع:لغة موضع الاجتماع. و اصطلاحا الجماعة من الأفراد يجمعهم غرض واحد، أو الاجتماع الإنساني من جهة ما هو ذو صفات متميزة عن صفات الأفراد. و الاجتماع الإنساني ضروري... و يطلق لفظ المجتمع على المجموع من الأفراد تؤلف بينهم روابط واحدة، تثبتها الأوضاع و المؤسسات الاجتماعية و يكفلها القانون أو الرأي العام، بحيث لا يستطيع الفرد مخالفتها أو ينحرف عنها، إلا إذا عرض نفسه للعقاب أو السخط أة اللوم، كأن للأحوال الاجتماعية سلطانا على الفرد، فلا يكاد يحدث نفسه بمخالفة و لا يختلج في ضميره انحراف إلا و الناس منكرون عليه ذلك. و يطلق لفظ المجتمع على الاجتماع في الأسرة أو القرية أو القبيلة أو المدينة أو المعمورة. نقول المجتمع القروي أو القبلي أو المدني...
* المجرد:اسم مفعول من التجريد. و معنى التجريد أن يعزل الذهن عنصرا من عناصر التصور و يلاحظه وحده دون النظر إلى العناصر المشاركة له في الوجود. فالمجرد إذن هو الصفة أو العلاقة التي عزلت عزلا ذهنيا و يقابله المشخص أو المحسوس...
* المذهب:الطريقة و المعتقد الذي تذهب إليه. و المذهب عند الفلاسقة مجموعة من الآراء و النظريات الفلسفية ارتبطت بعضها ببعض ارتباطا منطقيا حتى صار ذات وحدة عضوية منسقة و متماسكة.
* المساواة:اتفاق الشيئين في الكمية، كما أن المشابهة اتفاقهما في الكيفية... و المساواة في علم الأخلاق هي المبدأ المثالي الذي يقرر أن الإنسان مساو لأخيه الإنسان في الحق و الكرامة، و لهذه المساواة ضربان: المساواة المدنية و المساواة السياسية.
* المطلق:مقابل المقيد، و له عدة معان:1.التام أو الكامل المتعري عن كل قيد أو حصر أو استثناء، كالضرورة المطلقة و الخير المطلق...2. و هو مرادف للقبلي، مثال ذلك قول بعض الفلاسفة: إن الحقائق المطلقة هي الحقائق القبلية التي لا يستمدها العقل من الإحساس و التجربة...3.في علم ما بعد الطبيعة اسم للشيء الذي لا يتوقف تصوره أو وجوده على شيء آخر غيره، لأنه علة وجود نفسه.4. و هو التام و الكامل و الثابت و الكلي و هو مقابل النسبي...
* المعيار:عند المناطقة، نموذج مشخص أو مقياس مجرد، لما ينبغي أن يكون عليه الشيء... و في الأخلاق هو النموذج المثالي الذي تقاس به معاني الخير، و في علم الجمال هو مقياس الحكم على الإنتاج الفني، و في المنطق هو قاعدة الاستنتاج الصحيح، و في نظرية القيم هو مقياس الحكم على قيم الأشياء.
* المكتسب:ما يضاف إلى طبيعة الفرد بطريق النشاط التلقائي أو التجربة و التدريب و التعلم...، و هو مقابل الفطري و الوراثي و الأولي.
* الملاحظة:تطلق على ما يحكم فيه الحواس، سواء كان ذلك الحس من الحواس الظاهرة أو الباطنة، و هي إحدى صور المعرفة التجريبية. و هي مشاهدة الظواهر على ما هي عليه دون تبديل أو تغيير. و تشكل العملية الأولى في المنهج التجريبي.
* الملكة:صفة راسخة في النفس أو استعداد عقلي خاص لتناول أعمال معينة بحذق و مهارة، مثل الملكة اللغوية.. و يرادفها القوة و القدرة و الاستعداد الدائم...
* الممارسة:هي المداومة و كثرة الاشتغال بالشيء. و هي النشاط الدائم الذي توضع به مبادئ العلم أو الفن موضع التنفيذ. و الممارسو مرادفة للنشاط العملي و مقابلة للعلم النظري.
* المنطق:لغة الكلام، و عند الفلاسفة:1.آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن من الخطأ في الفكر(الجرجاني).2.علم بقوانين تفيد معرفة طرق الانتقال من المعلومات إلى المجهولات و شرائطها، بحيث لا يعرض الغلط في الفكر(التهانوي).3.قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود المعرفة للماهيات و الحجج المفيدة للتصديقات(ابن خلدون)
* المواضعة:هي الموافقة، و هي ما يتعارف عليه في أخلاقهم و عاداتهم و معاملاتهم و يرادفها الاتفاق. و هي أيضا ما يتواضع عليه العلماء من المقاييس و ما يؤصلونه من المبادئ. و المتواضع عليه هو الاتفاقي و المتفق عليه و الموافق.
ن. * النرجسية:اسم مشتق من "نرجس" و هو عند اليونان اسم فتى أسطوري جميل الصورة، أعجب بجمال صورته المنعكسة على صفحة الماء فعشقها و أراد أن يعانقها فغرق فحولته الآلهة إلى الزهرة المعروفة بهذا الاسم. و يطلق هذا اللفظ على الشذوذ الجنسي الذي يجعل المرء غارقا في عضق ذاته.
* النسبي:مقابل المطلق. و هو ما يتوقف وجوده على غيره. و جملة القول: إن النسبي هو المتعلق بغيره من حيث هو غيره أو هو المنسوب إلى المدرك من حيث هو مدرك أو هو ما تتألف منه العلاقات أو يتألف منها.
* النظرية:قضية تثبت بالبرهان و هي عند الفلاسفة تركيب عقلي مؤلف من تصورات منسقة، تهدف إلى ربط النتائج بالمبادئ. و تقابلها الممارسة العملية. و هي تركيب عقلي واسع، يهدف إلى تفسير عدد كبير من الظواهر، و يقبله أكثر العلماء في وقته من جهة ما هو فرضية قريبة من الحقيقة، مثال ذلك نظرية الذرة.
* النفس:اسم النفس يقع بالاشتراك على معان كثيرة، مثل الجسد و الدم و شخص الإنسان و ذات الشيء و العظمة و العزة و الهمة و الأنفة و الأرادة. و وصف النفس على حقيقتها صعب جدا، و الدليل على ذلك أن لها عند الفلاسفة تعريفات مختلفة... و النفس مبدأ الحياة أو مبدأ الفكر أو هما معا. و هي حقيقة متميزة عن البدن و إن كانت متصلة به. و النفس مبدأ الأخلاق، لأنه لا وجدان و لا إرادة و لا عزم لمن لا نفس له. و النفس و الروح لفظان مترادفان، إل أن هناك من الفلاسفة من يفرق بينهما. و مهما يكن من أمر فإن النفس اصطلاحا مرادفة للروح و مقابلة للمادة، فالنفس هي الروح، و الروح هي النفس أو ما به حياة النفس.
ه. * الهستيريا:استعداد نفسي خاص بنيوي دائم أو عرضي زائل مصحوب بأعراض جسمية و نفسية خاصة. من هذه الأعراض فقدان الحساسية اللمسية أو ازديادها أو نقصانها أو انحرافها و العمى و الصمم و فقدان حاسة الشم و حاسة الذوق و الشلل الوظيفي و التشنج و خفقان القلب..و فقدان الذاكرة و الهلوسة...
* الهلوسة:إدراك صور يظنها المدرك حقائق خارجية مع أنها غير موجودة في الواقع..
* الهوس:طرف من الجنون و يرادف المس. و يطلق على حالات متقطعة من ضياع العقل، مصحوبة بالتأثير الشديد و الاندفاع العنيف و سرعة الانتقال من موضوع إللى موضوع، تبعث على الوهن و الانحطاط تارة و على الانبساط و ازدياد النشاط الحركي أو تبعث على التنقل من طرف إلى آخر...
* الهوية:اسم مرادف لاسم الوحدة و الوجود... و للهوية عدة معان:1.تطلق على الشيء من جهة ما هو واحد، و تسمى هذه الهوية بالهوية العددية.2.و تطلق على الشخص إذا ظل هذا الشخص ذاتا واحدة رغم التغيرات التي تطرأ عليه في مختلف أوقات وجوده، و تسمى بالهوية الشخصية.3.صفة موضوعين من موضوعات الفكر إذا كانا رغم اختلافهما في الزمان و المكان متشابهين في كيفيات واحدة، و تسمى هذه الهوية بالهوية الكيفية أو الهوة النوعية.4.علاقة منطقية بين شيئين متحدين كالهوية الرياضية...
* الهيولى:لفظ يوناني بمعنى الأصل و المادة، و في الاصطلاح هي جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك من الاتصال و الانفصال، محل للصورتين الجسمية و النوعية(الجرجاني)
و. * الواجب:ما تقتضي ذاته وجوده اقتضاء تاما أو ما يستغني في وجوده الفعلي عن غيره. و هو مرادف للضروري... و الوجوب مصدر وجب و هو ضرورة اقتضاء الذات عينها و تحققها في الخارج، و يطلق على ما يجب فعله و يمتنع تركه أو على ما يكون فعله أولى من تركه. و الواجب بوجه عام هو الإلزام الأخلاقي الذي يؤدي تركه إلى مفسدة. و الواجب بوجه خاص قاعدة عملية معينة أو إلزام محدد يتعلق بموقف إنساني معين كواجب الموظف في أداء عمله..
* الوثوقية:أو القطعية أو الاعتقادية، مذهب من يثق بالعقل و يؤمن بقدرته على إدراك الحقيقة و الوصول إلى اليقين، و هي مقابلة للريبية.. و قد قيل: إن الفلاسفة الوثوقيين هم الذين يثبتون وجود الحقائق الكلية، و تكون أحكامهم على الأشياء بالإيجاب أو السلب أحكاما مطلقة.
* الوجودية: بالمعنى العام إبراز قيمة الوجود الفردي، و هي مذهب له خصائص عامة، منها القول بوجوب الرجوع إلى الوجود الواقعي... و الوجودية بالمعنى الخاص هي المذهب الذي عرضه ج.ب.سارتر في كتابه"الوجود و العدم" و نشره في الجمهور بواسطة مسرحياته و رواياته و مقالاته. و خلاصة هذا المذهب أن الوجود متقدم على الماهية، و أن الإنسان مطلق الحرية في الاختيار، يصنع نفسه بنفسه، و يملأ الوجود على النحو الذي يلائمه...
* الوجود: مقابل العدم. إن الوجود هو الحقيقة الواقعية الدائمة أو الحقيقة التي نعيش فيها، و هو بهذا المعنى مقابل للحقيقة المجردة و النظرية. و قد يراد بالوجود مصدر وجد أو كان فيكون معناه الوجود الحقيقي أو الواقعي، و قد يراد به معنى أعم من ذلك فيطلق على وجود الشيء في ذاته أو على وجود الشيء بالشيء أو للشيء...
* علم الوجود:أو الأنطولوجيا، قسم من الفلسفة، يبحث في الموجود في ذاته مستقل عن أحواله و ظواهره، أو هو علم الموجود من حيث هو موجود(أرسطو).
* الوهم:كل خطأ في الإدراك أو الحكم أو الاستدلال، شريطة أن يظن أنه خطأ طبيعي، و أن وقوع المرء فيه ناشئ عن انخداعه بالظواهر. نقول: أوهام الحواس...
ي. * اليقين:هو الاعتقاد الجازم المطابق الثابت،

