![]() |
أهلاً بأحبتي .. إكمالاً لما سبق من المشاهدات , سيكون ما تبقى من الحديث هو مواقف متفرقه لا يجمعها عنوان , إحداها مشرقة والأخرى مغربة , فتجد إحداها في المستويات الأولى , والتي تليها في المستويات المتقدمة وهكذا وسوف أرقمها , وما أملاه خاطري , رقمته بمحبرتي , تخليداً للذكرى , ولعل أن يكون في بعضها فائدة لمن يقرأ , أو على الأقل بسمة أرسمه على شفة قاريء , وما حداني لكتابة الموضوع برمته , إلا حبي الكبير لهذه الكلية العامرة . فإليكم المواقف . (1) في إحدى أيام المستوى الثاني , أخبرنا مشرف النشاط أبا عمار أنكم أيها الفتيان يا أصحاب قاعة (ب) على موعد بعد عدة أيام مع لقاء مع الشيخ محمد الحمد – وفقه الله – في محاضرة , فرحنا بتلك المحاضرة ولم نكن نعرف الشيخ من قبل , إلا بكتابته الرائعه , وكتبه المتلاحقة , ذهبنا من المبنى الشمالي إلى المبنى الرئيسي مروراً بمبنى العيادات , حتى وصلنا قاعة أمام قسم أصول الفقه , والتي كانت قاعتنا في المستوى الثامن والآن هي قاعة لورش العمل التي تضعها الكلية والنقاشات , جلسنا دخل الشيخ وبدأ يأخذ أسماءنا حتى وصل لحبيبنا أبي فارس المعارك فلما قال اسمه قال له الشيخ ممازحاً : الله يكفينا شرك !! كانت المحاضرة إلا لم تخني الذاكرة عن بعض الآداب والأخلاق وأحال إلى مدارج السالكين ومما لا زال عالقاً بذهني من تلك المحاضرة هي قصة حاتم الأصم مع تلك المرأة ولم سمي بذلك ؟ يذكر الشيخ أن حاتم الأصم أتته امرأة تستفتيه أو تريد منه أمراً فلما وصلت عنده خرج منه صوت مما جعلها تسكت ولا تكمل حياءً من الشيخ حاتم . ولكن هذا الشيخ الجليل بفطنته قال لها : ما سمعت ما تقولين إني ضعيف السمع لا أسمع جيداً , فستأنست بكلامه وعلمت أنه لم يسمع الصوت فأعادت عليه ماقالت وبعد تلك الحادثة أطلق عليه هذا اللقب. بعد ذلك جمعتنا مع هذا الشيخ لقاءات أخرى خارج الكلية مع بعض الأحبة من القاعة ذهبنا إليه في مكتبه في الزلفي فاستقبلنا أحسن استقبال وشرح لنا موقعه ولزم علينا بالمبيت ولكن أميرنا رفض ذلك ! بحق الشيخ مدرسة في الأخلاق والآداب , لطيف وظريف ومؤنس لا تمل حديثه , فمن طرفة إلى حكمة , ومن فائدة إلى نادرة ودواليك والحديث معه لا يمل ويصدق عليه قول أبا سعيد أنه ذو شجون . الشيخ وفقه الله في قسم العقيدة , وأي دفعة يدرسهم في المستوى الثامن , يكون آخر يوم من اختباراتهم عشاءً عنده في الزلفي . حفظ الله الشيخ وأصلح له نيته وذريته . أكتفي بهذا الموقف ولعل الله ييسر لي وقتاً آخر أكتب فيه موقف آخر ومشاهدة أخرى .. * للفائدة الخبر المذكور عن حاتم الأصم هو في مدارج السالكين ( 2/344) بتحقيق الفقي وإليك نصه : قال أبو علي الدقاق : جاءت امرأة فسألت حاتما عن مسألة فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصم فسرت المرأة بذلك وقالت : إنه لم يسمع الصوت فلقب بحاتم الأصم وهذا التغافل هو نصف الفتوة. |
