![]() |
http://filaty.com/i/1010/14162/f3.jpg فرفعت أكمامي وأكملت طريق أبي .. حتى رفعت رأسي ذات يومٍ فرأيتها قادمة .. حتى وصَلت إليّ وسلَّمَت .. وردَدت السلام عليها ، ثم قلبت أصابع يديها على كفيها ونظرت إلى بصري فاعتدلت واقفاً قالت : كيف حالك ؟ ، قلت : بخير .. أشعر أني بخير ، قالت : أتمنى ذلك ، وكانت تتحدث إلي وكأنها تجرّ الكلمات من ثغرها وتسحبها غصباً ، تحاول أن تُثبِت وقوفها وما علمت أن الحياء يصنع هكذا ، قلت لها : أمِن خدمةٍ أقدمها إليكِ ؟! قالت : بل أنا كذلك ، قلت لها : ما عندكِ لتخدميني به ؟! ، قالت : إني أشعر بمقدار حزنك على أبيك .. كما شعرت بحزني على أمي مع أن عيشتي معها أشبه بالأحلام إلا أني أردت أن أواسيكَ من أجل ذلك كانت تتحدث وكأنها تضع يدها على جرح في قلبي .. بنبرةٍ رحيمةٍ أليمة ، قلت : لا أدري ما أقول ... ، قالت : لا أنتظر منك قولاً بل أخبرك أنني هنا في الوقت الذي تريده ، قلت : وما يدفعك إلى هذا ؟! قالت : الحياة هنا أيام أبيك وذهاب أبي إليه وقدومي معه لقد كان لطيفاً وطيباً .. وهذا أقل ما أقدمه لك من أجل حنانهِ ورأفته .. رحمه الله قلت : لعل الله أن يجازيك على عملك ووفائك ، قالت : اللهم آمين قلت لها : هل تريدين أن أقدم لكِ شيئاً لعلي أرد لك صنيعك ؟! ، قالت : الدعاء فقط ، ثم رأيت معها كيساً لم ترمقه عيني في قدومها .. فتحته وإذا به قطعة قماش فاخر ، قالت : أعطه لأمك وأبلغها سلامي ، قلت : إن شاء الله ، ثم ذهبَت حتى قبل أن تدخل بابها التفتت إلي ورفعت يدها ثم دخلَت قلت لصاحبي : حقاً إن هذا الموقف صادق منها نابع من حُسن قلبها قال : لقد أضمَدَت شيئاً من جروحي .. لقد جعلَتني شاعراً وما كنت قبلها كذلك ، قلت : أأنت شاعر ؟! ، قال : نعم ، قلت : ليس بغريب أن تجعلك تلك الفتاة شاعراً ، قال : بل جعلتني أكثر من ذلك .. في اليوم الثاني أتيت إلى الدكان وأنا أتمعن بكلامها منذ أن فارقتني .. وقبل أن أفتح الدكان كانت عيني على النافذة وما رأيتها .. وبعد أن فرغت من العمل قليلاً بحثت عن ورقةٍ فارغة وكتبت بها : ... دعني أريك ، فأخرج كتاباً من الدرج بعد أن لفه بقطعة قماش بيضاء ..علّق قلمه على دفّتهِ ففتحه وكأنه يفتح قلبه ببطء ، ثم قال : أنظر .. ، وعاد لأول الكتاب .. فإذا به تلك الورقة قد وضعها ثم ألصقها على ظهر كتابه قال : أترى ؟ .. لقد كانت تلك الورقة هي الأولى .. وعندما شعرت بأن الكتابات ستنهمر ! اشتريت هذا الكتاب ووضعتها بأولهِ وأكملت أشعاري التي نثرتها بها ، قلت له مداعباً : وهل كتبت بي بيتاً واحداً منذ أن تفارقنا ؟ابتسم ابتسامة ضائعة وقال : تستحق يا صديقي وقرأ وَرقته : [POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]سَلي عيوني عن الأحزانِ ما فيها = وأدمعاً بلهيبِ الشوقِ تكويها[/POEM] * * * أكمِل يا صاحبي .. ! علّق عليها مباشرة | زوايَا د / ماسنجَر .. صبَاح الخير |
أيها القراء ، المتابعين ، الرَاقين .. أهلاً بكم مجدداً وسأعقب عليكم فرداً فرداً .. والفصول القادمة بها الكثير الكثير .. د / ماسنجر |
سَلي عيوني عن الأحزانِ ما فيها وأدمعاً بلهيبِ الشوقِ تكويها عجيبه تلك الفتاة!! من أي باب دخلت حياته ؟؟ وكيف بدأت بتضميد جروحه .. وبتخفيف شيئاً من آلامه.. أعانهم الله على لوعات الحب .. ونار الشوق .. |
|
متآبعــه بصمت
د/ ماسنجر .. مبدع حقاً وفقك الرحمن ~ |
