بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قصتي مع الخادمة (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=122179)

أبوثامر 31-08-2008 01:39 PM

بعد أن إستمتعنا بهذهـ القصة والأسلوب الراقي في التعامل ,, ليفهم الجميع :

( أن الخادمة ليست بهيمة يحق لك أن تفعل بها ماتشاء ! وكل ماحسن تعاملك حببتها لهذا الدين العظيم )

إذن هي :

( أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانة ) سنسأل عنها جميعا

السباح n80 31-08-2008 07:07 PM

شكرا للنفس المتحررة
بنهاية القصة هل نحرم من اسلوبك الراقي الجميل ..؟
أرجو طرح قصص حصلت لك او لغيرك من الاصدقاء والأقارب ..,
تقبل مرور محب..,

مختلف 31-08-2008 09:35 PM

شكرا لك
اللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال

مهند و 31-08-2008 10:24 PM

وانت بألف خيييييييييييييييييييييير وسلامه مشكووووووووووووووووووووووور اخوي ماقصرت

مهند و 31-08-2008 10:25 PM

درة القصيم اتركي الأمر لأخينا ولاتتدخليييييييييييييييييييييييي في أموري ممنوع التدخل

المواصل 31-08-2008 10:32 PM

ننتظر الباقي

ثمامة بن أثال 01-09-2008 04:25 AM

والله اسلوبك جميل والقصة اروع

النفس المتحررة 02-09-2008 09:42 PM

درة القصيم الحمد لله أختي خلصت قبل الصيام مع ترك اشياء كانت لها وقع في القصة شكرا لكِ .
ماله شكرا لتعقيبك الطيب .
حامل الراية بارك الله فيك ودفعك لي للامام وأبشرك فقد آتت أكلها بحمد الله .
أبوثامر اضافاتك قيمة أخي الكريم شكرا لك
السباح n80 ماتقوله هو من حسن ذاتك وصدقني سأكتب ما أراه مناسباً مادام المنتدى للكتابة .
ابووليــــــــــد مرحبا بك وبتعقيبك .
مهند و أخجلتني يا أخي والله بدفاعك عني وتعقيبك المستمر لك كل الشكر والتقدير .
المواصل البقية في الطريق أما بقية القصة فانتهت
هتلر شكرا لك ولدفاعك كما هو لمهندو فأنتما تكرماني بما لا أستحق شرفتني وأهلا بك .

. الأمــــل . 03-09-2008 02:03 AM

ياسلام قصه عشنا معها صراحه كثير


تصير هالقصص وما نقول الا الخوف من الله قليل


الحمد لله والشكر الله لا يبلانا تسلم تسلم وتقبل مروري .

ẦβǾŨĐỸ 03-09-2008 02:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها بريداوي للصميم (المشاركة 1122968)
يتغـــــلا
ما وقفــــــت عليك

ههههههههههه

:d

ẦβǾŨĐỸ 03-09-2008 04:04 AM

كأي عائلة من العوائل التي أبتليت أو أجبرت على احضار الخدم إلى بيوتها لتخدم فيه وتريح الأهل من عناء التنظيف والطبيخ والغسيل بعد أن كبرت الأم وطارت البنات إلى أزواجهن فليس من معين بعد الله سوى بلاد شرق آسيا لتكون تلك القادمة من بعيد هي الكُل في الكل , وصاحبة السمو والفخامة في البيت فلا رأي يعلو رأيها , ولا طبخ يسبق طبخها أو خدمتها .
تحفظ كل شيء من الملعقة الصغيرة إلى أكبر قدر في المطبخ , ليس هذا فحسب بل تحفظ أماكن الأشياء فكم من يوم جئنا إليها مهرولين نبحث عن عقد لؤلؤ فقدناه , أو جهاز جوال اختفت شمسه , أو دواء حان وقته .
جاءت من بلاد تفتقد لأبسط ادوات التحضر إلى بلد لديه سعار الاستهلاك , فبالله كيف سيكون تعاملها مع الأجهزة الحديثة كالمكنسة وغسالة الصحون أو الثياب , أو أجهزة التلفون والتلفاز , إنها بداية صعبة خصوصاً أن مدة بقائها سنتان السنة الاولى تدريب وتصليح فيما أتلفته والثانية تستعد للرحيل وتجهز عفشها وتشتري حاجياتها , وماعلينا سوى التسليم لهذا القانون الذي سنه السان دون أن يدري بأننا سنستقدم كل عشر سنوات خمس خادمات كل واحدة منها بسبعة آلاف ريال راتب كل منهن 800 ريال فيكون مجموع ماسيدفع على مدار هذه السنوات 131000 ألف ريال , فضلاً عن أن هذه القادمة من بعيد قد تطلق ساقيها للريح فتهرب مع من يغريها , وأنت لاحول لك ولاقوة سوى أن تبكي على فلوسك التي دفعتها والنظام لايحمي سوى غير المواطنين .
جاءتنا إحداهن صغيرة العقل قبل الجسم يظهر من ملامحها أنها ثائرة في زمن العفاف , بدأت أرقب حركاتها وسكناتها لأستشف من خلالها ماتنوي فعله وتوجست منها أنها لابد يوماً من أن تهرب , هنا بدأت معي قصتها ........؟؟

رأيتها أول وهلة بعد أن جاءنا الخبر بوصولها إلى مطارالرياض حيث طارت أمي فرحاً بقدومها لأن رمضان على الابواب وكل ربة بيت تعلم علم اليقين أن شغل البيت وتنظيفه وترتيبه وإعداد الفطور والسحور مع التفرغ للعبادة وأداء صلاة التراويح وغيرها تحتاج لجهد كبير وعمل متواصل مع مشقة الصيام التي لاتخفى على أحد تجعل أمي ومثيلاتها يفرحن بقدوم الضيفة الجديدة .
كانت تلبس البنطال وتلف على رأسها خماراً كعادة نساء بلادها مما جعلني أرى وجهها وحينها لمست في ملامح وجهها وقرات بين عينيها شيئاً غريباً لم يسبق لي أن لمسته فيمن قبلها .
كانت عيناها كما يقول المصريون زايغه فلا يفوتها شيء وهي تسير في المطار والاغرب هو طلاقتها في الكلام والثرثرة الزائدة عن حدها ومن يراها ويسمع كلامها معنا تلك اللحظة لايشك في أنها خدمت عندنا ثم عادت لنا مرة أخرى .
وصلنا البيت بعد أن زادت في الكلام ونقصت ونحن في طريقنا إلى البيت , فبعد أن دخلت البيت وعرفت مأواها ووضعت فيه متاعها , تركتها الوالدة لتبدل ملابسها وتصلي فريضتها وتأكل لقمة تسد عوزها لانهن في المطار لا طعام لهن سوى الماء .
بعد أن أخذت قسط من الراحة جيء بها لتسمع التعليمات وتحفظ نظام البيت عن ظهر قلب وأول ماتحرص عليه الوالدة هي الصلاة والمحافظة عليها وثانيها الحجاب وعدم الكلام مع الرجال وأي حاجة تريدها تطلبها منهاشخصيا وإن دعت الحاجة لمخاطبة الرجال فلابد من الحشمة والايجاز في الكلام وتلت عليها الوالدة قائمتها التي ترددها على كل من اشتغلن عندها .
وفي نهاية إلقاء التعليمات قالت الوالدة : شوفي ياشريفة جوال ممنوع , وإن كان معك جوال فسلميه لي أغبيه لين تسافرين واعطيتس إياه , ولاتخافين نبي نخليك تكلمين اهلك بطاقة سوا ولا زجول .
طبعا اسمها ليس شريفه أصل اسمها صعب ومن طرائف الأمهات أن تختار لخادمتها الاسم البلدي القريب من اسم الخادمة الحقيقي .
فهمت الخادمة التعليمات وعلمت أن اسمها الحركي في البيت سيكون شريفة وأن الجوال ممنوع منعاً باتا وإذا عثر عليه في حوزتها سيصادر وسيتم محاكمتها علنا أمام الجميع ...

