بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   حـصـاد الإنـتـرنـت (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   سلمان العودة يعاتب الروائي يوسف المحيميد؟صحفية عكاظ.... (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=113050)

قبل الرحيل 10-05-2008 11:52 PM

سلمان العودة يعاتب الروائي يوسف المحيميد؟صحفية عكاظ....
 
علّق الشيخ سلمان العودة الداعية الإسلامي المعروف على حضور الروائي السعودي يوسف المحيميد لمهرجان اصوات عالمية في دورته الرابعة والذي يرأسه المرتد البريطاني سلمان رشدي بأنه سقطة كبيرة بحق النسيج السعودي والعربي والاسلامي لاسيما وأن الدعوة للمهرجان جاءت من مرتد شاذ أعلن وقاحته وحربه على بيت النبوة وأمهات المؤمنين

الشيخ سلمان العودة كتب مقالا بصحيفة عكاظ بعنوان ( يوسف .. أعرض عن هذا..) موجها للروائي يوسف المحيميد و(عاجل ) تنشر نص المقال :



اتّسَعت دائرة الأعمال الروائية في المملكة، وتراوحت أسباب رَوَاج هذه الأعمال بين الإبداع الفني والأدبي، وبين ملامسة المستور والمحظور الاجتماعي.

يظل الكثير من الكتاب والكاتبات أبناء فطرة وانتماء، اتفقنا معهم أو اختلفنا، وهم جزء من هذا المجتمع، الذي يحتاج في هذه المرحلة إلى تَفهّم التنوع بين أطيافه، شريطة اتفاق الجميع على القواعد الأساسية التي تحكم وجوده، وهي قواعد ثقافية وشرعية ووطنية.
وهؤلاء المبدعون يمكن أن يكونوا صوتاً إيجابياً، معبراً عن وطنهم وأبناء جنسهم، أو عن معاناة إنسانية أوسع، أو حادياً يحفز الركب إلى الانجاز والعمل، ومحاولة العبور.
لذا فإنني أعتبر أن حضور أحدهم في مؤتمر ثقافي؛ ينظمه سلمان رشدي في الولايات المتحدة الأمريكية، تحت رعاية مؤسسة (قلم) التي يرأسها؛ لم يكن مقبولاً بحال.
أنت لا تمثل نفسك؛ فأنت عضو في مجتمع سعودي، وانتماء عربي، ونسيج إسلامي، والرجل الذي تقابله وتحاوره هو من الاستثناءات التي يجب عزلها، وليس تقوقعاً أن ترفضه؛ كما رفضه العالم الإسلامي كله.
مُرتدّ؛ يسخر بالله ودينه وآياته ونبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويصوّر بيت النبوة على أنه وكر للرذيلة، ويزدري أمهات المؤمنين، وأصحاب النبي الكريم، ويتوقّح في تصوير جنسي لمقام النبوة، ووصمٍ بالشذوذ، في رواية يقول النقّاد عنها: إنها تفتقد الحسّ الأدبي، وإن انتشارها هو بسبب انتهاكها للمقدس، واستفزازها لمليار وثلاثمائة مليون مسلم، ربّما لم يحسن بعضهم التعاطي معها كما يجب، فأشهرها بدلا من أن يتجاهلها؛ لتموت بالصمت والإعراض.
بيد أن الذي حدث هو أن الرجل أصبح لدى دوائر متطرفة في الغرب مثالاً يُحتذى للمسلم الشجاع، الذي يرتد عن دينه، ويكتب مقالات "لماذا تركت الإسلام؟" ويشارك في مؤتمر عن "المسلمين الكفار"! فيكون رأس حربة في حملة لتشكيك المسلمين، وتشجيعهم على الكفر بعد الإيمان.
ثمة فرص عالمية للمشاركة، وتمثيل الإبداع الأدبي والفني، وأنت تملك روح الإبداع، والتوفّز للنجاح، وتحقيق الطّموح الإنساني، بيد أنّ يَدَك إن صافحت يداً ملوثة بالوقيعة في أعراض الأنبياء والمرسلين، وقادة الموكب الإنساني الطهور، ورجالات خَيرِ جيل، وأمهات المؤمنين المشمولات بالرضوان والرحمة؛ فإنها سوف تعثر عن مواصلة طريقها الواعد، إلا أن تستعيد جدارتها بماء الوضوء، وتتنصل من سابقتها، وتحاول الرِّيادة لتقول: جئتكم من عند هذا السبيل الذي لا بِرّ فيه ولا خير، وقد كفيتكم أمره؛ فدعوه.
ليس الروائي أو الأديب أو المبدع بفقيه يتحدث بلغة شرعية، ولا يلزمه أن يكون واعظاً أو مرشداً، على أنه حين ينسجم مع روحه المسكونة بفطرة الأمهات المشفقات، والمعجونة بذرّات رمل البيت الطِيني، الذي حضن الأجيال بعد الأجيال من السائرين على الطريق, المعطّرة بقطرات الماء التي تشكلت على نور التلاوات الصافية؛ فهذه الروح ستكون خيطاً خفياً؛ يلتقطه القارئ ضمن خيوط أخرى؛ لتكون معبراً أميناً صادقاً عن معايشته ورؤيته.
هي لا ترسم مجتمعاً ملائكياً طهوراً، لكنها لا تصدّ عن قراءة البساطة والعفوية والإيمان لدى من حولها.
والفرص العالمية للحضور والتأهّل والمنافسة كبيرة، ويمكن لشبابنا أن ينافسوا فيها، وأن يحصدوا الجوائز الإبداعية بجدارة لا تشوبها شائبة جائزة سلمان رشدي.





