بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   لقطات و مواقف و شخصيات لا تُنسى .. [ من جميل الذكريات ].. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=116385)

الـصـمـصـام 16-06-2008 11:22 AM

لقطات و مواقف و شخصيات لا تُنسى .. [ من جميل الذكريات ]..
 

::: مقدمة :::

لقطتٌ عابرة .. و ذكريات غابرة .. لن تنساها الذاكرة ..
كم هو جميل أن يغمض الإنسان عينيه ، ليتذكر أيامه الخالية ، و إن كانت قريبة ، و يستمتع بلحظات كانت في حينها عسيرة ، أو لا طعم لها ، و لكنها تحلو مع طيف الذكريات ، و تطيب مع الأمنيات ، فيتنهد الإنسان بعمق .. عمق الشوق الذي يخالج قلبه . ليعود إلى تلك الأيام ..

بشدتها .. ببراءتها .. بلذتها التي ربما لم يكن يشعر بها في حينها ..
و من هنا دعوني أسمتع قبلكم بتدوين مواقف و ذكريات ، و سأكون هنا مركزاً على شخصيات التقيت بها ، أو حصل لي معها مواقف لن تُنسى ..

فأبدا معكم :


[ 1 ]

:::إمام المسلمين .. بين فرحتي و حسرتي :::

في صبيحة يوم الخميس ، و كان قد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز إلى صلاة الاستسقاء عموم المسلمين ، كنت حينها لم أبلغ العاشرة من عمري ، و لكنني كنت أحب الصلاة في مصلى العيد القديم مع والدي - رحمه الله - في وسط مدينة الرياض ، فطلبت من والدي أن نصلي في ذلك المصلى .. فأجاب و انطلقنا إلى وسط مدينة الرياض حيث المُصلى هناكـ ..

كان البرد قارساً شديداً ، و الناس قد لبسوا من الملابس أغلظها لتحصنهم من بأس البرد ، دخلنا المصلى ، و الناس يتوافدون ..
و بعد لحظات قدم من الجهة الشمالية من المصلي أمير الرياض .. الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، و عن الباب رأيته وهو ينظر رجلاً كبيراً في السن ، كفيف البصر ، متواضع الملبس ، فانتظره حتى وصل إليه ، فقبل رأسه و دخلا جميعاً ..!

حينها سألت والدي - رحمه الله - من هذا ؟
فقال : هذا هو الشيخ ابن باز - رحمه الله - ..

كنت حينها صغيراً لم اكثرث بهذا الموقف ، و لكنني لم أعلم أنه سيُعلق في جدار الذاكرة ..

و ها أنا اليوم كلما مر ذكر هذا الإمام جاءت سريعاً هذه الصورة الخالدة في مخيلتي ..
و ياليتني كنت أقر قدره ، و لكنه لهو الطفولة أشغلني عن هذا ..

فما أجمل أن يستغل الإنسان تواجد الأفذاذ الذين ستعلق أسماؤهم على جبين العزة في صفحات التاريخ ، فلا تفوت على نفسك فرصة الاستفادة من العظماء ما دمت معاصراً لهم ، فوالله ما تحسرت و لا ندمت على شيء كندمي على رحيل الإمام ابن باز و أنا لم أشافهه ، و لم أتلقى منه مباشرة ، و لم أجلس عنده ..

و إنما كنت هذه الرؤية الوحيدة له ، فرحمه الله رحمةً واسعة ..
و على جميل الذكريات نلتقي ..

A N A S 16-06-2008 11:32 AM

رحم الله أبيك

ورحم الله الشيخ أبن باز


ورحم الله الملك فهد .



مشكور على هذه الذكريات .


في إنتظارك .



تحياتي لك

مدحت شوقي بريده 16-06-2008 11:33 AM



هلا اخوي الصمصاااااام ..


صدقت اخي الفااااااااااااااضل مواقف الطفولة دائماً ماتعلق في الذاااكرة ..
لإن المخ مازال ينسخ ويلصق ..

أما بعد .. فالله يجيرك من الديليت ..

ماذكرت يعتبر من المواقف التي ( كانت ) تبعث البهجة ..





اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها بريدة city (المشاركة 1036280)
رحم الله أبيك

ورحم الله الشيخ أبن باز


ورحم الله الملك فهد .



مشكور على هذه الذكريات .


في إنتظارك .



تحياتي لك


:d
وش قصدك يعني .. مابقي بالقصة الا الصمصام ..
:d




سي يو ..

.: بصمة :. 16-06-2008 11:53 AM

رحم الله الشيخ أبن باز .

* أبوحسان * 16-06-2008 02:19 PM

اللهم اغفر له وارحمه

وأسكنه فسيح جنااته


لافض قلمكك أخي

هادي2007 16-06-2008 03:46 PM

رحمهم الله جميعاً .. واصل اخينا الفاضل فنحن متابعون لك بشوق

الـصـمـصـام 16-06-2008 03:50 PM


..




[ 2 ]


::: اختبار القبول للصف الأول ابتدائي :::

أشار أحد أصدقاء الوالد أن يسجل ابنه الصغير - أنا - في مدرسة الإمام حفص لتحفيظ القرآن القريم ، و أعجب الوالد رحمه الله بهذا الرأي ، و ذهبت معه إلى استديو التصوير و التُقت تلك الصورة و أنا في غاية الرعب منها .. !

ثم أجرينا ما يلزم ، و ذهب إلى المدرسة للمقابلة الشخصية و التي على ضوئها يتحدد صلاحية هذا الطالب لهذه المدرسة ، لأنها مدرسة تحفيظ القرآن ..

أذكر قبل دخولي التقينا بأحد المدرسين فيها ، و أعطاني ( علك بالموز ) :( لازلت أذكرهـ ، وهو ربما نسي هذا الموقف ، دخلت في المدرسة التي طالما أزعجت أهلي متمنيا دخولها ، و هاهي فرحتي قد تحققت ، و أنا أتأمل في الكراسي و الفصول الخاوية ، حيث أنهم في الإجازة الصيفية ..

لم يخبرني والدي بأمر المقابلة ، دخلت على أحد المدرسين و كان ذو لحية كثةٍ بيضاء ، فسألني عن الاسم ..
ثم طب مني أن أقرأ مما أحفظ من القرآن ، فبدأت باسم الله من سورة البلد ، و كنت قد أتممت حفظها تلقيناً قبل أسبوع ، و فرحت بحفظها أشد الفرح لأنها من السور الطوال آنذاك بالنسبة لي .. :)

و تم القبول و لله الحمد ، و لم أخرج من هذه المدرسة إلا في نهاية الصف الثالث متوسط ، و كانت مدرسةً رائدة بحق ، يقوم عليها فضلاء الرجال ..

أذكر بعد ذلك أن بعض الأخوة ذهبوا بأولادهم للتسجيل ، و كان أحدم قد سئل عن الغرض من لبس لثوب فقال : ( عشان نروح للناس ) ، بينما أجاب الآخر ( من أجل ستر العورة ) ، فكان منطقه جميل , و رده جميل إذا ما قورن بعمرهـ ، و بعد ذلك ذهب والدي بأخي و لكنه للأسف لم يجتز هذه المقابلة ، و لست أدري هل يُعمل بها إلى الآن أم لا ..

و من هنا أشير إلى الآباء أشارة مهمة دائما ما أكررها لمن أحب فأقول :
والله إن تنشئة الابن على هذا الكتاب العظيم من خير ما يعين على صلاح الولد ، و هو ذخر و قرة عين للأب في الدنيا و الآخرة ، فالقرآن له سلطان على الأرواح ، و يحول بين العبد و بين الفجور ، و مهما ابتعد الابن فإن هناك حدوداً لا يتعداها ما دام يقرأ و يقفه و يحفظ من كلام ربه ..

بالقرآن تجد طلاقة اللسان ، و فصاحته و سلامته من العي و اللحن ، و بالقرآن تجد النباهة المتوقدة ، و العقل النير ، فلا تبخل على نفسك قبل ابنك بأن تقيمه من أول حياته على هذا الكتاب العظيم ..

و على جميل الذكريات نلتقي ..

الـدعساوي 16-06-2008 04:34 PM

اسلوب رائع

بالنسبة للذكرى الاولى نعم كما قلت لن يندم احد على ماسبق الا بعد فقده

اما الثانية
بالنسبة للتطبيق اختبارت المقابلة

لاظن يعمل بها الان معك واو داخل لو مامعك من كتاب الله شي

مامعك الله يعينك وشف شي غيره
لاني اذكر حين دخولي للمعهد العلمي

الواحد اذا خرج من المقابلة مايدري هل سيقبل ام لا

اما الان الامر متساوي اي واحد يدخل

مادري وش الفرق

الله يعيد ذيك الذكريات

طالب طب 16-06-2008 06:42 PM

ذكريات ممتعة ..

بانتظاركـ أبا عبد العزيز ..

:)

نبوغ الفكر 16-06-2008 07:20 PM

.


يا لها من ذكريات :eek5 :eek5




مــــتــــابـــــعــــ


نـــحـــن بـــانـــتــــظــــاركـــ






.

بريماكس 17-06-2008 01:11 AM

موضوع شيق و ذكرياته جميل ..
وفقك الله أبا عبدالعزيز ، مستمتع بطرحك .

الـصـمـصـام 17-06-2008 01:22 AM

..

[ 3 ]

::: غش من أجل حلاوة مصاص ..! :::

في الصف الثالث الإبتدائي ابتلانا الله بمدرس من فلسطين ، شديد للغاية في تعامله مع المهملين ، فكان يوزع الكفوف و ( الطراقات ) و خصوصاً على القفا ، و أما المجتهد فلم يهمله ، بل كان يأتي بعلبة رائعة المظهر مملوءة بالحلوى ..

أذكر أنه طلب منا حل جدول الضرب في الفصل ، و من يسبق في الحل يأخذ الحلوى ..!

كان يجلس خلفي طالب اسمه ( عبدالعزيز ) ، هذا الطالب سريع في الكتابة ، و لكنه يغش كثيراً ، و يسبق بعض المتفوقين في الوصول إلى الاستاذ ليُصحح له ، ثم يفوز هو بالحلوى ، كنت كثيراً ما أتوصل للحل الصحيح من أجل الحصول على هذه الحلاوة ، و لكن يسبقني هذا الأحمق ، و كانت تُغيظني طريقته و استغلاليته ، لأنه يغش مني ، و يسرق جهدي ، و يحصل على الحلاوة التي أستحقها :(..

و ذات مرة قمت بحل جدول الضرب ، و تعمدت الحل الخاطئ ليغش هذا الأحمق بالخطأ ، و يأخذ ( كفاً ) جميلاً على قفاه :) ، فلما ولى مسرعا نحو الاستاذ و قدم كتابه للتصحيح ، عدَّلتُ الفراغين الذين تعمدت الخطأ فيهما ، و ذهبت بكل تؤدة و تروٍ إلى الأستاذ متبختراً بنشوة أشعر بها ..لأفوز اليوم بالحلوى التي كنت أستحقها كل يوم ..

و كنتُ أستمتع بهذه الحيلة ، التي لم يعلم عنها أحد من زملائي ، على الرغم من تكرارها كل يوم عليه :) لأستردَّ ما ضاع مني بسبب غش ( عبدالعزيز ) .. ليتني أراه اليوم حتى أخبرهـ .. !


و على جميل الذكريات نلتقي ..

صافي النية 17-06-2008 01:27 AM

و ياليتني كنت أقر قدره ، و لكنه لهو الطفولة أشغلني عن هذا ..

صدقت والله بهذه العبارة,,
يمر عليك أناس في صغرك أو يكونوا حولك لكن لا تعرف مكانتهم في المجتمع لكن حينما تكبر تتمنى لو على الأقل صافحته لكن فات الآون ولهو الطفولة وبراءتها أشغلتك عن ذلك,,

قصص جميلة جدا وفيها الفائدة الكبيرة والجميلة ,,

شكراً لك سيدي لهذا الطرح الجميل وبانتظار ما هو قادم,,

دمت بخير..

صافي النية 17-06-2008 01:30 AM

و ذات مرة قمت بحل جدول الضرب ، و تعمدت الحل الخاطئ ليغش هذا الأحمق بالخطأ ، و يأخذ ( كفاً ) جميلاً على قفاه ، فلما ولى مسرعا نحو الاستاذ و قدم كتابه للتصحيح ، عدَّلتُ الفراغين الذين تعمدت الخطأ فيهما ، و ذهبت بكل تؤدة و تروٍ إلى الأستاذ متبختراً بنشوة أشعر بها ..لأفوز اليوم بالحلوى التي كنت أستحقها كل يوم ..

أضحك الله سنك سيدي,,
بصراحة أبردت كبدي وأنا لا دخل لي , لأني في الحقيقة يغيضني كثيراً كما يغيضك مثل هذه الأفعال,
وجميل ما فعلته به مع تكراره:)
شكراً لك عزيزي وما زلت بالانتظار,,


دمت بخير..

الـصـمـصـام 17-06-2008 02:09 AM

[ 4 ]

::: تواضع لي فخجلت منه [ لحظات مع الكبار ]:::

انطلقت ذات مساء إلى مركز الأمير سلطان لأمراض القلب لزيارة أحد الأقارب المنومين هناكـ ، فلما دخلت تعجبت من كثرة الداخلين الزوار على غير عادة عهدتها ، و لفت انتباهي وجود عدد من المشايخ و الشباب الذين ظهروا بمظاهر تسر الناظرين ، و ذلك من خلال تمسك و إحياء للسنن الظاهرة ..

ركبت المصعد الكهربائي فإذا معي في المصعد : الشيخ محمد العريفي ، و الشيخ راشد الزهراني ..!
انطلقتُ إلى بُغيتي و زيارة ذلك القريب ، فأخبرني أن والدنا الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين منوم منذ أيام من أجل القلب ، فقلت لعلي قبل الذهاب أمر به و أسلم عليه ، و أمثال هؤلاء رؤيتهم شرف ، و السلام عليهم و النظر في حركاتهم و سكناتهم مما يربي الإنسان على خلقهم ..

