![]() |
موســـــــــــــــــــــــــــــوعه الفوائد الرمضانيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحـــــظات هامه 1-يجب وضع جميع الفوائد في هذي الصفحه فقط لكي تكون شامله وكل مايخص رمضان 2- اطلب من كل عضو سوف يرد على المضوع ان يختار عدم عرض التوقيع لكي يكون الموضع اسهل في التصفح ونحن ننظر جميعن الي المستقبل فاربما مع نهايه رمضان يكون عدد صفحات الموضوع 100 الموضوع الاول 1-أخطاء يقع فيها بعض الصائمين والصائمات الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة، أفضل من صام وقام وذكر الله تعالى، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، ومن تبعهم لإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فهذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان، راجين من الله أن ينفع بها قارءها وجامعها، ومن أعان على نشرها وطباعتها: 1- من الأخطاء: استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين. 2- من الأخطاء: تعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين، وهذا فيه تفريط في أجر كثير، لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم. 3- ومن الأخطاء: في بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: { من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له } [رواه النسائي]. وقوله: { من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له } [رواه الدارقطني والبيهقي وصححه الألباني]. وعلى العكس من ذلك: البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والتكلم بالنية ليسى واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح) [الفتاوى:ج25- ص:275]. 4- ومن الأخطاء: تعمد الشرب أثنااء أذان الفجر، وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصتاً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { إن بلالاً، يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر } فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه. [دروس وفتاوى الحرم]. 5- ومن الأخطاء: عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان، كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر، وهذا خطأ منه. فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر أن يمسك بقية يومه، لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: { إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل" } [رواه البخاري، ومسلم]. 6- ومن الأخطاء: جهل البعض بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة، وهذا خطأ لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين } وفي رواية: { وسلسلت الشياطين } [رواه ا لبخا ري، و مسلم]. وهناك أحاديث كثيرة جداً في فضل هذا الشهر العظيم. 7- ومن الأخطاء: أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان يكون المسلم قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد في تلك الليلة. 8- ومن الأخطاء: ما يفعله بعض الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته. قال الشيخ ابن باز: (من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان). [مجلة الدعوة:1186]. 9- ومن الأخطاء: إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة دون سؤالاً عن مجيء الحيض. قال الشيخ ابن جبرين: (فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشر من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها حكم التكليف) [فتاوى الصيام]. 10- ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس إذا تذكر أنه كل أو شرب ناسياً في أثناء صيامه ويشك في صحة صيامه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه } [أخرجه البخاري] 11- ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من وضع الحناء في أثناء الصيام. قال الشيخ ابن عثيمين: (إن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصيام شيئاً كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره) [نور على الدرب]. 12- ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية افساد الصوم. قال الشيخ ابن جبرين: (لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجلعه على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه. [فتاوى الصيام]. 13- ومن الأخطاء: جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصيام مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان، وهذا خطأ عظيم، فمن الواجب على الصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات ومفسدات الصيام، حتى يتحرز من الوقوع فيها. 14- ومن الأخطاء: تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان، وربما ظن أن استعمال السواك يفطر، وهذا خطأ قال صلى الله عليه وسلم : { لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة } [متفق عليه]. قال البخاري رحمه الله: (ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره). وقال الشيخ ابن عثيمين: (ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو له سنة ولغيره في كل وقت في أول النهار وآخره). 15- ومن الأخطاء: أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة، وهذا مخالف للسنة لأن السنة أن يؤذن حين تغرب الشمس تماماً، ولا عبرة بغيرها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق. [مجموع الفتارى:25/215]. 16 - ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام، بإفطارهم، فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم. كأن يقول: { أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة } [صحيح الجامع الصغير]. أو يقول: { اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني } [رواه مسلم]. أو يقول: { اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم } [رواه مسلم]. 17- ومن الأخطاء: اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار أما في الليل فحـلال، قال تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } [البقرة:187]. 18- ومن الأخطاء: امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها. قال الشيخ ابن جبرين: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. [فتاوى الصيام]. 19- ومن الأخطاء: ما يسمع من بعض الناس من البكاء بصوت مرتفع، ولكن البكاء عند قراءة القرآن يدل إن شاء الله على تأثر المصلي بما يسمع من كلام الله العظيم فهذا أمر محمود ولا شك فيه ولا ريب. لكن المشاهد والمسموع من بعض المصلين البكاء بصوت مرتفع بحيث يتسبب بإشغال جملة من المصلين الذين حوله. أضف إلى ذلك الحركات المصاحبة للبكاء، والعجب كله أن بعضهم يكون بكائه في أثناء القنوت دون القراءة للقران. فمثل هذا يقال له: الأولى: أن يكون البكاء والتأثر عند سماع القرآن. 20- ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس عندما بصبح جنباً فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، والصحيح أن صومه صحيح وليس عليه قضاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم. ويقول سماحة الشيخ ابن باز: (الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء). [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة]. 21- ومن الأخطاء: تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاة التراويح، كذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضاً من رفع الأصوات في المساجد، وهذا الجد ذاته موضع فتنة فكيف إذا كان الزمان فاضلاً والمكان فاضلاً. فلذا لزاماً على المرأة المسلمة أن تحرص على اجتناب ذلك لتسلم من الإثم المترتب على تلك الأفعال. 22- ومن الأخطاء: تأخير بعض الصائمين صلاة الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم، وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى: فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون [الماعون:4-5]. قال بعض أهل العلم: هم الذين يؤخرونها عن وقتها. وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة خير؟ قال صلى الله عليه وسلم : { الصلاة على وقتها }، أو في وقتها، وفي رواية: { على أول وقتها }. 23- ومن الأخطاء: تأخير الافطار، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر } [متفق عليه]. وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { بكروا با لإفطار وأخروا السحور } [صحيح الجامع الصغير]. 24- ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه احتياطاّ وهذا خطأ، فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان فقد تنطع وتكلف بما ليس مطالباً به. بل من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور. 25- ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لا ترد دعوتهم. فعن انس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ثلاث دعوات لا ترد: دعرة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر } [رواه أحمد وصححه الألباني]. ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان يقوله عند الإفطار: { ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله } [صحيح أبي داود]. 26- ومن الأخطاء: انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي قال الله فيها: { خير من ألف شهر } [القدر:3] ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة في التجول والشراء، وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين، والواجب عليهم اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل العشر الأواخر شد المأذر وأيقظ أهله وأحيا ليله، هكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين. 27- ومن الأخطاء: تحرج بعض المرضى من الأفطار والإصرار مع وجود المشقة، وهذا خطأ فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر، ويقضي بعد ذلك، قال تعالى: { من شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر }[البقرة:185]. 28- ومن الأخطاء: انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب، وهذا خطأ فإنه يسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: { إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول الموذن } [متفق عليه]. ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد الأذان والله أعلم. 29- ومن الأخطاء: عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغر السن، والمستحب تعويدهم على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه، خاصة إذا أطاقوه لما ورد عن الربيع بنت معوذ قالت: { فكنا نصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه، ذاك حتى يكون عند الإفطار } [متفق عليه]. 30- ومن الأخطاء: أن هناك من يعيب على المسافر الفطر، وهذا خطأ، فإن للمسافر في رمضان الفطر أو الصوم، وهذا على حسب حالته، وحالة المسافر لا تخرج عن ثلاثة: أ- إذا لم يشق عليه "الصيام، فالصوم لمن قوي عليه أفضل من الفطر، لعموم قوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون } [البقرة:184]. ب- إن شق عليه الصوم وأعرض عن قبول الرخصة، فالفطر في حقه أفضل عن الصوم لعموم قوله تعالى: { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [البقرة:286]. وقوله صلى الله عليه وسلم : { إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه } [رواه ابن حبان، الطبراني في الكبير]. ولقوله صلى الله عليه وسلم : { ليس من البر الصيام في السفر } [رواه البخاري، ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه]. جـ- إن لم تتحقق المشقة فإنه يخير بين الصوم والفطر لما ورد عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { أأصوم في السفر؟ - وكان كثير الصيام - فقال صلى الله عليه وسلم : "إن شئت فصم، وإن شئت فافطر" } [رواه البخاري]. ولم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار- أي: حال السفر- لما ورد عن أنس بن مالك قال: { كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم } [متفق عليه]. 31- ومن الأخطاء: سرعة الغضب والصخب والرفث، في نهار رمضان وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي : { الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: ني صائم } [رواه البخاري، ومسلم]. والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط، وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي، وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق. 32- ومن الأخطاء: إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية وما يصاحبه ذلك من الموسيقى والغناء والمسلسلات المائعة. وهذا بلا شك يضعف الإيمان، ويضيع على الصائم أجوراً عظيمة يجب اغتنامها في هذا الشهر الكريم، وكيف يستبدل المسلم ما هو أدنى بما هو خير؟ فالواجب على المسلم الحرص على أستغلال كل وقته في رمضان في طاعة الله عز وجل وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وقراءة الكتب النافعة، والمكوث في المسجد، وحضور مجالس العلم حتى يحصد الأجر والثواب في هذا الشهر العظيم. 33- ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر، وهذا خطأ فإن رخصة الإفطار في السفر قد دل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه }. 34- ومن الأخطاء: المسارعة في قرأءة القرأن بلا تدبر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقداً أن ما يفعله هو الـصحيح، ولكنه هو على خطر عـظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الله فيه { ورتل القران ترتيلا } [المزمل:4]. فالواجب: الترتيل في القراءة، والتأني، وتدبر معانيه. 35- ومن الأخطاء: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد. 26- ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر، أو قص الأظافر، أو نتف الإبط، أو حلق العانة في نهار رمضان بحجة أن ذلك يفسد الصيام. والصحيح: أن كل ذلك لا يفطر الصائم ولا يفسد صومه، بل هو من السنن المستحبة. 37- ومن الأخطاء: تحرج بعص الصائمين من بلع الريق في نهار رمضان وما يصاحب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفساد صومه، وتأذي المسلمين بهذا. والصحيح: أنه لا بأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك، وتتابع في المسجد وغيره، ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخامة فلا يبلعا بل يبصق في منديل ونحوه. ولا يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله. 38- ومن الأخطاء: المبالغة في التمضض والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة بحجة شدة الحر وتخفيف وطأة الحر عليه. قال الشيخ ابن العثسمين: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً } وهذا دليل على أن الصائم لا يبالغ في الاستنشاق، وكذلك لا يبالغ في المضمضة؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نزول الماء إلى جوفه فيفسد به صومه) [فقه العبادات]. 39- ومن الأخطاء: تحرج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه. وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (استعمال هذا البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لما فيه من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك. فليس هو بمعنى الأكل والسرب) [كتاب الدعوة]. 40- ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو وضع الحناء على الرأس، أو الاكتحال. والصحيح: أن كل هذا لا يفطر به الصائم ومن المباحات أثناء الصيام في أصح قولي العلماء، الذي لا يجوز هو قطرة الأنف لأنها منفذ إلى المعدة. وأخيراً: فقد اجتهدنا في توضيح جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يتقبل منا الصيام منا الصيام والقيام، وأن يبارك في أعمالنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. إعداد دار القاسم المصدر موقع كلمات |
2- من مفسدات الصيام
الحمد وكفى وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه أجمعين ، وبعد: س1: ما هي مفسدات الصوم ؟ الجواب: مفسدات الصوم هي المفطرات وهي: 1ـ الجماع . 2 ـ الأكل . 3 ـ الشرب . 4ـ إنزال المني بشهوة . 5 ـ ما كان بمعنى الأكل والشرب . 6 ـ القيء عمداً . 7ـ خروج الدم بالحجامة . 8 ـ خروج دم الحيض والنفاس . أما الأكل والشرب والجماع فدليلها قوله تعالى : {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل}[سورة البقرة : 187] . وأما إنزال المني بشهوة فدليله قوله تعالى في الحديث القدسي في الصائم:(( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)) [أخرجه ابن ماجه]، وإنزال المني شهوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " في بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام ـ أي كان عليه وزر ـ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" [أخرجه مسلم] . والذي يوضع إنما هو المني الدافق، ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع . الـخامس: ما بمعنى الأكل والشرب ، مثل الإبر المغذية التي يستغني بها عن الأكل والشرب ؛ لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً، ولا شراباً لكنها بمعنى الأكل والشرب، حيث يستغني بها عنهما، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه، ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر بمعنى أن الجسم يبقى متغذياً على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها، أما الإبر التي لا تغذى ولا تقوم مقام الأكل والشرب، فهذه لا تفطر، سواء تناولها الإنسان في الوريد، أو في العضلات، أو في أي مكان من بدنه . السادس: القيء عمداً أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه ، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه"[أخرجه أبو داود، والترمذي] . والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الفراغ، ولهذا نقول: إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ؛ لأنه إذا تقيأ أفسد صومه الواجب . وأما السابع: وهو خروج الدم بالحجامة فـلقول النبي صلى الله عليه وسلم :"أفطر الحاجم والمحجوم"[أخرجه البخاري ، والترمذي ] . وأما الثامن: وهو خروج دم الحيض،والنفاس، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"؟ [أخرجه البخاري ، ومسلم] ، وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء . وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة، وهي: 1ـ العلم. 2ـ التذكر. 3ـ القصد. فالصائم لا يفسد صومه بهذه المفسدات إلا بهذه الشروط الثلاثة: الأول: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي، وعالماً بالحال أي بالوقت، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي، أو بالوقت فصيامه صحيح، لقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}[البقرة: 286] ، ولقوله تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم}[سورة الأحزاب: 5]. وهذان دليلان عامان. ولثـبوت السنة في ذلك في أدلـة خـاصة في الصوم،ففي الصـحيح مـن حـديث عـدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ: أنه صام فجعل تحت وسادته عقالين ـ وهما الحبلان، اللذان تشد بهما يد البعير إذا برك ـ أحدهما أسود، والثاني: أبيض، وجعل يأكل ويشرب حتى تبين له الأبيض من الأسود، ثم أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فـبين لـه النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس المراد بالخيط الأبيض والأسود في الآية الخيطين المعروفين، وإنما المراد بالخط الأبيض، بياض النهار، وبالخيط الأسود الليل، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الصوم . [أخرجه البخاري، ومسلم] ؛ لأنه كان جاهلاً بالحكم، يظن أن هذا معنى الآية الكريمة . وأما الجاهل بالوقت ففي صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: ((أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعة الشمس))[أخرجه البخاري]، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلى الأمة، لقول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإِنا لـه لحافظون}[سورة الحجر: 9]. فلما لم ينقل مع توافر الدواعي على نقله عُلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم به ، ولما لم يأمرهم به ـ أي بالقضاء ـ عُلم أنه ليس بواجب ، ومثل هذا لو قام الإنسان من النوم يظن أنه في الليل فأكل أو شرب، ثم تبين لـه أن أكله وشربه كان بعد طلوع الفجر، فإنه ليس عليه القضاء؛ لأنه كان جاهلاً. وأما الشرط الثاني: فهو أن يكون ذاكراً،وضد الذكر النسيان،فلو أكل أو شرب ناسياً،فإن صومه صحيح، ولا قضاء عليه، لقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}[البقرة: 286] فقال الله تعالى: ((قد فعلت)) ولحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي وهو صائم فأكل، أو شرب فليتم صومه فإنما، أطعمه الله وسقاه"[رواه مسلم]. الشرط الثالث: القصد وهو أن يكـون الإنسان مـختاراً لفعل هـذا المفطر، فـإن كان غـير مختار فإن صومه صحيح، سواء كان مكرهاً أم غير مكره، لقول الله تعالى في المكره على الكفر: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} [النحل: 106]، فإذا كان حكم الكفر يغتفر بالإكراه فما دونه من باب أولى، وللحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أن الله رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه" [أخرجه ابن ماجه] . وعلى هذا فلو طار إلى أنف الصائم غبار،ووجد طعمه في حلقه،ونزل إلى معدته فإنه لا يفطر بذلك؛لأنه لم يتقصده، وكذلك لو أكره على الفطر فأفطر دفعاً للإكراه، فإن صومه صحيح؛ لأنها غير مختارة. وهاهنا مسألة يجب التفطن لها: وهي أن الرجل إذا أفطر بالجماع في نهار رمضان والصوم واجب عليه فإنه يترتب على جماعه خمسة أمور: الأول: الإثم. الثاني: وجوب إمساك بقية اليوم. الثالث: فساد صومه. الرابع: القضاء. الخامس: الكفارة. ولا فرق بين أن يكون عالماً بما يجب عليه في هذا الجماع،أو جاهلاً،يعني أن الرجل إذا جامع في صيام رمضان، والصوم واجباً عليه، ولكنه لا يدري أن الكفارة تجب عليه،فإنه تترتب عليه أحكام الجماع السابقة؛ لأنه تعمد المفسد، وتعمده المفسد يستلزم ترتب الأحكام عليه، بل في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت، قال: "ما أهلكك؟" قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم. [أخرجه البخاري، ومسلم]، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة، مع أن الرجل لا يعلم هل عليه كفارة أو لا. وفي قولنا: ((والصوم واجب عليه)) احترازاً عما إذا جامع الصائم في رمضان وهو مسافر مثلاً، فإنه لا تلزمه الكفارة، مثل أن يكون الرجل مسافراً بأهله في رمضان وهما صائمان، ثم يجامع أهله، فإنه ليس عليه كفارة، وذلك لأن المسافر إذا شرع في الصيام لا يلزمه إتمامه، إن شاء أتمه، وأن شاء أفطر وقضى. والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. إعداد دار القاسم |
3- أشياء لا تـفسـد الصوم
لسماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله والفقيه العلامة محمد بن عثيمـين رحمه الله الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. أما بعد. فإنه يكثر السؤال مع دخول كل رمضان عن أشياء تقع للمسلم في حياته اليومية وهي لا تفطر ولله الحمد. فبين يديك ـ أخي المسلم ـ هذه الفتاوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وسماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله . سؤال: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان هل يبطل صومه أم لا؟ وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟ الجواب: الاحتلام لا يبطل الصوم؛ لأنه ليس باختيار الصائم، وعليه أن يغتسل غسل الجنابة. إذا رأى الماء وهو المني. ولو أحتلم بعد صلاة الفجر وأخر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس.. وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر، لم يكن عليه حرج في ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم.. وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح.. ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة إلى طلوع الشمس، بل يجب على الجميع البدار بالغسل قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها. وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من أداء الصلاة في الجماعة .. والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: كنت صائماً ونمت في المسجد وبعدما استيقظت وجدت أني محتلم، هل يؤثر الاحتلام في الصوم علماً بأنني لم أغتسل وصليت الصلاة بدون غسل. ومرة أخرى أصابني حجر في رأسي وسال الدم منه هل أفطر بسبب الدم؟ وبالنسبة للقيء هل يفسد الصوم أم لا؟ أرجو إفادتي. الجواب: الاحتلام لا يفسد الصوم؛ لأنه ليس باختيار العبد ولكن عليه غسل الجنابة إذا خرج منه مني؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك أجاب بأن على المحتلم الغسل إذا وجد الماء يعني المني، وكونك صليت بدون غسل هذا غلط منك ومنكر عظيم، وعليك أن تعيد الصلاة مع التوبة إلى الله سبحانه، والحجر الذي أصاب رأسك حتى أسال الدم لا يبطل صومك، وهذا القي الذي خرج منك بغير اختيارك لا يبطل صومك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء" رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح . -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل خروج المذي لأي سبب كان، يفطر الصائم أم لا؟ الجواب: لا يفطر الصائم بخروجه منه في أصح قولي العلماء. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم أخذ الصائم الحقنة الشرجية للحاجة؟ الجواب: حكمها عدم الحرج في ذلك إذا احتاج إليها المريض في أصح قولي العلماء، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ وجمع كثير من أهل العلم لعدم مشابهتها للأكل والشرب. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم استعمال الإبر التي في الوريد والإبر في العضل.. وما الفرق بينهما للصائم؟ الجواب: بسم الله والحمد لله.. الصحيح أنهما لا يفطران، وإنما التي تفطر هي إبر التغذية خاصة، وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم؛ لأنه ليس مثل الحجامة، أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوال العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم" . -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: إذا حصل للإنسان ألم في أسنانه،وراجع الطبيب، وعمل له تنظيفاً أو حشواً أو خلع أحد أسنانه، فهل يؤثر ذلك على صيامه؟ ولو أن الطبيب أعطاه إبرة لتخدير سنة، فهل لذلك أثر على الصيام؟ الجواب: ليس لما ذكر في السؤال أثر في صحة الصيام،بل ذلك معفو عنه، وعليه أن تحفظ من ابتلاع شيء من الدواء أو الدم، وهكذا الإبرة المذكورة لا أثر لها في صحة الصوم لكونها ليس في معنى الأكل والشرب.. والأصل صحة الصوم وسلامته. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل يجوز للصائم أن يستعمل معجون الأسنان وهو صائم في نهار رمضان؟ الجواب: لا حرج في ذلك مع التحفظ عن ابتلاع شيء منه، كما يشرع استعمال السواك للصائم في أول النهـار وآخره، وذهـب بعض أهل العـلم إلى كـراهة السـواك بعـد الـزوال، وهـو قـول مـرجوح والصواب عدم الكراهة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها. ولقوله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" متفق عليه. وهذا يشمل صلاة الظهر والعصر، وهما بعد الزوال. والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر أم لا؟ الجواب: الصحيح أن قطرة العين لا تفطر، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم: إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً، لأن العين ليست منفذاً، لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من وجد طعمها في الحلق فلا بأس، وإلا فالصحيح لا تفطر سواء كانت في العين أو في الأذن. سؤال: أنا رجل مصاب بمرض الربو، وقد نصحني الطبيب باستخدام العلاج بواسطة البخاخ عن طريق الفم، فما حكم استعمالي هذا العلاج حال صومي رمضان؟ جزاكم الله خيراً. الجواب: بسم الله والحمد الله، حكمه الإباحة إذا اضطررت إلى ذلك؛ لقول الله عز وجل: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه}[الأنعام: 119] ، ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبه سحب الدم للتحليل، والإبر غير المغذية. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: يوجد في الصيدليات معطر خاص للفم، وهو عبارة عن بخاخ. فهل يجوز استعماله خلال نهار رمضان لإزالة الرائحة من الفم؟ الجواب: لا نعلم بأساً في استعمال ما يزيل الرائحة الكريهة من الفم في حق الصائم وغيره إذا كان ذلك طاهراً مباحاً. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم استعمال الكحل وبعض أدوات التجميل للنساء خلال نهار رمضان، وهل تفطر هذه أم لا ؟ الجواب: الكحل لا يفطر النساء ولا الرجال في أصح قولي العلماء مطلقاً، ولكن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم، وهكذا ما يحصل به تجميل الوجه من الصابون والأدهان وغير ذلك مما يتعلق بظاهرة الجلد، ومن ذلك الحناء والمكياج وأشباه ذلك،مع أنه لا ينبغي استعمال المكياج إذا كان يضر الوجه،والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل القيء يفسد الصوم؟ الجواب: كثيراً ما يعرض للصائم أموراً لم يتعمدها، من جراح، أو رعاف، أو قيء، أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء". -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم بلع الريق للصائم؟ الجواب: لا حرج في بلع الريق، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه، أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منها، وليسا مثل الريق، وبالله التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل يجوز استعمال الطيب، كدهن العود والكولونيا والبخور في نهار رمضان؟ الجواب: نعم يجوز استعماله بشرط ألا يستنشق البخور. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: رجل صائم اغتسل وبسبب قوة ضغط الماء دخل الماء إلى جوفه من غير اختياره فهل عليه القضاء؟ الجواب: ليس عليه قضاء لكونه لم يتعمد ذلك، فهو في حكم المكره والناسي. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل اغتياب الناس يفطر في رمضان؟ الجواب: الغيبة لا تفطر الصائم وهي ذكر الإنسان أخاه بما يكره وهي معصية، لقول الله عز وجل: {ولا يغتب بعضكم بعضا}[الحجرات: 12]، وهكذا النميمة والسب والشتم والكذب كل ذلك لا يفطر الصائم، ولكنها معاصي يجب الحذر منها واجتنابها من الصائم وغيره، وهي تجرح الصوم وتضعف الأجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"رواه الإمام البخاري في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم"متفق عليه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما الحكم إذا خرج من الصائم دم كالرعاف ونحوه، وهل يجوز للصائم التبرع بدمه أو سحب شيء منه للتحليل؟ الجواب: خروج الدم من الصائم كالرعاف والاستحاضة ونحوهما لا يفسد الصوم. وإنما يفسد الصوم الحيض والنفاس والحجامة. ولا حرج على الصائم في تحليل الدم عند الحاجة إلى ذلك، ولا يفسد الصوم بذلك، أما التبرع بالدم فالأحوط تأجيله إلى ما بعد الإفطار؛ لأنه في الغالب يكون كثيراً، فيشبه الحجامة. والله ولي التوفيق. [مجموعة فتاوى سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ] -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما الحكم إذا أكل الصائم ناسياً؟ وما الواجب على من رآه؟ الجواب: من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر فيجب عليه أن يقلع، حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها، ودليل تمام صومه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله ـ تعالى ـ: {ربنا لا تؤاخذنآ إن نسينآ أو أخطأنا} [البقرة: 286] فقال الله ـ تعالى ـ: "قد فعلت". أما من رآه فإنه يجب عليه أن يذكره؛ لأن هذا من تغيير المنكر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة، أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم السواك والطيب للصائم؟ الجواب: الصواب أن التسوك للصائم سنة في أول النهار وفي آخره، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". وقوله: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة". وأما الطيب فكذلك جائز للصائم في أول النهار وفي آخره سواء كان الطيب بخوراً، أو دهناً، أو غير ذلك، إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور، لأن البخـور لـه أجزاء محسوسة مشاهدة إذا استنشقه تصاعدت إلى داخل أنفه ثم إلى معدته،ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: خروج الدم من لثة الصائم هل يفطر؟ الجواب: الدم الذي يخرج من الأسنان لا يؤثر على الصوم، لكن يحترز من ابتلاعه ما أمكن، وكذلك لو رعف أنفه واحترز من ابتلاعه، فإنه ليس عليه في ذلك شيء، ولا يلزم القضاء. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد طلوعه فما حكم صومها؟ الجواب: صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن تتيقن أنها طهرت، لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: ((لا تجعلن حتى ترين القصة البيضاء))، فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت، فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها. وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر، أو قبل طلوع الفجر، ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ في رمضان وفي غيره، لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها، ولها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليه جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيصوم ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم التبرد للصائم؟ الجواب: التبرد للصائم جائز لا بأس به، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصب على رأسه الماء من الحر، أو من العطش وهو صائم، وكان ابن عمر يبل ثوبه وهو صائم بالماء لتخفيف شدة الحرارة، أو العطش، والرطوبة لا تؤثر؛ لأنها ليس ماء يصل إلى المعدة. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟ الجواب: لا يبطل الصوم بتذوق الطعام إذا لم يبتلعه ولكن لا يفعله إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل. [فتاوى أركان الإسلام للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ] إعداد دار ابن الأثير |
4-لعله آخر رمضان