لم يمر أسبوع إلا وقد حفظت الخادمة البيت زاوية زاوية , وشبراً شبرا , وغرفة غرفة , حتى أنها شمرت عن ساقيها وصعدت إلى السطح لترى بعينها كل زوايا البيت .
غرفتها التي أعدت لها ولسابقاتها تقبع في الدور الأول , فحين تدخل من باب البيت الداخلي يكون عن يمينك قسم الرجال وعن يسارك قسم النساء وفي الوجه هناك غرفتها .
كان البرنامج الخدمي معروف كغالب البيوت الخدمة تبدأ من الساعة السابعة وحتى غسل صحون العشاء وتنظيف المطبخ ثم الخلود إلى الراحة والنوم .
بيتنا كبير جدا لايكفي فيه خادمة واحدة , ولذا كثيراً ما تأتي خادمة أحد الأخوات أو الأقارب لتساعدها في شئون البيت وخاصة في المناسبات أو العزائم , ومنها نشأت علاقات بينها وبين الخادمات الاخريات مما جعل التواصل سهلا ويسيرا عليها .
دخلت مرة في الصباح الباكر مسرعا وإذبي أقابلها وجها لوجه فما كان منها إلا أن استدارت بخبث نسائي ماكر لتسدل عن شعرها وكأنه بغير قصد .
قالت لي أمي يوماً : ياولدي هذه الخادمة لاتعرف الدين وهي تقول أني أبكي من ذنوبي في الخلوات فأريد أشرطة و كتباً دينية بلغتي حتى أعرف الدين أكثر وأكثر , وأنها فعلت ذنوباً تستحي من ذكرها .
جئنا بالكتب الدينية بلغتها من مكتب الجاليات واشترينا لها أيضاً مسجلاً لسماع الأشرطة لعل الله أن يفتح على قلبها , وذات يوم بعد أن خلد الجميع للنوم نزلت من الدور الثاني للدور الاول لحاجة أريدها فسمعت صوت طرب مع جلبة وحركة فتحسست الصوت وإذبه يصدر من غرفتها فلما قربت أكثر وأكثر تعرفت على الصوت فإذا هو صوت مطرب خليجي يشعل في القلب جمر العشق ويلهب الوجدان والأخت شغالة رقص على إيقاع الأنغام , هنا عرفت أن طلبها للأشرطة والكتب كان هدفه الحصول على المسجل لتسمع به مالذ وطاب من الغناء لترقص عليها بكل أنس وفرح ...
لم يمر أسبوع إلا وقد حفظت الخادمة البيت زاوية زاوية , وشبراً شبرا , وغرفة غرفة , حتى أنها شمرت عن ساقيها وصعدت إلى السطح لترى بعينها كل زوايا البيت .
غرفتها التي أعدت لها ولسابقاتها تقبع في الدور الأول , فحين تدخل من باب البيت الداخلي يكون عن يمينك قسم الرجال وعن يسارك قسم النساء وفي الوجه هناك غرفتها .
كان البرنامج الخدمي معروف كغالب البيوت الخدمة تبدأ من الساعة السابعة وحتى غسل صحون العشاء وتنظيف المطبخ ثم الخلود إلى الراحة والنوم .
بيتنا كبير جدا لايكفي فيه خادمة واحدة , ولذا كثيراً ما تأتي خادمة أحد الأخوات أو الأقارب لتساعدها في شئون البيت وخاصة في المناسبات أو العزائم , ومنها نشأت علاقات بينها وبين الخادمات الاخريات مما جعل التواصل سهلا ويسيرا عليها .
دخلت مرة في الصباح الباكر مسرعا وإذبي أقابلها وجها لوجه فما كان منها إلا أن استدارت بخبث نسائي ماكر لتسدل عن شعرها وكأنه بغير قصد .
قالت لي أمي يوماً : ياولدي هذه الخادمة لاتعرف الدين وهي تقول أني أبكي من ذنوبي في الخلوات فأريد أشرطة و كتباً دينية بلغتي حتى أعرف الدين أكثر وأكثر , وأنها فعلت ذنوباً تستحي من ذكرها .
جئنا بالكتب الدينية بلغتها من مكتب الجاليات واشترينا لها أيضاً مسجلاً لسماع الأشرطة لعل الله أن يفتح على قلبها , وذات يوم بعد أن خلد الجميع للنوم نزلت من الدور الثاني للدور الاول لحاجة أريدها فسمعت صوت طرب مع جلبة وحركة فتحسست الصوت وإذبه يصدر من غرفتها فلما قربت أكثر وأكثر تعرفت على الصوت فإذا هو صوت مطرب خليجي يشعل في القلب جمر العشق ويلهب الوجدان والأخت شغالة رقص على إيقاع الأنغام , هنا عرفت أن طلبها للأشرطة والكتب كان هدفه الحصول على المسجل لتسمع به مالذ وطاب من الغناء لترقص عليها بكل أنس وفرح ...
بعد تلك الواقعة ترددت هل أخبر أمي بما سمعت في تلك الليلة , أو ألتزم الصمت لأن ظروف أمي البيتية وانتظارنا الطويلة للخادمة بسبب ماحصل من مطالبات برفع أجور العمالة وتأخر مكاتب الاستقدام في احضارهنّ .
هذه الأسباب جعلت خيار تبديل الخادمة أو الاستغناء عنهابالنسبة لنا شاق ليس مادياً بل معنوياً , خصوصاً أن الوالدة من طبعها أنها لاتحب أن يدخل بيتها خادمات التأجير ولا أن يكون بيتها مسرحاً لتجارب مكاتب الاستقدام .
قلتُ بيني وبين نفسي سأكتم الخبر واتغافل ولن أغفل , لأن الموضوع قد يتطور أو تأتي هذه الخادمة التي تمارس الكذب بما هو أعظم .
سارت الحياة طبيعية كما هو أي بيت , وفي أحد الأيام سمعتُ من قريبة لي أن خادمتها تشتكي من خادمتنا وتقول لها صراحة إن تلك الخادمة _ أي خادمتنا _ عار على هذا البيت إنها فاسدة بما تحمل الكلمة من معنى , بل الأفضع من ذلك أنها تخاف منها .
هنا بدأت أمسك طرف الخيط , وعلمت أن توقعي كان في محله , وأن هذه الخادمة تخفي شيئاً وأن كذبها بشأن المسجل ليس إلا كذبة صغيرة وأن هناك أكبر منها .
وضعي لايسمح لي بمراقبة البيت مراقبة دقيقة , فحاولت أكثر من مرة أن أدخل في أوقات متفاوتة لعلي أظفر بشيء .
جاءت الحادثة الثانية لتؤكد أن المسألة في طريقه إلى مالاتحمد عقباه , حيث جئت يوما في الصباح أمشي على أطراف أنامل قدمي , بحثت عنها في كل مكان فلم أجدها ؟
توقعت أنها شعرت بمراقبتي لها فهربت من البيت , لكن ما إن ذهبت لمكان منزو في البيت إلا وجدتها ترمي برسالة مظرفة من أعلى السور إلى جيراننا ...
التفتت إلي وعرفت أني رأيتها , لم تجد من حل سوى أن تهرب إلى غرفتها مسرعة , فكرت في الأمر وفيما تحمله الرسالة ؟ ومن المرسل إليه ؟ والأهم من كل ذلك كيف أصل إلى الرسالة .
فكرت لبضعة أيام ولم أصل لحل يريحيني , بدأت أتقصى من أمي _ بحيث لاتشعر _ عن أحوال جيراننا وهل عندهم خادمة ؟ وجنسيتها ؟ .