سألت عن غرفة الشيخ ، فأرشدتني الممرضة إلى مكانها ، و ذهبت هناك ..
فلما أقبلت إذا بي أرى جمعاً من الناس جلوس في غرفة كأنها مجلسٌ عربي ، و رأيت الشيخ في زاوية المجلس لابسا شماغه ، دخلت و سلمتُ بصوتٍ عالٍ ، ووالله لم يقف لي إلا الشيخ و هذا من نبله و أصالته ، في الحقيقة لم أكن أتوقع أن يقف الشيخ من أجلي ، فانتظرت لعله رأى أحداً خلفي يُريد الدخول ، ممن هو أعلى مني شأنا ، و التفت عن يميني و عن شمالي ، لعله قام من أجل غيري ..!

و لكنه حفظه الله ما قام إلا لي ، فأصبحت في موقف محرجٍ ، فسلمت عليه و قبلتُ رأسه ( بالغصب ) ، لأنه لا يرتضي لأحد أن يقبل رأسه ، إلا بشق الأنفس .

و بعدما رجعت ، لقيت أحد أقاربه ممن أعرفهم ، فقال لي أنه في ذلك اليوم و في تلك اللحظة كان يتأهب للخروج لإلقاء درسٍ فقهي لبعض الشباب في أحد المساجد ، فألقى درسه ثم رجع إلى المستشفى ، و قد اتصل به الأمير سلمان ، و سماحة المفتي ، و ألقوا إليه العتاب الشديد ، لأنه أهمل صحته و خرج مخالفاً لتوجيهات الأطباء ..

فاعتذر الشيخ ابن جبرين منهما ، و قال : قد وعدتهم و لا بد أن أنجز ما وعدت ..!

و من هُنا أخبركم أنني والله ما رأيت أعظم جهاداً منه في محبته لنشر العلم ، و رحابة صدره ، و صبره على الجلوس الطويل من أجل تعليم الناس ، و يشهد لهذا رحلاته المتتابعة إلى القرى و الهجر النائية ، حتى أن كثيراً من أهل القرى و الهجر يعرفونه جيداً لأنه لم يغب عنهم ، و يمكث عندهم يعلمهم و يفقههم ، فهو يحمل روح الشباب ، و يتحمل ما يعجر عنه الرجال الأصحاء ، و هكذا العالم الرباني كما نحسبه ..

فأين من يفرط في وقته ، و يضيع عمره ، و يبخل على الناس بعلمه من هذا الشيخ الجليل ..
و قد حصرت ذات يوم عدد الكتب التي يقوم بشرحها في اليوم الواحد ، فتعجبت لما علمت أنه يشرح ثلاثين كتابا في اليوم الواحد ، في فنون مختلفة ، فتراه يتحدث في الفقه و علم المعتقد و الأصول و الحديث و التفسير ، و النحو ، و الأدب ، و التاريخ ، فهو موسوعة في شتى الفنون ، و هكذا كان علماء السلف ..

حفظ الله شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين ، و أبقاه الله ذخراً و فخراً ..

الـصـمـصـام 17-06-2008 03:55 AM

..



[ 5 ]

::: مدير الغفلة و الصعوبات :::

كنوع من التشجيع ، و إعداد الصف الثاني من القياديين ، قام مشرفوا حلقاتنا - حفظهم الله - بترشيحي لإدارة رحلة تستغرق قرابة 6 إلى 7 أيام ، و الانطلاقة فجر يوم الخميس 30/6/1424هـ ، و كانت الرحلة إلى محافظة تنومة المجاورها لمحافظة النماص ، و اللي يقطنها قبيلتي : بني شهر ، و بني عمر ، في منطقة عسير ..

و لعل الإدارة كانت شرفية بالدرجة الأولى ، فقد علمت بأني رئيس بلا أوامر منذ الوهلة الأولى حينما كتبت كلمة مدير الرحلة باسمي ، و لم أكتب منها حرفاً واحداً ، و لم يكن لي فيها أي قرار ، و الله المستعان ..!

بدات الرحلة بسلام ، يُقلنا [ جمسين ] قد بلغا من الشيخوخة مبلغاً عظيما ، و كنت أنا ( مدير الرحلة ) في الصف الثاني ثانوي ، و لعل هذا مما يؤكد اختراق كل القرارات و الآراء و الأفكار التي أشارك و أدلي بها ..
و للمصداقية ، فإني رأيي كان معتبراً آنذاك ، و لكنه يُخترق أحيانا ، و أسير مقهوراً أخالف تعليمات سمو مدير الرحلة .. :(

انطلقنا بفضل من الله ، نطوي الأرض بهاتين البقرتين اللتين امتطيناهما ، و فجأة ، سقطت أهم وسيلة لإنجاح الرحلة [ العزبة ] ، ثم توقفنا ، و أعدنا التربيط و التضبيط ، و استأنفنا المسير ، و بعد جهد جهيد ، ووقت طويل ، وصلنا إلى منطقة ( سبت العلايا ) و هي من ديار قبيلة ( بلقرن ) و منها الشيخ عائض القرني ، و لما وصلنا فإذا الظلام دامس ، و النوم قد داهمنا من كل مكان ، و الساعة تشير إلى 12 ليلاً ، فتوجهنا إلى أحد المساجد ، و نزلنا ، و كنا قرابة العشرين فرداً ، و نمنا نوماً عميقاً بعد أكل الكيك و شرب العصائر ..

و لم نفق إلا على أصوات الأحذية تلقي على الباب ، و علينا ، و ذلك الشيخ يصرخ بنا بأعلى صوته ، و كأننا ارتكبنا الموبقات ، فكان يصرخ و يقول : ( يا قليلين الحيااااا ... تنامون في المسجد ...!!! ) ..
و طردنا من المسجد على أذان الفجر شر طردة ، و قررت القيادة الحكيمة خروج الرؤوس الكبار إلى مسجد آخر اجتناباً للفشيلة ، و أما البقية فيصلوا في هذا المسجد الذي طُردنا منه ..

ركبنا السيارة و استأنفنا المسير متوجهين بأمتعتنا و خيامنا إلى ( تنومة ) و بحمد الله و صلنا ، و نصبنا الخيام ، و سارت الرحلة بأمير يُملى عليه كحال أبو مازنٍ ما .. وهو ينفذ من غير شرط ولا قيد ، حتى جاءت محنة ( التيس ) فقد أقنع أحد الأخوة القيادات المدبرة بشراء تيس ، يبلغ من الثمن 430 ريالاً ، و قوبل هذا الاقتراح بالرفض القاطع مني ، لكني ذهبت رغماً عني معهم إلى سوق المواشي ، و اشترينا هذا التيس ..

و لما أنزل من السيارة في موقع مخيمنا ، انفلت التيس و هرب يقفز بين الجبال حرا طليقا ، و الشباب يجرونَ بحرارة و حماس خلفه يبتغونه ، و يرونه 430 تجري أمام أعينهم ، و ما أرى ذلك إلا نكالاً لأنهم جاؤوا به مغصوباً بعد معارضتي الشديدة بصفتي أمير الرحلة .. و يستاهلون ..

لكن تم القبض عليه متلبسا بمخالطة قطيع من الأغنام ..و ذُبح و طُبخ نصفه ، و أما النصف الآخر فأتلفته الشمس حينما بقي في أحد السيارات ، فكان كالجيفة نتن الرائحة .. و هذا جزاء من يُخالف أوامر أمير الرحلة .. :(

و أما القضية الأخرى في هذه الرحلة ، فهو ذلك الماطور الذي جلبناه من الرياض ، و أخذناهـُ سلفة من أحد الأقارب ليتمتع أعضاء الرحلة الكرام بشيء من الرفاهية و ( الدلع ) ، و لكن يا للأسف ، لما أردنا تشغيله لم يشتغل ، و كان نصف برنامج الشباب في تلك الرحلة هو ( تصليح مواطير ) و لكن في آخر ليلة قبل رحيلنا ، عمل هذا الماطور بعد معاناته الشديدة مع المرض و العبث :)



إن هذه الرحلات فيها تغيير للأجواء ، و تفجير للطاقات الكامنة في نفوس الشباب ، و ذلك من خلال تنوع البرامج ، و مراعاتها للميول و الاهتمامات ، و لهذا تجد من يفوز في البرنامج الرياضي ، لا يفوز في البرنامج الثقافي ، و من يفوز في البرنامج الثقافي لا يفوز في البرنامج الرياضي ، و ما ذاك ، إلا لأن ميول الأنفس تتفاوت ، و اهتماماتها تتباين ، و في هذه البرامج الترفيهية التنوع و المرعاة لكافة الاهتمامات ، و على الشباب أن يحرصوا على المشاركة في هذه البرامج ، لأنها تعتبر مجتمعات صغيرة ، يمكن من خلالها أن تتعرف على ما يصلح أن تكون له في هذا المجتمع الكبير الذي ستعايشه مُجبراً في حياتك المقبلة ..و اكتشاف الذات ، لا يكون إلا بخوض التجارب ..

كما أطاب المربين بالتنويع الكامل في رسم الخطط لهذه البرامج ، و مراعاة الفوارق الفردية ، و تفاوت الاهتمامات ، و توجيه المعوج منها ، و ثبيت المتعدل ..


لعل بعض القائمين على تلك الرحلة يقرأ هذه الكلمات .. فأقول قولة حق ، و أشهد شهادة صدق أنه قد أحسن إليَّ كثيراً
و على جميل الذكريات نلتقي ..

فنتاستكـ 17-06-2008 06:02 AM

حبيبنا أبا عبدالعزيز ..
متابـع ٌ لـــك ..
ياملحك , ويا ملح اسلوبك :)
هيّـا أكمل :)

طالب طب 17-06-2008 07:42 AM

حفظ الله شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين ، و أبقاه الله ذخراً و فخراً ..آمين ..

:d

أسلوب ممتع أبا عبد العزيز ..

ساري والقلب خالي 17-06-2008 03:45 PM

يسلمووووا خيوا والله قصه روعه
تقبل مروري

الـصـمـصـام 17-06-2008 03:46 PM

..



[ 6 ]

::: حادث مع سيارة المرور :::

كنت راجعاً إلى البيت و أنا في الصف الأول ثانوي ، كنت أسير في الدائري الشرقي من مدينة الرياض بسرعة 120 كم تقريباً ، و كان هناك حادث على أثره توفي عدد من الأشخاص ، و هذا الحادث عند مخرج14 ( الربوة ) ، و قبل الحادث كانت سيارة المرور واقفة في الناحية اليسرى من أجل نتبيه الناس لأخذ الحيطه و الحذر و تخفيف السرعة ..

كان رجل المرور يؤشر بكل حماس :d و أثناء سيري لم أنتبه إلا و سيارة المرور أمامي :eek: ، و نظرت عن يميني فإذا شاحنة مرعبة لا يمكن الانحراف إليها هربا من الارتطام بسيارة المرور ، و عن يساري خرسانة ، و في الخلف سيارة أجرة ( ليموزين ) يبدو أنه يسير بسرعة جنونية ..

فأطلقت العنان لرجلي أن تدوووس على ( الفرامل ) بكل ما أوتيت من قوة ، و لكن لا فائدة ، بل يظهر أن السرعة قد ازدادت مع هذا الانزلاق الخطير الذي أرعب رجال المرور فلاذوا بالفرار ليتركوا لي سيارتهم التي اصطدمت بها ، بعدما صدمني الليموزين من الخلف :S ..

و لله الحمد لم أتعرض إلا لضربة في الأنف على المقود ( الطارة ) ( الدركسون ) ..
أنزلوني من السيارة ، لأنني قمت هنا بتمثيل دور المغمى عليه ، لكي يُشفق رجال المرور بي ، و هذا ما حصل و لله الحمد ، و لكنهم أغرقوني بالمياة التي أريقت على وجهي من أجل أن أفيق من الإغماء الوهمي ، حتى أدخلوه في أنفي و أمرضوني بسبب محاولتهم لاغتيالي .. عفوا : إسعافي :( و ركبت معهم في ( اللومينا ) المصدومة ، و خرجت بعدما دُرس الحادث و لله الحمد ..

و تمت الأمور بسلام ..

و على جميل الذكريات نلتقي ..

قرناس 17-06-2008 03:57 PM

هههههههههههههههه
ذكريات جميلة يا أبو عبدالعزيز
جمعت بين المتعة والفائدة ..

تسلم يا الغالي

الـصـمـصـام 17-06-2008 04:15 PM


[ 7 ]


::: خطباء في القاعة :::


يقول العلماء : هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه و إلا ارتحل ..
و من هذا المنطلق حرص فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالكريم بكار الذي يدرسنا مقرر النحو في المستوى الثالث في كليتنا الموقرة ، على التطبيق العملي لهذه المادة ، و ذلك من خلال اختيار خطباء يقومون نهاية كل محاضرة ليلقوا كلمة مرتجلة على مسامع الطلاب ، و أما الطلاب فعليهم أن يدونوا جميع الملاحظات التري يرونها على زميلهم الخطيب سواء كانت نحوية أو في الأسلوب أو علمية أو في مهارات الإلقاء ..

ثم تطرح لتناقش بين الطلبة ، و يقوم فضيلة الدكتور بعد ذلك بالتعليق عليها ..

كان الأخوة الذين يقومون يتكلمون عن موضوع يختارونه لأنفسهم ، و من حسن الحظ أن جميع الذين تحدثوا قبلي قد استشهدوا بكلام لشيخ الإسلام و ابن القيم ، كلٌ يستشهد بحسب موضوعه ..