المحيميد يرد : حضوري فرصة للحوار مع سلمان رشدي





وردا منه على انتقاده لمشاركته بمهرجان ينظمه شخص أساء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، قال الروائي السعودي يوسف المحيميد لـ"العربية.نت": أعتقد أن سلمان رشدي يعمل في وظيفة ضمن هذا المهرجان وهي وظيفة يمكن أن يشغلها أي شخص وقد تنتقل من شخص لآخر وحضوري يمثلني ويمثل ثقافتي وإبداعي، وليس بالضروة أن أتفق مع سلمان رشدي و الكثيرين من الحضور، ولكن أنا ككاتب وأديب أقدم أدبي بصرف النظر عن هذه الأمور، ولا يعني هذا أن "أتقوقع" وأجلس في البيت.

وأضاف "المؤتمر لا يمثل سلمان رشدي، واسمه (أصوات عالمية) ويهتم بالثقافة العالمية تحديدا، وكون رشدي أحد هؤلاء المنظمين لا يعني ذلك أن أرفض أن اشارك ضمن هذه الأصوات العالمية".

وتابع "هذه ليست دعوة منه إلى منزله، وحتى لو كان هذا الشخص تحدث بشكل سيئ عن وطني وديني وجودي وحواري معه قد يكشف لي أشياء كانت غائبة".

وردا على سؤال "هل التقيت رشدي وتحدثت معه"، أجاب يوسف المحيميد "اتحفظ على ذكر هذا الأمر"، مستطردا "نحن في جلسات تضم كل المشاركين بمن فيهم سلمان رشدي وكتاب عالميين آخرين ودعوتي لهذا المهرجان هي دعوة لصوت من العالم العربي لا أكثر..".

ويشارك في مهرجان "أصوات عالمية" أكثر من 50 كاتبا يمثلون 23 لغة، كما يقول المحيميد الذي يضيف "وجودي في المهرجان وتمثيلي لغتي العربية منجز مهم".

وبدأ المهرجان الخميس الماضي 1-5-2008 ويستمر حتى السابع من هذا الشهر. وشارك الروائي السعودي يوسف المحيميد في 3 ندوات إضافة إلى ندوة أخرى في مكتبة نيويورك العامة عن "كتب غيرت حياته"، كما سيلقي محاضرة بجامعة هافرد في بوسطن حول روايته التي صدرت بالإنجليزية "فخاخ الرائحة".



صورتين للمرتد البريطاني سلمان رشدي ولغلاف كتابه (آيات شيطانية) الذي تسبب بضجة كبيرة حول العالم الإسلامي








آيات شيطانية كتاب من تأليف الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي. صدر في لندن في 26 سبتمبر 1988 بعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب منعت الهند سلمان رشدي من دخول بلادها وتلقى دار النشر الذي طبع الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب. قامت بنغلاديش و السودان و جنوب افريقيا و كينيا و سريلانكا و تايلاند و جمهورية تنزانيا المتحدة و إندونيسيا وفنزويلا و سنغافورة بمنع الكتاب وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد و لندن و طهران و بومبي و دكا و اسطنبول و الخرطوم و نيويورك. حصلت خلال عمليات الاحتجاج هذه حادثتين لفتتا أنظار العالم وهي حادثة حرق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة في 14 يناير 1989 والحادثة الثانية هي صدور فتوى من الخميني في 14 فبراير 1989 بتحليل دم سلمان رشد (منقول)

بسمة تحدي 11-05-2008 01:19 AM

جزاك الله خير ..!

فليت بن قنه 11-05-2008 01:50 AM

الذي اعرفه ان الاخ يوسف من اسرة دينية محافظة وهو من اهل العلم والدراية
ولا ارى اية مشكلة من حضورة
فكم حضر غيره مجالس من يسب الرسول وزوجاته ..
وكم حضروا غير ذلك ..

ولكن الى الله المشتكى .