وكنت حذرا في ذلك حتى أبعد أمي عن جو القضية , لأني حسمت أمري بأن أواصل مع هذه الخادمة حتى النهاية .
لم أكلمها عن شيء , وكأني نسيت الرسالة أو كأنها ليست عندي ذا بال , فاطمأنت وارتاحت بعد أن شعرت منها _في باديء الأمر_ بالاضطراب وعدم الاتزان لدرجة أنها تجلس مع الوالدة وتقول لها : فلان _ تقصدني _ مرتاح لعملي في بيتكم !؟ هل قال عني كلاما يذمني فيه ؟ كاد المريب أن يقول خذوني .
استغربت أمي من أسئلتها , ولكن ظنت أنها تخشى من أن أطردها لسوء خدمتها أو تعاملها , وقد عرفت من أمي ماكانت تفكر فيه الخادمة فأرسلت شفرة عن طريق أمي بأن قلت : هذه الخادمة لم أر مثلها في الخادمات التي قبلها , قالت أمي : يعني معجب بعملها , قلت : إلى أبعد حد .
طبعاً كنت أقصد شيئاً وفهمت أمي وهي شيئاً آخر , هذا ماجعلها ترتاح وتطمئن , وتعود لسابق عهدها , في هذه الفترة كانت الرسالة تشغل بالي بعد أن زودتني أمي بحال الجيران وأن عندهم خادمة قديمة من نفس الجنسية .
بعد مدة قدر الله سبحانه أن أبحث في البيت عن شيء ما وإذ بي أعثر على رسالة في نفس المكان الذي رأيت فيه الخادمة ترمي بالرسالة إلى الجيران .
أخذتها وطرت بها مسرعاً _كي لاتراني الخادمة_ صوب غرفتي وأغلقت الباب , وفتحت الرسالة ...
قرأتها حرفا حرفا , هي مكتوبة بحروف انجليزية غير أنها ليست كلمات انجليزية , ماكان علي من عمل إلا أن أذهب لدور الترجمة حتى أترجمها بالنص وأعرف محتواها .
دخلت على مكتب الترجمة وبعد السلام , طلبت منه أن يترجم لي الرسالة وأن يخبرني عن اللغة المكتوبة بها , ذهب الرجل الذي استقبلني وعاد ومعه رجل آخر , صافحني الآخر وقال لي : هل تريد مساعدة .
قلت : نعم أخبرني بأي لغة كتبت الرسالة فإني أراها بحروف انجليزية لكنها ليست لغة انجليزية , تبسم وقال : هذه لغة البلد الفلاني نفس بلد خادمتنا , وسأترجم لك الرسالة في ظرف دقائق .
قلت : اكتب لي الترجمة حرفياً , ترجمها حرفياً بحسب طلبي , شكرته وصاحبه بعد أن سددت قيمة الترجمة .
عدت للبيت مرهقاً , مررت على أمي وطبعت قبلة على جبينها , سألتها عن الحال ؟ , لم أر في البيت أي ريبة أو تغير .
صعدت لغرفتي متشوقاً لمعرفة ماتحويه الرسالة , قرأت الترجمة الحرفية وخلاصتها ( أنا أموت بفلان أحبه حد الجنون , إنه وسيم وفاتن , آه كما اتقطع شوقا , أحبه أحبه , هل عندك من شيء لأعمله كي أصل له ) .
ليست هذه الخلاصة سوى اشارات الدلالة على المضمون , إن في الرسالة مايدل على أن الرسالة هي رسالة خادمتنا التي رمتها في تلك اللحظة , كيف عادت الرسالة دون أي رد , بل كيف عادت ؟.
حتى أتأكد من أنها الرسالة بعينها , ماكان لي من علم سوى أن أقتحم العرفة على حين غفلة منها , وأطابق بين الورق الذي كتب به الرسالة والمظروف وكذا القلم الذي كُتبت به .
دخلت الغرفة على حين غرة منها فوجدت الورق نفس الورق , والمظروف هو المظروف , والقلم هو نفس القلم .
خرجت من الغرفة حتى لاتراني , ورحت في تفكير عميق متلاطم , كيف عادت لنا الرسالة ؟ لم لم ترد خادمة الجيران عليها ؟ من هو فلان الذي عشقته حد الجنون ؟ ما العمل الذي تريد أن تعمله ؟ .
هل فلان عشيق قديم ؟ أو هو رمز لعشيق جديد ؟ من تراه يكون ؟ ....
كل ذلك كان علي أن أجتهد لمعرفته , كل ماورد في مجمل الرسالة كان واضحاً إلا أن البحث عمن تعنيه الرسالة وكذا الهدف منها ؟ كان هو المحور الأصعب وهو الأساس الذي بعده كل شيء .
أن تعرف أنها تحب فلان باسم مجرد دون أن تنسب ذلك الاسم إلا لصفة الوسامة لهو شيء يصعب علي أن أحدد من فلان , في مثل بلدنا حين تقول محمد أو خالد فهناك في كل عائلة محمد وخالد .
والأمر الأخطر أنها تريد أن تتعلم كيف تعمل له شيئاً ؟ هنا لن يذهب الذهن بعيداً من أنها تريد عمل سحر عطف لفلان الوسيم المعشوق تجاهها , فقط يمنعها المعرفة بكيفية عمل ذلك .
ماسرني في هذا الجانب أنها ومن خلال رسالتها اكتشفت أنا لاتعرف السحر ولاطريقه , وهو الذي كثيراً مايخيف الناس حين التعامل معهن , ولذا ترى من لاتعرف السحر تهدد به لأنها عرفت أن المجتمع لديه متلازمة الخادمة والسحر وأن الكل منهن ساحرة أو ممارسة له .
جلست اكتب كل من اعرفه يحمل ذلك الاسم حتى لو كان غير وسيم في عيني لأن نظرة الانثى تختلف عن الرجل في تحديد معالم الوسامة سيما وأنها من غير بلدك , فلربما كان الجاذب لها غير ماتتوقع , ابعدت طبعاً من مخيلتي أن يكون فلان يعرفها أو يتقرب لها ولا أدري كيف قررت ذلك .
بعد فترة من الزمن قالت لي أمي : ياولدي شوف ترى أم الجيران اتصلت تقول : ترى شغالتكم ترسل رسائل لشغالتنا , تبي تتعرف عليها وتسولف معها , وأنها وجدت يوما رسالة مرميه في الأرض فأخذتها - أي أم الجيران _ ورمتها علينا يعني أعادتها لبيتنا , وتقول انتبهوا لاتكون ترسل من وراكم لغيرنا .
عرفت الآن كيف عادت الرسالة , والذي لم أعرفه هل سبق هذه الرسالة رسائل وإلا هي أول رسالة , وهل هي ترسل لغير الجيران , حاولت أن أصرف أمي عن التفكير في الأمر وضحكت وقلت : وجدت الرسالة وهي خرابيط شغالات تسأل وش اسمك ؟ من أي بلد ؟ كم لك من سنة تعملين ؟ ومن هذا الكلام , تعرفيني يا أمي الفراغ قاتل , قالت : الحمد لله ما دام هو من هذا وجاي الأمر زين بس ياولدي انتبه منها!
كأن الوالدة رمت الكلمة لهدف واضح , وهي كأي ام تخاف منهن لأجل ماتسمع من قصص السحر أو الاغراء .
قلت : لاتخافين يا أمي وكلي الله , وترى الأمر بسيط وعادي .
