![]() |
..::[ غنيمة الحياة الدنيا ]::..
بسم الله الرحمن الرحيم
لما كانت دار المعاش دار الابتلاءات و الامتحانات ، كان الإنسان بطبيعته يميل إلى الدعة و الراحة ، و يشتاق إلى لحظات الأنس بمن يواسيه في حياته ، و لا تكاد تجد في الدنيا إنسانا بلاصاحب موادد ، أو صديق معاضد ، فالخلطاء من نفائس الغنائم ، و اختيارهم من أجل المطالب ، فالصديق توأم الروح ، و جابر الخاطر ، يتقلب بمشاعره كيفما تقلبت ، يُحس بما تحس به ، يحزن لحزنك ، يفرح لفرحك ..بل لا أكون مجازفاً إن قلت أنه يفرح أشد من فرحك ، و يحزن أشد من حزنك ، يُلقي بقلبه ليستقر في جسدك ، و يأخذ قلبك ليعيش مكانه ، في شعور متبادل .. و الناس على أنواع تختلف باختلاف شخصياتهم و قبولها عند الناس و قبول الناس لها ، فهناك من يعيش بين حشد هائل من الأصدقاء و الزملاء و يقبل التعرف و التوسع في ذلك و التودد لأي أحد من الناس ، و هناك من يعيش حالة عزلة نسبية فلا تراه إلا مع شخصين اثنين أو واحد ولا يرغب التعرف على غيرهما ، و هناك من يتسابق الناس إلى شرف معرفته لما يحمله من صفات تحث الناس على قبوله ، و التنافس على قربه و هذا صنف عزيز لأنه لم يصل إلى هذا القدر إلا لعلوه في صفاته ، و لاشتهاره بأخلاق أو صفاتٍ أو مهاراتٍ جعلت منه إنسانا محبوباً يُطبق الكل على محاولة التقرب إليه . . إن معرفة الرجال غنيمة هذه الحياة ، و لن تستطيع توسيع أطر علاقاتك بالناس حتى تكون كما يُريدون فيما هو قابل للتحول ، فالناس على مذاهب و مشارب ، فلا بد أن تكون حاضر العقل حينما تلتقي بإنسان فتعرف ماذا يُريد و بما يُفكر ، و كيف يكون ، فتكون مثله لا عن جهالة و سذاجة ، و لكن عن سياسة و تواضع ، و لتعلم أنه ما من إنسان إلا و أنت بحاجة إلى تعلم ما يتقنه هو ، و بذلك تتعلم على يديه أو تستفيد منه . [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]الناسُ للناسِ من بدو و حاضرةٍ = كل لكلٍ و إلم يشعروا خدموا[/POEM] هناك من يظن أن توسيع العلاقات خطأ محض و يُحذر منه بإطلاق ، و هناك من يظن أن تحجيم العلاقات بإطلاق خطأ ، و هذه أحكام غير موزونة ، فإن ذلك خاضع للأشخاص و طبيعة التكوين الفسيولوجي لديهم ، و لكن الأفضل في الأعم الأغلب هو توسيع دائرة العلاقات التي ينتفع منها الإنسان لحديث : ( المسلم الذي يُخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) ، و ليست هذه النظرة قائمة على مسلك المصلحة و حب الذات ، و لكن الانتفاع الأهم هو ارتقاء الروح ، و سمو القلب ، و بناء العقل ، و هذا يتأتى من طريق القرناء و الجلساء و الخلطاء ، و أنت بالمقابل لن تكون فاعلاً متفاعلاً في محيطك إلا من خلال اتصالك بالآخرين و للاتصال مهارات ليس هذا موضع الحديث عنها . |
وليحذر الشخص من مصاحبة أقوامـ كما قال عنهمـ صاحب هذا البيت :
وما أكثر الإخوان حين تعدهمـ *** ولكنهمـ في النائبات قليلُ أحسنتَ أخي الكريمـ .. :) |
اقتباس:
لكن في الزمن الحالي قلّ الرجــال وبالتالي تجــد صعوبة في اختيار رفيق دربكـ ... وأصبحت الصداقة للمصلحة فقط إلا من رحـم ربي .. بوركـــتـ أخي الصمصامـ .. .. .. |
صدقت يا أبا عبدالعزيز وفي الغالب ليس من إنسان إلا وله قرناء
فمن طبيعة البشر الاجتماع وحب المخالطة , ولكن المهم هو : [ حسن إختيار القرين الذي يزداد إيمان المرء بصحبته ] وفوائد الصحبة أكثر من أن تعد , ولكن من واقع تجربة أستفدت منها كثيراا أن الصديق الصادق خير معين على تخفيف الهموم وتفريج الشدائد ؛ فحين تضيق بك السبل وتجتمع عليك الشواغل النفسية تجد عند صاحبك الكلمة الناصحة التي تذكرك بالله والمشورة الصائبة التي تعينك على أمرك وهذه نعمة عظيمة ينبغي لكل واحد منا أن يكتسبها أمام متغيرات الدنيا واختلاف أحوالها بارك الله فيك يا الغالي , وعلى الدوام متابعين لما تكتب |
طالب طب / أشكرك حبيبي على تواجدك ، و مشاركتك .. و بالفعل الصديق وقت الضيق و الصديق الذي يخون ليس إلا قاتلاً لصديقه .. و ما ألذ الحياة التي تجد فيها نديما يقف معك و يعطيك أغلى ما يملك .. |
|
جزاك الله خيراً أخي الصمصام على ما سطرته يداك
شكراً لكم وتقبلوا تحياتي .. |
لو كان الأصدقاء مثلك يا أبا عبدالعزيز ، لما فارقتهم ساعة !