فلما جاء دوري ووقفت لإلقاء الخطبة و بدات بسم الله و حمده ، و كان موضوعي عن شكر النعم ..
فلما قلت : قال ابن القيم ...!

قال الدكتور : لحظة لحظة .. منذ بدأنا و أنتم لا تعرفون إلا شيخ الإسلام و ابن القيم ، و كأنكم اختصرتمن تاريخ المسلمين في شيخ الإسلام و ابن القيم .. ؟

فأُلهمتُ بإجابة أضحكته ، فقلت مندفعا : ياشيخ هؤلاء اختصروا التاريخ فلن نخرج عنهم :113:
و أخذ بالتعليق على هذا الأمر حتى انتهت المحاضرة و سلمتُ من نقد الأخوة الجارح أحياناً و لله الحمد .. :)

و الشيخ الدكتور عبد الكريم بكار ممن من الله عليه بالتوسع في شتى العلوم ، حتى في العلوم الشرعية ، و بالمناسبة فقد درس عند الشيخ العلامة الفقيه محمد بن عثيمين - رحمه الله - و درس في المذاهب الفقهية ، إضافة إلى تخصصه الدقيق في النحو ، و تبحره في معرفة التاريخ و السير و الحضارات ، وهو رقيق في التعامل لطيف في النصح ، جاد في مسألة التحصيل و الاكتساب المعرفي ، و كان ينصحنا أن نخرج لنكون أقوياء بعلمنا لأن العالم اليوم لا يقيم للجاهل و زنا وهو تلبس بالمال أو القوة ، و إنما البقاء للأعلم ..

كان يستقطع وقتا من المحاضرة بطرفة ، أو لغز ، أو قصة قصيرة ، ليطرد بها الملل و السآمة التي تُرى عادة على وجوه الطلاب أثناء درس النحو ..

و الشيخ عبدالكريم ممن لا يُستهان بهم ، فهو صاحب تجارب ، و صاحب تأمل عميق في ما جرى و ما يجري من الأحداث ، و من أجمل ما أنصح به هنا أن أوصيكم بسماع ألبوماته التي تحتوي على شريطين ، ففيها من الفائدة و المتعة و الطرح العلمي الرائع ، و من هذه الألبومات : خطوط عريضة في شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية ، الإمام الذهبي .. فقد استفدت كثيراً كثيراً من هذه الألبومات ..

أسأل الله أن يحفظه ، و أن يسدده على الحق ، و أن يبارك فيه و في جهوده ..

خوي السرور 17-06-2008 04:22 PM

الذكريات جميلة وصدقني ( هناك شحنة حنين تنطلق في نفسي يوم الأربعاء بعد صلاة العشاء ) أخالطهم وقلبي يكاد يطير فرحاُ وحنيناُ إلى الأيام الخوالي ..

سقى الله تلك الأيام :eek5

أبـو خـبـيـب 17-06-2008 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام (المشاركة 1036611)

..




دخلت على أحد المدرسين و كان ذو لحية كثةٍ بيضاء ،



هل يكون الترتوري ؟؟ أم مدرس القرآن الأستاذ عبد الله ؟؟ أم غيرهما يا ترى ؟;)

سقى الله تلك الأطلال !

كم افتقدتها . . !:eek5

صدقت . . كان يشرف عليها فضلاء الرجال والله ،،




شكراً لك أبا عبد العزيز على هذه الذكريات الجميلة ، وأنا أطالبك وإخوانك المشرفين

بتثبيت هذا الموضوع المميز حقيقةً . .



على فكرة . . أعجبتني في تصرفك مع عبد العزيز !! أنت ماكر من الطراز الأول :d

الحمد لله أنني لم أدرس معك !:)

وهنيئاً لك إذ درسك مثل الدكتور : عبد الكريم بكّـار .

سؤال : هل ما زال يدرّس ؟




ولك جزيل الشكر ،،


.

.

الـصـمـصـام 17-06-2008 05:30 PM

..


يا أبا خبيب ..

بالنسبة لصاحب اللحية البيضاء فهو حسن الترتوري - الله يذكره بالخير -
و أما الشيخ عبدالكريم بكار فأذكر أنه يقول : إني جاملت الجماعة و جيت هنا و ماراح أعيد التجربة ..
و يبدو أنه تاب من التدريس في الجامعة عندنا ..
و اما حفص .. لم أكن أعلم أنك فيها .. فأهلاً بزميل الدراسة :d

و المكر ضروري للإنسان أحيانا ..

الـصـمـصـام 18-06-2008 02:28 AM

[ 8 ]


::: حج عام 1426 [ سنة السيل ] :::

في عام 1426 كُلفت تكليفا عائليا بالحج بأختي الكريمة ، و لما حان موعد الانطلاق بدأت لحظات الوداع بين أختي و والدتي حفظهما الله و لا يخفى عليكم أن للدموع حضوراً قويا في تلك المشاهد ..
انطلقنا في تلك الرحلة متوكلين على الله مع جمع من الأخوة في حافلة قد احتوتنا يقودنا سائق تركي متهور ، و يشرف على الحافلة الأستاذ ( أبو موسى ) ، شعرنا في بداية الطريق أننا نعرف بعضنا منذ سنين ، مشاعر صادقة ، و قلوب متلهفة للحج لهذا البيت العتيق استجابة لنداء الرب الجليل ..
يشاركنا في هذه الحملة عدد من الفضلاء ، كالشيخ : حمد القرعاوي ، و الشيخ سعد العتيق ، و الشيخ سلمان السنيدي ، و غيرهم من الفضلاء ، تمت عمرتنا بشيء من المصاعب ، فقد نزلنا بكرامتنا من الحافلة إلى المسجد الحرام لأداء نسك العمرة ، ثم رجعنا بعد انتظار طويل للحافلة ، و لكن رجعنا على سيارتين من نوع GMC ، و كنا نحن الرجال جلوس فوق السيارة نعاني من الغازات المسيلة للدموع و الشحوم .. :(

كانت برامج الحملة رائعة ، و أدينا أنساكنا و نحن مطمئنون و لله الحمد ، يتخلل ذلك برامج نافعة و استضافات لعدد من المشايخ ، حيث زارنا شيخنا الشيخ ناصر العمر ، و الشيخ علي بن عبدالخالق القرني و رأيته و سلمت عليه و كات سعادي لا توصف بلقائه ، و كان التنسيق جارياً مع الشيخ الوالد عبدالله الجبرين ، و الشيخ بدر المشاري ، و لكن الأخيرين لم يتمكنا من الحضور ..

حيث أن ذلك اليوم كان غريباً ، فعند تمام الساعة الواحدة ظهراً انقلب لون السماء إلى سواد شديد ، و بدأ الهلع يأخذ قلوبنا ، ثم بدأت الرعود تجلجل ، و البرق يشعشع ، ثم بعد لحظات انفتحت أبواب السماء بماء منهمر ، و بدأت المياه تتحدر علينا من كل جانب ، و تصب صبا شديداً من سفوح الجبال ، و بدأت المياه تدخل الخيام و تحمل الأحذية و المفارش ، لتلقي بها بعيداً إلى مكان لا ندري أين هو ..

الرجال في معزل عن النساء ، فالنساء في الأسفل ، و الاتصال خطير في مثل هذه الظروف ، و الصراخ يصدر من قسم النساء بشكل مزعج مخيف ، ثم رأيت امرأة تحمل على النقالة قيل لنا أنها انتقلت إلى رحمة الله ..

لا أخفيكم أن الموقف صعب ، فكيف لي أن أطمئن على أختي و أنا أرى و أسمع كل ما يجري ، و لكن الأمطار قوية و الشلالات تصب ، و تتحدر الصخور من أعلي الجبال ، و كلما خرجت جاء أحد المشرفين على الحملة ليُعيدوني إلى مكانٍ مناسب ، فأعود ، كغيري من القلقين على أهاليهم ..

جُمع أعضاء الحملة في خيمة ، و بدأ أحد المشايخ بحثنا على الدعاء و رفع أكف الضراعة إلى الله جل جلاله ، بأن يكشف عنا البلاء الذي حل بنا ، فلا تسل عن نشيج الناس و بكائهم ، والله رأيتهم يجثون على ركبهم يتوسلون إلى الله ، و يتضرعون و يستغفرون ، و البكاء و الصراخ ينتقل إلى مكان الرجال ، في موقف مهيب مخيف ..

أظلمت منى ، و أظلمت المشاعر المقدسة بسبب الخلل الكهربائي ، و جاء الأمر من الجهات العليا في الدولة ، بتخلية مشعر منى من الحجيج ، فخرج الناس من المخيم الذي أصبح موحشاً ، كأنما هو بنيان قوم قد تهدم ..!

ركبنا الحافلة ، و بشرنا القائمون على هذه الحملة ، بأن الحملة أستأجرت لنا قصر أفراح في العزيزية بمكة ، و بعد ساعة و زيادة ، أُبلغنا بأن منى الآن تعود إلى الأمان و الطمأنينة ، و بدأ الناس يتوافدون عليها من جديد ، ثم علمنا بعد ذلك أن المياهَ قد زاد منسوبها ( متراً ) في القصر الذي كنا نريد الفرار إليه ، فكدنا أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ..

لحظات لا تنسى ، والله لقد رأيت عظمة الله ، و قدرته ، و ضعف المخلوقين و أنهم لا حول لهم و لا طول ولا قوة أمام سطوة الجبار و بطشه ، فسبحان الخلاق العليم ..

من نحن ، و ماهي ممتلكاتنا ، و ما هي قوتنا ، و لم نتكبر ، و لم نعرض ؟؟!!
كم هو مسكين هذا الإنسان ، حينما يعتز بنفسه فقط ، دون أن يوكل حوله و قوته إلى ربه القوي ..؟!

أترككم و على جميل الذكريات ألقاكم ..

طالب طب 18-06-2008 03:09 AM

حمدًا لله على سلامتكمـ جميعًا ..

http://www.ahlalloghah.com/images/up/f_1.gif

الـصـمـصـام 18-06-2008 03:34 PM

..

[ 9 ]

::: من صيد الضبان إلى صيد العراجين ..! :::

أصبح حديث المجالس في تلك الأيام عن الضبان و عن صيدها ، و بدأ الشباب يتفاخرون بالأعداد في صيد الضبان ، و حينها كنا في الصف الثاني ثانوي ( شرعي ) ، لذا اقترحنا أنا و زميلي : أبو عبدالله ( خباب النجدي ) في هذا المنتدى .
أن نقوم برحلة صيد ، علماً أننا لم نخض أي تجربة في هذا المجال ، و لكن الثقة الزائدة أو ( البزعة ) علمتنا أن نتعلم من قبل الصفر ..:d

و كانت الأجواء في تلك الأيام ربيعية تميل إلى الحرارة ، و الأرض لا تزال تحتفظ بخضرتها و نضارتها ، و الشمس ملتهبة ، قررنا الانطلاق من مدينة الرياض إلى قرابة محافظة ( رماح ) في يوم الإربعاء ، حيث تغيبنا ذلك اليوم عن الدراسة ..!:cool:

ركبنا سيارة أبي عبدالله ( هايلكس ديزل 2002 ) ، و لكي تعلمون أن القوم لا ناقة لهم في الصيد و لا جمل فإنهم قد بدأو بصيد ( الضبان ) مع الصباح الباكر ، حيث الأجواء لا تزال تحتفظ ببردودة الليل ، و من حسن الحظ في ذلك اليوم أن السماء كانت ملبدةً بالغيوم ، فاجتمعت علينا موانع وجود الضبان وهي : برودة الجو ، تغيب الشمس ، و صوت السيارة ( الديزل ) الذي ينبه كل حي هناك فيهرب من صوت المحركات التي لا تخفاكم ..:i125

بعد اليأس من الإمساك بأي ضب تذكرت أن هذه الأرض فيها بعض ( العراجين ) فقلبنا مشروع صيد الضبان إلى تجميع العراجين ، و لكن ياللأسف ، لم نظفر إلا بعرجون واحد ..:bad

الكل قد علم برحلتنا هذه و توقعوا أننا سنملأ صندوق السيارة بالأعداد الهائلة من الضبان ، و كنا متخوفين من تعليقات الزملاء إذا علموا أننا لم نرجع بشيء ، فزعمنا أننا اصطدنا عدداً لا بأس به ، ثم بعد ذلك أخبرناهم أننا لم نحصل على شيء ، إلا على عرجون واحد .. و كاد أن يهرب أيضاً :( :i121


دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم ..

مشــاركــ 18-06-2008 04:10 PM

الكريم / الصمصام

إني متابع لحروفك البراقه , فلا تتأخر عليّ !
جزاك الله خيرا ؛؛

الـصـمـصـام 18-06-2008 04:49 PM

..

..


[ 10 ]

::: الاستغناء عن الناس رفعة و كرامة للإنسان [ تعلمته من والدنا الشيخ عبدالعزيز الراجحي ] :::

لما انتهيتُ من أداء صلاة العصر جلست لأتم الأذكار ، و لما فرغت و هممت بالقيام التفت فإذا الشيخ عبدالعزيز الراجحي عن يساري ، فسلم علي و سألني : عندك شغل ؟؟ قلت : لا ..
فقال أحضر لي مصحفاً و تعال ، فلما أحضرت المصحف جلست بجواره ، و قال لي أريد أن أقرأ عليك من سورة براءة ، فبدأ بالقراءة مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم .. و قرأ قراءة سريعة ، و أتم الجزء و لم يُخطئ إلا خطأ واحداً ، ثم قمنا و بدأت أسأله عن بعض المسائل ، فوقف عند ( البرادة ) و كانت في الأسفل تحتاج إلى جلوس لأنها في سواري المسجد ، فأهويت لأصب له كأسا ليشرب ، و لكنه رفض و قال : أنا أخدم نفسي و الحمد لله ..! و ذات مرةٍ كنت واقفاً عند المخبز ، فإذا برجل كبير في السن كان خلفي فاستحييت منه و قدمته ، و لكنه وقف في مكانه ، و أنجز عمله بنفسه دون أن يطب مساعدةً من أحد ، فلما فك اللثام عن وجهه فإذا هو الشيخ عبدالعزيز الراجحي ..
و يخبرني أحد أقاربه بأنه ينزل بنفسه إلى السوق ليشتري حاجياته بنفسه ، و هذا ليس بمستغرب منه حفظه الله ، فهو شديد الحرص على الالتزام بالسنة ، و التمسك بهدي السلف الصالح ، و السير على خطاهم ..