زادت مراقبيتي لها والتنصت عليها أكثر وأكثر , وفي ليلة من الليالي جئت قريبا من غرفتها , فرأيت نور الغرفة لم يغلق ؟ تعجبت كيف لاتغلق النور , وتذكرت أن أمي كانت تقول لي : إنها تقول لها : أحب أن أنام دون أن أغلق النور , شككت في الأمر وانصت بشدة سمعت صوت همس وكلام وضحك !
حاولت أن أميز الكلام لم أستطع , حاولت وحاولت , قررت مباشرة هذه المرة المواجهة دون أي تردد , اقتحمت الغرفة ولحسن الحظ كانت بثياب ساترة .
دخلت مغضباً من تكلمين ؟ , أخفت الجوال تحت فراشها , قالت : هاه هاه , أنا أنا , أكلم ماما أيوه ماما .
طلبت الجوال منها , سحبته ببطء ودخلتْ على الرقم الذي طلبته ومسحته بسرعة ! .
عرفتْ أن الرقم سيكشف كذبها , قلت لها لماذا تمسحين الرقم ؟ ... تغيرت في هذه اللحظة من أنثى خائفة لأنثى مغرمة فاتنة وقالت : هذا حبيبي , معشوقي , أحبه , أكلمه , أنا أحب حتى لو تركت العمل كله .
قلت مااسمه : قالت فلان نفس الاسم الذي كتبته في الرسالة , من هو فلان ؟ من فلان ؟ صرخت عليها بقوة ؟ قالت : هو عشيقي الأبدي إنه ..............
إنه ...إنه ...ترددت قليلاً ثم سكتت , أكملي من ؟ انطلقت بشحاعة ورفعت عيناها بعد أن اغرورقت بالدموع _ ولا أدري أهي دموع حبٍ وشوق وعذاب أو دموع خوف ورهبة _ نطقت اسمه برومانسية حالمة تماماً كما في التمثيليات وكأنها تتذكر معالم وجهه الفاتن لها , قالت : ذلك ابن كفيلي السابق !؟
ثم عقّبت أهبه قالتها بلكنتها الأعجمية وضمت يديها إلى صدرها واطلقت آهات الشوق والعذاب !!
هل أقول صعقت أو فجعت أو تلخبطت كأني أمام مشهد سينمائي ليس حقيقي البطل غائب وحبيبه يبحث عنه ودوري بينهما ايصال المحبوب إلى حبيبه .
تذكرت بعد لحظات أني في غرفتها لوحدنا دونما حسيب أورقيب , وتذكرت أنها أنثى والأنثى إذا أحست بالخطر فإنه ترمي بجميع حيلها إغواء وإغراءً , تبدأ بالبحث عن النقطة الأضعف فيمن يحاول أن يهجم عليها أو يقبض عليها متلبسة , تماماً كالقط حين تحجزه إلى زاوية فلايجد منفذاً سيتجه حتماً إلى القفز على وجهك .
كذلك تذكرت أن الأوامر التي صدرت لها من أمي بمنع الاتصال والجوال وأنها أخبرتنا بأنها لاتملك جوال , وقد كذبت الآن , وهناك احتمال أن تكون اشترته فمن الذي جلبه لها؟ أو تكون سرقته فمن ذا ياترى الذ سطت على جواله وكيف ؟ , والامر الآخر من زودها بالشريحة وبطاقة الشحن ؟
تنبهت بعد كل هذه الخواطر السريعة , ورتبت نفسي وحاولت أن أقودها _لا أن تقودني_ إلى ما أريد , علي أن أحذرها قدر المستطاع وأحاول فهم ماستقوله !
سألتها من أين لك الجوال ؟ .. قالت هذا جوالي جلبته معي من بلدي حيث اشتريته من البلد الذي كنت أعمله فيه ... يعني كذبت علينا حين قلت ليس معي جوال ؟ .. قالت: طبعاً توقعت أن تأخذوه مني لذا كذبت ..., قلت حسنا الجوال اشتريته قبل لكن الشريحة وبطاقة الشحن , هنا ترددت ثم صمتت , أعدت عليها السؤال , قالت : شغالة فلان _ قريب لنا _ دفعت لها قيمة الشريحة والشحن وزوجها السائق تكفل بالمهمة , عرفت أن هؤلاء شبكة مترابطة يخدم بعضهم بعضاً , فالسائق يكون هو الممول للخادمات , ولا أدري هل هؤلاء السائقين يفعلون ذلك حباً وكرامة أو كل شيء له ثمنه المادي أو المعنوي .
شككت في أنها كانت تكذب في إجابتها الأخيرة , لا أدري لماذا ؟ ... سألتني بخبث بدون مقدمات كيف عرفت أني اتصل ؟ أجبتها بأني كنت أبحث عن شيء فسمعت صوتاً فلما قربت اكثر وأكثر عرفت أنه من غرفتك ولما اقتربت سمعت المكالمة .
مباشرة بخبث أيضا لم لم تنم ؟ قلت : هذا شيء لايعنيكِ , تابعت خبثها بأن قالت : هل تعلم أني لا أنام الليل ؟, قلت : ولم ؟ , قالت _ بكل وقاحة _: إني أحس بألم كبير في صدري ورفعت يديها نحو صدرها فأمسكت بثدييها وقالت : ألم شديد هنا لأن الحليب قد تجمّع فيه .
خشيت أن تزيد في إغرائها وتكشف عن نهديها , جاءني الشيطان في تلك اللحظة , ولكن سريعا صرفته , فحولت الحوار لمساره الصحيح وتابعت مساءلتها .
سبق لكِ أن عملت قبل هذه المرة , قالت : نعم في بلد كذا ...كم عمرك : قالت : ستة عشر , فطنت الآن أنها في أوئل عشرينيات عمرها , يالله ما أبشع هذه المكاتب التي تريد فقط الربح المادي , فلقد كانت جميع شروطنا مخالفة لماهو عليه الواقع , أولها العمر .
حين تاتي خادمة بهذا السن فإن عليك أن تراقبها كما تراقب مراهقة , فينقلب الوضع في البيت بدل من أن تخدمنا نخدمها نحن بأن نراقبها, ومراقبة المراهقات من أصعب الأشياء .
قلت : وحبيبك ؟ ... قالت : هو الأكبر من العائلة , لقد كان وسيماً كنت أحمل صورته في الجوال , وبدات تصفه لي بكل أريحية .
سألتها السؤال الذي لم تتوقعه ؟ , هل كانت العلاقة بينكما حب فقط أم صداقة لحد أن وقع الحرام ؟ سكتت ... قلت : أجيبي .
قالت : بعد أن بكت وبكت وبصوت خافت لايكاد يسمع .......
مع نشيج متقطع نعم لقد وقعنا في الحرام .... و مارسنا الحرام !!
يا الله قلتها لها أين الدين ؟ ألم تكون تدركين عقوبة وشناعة الجرم !؟
هذا غير أن الله قد يبتلك بالأمراض التي تفتك بالمرء في يوم وليلةٍ .
بكت وأكثرت البكاء , أحسست بأنه بكاء مذنب يتحسر على فعلته , لقد تحرك جانب الخير فيها فالإنسان مركب من خير وشر متى انتصر احدهما وغلب ظهر عليه أماراته وعلاماته ,تغيرت نظرتي لها من خادمة مراهقة , إلى أخت يجمعني بها ليس نسب بل دين .
تحركت مشاعري الأخوية نحوها , نسيت ماكانت تفعل وغرقت في بحر أفكاري , هذا أخت مسلمة كأي مسلمة على وجه الأرض نغضب حين ينتهك عرضها , هذه انتهك عرضها _ وإن كان باختيارها _ لكنها رميت صغيرة في براثن الفتن , جاءت من بلاد بعيدة وقد عقد والداها عليها الأمل في أن تكون مصدر الرزق بعد الله .