بعثرات قلم 11-05-2008 03:42 AM

http://www.al-mohaimeed.net/arabic/profile.php?action=show
رابط سيرة ذاتيه للروائي يوسف المحيميد ..
وللروائي المحيميد عدة روايات متميزه كفخاخ الرائحه وهي من اميزها والقارورة ونزهة الدلفين ..
ورابط آخر لمقاله له يصور وفاة والده وتغسيله والصلاة عليه في جامع الونيان-رائع جدا-
http://www.al-mohaimeed.net/arabic/a...ion=show&id=98

احببت ان اطرح شيئاً مما لدى الكاتب لتتضح الصوره ،، وانا لا اميل الى الي رأي ..


بعثرات

محمد الكويتي 11-05-2008 07:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها فليت بن قنه (المشاركة 991700)
الذي اعرفه ان الاخ يوسف من اسرة دينية محافظة وهو من اهل العلم والدراية
ولا ارى اية مشكلة من حضورة
فكم حضر غيره مجالس من يسب الرسول وزوجاته ..
وكم حضروا غير ذلك ..

ولكن الى الله المشتكى .

ماشاء الله اجل يوسف صار من اهل العلم والدرايه ولا ترى ايه مشكله من حضوره

صرت مفتي ... شكلك يالمفتي ماقرأت أعماله :075:

الصباخ 11-05-2008 06:22 PM

اقتباس:

والحادثة الثانية هي صدور فتوى من الخميني في 14 فبراير 1989 بتحليل دم سلمان رشد
مقلع هالرافضي :d.

الصباخ 11-05-2008 06:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها محمد الكويتي (المشاركة 992003)
ماشاء الله اجل يوسف صار من اهل العلم والدرايه ولا ترى ايه مشكله من حضوره

صرت مفتي ... شكلك يالمفتي ماقرأت أعماله :075:

ممكن تعطينا نبذة عن بعض من أعماله وعن ماذا تتحدث .!

الثائر الأحمر 13-05-2008 04:33 AM

ياخوي سفرة مجانية لأمريكا.. ومحاضرة في جامعة أمريكية مشهورة، وجلسة في فنادق راقية، وتجوال في مدن أمريكية، ما أظن الرجال همه لا سلمان رشدي ولا أي نيلة ثانية!

ممكن.. وممكن لأ !

جزاك الله خير.

السكب 19-05-2008 09:10 PM

جزى الله خير شيخنا سلمان ...

الغريب أن الموضوع لم يتطرق له أحد سوى الشيخ سلمان !!!! اين البقية ؟؟؟

كم يعجبني اسلوبه الجميل والحاني والابوي ... لله درك يا ابامعاذ

الصباخ 20-05-2008 02:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها السكب (المشاركة 1003129)
جزى الله خير شيخنا سلمان ...

الغريب أن الموضوع لم يتطرق له أحد سوى الشيخ سلمان !!!! اين البقية ؟؟؟

كم يعجبني اسلوبه الجميل والحاني والابوي ... لله درك يا ابامعاذ

دائماً تدندن حول سلمان، ياترى مالسر في هذا.!
الله أعلم.

السكب 21-05-2008 10:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الصباخ (المشاركة 1003432)
دائماً تدندن حول سلمان، ياترى مالسر في هذا.!
الله أعلم.

.
.

أخي الكريم أعتقد أنك تنتمي لأحد هذه الثلاث فروع:

1. حاقدويتمثل هذا بـ http://www.alwatan.com.kw/Data/site1...-122707.pc.jpg

2. جاهل
وأنصحك بقراءة كتاب للعلامة عبدالله ابن جبرين بعنوان " الجهل وآثاره"


3. صغير السن
فخذ هذه لعلها تلهيك عن مقارعة منهم أرفع منك قدراً وسنا

http://www.fatayat.net/fm/style_emot...Lolly_pop_.gif


وأذكر هنا شيئاً من الشعر يطيب له المقام والمقال, حيث يقول الشاعر:

[POEM="font="Simplified Arabic,4,crimson,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وإن تصدر السفهاء يوماً=على الرفعاء من أدهى الرزايا
إذا استوت الأسافل والأعالي=فقد طابت منادمة المنايا[/POEM]




.
.




:rolleyes:

الصباخ 22-05-2008 02:15 AM

لست بحاقد ولا جاهل ولا صغير، ولكني استنكر التعلق الشديد في شيخ معين، والدفاع عنه بكل حماقة وجهل وغباء، كما تفعله أنت :).