الزنقب 03-08-2014 12:19 AM

الشخــــــــــــص

* مفهوم الشخص: في اللغة العربية يفيد الظهور و الارتفاع، و في الفرنسية personne من اللاتينية persona
، القناع الذي كان يضعه الممثل على وجهه لأداء دور على خشبة المسرح. إن هذا اللفظ يحمل مفارقة، فهو من جهة ، القناع الذي يختفي وراءه الإنسان لأداء دور لم يختره، و هذا ما يفيد التقنع و الابتعاد عن الواقع، و من جهة أخرى، يشير إلى ما هو جوهري في الإنسان، بوصفه ذاتا أخلاقية و حقوقية أي بوصفه فردا واعيا، مسؤولا، قادرا و حرا.
* تساؤلات:+ هل نعرف الشخص من خلال جسده و صورته الجمالية أم من خلال قدراته العقلية أم من خلال ملامحه النفسية و الوجدانية أم أنه مفهوم مجرد لا يمكن تحويله إلى موضوع؟ + ما الذي يجعل الشخص يشعر بهويته و وحدته مع ذاته؟ + و ما أوجه العلاقة بين مفهومي الشخص و الهوية الذاتية؟ + و بأي معنى يعتبر الشخص قيمة في ذاته؟ + و أية قيمة يمكن إضفاؤها على الشخص و ذلك بوصفه تعبيرا عن ذات أخلاقية و حقوقية؟ + و ما حدود حرية الشخص؟ + أي ما طبيعة الإكراهات التي تحول دون أن يحقق الشخص حريته على شكل مشروع؟ + هل الشخص هو ذات حرة أم نتاج حتميات؟
الشخـــــص و الهويــــــــة:
+ ما الذي يكون هوية الشخص؟ + و على ماذا تتأسس هوية الشخص؟
أ. الموقف العقلاني: ديكارت: الفكر كأساس لهوية الشخص: بالرجوع إلى قولة سقراط: " أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك"، فقد حاول أن يبين أن الذات قادرة على تحقيق معرفة ذاتية بذاتها دون حاجة إلى الغير. أي أن الشخص قادر على تكوين معرفة ذاتية حول ذاته و تصرفاته و أفعاله... كما حاول ديكارت، فيما بعد، أن يؤسس لمفهوم الشخص من خلال حقيقة الكوجيتو: " أنا أفكر إذن أنا موجود"، و ذلك ما يبين أن هوية الشخص، في تصوره، قابلة للتحديد في كينونته الواعية المفكرة.
لقد اعتمد ديكارت الشك المنهجي لبلوغ الحقيقة، و هكذا شك في كل شيء، لكنه لم يستطع أن يشك في أنه يفكر، أي ذاته (أنا) مفكرة واعية. كما تساءل: ما معنى أنا شيء مفكر؟ أي أنه ذات تشك و تفهم و تتصور و تتخيل و تثبت و تنفي... و تعتبر هذه الأفعال كلها من خصائص الأنا، بحيث لا يمكن تصور الشخص بدونها، و هي التي تميز الإنسان عن سائر الموجودات الأخرى. من هنا نرى أن ديكارت قد اعتبر أن الذات أو الشخص أساس المعرفة اليقينية و أساس التمييز بين الصواب و الخطأ، بين الخير و الشر، و هي ذات حرة و مستقلة، و مادامت الذات عاقلة، فإن دورها لا يقف عند تحقيق المعرفة، و إنما كذلك في إثبات وجود الذات. و إذا أفعلا الأنا متعددة و مختلفة، فإنها مع ذلك تصدر عن نفس الجوهر المفكر، الذي يمثل صورة الشخص و جوهره و ما هو ثابت فيه.
لقد استبعد ديكارت الجسم و خصائصه، باعتبارها خصائص عرضية، لأنها متحولة و متغيرة و زائلة، كما اعتبر أنه يمكن أن يوجد حتى و لو افترضنا أن لابدن له، و حتى و لو كان دائما نائما..
إذن، يمثل الوعي، في نظره، الصفة تامميزة للإنسان و العنصر الحاسم في تصوره لمفهوم الشخص، و تكمن وظيفته في كونه يمكننا من الإدراك الفوري للذات المفكرة. حيث يرى ديكارت أن أكثر الأشياء وضوحا في هذا العالم، هي الأفكار، و تنطوي تأملاته على مصادرة صريحة إلى هذا الحد، مفادها أن هناك نوعا من النشاط المعرفي الذي يجعلنا على اتصال بتفكيرنا و يمكننا من التعرف عليه و الإحاطة به و التحكم فيه، و بذلك تنكشف لنا طبيعة الفكر و طبيعة الذات المفكرة. و قد أصبح الوعي عند ديكارت، مرادفا لمفهوم الحرية، و ذلك لأن الوعي يوجد في استقلال عن الجسد و لا يتأثر بالعوامل البيولوجية و لا بعوامل المحيط الخارجي. و يعتبر الوعي بالذات، في نظره، أكثر الأشياء وضوحا. فقد شك في البدن و في العالم، أما الشيء الوحيد الذي لا يطاله الشك هو الوعي بالذات، باعتباره ذاتا مفكرة. فإذا كنت أشك فإن معنى ذلك أني أفكر، و إذا كنت أفكر فإنني موجود. يمثل التفكير إذن، قوام وجودي. هذه الفكرة بديهية، و كذلك تعتبر الأفكار المتضمنة في الذات المفكرة، أكثر الأشياء وضوحا على الإطلاق. و يمكن تعميم المبدأ الديكارتي على النحو التالي: إن ما يميز الإنسان هو وعيه بذاته. وهذا الوعي هو الذي يجعل منه كائنا متميزا، و يرقى به إلى مستوى الشخص الحر، المستقل.
ب.الموقف التجريبي: لوك و هيوم: تحديد هوية الشخص انطلاقا من الإحساس و الذاكرة:إذا كان الشخص، عند لوك، يعني الكائن المفكر، القادر على تأمل ذاته بوصفها مطابقة لذاتها، رغم اختلاف الأزمنة و الأمكنة. و الوعي يشير إلى إدراك الإنسان لما يحدث في ذهنه. فمعنى ذلك، أن استمرارية الوعي في الزمان و المكان، هي المحدد لهوية الشخص، حيث أن الوعي يرتبط في نفس الشخص وجوده و أفعاله الماضية بوجوده و أفعاله الحالية، فيجعل الشخص يبقى هو هو، و متميز عن غيره في نفس الوقت. و هذا يعني أن الوعي و الذاكرة يكونان هوية الشخص.
إذن، فهوية الشخص لا تخرج عن إطار الفكر، كما هو الحال عند ديكارت، إلا أنه يختلف عنه في أنه لا يمكن أن نتصور فكرا بمعزل عن الحواس، ذلك أن العقل صفحة بيضاء، و الحواس هي التي تمدنا بالمعرفة و الأفكار. هكذا يربط لوك بين الفكر و الحواس، و هذا الربط هو الذي يجعل من الإحساس المكون لهوية الشخص.
أما بالنسبة لهيوم، فقد اختلف صراحة عن ديكارت، لأنه لا وجود لجوهر واحد اسمه النفس، هو الذي يكون هوية الشخص و تصدر عنه أفعال الوعي المختلفة، بل إن الوعي يتجزأ إلى مختلف العمليات التي تصدر عن إدراكاتنا الحسية، و التي تتعاقب في الزمان و المكان بكيفية مكثفة و مسترسلة لا تعرف التوقف بحيث تمنحنا انطباعا وهميا بأن لنا جوهرا ثابتا اسمه النفس أو الأنا. في حين أن الأمر لا يعدو أن يكون مجموعة متعددة من الإحساسات الظاهرة أو الباطنة، و التي تكون هويتنا و وعينا، و بتوقف تلك الإدراكات الحسية في النوم أو الموت مثلا، فإنه يتوقف معها الوعي نهائيا، و لا نستطيع في هذه الحالة الحديث عن النفس كجوهر ثابت و مكون لهوية الشخص كما زعم ديكارت.
إذن، هكذا اعتبرت النزعة التجريبية الإدراكات الحسية أساسا لكل الأفكار التي يحملها وعينا و ذاكرتنا و التي يمكن أم تشكل هويتنا الشخصية.
ج. موقف الشخصانية: مونيـــــي: تتحدد هوية الشخص بما هو داخلي روحي: ينظر مونيي إلى الشخص ليس كموضوع أو كشيء من الأشياء، بل هو بنية شعورية داخلية. فالشخص يختلف عن الفرد، إذ أن الفردانية تجعل الفرد ككائن مختلف، متمركز حول ذاته. أما الشخصانية فتجعل من الكائن البشري يخرج عن تمركزه حول ذاته إلى الانفتاح على العالم. إن الشخص حسب مونيي، هو ذلك الواقع الكلي الشمولي، إنه بنية شعورية داخلية. و هكذا فالشخص هو الشيء الوحيد الذي نعرفه و الذي نشكله من الداخل في الوقت نفسه. فبقدر ما يكون الشخص حاضرا في كل مكان فهو لا يوجد في أي مكان، كما يقول مونيي.
إذن، فالشخص هو الكائن الوحيد الذي يعرف من الداخل أي عبر الإحساس به و العيش معه، و هو انفتاح على الغير و حركة باتجاهه و قوة تندفع للخروج من ذاتها و هو انفتاح أصيل و تعايش مع الغير. و من الصعب تحديد مفهوم الشخص لأنه ليس شيئا، إنه كائن له شخصيته، لا تتحدد فقط من خلال وظيفته أو سماته الكلية بل من خلال خصوصيته التي تجعل منه كائنا متميزا، متفردا.
فالشخص كيان نفسي و اجتماعي و اقتصادي... و السمة الأساسية للشخص هي هويته، و هذه الهوية تتشكل عبر نموه و تطوره، من خلال علاقاته المتنوعة و المتداخلة مع الغير.
هكذا ينتقد الفلسفات السابقة التي تجعل من الإنسان فردا مجردا، مفصولا عن الآخرين و عن الطبيعة. و يعتبر بالمقابل أن الشخص هو جزء من الطبيعة و المجتمع، و أنه ذات تبدع ذاتها بالانفتاح على الغير و على الكون. كما ينتقد العلوم، لأنها تتعامل مع الشخص كموضوع للمعرفة، فلا تعكس بذلك إلا مظهرا من وجود الشخص، مع العلم أن الشخص ليس موضوعا، إنه في الواقع الوحيد الذي نعرفه و نصنعه من الداخل.
د. موقف شوبنهــــــاور: الإرادة كأساس لهوية الشخص:خلافا للفلسفات التي تحدد هوية الشخص انطلاقا من الوعي أو الذاكرة أو الجسم، يرى شوبنهاور أن هوية الشخص تتحدد بالإرادة، إرادة الحياة التي تظل ثابتة فينا حتى و إن تعرضنا للتغير و النسيان. هكذا يكون الإنسان عرضة للتغير بتقدمه في السن، كما أن الشخص قد لا يتذكر كل الأحداث، و الباقي يطاله النسيان. و الذاكرة عرضة للتلف بسبب الشيخوخة أو المرض، بينما الهوية تظل ثابتة و مستمرة. و لذلك لا يمكن أن تحدد في الذاكرة أو الوعي، لأن هوية الشخص لا تتحدد بشيء آخر غير الإرادة، لأن هذه الأخيرة هي نواة وجوده، بحيث تظل ثابتة، و هي التي تمثل ذاتنا الحقيقية و المحركة لوعينا و ذاتنا العارفة.
[الشخــص بوصفـه قيمــة:
+ ما الذي يؤسس البعد القيمي للشخص؟ + و من أين يستمد قيمته المطلقة؟
أ. موقف كانــط:ما يمنح الشخص قيمة اعتباره ذاتا عاقلة عملية أخلاقية: يرى كانط أن الشخص كائن عاقل واع، و هو ما يجعله يكتسب قيمة مطلقة. بينما الموجودات الأخرى لا تتمتع إلا بقيمة نسبية. و هكذا فالطبيعة العقلية للإنسان، تجعل منه غاية في ذاته، و لا يمكن النظر إليه كوسيلة. و هذا ما يفضي إلى أن يمتلك الشخص قيمة و كرامة لا تقدر بثمن. و لأن النظر إلى الإنسان كوسيلة، هو ما يشيء الشخص و يحوله إلى بضاعة كاسدة..و لكي يحافظ الشخص على احترامه كذات حرة و أخلاقية، عليه أن يتصرف وفقا للأمر الأخلاقي المطلق. و لا جدال في أن منبع هذا الأمر المطلق، العقل الذي يلزم الإنسان بمقولة عدم التناقض، إن على المستوى المعرفي أو في ممارستنا للقيم. هكذا فحرية الشخص عند كانط، مقترنة بالتزامه بالأمر الأخلاقي الذي هو قانون عملي كلي و مطلق، يشكل مبدأ موضوعيا للإرادة الإنسانية، و يعامل الطبيعة الإنسانية كغاية في ذاتها.
