![]() |
دائما و أبداً .. أنتَ على خير .. [ خواطر مُسلية للأرواح ] ..
بسم الله الرحمن الرحيم عن صُهَيْبٍ - رضي الله عنه - قال قال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : [ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ إن أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا له وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا له ] رواه مسلم (2999) و يقول الحق تبارك و تعالى : {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (51) سورة التوبة . قال الوزير ابن هبيرة - رحمه الله - : " إنما لم يقل : ما كتب علينا ، لأنه أمر يتعلق بالمؤمن ولا يصيب المؤمن شيء إلا هو له ، إن كان خيراً فهو له في العاجل ، و إن كان شراً فهو ثواب له في العاجل " أهـ [poem="font="simplified arabic,4,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فإن تكن الأيام فينا تبدَّلت = ببؤسى و نُعمى و الحوادثُ تفعلُ فما ليَّنَتْ مِنا قناة صليبة = ولا ذللتنا للتي ليس تجملُ و لكن رحلناها نفوساً كريمةً = تُحَمَّلُ ما لا يُستطاعُ فتحمِلُ وَقَتنا بحسنِ الصبرِ منَّا نفوسنا = و صحّتْ لنا الأعراضُ و الناسُ هزّلُ[/poem] إن المصائب هي موطن الابتلاء و التمحيص ، و الاختبار و التخليص ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، و يظهر الصادق المؤمن من المعترض الساخط ، و إننا حينما نتأمل في حال المكاره التي تصيبنا نجد فيها ما يرفع المنزلة و يُعلي الشأن ، و يسلي القلب و يشغله بالأنس جراء الجزاء العظيم المتوارد على العبد ، و هذه حقيقة شرعية تظافرت عليها نصوص الشريعة ، و تواطأ على الإيمان بها الأخيار من عباد الله ، و ظهرت على سلوكهم و تصرفاتهم ، و هذه ثمرة عظيمة من ثمرات الإيمان بالقضاء و القدر إذا أنها ترحل بالنفس المؤمنة بعيداً عن السخط و الضجر ، و تأخذه إلى رحاب الأنس بعد الكدر .. هكذا كان العارفون بالله يعلمون أنهم من الله و إلى الله ، و لا يعرفون إلا قول [ إنا لله و إنا إليه راجعون] ، فالكل إليه صائر ، و الكل سيلقى ما قسمه الله له أو عليه من الأقدار ، و لكن هناك من يؤمن و يصدق و يذعن و يخبت ، و هناك من يضجر و يسخط ، و يتخد ما حرم الله احتجاجاً على مقادير الله ، فاجتمعت عليه مصيبتان ، مصيبة في ماله أو ولده أو حبيبه ، و المصيبة الأخرى هي الأعظم ، مصيبته في دينه ، فاللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ... [poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]و كلُ عيبٍ فإن الدينَ يجبرهُ = و ما لكسر قناة الدين جبران[/poem] إن مقام الصبر مقام عزيز ، و مطلب نفيس ، و لهذا فتح الله أبواب جزائه بما لم يحصل لعمل آخر فقال : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (10) سورة الزمر ، إن الذي يقول : بلا حساب .. هو أجود الأجودين و أكرم الأكرمين ، فلله الحمد و الثناء ، و له الشكر على كل الأحوال .. [poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]قد ينعم الله بالبلوى و إن عظمت = و يبتلي الله بعض القومِ بالنعمِ [/poem] و قد كنت أقرأ في أحد سير هؤلاء الصابرين- كما نحسبه ولا نزكي على ربنا أحداً – وهو الشيخ الإمام شيخ الإسلام في رسالته إلى والدته حينما كان في السجن ، و هو يرى منحة بين غياهب المحنة التي اعترته من خلال سجنه ، فلك أيها الكريم أن تتأمل في رسالته إذا يقولُ مراسلاً لأُمِهِ : " كتابى إليكم عن نعم من الله عظيمة ومنن كريمة وآلاء جسيمة ، نشكر الله عليها ونسأله المزيد من فضله ، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد وأياديه جلت عن التعداد . وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد إنما هو لأمور ضرورية متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا ، ولسنا والله مختارين للبعد عنكم ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم ولكن الغائب عذره معه وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم ولله الحمد ما تختارون الساعة إلا ذلك ، ولم نعزم على المقام والاستيطان شهرا واحدا بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم وادعوا لنا بالخيرة ، فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية . ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال ، ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر مستخيرون الله سبحانه وتعالى فلا يظن الظانُّ أنا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا قط بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه ، ولكن ثم أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها والشاهد يرى مالا يرى الغائب ، والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة فإن الله يعلم و لا نعلم ويقدر ، ولا نقدر وهو علام الغيوب وقد قال النبي - صلى الله عليه و سلم - من سعادة بن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له ومن شقاوة بن آدم ترك استخارته الله وسخطه بما يقسم الله له ، والتاجر يكون مسافرا فيخاف ضياع بعض ماله فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف ، ولا حول ولا قوة الا بالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرا كثيرا وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار وسائر الجيران والأهل والأصحاب واحدا واحدا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما " إلى آخر رسالته العظيمة في قدرها و محتواها ، و هي موجودة في مجموع الفتاوى (28/50) .. و كان لا يفتر عن حمد الله و الثناء عليه ، و الانطراح الصادق بين يديه شكراً و تمجيداً و تسبيحاً .. رحمه الله . و قد وعى هذه الحقيقة تلميذه الإمام ابن القيم ، حتى ألف كتاباً يحمل عنوان : عدة الصابرين ، و أنصح به كل الأحبة ، ففيه من البشائر و الفتوحات التي تزيد القلب قناعة بقسمة الله ، و تعلقه بربه تعلق الشاكر الذاكر ، و كان مما قال فيه : " و الصبرُ آخيةُ المؤمن التي يجول بها ثم يرجع إليها ، و ساق إيمانه الذي لا اعتماد له إلا عليها ، فلا إيمان لمن لا صبر له ، و إن كان فإيمان قليل في غاية الضعف ، و صاحبه ممن يعبد الله على حرف ، فإن أصابه خير اطمأن به ، و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا و الآخرة و لم يحظ منها إلا بالصفقة الخاسرة " أهـ من كتاب عدة الصابرين ص20 فيا مهموم افرح و استبشر فإن البشائر كثيرة ، و يحتار الإنسان في حصرها ، و يا مبتلى احمد الله على جميل قضائه ، و ما رتبه على هذا ، و يا من فقد حبيبه كن خير شاكر ، و سل ربك الإعانة على شكره ، فإنه صاحب المنح و الهبات ، و الخير العظيم ، و الجزاء الوافر العميم ، فسبحانه من جواد كريم .. [poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فلك المحامد و المدائح كلها = بخواطري و مشاعري و جناني[/poem] أترككم في رعاية الله ،،، أخوكم / عبدالله |
.
جزاك الله خير على ماسطرت يداك الحمد لله على كل حال تحياتي لك أبــ(صقل)ــــو . . |
سلمت يمينك أخي الكريم وجزاك الله خيرًا ..
ولا ننسَ أيضًا الحديث الذي رواه أبو هريرة وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم و لا حزن ، و لا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها خطاياه " صححه الألباني رحمه الله تعالى .. شكرًا لكـ .. |
أحسن الله إليك يا أبا عبدالله ، لكم نحن نحتاج إلى مثل ذلك في معترك الحياة الملئ بالمنغصات والأكدار !