ستة عشر سنة عمرها حين جاءت ! أليست في زهرة شبابها؟
من في مثل سنها من بناتنا ترفل بالنعيم والمسكن المريح والخدم والحشم والجوال والأسواق وربما تبحث مع كل هذا عن الحرام , هل هاتان الصورتان متشابهتان ؟
هل تلام حين يأتي لها في مثل هذا السن من يدغدغ مشاعرها وهي تحت أمرته وفي ملكه وسلطانه يأمرها وينهاها كيفما شاء , بل يخلو بها دون أن يعاتبه أحد لأنه ملك زمام أمرها , يعاملها كالجارية وفي الأخير يعبث بشرفها بعد أن تنجر معه لأنها جاءت من بلادها وهي تظن _ كما والداها يظنان _ أنه هنا ستكون قريبة من مكة وبين أحفاد الصحابة .
نزلت علي الرحمة حتى سقطت من عيني دمعاتٍ أخفيتها بصعوبة عنها , قربت الصورة أكثر وتخيلت أنها أختي الشقيقة وقد سافرت لطلب الرزق وفي الأخير يعب بعرضها _ لاسمح الله _ .
لا أدري لم البعض لاتتحرك مشاعره وغيرته إلا حين يتخيل أنها أخته الشقيقة أو قريبته؟
مع أن الاسلام جمع اللحمة بين المسلمين بكلمة إخوة , فغيرتنا على المحارم تكون صحيحة أشد لكن غيرتنا على نساء المسلمين واجبة .
أم هل يلام أبوها !؟ الذي أرسلها في مثل هذه السن بعيدا لأول مرة لتجلب له الرزق , أوتراه كان يعلم بخطورة الحال !؟ لا أدري غير أنها في كل الأحوال ضحية !
قلت لها أحكي لي قصتكِ : قالت :
قدّمت _بعد أن وافق والدي_ للعمل في بلاد الأغنياء , وبعد مدة جاء دوري للسفر إلى بلاد كذا وسمتها , عندما استقريت في هذه البلد .
كانت العائلة مكونة من أب وستة أولاد وثلاث بنات , أحسست في أول الأمر باختلاف البيوت عن بيوتنا , والناس عن أناسنا , والحياة عن حياتنا , كنت اخدم في البيت لاغير , بعد فترة جاء كبير العائلة _ أبوهم_ ليلاً وطلب مني خدمة ما قمت لأعملها له فإذبي أحس بشي غريب يعبث بي وقد طوق بيديه على جسمي من الخلف ........
ولفيح أنفاس ثائرة تلتقطها أذناي , التفت بسرعة فرأيت هولاً ...كبير العائلة يضمني إليه ضما وتلامس شفتاه خدي , رأيت عيناه فإذا هما غائبتان وعلى وجهة علامات سُكر الشهوة ...
صرخت لا أدري خوفاً منه أو عليه !؟ ودفعته بعيداً عني , أقبل إلي يريد أن يضمني أخرى , فهربت إلى غرفتي وأغلقت الباب على نفسي , أنفاسي تتصاعد , يكاد يغشى علي من هول الفاجعة ...
الأب يفعل ذلك ؟؟ ما حال البيت إذن !؟
فكرت بحال زوجته وأولاده لو علموا بذلك !؟ هل سيرحمونني أو سأكون أنا المجرمة والجلاد !
بعدهذا الموقف تغيرت نظرتي عن العائلة , وبدأت أدرك معنى الأشياء على حقيقتها , كنت أسمع مكالمات البنات والأولاد في آخر الليل فعرفت أنها ضحكات عُشاق ...وأن لكل بنت عشيق !؟ ولكل ابن معشوقة !؟
خالطت الخادمات الأخريات , ممن هن أكبر مني , فسمعت المكالمات السرية بينهن وبين رجال لايمتون لهن بصلةٍ .
قالت لي أحداهن يوماً : لم لايكون لك عشيق تتسامرين معه ويسمعك عذب الكلام !؟
لم أستغرب ذلك بعد أن تأقلمت على الوضع , كنت في تلك الحالة أفكر من يقبل بمثلي لتكون خليلته التي يكلمها وتكلمه ...
في يومٍ من الأيام خرجت العائلة خارج البيت وطلبت مني البقاء فيه , وفيما كنت أقتل وقتي هنا وهناك بالخدمة , مسكت الجوال وعبثت فيه وجاءتني خاطرة أن أبحث لي عن شابٍ أكلمه , ضربت الأرقام عشواء فجاء صوت شاب متغنج لذيذ الصوت يحدثني بكل رقةٍ , كلمته وتجرأت وحادثته وأخذت معه وأعطيت , وأنا على هذا الحال دخل ابن العائلة الأكبر إلى البيت وسمع حديثي ؟
هجم علي فأغلقت الهاتف , توقعت أن يضربني أو يسلب مني الجوال , ولكنه هجم علي هجوم المفترس الذي يريد أن يلتهم فريسته .
لم يدع لي مجالاً , قبلني بكل شهوة , وطرحني أرضاً , حاولت أن أقاوم لما تعلمته عن حفظ الشرف , لم أستطع !
فعل فعلته دون أن ينكشف المستور , ووعدني خيراً بكتمان السر , كتمت السر عن أهله , من هنا بدأت علاقة العشق معه يكلمني وأكلمه مباشرة وبالهاتف ويلقي علي أجمل العبارات حتى آمنت أنه حبيبي الأول والأخير .
جاءني أخرى ليطلب مني الحرام فوافقت لكن بشرط أن لا يقضي على عفتي , فعل كما في الأول وشعرت بلذة غريبة ,صرنا على هذه الحال , وفي مرة من المرات لم أشعر إلا وقد فقدت ماكنت أحاول الحفاظ عليه .
كرهته وصرخت عليه وبكيت أمامه , صار يهديني ويعدني بالوعود الجميلة حتى نسيت وتصاغر الامر عندي فبات الامر بيننا كما هو بين الأزواج .
كل هذا وفي مخيلتي صورة أبي وأمي ؟ كيف لو علما بي ؟ من سيقبل بي زوجة ؟ ما حالي بعد أن أطرد أو تنتهي خدمتي هنا ؟ لكنه كل ذلك لايهم المهم هو حبيبي الذي ظفرت به وليذهب الآخرون إلى الجحيم , كان هذا تفكيري لأني فهمت الدنيا هكذا ورأيت الدنيا هكذا ؟
وفي غمرة اللذة جاء اليوم الأصعب الذي لم أتوقعه ....
تغيرت حالتي الصحية , وبدأ الغثيان والدوران وقلة خدمتي في البيت , أحست الأم بما أعانيه فاعتقدت أنه مرض حل بي , طلبت الذهاب معها للطبيب , رفضت لخوفي من أن يكون ما لا أتمناه , أصرت وبقوة ذهبت وبعد الكشف بان كل شيء , لقد جرّ الحرام علي حملاً سفاحاً .
في الطريق إلى البيت زمجرت علي وانهالت بسيل من الكلمات التي لا أول لها ولا آخر , وطالبتني بالاعتراف بكل شيء , فكرت واحترت هل أقول ابنك هو المجرم !؟ لن تصدق , ولو صدقت سأكون انا التي أغويته وسأنال العقاب !
لم أجد حلا سوى أن اجعل التهمة في عامل قابلته في أحد الأسواق وتعرفت عليه حتي وقع بيننا ماوقع , حيث يسمح لنا التسوق يوم الجمعة فهو يوم عطلة أذهب فيه للتسوق بكل حرية .