و قد رأيته غير مرة يقود سيارته بمفرده عائداً من الجامعة و هذا خلق كريم منه حفظه الله ، فإن بعض الصحابة بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسأل الناس شيئا لدرجة أن أحدهم ليسقط سوطه في زحمة الحجيج فينزل من على ظهر دابته فيأخذه دون أن يسأل الناس أن يناولوه.!! قال شيخ الإسلام: وفى المسند أن أبا بكر الصديق (كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه ويقول إن خليلي أمرني ألا أسأل الناس شيئا ). وفى صحيح مسلم عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ( بايع طائفة من أصحابه وأسر أليهم كلمة خفية ألا تسألوا الناس شيئا قال عوف فقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه.)هـ


فأين من يُسخر عباد الله لخدمته ، و يستعبدهم ، و يجد الحرج في نفسه إن قصر أحد في خدمته و القيام بأعماله ..!
و هذه مشكة نسأل الله أن يعافينا و إياكم منها ..

دمتم بخير و على جميل الذكرياتِ ألقاكم ..

وهج السنابك 18-06-2008 04:49 PM

وحدثتنا يا سعد عنهم فزدتنا ** شجوناً.. فزدنا من حديثك يا سعد ُ

اقترن جمال المواقف بجمال الصياغة
وأردف بأخذ العظة والعبرة والفائدة ،،

متابعين ... :)

mr.khaled 18-06-2008 05:02 PM

ذكريات راااااااااااائعة

وأســـــــــــلــــــــــــوب أروع


شــــكـــراً لــــك

الـصـمـصـام 19-06-2008 02:35 PM


..


[ 11 ]

::: ما دعوت لوالديَّ إلا تذكرته ! :::

إن أعظم منفعة ينتفع بهذا الإنسان في هذه الحياة الدنيا هي العلم ، و الفضل الأول لأهل العلم الذين تعلم منهم الإنسان ، و الفضل يتأتى إذا قُرن هذا العلم بالتربية و التوجيه و التسديد و الإفادة من تجارب الحياة ..
لا أريد أن أغرق في المقدمات ، فربما طال بنا المقام و نحن نتحدث عن شيخنا الجليل أبو بدر : ناصر بن سُيلمان العمر ، إنني حينما أتحدث عن هذا الشيخ فأنا في حيرة ولا أدري كيف أبدأ و كيف أنتهي ، و ما ذاك إلا لفضله الكبير عليَّ ، و الأثر الذي اكتسبته و اكتسبه غيري منه ..

الشيخ ناصر العمر عنده ما عند غيره من السجايا و الصفات و لكنها تظهر في الشيخ ناصر جلية واضحة أحياناً ، و لا يكاد يختلف اثنان أن التفاؤل من أبرز ما يمكن أن يُعرف به الشيخ ، و هنا أنا أنبه إلى أن الشيخ لا يتفاءل تفاؤل المنهزمين ، بل يحذر منه ، و تفاؤل المنهزمين هو من الأحلام التي لا تغني الإنسان شيئا ..

الدقة في الوقت ، من أبرز صفات الشيخ ، فهو حريص على الاستفادة من كل لحظة ، و استغلال كل دقيقة ، و من ارتبط معه في موعد علم هذا الأمر ، حيث أنه يخبرك بأنَّ موعدك نصف ساعة ، و ما قبلها و ما بعدها ليس لك ، و كان إذا أراد تمديد الوقت في درسه يعتذر و يستأذن من طلابه أحيانا ، و يقوم بعمل تصويت في المسجد ، و هذا من أدبه حفظه الله ..

التورع عن الحديث عن الأشخاص ، و هذا منهجه من قديم كما يقول ، و قد انتقده البعض فبين وجهة نظره ، و قال بأن هذا هو الأسلم ، و كان يأبى ذكر أحدٍ عنده ، و قد كان ذاتَ يومٍ يتحدث عن نقض فتوى لأحد المشايخ فذكر أحد الحضور اسم ذلك الشيخ ، فعنف عليه و شدد ، و عاتبه في ذلك .

مما يتجلى لي من صفات الشيخ أنه يستفيد من كل أحد ، و هذا واضح فإنكم تلاحظون أنه حفظه الله دائما يُكرر في محاضراته و دروسه و لقاءاته أنه استفاد من جميع من المشايخ و طلبة العلم و كأنه ينسب الفضل إليهم دون نفسه ، أو أحيانا يقول إنما أنا جئت و ألقيت فقط ، و هذا تواضعٌ منه حفظه الله .

كنت ذات يوم أستعرض أشرطة الشيخ ناصر القديمة ، فلفت عنواني شريط ( ضبط النفس ) ، و هي محاضرة قديمة جداً ألقاها الشيخ و كأنه يشعر بالذي سيحدث ، فكان يتحدث بحرارة عن هذا الموضوع و عن المزالق التي تحدث جراء عدم ضبط النفس ، و هذا لا يزال هذا عند الشيخ حتى اليوم متحليا به و داعيا إليه ..

في عام 1426هـ ، و في العشر الأواخر من رمضان ، كان إخواننا في الفلوجة يُعانون السحق الظالم من الصليبيين الغاصبين ، و كانت الطائرات و القنابل و المدرعات تصبحهم و تمسيهم ، و كان الشيخ معتكفاً في مسجدهِ كعادته كل سنة و بعد صلاة التراويح تكون له كلمة أو سلسلة من الدروس النافعة كـ ( و كانوا لنا عابدين ) ، ( ما بدلوا بتديلا ) ،
فلما صلى ذات يوم التراويح ، قام ليحدث عن حال أخواننا في الفلوجة ، فلم يقدر على الحديث ثم مكث طويلاً وهو يبكي ، وهو يقول : والله لا أدري من أين أبدأ و كيف أتحدث .. ثم تكلم بكلمات يسيرات ، و اعتذر عن إكمال الحديث و انصرف ..
إنها الغيرة و المشاعر الصادقة التي لم يستطع إخفاءها ..

حفظ الله أعلام الهداية من كل مكروهـ ، و نفع الله بهم و بنا جميعاً .

ألقاكم عى خير ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

وحيد الخلان 19-06-2008 03:25 PM

متابعين لما تطرح ابوعبدالعزيز ..
بوركت ..

طالب طب 19-06-2008 03:46 PM

الشيخ ناصر العمر :eek5

كمـ أعشق هذا الشيخ المتفائل عشقًا لا يوصف ..

ومن أبرز سماته أيضًا أبا عبد العزيز أن منهجَه مطّردٌ ثابتٌ لا يزيغ عنه قدر أنملة ولا طرفة عين ..

والدليل استمع إلى أشرطة الشيخ القديمة والجديدة وفتاواه ..


متابعون أبا عبد العزيز http://www.ahlalloghah.com/images/up/f_1.gif

وهج السنابك 19-06-2008 06:46 PM

ما تحسرت على شئ عندما انتقلت من الرياض أكثر من حسرتي لعدم استطاعتي حضور دروس الشيخين ناصر العمر وعبد الكريم الخضير ، ففقد مجالسهم رزية ونقص لا يعوض ، حاولت سماع دروس الشيخ عبر موقعه المسلم لكن جو المسجد بلا أدنى شك أقرب للخشوع والاستفادة .

الـصـمـصـام 20-06-2008 02:21 AM

..

[ 12 ]

::: أيام النوادي الصيفية .. آهـ لو تعود :::

لي مع هذه النوادي قصة امدت سنين ، عاشت معي و عشت معها منذ سنوات الطفولة ، و بالتحديد في الصف الخامس الإبتدائي حينما كنت مشاركاً في مركز المسعودي الذي ظلت ذكرياته عالقةً في الذهن حتى هذا اليوم ، و لما انتقلت إلى الصف السادس كانت النفس تتطلع إلى الإجازة ، للتخلص من عناء الدراسة أولاً ، و لتجديد العهد بتلك الأيام الجميلة في السنة الماضية ..

و لكن ياللأسف ، فقد أغلق المركز الصيفي لأنتقل إلى مركز الإمام النيسابوري ، و بعدها إلى الفاروق ، و بعدها إلى مركز حفص ، حتى حططت رحالي في مركز هشام بن حكيم الصيفي ..

أيام لا تسنى ، و لحظات غالية على القلب ، أوقاتٌ جميلة ، و سعادة تنقش على القلوب و الشفاه ، ليالٍ صارخة تنادي للجدية و الحب و البناء و التشييد : أقبلوا ..
منافسات شريفة ، تنوع في التخصصات و البرامج ، تسابق إلى الظفر بأعلى النتائج ، ربما لم يزر بعضهم هذه النوادي ، فأنصحه أن يذهب ليرى البناء و العطاء ، ليرى الحب و الألفة ، يرى الإبداع و التجديد ، أفكار لا تنتهي إلى حدود ، تعتلي كعلو همم أصحابها ..

والله لقد رأيت ذلك الأخ وهو يتخفى عن الناس في آخر يوم لترخي العين أدمعها كي تسيل ، بل ( تجري )
[POEM="font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]و ليس الذي يجري من العين ماؤها = و لكنها روح تسيل فتقطرُ[/POEM]

كم أتمنى أن أتخلص من بعض الأعمال لأقف مع المرابطين هناك ، في زمنٍ كثير فيه الناعقون يهدفون إلى هدم تلك الصروح ، يُرسلون مقالاتهم من شواطئ ميامي ، و فنادق باريس و جنيف ، لتوقف تلك المشاريع التي تصب في تنمية الجيل لصالح الأمة و الوطن ..

يتشدقون بحب الوطن ، و قد هربوا من أوطانهم ، لتستقر قلوبهم و أبدانهم في بلدان و أحضان عدوهم ، بينما يبقى الفضلاء في هذه البلاد ، يعيشون تحت أشعتها المحرقة ، و فوق أراضيها الملتهبة ، لينهضوا بها ..

لن أنسى تلك الليلة الأخيرة ، مع أعضاء أسرتي [ الطموح ] قبل سنتين ، حينما عبروا عن فرحتهم بكسر ظهري :d
حينما حملوني و رموني عالياً ثم هربوا لأسقط على ظهري ..:mad:

فبقيت أتألم من ظهري ، و قلبي يتألم لفراقهم ..! :eek5
إنها مصانع للعقول ، و ملتقى للرجال فقط ..


دمتم بخير .. و على جميل الذكريات ألقاكم ..

طالب طب 20-06-2008 03:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام (المشاركة 1041486)
..

[ 12 ]

كم أتمنى أن أتخلص من بعض الأعمال لأقف مع المرابطين هناك ، في زمنٍ كثير فيه الناعقون يهدفون إلى هدم تلك الصروح ، يُرسلون مقالاتهم من شواطئ ميامي ، و فنادق باريس و جنيف ، لتوقف تلك المشاريع التي تصب في تنمية الجيل لصالح الأمة و الوطن ..

يتشدقون بحب الوطن ، و قد هربوا من أوطانهم ، لتستقر قلوبهم و أبدانهم في بلدان و أحضان عدوهم ، بينما يبقى الفضلاء في هذه البلاد ، يعيشون تحت أشعتها المحرقة ، و فوق أراضيها الملتهبة ، لينهضوا بها ..


:eek5

أحسن الله إليكـ أبا عبد العزيز ..


http://www.ahlalloghah.com/images/up/f_1.gif

خرمان توت 20-06-2008 05:51 AM

من روائع ما قرأت ..

تسلسل ممتع

:)

الـصـمـصـام 20-06-2008 05:33 PM

..



[ 13 ]



::: عالِم ربّانيٌ مظلوم بين ظهرانينا الآن :::

في عام 1414هـ كنت أذهب مع والدي إلى المسجد القريب من منزلنا لأداء صلاة الجمعة ، و كان والدي رحمه الله حريص كل الحرص على عدم تفويت صلاة الجمعة في جامع العواد بحي السلام شرقَ مدينة الرياض ..

و لكن فجأة أوقف ذلك الإمام عن الخطابة ، و أصبحنا نصلي في أي مسجد ، إن هذا الخطيب هو شيخنا الشيخ العالم عبدالرحمن بن صالح المحمود ، عالم رباني متخصص في علم المعتقد ، يُبهر إذا تحدث في أحوال الحضارات و الأمم ، و تاريخ الدول حتى لكأنه معاصر لها ، له استنباطات و تأملات في الوقائع تذهل عند سماعها ، له صولة و جولة في فضح المبتدعة و أهل الأهواء ، و تفنيد أفكارهم و كشف مؤامراتهم ..

يتحدث بهدوء لكنه يرسل الصواعق التي تُوقظ القلوب ، و تجدد الهمم ، و تشد العزائم لتنهض من جديد ، إنني حينما أقول أن هذا الشيخ عالم فأنا لا أنطلق من وجهة نظر شخصية ، بل الشيخ مشهود له بذلك ، و اسمحوا لي أن أقول أنه عرف من شبابه بأنه مبسوط العلم واسع الاطلاع ، و من لطيف ما يُذكر في هذا الباب أنني أردت تصفح مقدمة شرح العقيدة الطحاوية التي حققها الشيخان : عبدالله التركي و شعيب الأرنؤوط ، فوجدت كلاماً في المقدمة استوقني كثيراً أنقله هنا بنصه حيث قال المحققان : " و قد تفضل أخونا العالم الفاضل الدكتور عبدالرحمن بن صالح المحمود الأستاذ المساعد في قسم العقيدة و المذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ووكيل الكلية للداراسات العليا ، فراجع الطبعة المحققة ، و زودنا بملاحظات قيمة على مواضع من التعليقات استفدنا منها في مراجعتنا لهذه الطبعة ، و إننا باسم طلاب العلم نشكر له صنيعه و نسأل الله أن يزيده من فضله ، و يوفقه لخدمة عقيدة السلف الصالح "

و الشيخ حفظه الله معرضٌ عن الظهور الإعلامي ، و يكتفي بالكتابة و التأليف ، و المشاركة في الندوات و الملتقيات و المحاضرات و المناسبات ..