السكب 22-05-2008 02:13 PM

يبدو أنك من الفرع الثالث, ولم تكفك الهدية فخذ هذه لعلها تسد فضولك
http://www.9otuae.net/af/uploads/d8ece62a22.bmp
http://www.m7shsh.com/vb/imgcache/11043.imgcache

على أية حال, نظرة بسيطة في عناوين مواضيعك أخي الكريم وجدت أن اسم الشيخ عبدالعزيز الأحمد حاضر وبقوة ولن أقول لك كما قلت لي من أنك تتعلق بهذا الشيخ بشدة! فهو شيخ فاضل وهو والشيخ سلمان عينان في رأس بل وكل علمائنا, نصيحتي لك أخي وربما أنك في مقتبل عمرك أن تدع التصنيف بين العلماء فهم أخوة مع بعضهم فلا تفرق بينهم وأنت بعيد عنهم ولو رأيت الألفة بينهم لما تجرأت وذكرت اسم (سلمان) حاف وما ذلك إلا تعريضاً بالشيخ الذي أفنى دهره في خدمة دينه وشهد له العلماء الأكابر ليس نكرة مثلك له اسم مستعار لايحمل من العلم ولا حتى اسمه يأتي ليطعن في شيخ نقر جميعاً أنه ليس بمعصوم وله أخطائه الذي جُبل عليها بنو آدم, لا ترعي سمعك وبصرك لأؤلئك المتحمسين الذين طاشت بهم عقولهم حتى لم يسلم منهم أحد, أرأيت الذي تضع صورته الآن أسفل اسمك إنه المجاهد خطاب الذي يحب العلماء جميعاً ولم ينقل عنه أنه آذى أحداً منهم ولا حتى بكلمة فهلا اقتفيت أثره؟ هذا المجاهد له ذكريات كثيرة مع الشيخ سلمان ابحث عنها جيداً لترى أنك أخطأت في تصورك لشيخ كالشيخ سلمان , عود نفسك أخي الكرم واصطبر على تربيتها وارسم لك خطاً لا يتقاطع مع الآخرين دع الآخرين وشأنهم لا ترهق نفسك بما قاله فلان وعلان إعمل أنت ولا تكن حسيباً على الناس ولك في القرآن والسنة نصيب كبير من هذا الخلق العظيم.

الصباخ 22-05-2008 06:03 PM

اقتباس:

على أية حال, نظرة بسيطة في عناوين مواضيعك أخي الكريم وجدت أن اسم الشيخ عبدالعزيز الأحمد حاضر وبقوة ولن أقول لك كما قلت لي من أنك تتعلق بهذا الشيخ بشدة! فهو شيخ فاضل وهو والشيخ سلمان عينان في رأس بل وكل علمائنا, نصيحتي لك أخي وربما أنك في مقتبل عمرك أن تدع التصنيف بين العلماء فهم أخوة مع بعضهم فلا تفرق بينهم وأنت بعيد عنهم ولو رأيت الألفة بينهم لما تجرأت وذكرت اسم (سلمان) حاف وما ذلك إلا تعريضاً بالشيخ الذي أفنى دهره في خدمة دينه وشهد له العلماء الأكابر ليس نكرة مثلك له اسم مستعار لايحمل من العلم ولا حتى اسمه يأتي ليطعن في شيخ نقر جميعاً أنه ليس بمعصوم وله أخطائه الذي جُبل عليها بنو آدم, لا ترعي سمعك وبصرك لأؤلئك المتحمسين الذين طاشت بهم عقولهم حتى لم يسلم منهم أحد, أرأيت الذي تضع صورته الآن أسفل اسمك إنه المجاهد خطاب الذي يحب العلماء جميعاً ولم ينقل عنه أنه آذى أحداً منهم ولا حتى بكلمة فهلا اقتفيت أثره؟ هذا المجاهد له ذكريات كثيرة مع الشيخ سلمان ابحث عنها جيداً لترى أنك أخطأت في تصورك لشيخ كالشيخ سلمان , عود نفسك أخي الكرم واصطبر على تربيتها وارسم لك خطاً لا يتقاطع مع الآخرين دع الآخرين وشأنهم لا ترهق نفسك بما قاله فلان وعلان إعمل أنت ولا تكن حسيباً على الناس ولك في القرآن والسنة نصيب كبير من هذا الخلق العظيم.
جزاك الله خير، وجهة نظر احترمها وأقدرها.
أما بخصوص أبوعاصم، فإن في الأمر سر لا تعرفه، ولو عرفته لعرفت سبب وجود هذه المواضيع.

أما بخصوص أبومعاذ، فهذا رأيك فيه أنت، أما رأيي فيه قد تغير مع الأيام، ولم تكن نظرتي لأبومعاذ وليدة اللحظة، وإنما بسبب تراكمات وكلمات وأحداث أدت إلى حدوث هذه النظرة الحالية.
صدقني لست بحاقد ولا جاهل، ولكنني أحب الحق وأحب أن أقوله.
صدقني لا أحب أن يتعلق شخص بإسم شيخ معين تعلقاً يجعله يدافع عنه بكل شراسة (كما تفعله أنت) بدون أن يجعل الدين والإسلام منظاراً له.
أبومعاذ قد تغيرت نظرته للحياة وهذا لا ينكره إلا جاهل أو متجاهل، وتغيرته تصنيفاته وآرائه وأفكاره، فسلمان قديماً ليس سلمان حديثاً. وهذا واضح للعيان.
نصيحتي لك بأن تترك عنك العصبية البغيضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فأنا وبكل صراحة أبغض التعصب لشيخ معين.
من هم على شاكلتك كثر، ووجودهم طاغي، فأحدهم يعشق الشيخ ناصر العمر، والآخر يقدس الشيخ سلمان العودة، والبعض يموت بشيء اسمه الشيخ عبدالعزيز الأحمد. وقد شاهدت الكثير والكثير من هذه الأمثلة.
لذلك دع عنك الحماقة والغباء الذي تتصف به، واربأ بنفسك عن مثل هذه الأشياء وابحث عن الحق دائماً.

