المشكلة العضمى في الأوساط الإسلاميّة , أنه لايُتقبّل أي شي حديث أو أسلوب جديد
وخصوصاً إن كان يحوي بعض الأخطاء , التي ينظر إليها البعض ويدقق عليها دون النظر إلى الإيجابيات التي تدعو إلى غض البصر عن السلبيات .

فنحمد الله عز وجل أن أعان بعض المحسنين على بث مثل هذه القنوات ,
فـ قناة الأطفال مثلاً , لايكاد طفلاً لايعرف أناشيدها ومسلسلاتها الكرتونيّة المدبلجة
بعدما كان الأطفال يرددون "أغاني" النمر المقنع , أو هزيم الرعد وغيره !!

فحينما أمر أو أجلس مع إخوتي الصغار وهم يشاهدون أفلامهم المفضلة , تجد أن كل كلام
أفلام الكرتون يكون , بمشيئة الله أو دعاء لله , أو حمداً لله عز وجل .

عكس الأخريات تماماً التي تجعل من البطل سيحقق آماله مهما كانت المصاعب دون أن
يعلق كلمة في الله عز وجل .

مشاهدة أخرى , فلم كرتون أذكره قدمياً نوعاً ما فكان البطل المخلص دوماً المحب للخير
يحمل سيجارة بفمه "كـ سيجارة بباي" , وكان خيّراً يقف بوجه الأشرار دائماً .

شاهدته اليوم بقناة المجد , وقد عمل المدبلجون إلا صياغة إسلاميّة رهيبة
إضافة إلى إزالة السجيارة من فمه !!

فهلا نظرنا إلى الصائب والإيجابي تجاههم وغض النظر عن بعض الأخطاء , والتي
ربما تكون تمثـّل وجهة نظر ليس إلا .

بل ربما كانت وجهة النظر هذه مستمدة من وجهة نظر مشايخٍ ثقات هم الدعاة إلى هذا
السبيل مثلاً .

وعلى غرار ماذكرت مما تعتبره أخطاءاً في "المجد الوثائقيّة" من عرض قوى العدو
وإرهابه , وبث الرعب في الكبار قبل الصغار .

فما أدري كيف تفكر ياأخي الكريم ؟
طيب ياأخي لما لاتعتبره من باب كشف قوى العدو , والحذر منها , والعمل على كيفية
التعامل معها ؟
لما تفسّر الشي على هواك وعلى ماتريده وما تهواه ؟
أنا من محبي هذه الأفلام الوثائقية "أي أفلام الحروب والقوى" , فكما أنها تذكر مصادر
القوى وآلياتها ومعداتها , في تذكر أيضاً مناظق الضعف والأخطاء التي تحدث
فمثل الفلم الذي عرض اسمه على ماأعتقد "نيران صديقة" , في هذا الفلم يعرض كيف يتم
ضرب آليات من نفس الجيش , والأخطاء التي تحصل وإيضاح أنه مهما تم من بني
البشر فلابد من الخطأ , ولاشيء مثل صنيع الله جل وعلا .

إنه لمن المؤسف حين نرى هذا الزخ والكم الهائل من الفضائيات الماجنة المتعريّة التي
لاتكاد ترى منزلاً في العصر الحاضر لايخلو منها , وحين نفرح بمولد وتنشأة جديدة
لقنوات إسلامية سائرة على النهج الصحيح "على الأقل في الثوابت" مع أنها سائرة على
الثوابث وغيرها مما نشأنا عليها في المجتمع السعودي ؛ نجدها وللأسف تهاجم في عقر
دارها من قبل من وضعت لأجل أن يدعموها ويفرحوا بها , لا لكي يهاجموها ويخترقوا
موقعها , وتصبح علكاً بأفواههم في كل مكان.

في كلامي هذا لاأزكي المجد وأنزهها عن الأخطاء , ولكن أقول أنها خطوة جريئة ورائعة
في مجال البث والإعلام الإسلامي .

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يثيبهم ويثبتهم ويجريهم خير الجزاء :)

والله الموفق والمستعان.