إن الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد بوناً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان من الفتن الجوامع! فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم. أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن (رمضان كريم) كما يعلنون! ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!! ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ! عز عليهم ذلك فناوؤا دين الله تعالى وناصبوه العداء، وأعلنوا الحرب ضده في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات الأرضية والفضائية! وقبل دخول شهر رمضان بأيام .. إذا ذهبت إلى الأسواق والمتاجر والجمعيات ستجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة وكأنهم مقبلون على حرب ومجاعة، وليس على شهر التقوى والصيام! فأين هم مما يحدث لإخوانهم المسلمين المشردين في هذه الأيام؟! وما إن تغمر نفحات الشهر الكريم أرجاء الدنيا، حتى تنقلب حياة كثير من المسلمين رأساً على عقب، فيتحولون إلى (خفافيش) فيجلسون طيلة الليل يجلسون أمام الشاشات، أو يجوبون الأسواق والملاهي والخيام الرمضانية والسهرات الدورية .. ثم ينامون قبل الفجر! وفي النهار نيام كجيف خبيثة!! وعلى الرغم من أن معظم حكومات الدول الإسلامية تقلل ساعات العمل الرسمي في رمضان وتؤخر بداية الحضور، إلا أن السواد الأعظم من الموظفين والعاملين ينتابهم كسل وخمول وبلادة ذهن، ويعطلون مصالح البلاد والعباد، وإذا سألتهم قالوا: إننا صائمون! وكأن الصيام يدعوهم للكسل وترك العمل، وهي فرية يبرأ منها الصيام براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام! فما عرف سلفنا الكرام الجِد والنشاط والعزيمة والقوة إلا في رمضان، وما وقعت غزوة بدر، وفتح مكة، وعين جالوت، وفتح الأندلس، وغيرها إلا في رمضان. والدراسات العلمية الحديثة أثبتت فوائد جمة للصيام .. فلماذا –أيها الموظفون – تتهمون الصيام بأنه سبب كسلكم وخمولكم؟! آهٍ من لوعة ضيف عزيز كريم بين قوم من الساهين الغافلين! أوَّاه لو كانوا لحق قدره يقدرون، أو يعرفون! وإذا أردت أن تبكي، فاذرف الدمع مدراراً، وأجر الحزن أنهاراً على الإعلانات التي تدعوك عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة –النارجيلة- على أنغام المطرب .. ورقصات الفنانة .. وفرقة .. في الخيمة الرمضانية بـ .. وإذا سرت بعد منتصف الليل في رمضان في أي مدينة إسلامية سترى عجباً عجاباً لو ترى عيناك! سترى المحلات والأسواق مفتحة الأبواب، وسترى العارية وذات الحجاب، وأصوات اللهو والأغاني ترتفع فوق السحاب، والمعاصي عياناً جهاراً، وانقلب الليل نهاراً! فأين أين أرباب القيام؟! أين المحافظون على آداب الصيام؟! أين المجتهدون في الصيام والقيام؟! أين المجتهدون في جنح الظلام؟! فشهر رمضان مضمار السابقين، وغنيمة الصادقين، وقرة عيون المؤمنين .. وأيام وليالي رمضان كالتاج على رأس الزمان، وهي مغنم الخيرات لذوي الإيمان .. فطوبى لعبد تنبه من رقاده، وبالغ في حذاره، وأخذ من زمانه بأيدي بداره.. فيا غافلاً عن شهر رمضان اعرف زمانك .. يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك .. يا متلوثاً بأوحال الفضائيات والجلسات اغسل بالتوبة ما شَانَك! إن إدراك رمضان من أجل النعم، فكم غيب الموت من صاحب، ووارى من حميم ساحب .. وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً لا دموعاً حتى يصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان، أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه، ولكن .. حيل بينهم وبين ما يشتهون! إن كثير من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، وظنوا أن المقصود منه هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط! أمسكوا عما أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)، ثم يشعل سيجارته! وأي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار؛ من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن ..، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته ويعكف على القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية، أو زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية، والخيام –المسماة زوراً- بالرمضانية؟! وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل بالحمى والأسقام، والبرد والزكام، وغواية اللئام! ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش! ورب قائم حظه من قيامه السهر! يروى أن الحسن بن صالح – وهو من الزهاد الورعين –كانت له جارية – فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: يا قوم الصلاة .. الصلاة، فقاموا فزعين، وسألوها: هل طلع الفجر؟! فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح؛ وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة فردَّني فردَّها! وقلت: قلبي يعتصرني خجلاً، ويتوارى قلمي حياءً وأنا أخط هذا الكلام؛ لأن من المسلمين اليوم من ضيع الفروض في رمضان بله التراويح والقيام! فيا مضيع الزمان فيما ينقص الإيمان .. يا معرضاً عن الأرباح متعرضاً للخسران .. أما لك من توبة؟! أما لك من أوبة؟! أما لك من حوبة؟! (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) فقلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن .. فإلى متى الغفلة؟! فيا عباد الشهوات والشبهات يا عباد الملاهي والمنتديات يا عباد الشاشات والفضائيات ما لكم لا ترجون لله وقاراً؟! ولا تعرفون لشهر رمضان حلالاً أو حراماً؟! فيا من أدركت رمضان .. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان .. هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران؟! أتراك اليوم تفيق من هذا الهوان؟! قبل أن يرحل شهر القرآن والعتق من النيران؟! لعله يكون –بالنسبة إليك- آخر رمضان! يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما *** فلا تصيره أيضاً شهر عصيان فيا باغي الخير أقبل أقبل .. ويا باغي الشر أقصر .. أقصر! واحر قلباه! من لم يخرج من رمضان إلا بالجوع والعطش .. رغم أنفه في الطين والتراب من كان رصيده في رمضان من (الأفلام) و(المسلسلات)، وبرامج المسابقات! فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الجادة في أيامه وغوى .. هاك رمضان قد أقبل فجدد فيه إيمانك، وامح به عصيانك .. فهو – والله – نعمة كبيرة، ومنة كريمة، وفرصة وغنيمة.. فإن أبيت إلا العصيان .. وملازمة المعاصي في رمضان .. فتوضأ وكبر أربع تكبيرات، وصل على نفسك صلاة الجنازة ..، فإنك حينئذ ميت! اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من عتقائك من النار. شادي السيد أحمد |
5-أخي .. ماذا أعددت لرمضان ؟
أزهري أحمد محمود الحمد لله الذي هدي إلى الإحسان . وجعل كتابه دليلا ً لأهل الإيمان . والصلاة والسلام على من زانه ربُّـه بالقرآن . وحباه بليلة القدر في رمضان . وعلى آله وصحبه سادة الأزمان. وعلى من تبعهم من أهل الحق والعرفان . أخي المسلم: يا لفرحة المسلمين بتلك الأيام التي تتكرر عليهم في كل عام .. فيحبونها بأرواحهم وأنفسهم ! أخي: أليس من النعمة أن تمر بالإنسان في كل عام أيام يحيا فيها مع نفسه حياة تختلف عن تلك الأيام التي تعودها في بقية أيامه ؟! أخي: الفرحة بهذه الأيام الجميلة (أيام شهر رمضان!) إنها فرحة لست خاصة بالكبار وحدهم بل حتى أولئك الصغار الذين لم يفرض عليهم صيامها يحسون بتلك الفرحة ! أخي: لابد أن تفهم أن أيام (شهر رمضان) أيام لها طعمها الخاص ! ويومها أخي ستجد طعم هذه الأيام في مذاقك حلواً .. لذيذاً .. شهياً .. سائغاً .. أخي: أيام تتكرر .. وشهور تتوالى .. وسنين تتعاقب .. وفي كلها تجد هذا الشهر المبارك ينشر عبيره في الأيام .. والشهور .. والسنين .. وإن شئت قل : وفي الإنسان ! أخي: ذاك هو (شهر رمضان ! ) .. شهر الصبر .. شهر القرآن .. شهر التوبة .. شهر الرحمة .. شهر الغفران .. شهر الإحسان .. شهر الدعاء .. شهر العتق من النيران .. أخي .. هل أعـددت فرحة بقـدوم شهـر القـرآن ؟! أخي المسلم: هاهي الأيام تبعث بالبشرى بقدوم الشهر المبارك .. وتنثر بين يديه أنواع الزهور! لتقول للعباد: أتاكم شهر الرحمة والغفران فماذا أعددتم له ؟! أخي: هناك وفي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل عام تزف البشرى لأولئك الأطهار من الصحابة (رضي الله عنهم) .. فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يزفها ! بشرى إلهية: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ! وتغلق فيه أبوب الجحيم ! وتغل فيه مردة الشياطين ! لله فيه ليلة خير من ألف شهر ! من حرم خيرها فقد حرم ! )) رواه النسائي والبيهقي:صحيح الترغيب : 985 قال الإمام ابن رجب ( رحمه الله ) : ( هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان ، كيف لا يـبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ؟! كيف لا يـبشر المذنب بغلق أبواب النيران ؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ؟!) أخي: تلك هي البشرى التي عمل لها العاملون.. وشمر لها المشمرون.. وفرح بقدومها المؤمنون.. أخي: فأين فرحتك ؟! أين ابتسامتك ؟! وأنت ترى الأيام تدنو منك رويداً .. رويداً .. لتضع بين يديك فرحة كل مسلم (شهر رمضان!) أخي: يا له من شهر مبارك .. ومن أجله : (قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ، ومن ألم فراقه تئن !) ابن رجب أخي المسلم: يا لبشرى المدركين لشهر الغفران .. يا لبشرى المدركين لشهر الرحمات .. يا لبشرى المدركين لشهر القرآن .. يا لبشرى المدركين لموسم الطاعات .. يا لبشرى المدركين لأيام كساها رب العباد تعالى مهابةً .. وبهاءً .. وجمالاً .. أخي: هل علمت أن الصالحين كانوا يدعون الله زماناً طويلاً ليـبلغهم أيام (شهر رمضان)؟! قال معلى بن الفضل (رحمه الله) : (كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم !). وقال يحيى بن أبي كثير (رحمه الله) : (كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلمه من متقبلاً) . أخي: وأنت فادع كدعائهم .. وافرح كفرحتهم .. عسى الله أن يشملك بنفحات رمضان .. فيغفر الله لك ذنبك وتخرج من رمضان وقد أعتقت من النار. أخي المسلم: أما خطر ببالك يوماً فضل من أدرك رمضان ؟! أما تفكرت يوماً في عظم ثواب من قدر الله له إدراك هذا الشهر المبارك ؟! أخي: ولتكتمل فرحتك إن كنت من المدركين أتركك مع هذه القصة .. عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: كان رجلان من بلي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما وأخر الآخر سنة . فقال طلحة بن عبيدالله : فرأيت المؤخر منهما ادخل الجنة قبل الشهيد ! فتعجبت لذلك ! فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أليس قد صام بعده رمضان ؟! وصلى ستة آلاف ركعة؟! وكذا وكذا ركعة صلاة سنة ؟!)) رواه أحمد/ صحيح الترغيب : 365 أخي: بلغني الله وإياك رمضان سنين عديدة .. وأحيانا به وبالصالحات حياة سعيدة .. أخي .. هل أعددت نية صادقة ؟! أخي المسلم: هل أعددت نية وعزماً صادقاً بين يدي صومك ؟! أخي: هل بحثت في قلبك وأنت تستقبل رمضان ؟! لتعرف عزمه وصدقه ورمضان يطل عليك! أخي: كثير أولئك الذين يدخلون في رمضان بغير نية صادقة! ولا أعني نية الصوم ! فهذه يأتي بها كل صائم . ولكن أخي هل عزمت على نية إخلاص الصوم ، وصدق العبادة في هذا الشهر المبارك ؟! أخي: هل استحضرت هذا العزم القوي قبل صومك ؟! أخي: تفكيرك في مصاريف رمضان وإعدادك لما يلزم من طعام يشاركك فيه الكثيرون ! ولكن أخي إعدادك لغذاء الروح وتفكيرك في تطهير وتزكية نفسك والإقبال على الله تعالى في هذا الشهر المبارك ، هذا هو الإعداد النافع لاستقبال شهر رمضان ! أخي: أترى هل يستوي من أحضر مثل هذا العزم وآخر لم يحضره ؟! وإذا أرت أخي أن تعرف الفرق بين العزمين فقف معي أخي عند قوله صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ! ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه!)) رواه البخاري ومسلم قال الإمام ابن رجب : ( فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ، ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا الله ! كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان .) أخي: هيئ الإخلاص الصادق والعزم الأكيد وأنت تستقبل شهر صومك ..وهيئ العزم الصادق ليوم فطرك .. أخي: وأصدق عزم وإخلاص تعده لصومك .. عزمك على فعل الطاعات .. واستقبال شهر صومك بالتوبة النصوح .. وعزمك على التوقيع على صفحة بيضاء نقية لتملأها بأعمال صالحة .. صافية من شوائب المعاصي .. تشبه صفاء ونصاعة هذا الشهر المبارك (شهر رمضان) وأما عزمك الصادق ليوم فطرك ! فهو أن تعقد العزم الأكيد على المداومة على الأعمال الصالحة التي وفقك الله تعالى لأدائها في شهر الرحمة .. والبركات .. (رمضان). أخي: إذا استقبلت شهر صومك .. تائباً .. منيباً .. عازماً على فعل الصالحات .. واستقبلت يوم فطرك .. عازماً على مواصلة المشوار في ذلك الطريق الطاهر .. فأنت يومها الفائز حقاً بثمرة الصوم .. ونفحات هذا الشهر المبارك ! أخي: إعداد القلب إعداد كاملاً لاستقبال شهر رمضان إلا بقلب صاف وإخلاص لله تعالى في تجريد العبادة له تبارك وتعالى .. { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين} [الزمر] أخي: رزقني الله وإياك الإخلاص في القول والعمل .. وجعلني وإياك من أهل الصدق في المغيب والمحضر .. أخي.. رمضان شهر الغفران.. فهل حاسبت نفسك ؟! أخي المسلم: كم من رمضان يمر على الكثيرين وهم غافلون! لا يهمهم إلا رمضان الذي هم فيه! أخي: وقبل أن تـنقـشع لك سحب الأيام عن شهر رمضان.. وقبل أن تقول أنت : جاء شهر رمضان! فأنت تعلم أخي أن رمضان سيأتي سواء كنت غائباً! أو حاضراً .. ولكن أخي هلا قلت : لقد عشت حتى أدركت رمضان هذا .. فيا ترى ماذا قدمت من الصالحات في أكثر من شهر كهذا؟! أخي: هل سبق لك أن حاسبت نفسك محاسبة صادقة بين يدي كل رمضان مر عليك ؟! أخي: أترك هذا ! هل سبق لك أن حاسبت نفسك في رمضان واحد يمر عليك ؟! أخي: ما أظنك نسيت أن تعد ميزانية شهر رمضان للأكل والشرب ! ولكن أخي قد تكون نسيت إعداد ميزانية (العمل الصالح!) و(التوبة!) و(الاستغفار!) و(الدعاء!). أخي: إن ميزانية تلك الأعمال أن تمتلك ملفاً عنوانه (الرجوع إلى الله تعالى!) أخي: وأول عنوان سيقابلك في هذا الملف : (حاسب نفسك أولاً!) فإذا نجحت أخي في ملأ بيانات هذا العنوان ، انتقلت إلى عنوان آخر: (التوبة إلى الله تعالى) ولن تنجح أخي في ملأ بيانات هذا العنوان إلا إذا قدمت برهاناً لصدقك في ملأ بيانات العنوان الأول .. لتكون توبتك توبة صادقة ! أخي: فحاسب نفسك بين يدي صومك .. ليصفو لك صومك .. ولتكون صائماً حقاً ! قال الحسن البصري (رحمة الله) : (إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة من همته) أخي: كثير أولئك الذين لا يهيأون أنفسهم وهم يستقبلون هذا الشهر المبارك .. فيدخلون فيه وقد تلطخوا بالمعاصي والذنوب ! فلا يؤثر فيهم صيامه ! ولا يهزهم قيامه ! فيخرجون منه كما دخلوا فيه ! أخي: إن للمعاصي آثار بليغة في قسوة القلوب ! ورمضان شهر التجليات .. وموسم القلوب الرقـيقة .. فـإذا لم تعـد لـه أخي قلباً رقيقاً خالياً من أدران المعاصي فاتـتك سفينته فوقفت بالشاطئ وحيداً .. محروماً .. تنتظر من ينجيك ! فلتصدق أخي في هذا الشهر مع ربك تعالى.. تجده قريباً منك .. أخي .. هل أعددت عزماً صادقاً لفتح صفحة جديدة؟! أخي: إذا كانت لك صفحات في حياتك تلطخت بأدران المعاصي .. فرمضان موسم يمنحك صفحة بيضاء لتملأها بأعمال جديدة .. بيضاء .. كبياض تلك الصفحة ! أخي: لا تجعل أيام رمضان كأيامك العادية ! بل فلتجعلها غرة بيضاء في جبين أيام عمرك ! قال جابر بن عبدالله (رضي الله عنهما): (إذا صمت فليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، عن الكذب ، والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار ، وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ، ويوم فطرك سواء!) أخي: إذا كنت قبل رمضان كسولاً عن شهود الصلوات في المساجد .. فاعقد العزم في رمضان على عمارة بيوت الله .. عسى الله تعالى أن يكتب لك توفيقاً دائماً ؛ فتلزم عمارتها حتى الممات .. وإذا كنت أخي شحيحاً بالمال .. فاجعل رمضان موسم بذل وجود .. فهو شهر الجود والإحسان .. ومضاعفة الحسنات .. وإذا كنت غافلاً عن ذكر الله تعالى .. فاجعل رمضان أيام ذكر ودعاء وتلاوة لكتاب ربك تعالى .. فهو شهر القرآن .. أخي: احرص على نظافة صومك .. كحرصك على نظافة ثوبك . فاجتنب اللغو ، والفحش ، ورذائل الأخلاق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس الصيام من الأكل والشرب ! إنما الصيام من اللغو والرفث! فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل:إني صائم)) رواه ابن خزيمة والحاكم/ صحيح الترغيب:1068 فلا تكن أخي من أولئك الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ((رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ! ورب قائم حظه من قيامه السهر!)) رواه الطبراني/ صحيح الترغيب: 1070 أخي: ذاك هو الذي يصوم عن الطعام والشراب ولا يصوم عن الحرام والباطل ! فحاله كما رأيت لا ينتفع من صيامه ولا من قيامه ! إن لـم يكـن في السمـع مني تـصاون وفي بصري غض وفي منطقي صمت فحظي إذاً من صومي الجوع والظما فـإن قلـت إني صمت يومي فـما صمت قال الحسن البصري (رحمه الله) : ( إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ،وتخلف آخرون فخابوا ! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ! ويخسر فيه المبطلون ! ) أخي: اجعل من صومك مدرسة تهذب فيها نفسك وتعلمها محاسن الأخلاق وتربيها على الفضيلة .. حتى إذا انقضى رمضان أحسست بالنتيجة الطيبة لصومك .. وكنت من المنتفعين بهذا الشهر المبارك .. أخي .. هل أعددت نفسك لتكون من المعتوقين من النار؟! أخي المسلم: تلك هي الغاية التي من أجلها صام الصائمون.. وتنافس المؤمنون..(العتق من النيران!) أخي: فإن السعيد حقاً ! من خرج من صومه مغفوراً له .. مكتوب من أهل النعيم الدائم .. أخي: هل حدثت نفسك قبل رمضان بالنجاة من نار الله تعالى ؟! وهل أعددت نفسك بالخوف من عذاب الله تعالى ؟! أخي: هي(النار!) من خوفها عطش الصالحون .. وصبروا لحر الدنيا ! ليدركوا الأمن والظل يوم القيامة.. أخي: قليل أولئك الذين يهيأون أنفسهم قبل رمضان لتستقبل تلك الأيام المباركة راغبة راهبة ! أخي: أرأيت إذا رحلت إلى قضاء حاجة من حاجاتك فسافرت لها ثلاثين يوماً !! وبعد بلوغ نهاية سفرك إذا بك ترجع صفر اليدين من حاجتك ! ليذهب تعبك ونصبك في أدراج الريح ! كيف أنت وقتها ؟! أخي: ذلك هو مثل الصائم لرمضان ! غايته إدراك المغفرة والنجاة من النار .. فإن لم يدرك هذا ! فهو المحروم حقاً ! قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لله عند كل فطر عتقاء)) رواه أحمد والطبراني/ صحيح الترغيب : 987 وكان ابن مسعود (رضي الله عنه) إذا انقضى رمضان يقول : (من هذا المقبول منا فنهنيه ؟ ومن المحروم منا فنعزيه!) أخي: احرص على التعرض لنفحات هذا الشهر المبارك.. عسى الله تعالى أن يجعل عاقبتك على خير .. قال صلى الله عليه وسلم : ((افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، وأن يؤمن روعاتكم)) رواه الطبراني/ السلسلة الصحيحة : 1890 أخي: وأنا أطوي هذه الأوراق ، فلتسأل الله معي أن يطوي لنا الأيام حتى ندرك رمضان .. وأن يجعلنا من المرحومين بصيامه .. أخي المسلم: هو (الشهر المبارك!) فلتجعل عدتك له دعاءً أن تكون من المدركين .. ولتجعل عدتـك له صدقاً يورثك جنات النعيم .. أخي: رزقني الله وإياك صدق الصائمين .. وإقبال القائمين .. وخصال المتقين .. وحشرني وإياك يوم النشور في زمرة المنعمين .. وبلغني وإياك برحمته ورضوانه درجات المقربين .. وحمداً لله تعالى دائماً بلا نقصان .. وصلاة وسلاماً على النبي وآله وأصحابه وأتباعهم بإحسان ... |
6-عشر وسائل لإستقبال رمضان
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : هذه رسالة موجهة لكل مسلم أدرك رمضان وهو في صحة وعافية, لكي يستغله في طاعة الله تعالى , وحاولت أن تكون هذه الرسالة في وسائل وحوافز إيمانية تبعث في نفس المؤمن الهمة والحماس في عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم , فكانت بعنوان ( عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر حوافز لاستغلاله ) فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم , وصلى الله على سيدنا محمد , وآله وصحبه أجمعين . كيف نستقبل رمضان ؟ س: ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر الكريم ؟ ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات , وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها , قال الله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} الآية ( المطففين : 26 ) فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية : • الطريقة الأولى : الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية , حتى تنشط في عبادة الله تعالى , من صيام وقيام وذكر , فقد روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ( رواه أحمد والطبراني ) . لطائف المعارف . وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان , ثم يدعونه أن يتقبله منهم . ** فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله ) [ رواه الترمذي , والدارمي , وصححه ابن حيان ] • الطريقة الثانية : الحمد والشكر على بلوغه , قال النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار : ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة , أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى , أو يثني بما هو أهله ) وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة , والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة , تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها , فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه . • الطريقة الثالثة : الفرح والابتهاج , ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول : ( جاءكم شهر رمضان , شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ... الحديث . ( أخرجه أحمد ) . وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان , ويفرحون بقدومه , وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات , وتنزل الرحمات . • الطريقة الرابعة : العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان , الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا , ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة , وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة, ونسيان أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة , التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات , فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى , وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى . • الطريقة الخامسة : عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة , فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير , قال الله عز وجل : { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ } [ محمد : 21} • الطريقة السادسة : العلم والفقه بأحكام رمضان , فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم , ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد , ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه , ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [ الأنبياء :7} • الطريقة السابعة : علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب , والإقلاع عنها وعدم العودة إليها , فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟" قال الله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31]. • الطريقة الثامنة : التهيئة النفسية والروحية من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل , وسماع الأشرطة الإسلامية من { المحاضرات والدروس } التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيء نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر , فيقول في آخر يوم من شعبان : جاءكم شهر رمضان ... إلخ الحديث أخرجه أحمد والنسائي ( لطائف المعارف ). • الطريقة التاسعة : الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه , من خلال : 1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لألقائها في مسجد الحي . 2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي . 3- إعداد ( هدية رمضان) وبإمكانك أن تستخدم في ذلك ( الظرف) بأن تضع فيه شريطين وكتيب , وتكتب عليه (هدية رمضان) . 4- التذكير بالفقراء والمساكين , وبذل الصدقات والزكاة لهم . • الطريقة العاشرة : نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع : أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة . ب- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر . ج- مع الوالدين والأقارب , والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة . د- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم :( أفضل الناس أنفعهم للناس ) . ** هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر واستقبال المريض للطبيب المداوي , واستقبال الحبيب للغائب المنتظر. فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إنك أنت السميع العليم . |
7-عشر حوافز لإستغلال رمضان
كيف تتحمس لاستغلال رمضان ؟ لكي تتحمس لاستغلال رمضان في الطاعات اتبع التعليمات التالية : 1- الإخلاص لله في الصيام: الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات , ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات ,وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات , وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن , قال ابن القيم – رحمه الله - : (وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته ... ) وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } الآية . [ البينة :5 ] فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى . ( صيام + إخلاص لله ) = حماس وتحفيز . 2- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم : وخصلة أخرى تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي : معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه فيقول : ( جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه ... الحديث ) وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة , لذا بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه . 3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها : أ- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) . ب- من صام يوماً في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفاً, فكيف بمن صام الشهر كاملاً . ج- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة . د- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون . هـ- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب . و- في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران . ز- يستجاب دعاء الصائم في رمضان . [ أخي هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين . فما عليك إلا تشمر عن ساعد الجد , وتعمل بهمة ونشاط لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة ] . 4- معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات : ( وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ) , ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أنواع العبادات من صلاة , وذكر ودعاء وصدقة , وكان يخص هذا الشهر من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى , فهل لك في رسول الله قدوة وأسوة ؟ والله تعالى يقول : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب :21 ] فتكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر . 5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم , ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماساً :- أ- البركة في المشاعر الإيمانية : ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان , حي القلب , دائم التفكر , سريع التذكر , إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه أنه بعض عطاء الله للصائم . ب- البركة في القوة الجسدية : فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب , كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد , ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة , ورواتبها المسنونة , وبقية العبادات رغم الجوع والعطش . ج- البركة في الأوقات : تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان . ** فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن , واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن , ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان . وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً على استغلال بركة هذا الشهر . 6- ومما يعين على التحمس لاستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة : استحضار خصائص شهر رمضان . **أخي الحبيب خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها : 1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . 2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا. 3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول : ( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك ) . 4- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار . 5- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله . 6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان . 7- لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان . 7- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال : ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير ، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي : أن الله تعالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... ) إن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم . 8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم : لقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله تعالى فاجتهدوا في العبادة ، فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن ، وكانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان ؟ وإطعام الطعام وتفطير الصوام ، وكانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ، ويجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة اله هي العليا ويكون الدين كله لله . 9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة : وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام وحرصاً عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ، عند الله تعالى ، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه ، فنعم القرين ، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة : يقول الصيام أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن ربّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان ) [ رواه أحمد في المسند ]. 10- معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر : وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب ، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية ، والنفسية ، والجنسية ، والصحية . ** فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه . هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات ، وشهر الرحمات والبركات ، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم قال تعالى : {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا } [ الإسراء :21 ] نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . المراجع : كتب ورسائل تتعلق بشهر رمضان . أخوكم خالد بن عبدالرحمن الدرويش الإحساء – الهفوف |
8-الليلة رمضان !
