![]() |
تركيا من العلمانية المتشددة إلى الإسلام المتسامح
نعلم أن تركيا شهدت عصوراً مختلفة منذ حياتها تحت الخلافة العثمانية مروراً بأكثر من ثمانين عام في ظل الجمهوية الأتاتوركية البطريركية ثم إلى الديموقراطية المتحيّزة حتى هبطت بأيدي الإسلاميين بعد لعقهم ألواناً من العذاب السياسي ، وهاهي تصل الورقة بيد -السجين السابق- أردوغان وحليفه عبدالله جول ، بتوجه إسلامي بائن ، بلباس العدالة ، ولعل هذا النفس الطويل كان نتاجاً لما أسسه نجم الدين إربكان -رئيس الوزراء الأسبق- بداية بحزب الرفاه الإسلامي ثم وريثه حزب الفضيلة ، ثم عباءة الحركة الإصلاحية لتركيا لحزب العدالة والتنمية برئاسة عبدالله جول ، الذي كان تلميذاً لإربكان ! .
وخلاصة هذه المقدمة ، أن هذا الموضوع هو عرض لتجربة جديدة في العالم الإسلامي ، لما حدث من النتائج الكاسحة للإسلاميين ، متمثلة بأن حزب العدالة والتنمية يشكل أيدولوجية تتمثل في الإسلام الروحي والعلمانية السياسة. يتبع |
متابعون لمعلومات ستفيدنا بإذن الله خلال حلقاتك المقبلة ... |
اقتباس:
لو قيل : تركيا من العلمانيّة الكفريّة إلى العلمانيّة الكفريّة بطلاء إسلامي .. لكان صوابًا .. لفتة : في زمن الذل والاستضعاف وحين يسد طواغيت الأرض الأبواب عن الفجر = ينشد الناس فجرًا آخر ، بل يجعلون من بعض المصابيح فجرا هي الحل وهي الخلاص .. والفجر الحقيقي يطل بوعد الله .. .. |
أسلآم سمح يسمح بأقامة أمآكن الدعارة والكراخانات ويفتح الأبواب والمطارات
لأمريكا لكي تقتل مليون شخص مسلم خلال الحرب على العراق غير المليون طفل مسلم خلآل الحصار ! قال أيه قال أسلآم سمح . تقبل مروري. |
اقتباس:
:) |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقتباس:
اعتقد ان الحزب المنتسب للإسلام (والإسلام منه براء) لم يصل إلى الحكم بمفرده الشعب المسلم عندما مل وكل من العلمانية التي فرضت عليه بسبب الغرب والذي عمل الجيش على فرضها على الشعب عندما مل وكل وبتأثير عوامل خارجية (تحركات تنظيم القاعدة) عمد الغرب إلى خداع الشعب التركي المسلم بإسلام مزيف فاعطى الإشارة الحمراء امام الجيش التركي ليوقف جزء من تسلطة وليسمح لحزب العدالة والتنمية بالحكم وبذلك أقنع الشعب التركي بان من يحكمه هو الإسلام !؟ فهذه محاولة لتلبية مطالب الشعب التركي (بالخداع) لكي لا يفكر بالحكم الإسلامي الحقيقي (الخلافة الإسلامية) والذي سياتي به تنظيم القاعدة من خلال مبدأ [عولمة الجهاد] اقتباس:
وهلا أفدتنا عن إسلامية حزب العدالة والتنمية ومعنى لباس العدالة ؟ اقتباس:
من العاقل الذي يصدق ان الحكم الإسلامي سيأتي بنفس الطريقة التي عمل بها حزب العدالة ؟ فهاهي المحكمة التركية تبت بقرار حضر حزب العدالة فمن يصدق ان من أصقط الخلافة الإسلامية بالأمس (الغرب وعبيدهم المرتدين) سيعيدها وبمحض إرادتها ؟ هذا هراء وإستخفاف بالعقول وإستغلال للعواطف الجياشة لدى الشعوب المسلمة المفتقرة اقتباس:
وهل تضن ان تجربة حزب العدالة تصب بمصلحة المسلمين أم أنها خداع للمسلمين وبإسم الدين ؟ والنتائج الكاسحه لحزب العدالة , ولن أقول الإسلاميين والنتائج الكاسحة لم تأتي إلا بعد إذن الجيش لهم وبإشارة من الغرب الذي أسس تركيا الجديدة فعن أي كسح تتحدث وذلك المدعو حزب العدالة يلهث وراء عضوية في الكيان الاروبي الصليبي المحارب للإسلام اقتباس:
علمانية سياسية !؟ هل تضن أننا مغفلين لكي تقنعنا بالعلمانية ومن منضور اخر وأرجو كذلك ألا تحاول الترويج لفكر قد لا تقبل به أنت إذا عرفت حقيقته لا تفكر بالغد وما بعده فكر بالعقد وما بعده ولاتحاول الترويج للإسلام المسمى (متسامح) على حساب الإسلام الحقيقي الخلافة لن تعود إلا بالجهاد ولا شأن لي بإجتهادات البعض المبنية على التفكير البشري لا بالدليل القرأني والنبوي الخلافة الإسلامية لن تعود إلا بجهاد عالمي وبتنظيمات تدير الجهاد بفكر عالمي لا إقليمي مثلا : عندما يضرب تنظيم القاعدة السفارتين الأمريكيتين في شرق افريقيا وعندما يضرب تنظيم القاعدة أبراج التجارة في أمريكا وعندما يدعم تنظيم القاعدة مسلمين أسيا العجم وعندما يوجه الشيخ اسامة بن لادن تهديده للدنمركيين بعد ثلاث سنوات من الإساءة للنبي صلى الله علية وسلم لتتلوها هجمه على سفارة الدنمرك في باكستان وعندما يخوض تنظيم القاعدة حرب ضروس ضد الصليبيين في العرق إنتهت قبل عامين بإنضمام التنظيم لدولة العراق الإسلامي بختصار عندما يتحالف المسلمين صغيرهم وكبيرهم , أعجميهم وعربيهم , مولودين على الإسلام أو حديثي الإسلام , أبيضهم وأسودهم , اميهم ومتعلمهم , غنيهم وفقيرهم , قويهم وضعيفهم , شرقيهم وغربيهم ،. . . . . عندما يتحالفون في تنظيم أسمه [تنظيم القاعدة] ثم يخوض ذلك التظيم حربا دفاعا عن المسلمين صغيرهم وكبيرهم , أعجميهم وعربيهم , مولودين على الإسلام أو حديثي الإسلام , أبيضهم وأسودهم , اميهم ومتعلمهم , غنيهم وفقيرهم , قويهم وضعيفهم , شرقيهم وغربيهم ، . . . . . وسعيا لجمع المسلمين تحت دولة واحدة (الخلافة الإسلامية) جميع المسلمين صغيرهم وكبيرهم , أعجميهم وعربيهم , مولودين على الإسلام أو حديثي الإسلام , أبيضهم وأسودهم , اميهم ومتعلمهم , غنيهم وفقيرهم , قويهم وضعيفهم , شرقيهم وغربيهم ،. . . . . ضد الكفار المحاربين فتلعلم انك امام تنظيم عظيم بقيادة عظيم نحو هدف عظيم اما الأفكار السخيفة التي تدعي إعادة اللإسلام بغير الجهاد الحقيقي أو بمصطلح الوسطية المزعومة او فقه الصراع والتي تسعى لتحقيق اهداف شخصية أو دنيوية بحته من خلال تلك العناوين الخداعة تماما كحماس أو كحزب العدالة الذي يلهث خلف امه أوروبا أو الثورة الماجوسية المسماة بالإسلامية أو جيش الشمري المسمى بالإسلامي في العراق والأمثلة كثيرة دعوات للسلم في زمن الحرب !؟ دعوات ساذجة حقا . . . . . ومزتفزة أيضا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
المسفهل ، تشرفني متابعتك .
