![]() |
اقتباس:
إذا كان هذا بَعَرَ أرآمٍ , فليت شعري كيف هي تلك الأرآم ؟ :084: موضوع جميل , أحببت فقط أن أخبرك بأني سوف أتابعه -إن شاء الله- شدني سؤالك : هل يمكن للبر أن يمتلئ بالبشر ؟ فتذكرت بيتاً للشاعر إيليا أبو ماضي : خلتُ أني في القفرِ أصبحتُ وحدي *** فإذا الناسُ كلهم في ثيابي ذهب إلى الصحراء , إلى ذلك المكان النقي الذي لا تلوثه سمومُ المدينة , ليرتاح من صخبها وإزعاجها وينعمَ بشيء من الهدوء والسلام , إلى المكان الذي استأنس فيه (تأبط شراً) بعواء الذئب و(كاد يطير) لما سمع صوت إنسان فيه , ففوجئ بأن الناسَ مثلـَه .. أما أنا والبر , فأقول كما قال المجنون : بِربكَ هل ضممتَ إليكَ ليلى *** قــُبيل الصبح ؟ أو قبلتَ فاها ؟ :eek5 الآن فقط يا قيس , فهمتُ بيتـَك ... ... أيها المحروم ! |
اقتباس:
:090: تحتاج ( عيار بنشر ) ونفخ الجمل ( المنسمه ) بطريقة تضمن لكـ عدم التغريز مستقبلا .. فتك بعفية : 12 |
تسجيل حضور ومتابعة . . لي عودة . . المنتدى هاليومين يبي يصير غير مع وجود كرمع . . :) . . |
يا ما حلى الجلسة على حافة النار . . مع دلة جنب المعاميل صـــــفرا
يخلط لها من غالي البن وبـــــهار . . والعنبر الهندي مع الكيف يبرى مع ربعة بين المجالس لهم كـــار . . الكل عن ذكر المناقيد يــــــــدرا ما بين حلوات السوالف والأذكار . . على مسيل طامي قاع خبــــــرا في مربع بين الخزامى والأزهار . . لافاح ريحه تلقى الأرواح سكــرى الأرض خضرا والمداغيث نوار . . والجو غيم وهامي الطـــــــل يذرى فيه الزبيدي شالع شق الأستـار . . صلع مفاريع على جال مجـــــرى والله لك وحشة ياكرمع تغيب لكن ترجع ومعك أفضل العطايا :) |
عوداً حميداً ساحر القلم متابع :) |
ما بالكـ توقفت . . واصل . . . . |
لن أطيل في الرد ولكن ما هي إلا كلمة أردتُ إطلاقها لقد أتيت بسحر الصحراء هنا وشوقتنا للبر والكشتات واصل أبا صالح <<< طحنابك :D |
موجود .. :)
|
فاصلة [bdr][/bdr] مقطع معبر عن الصحبة .. استعرته من موضوع لي سابق .. أضعه فاصلة في ثنايا الحديث .. [bdr][/bdr] عندما كنا عزابا !! قلت له : أنا سأشتري هايلوكس .. لأنها تدخل في كل شيء .. وتخدم لكل شيء .. وقال لي : أنا سأشتري : كامري .. وسكت .. ومرت الأيام حتى عزمنا على رحلة برية طويلة .. قالوا : والسيارة ؟ قلت على عجل : سيارتي مناسبة ياشباب .. دعوا السيارة علي أنا .. وفي أحد مفاصل الرحلة .. وبينما كنا ننتقل من مكان لآخر .. كان بهيم الليل يشيع في النفس كآبة كامنة .. زادها أن السماء كأنما فتحت أبوابها بماء منهمر .. والرعد يكاد يدخل معنا في قمرة السيارة الهايلوكس .. وهي بالكاد تتسع لخمسة ركاب .. ونحن الآن ستة !! البرق الخاطف كان يخبط الأرض ثم يصعد مسرعا .. وفي كل مرة منه كنا ننظر إلى الأرض من حولنا .. وحلاً .. وماءً جاريا .. وبياض رذاذ المطر وهو يتطاير في الهواء .. الذي يقود السيارة صاحبي صاحب السيارة الكامري .. لقد ألح علي وهو يقول : أنا سأقود .. أحب قيادة الهايلوكس في البر !! قلت له : لابأس .. وأعطيته المفتاح .. الحق أقول .. كان لايرحم السيارة أبدا .. يعسرها .. يقسرها .. يجبرها دون رحمة .. صدقوني .. أنا لست من أولئك الذين يدللون حاجياتهم .. ولكن صاحبي كان على درجة من اللا مبالاة غير محتملة .. صوت عجلات السيارة يرتفع بالصياح المزعج في بعض الأحيان .. وعلى إثرها يلتفت إلي صاحبي قائلا : ياأخي فرق بينها وبين الكامري !! شِززززززززززززززززز .. شُززز .. شِزز لاشيء أيها الأحبة .. فقط .. صوت أغصان شجرة تحتك بجانب السيارة بعدما مر صاحبنا من عندها بلا مبالاة !! في هذه الليلة المطيرة لم نكن نمشي على الأرض !! كنا نمشي على سكاكين تسمى أحجارا .. وكان يمشي عليها كما لو كان يمشي في طريق معبد !! تحاملت على نفسي وهي التي تدعوني للسكوت وقلت : حاول أن تبتعد عن الأحجار الخطرة .. سكوووووت .. فيما يبدو لي أن الشيطان دار في رؤوسهم تلك اللحظة على عجل .. ثم ولى مسرعا !! حرف السيارة بغير اكتراث إلى مستنقع طيني .. فعانقها الطين معانقة الحبيب لحبيبه الغريب .. وقالت هي : هذا مكانكم !! نور السيارة صار إلى السماء .. نزلنا .. هواء بارد وشديد .. ووحل لزج مقرف .. وموقف يائس .. يالله ياشباب .. السيارة وغاصت .. أعطونا حلا .. كل المحاولات يكذبها الطين .. الطين له وصف واحد فقط هو : شييين .. وبس !! تلطخت السيارة حتى آخرها .. صوتها يصيح في كل مرة .. عندما كنا ندفعها بكل قوة -ونحن نجاهد في أنفسنا يأسا قبيحا- كنت أدافع في نفسي ضيقة صدر ثارت من طينيتي الصلصالية .. حينها .. وبينما نحن ندفعها .. التفت إلي صاحبي هامسا في ذلك الظلام في موقف ولا أشد وهو يهز رأسه قائلا : شفت .. هذا اللي يخليني أشتري كامري !!! . |
الأسمراني مرحبا بك صديقي الكريم وبمتابعتك الكريمة والله يرعاك المسفهل أهلا بك وبمداخلتك الرائعة ولولم يكن من انقطاعي سوى مصافحتك بحرارة لكفى إضافتك جميلة ياصاحبي تناولت زاوية مهمة في سبب الخروج إلى البر سأستفيد منها ومنك واسلم لمحبيك عمر الصمعاني مرحبا بالمشرف القدير والمصور البارع تواجدك هنا مفخرة للموضوع دمت ودام عطاؤك أخي عمر عابق الذكرى أهلا وسهلا بك أخي العزيز سؤال الشيخ منطقي إلى درجة بعيدة .. والكشتة فيها عناء كما قال .. ولكنها محببة مع ذلك :) أشكرك وأشكر لك حفاوتك واهتمامك د.قلم فأين السعادة إذن ؟ موقفك الذي ذكرت يجعلني أتأمل دائما في رغبات الناس وأتساءل : أين يجدون سعادتهم ؟ وفي النهاية أكتشف أن السعادة تكمن فيما يختاره الشخص بنفسه حتى لو رأينا فيه شقاء عليه .. أشكرك من القلب لأنك ذكرتني بنقطة مهمة جدا في الموضوع والله يرعاك العصفور الأنيق مرحبا بك ياصديقي العزيز وجودك هنا أضفى للموضوع صبغة أدبية بديعة دمت ودام حضورك والله يحفظك مخاوي 7 الصمت لك في قلبي منزلة خاصة أبا عبدالرحمن فتقبل فائق المودة والمحبة من صديقك / كرمع كلام سليم مرحبا بك أخي الكريم أشكر لك حفاوتك وطيب متابعتك واهتمامك والله يرعاك الفتى أحمد مرحبا بك ياصديقي الودود متابعتك محل اهتمامي والله يحفظك لمحبيك O s a m a مرحبا بك أيها الواقف على هرم الإبداع تفاعلك معي واستدراكك علي يعني لدي الكثير تحكي كتب الأدب أن كذابيْن التقيا فقال الأول : لدى أبي قدر كبيرة ينزل فيها خمسمائة رجل لتنظيفها :i125 وحينما تغير موضوع الحديث قال له صاحبه : لدى أبي نعجة تغطي إليتها مابين جبلين :eek: فرد عليه الأول مستنكرا : وكيف تؤكل هذه النعجة ؟ رد عليه صاحبه : يقطعها الخمسمائة الذين ينظفون القدر .. ثم يطبخونها في قدر أبيك : 12 وأنا أقول -أخي أسامة- ربما كانت الأرآم في بيت امرئ القيس بحجم هذه النعجة :D وبالتالي سيكون بعرها-أجلكم الله- بحجم الغنم المتناثر :41 هذه مقدمة لما سأتناوله من استدراكك أخي الغالي .. بينما كنت أتأمل الصورة كنت كأني أسمع همسا خافتا من وراء السنين بصوت امرئ القيس يقول : كأنه حب فلفل .. فخطر لي أن آتي بالبيت كله دون أن أشوهه بتعديل شيء منه ثم ولكي أوضح للقاريء مغزاي من البيت قمت بتغيير لون الشاهد من البيت إلى اللون الأسود وهو ( حب فلفل ) ويمكنك التأمل فيه مرة أخرى وذلك الذي كنت أريد من القاريء أن يفهمه وهو الذي وقع فعلا حتى أن أحد القراء في منتدى قريب رد بعد الصورة مباشرة قائلا : إي والله ياكرمع .. كأنه حب فلفل .. وإلا فإن لدي من قطع الغيار مايجعلني أتدخل في البيت بحيث يكون المعنى أقرب وبنفس الوزن فأقول : تَرَى ( الغنم النجدي ) في عَرَصَاتِهَا *** وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ ولكني لم أشأ أن أشوه جماله .. فاكتفيت بما صنعت .. ولكن قبل أن تذهب .. تعال .. إني أفتقدك منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أظن أن الشخص المبدع المحبوب ليس من حقه أن يغيب عن الآخرين كما يشاء :oo ولذلك فإننا عاتبون عليك كثيرا هذا الإنقطاع .. دمت ودام إبداعك واسلم لمحبك / كرمع أبوشهد مرحبا بك أخي الغالي ومحمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عندما خرجوا إلى الغار كانوا قد خرجوا إلى البر .. وذا النون عندما خرج مغاضبا خرج إلى البر قبل أن يصل إلى البحر .. وموسى عندما خرج إلى مدين خرج إلى البر .. وصالح عندما تولى عن قومه خرج إلى البر .. ولوط عندما خرج مصبحا خرج إلى البر .. وغيرهم كثير كثير .. لم أكن أتوقع - أخي أبا شهد - أن أعود إلى الموضوع شارحا بهذه الطريقة .. لأنني - إن لم أهم - كتبت الآية هكذا ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون ) وما تحته خط كان كافيا بأن يجعل القاريء الكريم يدرك مرمى ماكنت أريده من الإستدلال بالآية في حديثي عن البر .. وهو أن الخروج إلى البر بالنسبة لهم لم يكن إلا لهذا الغرض .. أتمنى أن أكون قد أوصلت المراد .. كما أتقدم لك بمزيد من الشكر والإمتنان على استقرائك الجميل والله يرعاك أخا كريما أبـو خـبـيـب مرحبا بك أيها الصديق الودود أنا سعيد بتواجدك وباهتمامك والله يحفظك لي ولمحبيك قرناس مرحبا بك أباحصة سررت كثيرا بهديتك الجميلة أبيات رائعة بحق لك في قلبي منزلة أيها الأخ الغالي