صدّقت ماقلت أو هكذا ظهر لي , ولكن قالت : نحن لانريد الفضيحة لك ولذا سوف نرحلك لبلد الآن ,وهي تريد الخلاص مني لأن فضيحتي تعني فضيحة البيت والناس سيشكون بأولادها ,
جمعت متاعي على عجلٍ وحجزوا لي إلى بلد في ظرف أسبوع ,وحين ركبت الطائرة جاء العذاب الذي كنت اهرب منه , والدي لو علم مامصيري !؟
عشيقي الذي قدمت له أغلى ما أملك وسترت عليه هل سيحفظ هذا الود أم سينساني لاني في نظره امرأة فاجرة ؟
وصلت هناك واخفيت كل شيء عنهم , استغربوا حضوري قبل انقضاء المدة , ولكن الاعذار جاهزة قلت لهم إن العائلة ستسافر لخارج بلادهم فرأوا الاستغناء عني .
عشت في بيت أمي حيث طلقها ابي , ذهبت للمستشفى واسقطت الجنين بخفية , مارست الحياة كما هي قبل , جاءني أبي يوماً بخطيب , تمنعت لأني سري سيكشف , أجبرني على ذلك , وافقت وفي ليلة الزفاف وحين خلوت بزوجي الذي هو قريب لي قلت له كل شيء وهذا ما لا أستطيع اخفاءه وسكتُ عن موضوع الحمل , تفهم بعد أن رجوته أن يبقيني عنده لمدة ثم يطلقني وكأن الطلاق بسبب عدم الألفة والمحبة ,وطلبت ألا يخبر أبي , وافق على ذلك وبعد شهر طلقني .
بعد الطلاق صرت حِملا ثقيلا على أبي وأمي , وقدّم لي أبي للعمل مرة أخرى , فكنت من نصيبكم !!.
حين انتهت من كلامها سكتت وهي تنتحب قليلاً , قلت لها : مافات هو ماضي فعليك بالإنابة والاقلاع والتوبة , وسأخذ الجوال عندي , وأفكر في أمرك حتى اهتدي لما يختاره لي ربي .
خرجت من غرفتها قبيل آذان الفجر , وذهبت للفراش أفكر في حالها وحالهن , وأتأمل كيف نستقدم الخادمة لبيوتنا صغيرات السن وبعضهن جميلات ويُعتدي في نفس الوقت على شرفهن ثم نقول الأخير الخادمة خطر وشر مستطير , ألا نتحمل جزء من المشكلة ومكاتب الاستقدام جزء والقانون جزء والخادمة جزء .
من لايكون في حاجتهن ثم يحضرهن للترف والفخر بان في بيته خادمة أليس هو الذي جاء بالشر لبيته وبين صبيته وبناته .
جلستً ليومين أفكر في ما أعمله تجاهها , هل أسفرها لأن ماضيها سيء أو أبقي عليها لأن كل خادمة تأتي لاتخبر بماضيها ولو كشفت كل واحدة ماضيها لعرفنا الحسنة من السيئة .
ظللت أفكر كثيراَ , جاءتني الهموم من كل مكان ...
هل أصدقها ؟
أم أكذبها ؟
لم لا أصدقها وهي قالت ماضيها السيء ولو كانت تكذب لأخفت بعض الحقيقة ؟؟
لا أدري ؟
لو قررّت تسفيرها ماذا ساقول للوالدة التي أعجبت بعملها وخدمتها بعد أن كنت أقول لها: لم يأت مثلها !
ماحالها لو علمت بالأمر وسفرناها , هل ستقبل بخادمة أخرى بعد ماسمعت ماسمعت؟
من سيخدم بالبيت لو رفضت فكرت الخادمة ؟
هي وهي لاتقدر , أم أنا وأنا لا أقدر ؟
لذا لابد حين أقرر تسفيرها ألا تعلم الوالدة بالسبب الحقيقي ؟
بعد أيام قررت بقاءها والصبر عليها حتى ينتهي عقدها .
كان هذا القرار الذي قررته وعزمت عليه إلى أن جاء زميل عزيز وأخبرني خبراً مفجعاً جعلني أغير رأيي بسرعة وأبادر بتسفيرها ...........
كان هذا القرار الذي قررته وعزمت عليه إلى أن جاء زميل عزيز وأخبرني خبراً مفجعاً جعلني أغير رأيي بسرعة وأبادر بتسفيرها ....
قال لي زميلي يافلان إني أرى في بعض الأحيان عاملاً يتردد على منزلكم وكأنه يقص الاشجار , وحركاته غريبة , والتفاتته غريبة , فيه شبهة , ولقد لمحته مرة وكأنه يُدخل شيئاً من تحت الباب !
قلت له صف لي هذا العامل , وصف لي وكأني أراه , بعد أن أنهى حديثه قصصتُ عليه قصتي مع الخادمة كاملة وطلبت مساعدته في كشف مايسعى له هذا العامل .
وافق على طلبي , بدأنا الشك في الخادمة , راقبتها جيداً حتى رأيتها تأخذ ما يُدخله العامل من تحت الباب , رأى صديقي العامل ايضاً من مكان بعيد وهو يُدخل ماكان معتاداً عليه .
جئت يوماً بعد أن ضرب علي زميلي الهاتف مخبراً أن العامل قد أدخل ما معه من تحت الباب , انطلقت صوب الباب وأخذت ما وضعه , وما أن رفعته عن الارض حتى عرفت ماكان يمرره من تحت الباب .
إنه بطاقة شحن للجوال !
المسألة بدأت تتضح لي أكثر , العامل يمرر بطاقات الشحن للخادمة , أتراها كلفته بأن يشتري لها تلك البطاقات أو هي هدية من العامل ليصل للخادمة !
اجتمعت مع زميلي طويلاً , ماذا نفعل لنقبض على هذا العامل ونرى ما وراءه !
رسمنا خطة محكمة , جئت بزميلي في الدار , وأدخلته المجلس , ذهبت للخادمة وقلت لها : يالفان اسمعي ما ساقوله جيداً , إنك لما كنت تستخدمين الجوال خفية حتى قبضت عليك تلك الليلة , كان الجوال مراقباً , وكل ما قلتيه وما تحدثتيه مسجل لدى الاتصالات , الآن لي زميل هنا في مجلسنا أريدك أن تسمعي منه , فهو مسئول عن الاتصال , لكي نحل المشكلة التي صنعتيها , خافت لما سمعت بكلمة مسئول خوفا شديدا , قلت لا داعي للخوف نحن سنخرجك من المشكلة لكن كوني صادقة وصريحة .
دخلت المجلس وهي ترتجف من الخوف !
جلست ...بدأها زميلي بقوله ياشريفة أنت هنا في هذا البلدولا تعلمين أن كل شيء مراقب الهاتف والدخول والخروج , وأنت كنت تسعملين الجوال وفي نفس الوقت مكالماتك مرصوده .
فإن صدقتِني نجوتِ , وإن كذبت علي فمكانك السجن .
ما إن سمعت السجن حتى جثت على ركبتيها وبدأت بالبكاء وإعلان التوبة والندم , عمزلي زميلي بطرفة مشيراً إلا أن الأمر أسهل مما كنا نتوقع .
قال لها : من أين لك الجوال ؟
قالت : اشتريته من البلاد التي كنت أعمل بها سابقاً ...
تابع زميلي : والبطاقة والشحن ؟
قالت : من الخادمة فلانة .
قال : كذبتِ ...إنه من العامل الذي شكله كذا وكذا لقد اعترف !
لما سمعت وصف العامل بكت أكثر وقالت : نعم ...هوالذي بدأ معي !
قال لها الزميل :وكيف تعرفتي عليه ؟
