بريدة ستي - ( اعلام النَـاس بِمدَاخِـل الوسواسِ الخنَاس ) .. !

|| وسواس الوضـوء ||
تلاحظون أنني بدأت بوسواس الصلاة قبل وسواس الوضوء !
وماذاك إلا لأن الشيطان يوسوس لك في الوضوء , حتى يثقل عليك الصلاة ..
فأهم مالديه أن يهز ذلك الركـن الركيـن ..!
ويلاحظ هذا أن الشخص حين معاناته مع وسوسـة الوضوء , يجد في نفسه ثُقلاً وهمًا إذا أذن المؤذن ..
وهنا الغاية الشيطانية التي يريد أن يصل إليها إبليس ..
ثم إن أول وسواس يبدأ مع الإنسـان هو وسواس الوضوء , كنت أعتقد هذا الأمر من حيث استطلاع من حولي ممن أصيبوا
فوجدت بعدها أثراً في مصنف ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي
قال : أول مايبدأ الوسواس من الوضوء أ.ه
ومنبع هذا الوسواس وغيرها هو نابع من الحرص والمغالااة
فالشخص يحرص جداً أن يكون وضوءه كاملاا ..
ويتخيل أن هذا الكمال لايكون إلا عند إعادة الوضوء أكثر من مرة
أو أن يغسل العضو غسلاً شديداً ويدلكه دلكًا مبالغٌ فـيه ..
وكلما أعاد الوضوء جاءته رغبة ملحة في إعادة الوضوء مرةً أخرى
وهكذا حتى يقطع وقتًا طويلاً عند المغسلة وربما تنتهي الصلاة , ويخرج وقتها , وهو يعيد الوضوء
ويغسل العضو مرة بعد مرة .. من جراء هذه الوسوسـة الاجتراريّة ..
بل بعضهم يوسوس في ذكر البسملة , مع أنه لايثبت وجوب البسملة عند بداية الوضوء
وللعلماء نظر في أحاديث هذا الباب ..
إذاً فلمَا الوسوسـة وتكرار البسملة .. !

على العموم كل من يعاني من هذه الوسـاوس , ويطول وقته عند الوضوء , كل هؤلاء يطمحون للكمال ..
وأي كمال بل هو إحتيال من الشيطان ..
فأقول لهم هل أنتم أحرص على الوضوء من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
وهل أنتم أشد حرصًا من صحابته الكرام ؟!
فقد جاءت الآثار عنهم أنهم يقتصدون في استخدام الماء , ووضوءهم لايظهر فيه أي تنطع وتكلف ..
فعن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
(( أنه كان هو وأبوه عند جابر بن عبد الله , وعنده قوم , فسألوه عن الغسل ؟ فقال : صاع يكفيك
فقال رجل : ما يكفيني , فقال جابر : كان يكفي من هو أوفى منك شعرا , وخيرا منك -
يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - ثم أمنا في ثوب ))
وفي لفظ (( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفرغ الماء على رأسه ثلاثا )) .
الصاع : مكيال يسع أربعة أمداد ، والمد : ملء كفي الرجل الوسط .
صاع واحد واحد يكفي رسول الله في غسلهِ
فأيـن حال من يمكث في المستحمّات الساعات الطوال يفرك , ويدلك ..
ويظن أنه على صواب !
وعن إبراهيم التيمي أنه قال : كانا يكرهون أن يلطموا وجوههم بالماء لطما , وكانواا يمسحونها قليلا قليلاا ..
ويقصد بهذا صحابة رسول الله , كانوا لايبالغون في غسل وجوههم بل كل هذا باعتدال وروية دون أي غلو وإفراط ..
وعن خالد بن يزيد قال : رأيت ابن عمر يتوضأ , وكان يسن الماء على وجهه سنا أ.هـ
[ أي يغسله ويمسحه برفـق ]
ويروى عن الحـسن أنه توضأ بكوز أ.ه
والكوز : هو الكوب الذي ليس له عروة .
وقد تعمدت ذكر هذه الآثار حتى أثبت لكل من زيـن له الشيطان إعادة الوضوء مرة أخرى بدعاوى زائفة
مثلاً ::
( أنه لم يغسل وجهه ويديه جيداً ) .. أو ( أنه لم يدخل الماء بين أصابعه ولم يتمضمض جيداً) ..
أو نأتي لقضية النية واستحضارها كل لحظة .. !
فيعيد الوضوء , بسبب أنه لم ينوي ..!
وقد أجابنا عن هذه القضية مسبقًا أن التصرفات تدل على النوايا والأعمال بالنيات .. !
وإذا علمنا وتيقنّا بأن الشيطان يريد إغوائنا بهذه الوساوس
وجب علينا أن نجاهد ونكافح في دحر كل هذه الوساوس ..
وذلك بطرق يسيرة والحمد لله ..
1/ الإكثار من الاستعاذة من الشيطان الرجيم .

2/ إخبار من تحب من أصدقاءك , أو أخوانك , وللأخوات أخبري أختكِ ..
حتى يعينوك في التخلص منه : ( حيث يقف بجانبك وحينما تعيد غسل العضو أكثر من مرة يوقفك وينهرك !
وهذه الطريقة مجربة ولها فاعلية قويّة ) ولاتتحرج من هذا .. فهذا علاج وتعاون على الخير . .

3/ ضع في داخلك قناعة أن الشفاء من هذا الوسواس سهل جداً فقط عليك أن تتغلب على الشيطان بعدم إعادة الوضوء مهما كلف الأمر . .

4/ كلما أتاك الشيطان وقال لك أن وضوءك ناقص ..
قل في نفسك , هل أنا خير أم رسـول الله ؟!
رسول الله صلى الله عليه وسلم , كان لايبالغ مثلي وكان لا يتوضأ بمثل مبالغتي وطريقتي هذه . .
بل وضوءه صحيح ودون أي إسراف ..

5/ لايلزمك أن تغسل العضو أكثر من 3 مرات , بل يجزئ مرة واحدة ..

.