سلمان بن فهد العودة 3/9/1422 - 18/11/2001 ها قد تجلى هلال رمضان ، وتصايح المسلمون : الليلة صيام ، بارك الله لكم في الشهر ، ولا حرمكم عظيم الأجر . الصوم نموذج لعبادات الإسلام تتجلى فيه عقائده ومعاقده وأصوله . الإيمان بالله تعالى وكمالاته ، والإقرار بالعبودية له يتحقق بالإمساك عن مفسدات الصوم سراً وعلانية ، فالصائم يؤمن بربه ويراقبه حتى في دخيلة قلبه ، ولو أمسك دون نية وقصد لما كان صائماً ، ولو نوى أنه مفطر نية قاطعة جازمة لكان مفسداً لصومه . وهذا يربي المؤمن على مراقبة الله تعالى واستحضار مشاهدته للعبد في كل أحواله وتقلباته ومعاصيه وطاعاته ، فيولد لديه إقبالاً على الطاعة ونشاطاً فيها ، وانكفافاً عن المعصية وحياءً من مقارفتها وهو بمرأى ومسمع من ربه الذي يؤمن به ويخافه ويرجوه . والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في التزام الصوم الشرعي وفق ماجاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم توقيتاً وبدءاً وانتهاءً وأحكاماً وآداباً . والصوم كان فرضاً على الأمم الكتابية السابقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يتفقوا معنا في تفصيلات الصيام ومفردات الأحكام وهذا يستتبع صدق الإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه في سائر الأعمال والعبادات التي جاء بها ، والحرص على السنن التي تجعله أقرب إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في شؤون حياته كافة . والإيمان بالغيب والآخرة والجزاء والثواب والعقاب ظاهر في إيثار الجوع والعطش والعناء الذي يثمر مرضات الله وثوابه بالجنة والنعيم على التمتع بطيبات الحياة الدنيا مع انتظار الوعيد والعقوبة في الآخرة ، وهذا يعدل الميزان لدى المسلم ، فلا ينظر إلى الأمور نظرة دنيوية بحتة في مصالحها ومفاسدها وحالاتها ومآلاتها ، بل يوفق بين نظرة الدنيا ونظرة الآخرة ، فيقدم مرضاة الله وطاعته ولو كان فيها فوات شيء من نعيمه العاجل ، أو من راحته ، أو من ماله ، أو من جاهه ؛ لأن حساباته ليست مادية خالصة . النظام الخلقي يتجلى في الصبر الذي هو قرين الصوم وسميه حتى سمى الصوم صبراً ، كما قال بعض المفسرين في قول الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال : بالصوم والصلاة . وسمى رمضان شهر الصبر ، والصبر جزاؤه الجنة . والصبر هو سيد أخلاق الإسلام ، وبغير صبر لايثبت المسلم أمام التحديات في دينه ودعوته ، ولا يتحمل مشكلات الحياة وتبعاتها ومصائبها التي لا ينفك عنها بحال ، فالفوز في الآخرة والسعادة في الدنيا ثمرتان من ثمار الصبر . الصبر هو إكسير الحياة الذي يحول بإذن ربه الصعاب إلى لذائذ ، والهموم إلى أفراح ، وكم أتمنى من الشباب الشاكين والشيوخ الباكين ، والنسوة المتبرمات أن يكتبوا حكمةً تتعلق بالصبر ، ويجعلوها أمام نواظرهم ؛ ليعلموا أن الصبر هو علاج كل داء ، وحل كل مشكلة ، وتذليل كل عقبة . ويتجلى النظام الأخلاقي في الرقي بالنفس إلى مدارج العبودية والتخفف من أوهاق الطين ، وثقل الأرض ؛ لتستشرف النفس آفاق الإيمان وتستشعر شيئاً من الأنس بالقرب من فاطرها وبارئها ، وتسبح في ملكوتها ، فالإنسان إنسان بروحه وشفافيتها قبل أن يكون إنساناً بجسده . أقبل على النفس فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ويتجلى في الإيثار والإحسان ومعايشة آلام الآخرين ومقاسمتهم السراء والضراء ، وذوق شيء مما يجدون ، ولئن ذاقه الصائم تعبداً واختياراً ، فلقد ذاقوه عجزاً واضطراراً ، ولئن عاناه وقتاً محدوداً ، فلهو عندهم عناء ممدود . ولهذا كان رمضان شهر الزكاة كما سماه عثمان رضي الله عنه ، ونهايته زكاة الفطر التي يشارك المسلمون فيها الإحساس بفرحة العيد ، فلا يدع أحداً منهم إلا واساه ، حتى فقرائهم يخرجون صدقة الفطر إن قدروا . ويتجلى في الإمساك بزمام النفس عن اندفعاتها وحماقاتها مع صاحبها ومع الخلق ، فالصائم مزموم بشعور دائم ، يحمله على الكف عما لايجمل ولايليق ، وربما أدرك كثير من الصوام هذا المعنى حتى قبل أن يهل الشهر . كما يحقق الصوم معنى الانتساب الأممي وتبعاته ومظاهره ، فهو عبادة يشترك فيها المسلمون في كل مكان مما يعمق معنى الإخاء الديني ، والولاء الشرعي ، ويذكر بوجوب الانعتاق من الروابط المنافية لذلك ، ووضع الروابط العادية البشرية في موضعها الصحيح ، فلا تتحول إلى ععلاقة تنـاظــر العلاقة الربانية بين أهل الإسلام . وكم يتمنى المرء أن يستطيع المسلمون توحيد صيامهم وفطرهم ؛ ليتعمق معنى الأمة الواحدة ، وتذويب الفواصل والعوائق التي تتراكم بمرور الزمان ، ويجعل الجسد الواحد رقعاً متناثرة ً ، يهدم كل طرف منها ما بناه الآخر . فإذا لم يتحقق هذا فلا أقل من أن يوحدوا صيامهم وفطرهم في البلد الواحد ، خصوصاً في الدول الغربية كأوربا والولايات المتحدة واستراليا . إن من غير المقبول أن يتعبد أحد المسلمين بالصوم ، بينما أخوه في الدين إلى جواره يتعبد بالفطر والعيد ، ويرى الصيام حراماً وإثماً . ولا من المعقول أن يصوم مسلم يوماً على أنه يوم عرفه ، بينما جاره في المنزل يأكل على أنه في يوم عيد لا يجوز صيامه . إن تجاوز هذه التناقضات يتطلب صدقاً وارتفاعاً عن المصالح الخاصة ، والانتماءات الحزبية ، أو الوطنية ، وإيثاراً لروح الجماعة على أنانية الذات ...فهل نحن فاعلون ؟! والصوم يذكر المسلم بالجهاد الذي هو حراسة هذا الدين وذروة سنامه ، وسطوته على مناوئيه ، فلقد كان تاريخ الشهر ملتبساً بالمواقع الفاصلة من بدرٍ ، تاج معارك الإسلام ، إلى فتح مكة التي كانت إيذاناً ببسط الإسلام سلطته على جزيرة العرب ، إلى حطين ، إلى عين جالوت ، إلى معارك الجهاد ضد المستعمرين في الماضي والحاضر . والكتاب الذي آذن المسلمين بأنه كتب عليهم الصيام ، هو الذي آذنهم بأنه كتب عليهم القتال . وإن لم يكن قتالاً لنصرة عنصر ، ولا لتسلط ، ولا لجباية مال ، لكنه لتكون كلمة الله هي العليا " حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله " . والجهاد إيذان بأنه ليس كل الناس يؤمنون بالدعوة ، بل هناك من الرؤوس المتغطرسة ما لا يلين إلا بالقوة ، والحديد بالحديد يفلح ، ولهذا بعث الله رسوله بالكتاب والحديد ، كما قال سبحانه : " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز " . فالكتاب والبينات أصل الرسالة ولبها ، والحديد سورها وحمايتها . فما هو إلا الوحي أو حد مرهف تقيم ضباه أخدعي كل مائل فهـذا دواء الداء من كل عاقل وهـذا دواء الداء من جاهل والذين يقارعون البغي والظلم في فلسطين والشيشان وغيرها من بلاد الإسلام التي احتلها الأعداء ، واستباحوا بيضتها ، هم النواب عن الأمة في الحفاظ على هذه الشريعة العظيمة ، فحق على الأمة أن تكون من ورائهم بالنصرة الصادقة ، وليس بالعاطفة وحدها . فهل يعود رمضان الذي عرفه المسلمون ينبض بالروح والحياة والعطاء ، وليس بالنوم وضياع الأوقات ، والتسابق إلى اللذائذ ، والسهر ، وسوء الخلق . اللهم رد المسلمين إلى دينك رداً جميلاً ، واجمعهم على طاعتك ، واحفظهم من كل سوء ، وصحح أعمالهم ، وتقبلها منهم ، وتجاوز عنهم ، ووفقهم لكل خير ، واكشف عنهم كل سوء ، والحمد لله رب العالمين . |
9- كيف نستقبل رمضان
رمضان . . . أهلا ومرحبا بالضيف الكريم الذي سرعان ما يمضي , ففي رمضان تتضاعف الأجور وتصفد مردة الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران فهو شهر خير وبركات . . . يحسن بنا نحن المسلمين أن نستعد لاستقباله خير استقبال . . . فالمسافر يستعد لسفره ، والموظف يستعد بالدورات التدريبية لوظيفته كلما ازدادت أهمية , والشياطين تستعد لهذا الشهر أو توسوس للناس - قبل أن تصفد فيه - بأنواع الملاهي كالأفلام والألعاب الفارغة ، ونحن المسلمين ينبغي علينا أن نستعد له أفضل استعداد ، فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم ومن أول لحظة . . . كيف نستعد لرمضان: ** بالدعاء . . . ندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم. . . ندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه وأن يتقبل الله منا الأعمال في ذلك الشهر الكريم . ** بسلامة الصدر مع المسلمين . . . وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن " - صحيح الترغيب والترهيب 1016- ** بالصيام , كما هي السنة لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال :" قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " - صحيح الترغيب والترهيب 1012- ** بالاهتمام بالواجبات مثل صلاة الجماعة في الفجر وغيرها حتى لا يفوتك أدنى أجر في رمضان ، ولا تكتسب ما استطعت من الأوزار التي تعيق مسيرة الأجر . ** بالتعود على صلاة الليل والدعاء واتخاذ ورد يومي من القران حتى لا نضعف في وسط الشهر . إضافة إلى ذلك اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصلوات أو قبلها أو بين المغرب والعشاء أو غيرها من الأوقات خلال شعبان ورمضان وما بعدهما بإذن الله . ** قراءة وتعلم أحكام الصيام من خلال كتب وأشرطة العلماء وطلاب العلم الموثوقين . ** الاستعداد للدعوة في رمضان بكافة الوسائل فالنفوس لها من القابلية للتقبل في رمضان ما ليس لها في غيره . ومن الوسائل الكلمة الطيبة في المساجد أو المخصصة لفرد أو أكثر ، والهدية من كتيب أو شريط نافع وإقامة حلق الذكر وقراءة القران في المساجد والبيوت ، وجمع فتاوى الصيام ونشرها، والتشجيع على فعل الخير عموما وغير ذلك . . . ** الاستعداد السلوكي بالأخلاق الحميدة جميعها والبعد عن الأخلاق الذميمة جميعها ، ويمكن أيضا القراءة في كتب السلوك و سؤال أصحاب الأخلاق الحميدة أن ينصحوهم إن وجدوا عليهم ما يسوء من الأخلاق . . . ** الاستعداد لاستغلال الأوقات في رمضان بعمل جدول لرمضان للقراءة والزيارات في الله وصلة الأرحام . . .وغير ذلك . ** تشجيع أهل المسجد على إقامة إفطار جماعي متكرر أو مرة واحدة على الأقل خلال الشهر . تشجيع أهل المسجد على التزاور في الله خلال الشهر واللقاء بعد صلاة العيد عند المسجد أو في أحد البيوت أو أي مكان آخر مناسب... * نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين. أبو أحمد شبكة الفجر |
10-فلنجعل من رمضان هذه السنة شيئا مختلفا
صحاب الدرب الأخضر, درب الخير, بداية تهنئة قلبية مني لكم و ( كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب ) يأتي رمضان كل عام, وينتظره المسلمون بكل لهفة وشوق عارم وبهجة.. رمضان شهر تربوي, حيوي, تفاعلي, تلاحمي.. رمضان هو شهر انتصار الإنسان, بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى, انتصار على الشيطان, انتصار على الشهوات, انتصار على السيئات, انتصار نفخة الروح على طينة الأرض ! رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل, لتحويلها إلى شخصية ودودة أكثر اجتماعية, وأكثر تدينا, وأكثر تلاحما وترابطا مع أفراد الأسرة بل والمجتمع والأمة بأسرها..! رمضان شهر الجود, وطيب النفس, ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق الصدر والتضجر من كل شيء..! إذن عزيزي مادمت معي في كل ما سبق هات يدك لنخرج التواكلية والتكاسلية من أذهاننا, وأفعالنا..ولنستقبل رمضانا كما ينبغي له أن يستقبل.. إذن السؤال المطروح الآن هو: هل فكرت عزيزي الشاب أن تجعل رمضان هذه السنة شيئا مختلفاً..؟! واليك حزمة خضراء من الأفكار الجرئية المجربة والتي أثبتت فعاليتها.. 1. اصحب أسرتك إلى البَرْ : لتعد شقيقاتك الشاي والقهوة لنزهة أسرية برية , ولتنطلق مخلفا ضجيج وأضواء المدينة وراءك , اتخذ مكانا مناسبا مع أسرتك وحبذا لو كان مرتفعا , وجولوا بأبصاركم السماء بحثا عن ( هلال رمضان ) ..عزيزي حتى لو أعلن في وسائل الإعلان عن رؤية الهلال, جرِّب الفكرة, حتما ستكون ممتعة, مرحة...ولها طعم فريد خاص. 2. جلسة ودية, وتعريف بالضيف...إشاعة الفرح بمقدمه..تتناول فيها مع أسرتك شيئا مما ورد في فضل شهر رمضان المبارك . 3. أرسل بطاقة تهنئة: بريديا, أو عن طريق البريد الالكتروني, لأقاربك وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان. 4. جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة, مع هدية كتيب أذكار...حقا منذ متى لم تفا جيء أختك بهدية..؟! 5. وللصغار نصيب: عزيزي يفرح الصغار بالأفكار غير التقليدية, من بوسترات, وبطاقات ملونة, و دفاتر تلوين, وهذه التي سبق ذكرها كثيرة تمتليء بها المكتبات, أن لم تجدها بالمكتبة, فزر مواقع البطاقات في الانترنت واطبع منها, وقدمها هدية لإخوانك الصغار. 6. علق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والأحاديث الشريفة, على سبيل المثال: ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( تسحروا فان في السحور بركة ) ( للصائم فرحتان )...وهكذا , على أن تخرج بإخراج جذاب , وتستطيع أن تعدها ببرامج الفوتوشوب , أو زر مواقع البطاقات في الانترنت ففيها الكثير... 7. هل جربت أن تستضيف طالب علم, أو إمام المسجد ليلقي شيئا مختصرا على مسامع الأسرة عن أحكام شهر رمضان, وتسمعه النساء من وراء حجاب...على أن لا تطول الجلسة..تكفي 35 دقيقة..ثم يودع الضيف بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم...نستفيد عدة أمور منها: - تعليم وتدريب أطفالنا توقير العلم وأهله. - يشيع في البيت ذكر الله. 8. الوالدة, العمة, الجدة ... كبيرات السن من المحارم .. أليس لهن نصيب من تعليم..مراجعة قصار السور معهن , تحفيظهن آية الكرسي,خواتيم سورة البقرة والكهف,المعوذات وبعض قصار السور..مراجعة معهن صفة الصلاة والوضوء . 9. وللخدم نصيب: إهداء الخدم أو السائق هدية من الممكن أن تكون:سجادة صلاة جديدة, مصحف بترجمة بلغته...والسماح للسائق بالذهاب ولو يوماً في الأسبوع لبرامج دعوة الجاليات...وكذلك للخادمة والسماح للخادمة بمرافقة والدتك للتراويح ولو يومين من كل أسبوع. 10. اقنع والدتك أو أخواتك بعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة, لتعليمها بعض أصول الدين, والقراءة الصحيحة...لم؟؟ألا يستحقون شيئا من الاهتمام..؟! 11. الصلاة بأهل بيتك: هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلاة العشاء, وتصلي بأهل بيتك التراويح..جرب هذه السنة .. 12. كن قدوة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان, وذلك بالحرص على اغتنامه, وطرح الأفكار الجديدة لاغتنامه دوريا..مثل توفير حاملات المصاحف في المنزل , وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران الكريم ..مثل هذه الأفكار تحمس الآخرين على قراءة القران الكريم . 13. اقرأ تفسيرا كاملا : فكرة رائدة نفذها كثير من الشباب العالي الهمة , حيث حددوا تفسير الكريم المنان , للشيخ السعدي – رحمه الله تعالى – والذي يتكون من مجلد واحد , ومن ثم صمموا على ختم المصحف تلاوة وتفسيرا ...جرِّب الفكرة , حتما سيكن لها شعور خاص . 14. سهرة تاريخية: رمضان فرصة لمطالعة السيرة و التاريخ الإسلامي, وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها.. ماذا لو خصصت جلسة أسبوعية لذلك, تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة في غزوة بدر, أو معركة عين جالوت, أو معركة حطين..فكلها معارك رمضانية شهيرة..كن مرنا في الطرح, جذابا في أسلوبك, احضر خريطة للموقعة, أو اعد عرض بوربوينت أو فلاشي لذلك, قف على مواطن العبر والدروس, وافتح المجال للجميع للمشاركة, والحوار..ولتكن سهرة تاريخية رمضانية... 15. في ظِلال آية: جلسة قصيرة لمدة 10 دقائق..أسرية قبل التراويح, يتلو أحد الصغار بالمنزل اوتتلو البنت الآيات قراءة مجودة..ثم عقب على الآيات..اربطها بالحياة...تخير الآيات التي ترى أنها مناسبة لتفسيرها على الأسرة...تفاعل.يبات إيمانية..تفاعل ..لا تخجل قد تدمع عيناك..دعها.ها دعها تسيل...دعها ..أواخر سورة الحشر/أواخر سورة البقرة/أواخر سورة الزمر..لكن أرجوك لا تطيل جمال الجلسة وحيويتها أنها قصيرة وفريدة من نوعها.. 16. كنت مولعا بقصص الخيالية وأنا في الابتدائية..فاجأني أخي ذات يوم بمجموعة رائعة لعبدا لرحمن رأفت الباشا رحمه الله, وهي صور من حياة الصحابة, في رمضان أهداني إياها...وأخبرني لو انتهيت منها فلي مكافأة...واجبرني على القراءة...صدقوني سير أولئك الرجال لم تبرح ذاكرتي إلى الآن..اهدي أشقاءك الصغار بعض القصص الجذاب مثلامل مسابقة لهم وليكن لها اسم جذاب مثلا (..فارس الحرف...) من ينتهي منها قبل الآخر..وكافئهم بعدها بوجبة عشاء في مطعم وجبات سريعة....والله لن تنس ولن ينسوا هم تلك الليلة.. , لدار الوطن والقاسم, مجموعة طيبة من تلك القصص.. 17. ما لذ وطاب : تحضر الوالدة والأخوات في المطبخ ما لذ وطاب من المأكولات, اجلب لهن أشرطة يسمعهنا في المطبخ..سلاسل لمشايخ مختلفين يسمعها أهل بيتك اقترح:نساء خالدات للدكتور السويدان,السيرة النبوية له أيضا. .. ملاحظة:تجنب أشرطة الوعظ فسوف نقتل نكهته وتأثيره لو استمعناه ونحن نطبخ أو نقود السيارة في ضجيج الطرقات...يبقى الوعظ يسمع في حالات صفاء ليؤدي عمله. 18. سيارة الوالد: منذ متى لم تهدي والدك أشرطة يضعها بسيارته...الآن حان الوقت..لكن انتق له ما يناسبه..وتظن أنه يحتاج إليه..بكى الأب أمام طفله ذات يوم...قال الطفل بابا تبكي!!!قال الأب:نعم هذه الآية أبكتني..!! موقف لن يبرح عقلية الطفل ماحيي. كن ذكيا في انتقاء الأشرطة. , اسأل والدك: من القاري الذي تحب أن تسمع تلاوته ؟ إذا أجابك, فاجئه بوضع شريط قران لذلك القاريء..اقترح شريط: العزة للدكتور السويدان, وشريط رمضان فرصة للتغيير, للدكتور صلاح الراشد... 19. فلنسبق الريح المرسلة: ماذا لو ذهبت إلى لجنة خيرية, أو جمعية بر..وأخذت منهم (أبواك تفطير الصائمين)..ووزعتها على أبنائك أو إخوانك الصغار وأخواتك..وذهبتم في زيارة إلى الأقارب, الجد والجدة, الأعمام, الأخوال...وقام الأطفال والفتيان والفتيات بجمع تبرع لتفطير صائم... أو جمع تبرع لهذا الغرض, ثم إيداعه في إحدى اللجان الخيرية..دع الأطفال يشاركون, علمهم كيف يقنعوا, يحمسوا غيرهم للخير..والتجربة أفضل دربة لهم.. هناك مثل يقول:الأفعال أعلى صوتا من الأقوال... لم ننتهي بعد, اطلب من مدير اللجنة الخيرية, استضافة صغار الأسرة و لو على كوب عصير...أو أن يكتب رسالة شكر للأسرة...ومن ثم صور تلك الرسالة وابعثها مع كرت تشجيع لجميع من ساهم...دع الأسرة يروا صور برامج تفطير الصائمين.. أتمنى أن تجربوا....ما ينقش في الصغر لايبرح القلب...صدقوني. 20. طبق الخير: اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين بالمسجد, فالفتيات وألام يعدون الإفطار والفتيان يحملوه للمسجد...ثم ليتحدث الفتيان عن ما حدث بالمسجد... 21. حب المساكين : ماذا لو استضافت الأسرة بعض المساكين .. الضعفاء بالبيت .. وفطرتهم .. لينكسر في النفوس الكبر..ولنتعلم الشعور بالجسد الواحد...أو استضافة بعض المسلمين الجدد وتفطيرهم بالمنزل..نسق مع مكتب دعوة الجاليات في مدينتك أو حيك بخصوص هذا الأمر..وبعد الإفطار دع إخوتك الصغار يقوموا ببرنامج ترحيبي بالضيوف, يحوي آيات عن فضل الهداية, وأحاديث عن قيمة وفضل الإسلام...فكر اطل لعقلك العنان وستجد أفكارا ربما مشوقة أكثر 22. نظم حملة تبرعات عينية: لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من ملابس العيد الذي مضى, أو حتى من ملابس هذا العيد.لأخواتها:زهراء, فاطمة اللاتي لا يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين..في أفريقيا كثيرات... اقنع شقيقاتك بذلك, بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر الذي يعانون منه, أرهم صور الجفاف والفقر..وقد تساعدك مجلات ومطويات اللجان الخيرية كالحرمين والمنتدى الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي بذلك.. وسع الفكرة لتشمل كل أفراد الأقارب, وليشترك فيها الأطفال, البنات الصغار ( جند كل من عندك لهذا الهدف )..واجعلها حملة تبرعات لدرء برد الشتاء.. 23. وللجار نصيب : ابعث لجيرانك بهدية أسبوعية , فمرة مطوية , وأخرى شريط , وبعدها كتيبا .. 24. صمم لوحة حائطية في العمارة التي تقيم بها.. ولتكن في بهو العمارة عند المدخل, ضع بها زاوية خذ نسختك, لتوزيع بعض المطويات المفيدة, أو أشرطة رمضانية, هناك الكثير من الكراسات المطبوعة لهذا الشأن, كاللالي الحسان لمحمد المسند...استفد منها في تصميم اللوحة, وهناك مكاتب الدعوة والإرشاد ستزودك بالمطويات والأشرطة..فقط تحرك ففي الحركة بركة.. 25. كن حمامة سلام: نعم ما المانع أن تكون حمامة سلام ورائد إصلاح, بالإصلاح بين الآخرين, ومحاولة إنهاء أي خلاف يقوم بين من تعرف من الأصدقاء والأقارب والزملاء..حيث أن كثيرا من الناس يتحجج بالصوم لإحداث أي مشكلة. 26. لا للاشباح : عزيزي اشغل إخوتك الصغار بأنشطة مسلية حتى لانشغل وقتهم التلفاز, مثل تلوين بعض اللوحات المرسوم عليها إسلامية معبرة؛ هلال رمضان، مسجد، بعض المسابقات الرمضانية لهم. اصحبهم معك للتراويح, اجلب أشرطة الفيديو النافعة والهادفة لهم, اشتركوا جميعا بنشاط رمضاني في احد المراكز أو ساهموا جميعا ببرامج المسجد والحلقات...أرجوك لا تجعل الشبح يقضي على حلاوة رمضان بفوازيره وبرامجه الكوميدية... 27. اهتم بمكافأة من يصوم من إخوتك الصغار، ومن يقرأ القرآن، ومن يحفظ سورة معينة خلال الشهر، فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه الأشياء. 28. المشاركة الفعالة في برامج إذاعة القرآن الكريم , سواء في مسابقاتها , أو برامجها الحوارية المفتوحة الحية . 29. تبنى توزيع وإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها نيابة عن أفراد أسرتك , كوِّن فريق عمل من صغار العائلة وفتيانها , جمِّعوا الزكوات , اعمل قائمة بالمستحقين , وزع الفريق إلى مجموعات , ثم لينطلق كل فريق على بركة الله... 30. هدية العيد : اصحب بعض أصدقائك إلى زيارة بعض الأسر المحتاجة , زُر تلك الأسر , جالس فتيانها ,ولاتنسهم من هدية بسيطة معبرة ... فلنتخذ من رمضان (معسكرًا) إيمانيًّا؛ لتجنيد الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، وشحذ الهمم، وإذكاء البواعث؛ للسعي الدؤوب لتحقيق الآمال الكبار، وتحويل الأحلام إلى حقائق، والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش. ورحم الله أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي الذي قال: لو أنصفك الناس يا رمضان لسمَّوك (مدرسة الثلاثين يومًا)!. وختاما ً , دعاء من القلب : تقبل الله صيامكم وقيامكم ...وجعلكم من عتقائه في هذا الشهر .. أبو حسان |
11-جرح في ليال رمضان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد فإني أكتب هذه الكلمات على عجل إلى كل من يحمل هم هذا الدين وعبء رسالة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .. إلى الأئمة والدعاة... إلى المؤسسات الخيرية .. إلى مربي المحاضن التربوية داخل المدارس والحلق .. إلى جنود الدعوة المجهولين .. إلى الأباء والأمهات .. إلى كل مسؤول في وزارة المعارف وإدارات التعليم وخاصة مسئولو النشاط والتوعية الإسلامية .. إلى الهيئات ومراكز الدعوة والمندوبيات التعاونية وكل مسلم غيور على هذا الدين .. فأقول إن رمضان قادم على الأبواب وقد أجمعت كثير من الشعوب بجميع طبقاتها إلا القليل على السهر في ليالي رمضان حتى اليوم العاشر من شهر شوال .. ومما لا يختلف فيه عاقلان ما يعيشه الكثير من المسلمين من فراغ وللأسف في أعظم شهر وأشرف ليال وما ينتج عن ذلك مما لا يخفى على ذي لب في أوقات النزول الإلهي بل في أعظم بقعة بجوار الكعبة المعظمة والبلد المقدس والله المستعان وقد تفشت ظاهرة السهر في رمضان حتى أصبحت أزمة وقضية لها أثارها السلبية على النفس والأسرة والعمل والمجتمع بل ربما تهدم أفعال الليل أجر صيام النهار وأثره في تربية النفس وهكذا تُجرح ليالي رمضان كل عام جرحا بالغ الأثر وذلك لأسباب أهمها اختصاراً : 1- ضعف المؤسسات الدعوية في استغلال تلك الأيام بل غيابها في بعض الأماكن . 2- استغلال الدعاة والمربين والأباء الشهر في العبادة لله عز وجل . 3- ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للأمة المسلمة . 4- غياب دور المدارس والنشاط المدرسي في ذلك . 5- انشغال كثير من النساء بالأسواق ليلا عن أولادهن وربما رافقهن الأباء . 6- ذهاب بعض الأباء برفقة أزواجهن للعمرة وترك الأولاد بدون رقيب ومتابعة أو السفر بهم والإقبال على العبادة في الحرم وتركهم شبابا وفتيات في ساحات الحرم وأسواقه . 7- أن السهر بحد ذاته عامل من عوامل الفساد إن لم يستغل في الخير والطاعة . 8- ضعف أثر الصيام في النفوس وذلك لتعلق الكثير بالمسائل العملية التي تخص صحة الصيام وعدم الاهتمام بالأثر الذي يتركه الصيام في النفوس والحكمة منه كما قال الله ( لعلكم تتقون ) ولذا انظر ماذا يفعل البعض بعدما ينتهي من تمراته ويروي ظمأه يشعل سجارته ويتجه قلبه ونظره إلى شاشات الإعلام بأنواعه فأين أثر الصيام( تقوية الأبدان أم تقوى القلوب) والبعض منذ أن يصلي التراويح ينطلق إلى جلسات السهر والترويح فيذهب أثر التراويح وأمّ الكثير من النساء فلا تسل عن حالهن في رمضان أثقلهن الطبخ في النهار وحمل الأكياس من الأسواق في الليل وفي الأمة أكياس صّوام بالنهار قوّام بالليل قرّاء للقرآن بكّاءون من خشية الرحمن في وجوههم النور والصفاء والصفرة من أثر الطاعة فما أعظمهما من حياة في رمضان والخير في الأمة مازال ولايزال ومع الخير والفال لابد من علاج المشكلات . أيها الفضلاء : إن مما يكدر الخاطر ما نسمعه من بعض الجرائم والاعتداءات والأفعال غير الأخلاقية والحميدة التي تحدث في رمضان مع أن النفس السوية والفطرة السليمة وحرمة الزمان وبُعد مردة الشيطان عوامل تساعد على فعل الخير لا الشر والإقبال لا الإدبار . إخوتي وأحبتي : فإنه من منطلق ذلك كله أدعو الجميع للمشاركة كل حسب قدرته ومنصبه يوجه وينصح ويكتب ويقترح ويعمل في كيفية استغلال ليال رمضان على مستوى الأفراد أو الجماعات فإننا كلنا مطالبون بحمل هم الدين وإنقاذ البشرية من التيه والحيرة وردها إلى جادة الطريق وخاصة في شهر رمضان فنرى الكثير مقبلون رجالا ونساء ،شبابا وفتيات بل أطفالا فمنهم من يستمر ومنهم من يتعثر ومنهم من يخلط عملا صالحا وآخر سيئا فهلا أخذنا بأيديهم . فيا أيها الدعاة والمصلحون ما للبعض في هذا الشهر مقصرون في المشاركة الدعوية ! ؟ استغلوا اندفاع الأنفس للخيرات في شهر الخيرات ساعة في محاضرة وثلث في كلمة في رمضان تدع أثرا بإذن الله مالاتدع في غيره من الأزمان ولن تنقص عنك عبد الله وردك من القرآن والقيام فأرجو دعاتنا متفضلين بالتأمل وأضع علاجا سريعا واقتراحات لهذه المشكلة وأترك المجال لكل من ستطيع أن يفيد فيه بشيء من التفصيل : 1- إقامة المراكز الرمضانية . 2- تكثيف برامج التوعية الإسلامية في المدارس . 3- إقامة المخيمات الهادفة . 4- إقامة المسابقات النافعة على مستوى العمل والأسرة والحي . 5- توزيع الكتب والأشرطة والمطويات . 6- إقامة دورات مكثفة لحفظ أجزاء من القرآن أو تثبيت المحفوظ وأقترح أن يغير وقت حلقات التحفيظ من العصر إلى بعد التراويح مراعاة للطلاب والمدرسين وقد طبقته بعض الحلق فكان ناجحاً ومفيداً. 7- القراءة في فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله واللجنة الدائمة بما يخص رمضان . 8- زيارة شباب الأرصفة والدوريات الرياضية وإهداء المفيد إليهم وربط العلاقة بهم ووضع برامج معينة معهم وخاصة إن رمضان موسم لكرة الطائرة وغيرها وموسم لتخييم الشباب فلو تنشئ المندوبيات الدعوية دوريات رياضية وتغذيها بالجانب الدعوي كما حدث ذلك في بعض المدن وكانت نتائجها رائعة آتت ثمارا طيبة فرأينا قوافل التائبين واعترافات المذنبين وباصات المعتمرين المليئة بالشباب . 9- استغلال اللقاءات العائلية وطرح المفيد من خلالها . 10- إقامة معرض البداية والنهاية الذي انتشر صيته وأثره في كل مكان . 11- إقامة بعض الأنشطة الدعوية بجوار الحرم تحت مظلة رسمية . 12- إقامة بعض البرامج النسائية وغيرها داخل الأسواق حيث إنها مجمع للنساء بضوابط شرعية وكيفية مناسبة للمكان . 13- انظر كتاب ( فتح آفاق للعمل الجاد ) الطبعة الجديدة لكاتب هذه الأسطر حيث ذكر كثيرا من البرامج الإيمانية والتعليمية والدعوية وعرّج على أسباب ضعف آثار الأعمال الدعوية والعلاج . أخوتي فلينطلق كل فرد حسب طاقته *** يــدعو إلى الله إخفاء وإعلانا ولنترك اللوم لا نجعله عدتنا *** ولنجعل الفعل بعد اليوم ميزانا وفق الله الجميع لخدمة دينه على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . كتبه : فهد بن يحيى العماري Ammare1395@maktoob.com |
12-صم رمضان مرتين ..!!!
كيف ؟ الإجابة تكمن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائم كان له مثل أجره، غير إنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) حديث صحيح . وإليك بعض النماذج التي تعينك على تحصيل هذا الأجر : • تفطير المسلمين في أنحاء العالم.. هل تعلم أن تفطير صائم في اليوم بـ 5 ريالات فقط !!.. إذاً.. إذا أردت أن تصوم رمضان مرتين عليك بدفع مبلغ 150 ريال فقط في هذا الشهر الكريم .. • تفطير الجاليات في مدينتك والتي تكون في المساجد وغيرها .. • تفطير الأهل والأقارب والجيران وبها يحصل إيضاً صلة الرحم .. إذا فلنحرص جميعا على صوم شهر رمضان بإذن الله مرتين .. حمد بن عبدالرحمن الساحات |
13-نصائح رمضانية
1- احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك. 2- احرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة 3- احذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظك في الصدقات التي تؤجر عليها. 4- اعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه. 5- اعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر. 6- إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل . 7- عود لسانك على دوام الذكر ولا تكن من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا. 8- عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله. 9- انتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعك بل يضرك. 10- اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي. 11- سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك. 12- احرص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره. 13- اعلم أن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل. 14- إذا فعلت معصية وسترك الله سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية. 15- اعلم أن الله سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الاستزادة من الخير . 16- احرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين . فطلب العلم عبادة. 17- ابتعد عن جلساء السوء واحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين. 18- إن الاعتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق. 19- احرص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم يقبلون منك أكثر من غيرك. 20- لا تكثر من أصناف الطعام في وجبة الإفطار فهذا يشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات. 21- قلل من الذهاب إلى الأسواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر الشهر لئلا تضيع عليك تلك الأوقات الثمينة. 22- اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره إذا ولى. 23- احرص على قيام ليالي العشر الأواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 24- اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر. 25- تذكر وأنت فرح مسرور بيوم العيد إخوانك اليتامى والثكالى والمعدمين واعلم أن من فضلك عليهم قادر على أن يبدل هذا الحال فسارع إلى شكر النعم ومواساتهم. 26- احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه صوم الدهر كله ولو صامه. 27- اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من الاعتكاف. 28- يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلاة. 29- اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ولا يكن عهدك بالصيام في رمضان فقط. 30- حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها : المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. عبد الله بن جار الله الجار الله من موقع الإسلام |
14-وقفات مع الصائمات
سعاد الغامدي الحمد لله مقلب الأعوام عام بعد عام , والشهور بعد الشهور والأيام بعد الأيام { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } (النور:44) والصلاة والسلام على الهادي البشير , والسراج المنير , وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد : فمرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ** ياحبيباً زارنا في كل عام قد لقيناك بحب مفعم ** كل حب في سوى المولى حرام أختي الصائمة : أطل علينا شهر عظيم , أوله رحمة وأوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار , شهر القرآن والصيام شهر الجهاد والنصر , شهر مضاعفة الحسنات والتوبة والغفران , هو سيد الشهور , فمرحباً به وأهلاً . أختي الصائمة : في هذه الرسالة وقفات ونصائح , تقبليها من محبة لك , في هذا الشهر الكريم , عل الله أن يتقبل منا ومنك الصيام والقيام إنه جواد كريم . أولاً : احمدي الله – أختي الصائمة على هذه النعمة العظيمة وهي إدراك شهر رمضان , فشمري عن ساعد العزم واعقدي على التوبة من الآن , وأري الله من نفسك خيراً في هذا الشهر الكريم , فلعلك لا تدركينه في عامك المقبل . كم كنت تعرف ممن صام من سلف ** من بين أهل وجيران وإخوان أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ** حيا فما أقرب القاصي من الداني ثانياً : لا تكثري من شراء الأطعمة والمأكولات – عند بداية هذا الشهر – كما هو حال كثير من الناس , فشهر رمضان , شهر الصيام , ليس شهر الأكل والشرب واعلمي أنه جعل هناك وجبتان فقط في هذا الشهر , هما وجبتي السحور والإفطار , للتخفيف على العبد , حتى يستطيع أن يقوم بحقوق الله في هذا الشهر من صيام وقيام وتلاوة للقران . وتذكري أن من فوائد الجوع الآتي : صفاء القلب ورقته , كسر الشهوة في النفس , صحة البدن , التفرغ للعبادة , تذكر حال الفقراء والمساكين , شكر النعمة . ثالثا: اغتنمي هذه الأيام واجعلي هذا الشهر شاهداً لك عند الله يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور , وأري الله من نفسك خيراً , واسألي الله القبول , فإنه علامة على التقوى , قال تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (المائدة: 27) رابعاً : لا تجعلي يوم صومك ويوم فطرك سواء فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والغيبة والنميمة , وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك . خامساً : عودي أبنائك على صيام هذا الشهر العظيم , واجعلي بينهم مسابقة لقراءة جزء من القرآن الكريم مع حفظ وجه واحد مع جائزة قيمة لمن يصوم أكثر أيام من غيره . سادساً: اجعلي نيتك خالصةً لوجه الله – الكريم – وأنت تقومين بإعداد الإفطار , واحتسبي عند الله تعالى أجر تفطير الصائم وإن كان زوجك وأبنائك وأفراد عائلتك فإن العمل بالنية , لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ) وقوله : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره ...) سابعاً: اجعلي لك رفيقاً دائماً وأنت في داخل المطبخ للطهي وإعداد الطعام , ألا وهو : جهاز المذياع , حتى تنتهي من إعداد الإفطار وأنصتي بجميع جوارحك لما يقال فيه من الخير العظيم في إذاعة القرآن الكريم . فهذه الإذاعة المباركة تقدم العلم النافع , وتنتقل بك من روضة إلى روضة , ما بين تلاوة وحديث وفتوى – من عالم –ونصائح وفوائد , يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : ( أنصح جميع المسلمين باستماع برامج إذاعة القران الكريم , لأن فيها نفعاً وخيراً كثير...) ثامناً: احذري – أختي الصائمة –من العكوف على القنوات الفضائية التي يزيد شرها في هذا الشهر الكريم والتي تبث الأفلام والمسلسلات الهابطة والفوازير الماجنة , حيث تذهب بروحانية الصيام , قال تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } (الاسراء: 36) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ) منها : ( وعن عمره فيم أفناه ) . تاسعاً: حاولي جاهدة الانتهاء من إعداد الإفطار قبيل الأذان بربع ساعة , واجعليها لقراءة القرآن والدعاء والاستغفار , فإن للصائم في هذا الوقت دعوة لا ترد . ولا تنسي أولادك وأهل بيتك وجميع المسلمين من صالح دعائك . عاشراً: عجلي بالإفطار بعد غروب الشمس مباشرة لحديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ) [ رواه البخاري ومسلم ] , ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل , وأفطري على تمر إن تيسر ذلك , ثم رددي مع المؤذن ما يقول , واسألي الله الوسيلة والفضيلة لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم . الحادي عشر : لا تكثري من الأكل , لأنه يثقل البدن ويدعو إلى التكاسل عن العبادة وصلاة التراويح وقيام الليل . الثاني عشر : بادري إلى مصلاك بعد سماع أذان العشاء , فصلي الفريضة وما كتب الله لك من صلاة التراويح . الثالث عشر: جاهدي نفسك في هذا الشهر واجعلي لك ساعة من الليل لصلاة التهجد والقيام في وقت هجع فيه الأبناء , وهدأ المنزل من الضوضاء . ولا بأس بأن تمسكي بالمصحف للقراءة منه , وناجي رب البريات وخالق الأرض والسماوات , وانطرحي بين يديه واسأليه العفو والصفح ومغفرة الذنوب , والثبات على الحق حتى تلقينه , فرب دعوة صادفت باباً من السماء مفتوحاً نال صاحبها سعادة الدارين . الرابع عشر : اجتنبي – أختي الصائمة – التطيب من طيب تظهر رائحته , إذا كنت ممن يذهب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح , وكذلك الحذر من عدم التستر في اللباس , لأن بعض النساء – هداهن الله – يخرجن إلى صلاة التراويح وهن متبرجات متعطرات , وقد أبدين بعض مفاتنهن . والمرأة المسلمة مأمورة بالتستر والحجاب الكامل , فما بالك بمن خرجت للصلاة في هذا الشهر الكريم . الخامس عشر : في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر , ألا وهي : ليلة القدر , وقال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } , وهي في الأوتار كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم , أي ليلة ( 21- 23 25-27 29 ) , ومع ذلك فإن كثير من النساء – هداهن الله – يضيعون هذه الليالي العظيمة في الأسواق , لشراء ملابس العيد أو حلوى العيد , وهذا من الجهل والخطأ , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله عليه الصلاة والسلام . السادس عشر: لا تتكاسلي إذا جاءك العذر الشرعي فأنت منهية عن الصيام والصلاة فقط , أما الأعمال الأخرى ( فلست منهية عنها ) , من دعاء وذكر الله , وتسبيح وتهليل واستغفار . ( ملحوظة: قد تحيض البنت وعمرها تسع سنوات, فيجب عليها الصيام عند ذلك , ولا ينتظر إلى أن تبلغ خمس عشرة سنة من عمرها ) . السابع عشر: إياك من النكوص والعودة إلى المعاصي التي كنت عليها قبل رمضان , فلا تكوني مثل التي { نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً } (النحل:92) , وتذكري ما كنت تعملينه من صيام وصلاة وتلاوة قرآن وإخبات إلى الله , تذكري روحانيات رمضان وكيف كنت تعيشين في سعادة وطمأنينة وعيشة هنيئة , فكيف تريدين العودة إلى حياة الشقاء والضنك , وصدق الله إذ قال : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } (طـه:124) . واعلمي – أختي الصائمة – أنك قد تتخطفك يد المنون وأنت قد خنت العهد مع الله , بعد أن أعلنت التوبة إليه , وبكيت بين يديه , فنعوذ بالله من الحور بعد الكور . الثامن عشر: عليك بالقضاء بعد رمضان حتى تدركي صيام ستة أيام من شوال , لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) {البخاري ومسلم }. أخيراً : أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياك ممن تقبل الله منه الصيام والقيام , وأن يجعلنا من عتقائه من النار , وأن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضان , إنه ولي ذلك والقادر عليه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . |
15-حكم التهنئة بدخول شهر رمضان
عمر بن عبد الله المقبل هذا بحث مختصر حول: (حكم التـهـنـئـة بـدخـول شهر رمضان)، حاولت أن أجمع فيه أطرافه، ملتمساً في ذلك طلب الحق ـ إن شاء الله (تعالى) ـ. قبل البدء بذكر حكم المسألة لا بد من تأصيل موضوع (التهنئة) . فيقال: التهاني ـ من حيث الأصل ـ من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر . قال الشيخ العلامة (عبد الرحمن بن سعدي) (رحمه الله تعالى) في منظومة القواعد . والأصلُ في عاداتنا الإباحــةْ حتى يجيءَ صارفُ الإباحـةْ ولـيـس مــشـروعاً من الأمــور غـير الذي في شرعنا مذكـور(1) ثم قال (رحمه الله) معلقاً على ذلك: (وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام (رحمـه الله) فـي كتبه، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه: أن العادات الأصل فيها الإباحة، فلا يحرم منها إلاّ ما ورد تحريمه... إلى أن قال: فالعادات هي ما اعتاد الناس من المآكل والمشارب، وأصناف الملابس والذهاب والمجيء، وسائر التصرفات المعتادة، فلا يحــــرم منها إلاّ ما حرّمه الله ورسوله، إما نصّاً صريحاً، أو يدخل في عموم، أو قياسٍ صـحـيـح، وإلاّ فـسـائــر العادات حلال، والدليل على حلها قوله (تعالى): ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِـيـعــــاً)) [البقرة: 29]، فهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أيّ وجـهٍ من وجوه الانتفاع) (2) . وإذا كـانــت الـتـهـانـي من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا: مرّر الإسلام جملة من الـعــادات التي كانت عند العرب، بل رغب في بعضها، وحرّم بعضها، كالسجود للتحية . حكم التهنئة بدخول الشهر الكريم: روى ابن خزيمة (رحمه الله) في صحيحه (3/191) عن سلمان (رضي الله عنه) قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان، فقال: (أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة،....) الحديث . قال ابن رجب (رحمه الله): (... هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان)(3) . وإنما تأخر الاستدلال به على مسألتنا لأنه لم يثبت، بل هو حديث منكر كما قال الإمام أبـو حـاتـم الـــرازي (4)، ولذا: بوّب عليه الإمام ابن خزيمة في صحيحه بقوله: (باب فضائل شهر رمضان، إن صحّ الخبر) (5) . وفي سنده (علي بن زيد بن جُدْعان) وهو (ضعيف) (6) . وذهب الـجـمـهـــور مــن الفقهاء إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها، وفيهـــا أربع روايات عن الإمام أحمد (رحمه الله) ، ذكرها ابن مفلح (رحمه الله) في (الآداب الشرعية) ، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه (7) . (قال الإمام أحمد (رحمه الله) : ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبّل الله منا ومنك . وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس: تقبل الله منا ومنكم؟ قال: لا بأس، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة بن الأسقع؟، قال: نعم، قيل: فلا تكره أن يقال: (هذا يوم العيد) ؟، قال: لا....) (8) . فيقال: إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها، فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسمٌ من أعظم مواسم الطاعات، وتنزل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، والتجارة مع الله.. من باب أولى ، والله أعلم . تحقيق بعض العلماء في المسألة: ومما يُستدَل به على جواز ذلك أيضاً : قصة كعب بن مالك (رضي الله عنه) الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهما، وقيام طلحة (رضي الله تعالى عنه) إليه . قال ابن القيم (رحمه الله) ضمن سياقه لفوائد تلك القصة : (وفـيـــه دلـيـل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية، والقيام إليه إذا أقبل، ومصافـحـتــه، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية، وأن الأَوْلى أن يقال: يهنك بمـــا أعـطــاك الله، وما منّ الله به عليك، ونحو هذا الكلام، فإن فيه تولية النعمة ربّها، والدعاء لمن نالها بالتهني بها) (9) . ولا ريب أن بلوغ شهر رمضان وإدراكه نعمةٌ دينية، فهي أولى وأحرى بأن يُهنّأ المسلم على بلوغها، كيف وقد أثر عن السلف أنهم كانوا يسألون الله (عز وجل) ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، وفي الستة الأخرى يسألونه القبول ؟ ، ونحن نرى العشرات ونسمع عن أضعافـهـم ممن يموتون قبل بلوغهم الشهر . وقال الحافظ ابن حجر (رحمه الله): (ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة، أو يندفع من نقمة: بمشروعية سجود الشكر، والتعزية (10)، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك ...)(11) . ونقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة . وقد ذكر الحافظ المنذري أن الحافظ أبي الحسن المقدسي سُئِل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين : أهو بدعة أم لا ؟ ، فأجاب : بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة ولا بدعة (12) . خلاصة المسألة : وبعد هذا العرض الموجز يظهر أن الأمر واسع في التـهـنـئة بدخول الشهر، لا يُـمنع منها، ولا ينكر على من تركها، والله أعلم . هذا، وقد سألت شيخنا العلامة (محمد بن صالح العـثـيـمـيـن) عـــن التهنئة بدخول شهر رمضان، فقال: (طيبة جدّاً)، وذلك في يوم الأحد 8/9/1416هـ ، حــــال بــحـثي في هذه المسألة ، والتي أسأل الله (عز وجل) أن أكون قد وفقت فيها للصواب ، فإن كان كـذلك فمن الله وحده ، وإن كان ما قلته خطأً فأنا أهلٌ له ، والله ورسوله منه بريئان، وأسـتـغـفــر الله العظيم . وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . ----------------------------------------- الهوامش : 1) المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي، 1/143 . 2) انظر (الموافقات) للإمام الشاطبي، 2/212 ـ 246، ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة . 3) لطائف المعارف، ص 279، ط. دار ابن كثير . 4) علل الحديث للرازي، 1/249 . 5) صحيح ابن خزيمة، 3/191 . 6) تقريب التهذيب، رقم الترجمة (4734) . 7) الآداب الشرعية، 3/219 . 8) المغني لابن قدامة ، 3/294 . 9) زاد المعاد ، 3/585 . 10) كذا في الموسوعة الفقهية التي نقلت عنها . 11) الموسوعة الفقهية الكويتية، 14/99ـ100 ، وانظر، وصول الأماني ، للسيوطي وقد بحثت عن كلام الحافظ في مظنته ولم اهتد إليه . 12) وصول الأماني ، 1/83 (ضمن الحاوي للفتاوي) . المصدر : مجلة البيان - العدد : 109 - رمضان 1417 . ونقله عبدالله زقيل في منتدى أنا المسلم |
16-برنامج دعوي مقترح في رمضان
1- التجديد في أسلوب الحديث واختيار المواضيع المناسبة ودعوة بعض طلبة العلم للحديث وذلك بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء. 2- تفعيل لوحة الإعلانات في المساجد والتجديد فيها. 3- وضع مسابقة على المطويات التي يتم توزيعها في مسجد الحي. 4- توزيع المطويات والأشرطة في المساجد وأماكن العمل والقرى وإيصالها إلى المراكز الإسلامية في الخارج. 5- تكثيف الزيارات الأخوية الدعوية للأقارب والجيران. 6- استغلال أماكن تفطير الصائمين في الدعوة إلى الله بالتعاون مع مكاتب توعية الجاليات. 7- تفقد فقراء الحي ومساعدتهم المالية و الاجتماعية. 8- عمل إفطار جماعي لجماعة المسجد بين الفينة والأخرى. 9- إقامة رحلة عمرة للمحافظين على الصلوات والطلاب المتفوقين في الحلقة والمسلمين الجدد. 10- وضع صندوق للرجال والنساء يتم فيه وضع أسئلة ويتم الإجابة عنها من قبل طلاب العلم. 11- تفعيل دور رب الأسرة في توعية أهل بيته وإعداد برنامج دعوي لهم. 12- تفعيل دور الشباب الصغار في الأعمال الخيرية المناسبة لأعمارهم. 13- توجيه رسائل للمرأة تعالج المخالفات وذلك بواسطة المحلات النسائية والمصليات النسائية. 14- استغلال وسائل الإعلام بالدعوة إلى الله. 15- إقامة المراكز الرمضانية للشباب بالأحياء والمدارس. 16- إقامة صلاة التراويح في القرى خاصة من قبل حفظة القرآن الكريم الذين أعطاهم الله الأصوات الحسنة ويجب على جمعيات تحفيظ القرآن المشاركة في ذلك. 17- حث الناس ومساعدتهم على جمع التبرعات العينية والمادية وذلك بالتنسيق مع المستودعات الخيرية. [ابن الإسلام] |
17-وقفة مع بعض الأحاديث الضعيفة التي كثر تداولها بين الناس في رمضان
هذه وقفة مع بعض الأحاديث الضعيفة أردت التنبيه عليها لكثرة تداولها بين الناس في رمضان ونسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ضعفها أو كونها موضوعه : 1- حديث : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) رواه البزار والطبراني وفي سنده زائدة بن أبي الرقاد ، قال عنه البخاري : منكر الحديث . وضعفه النسائي ، وابن حبان . وقد بيَّن بطلانه ابن حجر في ( تبيين العجب بما ورد في رجب ) . 2- حديث : ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ) رواه الترمذي 3447 وضعفه . وفي سنده سليمان بن سفيان : ضعيف . وقال الهيثمي : في إسناده عند الطبراني : عثمان بن إبراهيم الحاطبي ضعيف . وقال ابن القيم : في أسانيد طرق هذا الحديث لين . وقال : يذكر عن أبي داود في بعض نسخه أنه قال : ليس في هذا الباب حديث مسند . 3- حديث : ( أظلكم شهر عظيم .. وذكر فيه : أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ) ... إلخ . وهو معروف بحديث سلمان الفارسي . مع الأسف كثيرًا ما نسمع من الخطباء من يجعل خطب هذا الشهر في شرح هذا الحديث مع أنه حديث باطل . رواه ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر . وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ، وسعيد بن المسيب لم يسمع منه ، وفي إسناده اضطراب وفي متنه نكارة . 4- حديث : ( لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ) رواه أبو يعلى 9/180 وقال : في سنده جرير بن أيوب ضعيف . وأخرجه ابن خزيمة 1886 وقال : إن صح الخبر . 5- حديث : ( صوموا تصحوا ) أخرجه أحمد 2/380 والطبراني وأبو نعيم والحاكم ، وهو حديث ضعيف . 6- حديث عبدالرحمن بن سمرة الطويل : ( إني رأيت البارحة عجبًا .. رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا كلما ورد حوضًا مُنع وطُرد . فجاءه صيامه فسقاه وأرواه ) رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي ، وفي الآخر خالد بن عبدالرحمن المخزومي ، وكلامها ضعيف . انظر : ( إتحاف السادة المتقين 8/119 ) وضعَّفه ابن رجب . 7- حديث : ( الصائمون ينفخ من أفواههم ريح المسك ، ويوضع لهم مائدة تحت العرش ) ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/182 وضعَّفه ابن رجب وغيره . 8- حديث : ( إن الجنة لتزخرف وتنجد من الحول إلى الحول لدخول رمضان فتقول الحول العين : يا رب ، اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجًا ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوليد بن الوليد القلانسي ، وهو ضعيف . 9- حديث : ( الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة ) أخرجه ابن خزيمة والترمذي 784 ، وابن ماجه 1748 ، والطيالسي 1666 ، وهو حديث ضعيف . انظر الضعيفة 1332 . 10- حديث : ( أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرًا ) أخرجه أحمد 2/329 ، وابن حبان 886 ، والبيهقي 4/237 ، والبغوي 1732 ، وفي سنده قرة بن عبدالرحمن حيوئيل وهو ضعيف ، وأخرجه ابن خزيمة 2062 ، والترمذي 700 وضعَّفه ، وجاء عند البخاري ومسلم : ( يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) . 11- حديث : ( نوم الصائم عبادة ) أورده السيوطي في الجامع الصغير 9293 وعزاه للبيهقي ورمز له بالضعف من طريق عبدالله بن أبي أوفى . وضعفه زين الدين العراقي والبيهقي والسيوطي . انظر الفردوس 4/248 ، وإتحاف السادة 4/322 . 12- حديث : ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر ) رواه ابن ماجه 1690 وفي سنده أسامة بن زيد العدوي ضعيف ، ومعناه صحيح . 13- حديث : ( من صلى العشاء الآخرة في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر ) أخرجه الأصبهاني وأبو موسى المديني . وذكره مالك بلاغًا 1/321 وهو مرسل من كلام ابن المسيب ، وجاء عند ابن خزيمة 2195 وفي سنده عقبة بن أبي الحسناء مجهول كما قال ابن المديني . فهو ضعيف . 14- حديث : ( كان إذا دخلت العشر اجتنب النساء واغتسل بين الأذانين ، وجعل العشاء سحورًا ) حديث باطل ، في سنده حفص بن واقد . قال ابن عدي : هذا الحديث من أنكر ما رأيت له . وجاء هذا الحديث بعدة أسانيد كلها ضعيفة . 15- حديث : ( من صام بعد الفطر يومًا فكأنما صام السنة ) ، وحديث : ( الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ) ذكره صاحب كنز العمال 24142 وهو حديث ضعيف . 16- حديث : ( من صام رمضان وشوال والأربعاء والخميس دخل الجنة ) رواه أحمد 3/416 وفيه راوٍ لم يسمَّ ، والحديث ضعيف على كل حال . 17- حديث : ( لا تكتحل بالنهار وأنت صائم ) رواه أبو داود 2377 وقال : قال ابن معين : هو حديث منكر . 18- حديث : ( ذاكر الله في رمضان مغفور له ) أورده السيوطي في الجامع الصغير 4312 وعزاه للطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب . وفي سنده هلال بن عبدالرحمن وهو ضعيف . 19- حديث : ( الصوم في الشتاء ) رواه الترمذي 797 وهو مرسل ، وفي سنده نمير بن عريب . لم يوثقه غير ابن حبان . وهو ضعيف ، وكذلك حديث : ( الشتاء ربيع المؤمن ) ضعيف ومعناه صحيح . 20- حديث : ( استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، وبالقيلولة على قيام الليل ) أخرجه الحاكم وابن ماجه وفي سنده زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام ضعيفان ، فالحديث ضعيف . 21- حديث : ( من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر لم يجزئه صيام الدهر كله ولو صامه ) أخرجه أبو داود 2396 ، والترمذي 723 وقال : لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقال : سمعت محمدًا - يعني البخاري - يقول : في سنده أبو المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث , وقال ابن حجر في الفتح 4/161 : تفرد به أبو المطوس ولا أردي أسمع من أبي هريرة أم لا ، وقال الذهبي في الصغرى : لا يثبت . 22- حديث : ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة 481 ، وأبو داود 2358 وفي سنده عبدالملك بن هارون بن عنترة ضعفه أحمد والدارقطني . وقال : قال يحيى : هو كذا . وقال أبو حاتم : متروك . وقال ابن القيم في زاد المعاد 2/51 : لا يثبت هذا الحديث . 23- حديث : ( ثلاثة لا يفطرن الصائم : الحجامة والقيء والاحتلام ) رواه الترمذي 719 وضعفه . بل الحجامة تفطر ، والقيء إذا تعمد يفطر ، أما الاحتلام فلا . 24- حديث : ( تحفة الصائم الدهن والمجمر ) رواه الترمذي 801 وضعفه . وفي سنده سعد بن طريف ضعيف . 25- حديث : ( إن لله في كل ليلة ستمائة ألف عتيق من النار ، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد ما مضى ) رواه البيهقي وهو مرسل من كلام الحسن البصري . 26- حديث : ( خصاء أمتي الصيام ) قال الألباني في مشكاة المصابيح 1/225 : لم أقف على سنده ، لكن نقل الشيخ القاري 1/461 عن ميرك أن فيه مقالاً . 27- حديث : ( الصوم نصف الصبر ) في سنده موسى بن عبيدة . متفق على ضعفه . وقد أخرجه الترمذي 3519 ، وابن ماجه 1745 ، وأحمد والبيهقي . ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع . 28- حديث : ( من قام ليلة العيد ) . وفي لفظ : ( من أحياها محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) رواه ابن ماجه وفيه بقية مدلس وقد عنعن ، فالحديث ضعيف . 29- حديث : ( ليس في الصوم رياء ) أخرجه البيهقي عن ابن شهاب الزهري مرسلاً . 30- حديث : ( صيام رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواه ) وفي لفظ : ( خير من ألف رمضان فيما سواه من البلدان ) أخرجه البيهقي وقال : إسناده ضعيف . وأخرجه الطبراني في الكبير ، والضياء في المختارة . وقال الهيثمي : فيه عبدالله بن كثير وهو ضعيف . وقال الذهبي في الميزان : إسناد مظلم . 31- حديث : ( سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة ) رواه البزار والديلمي . وفيه يزيد بن عبدالملك النفيلي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/140 . 32- حديث : ( إن في السماء ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله فإذا دخل رمضان استأذنوا ربهم أن يحضروا مع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - صلاة الترايح ) أخرجه البيهقي في الشعب 3/337 موقوفًا على علي . وضعفه السيوطي في الدر المنثور 8/582 ، والمتقي النهدي في كنزل العمال 8/410 . 33- حديث : ( إن للصائم عنده فطره دعوة لا ترد ) أخرجه أحمد 2/305 ، والترمذي 3668 ، وابن خزيمة 1901 ، وابن جاه 1752 وفي سنده إسحاق بن عبيدالله المدني لا يعرف كما قال المنذري ، وقد ضعَّف الحديث ابن القيم في زاد المعاد . والحديث ضعفه الترمذي . وله شاهد عند البيهقي 3/345 وفي سنده أبو مدلة . قال عنه ابن المديني : مجهول . وقال الذهبي : لا يكاد يعرف . فالحديث ضعيف . وهنا تنبيه : ينبغي أن يُعلم أن الأحاديث الضعيفة لا يُعمل بها في الفضائل ولا في الأحكام ولا في غيرها على الراجح من أقوال أهل العلم ، فنحن متعبدين بما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يجوز نسبة الحديث الضعيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا على سبيل البيان والإيضاح على ضعفه ، بل قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - : لا يجوز لأحدٍ أن يروي حديثًا إلا وهو يعلم هل يصح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا ؟! لحديث : ( من يقل عليِّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري . هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - . - رياض الجنان في رمضان ، إعداد : عبدالمحسن بن علي المحسن ، ص31-36 . نقله اللاجئ إلى الله |
18-رمضان... كيف نستقبله ؟؟... وكيف نغتنمه ؟؟
رمضان.....كيف نستقبله ؟؟....وكيف نغتنمه ؟؟ تقديم : إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ، وسيأت أعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صلى على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد... { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } 102: آل عمران . { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } 1 : النساء . { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلً سَدِيدًا * يُصْلِـحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } 71 : الأحزاب أما بعد : فأن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة فى النار, وبعد …. فان شهر رمضان من الأزمان التي لها عند المسلمين مكانةٌ عظيمةٌ , هذه المكانة ليست مجرد شجون وتقدير لما لايرتبطون به , لا بل هى مكانةٌ ترتبط بها القلوب والأبدان لما تجده النفوس من بهجةٍ وفرحةٍ واطمئنان وحب للخيرات وفعل للطاعات وتهيؤ عظيم فى القلوب ولين فى الأبدان لفعل الخيرات وترك المنكرات , ولاشك أن هذا يشعر به كل مسلم وان قل ايمانه لأن شهر رمضان هو زمنُ لين القلوب واطمئنانها ولو نسبياً , وزمنُ تعاون الناس على كثير من البر والطاعات , وفعل الخيرات , فأنت ترى الناس تختلف مسالكهم فى رمضان عن غيره لوقوع الصيام منهم جماعة مما يجعل لهم صورة جماعية طيبة فى بعض الأمور كإجتماع الناس فى البيوت للإفطار حتى تخلو الطرقات فى القرى والمدن من المارة الا القليل , والتى لا تكون كذلك فى مثل هذه الأوقات فى غير رمضان , وغير ذلك من المظاهر الجماعية والتى تحدث فى رمضان ولا يمكن أن تحدث فى غيره باستقراء الواقع الا أن يشاء الله شيئا...وذلك -مثلا -مثل أجتماع الناس على قيام رمضان , ومثل امتلاء المساجد فى صلاة الفجر على غير عادة الناس فى غير رمضان فى أزماننا, هذا وغيره كثير يدل دلالة واضحة على تلك المكانة التى هى لهذا الشهر فى قلوب العامة والخاصة من المسلمين , وتلك المكانة التى تكون فى القلوب تتفاوت فى قلوب المسلمين بما يترتب عليه تفاوتا بينا فى مسالكهم وعاداتهم فى هذا الشهر أفرادا وجماعات , وهذا التفاوت ليس هو فقط فى المقدار والأثر والقوة لا بل هو أيضا فى نوعه بمعنى أنه ليس فقط تفاوتا فى كمه وقوته بل فى كيفيته ونوعيته...... وصدق ربنا اذ يقول :" إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى" 4 : الليل ...... نعم فان سعى الناس عموما فى أمر دينهم ودنياهم لشتى خاصة فى مثل تلك الأزمان الفضيلة , فبين مقدر لقدره ومضيع , وكاسب وخاسر , وموفق ومغبون , وضال ومهتد , وتقى وفاجر عافانا الله من التضيع والخسران والغبن والضلال والفسوق والكفران وجعلنا بفضله ومنه وجوده من المؤمنين الفائزين فى الدنيا والأخرة فى رمضان وغيره من شهور العام ....آمين ....آمين |
19-أيها الاخوة الكرام كيف نستقبل..ونغتنم.. رمضان ؟
وقبل الاجابةِ أسأل نفسى واياك أخى الكريم سؤالا يقرب المسألة , وهذا السؤال هو لو أن لك صاحب أو قريب أو رحم عزيز عليك ,غاب عنك أحد عشر شهرا ثم علمت بمجيئه اليك زائرا عما قريب , ماذا أنت صانع لملاقاة واستضافة هذا الضيف والجائى الكريم العزيز عليك , ماذا انت صانع ؟...سأترك الاجابة لك ولكن بشرط أن تجيب بأنصاف وموضوعية ... واذا وفققك الله لاجابةٍ صحيحة منصفة بما يليق وشأن ضيفك وزائرك الذىافترضنا أنه عزيز بل عزيز عليك جدا ..جدا.... فاسأل نفسك ماذا هو الحال اذا كان هذا الزائر هو شهر رمضان المبارك ؟ ونحن سوف نستقبل فى غضون أيام هذا الضيف...هل تعرفه...وماذا أعددت له وكيف ستستقبله وتتعامل معه؟ أولا : من هو شهر رمضان ؟ هــــــــو : الشهر التاسع فى ترتيب الشهور التى هى عند الله اثنى عشر شهرا من يوم أن خلق الله السموات والأرض,وعلى الترتيب الذى أنشأه عمر رضى الله عنه... قال تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } ....الآية 36 : التوبة وهــــــو : الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن . قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } ......الآية 185 : البقرة وهــــــو: الشهر الذى أبتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم . وهــــــو : الشهر الذى جعل الله منه الى رمضان ما بعده كفارة : بوب مسلم فى كتاب الطهارة : باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر * وفيه : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر * وهــو: الشهر الذى اذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان من الخير اسمع : عند البخارى فى كتاب الصوم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة * وفى رواية عنه أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين* وهــو : الشهر الذى جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبى الجنة والعلو فى الدين : فعند البخارى فى كتاب التوحيد : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة * وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين : عن أبى هريرة حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه * وهــو : الشهر الذى جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم : فعند البخارى فى كتاب الحج : عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها ما منعك أن تحجين معنا قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة* وفى رواية:" عمرة في رمضان تعدل حجة" متفق عليه. وفى رواية: قال فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي* قوله : { عمرة في رمضان تعدل حجة } في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض. للإجماع على أن الاعتمار لا يجزيء عن حج الفرض. وقال ابن العربي: حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها. وقال ابن الجوزى: فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وخلوص المقصد. وهــو : الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فى دين وعمل العبد المؤمن : فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان * وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين: عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و والله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها* وأنت تعلم قوله تعالى: { ليلة القدر خير من ألف شهر } .... وهـــو : خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين : ففى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشفاءه من قبل أن يدخل ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر"...... أحمد...والبيهقى ، عن أبي هريرة .وحسنه الألبانى فى صحيح الترغيب.. * وإذا نظرت لهذا الحديث الجامع ترى أن ذلك وكأنه واقع يراه القاصى والدانى...المؤمنون يعدون عدة البر يجهز زكاة ماله لينفقها فى رمضان...ويرتبون المال للتوسيع على الأهل والأولاد...ويعدون أسباب إعانة المساكين والفقراء...وكذا إطعام الصائمين....وفى المقابل المنافقون ممن يعدون العدة بالأفلام والتمثليات والفوازير....ألخ....فصدق الصادق المصدوق هو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفجر,,,,,,,, ** ولو ظللت أعرف بمن يكون هو هذا الضيف العزيز ما وفيت الكلام على مكانته ولكن المقصود هو كيف نستقبل هذا الضيف المكرم ؟ *...كــــــــــــــــيف...؟؟؟؟؟ ومن ثم لابد أن أذَكِر أولاُ بأمور هامة أولها: نحــــــن المسلمين : لكم أسأنا استقبال هذا الضيف لأنه لطالما يزورنا ويأتينا كل عام فى نفس الموعد وهو ضيف كريم يأتى بالهدايا الكثيرة العظيمة النفع التى يحتجها كل أحد من الخلق وخاصة المسلمين ونحن نقابل لك بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا ونرمى فى وجهه ما لا يعجبنا ونحن فى ذلك من المغبونين ... وصدق ربنا اذ يقول:"ان سعيكم لشتى".....نعم ان سعى العباد فى الدين لشتى , وخاصة فى رمضان , فمضيع ومستهتر ومغبون ومفتون وغير ذلك من مسالك الباطل والتضييع , ولكن هناك أهل الحكمة وشكر النعمة ..جعلنا الله منهم .. أهل تقدير العطايا والمنح الربانية- الذين يرجون ثواب ربهم ويخافون عذابه ويتقون سخطه بطلب مرضاته - نعم هم من يطلبون النجاة ويسلكون مسالكها فيعرفون لرمضان قدره ويستقبلونه بالتوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات , يحكى عن السلف أنهم كانو يظلون ستة أسهر يدعون ربهم أن يبلغَهم رمضان , فاذا جاء أحسنوا استقباله , فاذا رحل عنهم ظلوا ستة أشهر بعده يسألون الله قبول ما قدموا فيه من الصيام والقيام والصدقة وغير ذلك مما قدموا من البر ....أرأيت كيف كان حالهم ... وكيف صار حالنا , نسأل الله أن يصلحنا ويصلح بنا ويحسن مآلنا ويجعلنا فى شهر رمضان من الفائزين ,كان السلف أذا انقضى رمضان يقولون رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر , اللهم اجعلنا فيه وفى سائر ايامنا وأعمارنا من الرابحين المفلحين ....أمين ....أمين... نحــــــــن ياسادة : كم من مرات ومرات جعلناه يرحل عنا وهو حزين لا يرى منا الا الوكسة والجرى وراء الدنيا الحقيرة والرضى بالدنية فى الدين , والميل مع الذين يتبعون الشهوات ميلا عظيما , والتولى عن العمل لله ,ويري كذلك زهدنا فى أخرتنا وعدم نصرتنا لربنا ,,,,,,,,,, ففعل المنكرات , وسهرٌ أمام التلفاز فى الليالى الرمضانية - هكذا يسمونها من يقيمونها - وهى فى الحقيقة ليالى شيطانية لا رمضانية , فالليالى الرمضانية هى ليالى القيام واجتماع الناس فى المساجد والتسحر استعدادا لصيام يرضاه الله جل وعلا وغير ذلك من الذكر والتلاوة هذه هى الليالى الرمضانية , وكذلك لكم رحل عنا رمضان وهو يرى حال المسلمين المتردى الذين هم فى أشد الحاجة لما جاءهم به من الخير الكثير الذى جعله الله لعباده التائبين المقبلين الذين يبحثون عن مخرج من ورطة الذنوب وتخفيفا لثقلها عن عاتقهم ... نحــــــــن أيها الاخوة : يأتينا هذا الشهر هذه المرة وهناك متغيرات كثيرة الشيشان وما أدراك ما الشيشان وتدنيس بيت المقدس والتعدى عليه من أبناء القردة والخنازير,والهوان والاستضعاف الذى تعيش فيه الأمة دولا وجماعات وأفراد حكاما ومحكومين , فقتل وتشريد وهدم للبيوت وتحريق للممتلكات , قتل للأطفال والكبار والنساء والرجال ابادة هنا وهناك , ومسح للدول الاسلامية من على خريطة العالم كما يحدث فى فلسطين والشيشان , وغطرسة كافرة تعربد بحقد أسود وجبروت طاغى فى كل حدب وصوب , وإذلال للقادة والملوك والممكنين قبل المستضعفين , ووصف للإسلام والمسلمين بالإرهاب وغير ذلك , فانا لله وانا اليه راجعون ... ان رمضان ذلك الضيف الكريم يأتى هذه الزيارة ونحن نعانى من انهزامية يزرعها فينا دعاة السلام ...عفوا بل دعاة الاستسلام والذلة لغير الله مع الاعراض عن الله...انهزمية يزرعها فينا دعاة العلمانية , ويدعمها حبنا للدنيا الذى هو من أعظم أسباب تلك الانهزامية ففى الحديث الصحيح من حديث ثوبان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل يا رسول الله : فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت".أخرجه أحمد وابو داود . * يأتى علينا هذا الضيف ياسادة ونحن نلعق مرار تسلط اليهود على بيت المقدس وتكبرهم علينا حكاما ومحكومين , دولا وجماعات وأفراد , نلعق مرارة ابادة الروس الملاحدة الملاعين للمسلمين فى الشيشان أنتهكو حرماتهم وهدموا وخربوا أرضهم وانتهكوا أعراضهم ومسحوا دولة معترف بها فى المجتمع الدولى مسحوها أو هكذا يحاولون ولن يمكن الله لهم ...فانا لله وانا اليه راجعون ... خلاصة القول أن هذا الضيف العزيز الكريم بما كرمه به الله تعالى يأتى علينا ونحن أزلة مستضعفين أنهكتنا ذنوبنا وشهواتنا وحرمنا طلب المقامات العليه , مقامات الجهاد والمجاهدة مقامات البذل لله تعالى مقامات عز الطاعة والانابة الى الله تعالى , خلاصة القول أن هذا الضيف سوف يجيئ ليجد فينا ومنا حالا لايسر حبيب ولكن يسرعدو , يسر الشيطان الذى يقعد للمسلم بكل صرط , يسر اليهود الذين برون منا الانهزامبة أمام تصلفهم وكبرهم ...فاجتمعات ولجان ومؤتمرات لاتتمخض الا عن زيادة ذل وهوان انا لله وانا اليه راجعون...حالٌ لايسر الا دعاة الاستسلام لليهود لأنهم قُهروا نفسيا أمام الدولة العظمى كما يحلوا لهم أن يسموها للغطرسة الأمريكية تلك الأسطورة التى هى إلى زوال تقريبا خاصة بعد ما أوضح مدى خوار الأسطورة التى لاتقهر والأمن الذى لايخترق...ها قد أخذ الله القرية الظالمة بعض الأخذ...وهو على كل شئ قدير...وإن هلاكهم قريب...ألم تر تلك الأية التى ظهرت فى عقر دارهم.....فنحن نخور ونركع فى محراب الطغيان الأمريكى.. واليهودى ...وغيره.... وطبعا لايجر ذلك الا الى الصغار والذل لاالعز والكرامة.. فحسبنا الله ونعم الوكيل .... فحالنا يسادة يسر كل عدو قل أو كثر ....بعد أو قرب.... والى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم...... * هذا بعض ما ينبغى أن نعرفه ابتداء ....وذلك قبل أن نتكلم عن كيفية استقبال هذا الضيف العزيز.... * ولابد هنا أيها الاخوة الكرام من معرفة أن هذا الضيف : يأتى ومعه كثير من أسباب الاعانة والتغيير التى يمن الله بها على عباده المؤمنين الذين يؤمنون أنهم لاينبغى لهم أن يهنوا ولاينبغى أن يحزنوا , ولا ينبغى بحال أن ينهزموا أويضعفوا أو يصيبهم الخور أمام عدوهم , وولاينبغى كذلك أن يذلوا لغير الله تعالى المعز المذل الكبير المتعال الذى اذا أراد شيئا قال له كن فيكون بيده الخير وهو على كل شئ قدير , وذلك لأنه سبحانه قد وعدهم بأنهم الأعلون ان كانوا مؤمنين قال تعالى: { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }39 : آل عمران ... وكذلك هم يستبشرون بوعد الله تعالى حيث قال : { وَعَـدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنـُوا مِنْكُمْ وَعَمِلـُوا الصَّالِحـَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ } 55 : ا لنور ولذلك لابد... ثم لابد.....ان أردنا الخلاص مما نحن فيه من الغبن وقلة الايمان وكثرة الشرور.... أن نكون من أولائك الذين يقدرون هذا الضيف قدره ويحفظون عليه مكانته التى أنزلها الله اياه ويتنعمون بكثير الفضائل والكرائم والهبات والهدايا والنعم الربانية التى يبعث بها الله تعالى مع هذا الضيف العزيز.... أليس كذلك ...لابد أن نجعل استقبالنا لهذا الضيف الكريم نقطة تحول كبيرة فى حياتنا الايمانية وفى انفسنا , نقطة تحول نتحول بها : أولا : من كثرة الذنوب والمعاصى التى لاتنتهى سواء الدائم منها....مثل شرب الدخان وسماع الأغانى والمعازف والتبرج وعرى البنات والاختلاط وحلق اللحى والكسب الحرام من الوظائف المحرمة مثل العمل فى البنوك والضرائب والأعمال التى فيها ظلم العباد أو الحكم بغير ما أنزا الله والنظر الى المحرمات وظلم الزوجات واسأة التربية للأولاد وغير ذلك كثير من الذنوب التى يقع فيها الكثير...دائما...ليل نهار... أو ما نأتيه حينا مثل الزنا والغيبة ....التعاون فى بعض المنتديات على الاثم والعدوان كما هو فى منكرات الأفراح والأعراس وما شابه , والليالى القبيحة المسامة بالليالى الرمضانية حيث يجتمع البنات والشبات مع الرجال والأولاد ...فى فعل المنكرات ومشاهدة المحرمات أو قضاء الليل فى اللعب والصراخ والمجون والسهرات الملونة ..... فقد أصبح البر والطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات والتعاون على البر والتقوى , صار ذلك فى حياتنا وأحوالنا ...أحيانا ...أحيانا....أحيانا...فلابد اذا من التحول من هذا الحال الى العكس ولن بكون ذلك بالآمانى والتمنى , لا لن يكون ذلك الا بتغيير النفس , والمجاهدة فى الخروج من هذا الأسر أسر الدنيا والاخلاد لها , أسر الشهوات وحب المال والرضى بالحياة الدنيا والاطمئنان لها ,فلابد اذا من تغيير النفس لابد....ثم لابد..قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ...." 11 : الرعد...ولن يكون ذلك الا أن تبدأ بالتوبة , التوبة من الحال الذى يعرفه كل منا من نفسه ....ولاينبغى أن نتقلل عيوبنا وذنوبنا وكأنها شئ هين لا ثم لا فهذا شأن المنافقين والعياذ بالله تنبه.. فعند البخارى فى كتاب الدعوات: عن الحارث بن سويد حدثنا عبدالله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه* أرأيت إياك...إياك أن تفعل ذلك....فذنوبنا أهلكتنا أو كادت فلابد من التغيير والهجرة الى الله تعالى دون مكابرة فاننا عباد الله ان جادلنا عن افسنا فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنا فى الأخرة من...من...قال تعالى: { هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا } 109 : النساء. فلنجعل من رمضان بما فيه من صنوف البر الكثيرة معسكر توبة نتحول فيه من أصحاب معاصى وسيئات الى أصحاب طاعات وفعل خيرات وليس هناك من الطاعات طاعة جمعت مافى التوبة من خير وفضل من الله تعالى ولذلك أمر الله بها :- قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } 8 : التحريم … قال تعالى : { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } 74 : المائدة.... وقال تعالى: { وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } 3 : هود... وقال تعالى: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } 52 : هود …وقال تعالى: { وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } 90 :هود … وقد شدد الله تعالى على من لم يتب فقال تعالى: { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ } 11 : الحجرات.. فيا أخى : إن أردت أن يتوب الله عليك وتنجو من حالك السئ قبل الموت فتب قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } 160 : البقرة ياأخى الكريم: ان اردت أن يحبك الله فتب قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } 222 :البقرة … ياأخى الحبيب: ان أردت أن يغفر الله لك ويرحمك .... وانت صاحب الذنوب التى كالجبال والتى لعلها تكون سبب الهلاك والعياذ بالله....ان اردت ذلك فتب قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } 89 : آل عمران... يا أخى فى الله: ان أردت أن يأتيك الله الأجر الذى يمكن أن يكون سببا للخلاص من ورطة الذنوب فتب قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } 146 : النساء... |