و بناء على ما سبق، فإن ما يمنح الإنسان قيمة أخلاقية كونه أولا شخصا أي ذاتا عاقلة و ليست شيئا، و بالتالي ليست وسيلة لتحقيق غاياتها الخاصة أو غايات غيرها. فغايتها في ذاتها. و هذا ما يحقق كرامة الشخص، و بامتلاكه لهذه الكرامة يلزم غيره على احترام ذاته و يتبادل معه الاحترام بناء على أساس المساواة. إن هذا الاحترام للذات واجب على كل إنسان تجاه نفسه. و لهذا لا ينبغي عليه أن يتنازل عن كرامته. و من هنا فإنني أمارس الأخلاق لأنني شخص عاقل أتمتع بالإرادة الكافية النابعة من هذا العقل و التي تخول لي أن ألتزم بجملة من القيم لا خوفا من عقاب و لا رغبة في جزاء، و لكن أمارسها كغاية في ذاتها، أي لكونها تنسجم و مبادئ العقل.
ب. موقف هيغــل: ما يمنح الشخص قيمة اعتباره وعيا و حرية و انفتاحا على الواقع و الآخرين:أما هيغـل فيكشف عن القيمة الأخلاقية للشخص و التي لا يمكنها أن تتحقق إلا داخل حياة الجماعة. فكل شخص، حسب هيغـل، و انطلاقا من المكانة التي يحتلها داخل الجماعة التي ينتمي إليها، عليه أن يلتزم بواجباته و القيام بدوره و المهام التي أسندت إليه. إنها دعوة إلى الانفتاح على الواقع و الآخرين، من خلال علاقة جدلية، أساسها التأثير المتبادل، و معيارها يكمن في السلوك الأخلاقي الذي يصدر عن كل شخص امتثالا للواجب الأخلاقي.
إذن، فالشخص يكتسب قيمته الأخلاقية عندما يعي ذاته و حريته و ينفتح على الواقع الذي ينتمي إليه بالدخول مع الجماعة في علاقة تعاون متبادل امتثالا للواجب.
ج. موقف راولـــز: تتحقق قيمة الشخص من خلال انفتاحه على الآخرين و الالتزام بمبادئ الأخلاق:و بالرجوع إلى كانــط، فإن تصوره لقيمة الشخص يعرف بعض الصعوبات و يطرح بعض المفارقات منها: كيف يمكن الحديث عن أخلاق كونية و مطلقة و في ذات الوقت فهي ذاتية؟ هل منبع الأخلاق دائما من الذات الفردية العاقلة؟ ألا يمكن القول بأن الآخر بوصفه مجتمعا و ثقافة، له دور في بناء القيم؟ و من هنا ، ألا يمكن الحديث عن نسبية الأخلاق و تنوعها؟
إن القول بأن الذات العاقلة هي مصدر الأخلاق مسألة فيها نظر، لأنها تسقط الإنسان في نوع من العزلة الوجودية. إذن، إذا كان الطرح الكانطي يطغى عليه الطابع المثالي، فإن راولــز ينظر إلى الشخص من زاوية واقعية و اجتماعية. فقيمة الشخص، في نظره، تتحقق أساسا من خلال مواطنته التي تقتضي منه أن يكون فعالا في المجتمع، منفتحا و متفاعلا مع الآخرين على أساس مبدأي: الحق و الواجب.و لأن في ظل المجتمع الديموقراطي، يتمتع الشخص بالحرية و المساواة، و تتمثل حرية الشخص في كفاءاته الأخلاقية و العقلية، و بفضل هذه الكفاءات التي تمكنه من تحقيق كامل عضويته في مجتمعه، يتمتع أيضا بالمساواة، أي أن الشخص مادام يتمتع بعضوية كاملة في مجتمع عادل و منصف و متعاون، تستند إليه الكفاءتين التاليتين: امتلاك حس العدالة و امتلاك حس معين للخير، حيث يمثل الحس الأول، فهم و احترام و تطبيق المفهوم العمومي للعدالة، بينما يمثل الحس الثاني، كل ما له قيمة في الحياة الإنسانية. و من هذا المنطلق، يؤكد راولــز، أن قيمة الشخص تتحدد في ضرورة الانفتاح على الغير، و احترامه لمختلف التعاقدات و الالتزامات.
الشخــص بين الضــرورة و الحتمــيــة:
+ ما علاقة الشخص، بوصفه ذات حرة، بما يحيط به من مؤسسات و تنظيمات؟ + هل يعتبر الشخص إرادة حرة أم محكوم بإشراطات؟
أ. موقف العلوم الإنسانية: الشخص خاضع لحتميات عديدة و مختلفة: * علــم النفــس: التحليل النفسي: لقد شكلت أعمال فرويـــد، محاولة أساسية لإعادة النظر و تأسيس تصور جديد للإنسان، و هو بذلك يعتبره بنية تتكون من قوى دينامية لاشعورية، متفاعلة، تمثل وحدة كلية. و يقوم هذا التصور على مجموعة من المبادئ و الأسس و هي: أن السنوات الأولى(الطفولة المبكرة) من حياة الشخص حاسمة في نموه الوجداني اللاحق و في تكون شخصيته، مع افتراض وجود قوة تتحكم في معظم سلوكات الفرد، و هي قوة اللاشعور. كما أن مبدأ اللذة هو المحرك الأساسي لحياة الشخص، و هذا ما يجعل من الطابع الجنسي(الليبيدو) المحرك لكل سلوك الفرد. كما يؤكد على وجود علاقة مباشرة بين تاريخ الشخص و شخصيته، هذا التاريخ الذي يمر بمقتضاه كل إنسان، عبر مراحل محددة، منظمة، بحيث أن الكيفية التي يجتاز بها الشخص هذه المراحل النفسية الجنسية الوجدانية هي التي تحدد بناء شخصيته.
* علم الاجتماع: غي روشــي: يؤسس الخطاب السوسيولوجي تصوره للشخص انطلاقا من نظامه الاجتماعي: إن الإنسان كائن اجتماعي بالضرورة، فلا وجود للإنسان إلا ضمن مجتمع، يرتبط أفراده في إطار نسق من العلاقات المتبادلة و الثقافة المشتركة، بحيث يطبع كل مجتمع سلوكات أفراده و مواقفهم و عاداتهم و تفكيرهم... باعتباره أساس كل سلطة، بطابعه الخاص، و ذلك بواسطة التربية و التنشئة الاجتماعية، لأن من خلالها يكتسب الشخص طريقة التفكير و السلوك و الإحساس. عبر هذه العملية يتم استدماج عناصر الثقافة الاجتماعية لتصبح من محددات شخصية الشخص. كما يتحقق تكيفه مع محيطه الاجتماعي و ضبط انتمائه بتوفير أسباب تكيفه البيولوجي و النفسي و الذهني. إن الشخص يعيش و يتطور في ظروف تاريخية ملموسة و معينة، إنه كائن اجتماعي، حيث خصائصه و قدراته و مميزاته المعبر عنها هي نتاج مجتمعه و عصره و موقعه الاجتماعي و وظيفته.
إذن، إن دراسات العلوم الإنسانية للشخص، تبين أنه محكوم بسلسلة من الحتميات، تشرط سلوكاته و سيرته و توجهها عبر قنوات لتصاغ بكيفية لاشعورية أو عن طريق إكراهات المؤسسات الاجتماعية. و تركز معظم الدراسات في العلوم الإنسانية على أن الشخص مفعول به، و نتاج لتفاعل بنيات و قواعد مؤسسية مختلفةـ تمارس عليه فعلها و إكراهها من مختلف زوايا و مستويات حياته.
إذن، الشخص من منظور العلوم الإنسانية، عبارة عن نماذج نمطية جاهزة، يتأطر ضمنها الأفراد بشكل موضوعي مستقل عن إرادتهم، و كأنها تحدد قدرهم، و من ثم تختزل وحدة الشخص الإنساني و وعيه و فكره و حريته و قيمته الأخلاقية في علاقات ميكانيكية أو بنيات لاشعورية أو ما تمارسه المؤسسات الاجتماعية من قهر و إكراه عليه باعتباره مجرد موضوع منفعل أفرغ من مقومات إنسانيته، مما حدا بالبعض إلى نعت كل النزعات العلمية التي تتبنى هذه الأطروحات بأنها "ضد- إنسانية"، و أن تشبثها بتشيئ الإنسان و إقصاء ذاته بما يمثله من وعي و إرادة و حرية"قتلا للإنسان".
ب. موقف اسبينـــوزا: أفعال الإنسان محكومة بضرورات الطبيعة: يرى اسبينوزا أن الناس يعتقدون بأنهم أحرار في أفعالهم، و أنهم يتصرفون و فق إرادتهم و اختيارهم، لاسيما أنهم يكونون على وعي بما يقومون به، إلآ أن الحقيقة على خلاف ذلك، لأن الشعور بالحرية لا ينجم إلا عن جهل بالأسباب الفعلية الكامنة وراء الأفعال و الرغبات. إن التجربة تبين حسب اسبينوزا، أن الناس لا يستطيعون التحكم في شهواتهم بما فيه الكفاية، ذلك لأنهم غالبا ما يدركون الأفضل، و مع ذلك يتبعون الأسوأ، و بالتالي يشعرون بالندم. و في هذا السياق، يقدم اسبينوزا أمثلة على ذلك: اعتقاد الصبي أنه يرغب في حليب أمه بحرية، و كذلك الشاب الغاضب الذي يريد الانتقام و الجبان الذي يلوذ بالفرار.. و هي دليل على أن الناس يظنون أنهم أحرارا لمجرد وعيهم بتلك الأفعال، إلا أن واقع الأمر خلاف ذلك، نظرا لوجود أسباب خفية تقف وراء أفعالهم تلك و توجهها. كما تبين التجربة، في نظره، أن أوامر النفس لا معنى لها خارج الشهوات.إذن، إذا كان اسبينوزا قد أشار إلى خضوع الشخص لحتمي طبيعية و أكدت اللوم الإنسانية على خضوعه لإكراهات نفسية و اجتماعية و غيرها، فهل يعني هذا غيابا تاما لحرية الشخص في بناء ذاته و التحكم في مصيره و مستقبله؟
ج. موقف سارتــــر: الشخص مشروع حــر: يرى سارتر أن الإنسان كشخص هو مشروع مستقبلي، مشروع حر و منفتح على إمكانات لانهائية. فهو يعمل على تجاوز وضعيته و واقعه باستمرار بواسطة اختياره لأفعاله بكل إرادة و حرية و مسؤولية، و من خلال الانفتاح على الآخرين. و يتجسد كل من الاختيار و الحرية عند سارتر في اختلاف أسلوب و طريقة وثب كل شخص نحو المستقبل و نوعية الإمكانات التي تتحقق لدى البعض دون الآخر في مجال عيشه.
كما أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته، أي أن الإنسان يوجد أولا ثم يصنع ماهيته فيما بعد. إن الشخص، هو دائما كائن في المستقبل، تتحدد وضعيته الحالية تبعا لما ينوي فعله في المستقبل.
و بناء على ما سبق، يؤكد سارتر على ضرورة إخراج الإنسان من دوامة الرؤية الحتمية العلموية، التي ترى أن الشخص محاط بسلسلة من الإشراطات النفسية و الاجتماعية و الثقافية و البيولوجية... التي تؤرخ له قبل أن يولد، أي أنها توجهه نحو مستقبل تم إعداده بشكل مسبق. و في هذا الصدد يرفض سارتر كل خطاب حتمي، يشرط الشخص بقوى متعالية و قاهرة(= اللغة، الوراثة، اللاشعور، المجتمع...)، منه الديالكتيك الماركسي، الذي يرى بأن قوانين الجدل التي تتحكم في الطبيعة هي نفسها التي تتحكم في الإنسان. في حين أن الأحداث البشرية ليست محددة تحديدا جبريا سابقا بمقتضى قوانين خارجية سابقة. فليس الشخص سوى ذلك الإنسان الذي يستطيع أن يشكل ذاته و هويته و يحددها في ضوء ما يختاره لنفسه كمشروع في حدود إمكاناته، فيكون الإنسان ليس فقط كما يتصور ذاته، بل كما يريد أن يكون كشخص في نظر الغير."إن الإنسان ليس شيئا آخر غير ما هو صانع بنفسه".
د. موقف مونيـــي: الشخص حر و لكن بشروط:إذا كان سارتر يرى أن الشخص هو الذي يستطيع تجاوز كل الإكراهات بالاتجاه نحو المستقبل، لأنه حر و مسؤول عن كل اختياراته المستقبلية، فإن مونيي يعتبر أن حرية الشخص مشروطة بالوضع و الواقع الذي يحاصره، إلا أن هذا الوضع المشروط لا يعني الخضوع للضرورة. و على هذا الأساس، على الشخص أن ينظر إلى وجوده بنوع من الموضوعية، لأن عليه أن يعي أن ليس كل شيء ممكن و في كل لحظة و متى شاء، أي أنه محكوم بمجموعة من الحتميات مما يجعل من تحقيق مشاريعه و أحلامه محدودة. فعندما يتمتع الإنسان بوجود غني، و ذلك بالتأكد من أن الظروف الاقتصادية و الاجتماعية... تؤمن الشروط العامة للحرية، فإن ذلك يمنحه إمكانات متنوعة للشخص في اتجاهه نحو المستقبل.
و على غرار سارتر، يتفق مونيي على أن الحرية ليست التصرف بعفوية، و لكن الحرية عندما أمنح الإنسان قيمته الإنسانية بوصفه شخصا، أي تقديره و الدعوة إلى تحريره ككل و بشكل ملتزم و مسؤول. و من هنا فالحرية مسؤولية و التزام يدفع إلى الدفاع عن حرية اآخر مهما اختلفت عقيدته