|
اقتباس:
أبا العباس ، بل من العلمانية المتشددة إلى الإسلام المتسامح بطلاء علماني ، بيد أن الحزب الحاكم لم يصرح أنه إسلامي ! . ومع ذلك فإنه ذو توجه إسلامي واضح ، وذلك مايفسره السياسيون من خلال قرارته . ويصدق كلامي الأحداث الأخيرة ومجرياتها التي دفعت ذلك الحزب إلى المحاكمة ، ويكذبه المغفلون الذين آذونا بالقول دون الفعل ، وقد أخذوا بطلاء ذلك الحزب وتجاهلوا حقيقته ، فكأنهم لا يعلمون وسيظلون كذلك. |
بـــ sunـــــريدة ، لعل في ردّ الأخ الصباخ ما يكفيك فشكراً لكما .
|
وسطي ، وقد كتبتُ اسمك على كرهٍ مني فقد طاب لي تسميتك خلافه ! ، وبرهان ذلك مغالطاتك لنفسك فضلاً عن تجاوزك على أمرٍ تجهله كما تجهل أنك جاهل !
إليك عزيزي قليلٌ من كثير : اقتباس:
|
سأعود عمّا قريب -بإذن الله.
|
., ., عزيزي جبران .., بداية اتمنى ان تضع الاجزاء ولا تقوم بالرد على الاخوة الا بعد نهاية اضافاتك للموضوع .., لكي لانتشتت في متابعاتنا .. في التجربة التركية الكثير من الدروس .., فذاك النفس الطويل في العمل السياسي لكي يصلوا الى متبغاهم يجب ان نعرفه ونستفيد منه .., ايضاً وكما قال لي احد العمالة التركيه وهو يتحدث عن اردوغان بأنه : اخطبوط في تركيا ففي كل مكان له مكان . يدل على قوة الحزب . ايضاً لاحظنا كيف انه وللمرة الاولى في تاريخ تركيا تدخل امرأة محجبة الى البرلمان عنوة وهي زوجة الرئيس عبدالله جول-خير النساء- . هذه المرأة التي ذهبت الى الغرب لاكمال دراستها لانها منعت من ارتداء الحجاب في تركيا ذهبت الى الغرب وتعلمت بحجابها ثم عادت ودخلت البرلمان وحدث ازمات ثم هي تدخله الان وفي اكبر معاقل العلمانية مرتدية حجابها . اقف هنا .. لاترك المكان لك اخي جبران لنستفيد منك ومن اطروحتك . بعثرات |
بعثرات قلم ، اقتراح سديد . وقد رأيتُ أن أوجه المتابعين حتى استمر فيما أطرحهُ ، فتزداد الفائدة ويتنبه القارئ.
أما بخصوص قضية الحجاب التي حُرمت (مروة قاوقجي) بسببهِ دخول البرلمان التركي حيث أنها دخلت محجبة فتعالت الأصوات تنديداً على حجابها وسُحبت من البرلمان لأجلهِ . فقضية الحجاب إحدى القضايا العديدة التي يُعاني منها الشعب المسلم التركي على ما يفرضه عليه الحزب الجمهوري الأتاتوركي ذو التوجه العلماني المتشدد . ولستُ هنا لأتحدّث عن فضائل هذا الحزب ، إنما عرض موضوعي لتلك التجربة. |
يعصب على الساسةِ وصف حزب العدالة والتنمية ، فبالرغم من أنه ينفي عن نفسه أنه إسلامي بشكل واضح ، ويؤكد احترامه للعلمانية المتشددة في تركيا الذي يكرس هيمنة الدولة على الدين بعكس العلمانيات الأخرى في العالم ، إلا أن هناك دواعي تشير إلى علاقة لا يمكن نفيها عن التيار الإسلامي:
من ذاك أن الحزب خرج من عباءة حزب الرفاه الإسلامي ، ثم وريثه حزب الفضيله ، اللذين أسسهما نجم الدين إربكان ، وبدا خروجه في إطار لحركة إصلاحية. والدافع الثاني الذي يجزم بأن هذا الحزب تيّار إسلامي ، أن معظم قيادات الحزب وكوادره لها تاريخ معروف كناشطين ورموز للتيار الإسلامي ، حتى قبل تأسيس الرفاه الإسلامي -الذي يُعد أكبر وعاء للتيار الإسلامي- ، حيث أن زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان ونائبه عبدالله جول كانا تلميذين لإربكان ، والتصقا بهِ مدة طويلة. بالإضافة إلى القرار الذي أصدره الحزب برفع حظر الحجاب ، وكذلك إجماع غلاة العلمانية في تركيا على أن حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي. ونقف قليلاً مع بداية التيار الإسلامي في تركيا . ففي عام 1998 أصدرت المحكمة الدستورية التركية حكماً بإغلاق حزب الرفاه- الذي أسسه نجم الدين إربكان- حينما عُرضت أبعاد هذا الحزب فيما يلي: 1- الإسلام هو الرابطة الأولى للأتراك. 2- دور الدولة في عملية التحديث والتصنيع. 3- على الدولة تحقيق العدالة الاجتماعية. (وهو مايسعى إليهِ النظام العادل -الإسلامي- حزب العدالة والتنمية) 4- رفض النظام المالي القائم على المعاملات الربوية ، والدعوة إلى الاقتصاد الإسلامي. 5- معارضة الليبرالية ، مع الحفاظ على القيم الدينية بديلاً عن الحريات الغربية. فمنعت المحكمة عدداً من قياداته - وعلى رأسهم إربكان- من ممارسة السياسة لمدة خمس سنوات ، ولما كان الحزب قد توقع مثل هذه الخطورة ، شكّل قبل ذلك حزباً أسماه حزب الفضيلة في عام 1997 ، وكان إغلاقهُ أيضاً عام 2001 ، وتشكّل في العام نفسه حزبين ، حزب السعادة ، وحزب العدالة والتنمية ، فالأول يُمثل جناح المحافظين ، والثاني يُمثل جناح الإصلاحيين . وقد قاده كل من أردوغان وعبدالله جول بنفس طويل ، وابتعدوا عن كل المصادمات التي استفادوا منها في الأخطاء السابقة ، ومن أبرزها تسميتهم بالنظام العادل. يتبع |
جميل جدّاً ..
أخي جبران ، ما الفرق بين جناح المحافظين والجناح الإصلاحي ؟ |
حسب ما سمعته من الأخبار التاريخية، أن زوجة الخبيث أتتاورك الذي أسقط الدولة العثمانية كانت محجبة مثل زوجة أردوجان، فما صحة هذه الأخبار!
|
مؤدلج ، ينطبع على الجناح الإصلاحي -كما هو مسماه- الإصلاح والتجديد مبدأ أساسي فيهِ ، ويقل ذلك عند الجناح الآخر وغالباً أنهما متباينان في صنع القرارات ، والواقع أنه لا قيود لأيّ منهما ، ولو كان الفرق طفيفاً.