فلك مني شكر يليق بمنزلتك ودمت أخا عزيزا أبو محمد النجدي حياك الله أخي وصديقي أبامحمد حضورك بهي .. وإضافتك تنم عن تفاعل جميل .. لست غائبا .. ولكني كما يقول ابن الرومي .. بعيد على قرب قريب على بعد .. مشتاقون لك كثيرا أيها المهاجر نحو الحروف ولموضوعات الكتب التي سكنت بها .. بانتظار موعد منك قريب .. والله معك S n a k e مرحبا بصديقي (مستر جم) ooo1 لاسمك من بين الردود رنين .. شطر بيت يبحث عن صاحبه .. ولا أظن الشطر الثاني إلا صورة S n a k e :) أيها المولود في كوخ الإبداع .. كيف أنت ؟ أنا حفي بك وبجدك واجتهادك وسعيد بوجودك وتفاعلك والله يرعاك التويجري من ؟! التويجري متابع ؟! :eek: إني إذن لمن المسرورين .. رعاك الله أخا كريما [line][/line] أعتذر للجميع عن تأخري في الرد لانشغالي ولوجود ردود تحتاج إلى مناقشة مطولة .. والله يرعاكم [line][/line] . |
تزاور حروفي عن حروفك ذات اليمين وذات الشمال باحثة عن فرجة تلج من خلالها إلى عالمك ، فلا تلبث إلا أن ترتد خائبة حسيرة ، فأي صفة لحرفي أمام حرفك ، شعوري أبديه لك جهرا ، هكذا كنت عندما نثرت لنا وقح ، فلم أنبس هناك ببنت شفة للأسباب الآنفة ، فاغفر لي جراءتي هنا . = = = = |
المبدع كرمع .............
يسحروني نسجك فكأني أراك محتاراَ وأنت ترسم لوحتك الجميلة بحروف اللغة التي تطوعها كيفما تشاء تتذكر ذلك الطفل الذي مررنا به بالقرب من إحدى الرياض فكاد يرمينا بحجر في يده لولا نباهة السائق الذي أفشل مخططه بالوقوف المفاجئ كيف ستنسجها ...... استمر فأنا في طابور المنتظرين |
أعتذر منكم - قبل أن أواصل حديثي - عن تأخري هذه المرة فقد كنت خارجا إلى البر :) وأنا أتداوى من محبة البر بالخروج إلى البر كما يقول الشاعر : وداوني بالتي كانت هي الداء .. أو قول الآخر : وكأس شربت على لذة ## وأخرى تداويت منها بها ! وعندما عدت كان المزاج مضطربا :mad: فمكثت يومين أروّضه :060: وأمهد له حتى استقر والحمدلله :41 والآن .. أعود فأقول : إن في الكشتة أركانا غير معلنة من أهمها في نظري : الأكل :D اسمحوا لي أيها الأحبة حينما أقول لكم بالفم الملآن ( الكشتة أكل ) ولا شيء أكثر من ذلك .. عندما قام متحمسا أحدهم لإعداد الغداء وكان رجلا معروفا بعدم إتقانه .. نهاه الآخر بشدة وقال : الكشتة هي الغداء فإذا فسد الغداء فقد فسدت الكشتة :41 وهذا صحيح .. تصور لو أن الغداء احترق حتى أصبح غير مستساغ الأكل :S أو كان مملوحا بدرجة لاتطاق :mad: هنا .. تكون الكشتة قد خربت فعلا :( هل يمكن - أيها الأحبة - أن نكشت في نهار رمضان كما نكشت في العادة ؟ أو في نهار تكون فيه صائما من غير رمضان ؟ إذن فإن في الكشتة رغبة خفية تتعلق بمأكول منتظر ولذلك فإننا نقول بمجرد انتهائنا من الغداء مثلا : قرب الإبريق من النار ياولد .. يعني ننتظر الشاهي .. ثم يبدأ إعداد القهوة .. ثم العشاء .. و ماسوى ذلك مما يشتهى من الأكل .. كثيرا ماتبدأ الرحلات القصيرة بقولهم : وش رايكم نأخذ كبدة ونطلع نفطر برا ؟ أو : وش رايكم نأخذ لنا ثلاثة كيلو حاشي ونأخذ الكاتم ؟ أو : وش رايكم ناخذ حمام ؟ إذن الأكل مدار مهم في الرحلات .. ولو أنه غير معلن .. إلا أنه مفهوم من السياق بالضرورة :D وكثير من الذين يخرجون إلى البر ينسون شكر النعمة وبالتالي فإنهم يرمون بقايا الطعام دون أن يفطنوا إلى أن قريبا منهم رعاة ينهش بطونهم الجوع الشديد .. والظلم الشديد أيضا .. حدثني صاحبي عن صاحب له أنه رأى راعيا مستلقيا على الأرض قريبا من القطيع .. وقفوا بعيدا منه .. وطلبوه بصوت مرتفع .. فلم يرد عليهم ! كان ذلك في فصل الصيف .. فلما اقتربوا منه وإذا هو قد تحول إلى مايشبه الحطبة اليابسة من شدة العطش ! فسقوه وأطعموه ثم انصرفوا .. واسمحوا لي أن أسهب في هذا السياق أيها القراء الكرام .. فقد حكى لي صاحبي هذا أيضا عن صاحب له أنهم رأوا راعيا يحمل معه على الحمار رأس شاة ميتة :confused: وإذا له رائحة منتنة وغير طبيعية :i125 وحينما سألوه عنها قال لهم بأن الكفيل طلب منه ذلك ليتأكد من صحة زعمه :oo وقد كنت هذه الأيام في جنوب الصمان .. كانت الأرض خضراء في جهاتها الأربع .. وكان في طريقنا قطيع من الغنم .. فخرجنا عن الطريق حتى لا يتم تفريقها حتى مررنا على الراعي السوداني فقال لنا مبتسما قبل أن نبدأه بالسلام : الله يجزاكوا بالخير .. الغنم دي لو شردت من هنا والا من هنا كان تعبت وراها .. وأذكر أنني كتبت مثل هذا على لسان العامل الهندي ( وحيد أبو الكلام ) في حينها .. أستميحكم العذر في نقلها الآن .. يقول حبيبي وحيد أبو الكلام في أحد فواصل حديثه : الصحراء في الصباح .. ناولني الكفيل كيسا فيه ثوب أسود وكوفية وشماغ ومعطف رمادي مهترئ .. وملابس داخلية بيضاء .. قطعنا مسافة ساعة كاملة على الاسفلت الممتد جنوبا ثم انحدرنا يمينا ودخلنا في الصحراء .. السيارة هي الأخرى تظهر حنقها في كل مرة على الصخور العنيدة والتعرجات الناتئة .. ساعة أخرى قطعناها في الصحراء كانت أشد علي من السفر الطويل في الطرق المعبدة .. والعالم المجهول الذي ينتظرني أيضا كان هو الآخر يخلق في صدري كثيرا من الأسى .. ياااالله .. لطفك ياكريم .. وظهرت مني تنهيدة بلا شعور .. فرمقني الكفيل وقد ظللنا صامتين طوال الطريق ثم عاد إلى السير وهو يحدق في الأفق البعيد .. وبعد لأي وصلنا الخيمة .. في تل صغير .. يشرف على واد ممتد الأطراف .. فيه أشجار صغيرة شهباء مترامية .. ورمل أصفر بعيد .. يظهر عليها أنها خيمة قديمة .. أو مستعملة .. وإلى جوارها كان هناك شبك مملوء بالغنم ذات اللون الأسود .. وناقلة ماء عجوز راقدة على التلة بكل ملل .. حينما اقتربنا من الخيمة نبحنا كلب الحراسة الأصفر من طرف التلة .. ثم راح يدور حول السيارة وهو يبصبص بذيله بينما بدأت الأغنام بالنهوض وهي تثغي ثغاء السائل المسكين .. - أبو الكلام .. انطلقت نحوه داخل الخيمة .. - جيب أغراض هنا .. أخبرني أن هذا هو السكن الذي سأنام فيه على الدوام .. ثم انطلقنا وقام بملء أحواض الماء أمامي .. ثم أخرج الأغنام من الشبك .. وفي المساء شرح لي كيف أسوق