تابع موضوع رقم 19
ياأخى الحبيب: ان أردت الخير كل الخير فتب قال العلى الكبير: { فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } 74 : التوبة.. واعلم أخى أن الله تعالى الغنى الحميد القائل فى محكم التنزيل { يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } 15: فاطر … وقال تعالى: { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ } 97 : آل عمران … وقال تعالى: { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } 133 : الأنعام … وقال تعالى : { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ } 6 : العنكبوت... ومع هذا كله فانه جل وعلا يطلب منك الرجوع إليه تعالى , ويفتح لك بابا من أوسع الأبواب لترجع منه , وحتى لاتجد الطريق ضيقا فقد وسع الله فى باب التوبة وجعله مفتوحا على مصرعيه للعبد طيلة حياته مالم يغرغر , أو تطلع الشمس من مغربها [ يعنى وقت الساعة ] ... وليس هذا فحسب بل ان الغنى عنك وعن العالمين سبحانه, من يفتقر له كل من فى السموات والأرض , يفرح بتوبة عبده التائب ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" "لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض فلاة دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله تعالى أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته" متفق عليه من حديث ابن مسعود وأنس. زاد مسلم في حديث أنس "ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح" ورواه مسلم بهذه الزيادة من حديث النعمان بن بشير... أرأيت أخى كيف يفرح الله بتوبة العبد من أن العبد هو المحتاج والله هو الغنى , ياللعجب الفقير العاجز دائم الحاجة لا يفرح بالتوبة وهو فى أشد الحاجة اليها , كن أخى من الفرحين بالتوبة التى لعل وراءها رحمة رب العالمين سبحانه.. قال تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } 58: يونس..... فهذا من أول ما ينبغى أن نجعله من أعمالنا فى أستقبال شهر رمضان لنكون ممن يستقبله استقبالا حسنا ..... وثانـــيا :..أن تجعل من رمضان سببا لنيل الشرف وأن تكون من أهل الشرف خروجا من قهر الذل ذل المعاصى والانهزامية وهذا الشرف ليس فى عضوية مجلس الشركاء فهذا مزيد من الذلة ليس الشرف والعز فى مثل ذلك , وليس الشرف كذلك فى جمع الأموال والاستكثار من التجارات لأنه موسم ...نعم هو موسم ...ولكن للبر والحسنات لا للجنيهات والريالات...نعم هو موسم ...للبر والطاعات لا للمكاسب والتجارات.... الشرف الذى أقصده هنا هو قيام الليل ففى الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"... أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان عن سهل بن سعد البيهقي في شعب الإيمان عن جابر" وقال الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع .حسن برقم : 73 وفى الحديث "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"......القيام وما أدراك ما القيام ذلك البر الذى لما تركه المسلمون تركوا معه سببا عظيما من أسباب عزهم فالعز طريقه فى أمرين: الأول: الأنس بالله ليلا والترهب له , وجمع القلب عليه والانكسار ليلا فيورث ذلك الاخبات والاخلاص , والثانى :البذل والجهاد فى الله نهارا فى طلب العلا علما وعملا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وهذا يورث الفداء والاباء , قيام الليل لا تضيعه واغتنم ما وعد الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حيث قال:" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".. متفق عليه..... فهذا ثانيا... .... *وثــالــثا:... *ادخال السرور على أخيك : أن دخول شهر رمضان على المسلمين هو بمثابة دخول الغوث عليهم فى دينهم ودنياهم , فأبواب الفرج تتفتح وفى الحديث "اذا كان رمضان فتحت أبواب الخير" ولم يقيد أو يستثن , وهذا معناه أن كل أبواب الخير الدنيوية والأخروية تفتح , وكلنا يشهد بذلك ويحسه , حتى أن الناس تقول { رمضان الرزق فيه واسع } , ومن هذا المنطلق لابد أن تجعل من رمضان باب خير عليك وعلى أهل بيتك , فلا مانع من التوسيع على أهل بيتك بلا تكلف واسراف , والتوسيع على أخوانك من أرحامك ومن جيرانك ومن أصحابك هو من أفضل الأعمال ... ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا "..... أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة وابن عدي في الكامل عن ابن عمر , وقال الألبانى فى صحيح الجامع حسن ,برقم : 1096 ، وقال أيضا :" من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن: تقضي عنه دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة". أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن المنكدر مرسلا, وفى صحيح الجامع برقم . : 5897 ,صحيح . أرأيت أخى كيف أن ادخال السرور على أخيك من أفضل الأعمال وهذا الفضل يزداد أذا كان جارا ففى الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه "... أخرجه الطبراني في الكبير عن طلق بن علي,وفى صحيح الجامع برقم: 5380 ,صحيح. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :" ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه ".....أخرجه البخاري في الأدب والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عن ابن عباس.,وفى صحيح الجامع برقم : 5382 ,صحيح . فياليتنا نخرج من سوء نفوسنا ونستقبل هذا الضيف العزيز بادخال السرور على الأهل والجيران والأصحاب ونجعل من رمضان ملتقى الأحبة فى الله نطعمهم ونخفف عنهم ونشاركهم فى قضاء حوائجهم ولو بالدعاء ممن لم يجد ولنتذكر فى هذا المقام قول الهادى البشير عليه الصلاة والسلام وهو يقول :" { ترى المؤمنين: في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى } . البخارى ومسلم..... وبناءً على هذا فلنستقبل رمضان من منطلق تحولنا عن الاساءة لأخواننا الى التواد والتعاطف والتراحم , لنستقبل هذه الأيام الفضيلة ونحن جسد واحد , جسد الاسلام والمسلمين هذا ثالثا ... ورابــــعا : ...حسن الخلق ولين الجانب والألفة : فلنجعل من رمضان نقطة تحول من سوء الخلق والفظاظة الأحقاد والغل وسوء الطوية وسوء معاشرة الأزواج والاساءة لهن , والنشوز على الأزواج وعدم طاعتهم , والخروج من كبر النفس , والتعالى بعضنا على بعض , وتقطيع الأرحام والسعى فى الأرض فسادا , وفحش اللسان والكذب والخيانة والغيبة والنميمة...وغير ذلك..من السوء فلنتحول من ذلك كله ومن كل خلق سئ , نجعل من أيام هذا الشهر معسكرا تربويا , نقيم أنفسنا فيه على الأخلاق الحسنة وهى فرصة عظيمة لتحصيل ذلك الخير الكثير ففى الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم:" إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم"...... أبو داود وابن حبان في صحيحه عن عائشة.وقال الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع برقم : 1932 صحيح . وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم:"أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء"......البيهقى.عن أبي الدرداء,وقال فى صحيح الجامع برقم : 135 ,صحيح . ويكفى أن تعرف أن النبى صلى الله عليه وسلم سمى ووصف البر بأنه حسن الخلق كما فى الحديث : " البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".أخرجه البخاري في الأدب وصحيح مسلم والترمذي عن النواس بن سمعان * أن يأمنك الناس وتهجر المعاصى فذلك ثمرة حسن الخلق: وفى الحديث:"المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهـم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". ابن ماجة عن فضالة بن عبيد,وقال الألبانى فى صحيح الجامع برقم : 6658 ,صحيح. * واعلم أن الألفة من شيم المؤمنين : ففى الحديث :" المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس"....أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء عن جابر,وفى صحيح الجامع برقم : 6662 ,وقال حسن . وفى الحديث أيضا : " المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".....أخرجه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد, وفى صحيح الجامع برقم : 6661 ,وقال صحيح . وفى الحديث : " المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم".....أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة.وفى صحيح الجامع برقم : 6653 ,وقال حسن . قال فى لسان العرب : وفي الحديث : المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ. يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً ، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق ؛ وقال ابن الأثير فى النهاية: والخبُّ بالفتح : الخدَّاعُ، وهو الجُزْبُرُ الذي يسعى بين الناس بالفَسَاد . * واعلم أن الصبر على آذى الناس من الايمان لاأنه من عظيم حسن الخلق : ففى الحديث : " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم"...أخرجه أحمد في مسنده والبخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة عن ابن عمر,وفى صحيح الجامع برقم : 6651 ,وقال صحيح. ...... أرأيت أخى هذا بعض ما فى حسن الخلق من فضائل وخيرات وبركات , فلما لانجبر النقص ونسد الخلل ونحصل ذلك الخير الكثير ونذوق الحُسنَ بعد السوء والحلو بعد المر والاحسان فى المعاشرة بدلا من الاساءة والتعدى , ما أحلى حسن الخلق وما أحلى مذاقه , فلنجعل من رمضان بداية عهد جديد , فلنستقبل رمضان بحسن الخلق ولين الجانب وحسن الطوية ومحاولة الاتلاف فيما بيننا عسى ربنا أن يرحمنا ......... فهذا يا أخى رابعا مما نحاول أن نجعله من مقتضيات استقبال شهر رمضان ذلك الضيف الكريم .......... وخامــــسا:... المؤمن عف اللسان : إن سوء اللسان من سوء الخلق ولكنه أخطره ولذلك ينبغى أن نعرف هذه الخطورة ونحذرها ولعل كثير الشقاق بيننا وعدم الألفة والتفرق بين أصحاب النهج الواحد بل ان من أعظم ما يخلق العداوة بين الأولياء والأرحام والأصهار حتى بين الرجل وامرأته كثير منها ان لم تكن كلها.... بسبب اللسان...نعم إن للسان خطورة شديدة ومن أعظمها خطورة بعد التكلم بالكفر والعياذ بالله ...سب المؤمن...ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة"...... الطبراني في الكبير عن ابن عمرو,وفى صحيح الجامع برقم : 3586 ، وقال حسن . وقال أيضا صلى الله علبه وسلم : " ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء عُذب به يوم القيامة، ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله".... متفق عليه وفى الحديث :"ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي"..... أحمد في مسنده والبخاري في الأدب وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود,وفى صحيح الجامع برقم : 5381 ، وقال صحيح . وفى الحديث " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده..." ولهذا ينبغى أن نعلم أن فرقة الصف , وتفرق الجمع , وفك حزمة المسلمين , يرجع سبب ذلك الى أمور , لعل من أعظمها التلاعن بين المسلمين , فكل جماعة تلعن أختها ولو من طرف خفى , وكل فرد يلعن من ليس فى حزبه أو جماعته فتزداد بذلك الفرقة , وتتعمق به الغربة بين المسلمين , وهذا لايُرضى الا أعداء الاسلام الذين يسعون فى المسلمين منذ أمد بعيد بمبدأ فرق تسد , وقد نجحوا فى ذلك مع الأسف , وما ذلك الا بسبب بعد المسلمين عن هدى نبيهم وشريعة ربهم , وباتوا يلهثون وراء الغرب الكافر الذى هو موطن أعدائهم , ومحل مبغضيهم وحاسديهم , باتوا يتخذونهم أولياء ويتبعونهم فى كل صغيرة وكبيرة حتى فرقوهم وجعلوهم شرازم متباغضين متناحرين , حتى قامت بين المسلمين الحروب , فبدلا من أن يتوجه المسلم بسلاحه وقوته وضربته الى أعدائه الحقيقيين من الكفار والملحدين ومن اليهود والنصارى وأشياعهم من دول الغرب الكافرة , بدلا من هذا يجعل قوته ورميته فى صدر أخيه المسلم,فانا لله وانا اليه راجعون...ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم...فلهذا أخى الكريم ينبغى أن نتفطن لما أوقعنا فيه عدونا , وقد ذقنا مرارة التفرق والتلاعن والسب والمقاتلة حتى كدنا نستنزف لصالح أعدائنا , لنتنبه الى مثل هذه الأمور العظام ونخرج أنفسنا من ورطة الغفلة التى وضعنا فيها بعدنا عن ديننا هذا واحد , وتربص ومكر أعدائنا الثانى , قد تكون هناك أسباب أخر لكن الكل يكاد يتفق على هذين السببين , وينبغى أن يكون أخوك هو أخوك يشد عضدك يحوطك من ورائك ...وهكذا , فينبغى أن يكون : * المؤمن مرآة أخيه : ففى الحديث : " المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن: يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه".....أخرجه البخاري في الأدب وأبو داود عن أبي هريرة,وفى صحيح الجامع برقم : 6656 ، وقال حسن......وليس الأمر يقف عند حد النصح والتعاون على الخير , بل مجتمع المسلمين مجتمع مسئول , للمسلم على المسلم حقوق , وعليه كذلك حق...... * حق المؤمن على أخيه: فى الحديث : " للمؤمن على المؤمن ست خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد".... الترمذى والنسائى عن أبي هريرة.وفى صحيح الجامع برقم : 5188 ، وقال صحيح . وفى الحديث : " المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر" ...... أخرجه مسلم ، عن عقبة بن عامر. وفى الحديث :" الْمُؤمِنُ للْمُؤمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهَ بَعْضَاً"....أخرجه الشيخان من حديث أبي موسى . * أرأيت أخى كيف ينبغى أن نجعل من رمضان منطلق لربط الأوصال بين جمع الجماعة الحق التى لايحب الله غيرهم ويده سبحانه فوق ايديهم , فلنجعل من استقبالنا للشهر الفضيل مقاطعة للسب والتلاعن والتهاجر , ونجعل من دخول رمضان علينا نقطة تحول الى الوحدة والتماسك والترابط كالبنيان , ونذر كل سبب للفرقة والشرزمة ولنتخذ من عفة اللسان وحسن الكلام سبيلا الى ذلك والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم...... فهذا يأخى الحبيب خامسا ... |
تابع موضوع رقم 19
* وســـادســـا:.... * رحمة الصغير واحترام الكبير : إننا نعانى من أزمة احترام وتقدير لكل صاحب شأن سواء كان كبير فى السن أو ذو مقام أو ما شابه , وكذلك يستشعر المخالط لفريق الملتزمين بنوع قسوة وشدة فى غير موضعها ,بعبارة أخرى نقص أو قل فقد رحمة وتراحم والنبي يقول : "ليس منا من لم يجل كبيرنا , ويرحم صغيرنا , ويعرف لعالمنا حقه " ...أخرجه أحمد فى المسند والحاكم فى مستدركه , وفى صحيح الجامع برقم 5443 وقال حسن . ويقول "من لايرحم لايرحم" ويقول أيضا:" الرحماء يرحمهم الرحمن".....ولهذا ينبغى أن نلوم أنفسنا بقدر كبير فى عدم نجاحنا فى مقامات الدعوة مع عامة المسلمين , ومن هم من أهل المعاصى والبدع , فهم مسئوليتنا ولعلنا نُسأل عن هذه المسئولية فى الأخرة , فالفظاظة والغلظة وعدم الرحمة والتراحم وانعدام العطف والاحترام فى محله وبضوابطه, هو سبب كبير ومؤثر فى دعوتنا سلبا ,وكذا فى مسالكنا وآدابنا وديننا بل والأخطر وايماننا...وتذكر قول الله تعالى :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" 159 : آل عمران.... فهذا ياأخى بيان من الله تعالى يبين فيه أن من أعظم أسباب نجاح الدعوة الى الله واجتماع رباط المسلمين حول قائدهم الحق هو الرحمة والاحترام والتقدير لكل ذى منزله , واللين الباعث على الألفة والترابط ,وأن الغِلظة والفظاظة تبعث على الفرقة والعداوة والانفضاض عن من الانفضاض عنه هلاك ,فتنبه أخى لذلك ولنجعل من هذا منطلقاً لإستقبالنا لرمضان ومبعث حنو واحترام وتقدير وتراحم بيننا وبين كل من نملك أن نفعل معه ذلك ,عسى أن يكون ذلك مبتدأ خير علينا كأفراد بما ينعكس على جماعةِ ومجتمع المسلمين بالصلاح والاصلاح , فهو ولى ذلك والقادر عليه وحده جل وعلا ....هذا يأخى سادس أمر من الأمور التى ينبغى أن تكون ركائز نرتكز عليها فى استقبالنا واغتنامنا لشهر رمضان ......... *ســـابــعا:...... **الصدقة: اوما أدراك ما الصدقة وما أثرها فى القلوب والأبدان والأموال والأجر , وخاصة فى شهر الصدقات والجود والكرم... والصدقة فى القرآن جاء ذكرها بما يدل على عظيم قدرها: قال تعالى:" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " 263 : البقرة وقال تعالى:" تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " 271 : البقرة وقال تعالى:" مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " 261 : البقرة … وقال تعالى:" إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ " 18 : الحديد وقال تعالى:" وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " 280 : البقرة وقال تعالى:" يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ " 276 : البقرة فهذا بعض شأن الصدقة فى القرآن والسنة بينت أن الصدقة باب عظيم لكثير من الخير فى الدنيا والأخرة : فالصدقة من أعظم أسباب فكاك النفس من قيد الشيطان واخراجها من سلطانه وهى من أعظم ما يصد عنه الشيطان والعياذ بالله تعالى: ففى الحديث الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال : " ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطانا".....أخرجه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عن بريدة,وفى صحيح الجامع برقم : 5814 ، وقال صحيح . وذلك لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة اللّه والشياطين بصدد منع الإنسان من نيل هذه الدرجة العظمى فلا يزالون يأبون في صده عن ذلك والنفس لهم على الإنسان ظهيرة لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل اللّه فإنما يكون برغمهم جميعاً ولهذا كان ذلك أقوى دليلاً على استقامته وصدق نيته ونصوح طويته والظاهر أن ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد كنظائره . والصدقة من أعظم أسباب التداوى ففى الحديث الصحيح : أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " داووا مرضاكم بالصدقة".....أخرجه ابو الشيخ فى الثواب عن ابى امامة, وفى صحيح الجامع برقم: 3358 ، وقال حسن . والمراد: من نحو إطعام الجائع, واصطناع المعروف لذي القلب الملهوف, وجبر القلوب المنكسرة كالمرضى من الغرباء والفقراء والأرمل والمساكين الذين لا يؤبه بهم, وكان ذوو الفهم عن اللّه إذا كان لهم حاجة يريدون سرعة حصولها كشفاء مريض يأمرون باصطناع طعام حسن بلحم كبش كامل ثم يدعون له ذويالقلوب المنكسرة ,قاصدين فداء رأس برأس,وكان بعضهم يرىأن يخرج من أعز ما يملكه فإذا مرض له من يعز عليه تصدق بأعز ما يملكه من نحو جارية أو عبد أو فرس يتصدق بثمنه على الفقراء من أهل العفاف. قال الحليمي: فإن قيل: أليس اللّه قدر الأعمال والآجال والصحة والسقم فما فائدة التداوي بالصدقة أو غيرها ، قلنا: يجوز أن يكون عند اللّه في بعض المرضى أنه إن تداوى بدواء سلم ,وإن أهمل أمره أفسد أمره المرض فهلك . * ثم الصدقة سهلة ميسورة والكل يمكنه التصدق مهما كان حاله فالتصدق نوعان : الأول : صدقة الاحتساب : ويدل عليها الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة"..... أخرجه أحمد فى المسند والطبرانى عن المقدام بن معد يكرب ,وفى صحيح الجامع برقم : 5535 ، وقال صحيح . والثانى : صدقة البذل: ويدل عليها ما جاء من مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم:" أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول"....أخرجه مسلم . والمعنى: أي ما بقيت لك بعد إخراجها كفاية لك ولعيالك واستغناء كقوله تعالى { ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}. ومن هنا نعرف أن التصدق سهل على كل واحد منا... ومن المهم أن نعرف بعض ما يعظم أجر الصدقة فمن ذلك : ما جاء فى الحديث الصحيح : " أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان." متفق عليه . وفى الحديث أيضا : "أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول"....أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة, وفى صحيح الجامع برقم : 1112 ، وقال صحيح . وانظر معى الى ما جاء فى هذا الحديث الصحيح :" أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح."....أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي أيوب،وفى صحيح الجامع برقم : 1110 ، وقال صحيح. والكاشح : العَدُوُّ الذي يُضْمِر عَداوَته ويَطْوي. يعني: أفضل الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه فالصدقة عليه أفضل منها على ذي الرحم الغير كاشح لما فيه من قهر النفس للإذعان لمعاديها وعلى ذي الرحم المصافي أفضل أجراً منها على الأجنبي لأنه أولى الناس بالمعروف. وأحرص أخى فى أمر التصدق على ذوى الأرحام ففى الحديث الصحيح ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة الرحم".....أخرجه أحمد في مسنده والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن سلمان بن عامر,وفى صحيح الجامع برقم : 3858 ، وقال صحيح . ** والكلام على الصدقة سيل لاينقطع....فهذا ياأخى الحبيب غيض من فيض وقطرة من سيل ولعل فيه الكفاية لمن أراد الهداية .... فاحرص أيها المريد للخير أن تجعل من استقبالك لرمضان نقطة انطلاق الى رحابة البذل خروجا من قيد الشح والبخل وتذكر قول الله تعالى : { هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } 38 :محمد ... فلعل ذلك يكون سببا فى الانتصار على هوى النفس الأمارة بالسوء واخراجها من ظلماتها , وذلك مع ورود انوار رمضان فيكون نور فوق نور , فلنستقبل رمضان بفعل الخيرات التى منها الصدقة وما أدراك ما الصدقة........... هذا ياأخى المستقبل والداخل فى رمضان سابعا...أما الثامن فهو.... *الثامـــــن:.... المجاهدة ...مجاهدة النفس التى هى طريق الجهاد بالنفس !: ان الذين تتوق نفوسهم للجهاد فى سبيل الله جل وعلا..ويتكلمون فى ذلك الأمر كثيرا, لعلهم لايعلمون ان فى رمضان فرصة كبيرة لتربية النفس ,واقامة معسكر لاعداد من يريد أن يكون من المجاهدين , لأن الجهاد بالنفس يبداء بجهاد النفس وتربيتها أولا...نعم بجهاد النفس أولا... ولابد للمؤمن... الذى تتوق نسه بصدق الى الجهاد فى سبيل الله... لابد له من تربية النفس وتخليصها مما يهلكها, لابد أن يجعل من الدنيا سجن عما حرم الله وعما يفسد الدين وينقص الايمان ,وهى كذلك للمؤمن ولابد ففى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر"..... أخرجه أحمد في مسنده ومسلم فى صحيحه والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة........أرأيت أخى كيف هى الدنيا للمؤمن... ولذلك فالله لايصطفى أهل المعاصى والتولى عن الحق ونصرته ,المنهزمون فى أنفسهم والذين ذلوا لشهواتهم ,الله لايتخذ ولا يأتى بهؤلاء بل يأتى بمن يجاهدون أنفسهم بتربيتها على الحق والتخلص من أسر وقيود الشهوات والأهواء, حتى تخلص لربها ثم يختارهم ويأتى بهم لشرف الجهاد بالنفس... قال تعالى : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " 54 : المائدة ثم اذا أفلح العبد فى مجاهدة نفسه لعله يفلح باذن الله فى الجهاد سواء بالسيف أو باللسان ففى الحديث ان النبى صلى الله عليه وسلم قال:" إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه"... أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن كعب بن مالك.,وفى صحيح الجامع برقم: 1934 ، وقال صحيح. أيها الأخوة الشباب جاهدوا أنفسكم لأنفسكم أولا حتى تستمروا فى المسيرة بلا فتن أو انقطاع أو انقلاب...وهنيئا لمن شاب فى الاسلام هنيئا ..ففى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الشيب نور المؤمن. لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع بها درجة"..... أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو,وفى صحيح الجامع برقم: 3748 ، وقال حسن. فلنجعل نحن معشر المسلمين , من رمضان وصيامه , وقيامه , والتصدق , والتلاوة القرآنية التى لاتنقطع الا لنوم أو خلاء أو طعام ,ولامانع أن تقراء الحائض والجنب مما يحفظ حتى يطهر فيقراء من المصحف , وهكذا الذكر الدائم وبذل المعروف , ,وافطار الصائمين من المال الحلال ولو تمرة ,وادخال السرور على الضعفاء والمساكين والأرامل والفقرأء وخيرهم من كان يتيما وخاصة من كان من أهل الصلاح وعمل الخير,وصلة الأرحام والاحسان الى الجيران , وحسن الخلق مع الأهل والأصحاب والعشيرة , والأزواج والذرية ,وغيرهم والعفوا فى أيام العفو ,وانظار ذوى الاعسار, واسقاط الدين عمن لايجد وانت تقدر ولو من زكاة المال, والأمر بالمعروف برفق ومعروف واصلاح , والنهى عن المنكر بما لايترتب عليه منكر أكبر, وكذلك ما هو أعظم من الاخلاص لله فى كل قول وعمل, والمحافظة على الصلوات فى وقتها جماعة للاستكثار من الأجر , وبر الوالدين وخفض جناح الرحمة لهم , كل ذلك يكون مع مجاهدة النفس فى ترك المنكرات سواء ما كان دائما أو عرضا ,فان من اعظم اسباب الاعانة على فعل الخيرات ترك المنكرات..,كل هذا وغيره ينبغى أن يستقبل به العبد شهر رمضان , ويغتنمه ليكون معسكر اعدادٍ للجهاد, نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى ......هذا ياصاحبى وأخى فى الله ثامنا فى مسيرة استقبال ..واغتنام رمضان المبارك..... *تـاســـعا:...الطريق القصد.... السنة علما وعملا : قال تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 153 : الأنعام وقال تعاللى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ } 108 : يوسف فهذا بيان من الله تعالى لهداية من أراد الهدى وشدد سبحانه على المُعرِض عن طريق السنة والحق بالوعيد الشديد..... فقال تعالى: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } 146 : الأعراف فاحرص أخى على طلب الهدى واتباعه فهو سبيل مرضات الله تعالى ومن كان يحب الله فليأت بالبرهان وهو اتباع الرسول وهديه ومن كان يطلب محبة الله فالطريق اليها هو اتباع الرسول وهديه :.... قال تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } 31 : آل عمران والنبى صلى الله عليه وسلم يقول:" قد تركتكم على البيضاء: ليلها كنهارها، لا يزيع عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد".....أخرجه أحمد في مسنده وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن عرباض. وفى صحيح الجامع برقم : 4369 ، وقال صحيح . فعليك أخى أن تنطلق فى رمضان..... ونفسك طيعة تلين لك فى فعل البر لينا لاتجده منها فى غير رمضان....أغتنم هذا اللين وانطلق فى معسكر البر والخير الى ما ينبغى أن تنطلق اليه وهو تربية النفس ,وهذا الأمر العظيم يبدأ من العلم والتعلم , نعم قد يكون الانسان ذو همة واخلاص ولكنه جاهل , فعندئذ قد يفسد فى دينه أكثر مما يصلح , فالطريق القصد المستقيم الذى يوصل الى الحق واقامة النفس على ما يرضى الرب ويبعث على محبته هو إتباع السنة علما وعملا....أجعل من رمضان انطلاقة علم وعمل من خلال السنة تعلمُها والعمل بها لتكون من أهل الحق , والسنة , لا من أهل الضلال والبدع,....نسأله سبحانه أن يعلمنا ما ينفعنا.....وينفعنا بما علمنا.... فى الدنيا والأخرة....أمين....أمين... هذا أخيه التاسع فى خطة اسقبال رمضان واغتنامه ........ *ثم العـاشــر: الفرق بين المؤمن والمنافق : عرفنا فيما سبق ان شهر رمضان هو خير الشهور على المؤمنين , وشر الشهور على المنافقين , ومن أعظم علامات النفاق هى الانكسار أمام الفتن, كما تنكسر الأزرة أمام الريح, بينما المؤمن مثل السنبلة تميل مع الريح ثم تعود قائمة لاتنكسر, عفانا الله من النفاق وشؤمه , وجعَلنا من أهل الإيمان الصادقين المخلصين.....أمين.....أمين ففى الحديث :" مثل المؤمن كمثل خامة الزرع: من حيث أتتها الريح كفتها، فإذا سكنت اعتدلت؛ وكذلك المؤمن. يكافأ بالبلاء. ومثل الفاجر كالأرزة: صماء معتدلة حتى يقصمها الله تعالى إذا شاء " . متفق عليه وفى الحديث : " مثل المؤمن مثل السنبلة: تميل أحيانا، وتقوم أحيانا ".....أخرجه أبو يعلى في مسنده والضياء عن أنس ,وفى صحيح الجامع برقم : 5845 ، وقال صحيح. وفى الحديث :" مثل المؤمن مثل السنبلة: تستقيم مرة، وتَخِر مرة. ومثلُ الكافر مثل الأرزة: لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر".....أخرجه أحمد في مسنده والضياء عن جابر,وفى صحيح الجامع برقم : 5844 ، وقال صحيح . ولذلك ينبغى أخى أن تجعل من رمضان وما فيه من صنائع المعروف بداية عهد جديد وباب عظيم لمراجعة النفس طلبا للخلاص من النفاق ,حتى يكون رمضان لك من خير الشهور , ولأن الفوز مع الاخلاص , والهلاك مع النفاق ,عافانا الله بفضله وجوده وكرمه..... ولابد أن تعلم أخى أمرا هام فى هذا المقام وهو أن كل ما تقدم لنفسك من خير تجده فى الأخرة لايضيع أبدا.....لايضع.... لايضيع أجر المؤمن عند الله أبدا : قال تعالى : { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } 20 : المزمل وفى الحديث:" إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة: يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا"....أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن أنس. والله يستر المؤمن فى الأخرة : ففى الحديث: " إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين " . متفق عليه ولكن الفتن يرقق بعضها بعضا : ففى الحديث : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدُل أمته على ما يعلمه خيراً لهم وينذرهم ما يعلمه شراً لهم وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاءٌ شديد وأمورٌ تنكرونها وتجئُ فتن فيرقق بعضُها بعضا وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مُهلكتي ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب منكم أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتيه مَنيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤتَى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخَر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"..... أخرجه أحمد فى المسند ومسلم والنسائى عن ابن عمرو بل كيف أنت فى فتنة الدجال عفانا الله ووقانا شر الفتن : ففى الحديث : " يخرج الدجال فيتوجه قِبله رجل من المؤمنين فيلقاه المشايخ مشايخ الدجال يقولون له: أين تعمد؟ فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا فيقول: ما بربنا خفاءٌ فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر الدجال به فيُشَج فيقول: خذوه وشجوه فيوسع بطنه و ظهره ضربا فيقول: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب فيؤمر به فيُنشر بالمنشار من مِفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوي قائماً ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول ما ازددتُ فيك إلا بصيرة ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يُفعل بعدي بأحد من الناس فيأخذه الدجال فيذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه في النار وإنما ألقي في الجنة هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين"..... أخرجه مسلم عن أبي سعيد . ولذلك القوة فى الدين : ففى الحديث : " المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، لكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان "...... أحمد, مسلم ، عن أبي هريرة . العمل للأخرة هو الهم : ففى الأثر: " أعظم الناس هما المؤمن، يهتم بأمر دنياه وبأمر آخرته".......إبن ماجة عن أنس...ولعله لايصح مرفوعا... ولاتتمنى الموت مهما كانت الفتنة أو المصيبة : ففى الحديث عن أنس رضي اللّه عنه قال: قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَـــوْتَ مِنْ ضُرّ أصَابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيْراً لي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي"...أخرجه البخاري ومسلم . وفى الحديث : " لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا"......... أخرجه أحمد فى المسند ومسلم عن أبي هريرة . وهذه الفتن البلايا وراءها مع الإيمان الأجر أو حط الخطايا وتكفير الذنوب : فعند مسلم فى كتاب البر والصله : عن الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة " وفى رواية : عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة" وفى رواية:عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته " |
تابع موضوع رقم 19