الزنقب 03-08-2014 12:22 AM

الغيـــــــــــــــــــــــر

مدخــل:إن الإنسان من حيث هو شخص ليس معزولا، بحيث لا يستطيع أن يعيش وحيدا في هذا العالم، لأنه وجد ليعيش مع الآخرين، و لأنه في حاجة دائمة إلى الغير، كي يستجيب لحاجاته المتعددة و المتنوعة، و لهذا يعتبر الإنسان كائنا اجتماعيا، و حاجته إلى الغير لا تقف عند التعاون معه، بل يبحث عن الاعتراف به، و على أنه موجود كذلك، إضافة إلى مشاركته في هذا الوجود.إذن، فهذا الوضع يجعل من الحاجة إلى الغير، من الضروريات الأولى التي تفرض نفسها على الفرد. و هذا ما يترجم إلى حاجة الفرد للتواصل مع الغير بوصفها ضرورة ملحة. و من هنا، فهذه الضرورة الوجودية، ترتب عنها تكوين نظرة عن الغير باعتباره إما شبيها للأنا لكونه يشاطرها نفس المشاعر و الآراء و المواقف و التصورات... و ينتمي لنفس الجماعة و اللغة و الدين و الجنس... أو مختلفا عنها لأنه يخالفها في معتقداتها و ثقافتها و حضارتها...
و بناء على ما تقدم، نستنتج أن الغير يحمل معاني متناقضة: فهو شبيه و مختلف عني، قريب و بعيد عني، مألوف و غريب عني، صديق و عدو لي... إنه يعكس صورة مليئة بالتناقضات و الألغاز، صورة تجذبني و تشدني إليها تارة و تثير حيرتي و جزعي تارة أخرى. و هذا ما يثير مجموعة من التساؤلات منها ما يلي: + مادام الغير مفهوما إشكاليا يثير معاني متناقضة، فهل معرفته ممكنة؟ و كيف تتم معرفته؟ و بواسطة أية آلية يمكن معرفته؟ هل بشكل مباشر بقياس ذاته على ذاتي أم بشكل غير مباشر بالتعامل معه كموضوع أم بالتفاعل معه؟
+ و هل هناك من ضرورة لوجود الغير؟ و هل يعتبر الغير ضرورة لوجود الأنا؟ و هل يعتبر وجود الغير شرطا لوجودي أم تهديدا لهذا الوجود؟
+ و أية علاقة(أخلاقية و وجدانية) يمكن إقامتها مع الغير؟ هل هي علاقة صداقة و مودة و إخاء و محبة و تواصل... أم علاقة عداوة و صراع و إقصاء و تهميش و تدمير...
1. وجـــــود الغـــــيــــــــــر: تعود إشكالية الغير، من حيث المفاهيم، في جذورها الفلسفية إلى الفلسفة اليونانية، بحيث أنتجت مفهومي الآخر و الهو هو، في إطار فلسفي أنطولوجي، على أساس مفهومي الوحدة و الكثرة و التطابق و الاختلاف، بحيث يكون كل شيء بالنسبة إلى ذاته هو هو، و يكون بالقياس إلى غيره آخر. و هكذا يتقابل الهو هو كالتفابل بين المادي و اللامادي، و الوجود و العدم... إلاأنها لم تطرح مشكلة الغير بوصفه أنا آخر، لأن التقابل الأساسي في هذه الفلسفة، كان بين الإنسان و العالم من جهة، و بين اليونان و الشعوب الأخرى من جهة ثانية.
* ديكـــــارت: لقد تبلور وعي الذات بفرديتها و خصوصيتها، مقابل الغير، بشكل منظم و متكامل، في فلسفة ديكارت(فلسفة الذاتية)، بحيث قامت على تجربة الشك: ففي فعل الشك يضع"الأنا أفكر" نفسه مقابل العالم و الآخرين، بحيث يعيش عزلة أنطولوجية مطلقة، لأنه لا يحتاج إلى وساطة العالم و الآخرين لمعرفة الذات و التيقن من وجودها. فالأنا أفكر إذن، حقيقة يقينية، لا تقبل الشك، و هي الحقيقة اليقينية الأولى و الوحيدة التي تفرض نفسها على الفكر ببداهة و وضوح. و من ثم يشكل يقين" الأنا أفكر" مرجعا و ضمانا لكل يقين. إن النتيجة المنطقية لفلسفة الذات، هي القول بوحدانية الذات(أنا وحدي موجود). فكل اليقين ضمن هذا الموقف، هو أنني أنا وحدي موجود، أما وجود الغير، فهو افتراضي و استدلالي، قابل للشك، محتمل و جائز.
إذن، إن وجود العالم و الآخرين يظل إشكالا فلسفيا قائما في فلسفة ديكارت، لأنه يشك في وجود ذوات واعية أخرى تحيط به. إذ يقول:" فأنا متأكد فقط بأنني كائن واع لأن وعيي هو ما أستطيع أن أعيشه بشكل مباشر. أما ما أراه من مشاهد بشرية أمامي، فأنا غير متيقن هل هي وهم، خيال أم واقع، حلم أم يقظة". و هكذا تعرف ديكارت عن ذاته لا من خلال الغير و إنما عبر تجربة عزلة وجودية مطلقة، الشيء الذي دعا "شوبنهـــاور" إلى نقده، في قوله التالي:" هذا المجنون سجن الذات في حصن منيع لا يمكنها النفاذ منه".
* هيغـــــل: تجدر الإشارة إلى أن مفهوم الغير بوصفه مفهوما فلسفيا إشكاليا لم يتبلور بشكل واضح إلا مع الفلسفة الحديثة، و بخاصة مع "هيغـــل". و ضد الموقف الديكارتي، شيد هيغـــل فلسفة الوعي، يحتل فيها مفهوم الغير، موقعا مركزيا. إن الوعي ليس كيانا ميتافيزيقيا، يعيش في عزلة عن العالم و الآخرين، إنه شيء يتكون و ينمو و يتجلى انطلاقا من الوجود الطبيعي الحيواني للإنسان: إنه إشباع الإنسان لرغبته في الطبيعة مباشرة، و انحصار إدراكه لذاته في الإحساس المباشر لذاته. لا يكون وعيا مباشرا لذاته: إنه غارق في الحياة العضوية و لا يتجاوزها إلا عندما لا يعود يرغب في شيء طبيعي مباشر، بل يرغب في رغبته أي يسعى إلى الاعتراف به من طرف الآخر. لكن هذا الاعتراف لا يمنح بشكل سلمي و إنما ينتزع عبر الصراع، يخاطر فيه الطرفان معا بحياتهما حتى الموت. لكن الموت لا يحقق هذا الاعتراف و إنما يحققه استسلام أحد الطرفين، بتفضيله للحياة على الموت. و بذلك تنشأ العلاقة الإنسانية الأولى، علاقة السيد و العبد.
إذن، يرى هيغـــل أن انتزاع الاعتراف من طرف الآخر بكوني موجود بالفعل ليس أمرا هينا و إنما يأخذ شكل مواجهة سرسة مع الآخر. بحيث تعمل كل ذات على وعي ذاتها و التعرف عليها، لا بالركون إلى ذاتها و إنما من خلال موضوع غريب عنها أي أن كل ذات ترغب في أن يعترف بوجودها من طرف ذات أخرى تواجهها. و لكن أن يعترف بها كسيد و بالتالي يتم الاعتراف بالذات الثانية كعبد.
* ميرلــوبـونـتــي: يصعب على الفكر العلمي الذي يقدم نفسه كفهم موضوعي للعالم أن يفهم الغير.فالغير ليس مجرد شيء، إنه مزدوج التكوين، فهو جسد و وعي في نفس الوقت. فالعلوم تتطرق للجسم أي للشيء و تعجز عن الوصول إلى الوعي المختبئ داخل اللحم النيئ حسب تعبير ميرلوبونتي. و يقود هذا الوضع المزدوج إلى التمييز بين مكوني الغير: فهو وجود في ذاته(الجسم) و وجود من أجل ذاته(وعي). و تنتج عن هذا الوضع مفارقة صعبة، فلكي أحدد وجود الغير علي أن أتعامل معه كشيء(وجود في ذاته) و كوعي(وجود لذاته). و هذا ما يعجز عنه الفكر العلمي الذي يتميز بالموضوعية، يعجز عن الاعتراف بالغير باعتباره تعددا للوعي. + كيف يمكنه أن يعترف بوجود ما هو متعدد و متغير و لا يخضع للتعميم و التقعيد؟
إذن، يوجد الغير كأنا و كوعي و ليس كجسم أو شيء. و في هذ الصدد يقول ميرلوبونتي:" لا يمكنني النفاذ إليه إلا لكونه أنا، و لأن المفكر و المفكر فيه يختلطان داخل ذلك الغير، فلا مكان للغير و لتعددية الوعي في الفكر الموضوعي...".
* ســارتـــــر: و يبقى أن نشير بحسب سارتـــر أن الآخرين على الرغم من كونهم يشكلون تهديدا لخصوصياتي فإنهم يمثلون وسيطا ضروريا و مرجعا أساسيا لمعرفة ذاتي. فعبر الآخر فقط أستطيع أن أدرك أن لدي وجود موضوعي و واقعي، و عبر الآخر فقط أتمكن من تحقيق معرفة حول ذاتي.
كما أن علاقتي الأنطولوجية بالغير تقودني دائما إلى الرغبة في تجاوزه و التعالي عليه و مفارقته و جعله موضوعا لتأملي الخاص، نفس الرغبة نجدها لدى الغير تجاهي. فالأمر هنا لا يخرج عما سبق ذكره عند هيغـــــل، فهناك منطق صراعي قائم بيني و بين الآخر. و أحد مظاهر الصراع القائمة بيني و بين الغير، يجسدها سارتــر في تجربة النظرة. فالأشخاص الذين أنظر إليهم أقوم بتحويلهم إلى أشياء و إلى موضوعات للدراسة و التقصي. إنهم يصبحون مضطهدين بأحكام القيمة التي أصدرها عليهم، و في الوقت ذاته عندما ينظر إلي شخص فإنني أحس بانزعاج شديد بأن حريتي مهددة من طرف الغير. و يتجلى ذلك بوضوح في كون الإنسان عندما يكون لوحده يتصرف بعفوية و تلقائية و حرية، و لكن ما أن يكون الغير حاضرا حتى تتجمد حركته و أفعاله و تفقد عفويتها و تلقائيتها. فأنا في وضعية خجل و خوف من أن أفقد حريتي، بمعنى أن أصبح موضوعا أو شيئا يتصفحه الغير. و هنا يظل الغير بالنسبة لي هو الجحيم. لكن مع ذلك فإن هذا الصراع يبقى ضروريا من أجل أن تحقق الأنا وعيا بذاتها بوصفها ذاتا حرة و متعالية و تلقائية.
2. مـــعـــرفـــــة الـــغــــيـــــر:تتراوح معرفة الغير بين الإمكان و الاستحالة. فإذا انطلقنا من الغير كذات منغلقة فلا يمكن آنذاك معرفته. لكن إذا انطلقنا من الغير كعنصر داخل الجماعة فيمكن آنذاك معرفته. لكن طبيعة هذه المعرفة تظل موضع شك.
* ســـارتـــر:"الغير هو الآخر، الأنا الذي ليس أنا"، و الغير مخالف للأنا و مشابه له في نفس الوقت: اعتمادا على حجة"تحليل لغوية" تتمثل في تفسير كلمة"ليس"، يستنتج سارتـــر أن هناك عدما و انفصالا و تباعدا بين الأنا و الغير، و هو ما يجعل معرفة بعضهما البعض غير ممكنة.
إن إدراك الأنا للغير هو إدراك إمبريقي أي إدراك يقف عند مستوى الجسم و ما هو ظاهري، يصبح معه الآخر مجرد موضوع أو شيء، و هو ما يحول دون النفاذ إلى أعماق ذاته و تحصيل معرفة بها. و اعتمادا على "الحجة بالمماثلة"، المتمثلة في تشبيه العلاقة بين الأنا و الغير بالعلاقة المكانية الموجودة بين شيئين، ينتهي سارتر إلى أن العلاقة بين الأنا و الغير هي علاقة تشييئية مادام كلا منهما يتعامل مع الآخر فقط كجسم أو كموضوع أو كشيء لا تربطه به أية علاقة.