الأغنام إلى زريبتها .. وأعطاني كشافا ضوئيا يعمل بالبطارية الصغيرة .. وأمرني أن أحمل صندوقا كرتونيا من السيارة إلى الخيمة .. وذكر لي أنه سيأتي قريبا .. ثم أدار محرك السيارة ومضى .. كان الليل أكبر من هذه الصحراء الشاسعة .. وكان البرد يحتويهما جميعا .. وأنا واقف بين هذه الوجوه الثلاثة .. رتبت الخيمة على عجل .. وقد كان الكشاف بالكاد يفي بما أريد .. كان في الصندوق بعض أكياس خبز .. وبقايا من بصل وطماطم .. وكبريتان عليهما جواد يمتطي حصانا .. العراء .. الليل .. الوحدة .. الشتاء .. والخيمة البالية ! أين ذهب خيال أمي وأبي في نوع السكن الذي سأنزل فيه ؟ هل جربت أن تنام وحيدا في صحراء لا تعرفها ؟ ... وحيدا ؟ لبست الثياب التي في الكيس وتمنيت لو كان معي مرآة لأشاهد صورتي باللباس السعودي ! الهواء الذي يتسرب من شقوق متفرقة ظل يطارد أطرافي .. ووشوشة أسمعها خارج الخيمة ولاأعرف كنهها ! .. أو أن ذلك يخيل إلي ؟ كنت أرفع رأسي في الظلام وأنصت كأشد مايكون الإنصات .. فأسمع وشوشة من كل شيء ولكني لاأسمع شيئا ! سمعت نباح كلب بعيد .. بعيد جدا .. يأتي به الهواء تارة ويصرفه تارات أخرى .. دائما ماتكون الليلة الأولى في كل حياة جديدة طويلة وغامضة .. كنت مستبعدا أن أنام مع هذا الشعور .. وقد لازمني هذا الشعور حتى بعدما أفقت على سماء زرقاء كنت أشاهدها من أحد الشقوق !! وصوت أذان بعيد .. فرحت به فرحا شديدا .. توضأت وأذنت وصليت الصبح .. الصحراء تصبح جميلة جدا والمؤذن يصدح على ربواتها .. http://www.bluwe.com/img/albums/user...1%C7%DA%ED.jpg انطلقت مع الأغنام في الصباح .. وتعرفت على الكلب .. وتعرف علي .. ودرنا سويا في الأماكن القريبة .. ولكنني لم أشاهد أحدا ! الليل يأتي بالأصوات أكثر من النهار .. لابأس .. هناك مخلوقان عظيمان تبدوا عليهما القسوة ولكنهما أليفان جدا حينما يقتحم الإنسان أسرارهما : الصحراء والبحر لقد وجدت في الصحراء أنسا .. وعشت مع الأغنام عيشة لاتوصف .. وألفت المكان .. وودت لو كنت أستطيع الاتصال بأهلي أو أن أوصل ذلك إليهم برسالة .. صحيح أنهم كانوا يعدونني لأن أكون في مكان أفضل وعمل آخر إلا أنني راض عن هذا العمل الذي أقوم به الآن .. يعكر صفو هذه الحياة زيارة الكفيل في كل مرة .. وأوامره العنترية الجوفاء .. وتسلطه الكبريائي .. إلا أن زيارته كانت متقطعة بحيث ربما مكث أكثر من أسبوع في بعض الأحيان .. في الأيام الأولى جاءني في الخيمة رجل مهيب الطلعة .. له لحية بيضاء وقورة .. ووجه واسع أبيض قلبت لونه الشمس إلى السمرة .. ومعه عامل هندي من كيرلا أيضا الله عليك ياكيرلا .. الناس لايعرفون أنك كلمة قلبتها ألسنة الزمن من ( خير الله ) عرفت أن هذا الشيخ له قطيع غنم خلف التلة في آخر الوادي .. وأن (أكتر) يرعى الغنم لديه .. سعدت به .. وتحدثت معه كثيرا بينما كان الشيخ يتفقد الأغنام .. قال لي إن هذا الشيخ من أقارب كفيلي وأنه طيب جدا .. عرفت الآن سر الأذان في تلك الليلة .. إنه صوت أكتر .. ماأجمل هذا النوع