بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ذكرني فوكِ حمارَ أهلي (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=118331)

( ناب الغول ) 31-03-2011 10:02 PM

دقيقةٌ في علم النفس لا يقولها إلا ملهمٌ ، أو حاذقٌ قد أطال التأمُّل في سبْرِ أغوارِ النفسِ عند انفعالاتها ، قال :

ما زاد في الحِسّ ، نقصَ في المعنى ، وما زاد في المعنى ، نقص في الحِسّ . اهـ



والمثال على هذا هو قصة المثل المذكور في أول هذا الموضوع ، فكنت أذهب وأجيء لأقرر هذا القول ، وإني لأجد بيانَه في نفسي ، ولكن عيَّ بي القول !

وأما أمثلة هذا القول فستجدها - لو تأملتَ - في حوادث ووقائع وأفعال في يومك ..

وإنك لتجد للمعنى لذةً ، أو تعلقاً لنفسك به ، وتفضيلاً له على الحِسّ ؛ فاجعل هذا القولَ على ذُكرٍ منك ، ترَ صدقَ ما أقول .

والله يوفقني وإياك للرشاد في أمرنا كله

--

2 -

تلخيص القول في هذا وتبيينه صعب ، لأن هذا الأمر من دقائق النفوس وسرائرها ، ولكن هذه الدقيقة شبيهة أو متشابكة مع تلك الحال التي يراها الإنسان من نفسه ، وهي الولع بما منع ، والملل مما ابتذل ، وكذلك ما يجده الإنسان في نفسه من بَرد اليقين ، واضطراب الشك ، فكأن هذه الحالات الثلاث ترجع إلى أصل واحد ؛

ولكن أقول بحسب وسعي - ومن الله أستمد العون - :

ذلك أن ( المعنى ) يرجع إلى القوة المتخيلة ، فلذلك ينفسح الخيالُ لـ( المعنى ) ، فيصوره لك على أحسن ما تتمنى ، لأنك بنيتَ خيالك على ما أراك الحسُّ بعضَه ، فتستحثك نفسك على طلبِ ما أخفاه عنك الحس ، ورغّبك فيه ( المعنى ) ، ولكن إن أراكه الحسُ كلَّه ، سكنت إليه نفسك ، وأحاطت به علماً ، وعرفت أن ليس وراء ما رأيتَ معنى .

ولعلك ترى من نفسك أنك تسمع كلاماً من أناس أو ترى صوراً لبلاد ذات خضرة وماء ، فتستهويك زيارتها ، فإذا رأيتها وجدتها دون ما كنت تتصور ؛ فهذا هذا .

--

3-

قال الفخر الرازي - في المحصول في أصول الفقه ، متحدثاً عن الحقيقة والمجاز - قولاً له متعلق بموضوعنا :

إنه لا شوقَ إلى الشيءِ مع كمال العلم به ، ولا كمالِ الجهلِ به ، بل إذا عُلِم من وجهٍ شوَّق ذلك الوجه إلى الآخر ، فتتعاقب الآلام واللذات ، ويكون الشعور بتلك اللذات أتم ، وعند هذا فالتعبيرُ بالحقيقة يفيد العلم ، والتعبير بلوازم الشيء الذي هو المجاز لا يفيد العلم بالتمام ، فيحصل دغدغة نفسانية ، فكان المجاز آكد وألطف

--

4-

قال ابن رشيق - في كلامه عن الهجاء ( العمدة 173/2 ) - قولاً له متعلق بموضوعنا:

وأنا أرى أن التعريض أهجى من التصريح ، لاتساع الظن في التعريض ، وشدة تعلق النفس به ، والبحث عن معرفته ، وطلب حقيقته ، فإذا كان الهجاء تصريحاً أحاطت به النفس علماً... وقبلته يقيناً في أول وهلةٍ ، فكان كل يومٍ في نقصانٍ لنسيانٍ أو مللٍ يعرض .. الخ

--

5-

قال الفارياق : وهنا قضية نسيت أن أذكرها .. وهي أن القلوب برؤية المبرقعات أولع منها برؤية المسفرات ، وذلك أن العين إذا رأت وجهاً جميلاً وإن يكن رائعاً شائقاً غاية ما يمكن فإن المخيلة تستقر عليه وتسكن ، فأما عند تبصّر الوجه المحجوب مع اعتقاد القلب بأن صاحبه من الجنس المحبوب ، ولا سيما إذا قام الدليل عليه بحلاوة العينين ، وبالهدب وبزجج الحاجبين ، فإن المخيلة تطير بالأفكار عليه ولا تجد لها من أمد تنتهي إليه..

( ناب الغول ) 02-04-2011 08:10 PM

6-
أبو سليمان الخطابي ( شأن الدعاء ص9 ) :
.. فإن العملَ الدائرَ بين الظفرِ بالمطلوب ، وبين مخافة فوتِه يحرك على السعي له والدأبِ فيه ، واليقين يسكن النفسَ ويريحها ، كما اليأس يبلدها ويطفئها .

أبو الفوارس 02-04-2011 08:34 PM

دُرر ..!

تقيم 5 ستار ,,

جــوانا (1) 02-04-2011 10:27 PM

والله أنك صــــــــــــادق..

يعطيك العافيه..


موضوع روعـــــــــــــــه ..


الساعة الآن +4: 03:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.