دمت بود.

حفيد اعقيل 22-05-2008 06:18 PM

اقتباس:

فأحدهم يعشق الشيخ ناصر العمر، والآخر الشيخ سلمان العودة
0
0
0

أولئك آبـائي فجئني بمثلهم ,, إذا جمعتنا ياجـرير المجــامع

0
0
0

السكب 23-05-2008 06:45 PM


الشيخ د. عائض بن عبدالله القرني

القلب بيت الحب، وقد سكن في قلبي حبّ سلمان، فصاح لسان الحال: (سلمان منّا آل البيت). جئت بقدر على غير موعد سابق لأصادف صديقي بين ملايين الناس، صديق في قلبه إيمان، وفي عينيه إصرار، وفي جبينه شَمَم وهِمم، وعلى تقاسيم وجهه مَضاء وإباء ووفاء
إنه الشاب الذي ظفرت به في الدراسات العليا بالرياض، فكان هو المشار إليه بالبنان عند ورود معضلة علميّة، وكلما دلفت مشكلة أدلى بدلوه، وكلما حزَبَنا أمرٌ تصدّر الجمع قائلاً: (أنا لها).


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني=عُنيتُ فَلَـم أَكسَـل وَلَـم أَتَبَلَّـدِ[/POEM]


وكان منتدى لقاء الأصدقاء في بيت صديقنا الكريم الشهم د. عبدالوهاب بن ناصر الطريري حيث لا ينتهي الإفطار إلا بغداء، ولا يختتم الغداء إلا بعشاء، السخاء يجري في دمه، والمروءة حلّت في روحه، وكان صديقنا سلمان أكبرنا سنّاً.
فإذا رأيته تذكّرت السيف مسلولاً، وقد سألني عنه سائل: كيف وجدته في أحواله من عمل وتوقف، وشدة ورخاء، وجد وهزل، وحِلّ وترحال، فقلت: هو كما قال صديقي في صديقه:
فهو كالسيف إذا غمدته أو سللته أو طرحته أو علّقته، إنه سيفٌ وكفى، أزوره ويزورني والفضل في الحالين له، فإذا جلست معه نسيت الهموم والغموم:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فرؤيتك البشرى ومجلسك المنى=وأقوالك السلوى وأنت الخلائق[/POEM]

ذاكرة لمّاحة تكاد تضيء بالفهم ولو لم تمسسها نار الدراسة، يغوص على درّ الحكمة في قعر بحر العلم، إذا حضر خطف الأضواء، وقد كنتُ معه في مؤتمرات في السعودية والبحرين ومصر وتركيا والكويت وأمريكا، فكان واسطة العقد، ولؤلؤة التاج رأياً وعلماً وسداداً وهمّة، يطرق عليّ الباب فإذا سمعت صوته أقبلتُ وكلّي شوق، فألقي قميص التّكلّف (لدى الباب إلا لبسة المتفضل)، يقرأ ما بين السطور، وإذا أعارك نظرة تأمّل فاعلم أنه قد أصاب المحزّ، وطبق المفصل، ولو لم تتكلم، تورد العبارة فيكملها، تذكر العنوان فيفهم الرسالة، تشير إلى الباب فيرى من بالدار:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وَقّاد ذهنٍ إذا جالت قريحتهُ=يَكادُ يُخشى عليه من تلهّبهِ[/POEM]


يبدؤني معتذراً لي إن قصّرت، مسلّياً لي إن حزنت، مذكّراً لي إن وهمت، دائرة معارف متنقلة، وموسوعة علم حاضرة، وإذا سافرت معه فلا عليك إن لم تصحب كتاباً؛ فهو مكتبة في إنسان، وجامعة في كيان: (وفي طلعة البدر ما أغناك عن زحل)، وأشهد ما رأيت أصبر على تحضير الدروس منه، يقرأ عشرات الكتب والرسائل لأجل درس واحد، ويفتّش عن كل جليل ودقيق ويسير، ويسْبر غور المسألة، ويعيد النظر، ويغوص في الأعماق، ويقلّب الفكر، ثم يأتي بما يبهر، ويورد ما يخلب الأذهان، أجاد في حقول المعرفة الثلاث: العلم، والفكر، والثقافة، فأبهج طلبة العلم، وأسعد أهل الفكر، وأتحف روّاد الثقافة.
قالوا: إن سلمان تحوّل وتغيّر، بل تجدّد وتطوّر (لتركبنَّ طبقاً عن طبق) ومن ذا الذي يبقى على حال إلا أهرامات مصر أو معبد كليوبترا أو متحف اللوفر؟ أما الإنسان الفطن الواعي فمن حسن إلى حسن، فكيف إذا كان عالماً متوقِّداً ماهراً لبيباً؟ للشافعي قديم وحديث، ولأحمد أربع روايات، ولعمر: ذاك على ما قضينا، وهذا على ما نقضي.
قالوا عن الزهري: كان لسخائه وهوان الدنيا عنده لا يميّز بين الدرهم والدينار، وكذلك كان أخي سلمان، فالريالات في جيبه ليست له، سواء عنده الريال والألف، لا يعدّها عدّاً، بل ينثرها نثراً، حتى ولو لم يبقَ معه إلا القليل لوهب هذا القليل وهو السعيد المبتهج:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كَرَماً فَلَو حَدَّثتَهُ عَن نَفسِهِ=بِعَظيمِ ما صَنَعَتْ لَظَنَّكَ كاذِباً[/POEM]