هكذا ينتهي سارتر إلى استنتاج أساسي هو أن العلاقة بين الأنا و الغير هي في أساسها علاقة خارجية و انفصالية، ينعدم فيها التواصل بينهما مادام يعامل بعضهما البعض كشيء و ليس كأنا آخر. و في الأخير ينتهي سارتر إلى نتيجة اعتبرها خطيرة و هي: إذا كانت علاقتي بالغير علاقة عدمية، خارجية، انفصالية و تشييئية، فإن حضور الغير أو غيابه لا يؤثر في وجودي. كما يشير إلى أن الأنا لا يدرك الغير كما هو في ذاته، بل يدركه كما يتبدى له ضمن حقل تجربته الخاصة، و هذا يعني أن نظرة الأنا إلى الغير هي نظرة اختزالية و إسقاطية، فضلا عن أنها نظرة سطحية ترتكز على "كثرة متنوعة من الانطباعات الحسية"، و لا تنفذ إلى أعماق الغير من خلال الاقتراب منه و التعاطف معه.
* مالبرانــــــــش: الغير هو عالمه الداخلي الروحي النفسي و ليس جسمه. لذلك لا يمكن أن نعرفه عن طريق العقل و الوعي لاختلافه عني. و إذا افترضنا أن نفوس الآخرين و عقولهم تشبه نفوسنا و عقولنا و استنتجنا من ذلك أن ما نشعر به هو ما يشعرون به أي عبر المماثلة فإننا سنرتكب خطأ كبيرا. لذلك لا يمكن للذات أن تعتبر نفسها مقياسا لمعرفة الغير.
إذن، لا يمكن معرفة الغير، نظرا لاختلاف تجارب و خبرات الأنا و الغير. و لهذا لا يمكن أن يشكل الأنا منطلقا لمعرفة الغير، و بالتالي فالأنا ليس مقياسا لمعرفة الغير بحكم اختلاف تجاربهما. لذا فم الخطأ الاعتماد على إحساساتنا التي نكونها عن أنفسنا لمعرفة الغير.
* مــيـرلــوبــنــتــي: أعرف الغير عبر سلوكه(مثل الحزن و الغضب) كما تظهر على جسده بشكل خارجي، عبر يديه و وجهه، لأنني لا يمكن أن أنفذ إلى تجربته الداخلية. لهذا لا يمكنني أن أعتبر هذه السلوكات الخارجية أساسا لمعرفة الغير، لأن الغير لا يختزل في سلوكاته الخارجية. فأنا أدرك حزنه كما يظهر على جسده، إلا أن حزنه ليس هو مظهر حزنه، كما أن معنى حزنه عنده ليس هو معنى حزنه عندي. فهو يعيش حزنه، بينما أنا أشاركه الحزن الذي يعيشه، هو يحزن لسبب محدد، بينما أنا أحزن لحزنه. فنحن مختلفان، لكن ما يجمعنا هو المشترك، التجربة المشتركة، و هي ليست وضعيته و لا وضعيتي و إنما وضعية ثالثة.
إذن، من المستحيل معرفة الغير معرفة تامة، لأن الأنا يختلف عن الغير الذي ينفرد بخصوصيته و تميزه. لكن الأنا قد يشارك الغير في بعض السلوكات و الظواهر، و لكنهما يختلفان في الوضعيات: وضعيات مستحضرة بالنسبة للأنا و هي في نفس الوقت وضعيات معيشة بالنسبة للغير. أي أنها وضعيات غير متماثلة. و إذا كان الأمر هكذا، فإن معرفة الغير غير ممكنة. و لذلك فإن الإمكانية المتاحة لمعرفة الغير هي بناء وضعية مشتركة للتواصل بين الأنا و الغير.
* مــاكــس شــيـــلــــر:إن معرفة الغير تقتضي النظر إليه ككل موحد، كوحدة كلية، لا تقبل التقسيم إلى ظاهر و باطن، إلى نفس و جسم... لأن حقيقته و هويته متجسدتان فيه كما يظهر و يتجلى للأنا. إن أول ما تدركه من الناس، ليس هو أجسادهم و لا أفكارهم و نفوسهم بل أول ما ندركه منهم هو مجموعات لا تنقسم، و لا نسارع إلى تجزيئها إلى شطرين، أحدهما مختص للإدراك الداخلي و الآخر للإدراك الخارجي. و الواقع أن هذين المحتويين يتعلق أحدهما بالآخر تعلقا جوهريا.
3. الــعــلاقــــة بالـــــغــــيــــر:إن العلاقة بالغير أغنى و أعقد من أن تختزل في علاقة معرفية، لأن الأنا لا يوجد إلا بوجود الغير، و لا يعي ذاته إلا بحضوره و بالتالي فالعلاقة المعرفية التي يمكن أن تنشأ بين الطرفين ليست سوى بعدا من أبعاد العلاقة المعيشية معه. كما أنها تختلف باختلاف الأغيار، فتنشأ عنها علاقة إيجابية تتحدد في الصداقة و الود و الاحترام أو علاقة سلبية يسودها العداء و التهميش و الصراع...
* كــــانــــــط: فمن خلال الفلسفة الأخلاقية، يؤكد كانـــط على أن العلاقة التي يمكن أن تجمع بين الأنا و الغير تتأسس على الصداقة باعتبارها قيمة مثلى و واجبا أخلاقيا، خالية من أية منفعة مباشرة، ترتكز على مبادئ أخلاقية و عقلية، ذاتية و كونية. إنها علاقةإنسانية نبيلة تجمع بين مشاعر الحب و الاحترام المتبادل بين شخصين. إن الصداقة حسب كانـــط، تفترض الجمع بين قوتين يصعب الجمع بينهما، الحب باعتباره قوة جذب و الاحترام بوصفه قوة دفع. و من هنا تصير الصداقة واجبا أخلاقيا أساسه العناية المتبادلة بين الطرفين. و تقوم على الحب و الاحترام و ترقى بها نحو علاقة إنسانية راقية، خالية من أية منفعة كيفما كانت.
* أرســــــطــــــو: إن الصداقة كواقع معيش، تقوم على الأقل، على ثلاثة أنواع هي: صداقة المنفعة، و صداقة المتعة، و صداقة الفضيلة. و يرى أرسطو أن النوعين الأولين، متغيران، زائلان، يزولان بزوال المتعة و المنفعة. و لذلك لا يستحقان اسم الصداقة. لأن الصداقة الحقيقية و الحقة هي صداقة الفضيلة، لأنها تقوم على محبة الخير و الجمال لذاته أولا ثم للأصدقاء ثانيا، و لذلك تدوم و تبقى، كما أن هذه الصداقة تحقق المنفعة و المتعة أيضا، إلا أنها ليست كغايتين بل كنتيجة لها. و في هذا الصدد يقول:" الصداقة فضيلة... فهي ضرورية... للحياة: فبغير الأصدقاء، لا أحد يريد العيش، حتى و لو كان ينعم بكل الخيرات... إنها رائعة...". و أكثر من ذلك، يرى أم إقامة صداقة الفضيلة، قد يعفي الاجتماع البشري من القوانين و التشريعات...
* ج. كــــريـــسـتــيــفــا:إن وحدة الجماعة في نظر كريستيفا، ليست في الحقيقة سوى مظهر عام، لأننا عندما ندقق النظر فيها ينكشف لنا أن الجماعة بحكم اختلافها و تناقضاتها الداخلية تحمل غريبا في ذاتها و بالتالي ليس المختلف عنا" هو ذلك الدخيل المسؤول عن شرور المدينة كلها... و لا ذلك العدو الذي يتعين القضاء عليه لإعادة السلم إلى الجماعة...". إن الغريب على حد تعبير كريستيفا"يسكننا على نحو غريب". كما أن اختزال الغريب في من يملك مواطنة البلد الذي يقيم فيه، أمر سطحي.
فالجماعة تضم غرباء في داخلها قبل أن يأتي الغريب الخارجي، المغاير ثقافيا و عرقيا و حضاريا... و هو ما يفيد التعامل مع الغير بمنطق الهوية المنفتحة على اعتبار ثقافة الغير تغني ثقافتي، كما أن تعدد الثقافات إغناء للتجربة الإنسانية. و بالتالي فتصور كريستيفا هذا، يطرح قضية الانفتاح و التلاقح الثقافيين، كما سيؤكد ذلك لاحقا ستــروس.
* ســـتــــــراوس:إن التنوع الثقافي يعكس التنوع و الاختلاف و التعدد في المعتقدات و قواعد السلوك و اللغة و القانون و الفنون و العادات... فكل مجتمع يسعى إلى الحفاظ على هويته و ما يميزه و يعطيه خصوصيته و استقلاله عن باقي الثقافات الأخرى، و أن يتم احترام هذا الاختلاف الثقافي بين الشعوب. كما يقتضي الأمر الانفتاح على مختلف الثقافات الأخرى، لأن الانغلاق يعرض كثيرا من الثقافات إلى التراجع و الاضمحلال و الزوال.
إن التشبث بالهوية و الخصوصية، لا يعني الانغلاق و التقوقع، فمعظم المجتمعات تعمل على الانفتاح على الثقافات الأخرى في إطار التعايش و التثاقف و الحوار و الحق في الاختلاف، إنها تدمج داخلها مجموعة المعارف و التقنيات و الأفكار... و هذا لا يتحقق إلا عن طريق تواصل هذه المجتمعات و تعايشها و انفتاح بعضها على بعض، على أساس لا ينكر حق الشعوب في التمتع بثقافتهم و الحفاظ على تراثهم. و هذا هو السبيل الوحيد كي تضمن الشعوب و المجتمعات بقاءها و استمرارها، لأن منه تستمد غناها و قوتها.
* ألــكــســنــدر كــوجــيــف:لقد بين كوجيف، كيف كان هيغل يحدد العلاقة بين الأنا و الغير، في إطار"جدل السيد و العبد"، و ذلك لما أكد أن الطبيعة البشرية في أصلها تدفع إلى الصراع حتى الموت. و بما أن هذا الصراع يهدد الوجود الإنساني لكونه يقود حتما إلى انقراض النوع البشري، يكشف نوعا من الوعي بالذات الذي يقود مبدئيا إلى أن يدرك الإنسان نفسه كموجود لذاته. و ذلك ما يحتم على الفرد أن ينتزع اعتراف الآخر. هكذا يدخل كل من الأنا و الغير في صراع إلى أن يكون أحد الطرفين منتصرا و الآخر منهزما، فيبقى المنتصر على حياة المنهزم لينتزع اعترافه، و ذلك بتحويله إلى وسيط بينه و بين الطبيعة، و يفضل المنهزم أن يظل في خدمة المنتصر بدل الموت. فالانتصار، إذن، يحول أحدهما إلى سيد و الهزيمة تحول الآخر إلى عبد، ذلك ما يسمح بظهور شكلين من الوعي: أحدهما وعي مستقل و الآخر وعي تابع.
إذن، إن العلاقة بين الأنا و الغير تتأرجح بين الحب و الود و الاحترام و التفاهم من جهة، و بين التهديد و التهميش و الإقصاء و الصراع... من جهة ثانية. و من ثم لابد من إشاعة مفاهيم الصداقة التي تذيب الاختلاف و التباين و توثق علاقة الإنسان ليس بالمعنى الضيق، بل بمعنى أوسع يتأسس على علاقات الحوار و التسامح و الاحترام و الانفتاح... بين أفراد الوسط المجتمعي، بدل الانغلاق و الغربة و الحذر و السعي نحو التدمير و الاقصاء و التهميش و اللامبالاة...