الصباخ ، هذا ما أثار جدلاً واسعاً حينما ظهرت زوجة عبدالله جول "خير النساء" بدخولها القصر الرئاسي بعدما كانت محرومة من دخول الحرم الجامعي ، فإنها تُعتبر أول سيدة محجبة تدخل القصر الرئاسي بعد هدم الخلافة العثمانية ، وقد أشار عدد من المؤرخين أن "لطيفة أوساكي" زوجة مصطفى كمال أتاتورك كانت محجبة في البداية عند تأسيس الجمهورية الأتاتوركية في عام 1923 لكنها خلعته مع بدء الإصلاحات العلمانية ، لكن المستغرب أن تبقى بعد طلاقها من أتاتورك عام 1925 أشبه بسر دولة !. فقد أصرت على أن تقاطع الإعلام وتطلّق الحياة العامة مع طلاقها من أتاتورك . حتّى رسائلها الخاصّة، استطاعت أن تحافظ على سريّتها، وذلك بقرار قضائي منحها حق منع نشر أي شيء عنها لمدة 25 عاماًَ. وحتى بعد انقضاء 22 عاماً على وفاتها، لا تزال أسرارها محفوظة لدى مؤسّسة تاريخ تركيا ومُقفَل عليها بإحكام !! ولهذا كان من أكثر الكتب مبيعاً في تركيا ما نبشته الكاتبة ابيك شاليشلا من سيرة زوجة أتاتورك في كتاب أسمته (لطيفة هانم) ، وقد طبُع الكتاب سبع مرات ! ، وقد أدى ذلك إلى دعوى قضائية من المحكمة التركية بتهمة إهانة الدولة التركية بذلك الكتاب ، ولكن سرعان ما برأت المحكمة تلك الكاتبة. وهنا شيء من صورة غلاف الكتاب وكذلك وصورة زوجة أتاتورك محجبة http://www.asharqalawsat.com/details...article=443338 |
بدا لي الإلماح إلى الأمور المهمة ، والاختصار الشديد مطلباً مهماً في متابعة الموضوع ، ولقد بالغتُ في المقدمة بقولي (عرض موضوعي لتجربة جديدة) ، فهو أقل من ذلك بكثير.
تنويه : لا بد من مراجعة ما عرضه الحزب من لوائح لفهم ممارساته بعد توليه السلطة. من اللازم فهم أسباب الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات وحصوله على 363 مقعداً في البرلمان بمجموع 550 ، وسأتطرق إلى أهم الأسباب دون الإضافات التي هي كذلك لها تأثير لكن ليس بالقوي. أولها الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد من عام 2001 بما فيها ارتفاع الديون على الحكومة ومستوى التضخم ونقص معدل النموي الاقتصادي بنسبة 4.5 % ، أي أنه أسوأ أزمة مرت على تركيا في تاريخها المعاصر ، بالإضافة إلى البطالة . وثانيها الأزمة السياسية ، بما فيها الانقلابات الداخلية في الأحزاب السياسية ، ودخول البلاد في حالة استقطاب سياسي حاد وصراع بين الأحزاب التي كانت مشاركة في ائتلاف الحكومة (ذات التوجهات المتباينة) [اليسار الديموقراطي - الوطن الأم - الحركة القومية] ولعلكم تعودون إلى أسباب الانقلابات. فبهذه الأزمة أسفرت الأوضاع عن فقدان الحكومة للأغلبية البرلمانية ومن ثم أُقر إجراء انتخابات مبكرة ، وأقر ذلك البرلمان نفسه (اليسار الديموقراطي) وهذا القرار كان الحبل الذي شُنقت به الأحزاب الحاكمة آنذاك. فكانت الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية بنسبة 34,29 % ويليه حزب الشعب الجمهوري 19,34 % ويمكن إجمال الأسباب لفوز حزب العدالة والتنمية بعاملين : أولاً : فشل الأحزاب الأخرى ، ثانياً : اجتهاد الحزب وحسن إدارته للحملة الانتخابية. *ولعلكم تعودون إلى أسباب فشل كل حزب بما فيه حزب السعادة الإسلامي ، الذي قد تلقى منه أردوغان دروساً في أخطائه. وقد يتحدّث الكثير عن آمال الحزب وتطلعاته إلى (الحلم التركي) في الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ، فهذا أقرب ما يكون بمعجزة ، يسوقها كل حزب كدعاية له ، ولو أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي له مصالح للإسلاميين أنفسهم ، منها هدفان رئيسان : أولاً ، النهوض بتركيا اقتصادياً . ثانياً ، نيل مساحة كبيرة من الحرية السياسية والاجتماعية تحت ضغوط (الجيش) الذي يُنصب نفسه حارساً للعلمانية المتشددة ، وحارساً للفكرة الأتاتوركية ، حتى في التدخل في السياسة . ومن مطالب الاتحاد الأوربي ، عدم تدخل (الجيش) بالحكومة ، وهذا ما يسعى إليه حزب العدالة والتنمية ، إلا أن هذا سيبقى حلماً في خلد الأتراك. في أولى قرارات حزب العدالة والتنمية ، حيث منع من نشر القوات الأمريكية أراضيها ، أو دخولها عبر أراضيها ، وهذا يعده (الإسلاميين) فخراً يحتذون به كل حين ، ولن تنسى الإدارة الأمريكية هذا الموقف التي كانت تظن (أنموذج الإسلام المعتدل) أنه سيوافق على مصالحها ، فلذلك تغيّرت نظرة الإدراة الأمريكية لتركيا ولحزب العدالة والتنمية جذرياً ، وهذا سيُسبب المتاعب لتركيا وللحزب خصوصاً. يتبع |
عرض شيق و تجربـة ثـريـة أخي جبـران .. ذلك الحزب الذي راهن على خسارته الكثيـر من العلمانييـن و أشبـاههـم.. من إصلاحاتهـم الموفقـة في بدايـة حكمهـم إقامة شواطئ خاصة بالمحافظيـن دون المساس بالشواطئ السابقة حتى لا يكون ثمت من يتكلم فيهم .. أشبّه مرحلة حكمهم و الفترة التي يعيشـونهـا بالعهـد المكـي الذي كان المسلمون مستضعفيـن فيـه. من أصعب الأمـور الكلام في السيـاسـة فهي الروايـة الغامضـة التي لا يمكـن الجـزم بصحـة ما تعتقـده و تراه إلا بعـدمـا يقـع . أكمـل رعـاك البـاري . |
سؤال/ يُقال وحسب ما نسمعه من وسائل الإعلام، أن هناك أسباباً كثيرة لتأخر انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، وأظن هناك سبب يطرح بين الفينة والأخرى عن مذبحة لجنس معين "لا يحضرني اسمهم" فما رأيك بهذا السبب! هل هو سبب مقنع لمنع دخول تركيا للاتحاد الأوروبي! أم أنه شماعة يتذرعون بها!
مُتابع لك. |
الأستاذ ، تسرني متابعتك.
الصباخ ، أهلاً بك .. سأتطرق إلى الأسباب المهمة لاستحالة تركيا عن الانضمام إلى الاتحاد الأوربي في هذا الرد فقط. هناك طرفة متداولة بين الكتاب الأتراك ذات دلالات عميقة قبيل إعلان المفوضية للانضمام ، تقول : إن المفوضية دعت رؤساء وزراء الدول الثلاث [بلغاريا - رومانيا - تركيا] لامتحان نهائي يحدد مصيرها ، فسألت البلغاري : متى ألقيت أول قنبلة نووية في العالم؟ فأجاب : عام 1945 ، فنجح البلغاري في الامتحان. ثم جاء دور الروماني فسُئل : ماهي المدينة التي ألقيت عليها القنبلة ؟ فأجاب بأنها هيروشيما ، وكان أيضاً ناجحاً. وعندما جاء دور رئيس الوزراء التركي كان السؤال : ماهي أسماء ضحايا القنبلة النووية في هيروشيما بالكامل وتواريخ ميلادهم ؟ ومعنى هذه النكتة أن تركيا لن تصبح عضواً في الاتحاد الأوربي أبداً ، إليك الأسباب: من أهمها ، مطالبة الاتحاد الأوربي بالاعتراف بجمهورية قبرص ، بل وفتح سفارة لها في أنقرة ، وهو الأمر الذي لم ولن تقبله أي حكومة تركية ، لأن الاعتراف بها سيعني من الوجهة القانونية سحب اعتراف تركيا بجمهورية شمال قبرص التركية ، والتخلي عن القبارصة الأتراك الذين يعتمدون على تركيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، وهو أمر يُعتبر في نظرهم خيانة لقضية وطنية ، مما جعل حكومة أردوغان أو أية حكومة أخرى لا تجرؤ على حتى مجرد التفكير فيه . كما أن هذا الاعتراف سيُجبر تركياً قانونياً سحب قواتها التي تقدر بعشرات الآلاف ، لأنها ستصبح قوة احتلال ، كما سيُضعف نفوذ تركيا في قبرص بشكل عام. ومن الواضح أن تركيا لن تقدم على تضحية هائلة مقابل وُعود مشكوك في أمرها ، بل ومختلف عليها بين دول الاتحاد الأوربي ، لأن عدد من الأطراف الأوربية رافضة لعضويتها في الأساس مثل فرنسا ، ومن المتوقع أن هذه المفاوضات الجارية لن تُجدي إلا في عرقلة انضمام تركيا للاتحاد الأوربي. |
تقدم الحديث عن نتائج حزب العدالة والتنمية ، وفي مقدمتها قرار يُعد عظيماً في شأنه ، وهو منع دخول القوات الأمريكية على أراضيها ، حيث أن واشنطن كانت تضع عينها على ما يُمكن أن يُقدمه الحزب في الحرب على العراق آنذاك ، فقد أطلقت إشارات التمهيد لمساعدة تركيا لامريكا بزيارة المهندس والرجل الثاني في البنتاجون -آنذاك ، زقد استقبل بوش أردوغان في مكتبه في البيت الأبيض رغم أن أردوغان كان لم يمتلك أي منصب لحرمانه من الرئاسة بسبب سجنه في قضية سياسة . غير أن القرار الذي أصدره البرلمان التركي (الذي يُشكل غالبيته حزب العدالة والتنمية) ضد مشروع مرور قوات أجنبية على الأراضي التركية لغزو العراق ، قد أصاب هذا القرار واشنطن بمرارة لا زالت في حلوقهم حتى الآن ، فشنت امريكا حملة على حكومة أردوغان بعدما كانت تلقتها بالترحيب ، ومن ذلك ماكتبته إحدى الصحف وذيلته بأنه استجابة لمطالب المتطرفين الاسلاميين في (دعم الكفار في قتال المسلمين) ، رغم أن أردوغان كان مؤيداً للقرار (إلا أن اللعبة انكشفت بخداع أردوغان لواشنطن ومواساته لها لأجل مصالحه) ، إلا أن اللعبة ستستمر بين واشنطن وحزب العدالة والتنمية في نطاق الصداقة المخلصة والعداء الدفين ! . وهذا ما يُعد درساً لبقية رؤساء العرب ولكن هيهات لمن لا يعرف القراءة أن يُحسن ذلك.
ومن النتائج التي تُعد لصالح الحزب ، قضية الحجاب التي تُعد رئيسة في تركيا -وقد تقدم الحديث عنها بإسهاب- ، وكذلك مصير خريجي مدارس الأئمة والخطباء الدينية ، وإقامة العلاقات مع العالم العربي التي كانت مهمشة من قبل حكومة أتاتورك ، وتقويتها اقتصادياً. أخيراً .. وهو ما سأختم به هذا الموضوع ، وهو مشكلات هذا الحزب. من أولها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي الذي أدرك الأتراك أنه حلماً لن يتحقق ، وهذا يعكس النتائج على حزب العدالة والتنمية ، بل يُعد في صالح الأحزاب العلمانية المتشددة -كما ذكرتُ ، والجيش المسيطر على الحكومة وقراراتها. ثانياً ، المشكلة الكردية ، التي تتضاخم مع مرور الوقت ، إلا أن حكومة أردوغان بذلت المساعي لحلها ، حيث سمحت لها بالبث الإعلام باللغة الكردية ، وكان ذلك ممنوعاً ، إلا أن البث