وقد حصل لأخي سلمان فهد العودة من الحظوة والقبول والثناء ما فاق الوصف، ويكفيه هذا سلوةً وعزاءً بعد ثواب الله بإذن الله، حتى لقد وصفه علاّمة الزمان شيخنا ابن باز بأنه علاّمة، والشيخ ابن باز لا يلقي الأوصاف جزافاً.
وصديقنا ذو هِمّة وثّابة، لا تعرف النكوص، فهو (إذا همّ ألقى بين عينيه همّه) يقول له صبره إذا أضناه: لا أستطيع معك صبراً، فيناديه سلمان: (صبراً أيها الصبر). فهو ما بين صلاة مكتوبة، أو درس مشهود، أو محاضرة محبّرة، أو ندوة حافلة، أو تأليف للقلوب، أو تصنيف للكتب:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كَثيرُ سُهادِ العَينِ مِن غَيرِ عِلَّةٍ=يُؤَرِّقُهُ فيمـا يُشَرِّفُـهُ الفِكـرُ[/POEM]


ومعه لسان صادق صارم كذباب السيف، ما مسَّ قطع، يقلّب به حلو الكلام ذات اليمين وذات الشمال، وأصبحت لديّ دُربة مع صديقنا، أعرف متى أنتزع منه الدمعة الساخنة الصادقة، وربما أخفاها من الجلاّس:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كأنَّ رقيباً منك يرعى مسامعي=وآخر يرعى منطقي وجَنانـي[/POEM]

وأعرفُ متى أستلُّ منه الضحكة الموحية البريئة التي ينفجر بها في أريحيّة، أجالسه وأسامره، وكلما طال المجلس كان أنصع وأمتع، ثم ينقضي المجلس والشوق ما زال عارماً:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بِكُلٍّ تَدَاوَينَا فَلَم يُشـفَ مَـا بِنَـا=عَلَى أَنَّ قُربَ الدَّارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ[/POEM]


وصاحبنا يقبل الحق ممن قاله، ويرجع إلى الصواب إذا ظهر له، كفَّ اللسان والقلم، كلما أجلب خصومه عليه زادهم تجاهلاً، وأشبعهم تغافلاً، وملأهم نسياناً، كما قال أبو الطيب:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني=وَلا أُعاتِبُـهُ صَفحـاً وَإِهوانـا[/POEM]


له عشرات الكتب في أبواب المعرفة وفنون العلم ودروب الثقافة، وعشرات البرامج الفضائية، ومئات الأشرطة، دلف على الناس ببرنامج (حجر الزاوية)، فأفتى ووعظ، وخطب ونظّر، وحرّر وأجاب، واستدرك واستشهد، وأبدع وأمتع، تنهال عليه الأسئلة من شتى الدول وسائر القارات في العلم الشرعي والتاريخ والسياسية والتربية والفكر، فيأخذ دلو الحكمة، فيستحيل بيده غرباً حتى يصدر الرعاء من مورد عذب مبارك (عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً)، شرح بلوغ المرام، فأورد ما أذهل الفقهاء، وأعجب العلماء، فهم دقيق بكلام رقيق من بحر عميق.
وفسَّر كثيراً من القرآن، فأورد المأثور، ثم حلّل وفصّل، وعلّل ودلّل، قطف أبكار الأفكار بكلمات قضب وهنّ فواصل :


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أَمّا المَعاني فَهيَ أَبكارٌ إِذا=نُصَّت وَلَكِنَّ القَوافي عونُ[/POEM]