الزنقب 03-08-2014 12:23 AM

الـــواجـــب


تقديم:تعتبر الأخلاق بعدا من أبعاد الإنسان، و هو ما يجعل من الفعل الأخلاقي خاصية بشرية، ذلك لأنه صادر عن وعي نظري و عملي، أي عن العقل و الأخلاق. و لعل الأخلاق بقيمتها الإيجابية، شكلت كابحا للدوافع الغريزية في الإنسان و تحريره من سيطرة أهوائه و رغباته و دوافعه، و التي تشكل تهديدا لأمنه و استقراره و وجوده. لذا عمد المجتمع إلى وضع مجموعة من القيم و المثل العليا، و تحديد مجموعة من الواجبات تجاه ذاته و غيره و مجتمعه: قد يخضع لها بشكل تلقائي، كما قد يشعر بضغوطها و إكراهاتا. و هكذا إذن يصبح الوجود و الفعل الأخلاقي مزدوجا: إلزاميا و التزاميا.
و يعتبر مفهوم الواجب إحدى أهم المقولات التي قامت عليه الفلسفة في شقها الأخلاقي إلى جانب مفاهيم أخرى مثل الحرية و السعادة... و الواجب هو الأمر الأخلاقي الملزم لكل الناس، و هو أيضا الأمر الذي يستلزم القيام بمجموعة من السلوكات المتعلقة بالقيم الأخلاقية كالاحترام و الامتثال... و مفهوم الواجب يرتبط بمفهوم الضمير الأخلاقي، و له وجهان: أحدهما فردي يرتبط بالمسؤولية الفردية، و الآخر اجتماعي يرتبط بتحقيقه ضمن المجتمع.
و في هذا الإطار يمكن طرح التساؤلات التالية: + ما علاقة الواجب بالإكراه و الإلزام؟ + هل الواجب إلزام أم التزام؟ + هل الواجب الأخلاقي إرادة حرة أم أنه ضرب من القهر و الإكراه؟ + ما علاقته بالوعي الأخلاقي؟ + على ماذا يتأسس الوعي الأخلاقي؟ + ما علاقة الواجب بالمجتمع؟ + كيف يتدخل المجتمع في بناء الوعي بالواجب الأخلاقي؟ + هل الواجب الأخلاقي يحكمه الفرد أم ضمير المجتمع؟ + هل يكفي الضمير الفردي في تقويم السلوك الأخلاقي أم أن المعيار القانوني و المؤسسي هو الضابط للممارسة الأخلاقية؟
1. الـــواجـــب و الإكـــراه:
إذا كان الإنسان يمارس حقوقه بحرية تامة، فإن الأمر على خلاف ذلك عندما يتعلق الأمر بالواجب، حيث يضيق مجال الحرية و الاختيار، و يصبح الإكراه و الإلزام هو الأساس، سواء مورس بشكل ذاتي(=الضمير) أو موضوعي(=المجتمع)ن و بالتالي يكون الواجب إكراهيا، يفترض القيام به حتى و لو كان يتعارض مع المصلحة الفردية.
إذن، نتبين أن الواجب لا يكاد ينفصل عن الإكراه، بل إن العلاقة بينهما علاقة تلازم. + لكن ألا يمكن أن يصدر الواجب عن اختيار خالص و إرادة حرة بعيدة عن الإكراه و الإلزام؟
* كـــانــــط: كإجابة عن هذا الإشكال المطروح، يرى كــانــط أن الواجب كفعل أخلاقي هو ضرورة عقلية نابعة من ذات إنسانية تتمتع بنوع من الحرية و الاستقلال الذاتي. معنى ذلك أن كل عاقل لابد أن يقبل و يقتنع بالفعل الأخلاقي على شكل واجب حتى و إن تعارض مع ميولاته الذاتية. و من هذا المنطلق، فالواجب هو فعل إلزامي إكراهي، نقوم به احتراما للقانون الأخلاقي الذي يشرعه العقل. و منطلق هذا الفعل هو الإرادة الخيرة و الحرة التي لا تخضع لمبدأ خارجي أو ميولات ذاتية و مصالح فردية. لذلك فالواجب هو في حقيقته إلزام عقلي حر، و الإكراه بهذا المعنى يصبح فعلا من أفعال الإرادة، إنه إكراه حر، خال من كل غائية.
إذن، فالواجب مرجعه العقل و غايته احترام القانون الأخلاقي، و منطلق هذا الواجب هو الإرادة الحرة الخيرة، و هو ليس استجابة لرغبة أو حاجة خاصة بل هو استجابة لنداء العقل و الضمير أي أن الواجب يستمد مشروعيته من الداخل أي من إرادة الإنسان و ضميره.
* دفــيــد هــيــوم: من جهة أخرى، يقسم هــيــوم الواجبات إلأى نوعين: الواجبات الناتجة عن فعل و ميل غريزي طبيعي نحو الخير(=حب الأطفال، العطف على المعوزين...) بمعزل عن أي شعور أو أي اعتبار لمنفعة خاصة أو عامة، ثم الواجبات التي لا تستند إلى أية غريزة فطرية طبيعية، بحيث تكو صادرة عن إحساس بالإلزام لا غير، لأنها تمثل ضرورات المجتمع البشري، و التي تكبح جماح الغرائز و الميولات(=حب الذات، حب التملك...). و ي حالة إهمال تلك الواجبات سيكون من المستحيل ضمان استمرار الحياة الاجتماعية. بهذا المعنى يصبح الإكراه و الإلزام ضرورة حياتية، تضمن حفظ بقاء النوع البشري. و في هذا الصدد يقول هيـــوم: " و ليس هناك ما يكبح هذا الميل و يحد مه سوى التفكير و التجربة اللذين يبينان لنا مدى الآثار الخيمة التي ستنتج عن الانحلال التام للمجتمع في حالة عدم تقيدنا بأية واجبات...".
* هــيــغـــل:في المقابل، يرى هيغل أن الأطروحة الكانطية مجرد نزعة صورية، تفتقر إلأى التجسيد على أرض الواقع. لذا فالواجب عند هــيــغــل، ذو طابع مؤسساتي، غايته هي إقامة الدولة القوية التي يبتدئ بناؤها من الفرد الذي ينصهر في الكل، و في هذا الصدد يقول: " يجب على الفرد الذي يؤدي واجبه أن يحقق مصلحته الشخصية أو إشباعه و أن يتحول الشأن العام إلى شأن خاص بفعل وضعيته داخل الدولة..".أي أن المصلحة الخاصة تنصهر ضمن المصلحة العامة، بحيث يضمن الفرد حمايتها. فالفرد الخاضع للواجبات سيجد في تحقيقها حماية لشخصه و لملكيته باعتباره مواطنا، و اعتزازا بكونه عضوا في هذا الكل. و بذلك يغدو الواجب مرتبطا بالدولة لا بالذات في وجودها الخاص.
و بناء على ما تقدم، نستنتج أن الواجب رغم طابعه الإلزامي الذي يطبعه لا يلغي ارتباطه بإرادة عقلية و حرة للإنسان، لكونه كائنا عاقلا و حرا يحمل وعيا أخلاقيا. + فما العلاقة الممكنة بين الواجب و الوعي الأخلاقي؟
2. الــواجــب و الــوعــي الأخــلاقــي:
يعتبر مفهوم الوعي الأخلاقي مفهوما مركزيا في الفلسفات الأخلاقية. + فما هو الأساس الذي يقوم عليه هذا الوعي؟
* إريـــك فــايـــل:في إطار الإجابة عن هذا السؤال، يخلص فايل إلى أطروحة مفادها أن الأخلاق بما هي مجال يضم في ثناياه مفهوم الواجب، فهي تلازم العقل تلازما جدليا، فلا تناقض بين العقل و الأخلاق. فكل أمر نافع من العقل فهو بالضرورة أخلاقي، إذ أن كل انحياز إلى العقل ينتج عنه التأسيس الحقيقي و الحق للمبدأ الأخلاقي. و في التلازم بينهما جاء بناء على مجموعة من المنطلقات منها: - تعارض العقل و النزوة و انتصاره عليها، - و لابد لما هو كوني أن يسيطر على ما هو خاص، - و الذات بما هي ذات إنسانية وجب عليها الانضواء تحت لواء ما هو كوني، - و كل إنسان يحمل في ذاته إنسانيته، لذا لا يجوز تشييؤه أو اعتباره كوسيلة، - و احترام هذه الإنسانية فيه، - و معاملته ككاءن عاقل.
من خلال هذه المنطلقات، نستنتج أن الإنسان في تغليبه للعقل و انعتاقه مما هو خاص، و في كونه كائن حر، متى انحاز إلى العقل في المبدأ الأخلاقي يكون قد تم تأسيسه بالفعل.