لا يتجاوز مدته ساعتان . ومع هذا الفقر والجوع والكهرباء والماء وغيرها مما ستسبب المتاعب للحكومة الجديدة. ثالثاً ، الأوضاع الاقتصادية ، بداية بمرورها بالأزمة كبيرة الحجم ، حينما تلقى الحزب الرئاسة ، وهذا مما أضعف جهود الحزب في تسوية الأزمة الاقتصادية ، ولو دعم (الأموال الخضراء) من قبل رجال الأعمال الذين يُحسنون الظن بهذه الحكومة ويرونها الحل اللازم لتركيا ، والدعم من قبل الإسلاميين -ولا أدري عن صحة هذا الخبر. فهذه العوامل الثلاثة من أهم المؤثرات على الحزب ومستقبل تركيا بشكل عام ، ولا يُمكن كذلك تجاهل عوامل أخرى ، مثل احتمالات التقلب في الرأي العام ، وقدرة المعارضة على رص صفوفها من جديد ، وقضية فساد الحكومة إدارياً حيث أنها ناضجة ، وستقع في سلسلة من الفضائح ، بسبب قوة معارضيها (وكلما كان المعارض أقوى كلما كثرت الفضائح) ، وكذلك هناك عاملاً يُعد رئيساً ، وهو الجيش الذي ما زال يتصدى لقرارات الحزب الحاكم ، ويتدخل فيما لا يعنيه ، ومن آخره ما دفع ثمنه الحزب من المحاكمة القانونية بسبب وشاية الجيش ، خصوصاً بعدما تقلد جنرال جديد يُعد من صفوف أتاتورك المتشدد. وأحسب أن حزب العدالة والتنمية قد خلق قاعدة شعبية قوية (وهذا أهم شيء) ، سيحسب لها الجيش والمعارضة ألف حساب ، كما أن قيادة أردوغان عاملاً هاماً على الساحة السياسة ، فقد أثبت أنه الرجل الأقرب شعبياً لتركيا ، بما في ذلك توجهه الإسلامي ، وتلبسه لباس العدالة في نفس الوقت . وأياً كان الأمر فإننا سنظل متابعين لهذه التجربة (الثورة الصامتة) في تركيا بكامل صورها في تفاعلاتها الداخلية والخارجية. انتهى ، وإن كان هناك سؤالاً فلا مانع منه. |
أخي جبران ،
الشكر والتقدير لك أن وافيتنا بهذا الملف الكامل الشامل عن سياسة تركيا وحزب العدالة ، سؤالين : الأول : كيف تستشرف المستقبل السياسي في تركيا الثاني : ماذا عن الشعب التركي ، ألم يعرف أن تركيا كانت دولة الخلافة الإسلامية وكانت دولة قوية كبيرة يحسب لها الجميع ألف حساب لمّا كانت مستمسكة بالإسلام ؟ أو أن هذه الحقائق مخفيّة عنهم - ولا أظن أن شمس هذه الحقائق يحجبها أي غربال مهما كبر - هل الشعب التركي يميل إلى الإسلام أم العلمانية ، وما الدوافع ؟ |
أعتذر منك أخي مؤدلج . .
الأول .. من خلال العرض المختصر الذي تم إكمالهُ -بحمد الله ، تتفاوت وجهات النظر وتعود غالباً إلى ما تنتمي إليهِ ، فإما أن يكون تنظير إسلامي صِرف ، متفاوت ما بين متشدد ومنفتح أكثر على العالم ، فباختلاف المبادئ لدى الناظر تختلف النتائج المتوقعة . الثاني .. الشعب التركي في إحصائية لهُ أن الغالب هم الإسلاميين وأن 3% علمانيين خالصين ، ولكن من الإسلاميين مخلصين (محافظين على الصلاة وهكذا) يُمثلون 70% من الإسلاميين أنفسهم ، ولا يُمكن القطع في مثل هذه الإحصاءات . والشعب التركي يميل إلى الإسلام وهذا معروف ومُشاهد ، ولكنهم يتفاوتون في معرفة الإسلام خصوصاً بعد الهجمات المتتالية من قِبل أنصار أتاتورك ، ولا تنسى أن الجيش يُمثل حرساً لفكرة أتاتورك ، ولعلك تقرأ في شيء من سيرة الأتاتوركية. |
الساعة الآن +4: 10:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.