و قد ظلم الإعلام هذا العَلَم ، فلم يُخدم تراثه ، و لم تفعل منتجاته مع حاجة الناس إليها ، فهو يُقدم علم المعتقد بأسلوب عصري يحاكي قضايا العصر ، و يتحدث بمصطلحاته ، محافظاً في ذلك على الجوهر و المضمون ، سائراً على أصول السلف الصالح المنتقاة من كتاب الله عزوجل و من سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم .

و من يحضر دروسه يدرك توغله في القراءة و الاطلاع على النُسَخ و الطبعات و التفريق بينها و نقدها و ترجيح ما يحتاج إلى نظر و تأمل ، يستخدم هذا كثيراً في دروسه ..
و للشيخ في أيام الدراسة شرح للعقيدة الطحاوية يوم الإثنين بعد صلاة المغرب ، و ساعة من بعد صلاة العشاء ، و كذلك شرح للتدمرية بعد مغرب يوم الأحد و بعد صلاة العشاء أيضاً ، في جامع العواد بحي السلام شرق مدينة الرياض ، و دروسه مسجلة في موقع المسلم و في شبكة نور الإسلام ، و موقعه الشخصي ضمن مجموعة المواقع التابعة لشبكة نور الإسلام ، و له كتابات في مجلة البيان ، كان آخر ما أخرجه كتيب قليل المباني عظيم المعاني بعنوان : ظاهرة الهجوم على منهج السلف ، يناقش فيه كافة القضايا ، و قد ذيله بجميل الأرشادات و الوصايا ، و قد راق لي كثيراً فقرأته ثلاث مراتٍ و لا زلت أظن أنني أحتاج إى إعادة لقراءته ..

حفظ الله الشيخ عبدالرحمن المحمود ، و أباه ذخراً و فخراً ، و على أعداء الله سيفاً و قهراً ..

الـصـمـصـام 20-06-2008 06:16 PM


[ 14 ]


::: عقوبة الهاربين من المدرسة ..! :::

في الصف الثاني ثانوي لما دخلنا الفصل بعد قضاء فسحة ممتعة ، قال لي أحد الزملاء : وشرايك نفطر برا
قلت : ما تجزم ..؟
فانطلق ليخرج من المدرسة لنفطر سويا في مطعم عُرف بجودة المأكولات ، و لما مشينا في ممرات المدرسة فإذا الوكيل و المدير عند البوابة ، و لكن هذا الأخ استمر في المشي [ واثقاً ] و نفخ صدرهـ عندهما و سلم عليهما ثم خرج ، و تبعته في ذلك الأمر و خرجت خلفه و قد أحسنَ من قال : [ قرب من الخوف تأمن ] ..!

بعدما ركبنا السيارة تشاورنا في الوجهة ، فتذكرنا أننا منذ زمن نريد شراء ملابسا معينة لا يمكن أن نجدها إلا في ( البطحاء ) فلم نجد أنسب من هذه الفرصة ، فألغيت فكرة الإفطار ، و اكتفينا بشراء عصير و فطيرة تسد خواء المعدة .. و انطلقنا إلى ( البطحاء ) و لا تخفاكم شدة الزحام و اكتضاض الناس و الإزعاج في تلك الأماكن ..

المهم أشترينا ما نحتاجه ، و لم تتسير لنا العودة إلا بعد صلاة الظهر ، فلما أقبلنا على المدرسة و الطلاب في وقت الخروج ( الطلعة ) فإذا بأحد زملاء الفصل ينقل لنا تهديدات و توعّد الوكيل لأنه قد علم بخروجنا ..!:mad:

و قصة علمه بخروجنا أنه أراد أن يكرمنا برحلةٍ إلى أحد الأماكن مع النشاط ( و ليته لم يفعل ) فجاء يسأل عنا ليُسلمنا الأوراق ، فلما سأل في الحصة الخامسة لم يجدنا ..! و سأل في السادسة فلم يجدنا ..! و جاء السابعة و لم يجدنا أيضا ..! فافتضح أمرنا .. :oo

و ليته يعلم أن موعدنا المعتاد في الإفطار هو المطعم يومياً ، نخرج و نعود بسلام ooo1

لما كان من الغد ، استفتحنا الصباح الباكر بدعوة من الوكيل ، و كنا قد اتفقنا على الصدق ، و عدم اللف و الدوران لكي يكرمنا بالمسامحة شكراً و عرفانا لنا لصدقنا :d
و لكن ياللأسف خابت توقعاتنا ، فقد عوقبنا عقاباً نفسياً و جسدياً ، ثم خُتم ذلك باستدعاء ولي الأمر ، مع عدد جلدات باللي الأحمر ( ليّ الكهرب ) ..!
فقد أوقفنا في مسرح المدرسة أسبوعاً كاملاً ، و عرف الكل قصتنا و جُرمنا ، و وقعنا على التعهدات بعد تحقيق فردي طول ، فكل واحد من المجرمين :oo يُحقق معه بشكل خاص انفرادي ، و لا يخفاكم عبارات الشامتين و الساخرين التي لا ندري من أين تصدر ، فالكل في المدرسة ينظر إليك متضاحكا ساخراً .. ثم خُتم ذلك بست جلدات موجعات :mad:

و في تلك الأيام العصيبة طلب منا الوكيل أن نأخذ ( اللي ) الأحمر ، و الكرسي ، و نصلي في الصف الأول ..
و كان في هذا الطلب إيماء يشير إلى أننا سنُجلد بعد الصلاة ( فلكة ) أمام جموع الطلاب و المعلمين ، فوالله لم ندر ماذا قلنا في الصلاة ذلك اليوم .. و لكن كان ذلك من باب الضغط النفسي ، و لم يتم ذلك و لله الحمد ..

لازلت حتى الآن أحتفظ بهذا اللباس الذي تعرضنا لكل هذا من أجله ، فهو غالٍ لا من جهة ثمنه ، و لكن من جهة ما ترتب عليه .. :)

هذا الوكيل لا أريد ذكر اسمه لعدم مناسبة المقام ، و لكن يعلم الله أنه ما مر يوم إلا و ذقنا من هذا اللي الأحمر أو سمعنا منه كلمة زجر أو توجيه ، كنا نعتقد في حينها أنه قاسٍ علينا ، و لكن يعلم الله أنه من أحب من درسني إلى قلبي ، لأنني علمت منه من خلال التوجيه مع العقاب أنه ناصح يسعى للتربية ، فلم يكن كبعض الوكلاء يظنون أنهم يسوقون المواشي و لدواب ، فلا يعرفون إلا الضرب المجرد من النصح و الإرشاد و التوجيه ، و إظهار الحب و الشفقة و الرحمة ..

كم نحن بحاجة إلى أمثال هؤلاء المربين ، فبهم نأمن على أبنائنا و إخواننا ..
و يُقال في الأخوات مثل ذلك ..

دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم..

هب لك مصيبة 21-06-2008 01:23 AM

زد ياحبيبي من نهلك الصافي وجد علينا فما انت الا كالماء الزلال

هيه يابا عبد العزيز اعطنا واتحفنا

الـصـمـصـام 21-06-2008 06:06 PM

..



[ 15 ]


::: فصل ثاني شرعي :::

لا يختلف اثنان على أن الصف الثاني ثانوي في القسم الشرعي من أكثر المراحل جدية و حيوية ، و أن طلابها حريصون جداً على التحصيل <=== إيه هين ..
في تلك الغرفة أو الفصل كانت هناك المغامرات و المهاترات ، و المهاوشات و المناوشات ، ففي الزاوية الخلفية اليمنى تجد قسم المطربين و المطبلين و ( المطهبلين ) ، و في الزاوية الخلفية اليسرى أنت في خطر إذا حضرت بعد مباراة لناديين عريقين ، فالتحليلات تمتد ثلاثة أيام ربما بلياليها ، و في المقدمة طالب واحد منصت لما يقول الأستاذ و لكن تبين بعد سؤاله أنه كان يتأمل في ( صلعة ) المدرس ..

هذا هو الفصل الذي عشنا فيه ، و أذكر يوماً أنني رفعت رأسي بعد سُباتٍ عميق ، فإذا جميع الطلاب قد خفقت رؤوسهم ، و غشاهم النعاس ، قالوا لي ذات يوم : ارفع رأسك فأنت في فصل 2/2ش ، فرفعت رأسي فإذا السقف قد امتلأ من ( العلوك ) و أكياس الشاي ( ليبتون ) تتدلى من السقف و كأنك في ( سوبر ماركت ) ، و في الفسحة يُصر فئة من الطلاب على إحضار القهوة و التمر السكري الفاخر ، و بعدما كثر أكل التمر أصبحت أرضية الفصل صالة تزلج من كثرة ( العبس ) ، و بعد اطلاع الوكيل على هذه المأساة ، قرر منع التمر ، فاستبدلها الأخوة بالكليجا .. :d

ما إن ينتهي الدرس حتى ينقسم الطلاب إلى قسمين : القسم الأول : يهوي برأسه إلى الطاولة يأخذ غفوة يسيرة ، و آخرون يأخذون السجاد و ( يكمخ ) كلٌ فردٍ صاحبه ، فيرد عليه صاحبه ( بلزخةٍ ) بيده أو ( بالزبيريات ) السميكة ..!

أذكر أن طالبا يُكنى بـ(الشايب ) ، كان كثير النوم ، لا يجيد التعامل مع كل ماهو عصري و جديد - كثر خيره يوم ساق السيارة - عباسٌ هذا كان يأتي إلى المدرسة في تمام الساعة التاسعة و النصف ، ثن ينصرف إلى بيتهم في تمام الساحة الحادية عشرة ، و العجيب في الأمر ، أنا يأتي ليضع رأسه على هذه الطاولة ، أن ينطلق إلى أحد الجماعات المدرسية ، ليتناول مع المدرسين أو الطلاب القهوة الصباحية ..!

كان هذا الطالب أصغر من أحد المطبقين بسنتين :bad

لاحظ الوكيل تأخر عباس ذات يوم <=== توه يفطن .. الرجال له شهر على هالحالة .. ;)
فأخذ الهاتف و اتصل على منزلهم ، فردت عليه أمه و كانت عجوزاً كبيرة ، فسألها عن تأخر ابنها هذا اليوم ، فقالت : ياوليدي الحين هو نيم بالمجلس ، و قايلن قومون الساعة 10 ، و له شهر على هالطبع يقول أنه مدرستهم به صيانة و لا يفتحونه إلا مصيفين :eek:

و ذات يوم قام أحد الأخوة بالهرب من المدرسة لشراء قطع غيار لسيارته ، و قبل دخوله إلى المدرسة اتصل على صديقه ( متعب ) للاطمئنان على الأوضاع في الفصل ، و لكن الأستاذ لمح الجوال وهو بيد ( متعب ) المنسق ، فأخذه منه ، و نظر في الاسم فإذا هو الهارب ( صالح الـ ... ) ، فسألنا المدرس : هل هذا زميلكم ..؟
قلنا نعم <=== ياحبكم للشر .. :(

فرد المدرس عليه بصوت خافتٍ : نعم ..؟
فقال صالح : هاه درى الوكيل عن شي .؟
قال المدرس لا ..
فقال صالح : طيب قلت للعريف يحضرن ؟؟
فقال المدرس : لا

فقال صالح : الله يلعـ ... :confused:

صالح لم يكن يعلم أن هذا الأستاذ ، و لو علم لما تجرأ أن يلعن بحضرته ، لأن هذا المدرس خلوقٌ جداً ، و تربوي عاقل ..
فكان صالح في غاية الحرج من هذا الأستاذ بعدما أخبرناه بأن الذي رد عليه هو ، و ليس صديقه متعب ..
ووصلت إليه رسالة غير مباشرة من الأستاذ ، و الأستاذ لم يقل له شيئا إطلاقاً ..

الكثير في هذه المرحلة يأتون للضحك و سد الفراغ ، و المعلمون تجاههم على نوعين :
منهم من يتشنج في تعامله ، و يكون غليظا جافياً ، و هذا لن ينجح ، فأنت أمام مراهقين لا يعون ما يفعلون ولا ما يقولون ، بل ما فكروا فيه فلن يحيدوا عنه و لم يتراجعوا ..
و القسم الثاني : يزاملنا و يُصادقنا ، و يأخذ المسألة بشيء من الأريحية و المودة مع النصح و التوجيه ..

الطالب في مثل هذه الظروف بحاجة إلى شيء واحد ..
وهو أن تشعرهـ بأنك حريصٌ عليه و إن قسوت ، و رفيقٌ به و إن جفوت ..

أترككم في رعاية الله ، و على جميل الذكرياتِ ألقاكم ..

نبوغ الفكر 22-06-2008 01:39 AM

متابع بشغف لما تكتب



بوركت

الـصـمـصـام 22-06-2008 03:16 AM

..


[ 16 ]

::: تجربتي في العمل ( كاشير ) :::


لما انتهيت من السنة الثالثة المتوسطة ( الكفاءة ) ، أقترح علي والدي - رحمه الله - أن ألتحق بعمل أستفيد منه في هذه الإجازة ، و أكتسب الخبرة و أتعرف على طبيعة العمل في القطاع الخاص ، لأنه رحمه الله ينصح دائما بالالتحاق بالقطاع الخاص ..