اقتباس:
يبوا والله أعلم أني أعطيتك (عين) بعدها نسيت ما كتبت ..!! في أثناء حديثك ذكرت أسم نا يف الجبر ..!! وبالمناسبة أنا لم أتخلف عن قاعة ب حتى نهاية المستوى الثامن ..!! صراحة إلى الآن لم أذكرك والعتب على الذاكرة ..!! حبذا لو تذكر موقفا حصل معك شخصيا في القاعة ..!! |
اقتباس:
تذكرتك أني ذكرت الجبر في مذكرة أصول الفقه ... والذي يظهر والله أعلم أنك في القاعة الثانية .. فأنا فقط في المستوى الأول والثاني في (ب) ثم ذهبت إلى (أ) حتى النهاية .. فيبدو أنك من القاعة الثانية والتي فيها عمر المحيميد وعثمان(أبو عزام) والسحيمان والمهوس والغماس والشاوي والمسعود والمطيري و السليم وأبناء الجبر وغيرهم في القاعة الثانية ... دمت بود .. |
اقتباس:
عفوا للإحاطه أنا كنت في قاعة أ حتى النهاية ونسيت وذكرت أني في قاعة ب وعذرني فقد مضى سنتان على التخرج .. وبعض زملائنا مايلي : خالد (كارتيه ) والحسن والفحام والمطير والغفيص والباحوث والمطرودي ورائد الفصل الخشيبان والبهدل وغيرهم كثير |
فعلا كنت أنت وأبو إبراهيم وشاعر القاعة أبو فارس لا تذخرون جهدا باستنزاف الحصة المسموح بها في الغياب وبالنسبة لموقف محكمة هو كالتالي الشيخ محمد القناص حفظه الله أسلوبه بارد شوي والمحاضرة طويلة على السهران في الليل وهذه عادة أغلب الشباب لذلك كثير من الشباب ينعس في دروسه والشيخ إذا شاهد الشباب ينعسون قام بالطرق على الطاولة ثلاث طرقات بقوة تشابه طرقات محكمة الجنايات الكبرى في القاهرة ..... المهم تداول شباب القاعة هذه الحركة المزعجة من الشيخ في الفسحة وذكروا أن طرق الشيخ يشبه طرق القاضي عندما يريد الحكم ويعقب على الطرق كلمة ( محكمة) بصوت جهوري ومرتفع ... وكلنا يعرف هذا مضت الفسحة وجاء الشيخ المحبوب وبدأ يتعمق في الدرس عندها بدأت الرؤوس تنحدر لأسفل والجفون تفتر ...... عندها وكالعادة الشيخ محمد طرق طرقاته المعهودة طرقة أولى فثانية فثالثة أقوى لكن بعدها وعلى غير المعتاد تفاجأ الجميع هذه المرة بصوت جهوري من الخلف مباشرة وبعفوية (محكمة) حينها أصبنا بحالة هستيرية من الضحك والكهكة ... والعجيب أن الشيخ تبسم وأكمل الشرح ولا كأن شيئا حدث ولم نسمع طرقات الشيخ بعد هذا الموقف رفع الله قدر الشيخ وزاده علما وحلما وتواضعا |
اقتباس:
وكيف أذكر موقف حصل معك وأنا لا أعرفك .. شكراًلك . |
خالد بن علي .. شكراً لمرورك مرة أخرى .. وقصدك شاعر القاعة أبو سلمان وفقه الله .. بلغه سلامي إن رأيته في العاصمة . وصراحة موقف ضحكت مره كثيراً أضحك الله سنك وبيض وجهك ويمن كتابك ويسر حسابك . محبك . |