قالت : فتحت الباب يوماً , ورأيته يقطع الشجر لأحد البيوت فكلمني وكلمته , ثم بدأ يعرض علي الاتصال عليه , وكنت لا أملك شريحة ولا بطاقة شحن , فجاء بالبطاقة وأعطاني بطاقة الشحن !
قال زميلي بفراسة : وزودتيه بصورتكِ ؟
أومأت برأسها ...وتابعت لما كانت تلك الليلة التي قبض بها علي فلان _ تقصدني _ كنت أكلم هذا العامل وقد ألح علي أن اصور نفسي بصور لاتليق وأرسلها له , ففعلت , وما أن تم الارسال , إلا أن اتصل مبدياً اعجابه الشديد , وبدأ يسمعني كلاماً عذباً , وفي تلك اللحظة دخلتَ علي_ وصوبت نظره إلي_ وأخذت مني الجوال !
قال زميلي ثمّ ... قالت ثم بعد يومين أدخل العامل رسالة يسألني فيها لم لا ارد علي اتصاله فإن كنت أهرب منه فإنه سيرسل الصور للكفيل ويفتري علي بأني أخرج معه !
واصلت حديثها : بعد ذلك كلمته من الباب أن الجوال مع كفيلي , وأرجوه أن يتركني لحالي , رفض وجاء في يوم آخر بجوالٍ وشريحة وبطاقة شحن , وكل ما انتهى الرصيد أدخل بطاقة شحن أخرى , وفي هذه الفترة يطلب مني الحضور إلى غرفته ليلاً أو في النهار والناس غافلون ...كنت أرفض وفي نفس الوقت أخاف من فضيحة الصورة ...
قلتُ في نفسي _ وهي تروي ماوقع _: يالهم من محترفين , إنهم يفعلون كما يفعل الشاب المجرم الذي يدغدغ مشاعر الفتاة حتى تعطيه الصور ثم بعد ذلك يهددها بها , إن الجريمة واحدة والمجرمون يستخدمون نفس الأسلوب , صحيح أن الأشخاص مختلفون لكن الأدوار وأداة الجريمة والهدف منها واحد ومتشابه !
ألتفت على زميلي... وقلتُ له : إن هذه الخادمة طيبة وصادقة وتحب الخير لكن الشيطان دفعها للشر , كنت اعقب بهذا الكلام لتطمينها كي لاتهرب من البيت حتى ننتهي من الامساك بالأطراف الأخرى ...
وقلت لها : إنها تابت قبلُ وستتوب الآن فسامحها , رجوته كثيراً حتى رضي على شرط أن تحضر الجوال الذي معها , وألا تقرب الباب الخارجي وإلا مكانها السجن , فكل شيء مراقب !
فرحت وتهلل وجهها أرادت أن تبوس قدميه فأبعد عنها , أمرتها أن تحضر الجوال ولما جاءت به طلبتها أن تذهب لغرفتها ...
حين خرجت تداولنا الامر مرة بعد مرة , هل تهرب ؟ هل سيعلم العامل بذلك ؟ ماذا ؟
قفز زميلي عالياً وقال فكرة !
قلت هات بسرعة !
قال : لي صاحب ممن يعملون بهيئة الأمر بالمعروف نعرض الأمر عليه لنرى مايقول , اتصل عليه وطلب منه المجيء للمكان الذي كنا فيها لأن الموضوع مهم .
جاء الرجل بعد ربع ساعة , أعطيناها القصة كاملة , قال : إننا حين نقبض عليها , سترفع القضية للشرطة ثم الشرطة سيأمرونكم بتسفيرها لأن الموضوع في طور البداية .
والحل_ قلناها أنا وزميلي بصوت واحد _ قال :بما أنكما أخذتما الآن التفاصيل , فحل الخادمة أن تُسفر على وجه السرعة كي لاتهرب أو تُحدث شيئاً في البيت , وأما العامل فدعو أمره لنا !
الحمد لله _قلتها بصوت عالي _أن سخر الله لنا من أمثالكم من مهنته حمايتنا والسهر على حراسة أعراضنا , تبسم ابتسامة جميلة وقال : هي فريضة وليست مهنة .
من الغد قلت لأمي : إن الخادمة قد وقع لاهلها مشكلة وطلبوها للسفر على وجه السرعة , وكنت قد أخبرت الخادمة بما عزمتُ عليه بعد أن وضحت لها أن الأمر جاء من بأمر إجباري من زميلي كي لاتدخلين السجين ,
حجزت لها بعد أسبوع ولم أجد اقرب منه , في هذه الفترة قبضوا الإخوة في الهيئة على العامل واكتشفوا أن خلفة شبكة هذه الشبكة تقوم بجر الخادمات للتكسب منهن جنسياً بعد أن يتمتعون بهن , وقدهربت إحدى الخادمات من بيوت أحد الجيران وكان السبب في ذلك هؤلاء المجرمين , ووجدوا في مكان إقامتهم كل مايخص النساء مماهو من أدوات الفساد .
فكرتهم الخسيسة تبدأ بالتحسس عن البيوت التي فيها خادمة , فقد تكون الخادمة تخرج لرمي القمامة فيبدأ بغقامة العلاقة معها , وقد تفتح الباب حباً في الاطلاع على المارة فيهمس لها وكأنه يعمل في قص الشجر , وهكذا حتى يتمكن ثم يجرهن لما يريد .
شبكة تعيش بيننا ولاندري بها , والأشد حين يكون زبائنهم بعض من شبابنا , فإذا رأيت سكناً فيه عمالة في أي زاوية أو محطة أوغيرها ورأيت سيارات الشباب تكثر المجيء والوقوف والحديث المسهب مع هؤلاء فاعلم أن في الأمر مافيه إلا من عصم الله .
هؤلاء يتاجرون بأعراض غيرهم , ويقبضون الثمن على مايسعون له , بعضهم مسلمون وبعضهم كفار لكن يبقى حب الجريمة متجذرة في النفوس وبريق المال يطغى على كل شيء .
في اللحظات الأخيرة كادت أن تكون هذ المراهقة _التي انتهك شرفها في بلد آخر وهي صغيرة وقد ظنت أن هذه هي الحياة _ في يدي من لايرحمونها ولا يفكرون إلا بأنفسهم .
بعد أسبوع , أخذناها للمطار كما جاءت منه عادت إليه , وودعتها الوالدة وفي ظنها أنها ذهبت براً بوالديها ولم تكن تعلم أنها ذهبت هرباً من السجن , أوصتها خيرا وتعانقا , الحب الذي بينهما حب حقيقي لأنها عاشت عندها فألفتها .
سارت الخادمة بخطوات مثقلة نحو باب الدخول وهي تجر حقيبتها , أشارت بيدها إلينا ملوحة بالوداع , ولما همت بالمغاردة , ناديتها من بعيد فألتفتت تنظر ما الخطب, خطوت نحوها مسرعاًً , وما ان وصلت حتى بادرتها ياشريفة خذي هذا الذي نسيته معي , فتحته وإذا هو جوالها الذي جاءت به , تحجر الدمع في عينيها وضمته لصدرها إنه غالي الثمن .
نطقتُ بعبارة جرت على لساني : توبي إلى الله توبة صادقة .
نزلت من عينها دمعة حرى , ووضعت يديها على وجهها وهي تقول : أشكرك أشكرك من كل قلبي .
غابت مع زحمة الناس في صالة المطار.
أمسكت بيد أمي وهي تبكي على فراقها وتقول : لم ياتنا مثلها , تبسمتُ وقلتُ نعم لم ياتنا مثلها .