http://filaty.com/i/1010/13230/F4.jpg وقرأ وَرقته : سَلي عيوني عن الأحزانِ ما فيها .. وأدمعاً بلهيبِ الشوقِ تكويها ولن ترينَ سوى الأوجاعِ تنهسُني .. وذكرياتٍ بعمريْ كدتُ أطويها أين العضيدُ وأين من يساندُني ؟ .. وبذرةُ العيشِ فيَّ أينَ مُسقيها ؟ يا موتُ خذني ودع روحي تؤانسُه .. ولا تدع ليَ آلاماً أقاسيها يا منيةَ القلبِ أيامي ميتّمةٌ .. وحيدةٌ لستُ أدري من يُداريها ! وجئتِ والسعدُ يخطُو خلفَ مِشيَتِك .. وبَسمتي ليتها فيَّ فأبديها قد كنتُ أجهلُ أنكِ الدواءُ ففي .. صدري جروحٌ تؤذيني فداويها رددتُ صوتَكِ بيني حتى قلتُ : أيا .. ليت العيونَ قريباتٌ أناجيها ونسمةٌ طرقتْ جفنيكِ مرسلةٌ .. مني لتوقظَ عينيكِ فردّيها أراكِ في كلِ وقتٍ عبرَ نافذةٍ .. يروحُ فكريَ إذ أنتِ فتحتيها ولما فرغَ منها دمعة عينه وصمتنا هنيهة ثم قال : أسمِعت ؟ ، قلت : نعم وما أجمله من شعر .. لقد نسجت قصتك حتى أحزنتني يا رجُل ! ، قال : ما كنت أعلم أني أستطيع كتابة بيت واحد من الشعر .. لكنها استطاعت أن تجعلني كذلك فكتبتُ حتى بكَت ، قلت : هل دمعت عينها ؟! ، قال : نعم قلت : ما يدريك ؟! ، قال : مضت عدة أيام من كتابتي لتلك الأبيات .. وإذا خلوت بنفسي أخرجها وأقلبها وأقرأها وأتمعن بها .. وما كان لدي كتاب ولا قصائد إلا هذه .. فأخرجتها ذات يوم وقرأتها .. وجاء إلي أحدهم ليشتري فتركتها على الطاولة ووثبت إليه وأعطيته ما يريد وأخذنا الحديث ونحن نخرج من الدكان حتى وقفنا على عتبته .. فإذا بتلك الفتاة قادمة من بيتها .. ودخلت حتى وقفت بجانب الطاولة تنتظرني .. وقد نسيت حينها أمر الورقة وكل الأمور .. حتى حديث الرجل قد تبدّل إلى سكوناً ورحَل .. فإذا بها قد قرأت الأبيات حتى غيرت مكانها ، قالت : ما كنت أقصد أن أشغلك ، نظرت إليها فإذا بمحياها يختلف عن قدومها ، قلت لها : ما كان من شغل بل هو روتين يتكرر .. كيف حال أبيك ؟ قالت : الحمد لله بخير .. كيف حالك ؟ ، وعاد بي الشعور فشعرت أنه تضع راحتها على قلبي ، جاوبتها : بخير ، لفّت عينيها حول الدكان فأخذتُ الورقة وأدخلتها في مكانها والتفتت إلي وقالت : ما بك ؟ قلت : ما بي ؟ ، فخشيت أنها علمَت ، قالت : أين التفاح ؟ ، قلت : التفاح !! أووو المعذرة لقد نسيت أن أجلبه من المستودع ، قلت لصاحبي : وما الذي أنساك ؟ ، قال : لقد أخذ الرجل وقتي حتى غفلت .. ثم جاءت هيَ فأنستني إياه ، قلت : وماذا حصل بعد ذلك ؟ ، قال : أعطيتها ما تريد وأبلغَتني سلام والدها ورحَلت .. وبعد أربعة أيام أتيت إلى الدكان صباحاً وعندما أردت أن أفتح الأقفال ! إذ بورقة قد طويت ورُبطت بخيطٍ صغير وأدخلت بأحدها .. أخذتها وفتحت الدكان وجلست .. فككت الخيط وانسدَلَت وإذ بأولها : . . . * * * انتظروا الفصل الخامس .. علّق عليها مباشرة | زوايَا د / ماسنجَر .. صبَاح الخير |
.
*كُنْتُ بِدُخُولِي الْمُتَأخّر مَحْظُوظَة وَجِدَّآ اقتباس:
تَجْسِيدُ الْحَرْفُ لِعِظَمْ الْعِشْقِ أتَى ألَقَاً وَألْهَبَ الْذَاتَ انْفِتَانّآ. |
د / ماسنجر
نحن بالإنتظار ! |
مازالت تستثير الفضول لمعرفة المزيد^^
وفقك البارئ~ |
د/ ماسنجر أطلت الغياب ننتظر الجزء الخامس بشغف , |
. . . . . بالإنتظـــــــار
|
اقتباس:
لآ أعلم اي بيت أقتبسه من هذه القصيدة الرائعة .. بحق كانت جميلة جدًا صباحك كله خير و جلّ وقتك سعادة .. ننتظر منك جزئها الخامس |
ومازلنا ننتظر ..! |
|
الساعة الآن +4: 04:24 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.