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدارِ .. |
, , , , حقاً.. دائماً وأبداً ..أنت على خير.., عنوان أعجبني وشدني كثيراً.., كل الشكر أخي الصمام., :) |
جزاك الله خيرا أباعبدالله كم نحن بحاجة للتذكير بمثل هذه الخواطر سلمت يداك لاعدمناك |
اذا آمـنا بهذا فـسـتـتحـول المصـائـب وهائب , والمحن الى منح , فليس هناك شيء نخاف عليه لان الله هو المدبر سبحانه . . . اذا جاءتنا المصائب قلنا اهلا بما اختاره الله لنا وحي هلا به لانه من اختيار الخالق سبحانه وهو سبحانه اعلم بخلقه وما يصلحهم { ربكم أعلم بكم } . شكرا ايها الصمصام دعبل |
شكرا ً
|
’‘ وفّـيـت و كفّـيـت ,, و بدّلت الحزن بابتسـامـة أيّـها الكـريم ... وأودُّ أن أستأذنـك بأخـذ موضـوعك لأقـرأهُ علـى قريبـاتي ... لا حُـرِمت أجـر ذلك ..~ ,‘ |
الصقلاوي / شكراً لك ايها الكريم على مشاركتك .. شرفتنا يا أخي .. طالب طب / أولا نفع الله بك المسلمين في تخصصك ثانيا جزاك الله خيراً على هذه الإضافة ، و لا أخفيك أيها المبارك أن الإنسان يحار من أي نصوص الوحيين يختار في إثبات هذه الأمر ، فالنصوص متوافرة ، و البشائر متكاثرة و لله الحمد و المنة ، و لو أردنا إحصاء ما يدل على فحوى هذه المقالة لأحصينا عددا كبيراً من الأدلة و القصص التي تحمل البشائر النبوية .. فالله الفضل من قبل و من بعد .. الفارس الملثم / أهلا بالقريب البعيد أبا الوليد .. في القرآن الكريم جماع ذلك كله ، فلنعلق قلوبنا به .. شكراً لك .. المرة الثانية ركز بالاسم الله يفتح عليك .. |
بريداويه ام الهبال / شكراً أختي الفاضلة .. نفع الله بك . ( الصمصام ) و ليس الصمام .. سامي بريدة / أهلا بالأستاذ الكريم .. مرورك يسعدني .. كتب الله لك الأجر .. دعبل نجد / و الخيرة فيما اختاره لنا ، وهو ألطف و أرحم بنا من أمهاتنا .. شكراً لك يا أبا عاصم .. |
" بدون اسم " / عفوا .. وفقك الله |
ما اجمل المؤمن اللذي ان اصابته ضراء صبر .. وإن اصابته سراء شكر ..
فلك اللهم الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى .. شكراً لك أبا عبدالعزيز .. :) |
((وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ...)) جزيت خيرا ووفقت لما فيه الخير والصلاح . |
عزف الجنون / نفع الله بك أختي الفاضلة .. وفقكم الله .. وحيد الخلان / أهلا بالخل الحبيب أبو عاصم و ليس علينا إلا الحمد و الشكر .. ابو الوليد الخالدي / بوركت يا أبا الوليد ، على هذا الإيراد الفريد من القرآن المجيد .. |
قد ينعم الله بالبلوى و إن عظمت و يبتلي الله بعض القومِ بالنعـمِ تظل الأميز بإنتقاء وإختيار موضوعاتك وفقك الله .. |
ترى حنا نفهم المصيبة غلط
عند العلماء والحكماء المصيبة والضيق مصدر فأل عندهم ويتسفيدون منها وبعض البشر تلقاه صدق تهلكه الله لايبلانا يارب |
جزاك ربي خيرا
|
الصمصام جزاك الله خير اسلوب محترم وطرح راقي اتمني المواصلة لانك الله يهديك بخيل علينا مما انعم به الله عليك .
فنحن مشتاقون لما تكتبة والله يستر على الجميع |
أبوثامر / شكراً على حسن ظنك و هذا من حسن ذاتك أخي الكريم .. فتحة وكسرة / و لهذا يقول تعالى : [فإن مع العسر يسراً (*) إن مع العسر يسراً] .. عمر اليحيى / و أنت كذلك ، زادك الله بسطة في العلم ( و الجسم ) :) قمر بريدة / بارك الله فيكم ، و من يقدر على حبس هذا القلم الكتابة وهو يعيش في واقع يحتاج إلى وقفات ووقفات ، و أما البخل لا أبخل بهذا لأني أول من ينتفع به ، و أسأل الله أن يجعلها خالصاً لوجهه .. شكراً على حسن الظن . |
الساعة الآن +4: 01:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.