|
أبــــوعمــــر / إن اختيار الصديق أمر حساس يجب الانتباه له ، و اختيار الصديق ليس بالأمر الهين ، لأن الصديق يُخالطك أكثر من أخيك أو أبيك ، و هذا مشاهد ، و لذا قال عليه الصلاة و السلام : ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يُخالل ) ، فحري بنا أن نصاحب عالي الهمة فإن الله تعالى يقول لحبيبنا عليه الصلاة و السلام ، وهو من هو في القدر و الفضل و المنزلة الرفيعة عند ربه : [ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يُريدون و جهه و لا تعد عيناك عنهم ] .. الآية . فإذا اخترت الصديق الصالح فاقبله بكل ما فيه فمامن إنسان إلا و يعتريه النقس و الخطأ الذي كتبه الله على بني البشر . شكراً لك أيها الكريم . |
قرناس / الصديق .. روح أخرى للإنسان ، تتجدد في كل لقاء ، و في كل ذكرى ، و في كل دعوة .. هنيئا لمن ظفر بالصديق الصادق .. شكراً يا أبا سُليمان .. |
كلام في الصميم اخي الصمصام ويقال من السهل انك تحب الناس ولكن من الصعب انك تلقى انسان يحبك تقبل مروري |
(صعب الوصال) / و إياكم أيها المباركون . شكراً جزيلاً .. |
mr.khaled / حياكـ الله أخي المحبوب دوماً .. وفقك الله تعالى ، و أشكرك على تواجدك .. |
الــنــهــيــم / إحسان ظنك بأخيك يستجلب شكري و امتناني لك .. وفقك الله يا أبا معاذ .. |
بوركت شيخنا الفاضل ولكــن ... أن أجد صديق واحد لألف سنة أحب إلي من أن أجد ألف صديق كل سنة |
.كـــلاش@ / صدق من قال هذه المقالة ، و مثها : رضى الناس غاية لا تدرلاك فكانت مسايرتهم و مجاراتهم في غير محظور ، مطلب .. |
وحيد المعنى / الصداقات متفاوتة ، و عمقها أيضا متفاوت ، و قوتها أيضا متفاوتة و لكن لكل إنسان صديق خاص ، و خليل يعرفه الناس به ، و يشتهر ذلك عنه و هذا هو الذي ينبغي للإنسان أن يكون دقيقاً في معاملته و قبل ذلك في اختياره فالصديق من صدقك ، و لمستَ منه الإخلاص ، حينها تستطيع أن تتعامل معه بكل شفافية ووضوح و تأمنه على نفسك و أهلك و مالك .. فاختلال الدقة في ذلك قد تأتي بنتائج عكسية . أشكرك أستاذي الفاضل . |
جزاك الله خير ,,, موضوع جميل :41ومفيد
__________________________________________________ إن معرفة الرجال غنيمة هذه الحياة.....اين الرجال في هذا الوقت !! __________________________________________________ عــــاشــــر مـــن تــــعــــاشــــر فـــــــلا بـــــــد مــــن فــــــــراق هل هذا صحيح ؟ |
صلى عمر رضي الله بالناس الفجر فلما انتهى من الصلاة ألتفت فقال اين معاذ فقال ها انا ذا يا امير المؤمنين.
فقال عمر تذكرتك البارحة فبقيت اتقلب على فراشي حباً وشوقاً إليك . فتعانقا وتباكيا . فالله درها من مشاعر جميلة . . . وقال على بن الحسين : فقد الاحبة غربة . ولقاؤهم أنس ومحبة وهم للعين قرة . . . وكان عبد اله بن مسعود رضي الله . إذا خرج لأصحابه يقول : والله إنكم جلاء الاحزان وذهاب الغموم . . .فما أجمل هذه المشاعر إذا اتصف بها المؤمن. . . تحياتي لك ...................................... |
ســـنـــايـــدي / الرجال كثير ، و أهل الخير كثير و لله الحمد ، و لكن عليك حسن الاختيار .. و أما الفراق فلا بد من فراق بين الأصحاب و الأحباب .. أشكرك أيها الفاضل .. |
لبدان / أشكرك على هذه الإضافة الرائعة النفيسة . جعلها الله في ميزان حسناتك . |
جزاك الله خير
|
داعي إلى الخير / و إياكـ أيها الداعي إلى الخير .. |
اقتباس:
هذي الدنيا لازم فراق |
الساعة الآن +4: 10:52 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.