عندما أوردت كلام والدنا العلامه الشيخ محمد بن عثيمين عليه رحمة رب العالمين، لم أورد كلاماً عاماً مبهماً لا يحمل أي مضمون، وإنما أوردت كلامه رحمه الله فيه استدلال واضح وبأدلة من القرآن والسنه وفيها إقامة الحجه على كل من فكّر بقول جواز كشف الوجه، وأما من أجاز الكشف وصرح بالاختلاف فغالبهم لا يسمح لأهله بأن يكشفوا عن وجوههم تورعاً "مثلما كان يفعل الألباني رحمه الله" وكل عالم اجتهد في هذه المسألة نقدره ونتحرمه إلا أن الحق أحب إلينا من أي إنسان، فمتى ما وجدنا قال الله وقال رسوله ننسف قول كل عالم وكل إنسان على وجه الأرض، والحق أحب إلينا من فلان وعلان.
وكلام الشيخ بن عثيمين وغيره من العلماء في هذه المسألة واضح وضوح الشمس ولا يتكلمون إلا بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وبهذا تقوم الحجه على كل من أنكر وجوب تغطيه الوجه، وأما المكره فلا حرج عليه وهذه مسألة أخرى لا علاقه لها بموضوعنا هنا وهو باب مختلف، فمثلاً أنتي تقولين بأنك تريدين كشف وجهك في لندن، وأنا أقول بأنك لست مكرهه على كشف وجهك ولم يلزمك أحد بذلك، مع أن الحجه قائمة عليك والدليل واضحه من القرآن والسنه، فإن كنت تريدين مخالفه قال الله وقال رسوله من أجل فلان وعلان فهذا أمر راجع لك، فأنت التي ستسألين يوم القيامة ولسنا نحن، ولكن عملنا نحن هنا أن نوضح أقوال العلماء في هذه المسألة ونقول الحق ولو على أنفسنا.
ثم يجب أن نعلم بأن العلماء يختلفون بمراتبهم في الاستنباط والفهم، فبعضهم وهبه الله علماً وعقلاً وفهماً في الدين واللغه يجعله ذلك يستنبط الآيات والأحاديث ويفهمها على وجهها الصحيح، وبعضهم نتيجه لضعف علمه في الدين واللغه يبدأ بتحريف الأحكام وإيقاعها في غير مواقعها، والعلم باللغه والدين جزء لا يتجزأ.

ليس أمري العجيب ولكن العجب العجاب في كلامك .. حيث أنك أوردت آية ولا أدري من أين جاء البتر فيها .. هل منك أو درس أخذته عن فلان من الناس ..!!

فلو أتممت الآية لوجدت الشفاء فيها .. فأقرأ الآية كاملة بما بعدها حتى ينتهي السياق في قوله تعالى في سورة هود { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) }

فهل تختلف أو تكون ممن رحم الله ..؟

فكلامك واستدلالك يفيد بأنك تسعى إلى الإختلاف دون الرجوع إلى الأصل وهو أوامر الله ونواهيه ؛ فهذا خطر إن سعيت عليه ولكن ابحث أنت يا أخي عن الحق حتى ولو تعارض مع هواك .

لذا إعلم ان الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه .. وباعثه هو الله عز وجل .. !

أما الداعية سلمان فهو أخاً لنا ، وكأي واحد منا يخطي ويصيب .. فهو اليوم مخطئ بما أورده بهذه المسألة وغيرها الكثير من المسائل التي تراجع عنها بلا أدلة شرعية .. وهو من أثبتها بالأدلة سابقاً .
فماذا تفسر هذا التناقض .. وهل هو تصحيح منه لكتاب الله وفهم جديد ..؟
فهل آخذ بكلامه المبتور ... أو أبحث عن الدليل ..؟

.