* فــرانــتــس بــرونــتــانــو:في المقابل، يعتبر برونتانو أن الوعي الأخلاقي حسب الفلاسفة القدماء، يصدر عن تلك العلاقة الموجودة بين الفعل الأخلاقي و المحيط الذي يزود الفرد بمجموعة من الأوامر و الواجبات، متجهين إليه بالقول: " يجب عليك "، و التي يستنبطها بدوره بطريقة يضفي عليها نوعا من الشرعية. لكن برونتانو تجاوز هذا الطرح لموقف الفلاسفة السابقين، هو تجاوز للرأي القائل بأن الأخلاق قد تجد قاعدتها الأساس في الالتزامات الصادرة عن إرادة خارجية ليعوضها بمقولة القاعدة، ضاربا لذلك مثال العلاقة المنطقية بين المقدمات و النتائج، إذ هي علاقة تفرضها القاعدة.
إذن، فالتصور الإمبريقي يعتبر أن القاعدة هي دروس يتم استخلاصها من التجربة، و هذا يعني أن الأخلاق من طبيعة نسبية، تتلون بلون الأوضاع التي يجبر الفرد على الخضوع لما يحيط به.
* ابــن مــســكــويـــه: يندرج هذا التصور في إطار الفلسفة الإسلامية، و الخلق عند ابن مسكويه، هو حال النفس و داعيا لها من أفعال من غير تفكير. و ينقسم إلى قسمين: قسم مرده إلى ما هو طبيعي و مزاجي في الإنسان(=الغضب، الهيجان...)، و القسم الآخر مستفاد بالعادة و التدريب، أساسه الفكر و الروية. لهذا اختلف الناس في الخلق، فمنهم من يرى أنه يقوم على الطبيعة، و منهم من يعتبره قائما على التدريب و العادة: التأديب و الموعظة. و هذا الرأي الأخير هو الذي يتبناه ابن مسكويه، لأن الإنسان يقتدي بالعقل(النفس الناطقة) الذي يؤسس لكل فعل أخلاقي. أما إذا أهملت الطباع و لم تخضع للتدريب و التأديب و التقويم، فإن الإنسان سيعيش تبعا لأهوائه، كما كان في طفولته: الغضب، اللذة، الشره... و هي طباع ذميمة لا إنسانية.
3. الـــواجـــب و الـــمـــجـــتــمـــع:
إ العلاقة التي يمكن أن تقوم بين النظام الأخلاقي و المجتمع من جهة، و الوعي الفردي من جهة أخرى، كممارسة تتحدد وفق نمط معين من التوجيهات و الأفعال، علاقة تتميز بالاختلاف و التفاوت، بحيث نزع البعض إلى تأسيسه على ما هو اجتماعي و مؤسساتي، بينما يرى البعض الآخر أن الواجب عليه أن يتحرر من السلطة الأخلاقية للمجتمع، لبنائه على الإرادة الفردية، باعتباره فرديا محضا.
+ فما علاقة الواجب بالمجتمع؟ + و كيف يتدخل المجتمع في بناء الوعي الأخلاقي؟ + هل الواجب الأخلاقي يتأسس على معطى فردي أم على معطى اجتماعي؟ + هل يجب أن يخضع الإنسان لكل ما تمليه عليه الجماعة و المجتمع؟ + و هل الواجب الأخلاقي يحكمه الفرد أم ضمير المجتمع؟
* دوركــــايـــم:من بين الإجابات التي اهتمت بمثل هذه الإشكاليات، نجد الإجابات السوسيولوجية مع إيميل دوركايـــم، الذي اهتم بدراسة التربية الأخلاقية و الكيفية التي يعمل بها المجتمعفي بناء الوعي الأخلاقي للفرد، فأسس ما يسمى بالتنشئة الاجتماعية.
إن المجتمع، في نظر دوركايم، يشكل سلطة معنوية تتحكم في وجدان الفرد، و يكون نظرتهم لمختلف أنماط السلوك داخله، و من ثم فالمجتمع يمارس نوعا من القهر و الجبر على الأفراد، بحيث يرسم لهم معالم الامتثال للواجب الأخلاقي عموما، و لهذا فإن الأفراد يسلب منهم الوعي بالفعل الأخلاقي و النظم الأخلاقية، لأنه لم يعد نابعا من إرادة واعية و حرة، و إنما عن وعي و ضمير جمعيين هما المتحكمان في سلوكيات الأفراد، و بالتالي فالمجتمع سلطة إلزامية، " يجب أن نخضع لها لأنها تحكمنا و تربطنا بغايات تتجاوزنا ".
و من ثم فالمجتمع يتعالى على الإرادات الفردية، و يفرض السلوكيات التي يجب أن تكون، بما فيها السلوكيات الأخلاقية، لأن المجتمع"قوة أخلاقية كبرى"، فيحقق الأفراد غاية المجتمع لا غاية ذواتهم، و الإنصات لصوته الآمر، لأن تلك المشاعر التي تملي علينا سلوكنا بلهجة آمرة صارمة و ضميرنا الأخلاقي لم ينتج إلا عن المجتمع و لا يعبر إلا عنه.
* بــرغـــســــون:من جهة أخرى، يعتبر هنري برغسون أنه رغم تعدد الإرادات التي نلحظها عيانيا، داخل المجتمعات، و رغم ما قد يلاحظ من أن الأفراد يجسدون و يعبرون عن قناعات راسخة فيهم، فإنهم يعبرون عنها بشكل قهري و سلطوي يتعالى على الإرادات الحرة، أي أنها تعبر عن سلطة خارجية عنهم، " لأننا كنا نشعر بوجود ضغط عظيم يكمن وراء تصرفاتهم و بواسطتها، و سنعرف فيما بعد أن الأمر يتعلق بالمجتمع". و بالتاي فإن تلك السلطة التي عبرها نتحرك أخلاقيا، تسير وفق نوع من الانضباط خدمة للصالح العام الذي يقضي بالتضحية في سبيل الوطن، " كما أن المجتمع هو الذي يرسم للفرد مناهج حياته اليومية".
و إن كان برغسون لا ينكر ما للمجتمع من قدرة تعسفية و قهرية، تمارس على الأفراد فيما يخص تصرفاتهم الأخلاقية، فإنه يدعو بالمقابل إلى ضرورة الانعتاق من السلطة الأخلاقية النتعالية، و طلب ما سماه بالواجب الأخلاقي الكوني الذي يتعدى و يتجاوز الأخلاق المنغلقة التي يكرسها المجتمع، لأن هذا الأخير يرسخ أخلاقا تتماشى و الأفراد المكونين للمجتمع الواحد، و الأخلاق الكونية تنفتح على الشمولي و على الإنساني، لأن لدينا "واجبات نحو الإنسان من حيث هو إنسان".
و خلاصة القول، إن الأخلاق عند برغسون، تنقسم إلأى قسمين: الأول يمكن تفسيره بالرجوع إلى البناء الاجتماعي، و هو بطبيعته مغلق محدود، أما الثاني، فأساسه دفعة الحياة، و هو بطبيعته حركة و انتشار، و تطلع نحو اللانهائي، و الإلزام في الأول ناتج عن ضغط المجتمع، بينما الثاني فإنه إلزام ينبعث من باطن الذات، إنه التزام يتمثل في قوة الانفعال و الرغبة في التحرر من عبودية القيود المادية.
* إنـــجـــلــز:في المقابل، يقدم فريديريك إنجـــلز المفكر الماركسي طرحا مهما حول مسألة الواجب الأخلاقي، إذ يعتبر أن النظريات الأخلاقية، ليست قانونا يتعالى على التاريخ و عن المجريات الاجتماعية و الاقتصادية، بل بناؤها و العمل بها رهين بالمتغيرات التي تطال المجتمعات الإنسانية داخل مختبر التاريخ. هذه التغيرات التي تسير وفق الإيقاع الاقتصادي و الصراع الطبقي، و يطالها التغيير و الفساد و تختلف، " فإن كانت السرقة في لحظة تاريخية معينة رذيلة، يمجها المجتمع، ففي مجتمع ليس فيه أية أسباب تدعو إلى السرقة... كم سيتعرض الواعظ الأخلاقي للسخرية عندما يدعو إلى الحقيقة الخالدة: ينبغي عليك أن لا تسرق...".
إذن، فكل لحظة تاريخية تنتج عن متطلبات المجتمع فيها، و دعواتها الأخلاقية تعبر عن مصالح طبقة بعينها ضدا على طبقة أخرى، إنها مسألة الصراع كما يتحدث عنها ماركس بجلاء، باعتبار الصراع الطبقي المحرك الوحيد للتاريخ من الملكية و الاستغلال. و لامنص من القول: " الأخلاق بدورها تخضع بدون شك لفكرة التقدم".
انطلاقا مما تقدم، نجد أن الواجب الأخلاقي مفهوم يتأرجح بين مواقف عدة: فمنهم من جعل الواجب إرادة حرة و مطلقة، و في المقابل، هناك من جعل منه رهين سلطة دينية أو نفسية... في حين يرى البعض الآخر أن هذا الواجب لحظة من لحظات القهر الذي يمارسه المجتمع على الأفراد.