من الصداقة في مثل هذه الظروف .. وفي الصحراء صداقات أيضا تغوص في دقائق حد العمق ثم تتلاشى وكأنها طيف حلم .. هناك سيارة بيضاء متجهة نحو الخيمة .. يتطاير غبارها في الأفق .. يبدو أنها فارهة .. الشمس تزول بعد أن أخذت وضعا رأسيا في السماء .. نزل منها خمسة رجال سعوديين .. لهم لحى سوداء بعضها خفيف وبعضها كثيف .. أحدهم كان يرتدي لباسا رياضيا .. صافحوني جميعا ! وابتسموا لي .. وسألوني عن اسمي فقلت لهم : أبوالكلام كانو يريدون تعبئة ماء من الناقلة وشراء خروف صغير تبادلت معهم الحديث بصعوبة .. ولكنني كنت مطمئنا للحديث معهم .. كانوا يبتسمون معي .. ويلاطفونني .. ويبدأون حديثهم معي باسمي قائلين : شوف ياأبوالكلام .. ملأنا أوانيهم بالماء وأخبرتهم أن الكفيل لا يسمح لي بالبيع من الأغنام .. وأشرت إليهم بالذهاب إلى قطيع أغنام كفيل أكتر .. سألوني عن مكانه .. وشرحت لهم متحمسا .. تحدثوا فيما بينهم قليلا .. ثم التفت إلي أحدهم وقال : أبو الكلام .. أنت مافيه مشكل روه معي لأكتر ؟ قلت له وأنا في كامل سعادتي : مافيه مشكل .. ركبت معهم إلى جانب الراكب في المقعد الأمامي ! .. كانوا في الطريق يسألونني عن المطر .. متى نزل .. ويسألونني عن أسماء أماكن لاأعرفها حتى كنت من حبي لهم ومحاولة مساعدتهم تحمست في توصيف أحد الأماكن بحسب فهمي للكلمة ولكنني تفاجأت ببرودتهم في تقبل الوصف مما جعلني أكتشف أن وصفي كان مدبرا جدا ! :D اشتروا خروفا من أكتر .. وربطته لهم .. ثم عدنا إلى الخيمة .. وقبل أن يذهبوا توضأوا من الماء وطلب مني أحدهم أن أؤذن .. فأذنت وأنا أحاول إبداء أجمل مايكون في حنجرتي .. وصلوا الظهر والعصر .. ركبوا في السيارة وأنا واقف أودعهم .. تهامسوا قليلا .. ثم نزل أحدهم وفتح الباب الخلفي وجعل يجهز شيئا ما .. وناداني : أبوالكلام .. جئته مسرعا فناولني كرتونا فيه أطعمة متنوعة .. وكيسا فيه لحاف نظيف .. ونفحني من جيبه ورقة نقدية لاأعرف مقدارها .. ثم ودعوني وانطلقوا .. : 12 لقد أحببتهم من قلبي .. :rolleyes: :41 كما كرهت أولئك الشباب الذين جاءوا مرة على سيارة نيسان شبيهة بسيارة الكفيل وقد ركب بعضهم في صندوقها وهم يسيرون بهيستيرية قبيحة .. وحينما حاذوني أنا وقطيع الأغنام عطف السائق مقودها نحو القطيع وأسرع وهو يصدر طنينا مزعجا من بوق سيارته حتى تبعثرت الأغنام وانطلقت في كل اتجاه .. ثم ولوا وهم يضحكون ! :eek: :42 لقد كنت في تلك الصحراء بعيدا عن الشر .. ولكن بعض الناس ينقل شره معه حتى إلى الصحراء ! كانت تلك الصور تتكرر في الشتاء فقط .. وتزداد حينما يسقط المطر وينبت الربيع وأنا من هنا أقوم بإيصال اقتراح طرحه أحد أصحابي يتعلق بهؤلاء الرعاة المبثوثين في الصحراء يتمثل بقيام الجهة المعنية بأخذ تظلم أمثالهم ومن ثم معاقبة من يتهاون معهم بعد ذلك .. وللحديث بقية أيها القاريء العزيز .. . |
سر ونحن من ورائك.........
محبك: كــســــــــــــــاب |
الساعة الآن +4: 08:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.