يورد الآية ثم يفسّر، والدليل ثم يعلّل، والقول ثم يبيّن، يوافق بفهم، ويخالف بإنصاف، ويردّ بأدب، ويجيب بحكمة، ويدعو برفق.
يلتهم ما أمامه من كتب ونشرات ورسائل وصحف ومجلات، يمرّ بِها سريعاً، ويخطف فحواها خطفاً، ويستولي على معانيها (فإمّا منًّا بعد وإما فداء).
رائد في الأدب شعراً ونثراً قديمه وحديثه، يحفظ القصائد الطوال، وعلى طرف لسانه الشوارد والأمثال والحكم والنكت، فإذا أراد الحديث نظم ما عنده في عقد بهيج، ثم قدّمها للناس (صنوان وغير صنوان يُسقى بماء واحد).
رافقته حضراً وسفراً في ليالي علم وأدب ومذاكرة ومحاورة، وربما زرته فاستقبلني كرمه وبشره وضيافته، يتهلل ويحتفي:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]متى تأتِه تعشو إلى ضوء ناره=تجدْ خيرَ نارٍ عندَها خيرُ موقدِ[/POEM]


دلفتُ إليه في بيته بالرياض في ليلة شاتية، البرد قارس، والمطر منهمر، فحيّاني وأجلسني، وأدار عليّ القهوة العربية، ثم قام فأوقد بنفسه النار على جزل الحطب، فلمّا أجمر أحضر اللحم وأخذ يقلّبه على الجمر، ويرحّب، ثم أخذ يقدّم لي الشواء بيدٍ كريمة مع ما لذَّ من بُر وأرز وسليق، كلما أردت أن أرفع يدي أقسم علي، فشبعت طعاماً لذيذاً، وكرماً حاتميّاً، وحديثاً ماتعاً، ووجهاً طليقاً، وقلباً رفيقاً:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]نَدَامايَ عِندَ المُنـذِرِ بـنِ مُحَـرِّقٍ=أَرَى اليَومَ مِنهُم ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا
يُدِيـرُ عَلَينـا كَأسَـهُ وشِــواءَه=مُناصفـةً وَالحَضرَمِـيَّ المحـبَّـرا[/POEM]



ذهبت معه إلى مطار الرياض لنسافر معاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واشترطنا (فإن حبسني حابسٌ فمحلّي حيث حبستني)، فاعتذروا منّا لعارض، فعدنا وقد عزم هو ورفيقه الأثير خالد القفاري على اختطافي إلى بريدة دون إذن مسبق منّي، وخشيا أن أمانع، فأوكل لخالد قيادة السيارة، ولما يعلم من حبي للأدب أخذ يناشدني الأشعار والأخبار، ويظهر التعجب، فأخذتني نشوة، واسترسلت في الحديث، وما أفقت إلا وقد جاوز المجمعة، وقربنا من بريدة، واستسلمت للواقع، فضيّفني في بيته ثلاثة أيام كلما رفعت جفنة طعام وضعت أخرى، فبقيت في أكرم نزل وأحسن مقعد:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ذمَّ المنازلَ بعدَ منزلة اللِّوى=والعيشَ بعدَ أولئكَ الأقـوامِ[/POEM]


غاب في دار أبي سفيان فما غاب احتسابه وصبره، وتفجّع بفلذة كبده عبدالرحمن فأرسل منشور الرضى بالقضاء، في أبيات تذوب لوعة وصدقاً، وتفيض إيماناً وتسليماً:


وداعاً حبيبي لا التقاء إلى الحشـرِ

وإن كان في قلبي عليك لظى الجمرِ

صبرت لأني لم أجدْ لـي مَخْلصـاً

إليك وما من حيلة لي سوى الصبرِ

ترآك عيني في السريـر موشَّحـاً

على وجهك المكدوم أوسمة الطهْـرِ

براءة عينيك استثارتْ مشاعـري

وفاضتْ بأنهار من الدمع في شعري

ويفارق صديقنا الغربة، ويعود من الغياب، ويلتقي بأمه لقاء هو مقدمة لسفرها الطويل عن الدنيا، فيكون هو وإياها كما قال أبو الطيب:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بِأَبي مَن وَدِدتُـهُ فَافتَرَقنـا=وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اجتِماعا
فَافتَرَقنا حَولاً فَلَمّـا اِلتَقَينـا=كانَ تَسليمُهُ عَلَـيَّ وَداعـا[/POEM]



ثم نظم دمعه الحارّ الصادق في قصيدة آسرة مؤثّرة يقول فيها:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تسهيدُ عينيَ نزرٌ فـي محبتكـم=قد طال تأريقهـا شوقـاً لمـرآكِ
وخفْقُ قلبيَ ما ينفـكّ يحفزنـي=إليك ما كان خفق القلـب لـولاكِ
لو اعترضتِ صلاتي لم يكن لَمَماً=فالله أردفَ نـجـواه بنـجـواكِ
يا بهجة العمر أنتِ البدر في أفقٍ=سبحان مَن بضروب الحسن حلاكِ
شوقي إليـك تسابيـح وأدعيـةٌ=وأدمع هي فيضٌ مـن عطايـاكِ[/POEM]


وهي من أروع وأجمل مراثي الأبناء البررة في الأمّهات البارّات.
وقد تأثرتُ بهذا التّفجّع الصادق، فعبّرتُ عن مشاعري برثاء في والدته ووالدتنا - رحمها الله تعالى- فقلت من قصيدة:


يا أمَّ سلمانَ في الجنّـاتِ مـأواكِ

وموكبُ الخُلْد في الرّضوان مسراكِ

وباكـرتْـكِ أهـازيـج مرتَّـلـة

في حضرة القدس حيّاها وحيّـاكِ

إلى البقاء رحلتِ والرضـا حُلـلٌ

الى بساطٍ مـن التبجيـل يلقـاكِ

سئمتِ عيشتنا يـا أمَّنـا فـذوتْ

مِمّا رأتْه مـن الإفـلاس عينـاكِ

وسرتِ لم تتركي إرثاً سوى رجلٍ

مقدم في المعالـي جـود يُمْنـاكِ



إنه سلمان العودة العالم والداعية والمفسِّر والمثقّف والأديب، ذهنٌ وقَّاد حين تتوقف الأذهان عن التفكير، وهمّةٌ وثّابة يوم تتلجلج الهمم بأصحابها من ظمأ المشقّة ووعثاء السفر، وطويل الطريق، ورأيٌ نضيج يوم تضلّ الآراء في بيداء مقفرة من التيه.
وصديقنا سلمان إذا داخلته وصاحبته أحببته، فهو يؤْثِرك على نفسه في المغانم، ويتحمّل عنك المغارم، يجوع لتشبع، ويسهر لتنام، ويتعب لترتاح:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أوزع جسمي في جسوم كثيرة=وأروي قراح الماء والماء باردُ[/POEM]

وإن تعجب فعجيب صبره وجلده في البحث والمحاضرة، والدرس والمناظرة، صحبته في سفرات عديدة فكان يحاضر الناس الساعات الطوال بلا كلل ولا ملل، ثم يجتمع بالناس في جلسات خاصة، فيتحدث بإسهاب، ويجيب بإطناب، متجدّد النشاط، مشبوب الهمّة، قويّ الأداء، ثم أميل معه ميلة واحدة إلى جلسات ومسامرات أخوية خاصة فيطارحنا إلى الهزيع الآخر من الليل وكأنه أول ساعة من الصباح الباكر، أسافر معه الساعات الطويلة من الرياض إلى نيويورك، ومن الخليج إلى المحيط، فكأن الساعات ثوانٍ تمرّ مرَّ البرق الخاطف ما بين بحث علمي، ومطارحة أدبية، وحديث ودّي، ونكتة بريئة، ومَثَل سائر، وقصيدة عامرة، وقصّةٍ موحية، أورد البيت فيكمل القصيدة، أشرع في القصة فيتمّها، أذكر أوّل المثل فيسوقه:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وتراه يصغي للحديث بقلبه=وبسمعه ولعلّه أدرى بـهِ[/POEM]


ولما شرع في برامجه الفضائية وأحسن في إيراده وإصداره تلقّى اتصالين من طرف خادم الحرمين الشريفين يثني ويبارك هذا الطرح الجميل، والقول المسدّد، والنظرة الواسعة الصائبة، وقد تعرّض لنقد، شأن كل نابغ، وسنّة كل لامع، فما شغل نفسه بالردود، ولا قلْبَه بالبغضاء، ولا لسانه بالتّشفّي، بل كان يستغفر لهم، ويَكِل سرائرهم إلى الله، ويعفو ويصفح، بل إن أحدهم لما توفّي اتصل صديقنا بأسرته فواساهم وعزّاهم، وترحَّم على أبيهم، وأخبرهم أنه محلّ والدهم. فهو في شغل شاغل عن الردود والملاسنة والقصاص بالعمل والمثابرة والتحصيل والنفع العام وارتياد حقول المعرفة وميادين الريادة مفيداً ومستفيداً:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تراه من الذّكاء نحيلَ جسمٍ=عليه مـن توقّـده دليـلُ
إذا كان الفتى ضخمَ المعالي=فليس يضيره الجسمُ النحيلُ[/POEM]


إن الرجل الكبير مَن تكون إنجازاته تنغيصاً لخصومه، ومَن تكون إخفاقاته أول انتصارات أعدائه، ومَن تكون نقائصه كمالات مبغضيه، ومَن اشتغل به الناس قدحاً ومدحاً، وثناءً وهجاءً، فهو عظيم، ويحقّ في أبي معاذ قول الشاعر:


[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]قُل للّذي بِصُروفِ الدَّهر عَيَّرنـا=هَل عانَدَ الدّهرُ إِلا مَن لَهُ خَطَـرُ
ففي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَهـا=وَلَيسَ يُكسَفُ إِلا الشَمسُ وَالقَمَرُ[/POEM]


ذلكم هو صديقي سلمان الذي عرفتُهُ طيلة خمس وعشرين سنة.

http://www.awda-dawa.com/photos/image/25364785112.png




[ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ]


الساعة الآن +4: 04:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.