(2) ما إن دلفنا إلى المستوى الثامن إلا وأصبح أغلب حديث الشباب عن ما بعد التخرج وهل سيرشح للقضاء أم لا ؟ وقيل عن أناس أنهم يترززون في الأمام بغية اختيارهم له , وعن أناس جلوسهم في الخلف هربوا تورعاً وهو ليس لهم بلباس . وقد سمعت أحدهم بأم أذني قال عن آخر : لم يكن يجلس هذا في المقاعد الأمامية فلم أتى في هذا المستوى بالتحديد. والذي تبين والله أعلم أنه ليس للجلوس في الأمام والخلف قيمة بل القيمة ترجع إلى معرفة بعض المشايخ لك خصوصاً أصحاب المقابلة المنتظرة قبل الامتحانات , أو من له يد في ذلك على أن مدرسي المستوى الثامن يعطون أوراقاً ليرشحوا .. وأحد من درسنا – بارك الله فيه – قال لأحد زملاءنا : أنا لا أعرف زملائك فخذ فرشح من تره للقضاء أهلاً . المهم من ذلك : جاء وقت المقابلات وكان المقابل هو العميد ورئيس قسم الفقه ورئيس قسم أصول الفقه ورئيس محكمة بريدة . جرت المقابلات ولا تسل عن ما تداوله الشباب في تلك الأيام أن فلانا سئل عن كذا وأجاب بكذا ؟ ليت ذاك الشيخ لم يسأل ذلك السؤال ليته سكت . أتدري ماذا قال لهم فلان صراحة ما في باله أحد . لا لو تدري أجل ماذا سئلوا فلان فالطامة أكبر . وغيرها من العبارات .. وفي النهاية نزلت أسماء المرشحين للقضاة فاختير كثير ممن هو أهل لهذه المهمة , ورشح فئة ليسوا بأهل لقلة علمهم وضعف مستواهم والله المستعان . وترك أناس أهل وأيما أهل لكن أحيانا لا تدري ما السبب لترك ترشيحه ولكن الخيرة فيما اختاره الله . وفق الله زملاءنا المرشحون للقضاء وأذكرهم بأن هذه الوظيفة وظيفة عظيمة وجليلة فخذوها بقوة وجدوا في الدرس والتطبيق فأنتم مقبلون على أمر عظيم . وإلى موقف آخر بإذن الله . دمتم بود . |
اقتباس:
شكرا لك ولا تحرمنا جديدك..!! |
مشاهدات رائعة ، بوركت أخي الفاضل قناص الفوائد ونفع الله بما تعلمته في كلية الشريعة أو غيرها.
أما القضاء فهو بلاء في الدنيا والآخرة ، وأذكر حديثًا فيه مقال في بلوغ المرام "من تول القضاء فقد ذبح بغير السكين" ، وغاية أمره أنه تكليف لا تشريف. فمن تطلع إليه وتشوّف له وُكل إلى نفسه ، على أن هذا لا يمنع من يرى في نفسه قوة عليه ، وعلماً يعينه ، وشيخًا يحثه ، أن يبادر إليه للضرورة المحوجة ، والواقع يشهد بذلك. وأذكر لبعض الإخوة الفضلاء من طلاب العلم قصص وطرائف في محاولة جادة لهروبهم من هذا المنصب ، وليس هذا مقام ذكرها ، ولا ريب أن تولي القضاء -في الغالب- من عوائق الطلب ، فإذا وُلي القضاء ، احتاج إلى مضاعفة جهده كي لا ينقطع عن الطلب ، وأسأل الله أن يعين القضاة فهم على ثغر عظيم ، لو تُرك لانهدم وباد. اقتباس:
ألعباً وقد علاك المشيب ** أتوانياً وقد جدّ قرناؤك بوركت أخي قناص الفوائد. |
جزاك الله خير اخوي
بالنسبه لي الشيخ ماجد العسكر من افضل المشايخ اللي درست عندهم بالكليه لتواضعه الشديد مع الطلاب ولتبسيطه الماده مع صعوبتها وفقك الله ياشيخنا ماجد وحفظك الله من كل مكروه |
مشكور اخوي على حسن طرحك للموضوع
وتعريفك لمشايخنا بالكليه |
الساعة الآن +4: 06:39 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.