كان والدي - رحمه الله - موظفاً إدارياً في شركة هرفي ( شركة المطاعم و المخابز و الحلويات ) ، و لذا اقترح علي أن أعمل في أحد المطاعم محاسبا للصندوق ، فوافقت على مضض ، و بدأ العمل بصعوباتٍ و مواقف محرجة كثيراً ، كان أولها لما وقفت أمام الصندوق و قمت بالضغط على ( كاش ) فجأة انفتح ( الدرج ) من دون أن أحسب له حساباً ، ليضرب على بطني بقوة :S فابتسمت للزبون ابتسامة خجل ، و كأني أقرأ ما يدور في عينيه ..! ولو كنت مكانه لقلت : الحين ما لقوا غيركـ يشتغل ..! :(

كان مدير المطعم غليظا قبيح الوجه و الخلق و الرائحة ، كنت أكرهه في الله ، منذ أن بدأ يتفاخر و يتغنى عليَّ بماضيه العملي ، و كنت لا أراهـ إلا قد نفخ نفسه بما لا يستحق و كنت أستغرب كيف وضعَ في هذا المكان ..!
أذكر أنني ذات يوم كتبت خطاباً له فيه طلب إجازة لأذهب مع الأهل إلى المنطقة الشرقية ، فاستدعاني ، و بدأ يسرد علي ملاحظاته في أسلوب الكتابة و نوعية الورق ، و وضوح الخط ، و ذكر أنه لن يعطيني يوماً واحداً إذا كنت سأطلب بهذا الشكل ..! و يعلم الله أنني كتبت له رسالة مهذبةً و مرتبة و مؤدبة ، و لكنه الكبر و الغرور ، و استغلال هذا المسكين <== ياويلي يا أنا :bad
المهم أنني خرجت لإجازتي رغماً عن أنفه ، و كنت أستطيع أن آتي بالإجازة دون علمه ، و لكن قلت لعلي أكون محترماً للهيكل الإداري هذه المرة ، و لكن ياللأسف .. ناس ما تمشي إلا بالعين الحمراء ..:i121

كان كبير الموظفين أو ما يسمى ( السوبر فايزر ) فلبيني الجنسية ، نصراني الديانة ، لكنه خلوق جداً ، كان يقف معي في كل ما أحتاجه ، و يساندني ، و من خلال كثرة الحديث معه عرفت كثيراً من مصطلحات اللغة الإنجليزية ، و لو لبثت مدة أطول لكنت بلبلاً فيها كما يقولون ، كان يعرف عن محاسن الإسلام ، و يحترم شعائرهـ ، و يتسم بالجدية في العمل و الحزم ، مع الابتسامة التي لا تكاد تفارق وجهه ، كان يبوح لي بأنه يُحب والدي كثيراً ..

لكن ياللأسف ليته يُسلم لله رب العالمين ، فهذا والله خلق المسلمين الذين تخلوا عنه ، و هاهم اليوم يعيشون أزمة الأخلاق التي صدت كثيراً من الناس عن دين الله ، و زادتهم بعداً عن هذا الدين العظيم .. والله كنت أتأمل في تعامله معي و أتحسر على ما يدين به من دين باطل ، أسأل الله له الهداية ، وهو حتى الآن يعمل في الشركة ، و قد عمل فيها ما يقارب العشرين سنة ..

أما الزبائن ، فهم على أنواع و مذاهب و أذواق شتى ، و كان يلفت نظري أن بعض النساء تأتي سافرة متبرجة ، فإذا علمت أن هنا ( سعودياً ) استترت و تنزل عليها الحياء و العفاف ...!

العمل في الشركات و المؤسسات فرصة للرقي بالنفس ، و تطوير الذات ، فوالله مهما درستَ عن الإدارة و المؤسسات ، و العمل ، فلن تجد ميداناً للتعليم أفضل من التطبيق العملي ، و الممارسة الواقعية لهذه المهن ، و أظن لوأني استمريت لتعلمت الكثير و الكثير مما كنت أجهله ، و على رأس ذلك تعلم اللغة ، و اكتساب مهارات التعامل و التواصل ، و الاطلاع على ما يدور في هذه المجتمعات ..

أتمنى من كل شاب أن يجعل له تجربة ، ولا أشترط أن تكون ناجحة ، فإن التجارب الفاشلة تعلمنا أسباب الفشل كي نجتنبها ، فلن تخسر شيئاً بل ستظفر بالخبرة التي ينشدها الكل ..

أما أنا فأقول أن تجربتي في العمل هنا كانت غير ناجحة ، و لكنها جميلة و استفدت منها كثيراً كثيراً ، على الرغم من قلة المدة التي عملتُ فيها ..

دمتم بخير و على جميل الذكرياتِ ألقاكم ..

أبـو خـبـيـب 22-06-2008 06:33 AM




آآآآه . . ما أجمل حروفك ،،،


أرجــوك واصل . . !




ذكرتني بأيام [ كرمع ] ليته يتفضل علينا ويعود ،، :oo





7
7
7
7


اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام (المشاركة 1043794)



اليوم ، فقالت : ياوليدي الحين هو نيم بالمجلس ، و قايلن قومون الساعة 10 ، و له شهر على هالطبع يقول أنه مدرستهم به صيانة و لا يفتحونه إلا مصيفين :eek:


سلم لي عليه ،، والله من الهبال ! ! !:110:

يبدو أن ثاني شرعي حافل بالكثير من المغامرات ! :d










اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام (المشاركة 1043794)


لن أنسى تلك الليلة الأخيرة ، مع أعضاء أسرتي [ الطموح ] قبل سنتين ، حينما عبروا عن فرحتهم بكسر ظهري :d
حينما حملوني و رموني عالياً ثم هربوا لأسقط على ظهري .. :mad:





كنت محبوباً من الجميع يا عبد العزيز ،، <<==== يحب العناد :d

هنيئاً لك بأخلاقك العالية وأسلوبك الراقي دائماً ،،:41



ما زلنا ننتظر المزيد ، وإيّــاك أن تفكر _ ولو مجرّد تفكير_ في إنهاء الموضوع !:i121



أخوكـ / أبـو خـبـيـب ،،

.


.




Aغــلـــوز A 22-06-2008 10:00 AM

الاتذكر طريق الشاحنات قبل الاغلاق

[GLOW="FF0066"][GLINT]ماله دخل[/GLINT][/GLOW]:d:d:d:d:d:d

الـصـمـصـام 23-06-2008 02:21 AM

..

[ 17 ]


::: مسابقة الإلقاء :::

قرر مشرفوا الحلقات أن يُقيموا مسابقة للإلقاء و الخطابة ، بعدما تم عرض هذا الموضوع في دورة تطبيقية يسيرة ، و كنت حينها مهتماً بهذا الجانب ، و لكن لم سبق لي خوض أي تجربة في الإلقاء و لا الخطابة لا في المدرسة ولا في المسجد ، إلا كلماتٍ ألقيها تكليفاً من قبل المشرفين في ( المكتبة ) – النشاط التابع للحلقات –

استعنت بالله و دونت اسمي لأخوض تجربةً في هذه المهارة ( مهارة الإلقاء ) كنت أشعر بأهمية هذا الأمر ، و أن الإنسان يحتاج أن يتعلم هذه المهارات ، كانت المرحلة الأولى هي إلقاء كلمة مرتجلة بعد الصلاة مع الشباب ، أذكر أنني قمتُ بعد صلاة العشاء مربكا وجلاً و كانت أمريكا في ذلك الوقت في أيامهم الأولى في مأزقها ( العراق ) ، و أذكر أنني تكلمت عن بغداد و مفاخر بغداد ، و لم أذكر إلا استهلال الكلمة بقول الشاعر :

[POEM="font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]حييتُ سفحكِ عن بُعدٍ فحييني = يا دجلةَ الخيرِ يا أُم البساتينِ
حييتُ سفحكِ ظمآناً ألوذ بهِ = لوذ الحمائم بين الماءِ و الطينِ[/POEM]

و حصلتُ على مركزٍ متَقدِم في هذه الجولة و لله الحمد ..

ثم في المرحلة الثانية من هذه المسابقة يكون الإلقاء في مسجد أمام جموع المصلين ، و كانت هذه خطوة محرجةً بالنسبة لي ، فأنا لما كنت طالباً كان جميع المعلمين يشتكون من سكوتي حتى عند طلب الإجابةِ خجلاً ، كما أنه من الطريف أن أحد الأخوة من زملائي في المدرسة لما علم أنني مشرف في هذا المنتدى المبارك ، قال لي مداعباً بعد ما عرفني (بصعوبة) : أنت الظاهر مالك لسان ..!
و هذه سلبية ولا شك ، و الإنسان الموفق من استطاع التخلص منها ، لأنها إن استمرت مع الإنسان فسيعيش مظلوماً مهضومٌ حقه ..

أخذني المشرف إلى حيث يكون المسجد المناسب ، فأكثرت الاشتراطات عليه ، فمن الشروط أن يكون المسجد خالياً من كل من يحمل الجنسية السعودية ، و يا حبذا العربية .. ، و أن يكون عدد المصلين قليل جداً كي لا أرتبك فآتي بالطوام العظام ، أو أنصرف بعد حمد الله ، أو حتى قبل البدء حمد الله ..!

رأيتُ مسجداً راق لي شكله فطلبت من المشرف أن يكون هذا هو المسجد المختار ، فوافق و أوقف سيارته و نزلت ، و استأذنّا الإمام ، فوافق مشكوراً على إلقاء الكلمة ، لا أخفيكم أنني أشعر حينها بالخفقان الشديد ، أحس بالنبض المتسارع ، و فكرت بالهرب بعد الصلاة ..!

طمأنني المشرف بأن جماعة المسجد قليلة ، و أن أكثرهم من العمالة ، استبشرت خيراً و تلقيتُ كلامه بالقبو و لم ألتفت إلى الخلف ، حتى فرغنا من الصلاة ، فلما قمت لإلقاء كمة طلما أعددت لها رأيت أكثر من سبعة صفوف في مسجد كبير ، و لا تكاد ترى إلا السعوديين ... يا إلهي ..!

فضاعت الكلمات و اختلطت المعاني ، و لم أذكر شيئاً مما قلته ، إلا قصة ربما لم يكن لها علاقة بالموضوع ، و لكن لأنني أعرفها و أتقنها قمت بسردها ====== > الأخ بيضيع الوقت إيقاله ..

لكني الآن أعتقد أن هناك تغيراً حدث بعد هذا الحدث الذي حضره الجميع ، و لكن كنت أنا أكثر مستفيدٍ منه ، و من هنا أنصح الأخوة بعدم الإعراض عن اكتساب هذه المهارات الكامنة في نفوسنا ، و إلا سيأتي يوم نضطر فيه إلى الإلقاء مثلاُ ثم نُلقي من غير إعداد و محاولات و فهم لبعض الأبجديات ، فتكون كلماتنا أضحوكة يتناقلها الناس ..

من الأخوة من يُعرض عن المشاركة في البرامج التطويرية خجلاً من ضحك الحاضرين عليه ، فأقول : أن ضحكهم عليك في وقت التعلم لن يضيركـ ، و إلا فسيُضحك عليك غداً حينما تُلقي مضطراً مجبراً من غير تدريب ، و لا ممارسة تتعلم من خلالها ..

و أذكر من اللطائف أن الشيخ عبدالوهاب الطريري ( خطيب الرياض ) كما يُسميه البعض ، كان يخجل من الوقوف أمام زملائه لإلقاء كلمة مكتوبة في ورقة ، و كان يُخفي وجهه بتلك الورقة ، و لكن أعتقد أنه لما حرص و جد في تفعيل هذه المهارة عنده ، جاء ذلك اليوم الذي ألقى فيه خطبة و دعا للتبرع للبوسنة و الهرسك فحصرت الأموال التي جُمعت بعد تلك الخطبة في جامعه ، فكان العدد خيالياً لا يُصدق ، إذ أنه بلغ 500 ألف ريال ، أي نصف مليون ..

فإن رمت التأثير على الناس في نشر المبدأ الذي تؤمن به ، فليكن ذلك من خلال مهاراتٍ تتقنها لكي يتقبل الناس منك ، و الأساليب مؤثرة بطبيعة الحال كما لا يخفاكم هذا ..
دمتم بخير و على جميل الذكرياتِ ألقاكم ..

خوي السرور 23-06-2008 02:44 AM

هههههههه تذكرت أحدهم ألقى كلمة .. وكان الشباب يضحكون لأن الملقي أنسان على نياته ، ولما رأى المشرف أن الدعوى خربت .. أمره بالجلوس .. فقام هذا الأخر بالجلوس وأكمل كلمته وهو جالس:d

وهج السنابك 23-06-2008 03:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها خوي السرور (المشاركة 1045956)
هههههههه تذكرت أحدهم ألقى كلمة .. وكان الشباب يضحكون لأن الملقي أنسان على نياته ، ولما رأى المشرف أن الدعوى خربت .. أمره بالجلوس .. فقام هذا الأخر بالجلوس وأكمل كلمته وهو جالس:d

هذا بالضبط ما يسمى بالحماس غير المنضبط :)

أبـو خـبـيـب 23-06-2008 01:37 PM




كلمات الصلاة عالمٌ آخر من المواقف والإحراجات ،

أذكر أن أحد الشباب ألقى كلمة في مصلى الحملة في الحج ،

وكان الوضع مأساويّاً ، فقد ألقاها أخونا بعد صلاة الظهر ، وما من مستمع ،

الكلّ أوى إلى فراشه ولم يبقَ سوى المؤذن والمشرف ليستمعا إلى الكلمة ،:d

ولما رأى المؤذن أن ( أخونا ) مطول ، قال : لعلك تختصر الكلمة ! !:(

فعلاً قمة الإحبااااااط ! !:S



واصل أعزك الله بطاعته ،،

.


