بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من لا نبيه بعده ، وبعد :
إن التفاخر بالأنساب والتعصب لها والطعن فيها والتنابز والتسرع في الحكم على الناس كما نشاهده من بعض الجهلة مذموم منهي عنه ولا يخالف في ذلك إلاجاهل
فالمسلم لا يجوز احتقاره مهما كان لإن أكرمكم عند الله أتقاكم وما ضر بلال و سلمان أنهم ليسو عرب هم من أفضل أمّة محمد عليه الصلاة و السلام ومن المبشرين بالجنة ..

ومن الجهل أيضاً الخلط الذي يقع فيه كثير من الناس في عدم التفريق بين دراسة علم النسب والبحث فيه وبين ماذكرنا
، ولا علاقة بين الامرين ، ولا يضر علم النسب افساد كثير من المتعصبين له وإذهابهم لحلاوته بإطروحاتهم الذميمة الجاهلية النتنة ..

فيأتي من لا خبرة له بهذا العلم فيظن أن هذه هي صورة علم النسب أوهكذا طرحه ، وهذا غير صحيح
وأكبر دليل على عدم صحة ذلك اهتمام العلماء بهذا العلم
من محدثين وفقهاء وأهل لغة وأدب
كابن حزم والزبير بن بكار والبلاذري وابن وابن عبدالبر وابن المبرد وأبو عبيد القاسم بن سلام والزهري ...
يقول ابن حزم:

"قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم".
وكان أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه وأبو الجهم بن حذيفة العدوي وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف
من اعلم الناس بالأنساب .

وكان عمر وعثمان وعلي به علماء رضي الله عنهم.
وإنما ذكرنا أبا بكر وأبا الجهم بن حذيفة وجبيراً قبلهم لشدّة رسوخهم في العلم بجميع أنساب العرب.

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه
أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وهذا يُكذّب قول من نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النسب علم لا ينفع وجهلٌ لا يضر
لأن هذا القول لا يصح ، وكل ما ذكرنا صحيحٌ مشهور منقول بالأسانيد الثابتة ، يعلمها من له أقلّ علم بالحديث.


وما فرض عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – الديوان إذ فرضوه إلاّ على القبائل
ولولا علمهم بالنسب ما أمكنهم ذلك. فبطل كل قول خالف ما ذكرناه.

وكان سعيد بن المسيّب ، وابنه محمد بن سعيد ، والزهري ، من أعلم الناس بالأنساب
في جماعة من أهل الفضل والفقه والإمامة ، كمحمد بن إدريس الشافعي
وأبي عبيد القاسم بن سلاّم وغيرهما.

ومات بقرطبة سنة 422محمد بن عبيد الله بن عبدالله بن عبدالله بن مروان ابن عبدالله بن مسلمة بن
عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان ابن الحكم الكاتب ، وهو آخر من بقي من ولد
مسلمة بن عبدالرحمن بن معاوية المعروف بكليب ، وإليه تُنسب أرحى كُليب التي على النهر بقبلى
قُرطبة ، فورّثت أنا ماله محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن [بن عبدالملك بن عبدالرحمن] ابن سعيد
الخير بن عبدالرحمن بن معاوية . بالقعدد ودفعته إليه وقضيت له به ، وما كان عند محمد بن
عبدالملك بن عبدالرحمن هذا علم بأنه مستحق هذا المال ، ولا كان له طمع في أخذه ، فلولا علمي
بالنسب لضاع هذا المال ، وأخذه غيره بغير حق. ومثل هذا كثير"انتهى كلام ابن حزم . .

والله اعلم ...

المشاركة الأساسية كتبها harbi boy (المشاركة 1287742) فالشهم الكريم الطيب النبيل لايضره تردي قومه و الخبيث اللئيم الجبان البخيل لاينفعه كرم وعظمة .

شكر الله لك ..

المشاركة الأساسية كتبها harbi boy (المشاركة 1287742) لا ضير أن يعتز الشخص بنسبه وبمأثر أجداده ولكن لايوجب هذا الاعتزاز الكبر واالعنجهيه الملازمه لهذه الظاهره المتفشيه بضعفاء العقول والمستقره بخبثاء النفوس . فالشهم الكريم الطيب النبيل لايضره تردي قومه و الخبيث اللئيم الجبان البخيل لاينفعه كرم وعظمة قومه وقال الشاعر : ليس الفتى من قال ذاك أبي ....... والشواهد والدلائل كثيره فكم من الفرسان خرجو ا من قبائل ضعيفه وكم من قبائل عظيمه أنجبت جبناء . شكراً أخي على هذا الموضوع الرائع ،، والكلام السليم.

المشاركة الأساسية كتبها `صمـود (المشاركة 1287748) عـذراً .. لم افهم المقصود

اللهم يا معلم آدم علمني البيان
ويا مفهم سليمان فهمها :oo

المشاركة الأساسية كتبها أبـوريــٌان (المشاركة 1287850) . أجزل الله لك الأجروالثواب , وحمى الله بك حوزة الدين . وجعلك من الفائزين . فائدة طيبة فبعض الناس يظن أن هذا العلم , يتخذ للتفاخر والتنابز, والدعوى بدعوى الجاهلية فقسمت المواريث لاتتم إلا بمعرفة النسب , وبعلم النسبِ نعلم من هو ولي المرأة الذي بيدها تزويجها , ومن أحق بحضانة الصغير والمعتوه , ومعرفة من تلزمه النفقه على أقاربه , وفيما أذكر من المشايخ المعاصرين ممن لهم دراية في هذا العلم هو الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي _ رحمه الله _ كما حكاه عنه ابنه . .

بورك فيك وفي فهمك أخي الكريم ..