الزنقب 26-08-2014 10:58 AM

لكل علم غاية فالنحو لتصحيح اللسان والتوحيد لتصحيح الاديان والمنطق لتصحيح التفكير لان لسان الانسان ودينه وتفكيره معرض للخطاء .. والخطاء شأن بشري .. والتغلب عليه يكون بالاستعانه بالله تعالي والاجتهاد في معرفة الصواب ومحاكمة النفس اليه .. وسبب الخطاء جسمي ونفسي واجتماعي فالمريض وضعيف الادارك او الحواس يختلف عن الصحيح قوى الادارك سليم الحواس .. ومن تخفف من الرغبات والصفات قرب من الصوب ..والرغبه هي ما تميل اليه النفس والصفه هي ما تتسم به النفس من صفات .. ومن عاش في بيئه عاقله حره يختلف عمن عاش في بيئه خرفيه تحرم التفكير وتجرمه ..


* المنطق أن تعرف كيف تتصور وكيف تستدل .. فالتصور يكون بكلي وجزئي يرتبط به ونتيجه مثل البشر يموتون وزيد انسان فزيد يموت .. ولابد من ضبط الالفاظ للوصول للكلي ولا يكون ذالك الا بمعرفة خصائص اللفظ .. وللفظ خمس خصائص

ان يكون كليا يدخل فيه اشياء كثيره مثل حيوان جماد نبات غيب
ان يكون نوع يدخل في كلي ويدخل فيه اجزاء كثيره مثل النبات والنخل وافراد النخل
ان يكون فاصل يفصل الانواع عن بعضها فالانسان حيوان وناطق ينفصل به عن غيره
ان يكون خاص يذكر خصائص كل نوع ولا يميز مثل الانسان حيوان ضاحك
ان يكون عاما في كل الانواع ولا يميز ولا يفصل مثل الانسان حيوان ماش

الخطوة الاولي ان تميز في ذهنك الكلمه من اي الانواع هي ..
الثاني ان تعرف خصائص وفواصل وسمات كل نوع

فأنت تعرف صفات وخصائص الحيوانات حتى تفصل بعضها عن بعض
وهذا لايكون الا بالاستقراء ..

والاستقراء هو دارسة كل نوع لوحده ومقارنته بغيره .. فنعرف الانسان وخصائصه
عن طريق مقارنته بغيره من الموجودت ..

الاستقراء دراسة احوال النوع ومقارنته بغيره .. وهذا اول باب لتميز الاشياء

وبعد الاستقراء يتضح لنا ( الخصائص والفواصل والمشتركات والاجناس والانواع )

مثل الانسان نعرف خصائص ( يضحك يبكي يمشي يتزواج يتكلم يعتقد يدين ينظم حياته .. الخ )
نقارنه بالنبات ( لا يتكلم ينمو يموت يحيا يتزوج لا يحس لا يتحرك )
نقارنه بالحشرات ( تتحرك تتزاوج لا تتكلم لا تعتقد وتدين تنظم حياتها بالغريزيه )

بعد هذه المقارنات ومعرفة الخصائص نستطيع ان نعرف المشتركات (الحياة التزواج ) للانسان والحشرات والنبات

والخصائص البكاء للانسان والصغر للحشرات وانعدام الحركه مع النمو للنبات

الاجناس الحيوان يتحرك ويحس النبات ينمو ولا يتحرك ولا يحس الجماد لا يتحرك ولا ينمو ولا يحس

الانواع كل ما دخل تحت جنس وانفصل عن غيره من الانواع

فالانسان حيوان والحشره حيوان ويختلفان في النطق ..


الساعة الآن +4: 04:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.