.

هب لك مصيبة 24-06-2008 02:05 AM

شي رائع زدنا مما افاز الله عليك سوداني يبي يقول (افاض)

ح ـنايـا الـ ق ـلب 24-06-2008 08:24 AM

,‘






مُـــتآبـع ـــــه ...


تسجيل حضور ..‘
لـي عودة ..

:)





..

أبـو خـبـيـب 25-06-2008 05:46 PM





أبا عبد العزيز :


هل نسيت الموضوع ؟ ;)


نحن لم ننسه ! :)


.

.

الـصـمـصـام 26-06-2008 02:22 AM

..



[ 18 ]


::: بين المتعة و الفائدة كنت أعيش عند شيخنا :::

أساليب التعليم متنوعة ، و أساليب التعامل أكثر تنوعًا ، و إنه لمن الجميل أن يكون المعلم محبوباً لتلاميذه ، متواضعا معهم ، يمازحهم ، و يُضاحكم و يُحاكي أعمارهم مهما طالت فوارق العمر بينه و بينهم ، و هكذا كان شيخنا : عمر بن سعود العيد ، قضيت معه أجمل الأيام حينما كان أستاذا لي في مادة العقيدة في الجامعة ، و هذا الشيخ من الأكابر حقاً ، و من أصحاب الرسوخ العلمي ، و التحقيق و التدقيق ، كما أنه تربوي من الطراز الأول ، و قد عاش شبابه في محاضن التربية و التعليم ..

كثير المزاح مع الطلاب ، صاحب نكتة و طرافة ( في مواضعها ) ، يتحكم بدقة في شخصيته حسب ما تقتضيه الظروف ، كما أنه حفظه الله متواضع و دائما ما يعترف بالجهالة ، أذكر أنه مرة كان في أول المحاضرة يمازحنا و يعلق على بعض الأخوة في أسلوب تربوي جميل ، و كنا نضحك منه ، و ما إن انتصف في الشرح في تلك المحاضرة إذا تغيرت نبرة صوته ، فرأينا ذلك الشيخ يدافع عبرته ، و يكتم بكاءه ، و هو يستمع إلى قصة جرت بين أبي بكر و عمرَ - رضي الله عنهما -
و هي عند البخاري و خلاصتها أن أبا بكرٍ قد أخطا ذاتَ يومٍ في حق عمر - رضي الله عنهما - فاعتذر له ولكن عمر لم يقبل وذهب ، وأبوبكر يمشى خلفه يستسمحه ، و لكن عمر أبى ، فغضب أبو بكر وذهب للنبى - صلى الله عليه و سلم - يشكوهـ إليه ، فقال له النبي - صلى الله عليه و سلم - مالك يا أبا بكر فقص عليه الخبر ، فجاء عمر بعدما ندم على رده ، فنظر إليه النبى و الغضب في وجهه وقال له: ألا تركتم لى صاحبى ألا تركتم لى صاحبي .. ثم زكاه و ذكر أفضاله .. فقال : أبو بكر ليتنى لم أخبره ، و القصة قد وردت بعدة روايات بعضها يفصل بعضا أنصح بقراءتها ..

و الشيخ عمر من أكابر طلبة الإمام ابن باز - رحمه الله - و كان من القلة الذين يقرأون المتون التي تشرح في الدروس ، وهو قد جاوز الخمسين من عمره ، و لكن هذا لم يظهر عليه ، فهو حفظه الله ممن لم يصبه الشيب ، و كان يقول لنا دائما : ( طلابي شيبوا قبلي ).. كما أنه أيضاً من أكابر طلبة الشيخ العلامة عبدالله الجبرين وهو متأثر به في أمور لمحتها كشغفة بالتجول في أراضي المملكة النائية بهدف الدعوة إلى الله و رفع الجهل عن الناس ، خصوصاً من القرى و الهجر ، و كثيراً ما يسأل بعض الطلاب عندنا من الين قدموا من تلك الديار عن أحوالهم و أهاليهم و أعيان مناطقهم ، و يرسل سلامه إلى رؤوس العشائر ، و يذكر أنه زارهم ، فهذا الشبل من ذاك الأســد ..

دائما ما نطرح هذا السؤال على شيخنا : (( كم عمرك )) فيتهرب و يغير الموضوع ممازحاً ، و قد أصر عليه بعض الأخوة ، فقال أذكر أنني أشرفت على الشيخ حمد الشتوى و الشيخ سعد الخثلان حينما كانوا طلاباً في الجامعة ، و للشيخ لقاء كل جمعة في بيته يستقبل الناس و يتحدث عن المواضيع العامة ..

و للعلم فالشيخ عمر العيد أول من سن سنة حفظ المتون العلمية في الجامعة ، و كان يُقرر على طلابه حفظ شيء من هذه المتون ، و يخيرهم بين متون على المعتقد ، و قد خيرنا حينما درسنا بين الطحاوية ( المتن ) و كتاب التوحيد ، و منظومة ( سلم الوصول إلى علم الأصول ) للشيخ حافظ بن يحيى الحكمي ..

و الشيخ حفظه الله طبيب حاذق في مشاكل التربية ، و مصاعبها ، وهو داهية في هذه الأمور ..
أسأل الله أن يحفظه و أن يبارك في عمره على الطاعة ..

دمتم بخير و على جميل الذكرياتِ ألقاكم ..


أبـو خـبـيـب 26-06-2008 03:03 AM



أهـ . .


أخيراً قررت الإكمال . . :d


بانتظار الحلقة القادمة !


.

.

عبدالسلام بن خالد 26-06-2008 05:30 AM

,


تسجيل حظور ,


لك وافر الشكر عزيزي :)


سلم لي على خويك المنسم .. والله من الهبال ..


محبك ,

ح ـنايـا الـ ق ـلب 26-06-2008 05:57 AM

,‘
ع ـــدت ,‘



ذكريآت جميلــة .. كذلك آسلوبك جداً رائـع .. آضاف للموضوع حلاوة ..
هـي مجموعة من لقطآت الحياة ودروسـها .. عشتها بين أفاضل هـذا العصر ..

زآدك الله من فضلـه ..



آنتظـــرك ,‘
متــآبعــه ..
:)





..

Aغــلـــوز A 26-06-2008 06:15 AM

تشكر على المواضيع الجميلة

الـصـمـصـام 26-06-2008 03:56 PM

..



[ 19 ]

::: موقف محرج مع وكيل المدرسة :::

صلصل جرس المدرسة موذناً بنهاية الحصة الثانية ، و دخول الحصة الثالثة ..
نحن الآن على موعد مع حصة التربية البدنية ( الرياضة ) ، و هذه حصة ممتعة بالنسبة لي ، و أحسب لها حسابا ، تم تغيير الملابس في الغرفة المخصصة ، و كنت أول من انتهى من التجهيزات لخوض مبارة حماسية .. <== طبعا بدون كنادر .. لأني من سادس ما لبست كنادر للكورة .. :D إلا إذا صار فيه درجات .. :)

و فور الانتهاء ذهبت إلى الأستاذ لاستلام تلك الكرة الخضراء المغطاة بطبقة مخملية لتكون مناسبة للأرضيات في الصالة الرياضية المغلقة في المدرسة .. كان الوقت حينذاك وقت هطول الأمطار - نسأل الله العلي من فضله - و المياه قد اجتمعت في الزواية الشمالية من الملعب المغلق ، أخذت الكرة و بدأت ( بالطقطقة ) حتى سقطت الكرة في هذا المجمع للمياه و الطين ..

كنت و حيداً في تلك الجهة ، و قمت بالاستعراض فركلت الكرة بكل ما أتوتيت من قوة ، لتستقر ( من غير قصد ) في ظهر الوكيل الذي كان يتحدث مع مدرس الرياضة و قد وجهه ظهره إليَّ ، فنقشت على ظهره شكل الكرة بلون الطين الذي كان يملأ سطحها <=== تفصيل على حسابي .. ، فالتفت و بيده ليٌّ أحمر :eek5

الكرة جاءت من تلك الجهة التي لا يوجد بها إلا شخص واحد .. هو أنا ..
فلم أجد إلا توجيه وجهي للجدار لأنتظر ( محطة ) بهذا اللي الذي جددت العلاقة معه في تلك اللحظة .. :oo


خذوها قاعدة ياشباب .. ألعبوا بدون تمزيع :113:

دمتم بخير و على جميل الذكريا ألقاكم ..

صنيتان 1 26-06-2008 04:30 PM

اقتباس:

::: موقف محرج مع وكيل المدرسة :::
بأي صف كنت ؟؟؟

الـصـمـصـام 26-06-2008 04:52 PM

..


كنت في الصف الثاني ثانوي ..

هب لك مصيبة 26-06-2008 04:57 PM

عندك حماس غير منضبط الله يصلح الحال يبي لك شبوك انت وواحد على خبري من الشباب والله يستر ما تسطحونها بعد,,,,

fg8558 26-06-2008 05:23 PM

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فارس 7 27-06-2008 11:27 AM

فوائد جمه

أدبيه وتربوية وعلميه

شاكر وعلى أمل ان تستكمل السلسلة

الـصـمـصـام 27-06-2008 09:55 PM

[ 20 ]


::: فقيه نبيه :::

إن المسلم حينما يتضلع بعلم من علوم الشريعة ، و يتوسع في الإطلاع و النظر ، فإنه كلما ازداد توسعا ازداد عملاً و بذلاً لله سبحانه و تعالى ، و ظهر أثر علمه في مجتمعه ، و مع الناس .
و إننا و لله الحمد في بلادٍ تُعد لكبار الأعلام معلما ، و لخيرة الرجال مجمعا ، و لطلبة العلم مرتعا ، و إني هنا أحدثكم عن رجل ظللت أستفيد منه قرابة العامين ، و أستمع إلى كلماته و اختياراته و شروحه ، و أنتفع بها ، جزاه الله عنا خير ..

ألا وهو الشيخ الفاضل : يوسف بن عبدالله الأحمد ، أستاذ الفقه المساعد في كلية الشريعة ، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، و للشيخ يوسف أسلوب فريد في الشروح الفقية و الحديثية ، و من خلال الاستماع إلى شرحه أو الاطلاع على بحوثه يتبادر إلى ذهنك فوراً الدقة و التثبت و المصداقية ، و قد كان يحرص على طلابه ، فكان يُجري لنا اختبارات تحريرية لما سبق شرحه ، و يُقيم لهم تكريما ، و يُهديهم ، و قد منحني شهادتين تشرفت بهما ، و أهداني كتابين الأول : ( أين نحن من هؤلاء ) للشيخ عبدالملك القاسم ، يقع في خمسة مجلدات ، و الثاني : ( كلنا دعاة ) للشيخ عبدالملك القاسم ، و يقع في مجلدين ، و أذكر أنني تسلمتهما من الشيخ الفاضل : صالح بن عواد الغامسي - حفظه الله - و للشيخ يوسف الأحمد اختيارات تدل على وعيه الفائق ، و عقليته الفعّالة ، و ترى ذلك إذا علمت أنه أضاف إلى المكتبة الإسلامية الفقية بحثاً فريداً في نازلة متشعبة عويصة وهي :حكم نقل الأعضاء ، فكان في المستشفيات يبحث و يسأل ، و يشرف بنفسه ، و في المكتبات يؤصل و يقتبس من كلام أهل العلم ما يعضد اختياراته .

إن تكلم فهو دقيق العبارة ، في معناها و مغزاها ، و الشيخ يوسف حفظه الله يشتهر بسعيه الدؤوب في إشاعة الاحتساب ، و تقديم المواد العلمية المتعلقة بهذا الموضوع ، وهو من المشايخ الذين يأتون البيوت من أبواها إنكاراً على المسؤولين ، و نصحاً و توجيها لهم ، حتى عهد منه هذا الشيء ، وهو إلى ذلك يناضل و يدافع ضد دعاة التغريب من خلال رد بأدلة شرعية على شبهاتٍ قد تؤثر في البعض فتتلقاها عقولهم بالقبول ، و كانت بدايته في محاضرة جريئة من نوعها بعنوان : الانحراف العاطفي . و أخرى بعنوان : قصة امرأة ، و قد خرجت كمادة صوتية تباع في التسجيلات الإسلامية ..

و بحكم توغل الشيخ يوسف في البيئة الطبية ، و اطلاعه عن قرب على بعض المخالفات التي لا تليق بالمجتمع المسلم ، قام الشيخ بحملة ضد الاختلاط في المستشفيات ، و له حلول تقاوم هذا الداء في المستشفيات و الأسواق ..

الشيخ يوسف من طلبة الشيخ عبدالله الجبرين ، و استفاد كثيراً من الشيخ الإمام عبدالعزيز ابن باز ، و كان يشاورنا في توقف الدرس وقت الامتحانات ، فقرر جميع الأخوة من طلبة الشيخ أن تتوقف الدروس في هذه الفترة ، فذكر لنا أنهم كانوا يخرجون قبل الامتحان إلى الشيخ ابن باز ليتزودوا منه بالعلم ، ثم يمضوا إلى امتحاناتهم ..

و للشيخ دروس ثابتة في أيام الدراسة ، منها درسه الفقهي في جامع البواردي بالعزيزية جنوب مدينة الرياض ، وهو يوم السبت بعد صلاة العشاء ، حيث يمكث ساعة و تزيد في شرح عمدة الفقه لأبي قدامة رحمه الله .
و له درس في الحديث في شرح المتن الفقهي الحديثي ( عمدة الأحكام ) لعبد الغني المقدسي - رحمه الله - في جامع الصانع الواقع في حي السويدي غرب مدينة الرياض ..

و له موقعه التابع لشبكة نور الإسلام ، و من خلاله يُطلع على فتاواه و دروسه و كتبه ، كما أنه حالياً يعمل على تأسيس قناة الأسرة ، وهو رئيس في مجلس الأدارة لهذه القناة ..

