الكثيرون يعتقدون ويؤمنون بأن الله محاسبهم يوم القيامة عن غزة ..
فهل سيسألهم -حاشاه- لِمَ لم تلعنوا الحكام نصرة لغزة ؟!
لم لم تخونوا العلماء نصرة لغزة ؟!
لم لم تدعوا الناس إلى مزيد من المظاهرات والتعلق بالبشر نصرة لغزة ؟!
لا حول ولاقوة إلا بالله ، وكأنهم مطلعين على سرائر القلوب والأحوال حتى يحق لهم أن يحكموا بتلك الأحكام الكبيرة !!
والبدعة الجديدة التي رأيتها اليوم ، هي البذاءة في القول والتي نحذر أطفالنا من الاستماع إليها فضلاً عن النطق بها !!
وأجدها متصدرة قضية المسلمين الأولى ، وأيضاً نصرة لغزة !!
أعجب والله ولا ينقضي عجبي !!

دائماً ما يحذر ابن القيم في كتاباته من الخروج عن الوسط ومجاوزة حد الاعتدال إلى الإفراط أو التفريط، [والتي لا يبالي إبليس بأيهما ظفر] ، يقول في هذا المسألة: " وما أمر الله -عز وجل- بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما تقصير وتفريط، وإما إفراط وغلو، فإنه يأتي إلى قلب العبد فيشمه، فإن وجد فيه فتوراً وتوانياً وترخيصاً أخذه من هذه الخطة، فثبطه وأقعده، وضربه بالكسل والتواني والفتور، وفتح له باب التأويلات والرجاء، وغير ذلك، حتى ربما ترك العبد المأمور جملة. وإن وجد عنده حذراً وجداً وتشميراً ونهضة، وآيس أن يأخذه من هذا الباب، أمره بالاجتهاد الزائد، وسول له أن هذا لا يكفيك، وهمتك فوق هذا، وينبغي لك أن تزيد على العاملين ومقصوده من الرجلين إخراجهما عن الصراط المستقيم: هذا بألا يقربه ولا يدنو منه، وهذا بأن يجاوزه ويتعداه، وقد فتن بهذا أكثر الخلق ، ولا ينجي من ذلك إلا علم راسخ، وإيمان وقوة على محاربته، ولزوم الوسط. والله المستعان" .

هي نصيحة قلبية لكل من غلا وتجاوز الوسطية بأن يراجع [ عدد المشاهدات ] لمواضيعه وردوده المتطاولة على الخلق وليتذكر بأنه محاسب على التغرير بالناس !
أسأل الله أن يهدينا جميعاً ، وألا تأخذنا العزة بالإثم .

أخي الكريم الفاضل /
فتى الظل

كلما قرأت لك موضوعاً أو رداً دعوت الله لك ، والله كريم جدير بالإجابة ..
أنعم بك وبمن رباك ، وجزا الله والديك الجنة ..
لا تضرك قلة المؤيدين ، فكلماتك المعبرة الصادقة معذرة إلى الله وحده .