8
8
8
8
8
8
8
8
8
8
8
8
8
8
8
الرواية باكملها

لو كذا التنسيق تسان نصنا ماقراه

المتعطش للأجداد 03-09-2008 05:51 AM

الحمد لله والشكر ماعندنا خادمة هذا من فضل ربي 0 مسكين الي عنده خدمة الله يعينه

المستشار402 03-09-2008 08:49 AM

اكمل تراي متحمس وبقوة

مهند و 03-09-2008 01:53 PM

مهند و أخجلتني يا أخي والله بدفاعك عني وتعقيبك المستمر لك كل الشكر والتقدير .

العفوووووووووووووووووو اخي لاداعي لشكر



هتلر شكرا لك ولدفاعك كما هو لمهندو فأنتما تكرماني بما لا أستحق شرفتني وأهلا بك .[/color][/size][/font][/quote]


لا بالعكس انت تستحق الدفاع لأن كل مبدع لابدا ان يدافع عنه وانت من فئة المبدعين

إيهام 04-09-2008 04:30 AM

المستشار وش هالحماس الزايد

المستشار402 04-09-2008 07:56 PM

اااااااااااهههههههههههههههههه

المستشار402 04-09-2008 07:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها إيهام (المشاركة 1153909)
المستشار وش هالحماس الزايد

الشكو لله القصة تحمس مرررره:031:

العقرب 11 04-09-2008 11:43 PM

انا شفت الموضوع 11 صفحه والمواضيع الي فيهن دين 2 ردين بس شكل الي دخلو كلهم راعين شغلات هههههههههه


الساعة الآن +4: 05:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.