أسأل الله أن يبارك في جهود شيخنا ، و أن يجزيه عنا خير الجزاء ..

دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم ..

الـصـمـصـام 27-06-2008 10:41 PM

::: الشيخ يوسف الأحمد الآن في قناة المجد العلمية :::

الـصـمـصـام 30-06-2008 04:05 PM

..

[ 21 ]

::: روضة التنهاة :::

روضة التنهاة هي في رأيي أفضل متنفس ربيعي قرب مدينة الرياض ، و ذلك لأنها في فصل الربيع تكتسي باللون الأخضر الذي يضفي بهجة على النفوس ، و منها تسنشق نسمة تُريح الخاطر ، و تشرح البال ..
يُطل على هذه الروضة من الجهة الشرقية كثبانٌ رملية قد أعطت منظراً خلابا بجور تلك الروضة ..
هذا في فصل الربيع ، أما في فصل الصيف فإني قد زرتها فضاق صدري بما رأيت ، و كأنني واقف على أطلال مهجورة ، و سبحان القائل ( و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و بت و أنبتت من كل زوج بهيج ) [ سورة الحج : 5، 6 ].

قبل ست سنواتٍ من الآن انطلقنا مع طلاب الحلقة إلى هذه الروضة ، اقد انقسمنا إلى نصفين ، نصفٌ كان يركب ( الجمس ) و النصف الآخر في ( حافلة ) 15 راكب ، و لما وصلنا إلى هناك مكثنا طويلاً في ابحث عن المكان المناسب ، و كعادة الأخوة القصمان كانت مطالباتهم قوية في الذهاب إلى النفود و نصب الخيام هناك ، و فعلا تمت تلبية اقتراحهم الذي طُرح بالقوة ..

ذهبنا إلى النفود ، و كانت الحافلة كبغلة مكسورة رجلها ، تمشي مرة و تكبو مرة ، و تدفع مرة ، ففيها من العيوب ما يجعلها كليلة إذا مشت في الشوراع المُعَبّدة ، فكيف يكون حالها في هذا المكان ..

و بعد مشي طويل رأينا منخفضا مناسبا لنتقي به أشعة الشمس ، و هبوب الرياح ، فقرر ذلك المكان ، و أنزلت الخيام و نصبت في لحظات ، و نصب الرياضيون شبكة الطائرة <=== إيقاله ما لعب أبد ..و أنزلنا ذبحيتنا وهي من فصيلة ( النجدي ) و كانت كبيرة الحجم كأنها عجل سمين ..

كانت البرامج ممتعة ، و المنافساتُ على أشدها ، يؤد ذلك كثرة العدد الذي خلق جواً من المنافسات و جدد النشاطات ، و في الليل زارنا أحد الأخوة ، و كاد يدخل خيمتنا بسيارته و لكن لطف الله بنا حال دون ذلك .

في الصباح الباكر من ذلك اليوم صلينا الفجر ثم أخذنا قسطاً من درس قرآني ، ثم ذهب البعض للنوم ، و بقي قلة لشرب القهوة ، ثم ذهب بعضهم للنوم ، و بقيت أنا و معي اثنان من خيار الشباب ، و لا أخفيكم أننا ( بلشنا بأرواحنا ) من الفراغ القاتل الذي كنا نشعر به ، فبحثنا عن عمل نسد به هذا الفراغ فوجدنا أن العبث بالحافلة خير معينٍ على سد هذا الفراغ ..

فنظرنا فإذا مفتاح الحافلة عند رأسِ أحد المشرفين ، فأخذناه خلسةً ، ثم ( دحدرنا ) الحافلة بعيداً لكي لا يعلم أحد بأمر تشغيلها ، و بعد ذلك قمنا بتشغيلها ، و بدأت بالقيادة بسم الله ، و كان لها صوتُ صفير أجبرنا على الإطالة في ( التطعيس ) بها ، كان الأخوان يتعلقان في الحديد الخارجي من الحافلة ، و أنا أتمتع بالقيادة ، ثم جاء الآخر ليقود ، و جاء الثالث بعدي ، إلا أن الأخير كان ( مطفوق ) للغاية ، فأراد أن يصعد مرتفعا لا تصعد منه الجيوب فـ(ثولثت ) الحافلة في هذا المكان ، و هممنا بإخراجها إلا أن الأمور تعقدت و إلى الاستحالة أصبحت أقرب ..!:oo

هنا أدركنا أننا ارتكبنا جرماً ، و بدأنا في التفكير إذا ما علم مدير الحلقات عن هذه الفعلة فماذا سيكون عقابنا ..؟
جاء أحد الأخوة من رعاة الإبل يريد مساعدتنا فرفضنا ذلك و ذكرنا بإننا ننتظر أحد الأخوة ليأتي فذهب ، و بقينا نحاول و لكننا ثلاثة و لم نستطع فعل شيء ..:oo

حتى أقبلت علينا سيارة فيها مجموعة من الشباب و يظهر أنهم من شباب الحلقات ، فرحنا بهم ، لكننا خفنا أن يكونوا يعرفونننا ثم نتورط بعد ذلك ، فطلنا منهم المساعدة ، فنزلوا ليسحبون الحافلة ، و هم يتضاحكون في شكلها بين هذه الكثبان الرملية ، و هنا جاء الذي لا نريدهـ .. :p حيث سألنا أحدهم : من أي مكان أنتم ..؟
فقلنا أننا بعيدون عنكم <== خايفين يعلمون عليهم ..:d
فقال في أي جهة ..؟ فرددت بأننا بعيدون جدا عنكم حيث أننا في شرق مدينة الرياض .. فذكروا لنا أنهم في شرق الرياض :eek:
و بعد تداول الكلام تبين أنهم يعرفون مدير الحلقات و المسجد الذي ندرس فيه ، و بعد أيام علم مدير الحلقات بهذه الفعلة ، و حتى الآن لا يزال يُعرني بهذه القصة في المجالس :mad:

مؤدلج 30-06-2008 05:26 PM

سلامات والله :)

الـصـمـصـام 14-07-2008 12:52 PM

..


[ 22 ]

::: التخرج و الالتحاق بالكلية :::

انتهت اختبارات الفصل الدراسي الثاني من عام 1425 هـ ، كانت هي نهاية علاقتي بالمرحلة الثانوية ، هنا يبدأ كل فرد في التفكير بجدية لتحديد مصيره ، هل سيكمل الدراسة و إن أكمل في أي قسم و أي تخصص أو أي كلية ..!
خيارات كثيرة ، و عند السبر و التدقيق تزداد صعوبة الاختيار، و تداخل الحيرة عقل الإنسان ..

كنت منذ الرابعة الإبتدائية أعشق اللغة العربية متمثلة في مادة التعبير و ( القواعد ) = النحو .
و لا أظن ذلك الحب إلا بسبب معلم تلك المادة في تلك المرحلة ، و ظل الاهتمام و الراحة لهذا التخصص ، حتى تخرجت من المرحلة الثانوية ، و لما جاءت النسبة و كانت بتقدير : [ ممتاز ] و لله الحمد ، فتحت كلية المعلمين بالرياض أبوابها ، و ذهبت للالتحاق بها ، و تم التسجيل بسلاسة في قسم الدراسات القرآنية ، و حدد موعد للمقابلة ، و ذهبت و دخلت على بعض المشايخ ، و من حسن الحظ كان الذي يجري المقابلة معي الشيخ : مساعد الطيار - حفظه الله .

فسألني عن الحفظ ، و عن بعض السور ، و طلب مني القراءة ..
و قرأت من عدة مواضع ، و لما نتهيت سألني : هل أنت ملتحق بالحلقات ..؟
قلت : نعم .

قال : ماهي برامجكم ..؟
فذكرت له ما تقدمه الحلقات لأبنائها .. عندنا .. و عندنا .. و عندنا .. إلخ ..
فقال لي ضاحكاً : ماعندكم إرهاب :d قلت له : (تعال سير و تشوف) ..

و خرجت ..و قد تم قبولي ، و لكني فضلت التسجيل في جامعة الإمام لما فتحت أبوبها ، و من الطريف في يوم التسجيل أنني رأيت أحد زملائي يحمل ملفه ، و يريد التسجيل في كلية الهندسة ، و كانت جامعة الإمام في ذلك الوقت مقتصرة على التخصصات الشرعية و علوم اللغات ..

دخلت صالة التسجيل و قبلت قبولاً فورياً في كلية الشريعة و لله الحمد .

و لمناسبة وقت التقديم و تحديد المستقبل في هذه الأيام بالنسبة للأخوة خريجي المرحلة الثانوية ، فإني أقول لكم لا تتساهلوا في تحديد المستقبل ، و لا تجعلوا الأمور خبط عشواء ، و احرصوا على الالتحاق بالكلية أو المعهد عن قناعة و استعداد للدراسة ، لأااني أرى كثيراً من الشباب يُضيعون سنة أو سنتين من أعمارهم في تشتت و تنقل بين الكليات ، يأخذون التجارب على حساب سنواتٍ ثمينة من أعمارهم ..

أسأل الله لي و لكم التوفيق ..

الـصـمـصـام 14-07-2008 06:29 PM

..

[ 23 ]

::: اليوم الأول في الكلية :::

بدأت الدراسة بعد أيام جميلة قضيناها في الإجازة الصيفية ، ذهبت إلى الجامعة مع زميلي العزيز [ خالد ] الذي أُحبط من الدراسة في الكلية ، و تركها بما فيها ..دخلنا الكلية ، و وجدنا أننا في متاهات من ممراتها و فجاجها المتشابهة التي تلتبس علينا كثيراً ، و ظللنا نتيه فيها في الفصلين الأولين من الدراسة ..انتهى بنا المطاف في شؤون الطلاب ، ووجدنا طابوراً طويلاً ، فتساءلنا عن هذا الطبور ، لكننا لم نجد إلا أن نقف مع الواقفين ، و لما اقترب الدور فإذا هم الطلاب الذين لم تسجل أسماؤهم في الكشوفات ، و لم نكلف أنفسنا عناء البحث في الكشوفات ، فتركنا هذا الطابور و نحن نضحك من بعضنا ، و انطلقنا إلى لوحة إعلان الكشوفات ..

ووجدت اسمي ووجد زميلي اسمه و ذهب كلٌ إلى قاعته ، و دخلت القاعة و إذا عددهم قرابة الخمسين و كلهم باسم : عبدالله .. و أما صديقي فهو في قاعة أخرى ، و كلما انتهت محاضرة خرجنا و تلاقينا ، لأننا لا نعرف أحداً حتى الآن ..

سألت صديقي خالد من جاءكم ، فذكر لي أنه جاء دكتور الفقه و طلب منهم كتاب [ الروض المربّع ] <== باللهجة العامية :d و طلب الآخر كتاب [ سنابل السلام ] :d قلت : افلقني إن نجحت .. :)

حينما ينتقل الطالب من المرحلة الثانوية إلى الجامعية تنتقل شخصيته إلى مرحلة جديدة ، تظهر فيها ملامح الاعتماد على الذات ، تقوى لديه الرقابة الذاتية ، و تنمي شعوره بالمسؤولية تجاه نفسه ، و بها يبني نفسه بنفسه ، و لا مكان للذي يعتمد على غيره هنا ، فأنت تصنع نفسه بانضباطك ، و تقديرك للأمور ، و لهذا تكون أول هذه المرحلة ( مَطبَّا ) لكثير من الشباب .

دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم ..

خوي السرور 14-07-2008 06:33 PM

اقتباس:

حينما ينتقل الطالب من المرحلة الثانوية إلى الجامعية تنتقل شخصيته إلى مرحلة جديدة ، تظهر فيها ملامح الاعتماد على الذات ، تقوى لديه الرقابة الذاتية ، و تنمي شعوره بالمسؤولية تجاه نفسه ، و بها يبني نفسه بنفسه ، و لا مكان للذي يعتمد على غيره هنا ، فأنت تصنع نفسه بانضباطك ، و تقديرك للأمور ، و لهذا تكون أول هذه المرحلة ( مَطبَّا ) لكثير من الشباب .

بالتأكيد فالدراسة في الثنوي ليست مثل الجامعة :)


>>>>>> :d

اللهذام 14-07-2008 07:30 PM

وعلى جميل الذكريات ننتظركـ ...:d

فوق الغمام 27-09-2008 03:10 PM

طرح جميل ورائع
بارك الله فيك ونفع بك

GIVENCHY 19-06-2009 12:31 AM

،


قد نغيب كالغروب وقد يلهينا الزمن..ولكن يبقي نبض القلب لا ينسي الأحبة


أشكرك على طرحك با أسلوبك يابو عزوز !.

هدهد ~ 19-06-2009 12:33 AM

ما زلنا منتظرين إشراقتكم ~

الموسوس 19-06-2009 12:52 AM

جزاك الله خير اخوي

الـسـكـب 19-06-2009 02:38 AM

نحن بإنتظار المزيد
وهل تخرجت أيها الصمصام

بوشيخة 21-05-2010 02:37 PM

ذكريات جميلة ..
حبذا لو تُكملها..

~/ طـلـة قـمـر /~ 22-05-2010 03:59 AM

..}
^^
لـقـد تـوقـفـت هـنـا طـويـلاً..والله آني لم أستطع مغادرة الموضوع حتى آتـمـمـت قراءتـه

لله دَرُكـ ..

حفظ الله لك جـمـآل حَـرفـك.. وسلآسـة طـرحـك..

بـ ـآنـتـظـآر جـمـيـل ذكـريـآت الـصـمـصـآم..



..دمـت بـود آخـي الـفـآضـل.. (h)

العاصف 22-05-2010 05:07 AM

وووينك يالصمصاااام ووينك يابعد سبدي ..!!
كمل ترانا ننتظرك يالغالي .. ياحبيل قليبك ..!


الساعة الآن +4: 09:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.