والثأر الربانى:ـ *من آذى لى وليا : فى الحديث :" إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته"..... صحيح البخاري عن أبي هريرة..... وهكذا ينبغى أن يكون رمضان وما فيه من نفحات ربانية , هو سببل الصلاح والاصلاح ,فالنفس لينه بفضل الله وبسبب الصيام , والناس بينهم شعور جماعى بأن هذه الأيام ليست كسائر الأيام ,والوقت لاينبغى أن تكون فيه برحة بغير طاعة , فالنهار صيام وذكر وتلاوة ,والليل قيام وسماع القرآن , ورؤية الناس مجتمعين على طاعة , ذلك كله يبعث على انكسار لهيب الشهوات , وميل النفس لفعل الخيرات , وتهيؤ النفوس للطاعات بما لاتكون مهيئة عليه فى غير رمضان ,هذا وغيره كثير تعد بمثابة عوامل.... بفضل الله تعالى....مساعدة على أن نجعل من شهر رمضان معسكر ايمانى كبير ...وإياك أخى الكريم أن تستقبل رمضان على حال المغبونين المفرطين المضيعين , الذين كادوا أن يهلكوا من شدة الظمأ ثم يردون الماء ويعدون أشد ظمأً ....فتلك فرصةٌ عظيمة لاتضيعها , فمن أحياه الله الى رمضان فقد من عليه منة كبيرة , تستوجب الشكر , فمن شكر نجا ومن كفر النعمة هلك......نعوذ بالله من الهلاك. وفى الحديث : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" .. أخرجه الترمذى والحاكم عن أبى هريرة, وفى صحيح الجامع برقم :3510 ، وقال صحيح و"رغم": بكسر الغين، وتفتح و بفتح الراء قبلها: أي لصق أنفه بالتراب، وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان........,,,, نسأل الله العفو والعافية فى الدين والدنيا.... -------------------------------------------------------------------------------- مختصر لبعض أحكام الصيام:ـ *الصـــــــيام: الصيام لغة: الإمساك وفي الشرع: "إمساك مخصوص" وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وغيرها مما ورد به الشرع "في النهار على الوجه المشروع" ويتبع ذاك الإمساك عن اللغو والرفث وغيرهما من الكلام المحرّم والمكروه، لورود الأحاديث بالنهي عنها في الصوم زياده على غيره، في وقت مخصوص بشروط مخصوصة. * معرفة أنواع الصيام: الصوم الشرعي منه واجب، ومنه مندوب إليه. والواجب ثلاثة أقسام: منه ما يجب للزمان نفسه، وهو صوم شهر رمضان بعينه. ومنه ما يجب لعلة، وهو صيام الكفارات. ومنه ما يجب بإيجاب الإنسان ذلك على نفسه، وهو صيام النذر. (1) صيام شهر رمضان: هو فرض عين على كل مكلف قادر على الصوم، وقد فرض في عشر من شهر شعبان بعد الهجرة بسنة ونصف، ودليله الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتِبَ عليكم الصيام} إلى قوله: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} وأما السنة فمنها قوله صلى اللّه عليه وسلم: "بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان" رواه البخاري، ومسلم عن ابن عمر، وأما الإجماع فقد اتفقت الأمة على فرضيته، ولم يخالف أحد من المسلمين، فهي معلومة من الدين بالضرورة، ومنكرها كافر، كمنكر فرضية الصلاة، والزكاة، والحج. (2) أركان الصيام. إن للصيام ركنين (منهم من جعلهم ثلاثة ): أحدهما: الإمساك...وهذا متفق عليه... أجمعوا على أنه يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم والمشروب والجماع لقوله تعالى {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}،(وهذا بخلاف من جعل الزمن الذى هو محل الصوم ركن , فيكون الكلام على ركنين دون الزمن) ثانيهما: النية....وهذا مختلف فيه والحق أنه ركن لأن الحديث دل عليه...،ويجب تجديدها لكل يوم صامه؛ ولا بد من تبييتها، أي وقوعها ليلاً قبل الفجر، ولو من بعد المغرب؛مع التعيين بأن يقول بقلبه لابلسانه: نويت صوم غد من رمضان، وعن حَفْصةَ أُمِّ المُؤمنين رضي الله عنها أَنَّ النّبيَّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "منْ لَمْ يُبَيّت الصِّيامَ قَبْلَ الفجر فلا صيام لهُ" رواهُ الخمْسةُ , "لا صيام لمن لَم يْفَرضْه منَ الليل" , والحديث عام للفرض والنفل والقضاء والنذر. (3) شروط الصيام. تنقسم شروط الصيام الى: شروط وجوب، وشروط صحة، *أما شروط وجوبه فأربعة: أحدها البلوغ، فلا يجب الصيام على الصبي، ولكن يؤمر به لسبع سنين إن أطاقه، ثاينها: الإسلام، فلا يجب على الكافر وجوب مطالبة، ثالثها: العقل، فلا يجب على المجنون. رابعها: الإطاقة حساً وشرعاً، فلا يجب على من لم يطقه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه لعجزه حساً، ولا على نحو حائض لعجزها شرعاً، * وأما شروط صحته، فأربعة أيضاً: الأول: الإسلام حال الصيام، فلا يصح من كافر أصلي، ولا مرتد كتارك الصلاة أو من يسب الله ورسوله وكتابه. الثاني: التمييز، فلا يصح من غير مميز، فإن كان مجنوناً لا يصح صومه، الثالث: خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم وإن لم تر الوالدة دماً، الرابع: أن يكون الوقت قابلاً للصوم. فلا يصح صوم يومي العيد وأيام التشريق، فإنها أوقات غير قابلة للصوم، **المفطرون في الشرع على ثلاثة أقسام: ( أ ). صنف يجوز له الفطر والصوم بإجماع. وهو المريض بإتفاق، والمسافر باختلاف،( فى الحديث عنْ حمزةَ بنِ عَمْرو الأسلمي رضي الله عنهُ أنّهُ قال: يا رسول الله أَجدُ بي قوَّةً على الصيام في السّفر فَهَلْ عليَّ جُناحٌ؟ فقال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "هي رُخْصةٌ من الله فمنْ أَخذ بها فحسنٌ، ومَنْ أَحَبَّ أَنْ يصوم فلا جناحَ عليه" رواهُ مُسلمٌ وأَصلهُ في الْمُتّفق عليه) , والحامل والمرضع والشيخ الكبير. (والحامل والمرضع إذا أفطرتا, يطعمان ولا قضاء عليهما، وهو مروي عن ابن عمر وابن عباس, ولعله أصح الأقوال مع الخلاف , وأما الشيخ الكبير والعجوز اللذان لا يقدران على الصيام فإنهم أجمعوا على أن لهما أن يفطرا،عليهما الإطعام مد عن كل يوم، وقيل إن حفن حفنات كما كان أنس يصنع أجزأه , ولعل هذا هو الحق مع الخلاف فى ذلك , ) (ب). وصنف يجب عليه الفطر على اختلاف في ذلك بين المسلمين....كالحائض والنفساء.وفى الحديث قال رسُول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أليسَ إذا حَاضَتِ المَرْأَةُ لم تُصَلِّ ولمْ تَصُمْ؟" مُتّفقٌ عليه، في حديثٍ طويلٍ. (ج). وصنف لا يجوز له الفطر،وهو من كان من غير هؤلاء. (4) ثبوت شهر رمضان. *يثبت شهر رمضان بأحد أمرين: الأول: رؤية هلاله إذا كانت السماء خالية مما يمنع الرؤية من غيم أو دخان أو غبار أو نحوها. الثاني: إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا لم تكن السماء خالية مما ذكر لقوله صلى اللّه عليه وسلم: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"؛ رواه البخاري عن أبي هريرة، ومعنى الحديث: أن السماء إذا كانت صحواً أمر الصوم متعلقاً برؤيته الهلال، فلا يجوز الصيام إلا إذا رئي الهلال، أما إذا كان بالسماء غيم، فإن المرجع في ذلك يكون إلى شعبان، بمعنى أن نكمله ثلاثين يوماً. بحيث لو كان ناقصاً في حسابنا نلغي ذلك النقص، وإن كان كاملاً وجب الصوم،ويجب على من رأى الهلال، وعلى من صدقه الصيام، *إذا ثبت الهلال بقطر من الأقطار اذا ثبت رؤية الهلال بقطر من الأقطار وجب الصوم على سائر الأقطار، لا فرق بين القريب من جهة الثبوت والبعيد إذا بلغهم من طريق موجب للصوم. ولا عبرة باختلاف مطلع الهلال مطلقاً، عند ثلاثة من الأئمة؛ وخالف الشافعية،والحق مع الجمهور.وفى الحيث أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "إذا رأيتموهُ فصُوموا وإذا رأَيتموهُ فأَفطروا، فإن غُمَّ عليكمْ فاقْدرُوا له" متّفقٌ عليه، ولمسلمٌ: "فإن أُغمَى عليكم فاقُدُرُوا له ثلاثين" وللبخاري "فأَكْملوا العِدة ثلاثين". *هل يعتبر قول المنجم (الفلكيين)؟ لا عبرة بقول المنجمين، فلا يجب عليهم الصوم بحاسبهم، ولا على من وثق بقولهم، لأن الشارع علق الصوم على أمارة ثابتة لا تتغير أبداً، وهي رؤية الهلال أو إكمال العدة ثلاثين يوماً أما قول المنجمين فهو إن كان مبنياً على قواعد دقيقة، فإنا نراه غير منضبط، بدليل اختلاف آرائهم في أغلب الأحيان، وهذا هو رأي ثلاثة من الأئمة، وقد قال الباجي: في الرد على من قال إنه يجوز للحاسب والمنجم وغيرهما الصوم والإفطار اعتماداً على النجوم , قال إن إجماع السلف حجة عليهم، وقال ابن بزيزة: هو مذهب باطل قد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حدس وتخمين ليس فيها قطع. والجواب الواضح عليهم ما أخرجه البخاري عن ابن عمر أنه صلى صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "إنا أمّة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا. يعني تسعاً وعشرين مرة وثلاثين مرة. ولهُ في حديث أَبي هُريرةَ: "فأَكملوا عدة شعْبان ثلاثين". وهذه الأحاديث نصوص في أنه لا صوم ولا إفطار إلا بالرؤية للهلال أو إكمال العدة. ( 6) ما يفسد الصيام ينقسم مفسدات الصيام إلى قسمين: قسم يوجب القضاء والكفارة، وقسم يوجب القضاء دون الكفارة،وما لايوجب شئ , وإليك بيان كل قسم: *ما يوجب القضاء والكفارة: مفسدات الصيام التي توجب القضاء والكفارة: أن يقضي شهوة الفرج كاملة،......فلو أفطر ناسياً أو مخطئاً تسقط عنه الكفارة , ففى الحديث عَنْ أَبي هُريرة رضي الله عنْهُ قال: جاءَ رجُلٌ إلى النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فقال: هَلَكْتُ يا رسول الله قال: "وما أَهْلَكك؟" قال: وقعْتُ على امرأَتي في رمضان فقال: "هلْ تَجدُ ما تُعتقُ رقبة؟" قال: لا، قال: "فهل تَسْتَطيعُ أَن تَصومَ شهرين مُتتابعين؟" قال: لا، قال: "فهل تَجدُ ما تُطعمُ ستِّين مسْكيناً؟" قال: لا، قال: ثمَّ جلس فأَتي النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بعَرَقٍ فيه تمرٌ فقال: "تَصَدَّقْ بهذا" فقال: أَعلى أَفْقَر مِنّا؟ فما بيْنَ لابَتَيها أَهل بيت أَحْوج منّا فَضَحك النّبيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم حتى بدتْ أَنيابهُ، ثم قالَ: "اذهب فأَطعمهُ أَهلك" رواهُ السبّعة واللفظ لمسْلمٍ , والحديث دليل على وجوب الكفار على من جامع في نهار رمضان عامداً، وذكر النووي أنه إجماع , وأما المرأة التي جامعها فقد استدل بهذا الحديث أنه لا يلزم إلا كفارة واحدة وأنها لا تجب على الزوجة وهو الأصح من قولي الشافعي وبه قال الأوزاعي ولعله هو الصواب , مع الخلاف فى المسألة. *ما يوجب القضاء دون الكفارة : أن يتناول غذاء، أو ما في معناه بدون عذر شرعي، كالأكل والشرب ونحوهما، مما يميل إليه الطبع، وتنقضي به شهوة البطن،( الفطر بعمد بغير الجماع ولو كان بنية فسخ الصوم فقط دون أكل). *وما لا يوجب شيئاً: أحدها: أن يغلبه القيء، ولم يبتلع منه شيئاً فهذا صومه صحيح، فعَنْ أَبي هُريرة رضي اللَّهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "مَنْ ذَرَعَهُ القيءُ فلا قضاءَ عليه، ومن اسْتقاءَ فعليه القضاءُ" رواهُ الخمسة. ثانيها: أن يصل غبار الطريق أو الدقيق ونحوهما إلى حلق الصائم كالذي يباشر طحن الدقيق، أو نخله، ومثلهما ما إذا دخل حلقه ذباب، بشرط أن يصل ذلك إلى حلقه قهراً عنه، ثالثها: أن يأكل أو يشرب ناسيا فيتذكرً، فيطرح المأكول ونحوه من فيه بمجرد تذكره، فإنه لا يفسد صيامه بذلك، فعنْ أَبي هريرة رضي الله عَنْهُ قال: قالَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "مَنْ نسَى وهُو صَائمٌ فَأَكلَ أَوْ شرب فليتمَّ صَوْمَهُ فإنّما أَطعمهُ اللَّهُ وسقاهُ" مُتّفقٌ عليه، وفي رواية الترمذي "فإنما هو رزق ساقه الله إليه" , والحديث دليل على أن من أكل أو شرب أو جامع ناسياً لصومه فإنه لا يفطره ذلك لدلالة قوله: "فليتم صومه" على أنه صائم حقيقة وهذا قول الجمهور. رابعها: من غلبه المني أو المذي بمجرد نظر أو فكر دون عمد فإن ذلك لا يفسد الصيام، خامسها: أن يبتلع ريقه المتجمع في فمه، أو يبتلع ما بين أسنانه من بقايا الطعام؛ سادسها: أن يضع دهناً على جرح في بطنه متصلاً بجوفه؛ فإن ذلك لا يفطره، لأن كل ذلك لا يصل للمحل , والحقن وان كانت مغزية,والكحل , والعطر , وماشابه, *ما يكره فعله للصائم وما لا يكره. يكره للصائم فعل أمور: * ذوق شيء يتحلل منه ما يصل إلى جوفه. ولكن يجوز للمرأة أن تذوق الطعام لتتبين ملوحته إذا كان زوجها سييء الخلق، ومثلها الطاهي - الطباخ - ، وكذا يجوز لمن يشتري شيئاً يؤكل أو يشرب أن يذوقه إذا خشي أن يغبن فيه ولا يوافقه، * ومن المكروه مضغ العلك - اللبان - الذي لا يصل منه شيء إلى الجوف ، ومنهم من لم يرى به بأس. * مباشرة الزوجة مباشرة فاحشة. * جمع ريقه في فمه ثم ابتلاعه، ولكن يحذر من إخراج النخامة الغليظة فى جوف الفم ثم يبتلعها, * وأما ما لا يكره للصائم فعله فأمور: * القبلة بغير مذى... فعَنْ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: "كانَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يُقَبِّلُ وَهُو صائمٌ ويُباشرُ وهُوَ صائمٌ، ولكنه كانَ أَمْلَكَكُمْ لإرْبهِ" مُتّفقٌ عليه , * والحجامة ونحوها إذا كانت لا تضعفه عن الصوم، فعن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللَّهُ عَنْهُما: "أَنَّ النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم احْتجمَ وهُوَ مُحْرمٌ واحْتَجَمَ وهُو صَائمٌ" رَوَاه البُخاريُّ , * و السواك في جميع النهار، بل هو سنة، ولا فرق في ذلك بين أن يكون السواك يابساً أو أخضر؛ مبلولاً بالماء أو لا، * المضمضة والاستنشاق، ولو فعلهما لغير وضوء بشرط عدم المبالغة؛ * الاغتسال،والتبرد بالماء بلف ثوب مبلول على بدنه، ونحو ذلك , وكذلك لو أصبح جنبا من جماع قبل الفجر , يعنى أنهى الوقاع قبل آذان الفجر ثم آذن الفجر المؤذن بدخول وقت الصوم وهو جنب , ففى الحديث عَنْ عائشة وأُمِّ سلَمة رضي الله عَنْهما "أَنَّ النّبيَّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كان يُصبحُ جُنُباً منْ جماع ثم يغتسل ويصُوم" مُتّفقٌ عَلَيْهِ، وقال النووي: إنه إجماع. * حكم من فسد صومه في أداء رمضان. من فسد صومه في أداء رمضان وجب عليه الإمساك بقية اليوم تعظيماً لحرمة الشهر، فإذا داعب شخص زوجته أو عانقها أو قبلها أو نحو ذلك فأمنى، فسد صومه، وفي هذه الحالة يجب عليه الإمساك بقية اليوم، ولا يجوز له الفطر، الأعذار المبيحة للفطر. * المرض وحصول المشقة الشديدة. * خوف الحامل والمرضع الضرر من الصيام. * الفطر بسبب السفر...خاصة المرتحل. * صوم الحائض والنفساء. إذا حاضت المرأة الصائمة أو نفست وجب عليها الفطر، وحرم الصيام، ولو صامت فصومها باطل، وعليها القضاء. * حكم من حصل له جوع أو عطش شديدان. فأما الجوع والعطش الشديدان اللذان لا يقدر معهما على الصوم، فيجوز لمن حصل له شيء من ذلك الفطر؛ وعليه القضاء. * حكم الفطر لكبر السن. الشيخ الهرم الفاني الذي لا يقدر على الصوم في جميع فصول السنة يفطر وتجب عن كل يوم فدية طعام. *ما يستحب للصائم يستحب للصائم أمورٌ منها: * تعجيل الفطر بعد تحقق الغروب، وقبل الصلاة، فعن سهِل بنِ سَعْدٍ رضي الله عنْهُما أَنْ رسولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "لا يزالُ الناسُ بخير ما عجّلوا الْفِطْر" مُتّفَقٌ عَلَيْهِ , ويندب أن يكون على رطب، فتمر؛ فحلو، فماء، وأن يكون ما يفطر عليه من ذلك وتراً، ثلاثة، فأكثر , فعَنْ سلمان بنِ عامر الضَّبِّيِّ رضي الله عنهُ عن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "إذا أَفْطَر أَحَدُكُمْ فَلْيُفطر على تمرٍ، فإن لَم يجدْ فَلْيُفطْر على ماءٍ فإِنّهُ طَهُورٌ" رواهُ الخمسة , ومنها الدعاء عقب فطره بالمأثور، كأن يقول: اللّهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وعليك توكلت، وبك آمنت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر، * ومنها السحور على شيء وإن قل، ولو جرعة ماء؛ لقوله صلى اللّه عليه وسلم: "تسحروا، فإن في السحور بركة"، فعنْ أَنس بنِ مَالكٍ رضي الله عنْهُ قال: قال رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "تَسَحْرُوا فإن في السّحُور بركةً" مُتّفقٌ عَلَيه. * ومنها كف اللسان عن فضول الكلام، وأما كفه عن الحرام، كالغيبة والنميمة، فواجب في كل زمان، ويتأكد في رمضان؛ "قال رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّور والعَمَلَ بهِ والجهْلَ فَلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشرابَهُ" رواهُ البُخاريُّ * ومنها الإكثار من الصدقة والإحسان إلى ذوي الأرحام والفقراء والمساكين. ومنها الاشتغال بالعلم، وتلاوة القرآن والذكر، والصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم كلما تيسر له ذلك ليلاً أو نهاراً؛ ومنها الاعتكاف، *قضاء رمضان من وجب عليه قضاء رمضان لفطر فيه عمداً أو لسبب من الأسباب السابقة فإنه يقضى بدل الأيام التي أفطرها في زمن يباح الصوم فيه ً، فلا يجزئ القضاء فيما نهى عن صومه ، كأيام العيد، ولا فيما تعين لصوم مفروض كرمضان الحاضر، وأيام النذر المعين، كأن ينذر صوم عشرة أيام من أول ذي القعدة، فلا يجزئ قضاء رمضان فيها لتعينها بالنذر، ومن مات وعليه صيام , قبل أن يقضى صام عنه وليه , فعنْ عائشة رضي اللَّهُ عنها أنَّ النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "من مات وعليه صيامٌ صامَ عَنْهُ وليّهُ" متّفقٌ عليه. والمراد في الولي: كل قريب وأولاهم الوارث , بل لو صام عنه الأجنبي بأمره أجزأ كما في الحج وإنما ذكر الولي في الحديث للغالب...............هذا والله تعالى أعلى وأعلم..... هذا وما كان صواباً فمن الله وحده وما كان سهوا أو خطأً فمنى ومن الشيطان....والحمد لله رب العالمين... وصلى اللهم وسلم على محمدٍ وصحبه أجمعين .....سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك... وجمعه وكتبه الفقير الى عفو ربه تعالى… د/ السيد العربى بن كمال غفر الله له ولوالديه ولأهله ولإخوانه .....أمين...أمين |
20-رسالة إلى إمام المسجد
خلال شهر رمضان المبارك احصل على نسخة للتوزيع على هيئة ( doc ) احصل على نسخة للتوزيع على هيئة ( pdf ) فضيلة الإمام حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : مع قرب حلول هذا الشهر الكريم المبارك شهر رمضان ، فإننا نحمد الله تعالى الذي بلغنا وإياكم إياه، فنسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً وبعد : فضيلة الشيخ : لقد تبوأت مكانة عظيمة بالتقدم لإمامة المسلمين في الصلاة وتحملت مسؤولية القيام برسالة المسجد العظيمة التي هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت أهل فإنك محط أنظار أهل الحي ومعقد آمال الدعاة في أن تكون مشعل نور ومصباح هداية وإننا نذكرك الله عز وجل بأن تخلص النية له وأن تراقبه في كل دقيق وجليل .. كما نذكرك عظم المسؤولية الملقاه على عاتقك بأن تحرص على أداء الأمانة على أكمل وجه وأتمه واحتسب ما تبذله من جهد قل أو كثر عند الله عز وجل والله لا يضيع أجر المحسنين .. هذا وبين أيديكم بعض المقترحات كبرنامج لهذا الشهر المبارك , راجين تنفيذها أو بعضها بحسب المستطاع ، حيث الناس أقرب ما تكون إلى الخير ولإقبال على الله , وكذلك نموذج للذين لا يشهدون الصلاة مع الجماعة ولا يشهدونها إلا قليلاً , وفقكم الله وسدد على درب الخير خطاكم . فإليك بعض البرامج المقترحة ( على سبيل الذكرى ) :- 1- تهيئة الناس لاستقبال رمضان قبل دخوله بوقت مناسب من خلال حديث الخطباء والأئمة ومجالسهم . 2- اغتنام فرصة حضور الغائبين عن المسجد في غير رمضان ، والتعرف عليهم ، وربط الصلة بهم ( زيارات – هدايا – غيرها ) 3- إنشاء حلقة لتحفيظ القران الكريم للصغار والكبار مع مراعاة الأوقات المناسبة ووضع جدول مناسب ، وبرنامج للمتميزين ، مثل ( رحلة عمرة – برامج علمية وثقافية- محاولة وضع حفل تجمع فيه الحلقات في المساجد القريبة وتكريمهم بعد استضافة أحد المشايخ وطلبة العلم وينبغي حث الآباء على توجيه أبنائهم إلى حلقات التحفيظ والأنشطة العامة المفيدة والقريبة من هذا المسجد . 4- وضع صندوق لجمع التبرعات تصرف في أنشطة المسجد مثل : المسابقة الشهرية ، ومسابقة الأطفال ، ومسابقة الأسرة المسلمة , ومسابقة المرأة , وغيرها من المشاريع والأنشطة التي تقوم بها جماعة المسجد . 5- توزيع الأشرطة والكتيبات والمطويات والحقائب النافعة بالأسلوب المناسب للرجال والنساء بمعدل كل أسبوع على الأقل ، ويقترح أن توجه طاقات بعض الأطفال والشباب في أن يتولوا التوزيع بأنفسهم . 6- معالجة المنكرات الظاهرة مثل : الأطباق الفضائية ( الدش ) ، مظاهر الانحراف في لباس المرأة وحجابها ، الربا ، ترك الصلاة مع الجماعة وغيرها ، من خلال ( الكلمات ، الفتاوى ، نشر الأشرطة والكتيبات والملصقات ) . 7- العناية بفئة الشباب واستصلاحهم ، وتوظيف طاقاتهم وتوجيهها باشراكهم في تنفيذ بعض البرامج ، وتعويدهم على الخير . 8- توزيع الكتيبات كل أسبوع ، ويفضل توزيعها في الأوقات التي يكثر فيها المصلون . 9- وضع صندوق للمسجد خاص بأسئلة المصلين من الرجال والنساء يجاب عليها في وقت محدد كل أسبوع . 10- نشر فتاوى أهل العلم في المسائل المهمة كسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين وغيرهم من العلماء . 11- هدية رمضان من جماعة المسجد توزع على سكان الحي وهي عبارة عن كتيب وشريط وبعض النشرات التوجيهية . 12- تنظيم مسابقة للصغار في مجموعة من سور القرآن الكريم ، كذلك بعض الأذكار النبوية أو القصص الهادفة وغيرها ، ويتم تكريمهم وإعطائهم الجوائز أمام أولياء أمورهم وجماعة المسجد . 13- تنظيم مسابقة للنساء وذلك بإعداد وتوزيع أسئلة في المصلى ليقمن بالإجابة عليها ووضعها في صندوق خاص عندهن ، ليتم فرز الإجابات الصحيحة وتوزيع الجوائز ، ويفضل ألا تكون الجوائز كلها عبارة عن أشرطة وكتيبات فقط بل يضاف إليها أشياء قيمة تحتاجها النساء . 14- القراءة على المصلين بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء ، والإهتمام بالمادة المقروءة وتنويعها ومحاولة استغلال الفرص في الإرشاد والتوجيه بين حين وآخر . 15- استضافة بعض العلماء والدعاه لإلقاء الكلمات في الأوقات المناسبة . 16- استضافة بعض أهل العلم لإلقاء دروس خاصة بالنساء ، والإجابة على أسئلتهن ، وذلك في الجوامع المناسبة مع الإعلان عنها في المساجد المحيطة قبل إقامة الدرس بفترة كافية . 17- استضافة رئيس مركز الهيئة في الحي ومحاورته أمام جماعة المسجد ؛ لإقناعهم بدور الهيئة في ضبط السلوك وحماية المجتمع من الشرور . 18- الإهتمام بلوحة إعلانات المسجد ، ووضعها إن لم توجد وذلك بوضع جزء للفتاوى – للدروس والمحاضرات – للفوائد – وجعلها تتجدد بين حين وآخر تحت إشراف إمام المسجد . 19- إصدار مجلة خاصة بالمسجد توزع على المصلين ، وتعنى بالموضوعات التي تناسبهم ، واستقبال مشاركاتهم . 20- تفطير الصائمين في الحي من العمال وغيرهم وحث جماعة المسجد على المشاركة في ذلك . 21- إقامة افطار جماعي لأهل الحي يشارك فيه الجميع بإعداد الوجبات لزيادة الألفة والترابط بين أهل الحي الواحد مع الحذر من الإسراف والتباهي في ذلك . 22- تنبيه المسلمين إلى وجوب إخراج الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية . 23- بيان فضل الإعتكاف ولو ليوم واحد من أيام العشر الأواخر من رمضان . 24- بيان فضل الجلوس بعد صلاة الفجر للذكر . 25- بيان فضل ليلة القدر ، وحث جماعة المسجد على تحريها والإجتهاد فيها بالطاعة . 26- الحث على أداء العمرة في رمضان وبيان فضلها . 27- التنبيه على ما يقع من إهمال الآباء لأسرهم والتفريط في مسؤولية رعايتهم أثناء بقائهم في مكة أو المدينة . 28- الإجتماع يوم العيد للسلام والتهنئة بين جماعة المسجد وأهل الحي . 29- تقوية الجوانب العقدية لدى المسلمين ( مثل الانقياد للنص الشرعي ) ( التوكل على الله وتفويض الأمر إليه والثقة بالله وحسن الظن به ) ( الحذر من إتيان السحرة والكهنة والمشعوذين ) . 30- العناية بدعوى الوافدين ( عرباً وعجماً ) وتصحيح العقيدة وتوثيق الصلة بهم وإجراء المسابقات النافعة وتعليم القرآن وتوزيع الكتيبات والأشرطة لهم . 31- حث جماعة المسجد على العناية بأسرهم وحسن تربيتهم ورعايتهم من خلال حلقات التحفيظ وتعويدهم البذل والإنفاق وإشعارهم مسؤوليتهم في ذلك وتطهير البيوت من آلات الفساد . 32- أهمية مشاركة العنصر النسائي في النشاط النسوي من خلال إلقاء الدروس أو إقتراح البرامج المناسبة لهن ، أو تنفيذ بعض المقترحات . 33- جمع مسائل المخالفات الشرعية في صفوف النساء ، أو ما يحتجن لمعرفته من الأحكام والفضائل ويطلب منهن الإجابة على حكمها في الشرع مع الدليل ثم يجب عنها بعد ذلك وتوزع عليهن . 34- تفعيل دور جماعة المسجد في الأنشطة إما بالأفكار والمقترحات ، أو التنفيذ أو الدعم أو غير ذلك . 35- استضافة المسلمين الجدد في إفطار يوم من أيام رمضان ، وإحياء بعض معان الأخوة ، وإزالة الحواجز النفسية بين المسلمين . 36- إقامة دورية بين جماعة المسجد لإقامة الألفة بينهم والمودة والتناصح بينهم والتعاون على الخير . 37- الحث على الإنفاق وتوجيه مصارفه من خلال خطبة الجمعة والقراءة على المصلين وإلقاء الكلمات والفتاوى المتعلقة بالإنفاق وبيان مصارفه الشرعية . 38- الحث على زيارة المرضى في المستشفيات لمواساتهم وإدخال السرور عليهم بمناسبة شهر رمضان ، وتوجيههم لما ينفعهم وجلب الهدايا لهم . 39- اغتنام فرصة الشهر الكريم في تحري الدعوات الجامعة لخير الدنيا والآخرة وما ينفع المسلمين من تفريج كربهم ونصر دعاتهم وفك أسراهم وشفاء مرضاهم . 40- أن يكون لكل إمام مسجد بطانة من أهل الخير يعينونه على تنفيذ البرامج والتوجيهات على مدار العام ، وفي رمضان بصفة خاصة ، ومنهم من يقرأ على الجماعة بعض الأوقات ، ومنهم المشرف على لوحة المسجد وآخر مشرف على مجلة المسجد . 41- أن يكون حديث الإمام في الليل في تفسير بعض الآيات التي ستتلى في صلاة التراويح – أو قيام تلك الليلة – وينبه المصلين على ذلك . وأخيرا .. فأننا بأمس الحاجة إلى استحضار أن التوفيق والتسديد من الله . – جل وعلا – فلنحرص على سؤال الله – سبحانه – أن ينفع بهذا الجهد ، وأن يبارك فيه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
21- رمضان فرصة للتغيير
تأليف محمد بن عبدالله الهبدان إمام وخطيب جامع العز بن عبدالسلام إصدار المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة الحمد لله الذي هيأ لعباده أسباب الهداية ، ويســــــــر لهم دروب الاستقامة ،وفتح لهم أبواب رحمته ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وهداية للخلق أجمعين وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين . أما بعد : فهاهو رمضان قد أقبل بنوره وعطره ، و جاء بخيره وطهره ، جاء ليربي في الناس قوة الإرادة ورباطة الجأش ، ويربي فيهم ملكة الصبر ، ويعودهم على احتمال الشدائد ، والجلد أمام العقبات ومصاعب الحياة . فرمضان مدرسة تربوية (يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء ، والتسليم لحكمه في كل شيء ، وتنفيذ أوامره وشريعته في كل شيء ، وترك ما يضره في دينه أو دنياه أو بدنه من كل شيء ، ليضبط جوارحه وأحاسيسه جميعاً عن كل ما لا ينبغي بتدربه الكامل في هذا الشهر المبارك ، ليحصل على تقوى الله في كل وقت وحين ، وفي أي حال ومكان ، وذلك إذا اجتهد على التحفظ في هذه المدرسة الرحمانية بمواصلة الليل مع النهار على ترك كل إثم وقبيح ، وضبط جوارحه كلها عما لا يجوز فعله . . لينجح من هذه المدرسة حقاً ، ويخرج ظافراً من جهاده لنفسه ، موفراً مواهبه الإنسانية وطاقاته المادية والمعنوية لجهاد أعدائه .) فحري بهذا الشهر أن يكون فرصة ذهبية ، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات ، واستدراك ما هو آت ، قبل أن تحل الزفرات ، وتبدأ الآهات ، وتشتد السكرات. رمضان هلْ لي وقفة أستروحُ الذكرى وأرشـــــــف كلها المـعـسولا رمضان ! هل لي وقفة أسترجع الماضي وأرتع في حمـاه جــذولا فأذن - لي قارئي الكريم - أن أستقطع من وقتك الثمين جزءاً يسيراً لنتذاكر جميعاً ونتساءل: هل يمكننا أن نغير من أحوالنا ، ونحسن من أوضاعنا ، فنفكر في مآلنا ومصيرنا بعد فراق حياتنا ، فنمهد لأنفسنا قبل عثرة القدم ، وكثرة النـــدم ، فنتزود ليوم التناد بكامل الاستعداد . فأسأل الله تعالى أن يبدل من أحوالنا ، ويقلب من شأننا ، حتى يصبح يومنا خيراً من أمسنا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . وكتبه : محمد بن عبدالله الهبدان 1/8/1421هـ ص .ب 120969 الرمز : 11689 البريد الإلكتروني : ahabdan@emel.com -------------------------------------------------------------------------------- لماذا رمـضـــان ؟!! لأن رمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة والكِفة الراجحة ولماحباه الله تعالى من المميزات فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال . هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً *** وينفخ فيها قــــوة الروح والـفــــــــكر ويخلع عنها كل قيد يعــوقها *** ويعلي منار الحق والصدق والصبر ولما يسر الله تعالى فيه ، من أسباب الخيرات ، وفعل الطاعات ، فالنفوس فيه مقبلة ، والقلوب إليه والهة . ولأن رمضان تصفد فيه مردة الشياطين . فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غير رمضان ، وفي رمضان تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ، وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فما أعظمها من بشارة ، لو تأملناها بوعي وإدراك لوجدتنا مسارعين إلى الخيرات ، متنافسين في القربات ، هاجرين للموبقات ،تاركين للشهوات. • ورمضان فرصة للتغيير . . لما حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التاريخ ، وقلبت ظهر المجن ، فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلى مواكب الجوزاء ، ورفعتها من مؤخرة الركب ، لتكون في محل الصدارة والريادة ففي معركة بدر الكبرى التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد صلى الله عليه وسلم ، وجيش الكفر بقيادة أبي جهل في السنة الثانية من الهجرة وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ، وانتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ، ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ، ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، يقـــــول الله تعالى:{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آل عمران:123] . أبطـال بدر ياجباهاً شـــــــُرعت *** للشمس تحكي وجهها المصقولا حطـمتم الشرك المصغر خده *** فارتد مشلول الخطى مخـذولا وفي السنة الثامنة ، وفي شهر رمضان ، كان الفتح العظيم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين ، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفار والمشركين ، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء ، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء ، ودخل الناس به في دين الله أفواجا ، وأشرق به وجه الأرض ضياءً وابتهاجا . وفي سنة ستمائة وثمانيةً وخمسين ، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ، وتشرد من المسلمين من تشرد ، وخربت الديار ، فقام الملك المظفر قطز ، بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ، حتى حان اللقاء في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ، وتفيء الظلال ، وتهب الرياح ، ويدعوا الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ، واقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ، ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين . كل هذه الأسباب جعلتنا نوقن بأن رمضان فرصة سانحة وغنيمة جاهزة ، لمن أراد التغيير في حياته . فالأسباب مهيأة ، والأبواب مشرعة وما بقي إلا العزيمة الصادقة ، والصحبة الصالحة ، والاستعانة بالله في أن يوفقك للخير والهداية . رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـــلاح واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح رمضان فرصة الجميع للتغيير • فرمضان فرصة للتغيير .. ليصبح العبد من المتقين الأخيار ، ومن الصالحين الأبرار . يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] فقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} تعليل لفرضية الصيام ؛ ببيان فائدته الكبرى ، وحكمته العظمى . وهي تقوى الله والتي سأل أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه الصحابيَ الجليل ؛ أبيَ بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها ؟ فقال يا أمير المؤمنين : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى .. قال : فما صنعت ؟ قال : شمرتُ واجتهدت .. أي اجتهدتُ في توقي الشوك والابتعاد عنه ، قال أبي: فذلك التقوى . إذن فالتقوى : حساسيةٌ في الضمير ، وشفافيةٌ في الشعور ، وخشيةٌ مستمرة ، وحذرٌ دائم ، وتوق لأشواكِ الطريق ؛طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات ، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس ، وأشواكُ الفتنِ والموبقات ، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء ، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً ، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك .. خـــــل الـذنوب صغــــــــــيرها وكبيرها ذاك الـتقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تـحـقـرن صـغيرةً إن الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصى هذا هو مفهوم التقوى .. فإذا لم تتضح لك بعد .. فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله : هي الخوفُ من الجليل ، والعملُ بالتنزيلُ ، والقناعةُ بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل . هذه حقيقة التقوى ، وهذا مفهومها . فأين نحن من هذه المعاني المشرقةِ المضيئة ؟ .. لقد كان المجتمعُ الإسلاميُ الأول مضربَ المثل في نزاهتهِ ، وعظمةِ أخلاقه ، وتسابقِ أفرادهِ إلى مرضاةِ ربهمِ جل جلاله ، وتقدست أسماؤه ، وكانت التقوى سمةً بارزة في محيا ذلكِ الجيلِ العظيم الذي سادَ الدنيا بشجاعتهِ وجهاده ، وسارت بأخلاقهِ وفضائلهِ الركبان مشرقاً ومغرباً ، فقد كان إمام المتقين عليه الصلاة والسلام قمةً في تقواه وورعهِ ، وشدةِ خوفهِ من ربهِ العظيمِ الجليل ، فكان يقومُ الليل يصلي ويتهجد حتى تفطرتْ قدماه الشريفتان ، وكان يُسمعُ لصدره أزيزٌ كأزيزِ المرجل من النشيجِ والبكاء ، وهو الذي غُفر له ذنبه ما تقدم وما تأخر . وأما صاحبهُ المبجل ، وخليفته العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فكان يقول : يا ليتني كنت شجرةً تعضدُ ثم تؤكل !! وكان له خادمٌ يأتيه بالطعام ، وكان من عادةِ الصديق أن يسأله في كل مرة عن مصدرِ الطعام ؛ تحرزاً من الحرام !! فجاءه خادمُه مرةً بطعامه ، فنسي أن يسألَه كعادته فلما أكلَ منه لقمة قال له خادمُه : لمَ لم تسألني - يا خليفةَ رسولِ الله - كسؤالكِ في كلِ مرة ؟ قال أبو بكر : فمن أين الطعامُ يا غلام ؟ قال : دفعه إليَّ أناسٌ كنتُ أحسنتُ إليهم في الجاهلية بكهانةٍ صنعتُها لهم ، وهنا ارتعدتْ فرائصُ الصديق ، وأدخلَ يده في فمــه ، وقاء كلَّ ما في بطنهِ وقال : واللهِ لو لم تخرجْ تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها ، كل ذلك من شدةِ خوفه وتقواه وتورعهِ عن الحرام ، وأما خوفُ عمر رضي الله عنه وشدةِ تقواه فعجبٌ من العجب ، سمع قارئاً يقرأُ قولَه تعالى: { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً } [الطور:13] فمرض ثلاثاً يعـودهُ الناس . بل إنه قرأ مرةً قولَه تعالى : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [الصافات:24] فمرض شهراً يعودُه الناسُ مريضاً ، وأما عليٌ رضي الله عنه فكان يقبض لحيته في ظلمة الليل ويقول : يا دنيا غُري غيري أليَّ تزينتِ أم إليَّ تشوقتِ طلقتك ثلاثاً لا رجعةَ فيهن زادُك قليل وعمرُك قصير ، وخرج ابن مسعود مرة في جماعة فقال لهم ألكم حاجة ؟! قالوا : لا ؛ ولكن حبُ المسيرِ معك !! قال : اذهبوا فإنه ذلٌ للتابع ، وفتنةٌ للمتبوع . دعنا من الخلفاء الراشدين المكرمين ، ولنتجاوز الزمن سنين عدداً ، فهاهو هارون الرشيد الخليفةُ العباسيُ العظيم الذي أذلَّ القياصرة وكسرَ الأكاسرة والذي بلغت مملكته أقاصي البلاد شرقاً وغرباً يخرج يوما في موكبهِ وأبهته فيقول له يهودي:يا أمير المؤمنين : اتق الله !! فينـزل هارونُ من مركبه ويسجدُ على الأرض للهِ ربِ العالمين في تواضعٍ وخشوع ، ثم يأمرُ باليهودي ويقضي له حاجته ، فلما قيل له في ذلك !! قال : لما سمعت مقولتَه تذكـرتُ قولَه تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ } [البقرة:206] فخشيت أن أكون ذلك الرجل ، وكم من الناس اليوم من إذا قيل له اتق الله احــمرتْ عيناه ، وانتفختْ أوداجه ، غضباً وغروراً بشأنه ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : كفى بالمرء إثماً أن يقال له: اتق الله فيقول:عليك نفسَك !! مثلكُ ينصحنُي !! إذن فيوم عُمرت قلوبُ السلفِ بالتقوى ، جمعهم اللهُ بعد فرقة ، وأعزهم بعد ذلة ، وفُتحت لهم البلاد ومُصرت لهم الأمصار كل ذلك تحقيقا لـموعودِ الله تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف:96] فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى ؛ ولباس التقوى خير لباس لو كانوا يعلمون {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } [القمر:54-55]. إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى *** تجرد عريانا وإن كان كاسيا وخير خصال المـرء طـاعة ربه *** ولا خير فيمن كان لله عاصيا • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مفرطاً في صلاته ، فلا يصليها مطلقاً ، أو يؤخرها عن وقتها , أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد . ليعلم المتهاون في صلاته ، أنه يرتكب خطأً قاتلاً ، وتصرفاً مهلكاً ، يتوقف عليه مصيره كله ، و إن لم يتدارك نفسه ، فهو آيل لا محالة إلى نهاية بائسة ، وليل مظلم ، وعذاب مخيف ، جاء في الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال :" أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري (1143). إن التهاون بأمر الصلاة والاستخفاف بها ، خطأ فادح بكل المقاييس ، وجناية مخزية بكل المعايير . لا ينفع معها ندم ولا اعتذار عند الوقوف بين يدي الواحد القهار ، إني أدعوك بكل شفقة وإخلاص ، أدعوك والألم يعتصر قلبي خوفاً عليك ورأفة بك ، أدعوك في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك ، ومُجريات حياتك ، أدعوك إلى مراجعة نفسك ، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان ، إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر ، ولا يغرك ما أنت فيه ، من الصحة والعافية والشباب والقوة ، فما هي إلا سراب بقيعة ، يحسبه الظمآن ماءً ، أو كبرق خُلب ، سرعان ما يتلاشى ، و ينطفئ ويزول ، فالصحة سيعقبها السقم ، والشباب يلاحقه الهرم ، والقوة آيلة إلى الضعف ، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون . أخي الكريم : إن أصحابك الذين غروك بالتهاون بشأن الصلاة ، وزينوا لك إضاعتها ، إنهم لن يذرفوا عليك سوى دموع التماسيح ، يعودون بعدها ، إلى مزاميرهم وطربهم وأنسهم ، غير مكترثين بك ، ولا بألف من أمثالك ، إنهم أنانيو الطباع ، ميتو الإحساس ، لا همّ لهم إلا أنفسهم وملذاتهم ، ولو فقدوا الآباء والأمهات ، فضلاً عن الأصحاب والخِلان ، فاستيقظ يا هذا من غفلتك ، وتنبه من نومتك ، فالحياة قصيرة وإن طالت ، والفرحة ذاهبة وإن دامت ، واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة ، فقد وفقك الله للصلاة مع الجماعة ، وإلف المساجد ، وعمارتها بالذكر والتسبيح ، فاستعن بالله ، واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة ، والتبكير إليها يقول الله تعالى في وصــف المؤمنين:{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ } [المعارج: 24] . ويقول سبحانه : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ } [المعارج:34-35] . • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بتعاطي الحرام ، من خـمر ومخدرات ، أو دخان و مسكرات ، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية ، أو يوهنها ، أو يقلل من شأنها ،تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار ، فيهدم في ليله ما بناه في نهاره من قوة الإرادة التي صبر بسببها عن محبوباته ومألوفاته . فما أحزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب بها على هجر ما يكرهه هو ، أو يكرهه الشارع ، من مألوفاته التي اعتاد أكلها ، أو شربها ، أو مقاربتها . تالله ما أحزمه لو واصل هذه الحمية عن ذلك بالليل ، كما عملها في النهار . أخي الصائم : إني أشجع فيك إيمانك العظيم ، ويقينك بالله تعالى . فمن الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام إلا خوفك من الجبار ، ومراقبتك للواحد القهار . وإلا فمَنْ مِنَ الناس يعلم أنك صائم أو لا ؟!! ولكن شعورك بنظر الله إليك ، ومراقبته لك ، صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلــوت ولكن قل عليّ رقيب وإني أتساءل بصدق . . الإرادة التي استطاعت أن تصوم لأكثر من اثنتي عشرة ساعة ، أتعجز عن مواصلة مسيرتها الإصلاحية ؟!! والعزيمة التي صمدت عن تعاطي هذا البلاء ، لهذه الفترة الطويلة أثناء النهار . . أتنهار في آخر لحظات الإسفار ، وإرخاء الليل الستار ؟!! أين الهمة التي لا تقف أمامها الجبال الشامخات ؟ وأين العزيمة التي لا تصدها العاتيات !! استعن بالله تعالى على ترك هذا البلاء ، فالنصر صبر ساعة ، والفرج قريب ، وإن الله مع الصابرين . • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات ؛ فلم يجعل له منها نصيباً ، ولم يأخذ لنفسه قسماً مفروضاً ، فيغير من حاله ، ويبدل من شأنه ، ففي رمضان تتهيأ النفوس ، وتقبل القلوب ، وتخشع الأفئدة ، فينتهز هذه الفرصة ، فيحافظ على شيء منها ، فهي مكملة لفرائضه ، متممة لها ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك " رواه ابن ماجه (1425) . وأقل الوتر ركعة ، وأقل الضحى ركعتان ، وعدد السنن الرواتب ثنتا عشرة ركعة ، ركعتان قبل الفجر ، وأربع ركعات قبل الظهر ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة " رواه مسلم ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم . ولماذا لا تجعل من رمضان فرصة ، لأن يكون لك أيام تصومها لله رب العالمين فمن صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً ، فهذه ستة من شوال ، ويوم عاشوراء ، وعرفة ، وصوم الإثنين والخميس ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر . فلا تحرم نفسك الدخول من باب الريان ، عندما ينعم عليهم المنان بدخول الجنان . . فبادر شبابك قبل هرمك . . وصحتك قبل سقمك . . وحياتك قبل موتك . . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " رواه البخاري . • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن هجر القرآن قراءة وتدبراً ، وحفظاً وعملاً حتى أصبح القرآن نسياً منسياً ، أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير ، فترتب لنفسك جزءاً من القرآن ، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال ، ولو كان هذا الجزء يسيراً ، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، وقليل دائم ،خير من كثير منقطع ، ولا تنس الفضل الجزيل لمن قرأ كلام الله الجليل يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذي (2910) وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من |
تابع موضوع رقم 21
هذا الوجه . والقرآن يشفع لك يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي ربي إني منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : رب منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " رواه أحمد . قال الألباني ـ رحمه الله ـ : ( أي يشفعهما الله فيه ويدخله الجنة ) . ولقد أدرك سلفنا الصالح عظمة هذا القرآن ؛ فعاشوا معه ليلاً ونهاراً . . قال وهيب بن الورد : قيل لرجل ألا تنام ؟ قال : إن عجائب القـرآن أطرن نومي ، وقال أحمد بن الحواري : إني لأقرأ القرآن ، وانظر في آية ، فيحير عقلي بها ، وأعجب من حفاظ القرآن ، كيف يهنئهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه ، وتلذذوا به ، واستحلوا المناجاة به ، لذهب عنهم النوم فرحاً بما رزقوا . ومن المفارقة العجيبة ، أن يدرك أعداؤنا من عظمة هذا القرآن ، ما لا ندركه ، وأن يعملوا جاهدين على طمس معالمه ، ومحو آثاره في العباد والبلاد ، لخوفهم الشديد من عودة الأمة إلى هذا القرآن الذي يؤثر في النفوس ، ويحييها ، ويبعث فيها العزة والكرامة . يقول غلادستون : مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين ، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق ، ولا أن تكون هي نفسها في أمان ، وكان نشيد جيوش الاستعمار ،كان نشيدهم :أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة ، لأحارب الديانة الإسلامية ، ولأمحو القرآن بكل قوتي .(1) فما موقفك أنت يا رعاك الله ؟ أدع الإجابة لك ، وأسأل الله أن يوفقك للخير وفعله . • ورمضان فرصة للتغيير .. للمرأة المسلمة التي أصبح حجابها مهلهلاً ، وعباءتها مطرزة ، وثيابها فاتنة ، وعطرها يفوح و في كل يوم إلى الأسواق تروح . . قال صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية " رواه أحمد . ويزداد الأمر سوءاً ، إذا كان الخروج بلا محرم . . فتركب مع السائق وحدها وما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطـان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . فليـكن - يا أخية - رمضان فرصة لأن تتربى نفسك على البقاء ، في المنـزل وعدم الخروج منه إلا لحاجة ماسة ، وبضوابط الخروج الشرعية ، وليكن رمضان فرصة لضبط النفس في قضايا اللباس ، والموضة والاعتدال فيهما ، بدون إفراط ولا تفريط ، وليكن رمضان فرصة للحفاظ على الحجاب الشرعي ؛ طاعة لله ، وإغاظة للشيطان وحزبه . • ورمضان فرصة للتغيير .. للرجل والفتاة اللذين عبثا بالهاتف طويلاً ، وتهاتفا بعبرات الحب والغرام ، والعشق والهيام ، والذي كله كذب وهراء ، ودجل وافتراء ، وتلاعب بالمشاعر والعواطف ، وقد تكون البداية قضاء وقت فراغ ، ثم يستدرجهما الشيطان للوقوع في الفاحشة البغيضة . . فتقع المصيبة وتحل الطامة العظيمة . . وينكسر الزجاج فأنى له أن يعود مرة أخرى !! تقول إحدى المعاكسات : كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية . تطورت إلى قصة حب وهمية ، أوهمني أنه يحبني ، وسيتقدم لخطبتي ، طلب رؤيتي ، رفضت . هددني بالهجر !! بقطع العلاقة !! ضعفت . . أرسلت له صورتي مع رسالة معطرة !! توالت الرسائل ، طلب مني أن أخرج معه . . رفضت بشدة . . هددني بالصور ، بالرسائل المعطرة ، بصوتي في الهاتف ـ وقد كان يسجل ـ خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن . . لقد عدت ولكن عدت وأنا أحمل العار ، قلت له الزواج .. الفضيحة ،قال لي بكل احتقار وسخرية : إني لا أتزوج فاجرة !! فاتق الله أيها الشاب ، واتقي الله أيتها الفتاة ، وليكن رمضان فرصة لتغيير المسار والابتعاد عن الأخطار ، وهتك الأعراض فالزنا دين كما قال الشاعر : يا هاتكاً حرم الرجال وتابعاً *** طـــرق الفساد فأنت غير مكــرم من يزن في قـوم بألفـي درهم *** في أهـــــــله يزنــي بربــــع الدرهـــــم إن الزنى دين إذا استقرضته *** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن تعود على حياة المترفين ، ونشأ على حب الدعة واللين ، أن يأخذ من رمضان درسا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة ، فربما تسلب النعمة ، و تحل النقمة . فالدنيا غدارة غرارة مناحة مناعة ، وإقبال الدنيا كإلمامة ضيف ، أو غمامة صيف ، أو زيارة طيف ،عن أبي عثمان النهـدي قال : أتانا كتاب عمر بن الخطاب : ( اخشوشنوا واخشوشبوا واخلولقوا وتمعددوا ـ التمعدد ـ أي العيش الخشن الذي تعرفه العرب ـ كأنكم معد وإياكم والتنعم وزي العجم.) ، و عن عروة بن رويم قال : قال صلى الله عليه وسلم :" شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به همتهم ألوان الطعام وألوان الثياب يتشدقون في الكلام" . • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان يتابع الأكلات ، ويتتبع المطاعم ، فيوم هنا ، ويوم هناك ، حتى أصبح بطنه هو شغله الشاغل . ولو سألته عن أي مطعم في الشرق أو الغرب لأعطاك وصفة موجزة . ومفصلة بما تحتوي عليه تلك المطاعم وحسنها من قبيحها ، وجيدها من رديئها ، وما هكذا تورد الإبل يا سعد !! ولم نخلق من أجل أن نسعد بطوننا . . والطعام وسيلة لا غاية فافهم هذا حتى تبلغ الغاية ... كيف تصفو روح مَـرْءٍ *** نفسه للـطـعـم ولهى لقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التقلل من الأكل كما في حديث المقدام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لابد محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلثه لنفسه " رواه الترمذي وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من خبر برّ ثلاث ليال تباعا حتى قبــــــض . وصــــــــح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن " رواه البخاري ومسلم . ويقول عمر رضي الله عنه : إياكم والبطنة في الطعام والشراب ، فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد فيهما ، فإنه أصلح للجسد ، وأبعد عن السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين ، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه " قال الحارث بن كلدة الطبيب المشهور : الحمية رأس الدواء ، والبطنة رأس الداء . وقال غيره لو قيل لأهل القبور: ما كان سبب آجالكم ؟ لقالوا : التخم !! وقلة الطعام توجب رقة القلب وقوة الفهم ، وانكسار النفس ، وضعف الهوى والغضب . وكثرة الطعام يوجب ضد ذلك . عن عمرو بن قيس قال : إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب . وعن سلمة بن سعيد قال : إن كان الرجل ليعير بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله . وعن مالك بن دينار قال : ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه ، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه . وقال سفيان الثوري : إن أردت أن يصح جسمك ، ويقل نومك ، فأقل من الأكل . فليكن هذا الشهر المبارك بداية للتقلل من الطعام والاستمرار على ذلك على الدوام . • ورمضان فرصة للتغيير .. من أخلاقنا . فمن جبل على الأنانية والشح وفقدان روح الشعور بالجسد الواحد ، فشهر الصوم مدرسة عملية ، له وهو أوقع في نفس الإنسان من نصح الناصح ، وخطبة الخطيب ، لأنه تذكير يسمعه ويتلقنه من صوت بطنه إذا جاع ، وأمعائه إذا خلت ، وكبده إذا احترت من العطش ، يحصل له من ذلك تذكير عملي بـجوع الجائعين ، وبؤس البائسين ، وحاجة المحتاجين ، فتسمح نفسه بأداء حق الله إليهم ، وقد يجود عليهم بزيادة ، فشهر الصيام شهر الجود والمواساة . . الصوم يمنحنا مشاعر رحمة *** وتعاون وتعفف وسماح فرمضان مدرسة للقضاء على صفة الأنانية والشح ، ومن ثم الشعور بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. قال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم (2586) . • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان قليل الصبر ، سريع الغضب ، أن يتعلم منه الصبر والأناة . فأنت الآن تصبر على الجوع والعطش والتعب والنصب ساعات طويلة ، ألا يمكنك - أيضاً - أن تعود نفسك من خلال شهر الصبر . . الصبر على الناس وتصرفاتهم وأخلاقهم ، وما يفعلونه تجاهك من أخطاء ، وليكن شعـــارك الدائم .{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134] وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضـَبِ " يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء " رواه الترمذي . . . فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبر شعارنا ، والحلم والأناة دثارنا. • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بقلب قاسٍ كالصـخر الراسي ، لا تدمع له عين أن ينتهز فرصة هذا الشهر الذي تكون للنفوس فيه صولة . . وللقلوب فيه جولة . . فيحرص على ترقيق قلبه ، بصرفه عن الذنوب التي هي جالبة الخطوب ، و حاجبة القلوب عن علام الغيوب . قال عليه الصلاة والسلام : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " رواه مسلم . وما أحسن قول القائل : رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـا وترك الذنوب حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة ، وليجتنب الإساءة ..يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل ) و يقول الحسن البصري رحمه الله : ( إذا لم تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنك محروم ، قد كبلتك الخطايا والذنوب ) وليكن لك ما بين فينة وفينة زيارة للمقابر ، وتتأمل في أحوال أصحابها ..فإن القوم فيها صرعى ، والدود في عيونهم يرعى ،عن الحديث سكتوا ، وعن السلام صمتوا ، الظالم بجانب المظلوم ، والمنتصر بجانب المهزوم ، ذهب الحسن والجمال ، والجاه والمال ، وبقيت الأعمال ..أموات يتجاورون ، ولا يتزاورون . سكتــــــــــوا وفي أعماقـهم أخــبارُ وجافاهــــــم الأصحـــــاب والزوار وتغيرت تلك الوجوه وأصبحت بعد الجمال على الجفون غبار ماذا أعددت لهذا الموقف ؟ يقول الله تعالى : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99]. • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان يأكل الحرام من خلال أكل الربا أو التلاعب في البيع والشراء أو بيع المحرمات من دخان ومجلات فاسدة ، ومعسل وجراك ، أو بيع العباءات والنقابات المحرمة ، أو الملابس الفاضحة من بناطيل نسائية أو أشرطة غنائية أو أشرطة فيديو أو الأطباق السوداء ، أن يغير من حاله ، وأن يبدل من شأنه ، وأن يدع أكل الحرام . فإن الله تعالى يحاسب على النقير والقطـمير .فحـذار يرحمك الله أن تزل قـدم بعد ثبوتها !! يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت ، النار أولى به "رواه ابن حبان وصححه. وهل يسرك أن أهل الإيمان يرفعون أيديهم في صلاة التراويح والقيام يدعون الله تعالى ، ويستغيثون به ، ويسألونه من فضله ورحمته وجوده وبره ويستجاب لهم ..وأنت ترد عليك دعوتك ؟!! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رســــول الله صلى الله عليه وسلم :" أيها الناس : إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [المؤمنون:51] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب ، يا رب ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك " رواه مسلم . وتذكر أنه لن ينفعك أن الناس فعلوا ، أو أنهم يريدون ذلك ، فكل واحد منا سيقف بين يدي الواحد القهار ، ويسأله عن أعماله وأقواله الصغار ، والكبار ..فمن سيقف معك في ذلك الموقف العصيب ؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤا فلا تظلموا " رواه الترمذي (2007) و قال :هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وكن يا رعاك الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر فإن الدال على الخير كفاعله يقول الله تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]. • ورمضان فرصة للتغيير .. للكُتاب الذين تأثروا بعدوهم .. إننا نقول لهم : إن رمضان فرصة لهم للتغيير ، فالكلمة أمانة ، إنها مسؤولية ، نعم لمسؤولية الكلمة ، لا لحرية الكلمة المتجردة من تعاليم ديننا . وخليق بأدبائنا وشعرائنا أن يتفق أدبهم مع أدب دينهم ، وحري بالصحافة المسلمة أن تربأ بما ينشر على صفحاتها عما يتنافى مع عقيدتنا الإسلامية وتراثنا . قال تعالى:{ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء:36]. ثم أيها الكاتب الموفق : ألم تقرأ ما سطره يهود في بروتوكولاتهم : ( الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطرتين ، ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات ..) وهل تتصور أن شراءهم لها من أجل الإصلاح ؟ أم من أجل إقامة العدل ؟ أم من أجل الدفاع عن حقوق المضطهدين ؟ كلا ؛ بل من أجل الإفساد ، ونشر الرذيلة بين الأمم كلها وخاصة أهل الإسلام لأنهم ألد الخصام لهم ، فهل ترضى لنفسك أن تكون عوناً لهؤلاء على أمتك ؟ هل ترضى أن تكون أداة إفساد في الأمة ـ من حيث تشعر أولا تشعر ـ هل ترضى أن تنشر في الأمة ما يؤثر على دينها وسلوكها ؟ قل لي بربك كيف تستسيغ أن تكتب بقلمك السيال ما يغضب ربك ؟ كيف تتجرأ أن تكتب بقلمك الرفيع ما يدعو إلى نشر الفاحشة في الذين آمنوا ؟ أو أن تضللهم أو تزيف الحقائق عليهم ؟ لقد وهبك الله تلك الموهبة ، وأسبغ عليك هذه النعمة فحري بك أن تستعملها في طاعة مولاك ، حري بك يا من آمنت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً أن تسخر قلمك للصدع بكلمة الحق ، والمجاهرة بالفضيلة ، والدعوة إلى العفة والكرامة ، حري بك أن تكون منافحاً عما يُراد بأمتك ، حري بك أن تكون مكافحاً عما يخطط لأمتك . وأخيرا أودعك وكلي رجاء أن تجد هذه الكلمات صداها في قلبك، وأن تلامس هذه النداءات شغاف نفسك، وأن نلتقي سويا على خدمة هذا الدين حتى نلقى الله سبحانه ونحن على ذلك ..وليكن شهر رمضان شهراً لمراجعة النفس والمنهج والفكر فمردة الشياطين تصفد ، وادع الله تعالى من قلب خاشع أن يريك الحق حقاً ، ويرزقك اتباعه ، والباطل باطلاً ، ويرزقك اجتنابه .وإن كنت تعلم الحق ولكن حب المال ، والجاه والشهرة ، والمنصب غلب عليك فإني أقول لك ستعرف غداً عاقبة أمرك . وشؤم فعلك على نفسك !! • ورمضان فرصة للتغيير .. للدعاة الذين فترة همتهم ، وضعفت غيرتهم ، ..وتوانت عزائمهم ، فيشدوا من حالهم ، ويستيقظوا من رقدتهم ، ويتنبهوا من غفلتهم ، وينتهزوا فرصتهم ، بدعوة الناس إلى ربهم ، والذهاب إلى أماكن تواجدهم وتجمعهم . لتذكيرهم بالله تعالى ، وتخويفهم من ناره وجحيمه ، وترغيبهم بجنته ونعيمه ، والتفكير الجاد لمعرفة الأساليب المناسبة للإصلاح ، وليتذكر الدعاة إلى الله فضل الدعوة إلى الله ، والسهر من أجلها ، والتفاني لها ، وجزاء من تاب على أيديهم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " رواه البخاري . ليكن رمضان محطة روحية تبعث فينا روح الجدية ..فيعد الداعية عدته ، ويأخذ أهبته ، ويملك عليه الفكر فيما هو فيه نواصي نفسه وجوانب قلبه ..فيكون دائم التفكير ، عظيم الاهتمام ، على قدم الاستعـداد أبدا ، إن دعي أجـــاب ، أو نودي لبى ، غدوه ورواحه وحديثه وكلامه ، وجده ولعبه لا يتعدى الميدان الذي أعد نفسه له !! • ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مذنباً ومسرفاً على نفسه بالخطايا والموبقات فإذا به يسمع الأغنيات بأصوات المغنين والمغنيات ، ويشاهد القنوات بصورها الفاضحات ، ويعاكس الفتيات ، ويسهر على الموبقات ، ويعاقر المنكرات ، أن يسارع إلى الإنابة ، ويبادر إلى الاستقامة ،قبل زوال النعم ،وحلـول النقم ، فهنالك لا تقـال العثرات ، ولا تستدرك الزلات .. {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31] ويكفي التائبين فخراً وعزاً ورفعة وشرفاً أن الله تعالى قال : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة:222] أليس من سعادة التائبين ..أن الله تعالى يفرح بأوبة الراجعين ..وإقبال المذنبين ..يقول صلى الله عليه وسلم : " لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال :أرجع إلى مكاني ، فرجع فنام نومة ، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده " رواه البخاري (6308) ، وفي مسلم : " فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ". فالتوبة ..التوبة ..فهي شعار المتقين ..ودأب الصالحين ..وحلية الصالحين ..أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة " رواه مسلم . فبادر يا رعاك الله إليها في مثل هذا الشهر المبارك ،فأبواب الجنة مشرعة ، وأبواب النار مغلقة ، ولله في كل ليلة عتقاء من النار ، فاجتهد أن تكون واحدا منهم ، جعلني الله وإياك ووالدينا ممن فاز بالرضا والرضوان والفوز بالجنان والنجاة من النيران . وفي الختام .. آن لثياب العصيان ، أن تخلع في رمضان ، ليُلْبس الله العبد ثياب الرضوان ، وليجود عليه بتوبة تمحو ما كان من الذنب والبهتان ، وقد حان الأوان لفراق الخِلان ، وختم البيان بالصلاة والسلام على سيد ولد عدنان ، وعلى آله وأصحابه الشجعان ، وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم على مر الزمان ، قاله وكتبه محمد بن عبدالله الهبدان ، في شهر شعبان ، لعام واحد وعشرين وأربعمائة بعد الألف من هجرة المصطفى خليل الرحمن . احصل على نسخة من الموضوع منسقة على ملف وورد |
22-أكبر مسابقة يشهدها العالم الإسلامي
في رمضان أيها المسلم العزيز ! ... يا أخي عبدالله ووليه ! هل أتشرف بإبلاغك ؟! هل أسعد بإعلامك ؟! هل تعلم يا ساكن طيبة الطيبة ؟! هل تدري يا جار رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! يا حامي حمى الرسول صلى الله عليه وسلم !.. ماذا أبلغك ؟! وبم أعلمك ؟! إنها للبشرى السارة العظيمة ! ... إنها للفرحة الكبرى العميمة !.. هي تلك المسابقة العالمية التي تبتدىء بأول ليلة من شهر رمضان ولا تنتهي إلا بآخر ليلة منه !... فاستعد يا ابن المهاجرين ... وتهيأ يا حفيد الأنصار ... استعد لأكبر فرصة في عامك ... وأبرك موسم في سنتك ... إنها المسابقة العظمى التي أعلن عنها الملك العظيم في كتابه الكريم بقوله تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) إن جائزة هذه المسابقة لأكبر جائزة والله 00(إنها الجنة ) . الجنة التي عرضها السموات والأرض والتي فيها من النعيم ما تشتهيه الأنفس ,وتلذ الأعين .. وفيها من المتع الروحية والجسدية ما لم تره عين , ولم تسمعه أذن , ولم يخطر على قلب بشر أبداً. وهل بعد الجنة أيها العاقل اللبيب من مطلب لأصحاب السمو الروحي والكمال النفسي – مثلك – من مطلب سوى رضوان الحبيب والنظر إلى وجهه الكريم ؟ وصف المسابقة : واسمح لي الآن أن أصف لك ميدان المسابقة , وأفصل لك شروط السباق حتى يمكنك اللحاق بحلبتها , والمشاركة عن بصيرة فيها . إن ميدان هذه المسابقة الإسلامية هو شهر رمضان المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنان فلم يغلق منها باب . شروط المسابقة : وأما شروطها فهي :- أولاً: أن يتخلى المسابق عن كل محرم أو مكروه كان يأتيه في حياته قبل هذه المسابقة , وذلك كأن يرد الحقوق إلى أصحابها , وأن يتجنب الباطل والشر في كل شكل أو صورة ,وأن يترك سماع الأغاني والزمر والتطبيل وأن لا يسمح به في بيته, ولا في دكانه أو محل عمله . وأن يترك لعب الورق ، ويبتعد عن مجالسه ، كما يبتعد عن سماع الغيبة والنميمة والكذب والزور وقول ذلك كله ، وأن يطهر لسانه من قول الفحش والبذاء وسماعه مطلقاً ، وأن يطيب فمه ومجلسه بترك المكيفات ، من تبغ وشيشة ونحوهما . ثانياً : أن يقبل بعزم وتصميم على ما يلي : أ – أن يعلن توبته لله تعالى قائلاً ( اللهم إني أستغفرك من كل ذنوبي وأتوب إليك من كل معتقد وقول وعمل تكرهه ولا يرضيك ، فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور ) ب- أن يعمل الصالحات التالية : 1- أداء الصلوات الخمس في جماعة لا يفوت ركعة منها . 2- قراءة القرآن آنا الليل وأطراف النهار طوال شهر رمضان . 3- الإكثار من نوافل الصلاة في الليل والنهار طوال شهر رمضان . 4- الصدقات بالمال أو الطعام والشراب واللباس بحسب يساره وسعته . 5- الإكثار من الدعاء والإستغفار وقت السحر من كل ليلة . هذه هي المسابقة وتلك شروطها .. فهل لك يا ابن الأبطال في السبق ؟ هل لك في الفوز بالحور العين ؟ هل لك في أن تضيف إلى عمرك عمراً جديداً ؟ وإلى رأس مالك نصيباً موفوراً : ربح ومدة ألف شهر أي 83 عاماً و 4 أشهر .. هل لك في تكفير كل سيئاتك ومحو كل ذنوبك ؟ كل ذك يحصل بدخولك بجد وإخلاص في هذه المسابقة . فارم أيها الشاب البطل والرجل الحكيم بجواد عزمك في حلبة هذا السباق وسابق : أحفظ سمعك من الغناء والزمر والتطبيل ، ومن الغيبة والفحش في القول والبذاء ، ومن يديك من أن تتناول محرماً بهما ، ورجليك من أن تمشي إلى باطل أو لهو بهما ، وكف لسانك من أن تقول غيبة أو نميمة أو كذباً أو زوراً أو فحشاء أو بذاء ! .. اصرف قلبك عما لا يعني ، وأخّله من التفكير فيما ليس لك به ضرورة أو حاجة . الله أكبر ! الله أكبر .. أقدم أيها البطل وابسط يديك بالعطاء ، تصدق فهذا أوان الصدقة ، اعكف في بيت ربك راغباً راهباً ، لازمه ولا تخرج إلا لحاجة حتى يغفر لك ويتوب عليك ... مكانك يا أخي في الصفوف الأولى ، لا تفوتك تكبيرة الإحرام من كل صلاة أبداً ... كتاب الله ... كتاب الله يا أخي ... لا يمضي عليك رمضان دون أن تقرأه كله قراءة محفوفة بالتدبر والخشوع ، والدعاء والدموع . وسلام عليك في السابقين وبارك الله فيك في الفائزين !!. الراجي أن تشركه في دعائك :/ الجزائري أبو بكر جابر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي الشريف |
22-أفكار و مشاريع في رمضان
استثمار شهر رمضان الكريم اقتراحات للقائمين على الجمعيات الخيرية و الدعوية والدعاة و هي على شكل نقاط أهمية التخطيط قبل رمضان أنشطة رمضانية o مسابقة إسلامية o دروس متخصصة o استغلال مشاريع إفطار صائم o حفظ و مراجعة حفظ القرآن الكريم o حفظ و مراجعة كتب الحديث o الكلمات في المساجد o مخيم دعويي للشباب o الدور النسائية في الأحياء o جمع الصدقات و الزكوات o الدعوة في حملات العمرة o الدعوة في القرى و الهجر o المناقشات العلمية o زيارة تجمعات الشباب بعد رمضان -------------------------------------------------------------------------------- أهمية التخطيط أولاً يجب التسليم بالمقولة " إذا لم تخطط فأنك تخطط للفشل". التنظيم و عقد الجلسات و تحديد الأهداف و معايير القياس قبل البدء بأي نشاط يساهم رفع نسب نجاح النشاط و البرامج، للاستفادة من الموارد المتاحة، و لتحديد الاحتياج و التطوير في المستقبل. عناصر التخطيط: وضع الهدف: هدف قابل لتحقيق و يكون طموحاً قابل للقياس لتحديد النجاح. وضع زمن: تحديد وقت لكل نشاط. و يجب التأكيد على كتابة الأهداف بشكل واضح و تكون مشاهدة للجميع و يتم مراجعتها بين الحين و الآخر . -------------------------------------------------------------------------------- قبل رمضان 1) الخاصة: يجب توحيد الجهود للجمعيات و الأشخاص المتعاونين، و يكون ذلك عن طريق: التنظيم بين الجمعيات و مراكز الدعوة و الدعاة لشهر رمضان، بعقد الاجتماعات قبل الشهر الكريم بوقت كاف لتحديد الأدوار و توحيد الجهود . تحديد المسؤوليات و المسئولين لكل نشاط ،ليتم التقييم و المحاسبة بعد نهاية الشهر. إعلان الأنشطة و البرامج قبل بداية الشهر بوقت كاف. 2) العامة : يجب على الدعاة و الخطباء و المصلحين و أولياء الأمور تهيئة الجو و النفوس لقدوم شهر رمضان كل في مجاله و موقعه، ليم استغلال شهر رمضان الكريم بالشكل المناسب و الأمثل. -------------------------------------------------------------------------------- أنشطة رمضانية مسابقة الإسلامية الرمضانية الهدف: شغل أوقات المشاركين في هذا الشهر بالمفيد تثقيف المشاركين من خلال هذه المسابقة . إثارة التنافس بين المشاركين . وقت التنفيذ: خلال الشهر كله مكان التنفيذ: جميع الأحياء طريقة التنفيذ: الخيار الأول: يتم إعداد مجموعة أسئلة منوعة ومناسبة لجميع الطبقات، يتم توزيعها في وقت مبكر خلال الشهر ثم يتم تجميع الإجابات في يوم محدد أخر الشهر و يتم إعلان النتائج و توزيع الجوائز في حفل اختتام أنشطة الشهر المبارك في أيام العيد. الخيار الثاني: يتم توزيع الشهر على ثلاث مراحل حيث إعداد ثلاث مسابقات لكل عشر أيام يتم توزيع المسابقة في أول كل ثلث من الشهر و توزيع جوائز للفائزين خلال شهر رمضان، ثم يكون هناك سحب قرعة على كل المشاركين ( إجابات صحيحة ) في حفل اختتام أنشطة الشهر في أيام العيد. ملحوظات: ضرورة الحرص على الإخراج الجميل لهذه المسابقة. الشريحة المستهدفة الأهالي عموماً. -------------------------------------------------------------------------------- دروس متخصصة الهدف: توحيد موضوع الدرس قبل/بعد صلاة التراويح في بعض المساجد الكبيرة. توعية الحضور من خلال ما يُطرح عليهم في المجالات التخصصية الاستفادة من طلبة العلم الكبار في نشر العلم وقت التنفيذ: قبل / بعد صلاة التراويح مكان التنفيذ: المساجد الكبيرة في المدينة طريقة التنفيذ: تحديد عدد من المساجد الكبيرة في المدينة لعقد دروس تخصصية طوال فترة شهر رمضان المبارك، حيث يقوم مجوعة من طلبة العلم المتخصصين/بارزين في مجال ما بتغطية موضع محدد مثال ذلك: أحد المساجد متخصص في علوم القران في احد أو بعض المجالات بتناوب في التفسير الميسر أو بيان الإعجاز أو الإعراب أو التجويد و القراءات أو أسباب النزول. أحد المساجد متخصص في العقيد في شرح كتاب ما أو شرح موضوع ما ( أسماء الله الحسنى أو أخطاء في الاعتقاد. . . ) أو في بيان المذاهب و الملل. أحد المسجد متخصص في الحديث و علومه في مجالات الجرح و التعديل و الشرح المتون أو عن طريق شرح أحد المسانيد. أحد المساجد متخصص في الآداب الإسلامية حيث يتم تغطية أكثر عدد ممكن من الآداب مع بيان وجهة النظر الإسلامية فيها. ملحوظات: الإعداد و التنظيم الجيد من قبل الجمعيات و طلبة العلم. الإعلان المبكر لها . -------------------------------------------------------------------------------- مشاريع إفطار صائم الهدف: إدخال السرور على الجاليات المسلمة باعتبار هي أكبر المستفيد منها. حث الأهالي على المساهمة في مجالات الخير ومنها الإنفاق . إحياء روح الأخوة الإسلامية . نشر التكافل الإسلامي وبثه وقت التنفيذ: يومياً في وقت الإفطار مكان التنفيذ: مواقع إفطار الصائمين طريقة التنفيذ: يتم إعداد مخيم أو مكان مناسب مع تهيئته بالفرش والإضاءة واستقبال الأطعمة يومياً والإشراف على توزيعها على الصائمين وترتيب ذلك . كذلك يتم إعداد المنشورات و الدروس للجاليات المسلمة توعيتهم بأمور الدين. ملحوظات: يجب التنظيم الجيد و عدم تداخل مواقع التغطية -------------------------------------------------------------------------------- حفظ و مراجعة حفظ القرآن الكريم الهدف: المحافظة على الوقت في هذا الشهر المبارك. تصحيح القراءة لدى المشاركين . التعاون على البر والتقوى . مراجعة الحفظ لدى المشاركين. تصحيح و تعلم كبار السن إذا تم وضع حلق خاصة بذلك. وقت التنفيذ: يومياً عصراً/بعد التراويح مكان التنفيذ: عدد من المساجد في المدينة طريقة التنفيذ: يتم عقد عدد حلقات القرآن الكريم في عدد من المساجد و بمراجعة كتاب الله أو إكمال حفظه لمن لم يكمله، و أعطى إجازة للحفاظ إذا استحقوها و بين أهميتها بين الشباب لشحذ الهمم لمن لم يكمل الحفظ . يكثر قراءة القرآن من كبار السن الذين لا يلتحقون بحلقات القرآن في المسجد بعد صلاة الفجر و العصر يمكن توجيه أئمة المساجد بتكوين حلقات تعليم قراءة القرآن بالشكل الصحيح في هذين الوقتين لكبار السن أو من يراه الأمام يصلح لذلك. ملحوظات: يجب الإعلان المبكر لها. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف عليها. يفضل لو تكون في المسجد المتخصص في علوم القرآن. -------------------------------------------------------------------------------- حفظ و مراجعة كتب الحديث الهدف: المحافظة على الوقت في هذا الشهر المبارك. التعاون على البر والتقوى . مراجعة الحفظ لدى المشاركين. وقت التنفيذ: يومياً عصراً / بعد التراويح مكان التنفيذ: عدد من المساجد في المدينة طريقة التنفيذ: يتم عقد عدد حلقات لكتب الحديث في عدد من المساجد و بمراجعة عدد كتب الحديث أو إكمال حفظه لمن لم يكمل الحفظ. ملحوظات: يجب الإعلان المبكر لها. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف عليها. يفضل لو تكون في المسجد المتخصص في الحديث و علومه. -------------------------------------------------------------------------------- الكلمات في المساجد الهدف: المحافظة على الوقت في هذا الشهر المبارك. الاستفادة من الدعاة في نشر العلم. تثقيف العامة ورفع مستوى وعيهم بدينهم. إعطاء الفرصة لصغار طلبة العلم و المبتدئين لخوض تجربة إعداد الدروس. وقت التنفيذ: يومياً قبل/ بعد التراويح مكان التنفيذ: المساجد في المدينة طريقة التنفيذ: يتم تنظيم الكلمات و الدروس في المساجد بتحديد المشاركين من طلبة العلم و الدعاة و المواضيع و وضع جدول متكامل لتنظيمها . لا يغفل عن المساجد الصغيرة في الأحياء فيستفاد من صغار طلبة العلم لتغطيتها لنشر العلم و تشجيع جماعة هذه المساجد لصلاة فيها. ملحوظات: يجب الإعلان المبكر لها. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف عليها. عدم تكرر المواضع و الاهتمام بمناسبة المواضيع و وقتها في الشهر. -------------------------------------------------------------------------------- مخيم دعوي للشباب الهدف: المحافظة على أوقات الشباب في هذا الشهر المبارك وتعويدهم على ترتيبها. الاستفادة من طاقات الشباب في الخير. تثقيف الشباب ورفع مستوى اهتماماتهم وعيهم بدينهم. إحياء روح الأخوة الإسلامية وزيادة التقارب بين الشباب المستقيم و غيرهم. وقت التنفيذ: يومياً بعد التراويح ( في العشرين يوماً الأولى) مكان التنفيذ: مكان مخصص لذلك ( و يمكن الاستفادة من رعاية الشباب) طريقة التنفيذ: يتم إعلام الشباب بالمواعيد ويُرتب للقاء وتُعد المواضيع المناسبة مع الحرص على تنوعها مثل : وقفات مع السيرة ، صور من حياة الصحابة ، قصص وعبر ، مشكلات وحلول ، استضافة أحد العلماء أو المتخصصين ، مسابقة ، فقرات رياضية و منوعة .. وهكذا . يمكن دعم المشروع بمشاركة المرافق الحكومية و تحت إشراف الإمارة و الأمير نفسه و تسميتها بأسماء تشحذ همم المسئولين ( كمخيم الملك عبد العزيز الرمضاني التثقيفي ) و عدم إعطاءها صبغة دينية فقط تصد من في قلبه مرض و هم المقصودون. ملحوظات: يجب الإعلان المبكر لها. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف عليها. -------------------------------------------------------------------------------- الدور النسائية في الأحياء الهدف: المحافظة على الوقت في هذا الشهر المبارك تعويدهن على حفظ وقتهن. تثقيف النساء ورفع مستوى اهتماماتهن و وعيهن بدينهن. تحسن قراءتهن و تحفيظهن كتاب الله. وقت التنفيذ: يومياً بعد التراويح ( في العشرين يوماً الأولى) / ثلاث أيام في الأسبوع مكان التنفيذ: المكان المخصص للنساء في مسجد الحي / الدور النسائية طريقة التنفيذ: يتم الاستفادة من الطاقات النسائية في تنظيم و إدارة حلقات تعليم القرآن الكريم و تدريس الآداب الإسلامية. ملحوظات: يجب الإعلان المبكر لها. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف. -------------------------------------------------------------------------------- جمع الصدقات و الزكوات الهدف: تطوير أدوات جمع التبرعات. توحيد الجهود بين الجمعيات الخيرية. الاستفادة المثلى لطاقات المنتسبة و المتعاونة مع الجمعيات الخيرية. وقت التنفيذ: طوال شهر رمضان المبارك مكان التنفيذ: كل مكان طريقة التنفيذ: " لا نفتي و مالك في المدينة " ،لكن نورد بعض الاقتراحات: تتكاتف الجهود و يكون جمع التبرعات في مكان واحد، بعد ذلك يتم تقسمها حسب الاحتياج و الأهمية أو حسب الجهود و الطاقات. يتم توزيع الجمعيات الخيرية حسب جدول على المساجد أو الأحياء بالتتابع طوال شهر رمضان الكريم. عقد اجتماعات لتطوير طرق جمع التبرعات وسلك مجالات جديدة و تدريب كوادر مع الأخذ بالملاحظات التالية: عدم الاعتماد على العاطفة لجمع التبرعات. البذل بمال لجمع المال، فلا يمكن جمع تبرعات اكبر بدون أي مصاريف. استغلال التبرعات في الاستثمار لتدر مستقبلاً على المشاريع الخيرية. دعوا التجار و الأثرياء يشاركون في وضع خطط جمع التبرعات فهم أعرف بمداخلهم ( أفكار الميسورين ) و سيدعمون أكثر لإنجاح أفكارهم. التنسيق مع الجهات الحكومية و الشركات الكبيرة لتشارك في جمع التبرعات أو لتبرع أبراز ذلك أعلامياً ليكون دافع لهم للمزيد. ملحوظات: يجب التنسيق المبكر. يجب تقييم النتائج في نهاية الشهر لتحديد سلبيات وإيجابية الطرق المتبعة. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف عليها. -------------------------------------------------------------------------------- الدعوة في حملات العمرة الهدف: المحافظة على الوقت في هذا الشهر (خاصة في الطريق). تثقيف المعتمرين بالمناسك. استغلال الحافلات بالدعوة و نشر الخير. توفير فرص عمرة للقائمين بهذه الأنشطة بأسعار رمزية. وقت التنفيذ: طوال فترة السفر بالحافلات ذهاباً و أياباً ( طوال شهر رمضان المبارك ) مكان التنفيذ: حافلات نقل المعتمرين طريقة التنفيذ: يتم التنسيق مع إدارة الحملات لتوفير مقاعد لمتبرعين من الجمعيات الخيرية و الدعوية لإدارة الأنشطة التثقيفية و الترفيهية أو كذلك لإدارة الحافلة من البداية حتى العودة. ملحوظات: يجب التنسيق المبكر مع الحملات الخاصة بالعمرة بشهر رمضان الكريم. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف. -------------------------------------------------------------------------------- الدعوة في القرى و الهجر الهدف: نشر الخير في البادية و توعيتهم بأمور دينهم. زيادة الألفة والمحبة بين الأهالي و الشباب المستقيمين. الاستفادة من طاقات الشباب الملتزم و دخولهم مجالات جديدة في الدعوة. تعليمهم القرآن. وقت التنفيذ: طوال شهر رمضان المبارك مكان التنفيذ: القرى و الهجر المحيطة طريقة التنفيذ: استغلال أخر أسبوع من رمضان فرمضان أربعة أسابيع نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية فى نهاية كل أسبوع من أسابيع رمضان أن يتوجهوا للقرى والهجر في توزيع الإعانات وإطعام الطعام للمساكين في تلك القرى والهجر وتوعية أهلها ، عبر الكلمات ، وخطب الجمع ، وتوزيع الأشرطة والرسائل نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية ومن الشباب الإسلامي ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يترك أسبوع من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا وتنطلق فئات من الشباب محملون بكل خير ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة ورتب له من قبل وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً فإننا نحسن الظن فيهم ولله الحمد والمنة . وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر المبارك فلا نريد الخمول والكسل والجلوس بين الأولاد والأزواج وترك هذا الأمر العظيم ونترك المسلمين من أهل القرى والبوادي في جهل عظيم. توجه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى والهجر وللدروس والتوجيه وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى لأن الوسيلة الأولى في نهاية الأسبوع ولتوزيع الطعام . ولكن هذه الفكرة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك ولإلقاء الدروس وتوجيه الناس وإرشادهم فإن الجهل كما ذكرنا هناك عظيم وكما تعلمون فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلى بهم وإن وجدوا فخذ اللحن والأخطاء الجليلة في كتاب الله جل وعلا . وإن وجدوا أيضاً من يصلى بهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيراً من الأحكام الفقهية التي يحتاجون إليها ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل مكثوا في المدينة ؟ لا ولكن تفرقوا في البلاد لنشر هذا الدين ولم يبق منهم ف المدينة إلا العدد القليل . توجهوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لبث الدعوة ونشر الإسلام وتوجيه الناس وقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر فأقول لا بأس من التعاون في التناوب بين بعض الشباب في هذه الأماكن وسد احتياجاتها حتى ولو تناوب في القرية الواحدة ثلاثة أو أقل أو أكثر . ولو قامت أيضاً مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالتخطيط لهذه الفكرة وقام المحسنون أيضاً برصد المكافآت المالية لأولئك الشباب المحتسبين لوجدنا ورأينا أثر هذا الأمر على هذه الأماكن ولقد سمعت ولله الحمد أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف وشؤون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها 2000 ريال لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة سواء في داخل المدينة أو خارجها إذن فما هو عذركم أيها الشباب والسبل كلها مهيأة . (نقلاً عن إبراهيم بن عبدالله الدويش ). ملحوظات: يجب التنسيق المبكر لجمع أسماء المتبرعين و التنسيق مع الأوقاف. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف. -------------------------------------------------------------------------------- المناقشات العلمية الهدف: توعية و تربية طلبة العلم على أدب الخلاف رفع الإشكالات في الأمور العلمية الدقيقة على طلية العلم. الاستفادة من الأوقات لطلبة العلم. احتكاك طلبة العلم الجدد من المشائخ و التفافهم عليهم. وقت التنفيذ: طوال شهر رمضان المبارك مكان التنفيذ: مكان يحدد في حينه (مسجد أو استراحة أو . . . ) طريقة التنفيذ: تحديد جدول للمشائخ و طلبة العلم الكبار للمناقشة . ملحوظات: يجب الإعلان لها مسبقان ليحضر اكبر عدد من طلبة العلم لتعم الفائدة. يقوم عدد من طلبة العلم على الإشراف. -------------------------------------------------------------------------------- زيارة تجمعات الشباب الهدف: المحافظة على الوقت في هذا الشهر المبارك وتعويدهم على ترتيبها. توجيه الشباب لما فيه خير الدنيا و الآخرة. الاستفادة من الأوقات لطلبة العلم. إحياء روح الأخوة الإسلامية وزيادة التقارب بين الشباب المستقيم و المفرطين. وقت التنفيذ: طوال شهر رمضان المبارك مكان التنفيذ: على الرصيف و الاستراحات في جميع أنحاء المدينة . طريقة التنفيذ: القيام بالزيارات من قبل الدعاة وطلبة العلم والصالحين ومحبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة و الاستراحات وتجمعات الشباب والجلوس معهم وتقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم . ملحوظات: تقوم مكاتب الدعوة والإرشاد بالإعلانات عن مثل هذا المشروع قبل رمضان وتسجيل أسماء الراغبين في المشاركة. ترتيب جدول للزيارات ويكون ذلك قبل دخول شهر رمضان . -------------------------------------------------------------------------------- بعد رمضان يجب الآن المحاسب و مراجعة الأهداف و النتائج للاستفادة منها مستقبلاً عبدالمحسن شبكة الفجر |
23-خواطر رمضانية
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين تقديم فضيلة الشيخ ابن جبرين الخاطرة السادسة: القرآن في رمضان المقدمة الخاطرة السابعة: الذكر و الدعاء و الاستغفار في رمضان الخاطرة الأولى: فرضية الصيام الخاطرة الثامنة: الفرح بالعيد لتخلفهم من رمضان الخاطرة الثانية: الصوم يدفع إلى فعل الطاعات الخاطرة التاسعة: يوم العيد الخاطرة الثالثة: الصوم ينهى عن فعل المحرمات الخاطرة العاشرة: وداعاً يا شهر التوبة الخاطرة الرابعة: الصوم الصحيح ختاماً الخاطرة الخامسة: من فوائد الصيام تنبيهات على أخطاء أو نقائض تقع من بعض الصائمين تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد و على آله و صحبه. أما بعد: فهذه كلمات تتعلق بالصيام و فوائده و آثاره على الصائمين، كنت ألقيتها كمحاضرة ارتجالية في بعض المساجد، و قد سجلها بعض الحاضرين ثم نسخت في هذه الأوراق، و قد صححنا ما فيها من الأخطاء التي أوقع فيها الارتجال، و أدخلنا عليها بعض التعديلات مع تخريج الأحاديث المرفوعة، و ترقيم الآيات القرآنية و رغب بعض الإخوان في طبعها رجاء النفع بها. نسأل الله تعالى أن يوفق عموم المسلمين لتطبيق الشريعة الإسلامية، و الحرص على تكميلها و تحصيل المصالح و تقليل المفاسد، و الله أعلم، و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين -------------------------------------------------------------------------------- المقدمة إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله. ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون))(آل عمران:102). ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجال كثيراً و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا))(النساء:1). ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً))(الأحزاب:70-71). أما بعد: (أصل هذه الرسالة محاضرة لفضيلة الشيخ/عبدالله بن جبرين، قمت بنسخها في أوراق، ثم قمت بتهذيبها و تصحيحها، و عزو الآيات، و تخريج الأحاديث قدر الإمكان، ثم عرضتها على فضيلة الشيخ فقام بتصحيحها، و التقديم لها و أذن بطبعها و نشرها، نسأل الله أن ينفع بها و أن يكتبها في موازين أعمال كل من ساهم في إخراجها إنه سميع مجيب "أبو أنس"). لا شك أن الصوم لم يكن من خصائص هذه الأمة بل كان شرعاً قديماً، كلف به العباد و الأمم من قبلنا، يقول تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.. الآية))(البقرة:183). و قد فرض الصوم على هذه الأمة في السنة الثانية من الهجرة، فصام النبي صلى الله عليه و سلم تسع رمضانات بالإجماع. و ما شرع الله هذا الصوم -و غيره من العبادات- عبثاً، و إنما شرعه لِحِكَمٍ عظيمة، و فوائد جليلة تعود على الفرد و المجتمع و الأمة بأسرها. و هذه خواطر رمضانية حول حقيقة الصوم و أحكامه أردنا أن نبينها حتى يتم النفع للمسلم من صيامه و عبادته و الله الموفق. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة الأولى : فرضية الصيام يقول تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم..الآية))(البقرة:183). فأخبر أن الصيام عبادة قديمة كتبت على الأمم قبلنا، و في ذلك بيان أنه شرع قديم. و قد ذكر أن موسى عليه السلام لما واعده ربه بلقائه، صام ثلاثين يوماً، ثم زاده الله عشراً في قوله تعالى: ((و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر))(الأعراف:142). و كذلك فإن لأهل الكتاب صياماً، و لكنهم يزيدون فيه و ينقصون. و من شهد شهر رمضان و هو عاقل مكلف فإنه مأمور بصيامه، يقول تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بيِّنات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصُمْه و من كان مريضاً أو على سفر فعدةٌ من أيام أخّر يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر…))(البقرة:185). فعذر الله أهل المرض، و أهل السفر أن يفطروا لأجل اليسر، و رفع الحرج، و هذا من خصائص شريعتنا و فضائل ديننا. و لا شك أن الله تعالى حكيم في أمره و في تشريعه، فما شرع الصوم و غيره من العبادات إلا لحكم عظيمة تعجز العقول عن إدراكها. فالصوم فيه تأديب للنفوس و حرمان لها عن تلبية شهواتها. و لهذا فإن الصائم ينفطم و يترك الطعام و الشراب و شهوة النكاح طوال النهار، مدة قد تصل إلى خمس عشرة ساعة أو أكثر أو أقل. و لا شك أنه في هذه الحالة غالباً ما يحسّ بفقد هذه الشهوات، و قد يتألم، و لكن لما كان تألمه عبادة لله و طاعة فإنه يهون على النفوس الطيبة، و يكون سهلاً على النفوس التقية النقية، ذلك أنه جوع و ظمأ في مرضاة الله، جوع سببه الامتثال لأمر الله تعالى. و لأجل ذلك ورد في الحديث المشهور أن الله تعالى خصَّ الصوم لنفسه، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به"(أخرجه البخاري برقم 1904 في الصوم، باب: "هل يقول: إني صائم إذا شُتم؟"). و في رواية: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز و جل: إلا الصيام… الحديث"(أخرجه مسلم برقم 1151-164 في الصيام، باب: "فضل الصيام"). يقول العلماء: إن كل عمل ابن آدم له أي يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، إلا الصوم فإنه لا ينحصر في هذه المضاعفة، بل يضاعفه الله أضعافاً كثيرة، فلا يدخل تحت الحصر، و ذلك لكونه طاعة خفية بين العبد و بين ربه، و لأن فيه صبراً عن شهوات النفس، و مجاهدة لها و إرغاماً لها على طاعة الله. و لهذا سمي هذا الشهر: "شهر الصبر"(كما في حديث سلمان الطويل الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم (1887). و انظر الدر المنثور (1/184). و إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، قال أحمد بن حنبل: ليس بالقوي، و قال ابن معين: ضعيف)، و الصبر ثوابه الجنة، قال الله تعالى: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))(سورة الزمر:10). فيضاعف أجرهم إلى غير عدد، إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله. و الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام: 1- صبر على طاعة الله. 2- صبر عن معاصي الله. 3- صبر على أقدار الله. و كلها تجتمع في الصوم. أما الصبر على طاعة الله: فالصائم يصبر عن تناول الشهوات، و هذا صبر على أوامر الله، صبر على طاعة الله. أما الصبر عن معاصي الله: فإن المسلم إذا علم أنه إذا اقترف المعصية، فإن هذا سيجلب عليه سخط الله فإنه يتجنبها. أما الصبر على أقدار الله: فإن المسلم يصبر على ما يصيبه، و ما يؤلمه من جوع و عطش، و كل ذلك دليل على أنه من الصابرين: و ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))[الزمر:10]. و لا شك أن هذا إنما يكون في الصوم الحقيقي، في الصوم المفيد، في الصوم الشرعي المبني على كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، لأن الصوم إنما يكون صوماً إذا ظهرت آثاره على الصائمين، و ذلك لأن صاحب هذا الصوم هو الذي يتأثر و ينتفع بصيامه. و كذلك فإن صاحب هذا الصوم الشرعي الحقيقي هو الذي ينتفع بشفاعة الصيام له يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أيّ ربِّ منعتُه الطعام و الشهوة، فشفعني فيه، و يقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعَان"(أخرجه أحمد في المسند (2/174) و رواه الحاكم في المستدرك (1/554). و الهيثمي في مجمع الزوائد: (3/181). قال أحمد شاكر (6627) إسناده صحيح). -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة الثانية: الصوم يدفع إلى فعل الطاعات يظل الصائم متلبساً بعبادة من أفضل العبادات، متلبساً بعمل من حين يطلع الفجر إلى أن تغرب الشمس، و لا بد أن تبدو عليه حينئذ آثار هذه العبادة، لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم.. و ذكر منهم: الصائم حين يفطر"(أخرجه الترمذي برقم 2526 و قال: هذا حديث إسناده ليس بالقوي. و ابن ماجة برقم 1752 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه). فالصائم من حين يبدأ صومه إلى أن يفطر و هو مستجاب الدعوة إذا كان صحيح الصوم. و عبادة الصوم تجر إلى سائر العبادات، لأنك إذا عرفت أنك في عبادة حملك ذلك على أن تأتي بعبادة ثانية، و ثالثة، و رابعة، و هلم جراً، فتستكثر من العبادات، و تقول: لماذا لا أرغب في العبادات؟ كيف أقتصر على عبادة واحدة، و العبادات كلها مرغوبة و محببة؟ * فتجد الصائم -صحيح الصيام- يحافظ على الصلوات في الجماعة، لأنه يعرف أن الذي كلفه بالصوم كلّفه بالصلوات، و أمره بها، فأكد على هذه كما أكد على تلك، فتجده محافظاً عليها، و تجده في حال صلاته خاشعاً فيها غاية الخشوع، قائماً بجميع أركانها و شرائطها و مكملاتها و متمماتها و سُننها، لأنه يحاسب نفسه و يقول: كيف أكمل عبادة و أنقص عبادة؟ هذا لا يليق بي. لا بد أن أحسن في كل عبادة أقوم بها، فتجده محافظاً على صلاته غاية المحافظة. * و هكذا يدفعه الصوم إلى نوافل العبادات، لأنه عرف أن ربه يحب منه أن يدخل في العبادات كلها، فرضها و نفلها، فإذا حافظ على الفرائض حمله ذلك على الإتيان بالنوافل؛ فتجده يتسابق إلى المساجد، و تجده يصلي الرواتب قبل الصلوات و بعدها، و تجده يذكر الله، فيأتي بالأوراد التي قبل الصلاة و بعدها، و يسبح، و يستغفر، و يهلل، و تجده يتلو كتاب ربه و يتدبره؛ لا سيما في هذا الشهر -شهر رمضان- فإنه يعرف أنه موسم من مواسم قراءة القرآن و تدبره، و تجده مع تدبره يحرص على تطبيقه و العمل به، لأنه يعرف أن هذا القرآن ما أنزل إلا ليطبق و يكون منهاجاً للحياة و دستوراً للبشرية كلها. و هكذا فإن الصيام يحمل صاحبه على أن يستكثر من العبادات، للفوز بجزيل الثواب و النجاة من أليم العقاب. * و هكذا أيضاً يحرص الصائم على عبادات مؤقتة في مثل هذا الشهر؛ فمثلاً من سنن هذا الشهر صلاة الليل التي هي التهجد و التراويح، و هي مأمور بها و يستحب للمسلمين فعلها في المساجد جماعة. و كما جعل الله سبحانه و تعالى النهار محلاً للصيام، فإنه جعل الليل محلاً للقيام و الاستكثار من الصلوات. * كما يدفعه صيامه أيضاً إلى النفع العام للمسلمين في هذا الشهر و في غيره، فينفع نفسه و ينفع سائر المسلمين؛ سواء كان في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية: فمن المنافع الدنيوية: الصدقات التي أمر الله تعالى بها، و أمر بها رسوله صلى الله عليه و سلم. قال بعض السلف: "إذا دخل رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله". فالإنسان مأمور بأن يكثر الصدقات في هذا الشهر و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة (أخرجه البخاري برقم 6 في بدء الوحي، باب:5). ذلك أنه شهر يتفرغ فيه العباد لطاعة الله و يبتعدون عن طرق الغواية و المعصية، و يستحب فيه مواساة الفقراء، و قد ثبت في الحديث أن من فطر صائماً كان له مثل أجره(أخرجه الترمذي برقم 807 في الصوم. باب "ما جاء فيمن فطر صائماً"). و من المنافع الدينية: فإنك كما ينبغي عليك أن تنفع نفسك، فإن عليك أن تنفع المسلمين، فإذا استقمت على طاعة الله، فإنك تحرص على أن تقيم غيرك على هذه الطاعة، و ذلك بأن تأمر إخوانك و أقاربك و جيرانك بأن يعملوا كما تعمل، و ترشدهم إلى ما أنت عليه، و تحثهم على العبادات التي أتيت بها، فتحثهم على قراءة القرآن، و على المحافظة على الصلوات، و تذكّرهم بذلك، و تقول لهم إن الذي يحب منكم الصيام يحب منكم الصلوات، و الذي أمركم بهذا الصوم أمركم بذكره، و فرض عليكم هذه الصلوات، و هذه الزكوات، و ربّ رمضان هو ربّ شوال و محرم و سائر الشهور، فلعلهم ينتفعون بذلك و يكون في ذلك فائدة عظيمة لك و لهم، و تسلم من الإثم إذا لم ترشدهم و إذا استقاموا على يديك كان لك من الأجر مثل أجورهم و ذلك خير لك من الدنيا و ما فيها(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" أخرجه مسلم برقم 2674). كذلك أيضاً فمن النفع المتعدي التعليم و التفقيه، و ذلك أنك متى علمت حكماً أو مسألة، و عرفت أن فلاناً أو فلاناً يجهلها، فإن من واجبك أن تعلمه و ترشده سواء أكانت حُ:مية أو وعظية أو إرشادية، أو غير ذلك. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة الثالثة: الصوم ينهي عن فعل المحرمات فإن الله تعالى قد نهى الصائم عن الأكل و الشرب و الوقاع في نهار رمضان، و جعل ذلك مفسداً للصوم، فيتأكد على المسلم أيضاً أن يترك المحرمات في نهار صومه و في ليالي شهره، و يجب عليه أن يتأثر بعد الشهر بما أفاده هذا الصوم، و ذلك لأن الله الذي حرّم عليك في نهار رمضان أن تأكل و أن تشرب؛ مع كون الأكل و الشرب من الشهوات النفسية التي تتناولها النفس بطبعها و التي تعيش عليها و تموت بفقدها، فإن الله تعالى حرم عليك محرمات أخرى هي أشد إثماً و أشد ضرراً و ليست بضرورية كضرورة الطعام و الشراب، و قد ورد في ذلك كثير من الآثار نذكر بعضها: 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، و لا يصخب و لا يفسق، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤٌ صائم"(أخرجه البخاري 1904 في الصوم. باب: "هل يقول إني صائم إذا شتم؟" و مسلم برقم 1151 في الصيام، باب: "فضل الصيام"). و الصخب هو: رفع الصوت بالكلام السيئ. و الرفث: هو الكلام في العورات، و الكلام فيما يتعلق بالنساء و نحو ذلك. أما الفسوق: فهو الكلام السيئ الذي فيه عصيان و فيه استهزاء و سخرية بشيء من الدين أو من الشريعة، و نحو ذلك. فالصوم ينهي صاحبه عن هذه الأشياء. و كأنه يقول إن صيامي ينهاني عن هذا الصخب -فإن الصوم ينهى عن المأثم، ينهى عن الحرام- فيقولك كيف أترك الطعام و الشراب -الذي هو حلال- و آتي بما هو محرم في كل الأوقات؟ 2- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من لم يدع قول الزور و العمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه"(أخرجه البخاري برقم 1903 في الصوم، باب: "من لم يدع قول الزور"). فالله تعالى ما كلفك أن تترك الطعام و الشراب إلا لتستفيد من هذا الترك، فتترك الرفث، و تترك الفسوق، و تترك قول الزور، و تترك المعاصي المتعلقة بالنساء و بالجوارح، فإن لم تفعل ذلك و لم تستفد من صيامك فالله تعالى يرده عليك و لا يجزيك على عملك. 3- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش، و رب قائم حظه من قيامه السهر"(أخرجه ابن ماجة برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441). 4- و عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أن امرأتين صامتا فكادتا أن تموتا من العطش، فذكرتا للنبي صلى الله عليه و سلم، فأعرض عنهما، ثم ذُكرتا له، فأعرض عنهما، ثم دعاهما فأمرهما أن يتقيئا فتقيّئتا ملء قدح من قيح و دم و لحم عبيط فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "إن هاتين صامتا عما أحل الله. و أفطرتا على ما حرم الله عز و جل عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس"(أخرجه أحمد في المسند 5/431). فانظر إلى قوله: "صامتا عما أحل الله، و أفطرتا على ما حرم الله". فجعل هذا فطراً، كون الإنسان يأكل أعراض الناس، و كونه يتكلم في فلان و فلان بغير حق، فهذا لم يستفد من صومه، صام عن الحلال، و أفطر على الحرام -و العياذ بالله- فلم ينتفع بصومه. و لا شك أن الصوم الذي هذه آثاره لا ينتفع به صاحبه و لا يفيده؛ فإن الصوم الصحيح يجادل عن صاحبه و يشهد له يوم القيامة و يشفع له عند الله(حديث: أن الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.. سبق تخريجه).، فإن لم يحفظه لم يستفد منه و لم يؤجر عليه. يقول بعضهم: إذا لم يكن في السمع مني تصــاون و في بصري عضٌّ في منطقي صـمتُ فحظي إذاً من صومي الجوع و الظمأ و إن قلتُ: إني صمتُ يومي فما صمتُ فلا بد أن يكون على الصائم آثار الصيام، كما روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الغيبة و النميمة، و دع أذى الجار، و ليكن عليك سكينة و وقار، و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء". و بالجملة فالصوم الصحيح يدعو صاحبه إلى ترك المحرمات، فإن المعصية إذا سولت للإنسان نفسه أن يقترفها رجع إلى نفسه، و فكّر و قدر و نظر و اعتبر، و قال مخاطباً نفسه: كيف أقدم على معصية الله و أنا في قبضته و تحت سلطانه، و خيره عليَّ نازل، و أنا أتقرب إليه بهذه العبادة؟ و من الذين لم يستفيدوا من صيامهم: أولئك الذين يسهرون على تعاطي الدخان المحرم الذي هو ضار بكل حالاته و وجوهه، فلا شك أنهم لم يستفيدوا من صيامهم ذلك أن الصوم تبقى آثاره، و هؤلاء لا أثر للصيام عليهم. فالصائم الذي امتنع عن شرب الدخان طوال نهاره، و كذلك عن شرب الخمر المحرمة -و العياذ بالله- و لكنه تناول ذلك في ليله، فهذا الفعل دليل على أنه لم يستفد من صومه، و إنما صومه عليه وبال. فالصيام الصحيح هو الذي يزجر صاحبه عن المحرمات: فإذا دعته نفسه إلى شرب خمر رد عليها و قال: كيف أترك الطعام في النهار، و أتناول الخمر في الليل؟ أليس الذي حرّم هذا هو الذي حرم ذاك؟ كيف أؤمن ببعض الكتاب و أكفر ببعض؟(و هذا شأن اليهود أنهم كانوا يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض، قال تعالى: ((أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض))(البقرة:85). و إذا نادته نفسه، و زينت له أن ينظر بعينيه إلى شيء من العورات؛ كأن ينظر إلى صور عارية في أفلام و نحوها، أو ينظر إلى النساء المتبرجات رجع إلى نفسه و قال: كيف أمتنع عن الحلال الذي حرمه الله -في النهار- كالأكل و الشرب، و آتي شيئاً محرماً تحريماً مؤبداً في آن واحد؟ و هكذا إذا دعته نفسه إلى أن يتناول شيئاً من المكاسب المحرمة كرشوة أو رباً أو خديعة في معاملة، أو غش، أو ما أشبه ذلك رجع إلى نفسه، و قال: لا يمكن أن أجمع بين فعل عبادة و فعل معصية. فإذا رجع إلى نفسه تاب من فعله و أناب. فهذه أمثلة في أن الصائم صحيح الصيام يستفيد من صيامه في ترك المعاصي؛ سواءً كانت تلك المعاصي محرمة تحريماً مؤقتاً كالطعام و الشراب، أو تحريماً مؤبداً كالخمر و الميسر و القمار و الدخان و الرشوة و الغش و الربا و الزنا و الملاهي و نحوها، فإن هذه تحريمها أكيد. فالمسلم يتفكر في أن الذي حرم هذا هو الذي حرم ذاك فيمتنع بصيامه عن كل ما حرم الله عز و جل. هذه من آثار الصيام في زجر الصائمين عن المحرمات التي يقترفها الإنسان بسمعه و بصره و بيده و فرجه و ببطنه و بجميع بدنه و غير ذلك. فإذا كان صومك كذلك فأنت من الذين يستفيدون من صيامهم، و من الذين يترتب على صيامهم الحسنات، و يترتب عليه المغفرة، فقد أكّد النبي صلى الله عليه و سلم أن مغفرة الذنوب تتحقق بالصوم إيماناً و احتساباً كما في الحديث المشهور: "من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.."(أخرجه البخاري برقم 38 في الإيمان، باب: "صوم رمضان احتساباً من الإيمان").، فشرط فيه أن يكون صومه إيماناً و احتساباً، و لا شك أن معنى الإيمان هو: التصديق بأنه عبادة لله، فرضه على العباد، و أما الاحتساب فهو: احتساب ثوابه عند الله، و ذلك يستدعي مراقبة ربه في كل الأحوال. ذكر بعض العلماء: أن الصيام سر بين العبد و بين ربه، حتى قال بعضهم: إنَّه لا يطلع عليه أحد من البشر أو لا تكتبه الحفظة. فيمكن للصائم أن ينفرد في زاوية من الزوايا أو في مكان خفي، و يتناول المفطرات بحيث لا يراه أحد، و لكن المؤمن الذي يصوم إيماناً و احتساباً و يعبد ربَّه و يعلم أن الله يراقبه، كما قال تعالى: ((الذي يراك حين تقوم * و تقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم))(الشعراء:218-220). يعلم بأن ربه يراه حيث كان، فمثل هذا لا يتناول شيئاً من المفطرات و لو اختلى بها، و لو كان جائعاً فإنه يصبر على الجوع و لا يصبر على غضب ربه. هذا معنى كون الصيام سراً خفياً لا يطلع عليه إلا الله، و هذا معنى كونه إيماناً، يعني ما حمله على صيامه إلا الإيمان؛ ترك شهواته إيماناً بالله، إيماناً بأنه هو الذي فرضه، و إيماناً بأنه هو الذي حرم عليه هذه الشهوات و هذه الأشياء. فالصيام الصحيح هو الذي تظهر عليك آثاره، و تحفظه في كل حالاتك، و تتذكره في كل الأوقات و لا تخدشه بشيء من المنقصات. فإذا فعلت ذلك، فإنَّ صومك يترتب عليه مغفرة الذنوب، كما قال صلى الله عليه و سلم: "غفر له ما تقدم من ذنبه"(سبق تخريجه)، فلا شك أن هذا العمل الذي هو الصيام لما كانت هذه آثاره كان محبباً للنفوس الزكية، النفوس السليمة، النفوس الصحيحة النقية، التي تسعد بهذا الصيام و تزكو و ترتقي. و أما النفوس المتطرفة الغاوية فإنها تتثاقل هذا الصوم، و تتمنى انقطاعه، و انتهاء أيامه لذلك ترى الفرق الكبير بين المؤمن و غيره، المؤمن حقاً هو الذي يتمنى بقاء هذا الشهر، و أن تطول أيامه، كما رُوي في الحديث: "لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان"(أخرجه ابن خزيمة، برقم 1886 و ذكره ابن الجوزي في الموضوعات 2/188، 189، و فيه جرير بن أيوب البجلي). فانظر و فرّق. هناك قوم من السلف الصالح، و من أولياء الله و أصفيائه سنتهم كلها رمضان حتى قال بعضهم: |
تابع موضوع رقم 23
و قد صمت عن لذات دهري كلها و يوم لقاكم ذاك فطر صيامي و كان بعضهم يصوم، و يكثر من الصوم، و لا يفطر إلا مع المساكين، و إذا منعه أهله أن يفطر مع المساكين لم يتعش تلك الليلة. و كان بعضهم يطعم أصحابه أنواع الأطعمة و يقف يروحهم و هو صائم. فهؤلاء هم الذين يتمنون أن يطول وقت الصوم، و ما يزيدهم رمضان إلا اجتهاداً في الطاعة و العبادة عما كانوا عليه في رجب، و في شعبان و ما بعده و في سائر السنة، فأعمالهم كلها متقاربة. أما من لم تصل حقيقة هذا الصوم إلى نفوسهم و لم تتأثر به قلوبهم، و لم يتربوا التربية السليمة، فإنهم يستثقلونه، و يتمنون انقضاءه في أسرع وقت، و أن تنتهي أيامه، و يفرحون بكل يوم يقطعونه منه، فما هكذا الصوم الصحيح بل الصائم المؤمن التقي هو الذي يتمنى بقاء هذه الأيام. فكثير ما نسمع من بعض ضعفاء النفوس أنه يتمنى أن يذهب رمضان، و إذا ما هلّ هلال شوال فرحوا و استبشروا، كأنهم ألقوا عنهم ثقلاً. و معلوم أنهم قد فارقوا مواسم الخير، فارقوا الأوقات الشريفة، فارقوا هذه الأيام الغر، و هذه الليالي الزُّهر التي تفتح فيها أبواب الجنان و تغلق فيها أبواب النيران، و تصفد فيها الشياطين و مردة الجن، و هي التي بشر الله فيها عباده بالخيرات و المسرات، و ما علم هؤلاء الفارغون اللاهون أنَّهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير. فنحن نوصي إخواننا أن يقيسوا أنفسهم، و ينظروا مدى تأثرهم بهذه العبادة، فإذا رأوا أن نفوسهم قد ألفتها، و قد أحبتها، و انهم قد استفادوا منها فائدة مستمرة في ليلهم و نهارهم، و في شهرهم و شهورهم، فإن ذلك دليل على حسن آثاره على هذا العبد، و إذا لم يتأثروا، بل رجعوا بعد رمضان إلى تفريطهم و إهمالهم رجعوا إلى المعاصي و الذنوب التي كانوا يقترفونها قبل رمضان، فإن هؤلاء لم يستفيدوا من صيامهم، و يوشك أن يكون صومهم مردوداً عليهم. و لهذا كان السلف رحمهم الله يهتمون اهتماماً كبيراً في قبول صيامهم؛ فقد اشتهر عنهم أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يقبله منهم. يحرصون على العمل فيعملونه، فإذا ما عملوه و أتموه، وقع عليهم الهمّ، هل قبل منهم أو لم يقبل منهم؟ و رأى بعضهم قوماً يضحكون في يوم عيد، فقال: إن كان هؤلاء من المقبولين، فما هذا فعل الشاكرين، و إن كانوا من المردودين، فما هذا فعل الخائفين. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة الرابعة : الصوم الصحيح كثير من عامة الناس يحافظون على العبادات في أيام رمضان، و كأنهم يستنكرون أن يتركوا العبادتين: الصوم و الصلاة، أو يفعلوا عبادة دون عبادة. فتراهم يستنكرون أن يتركوا الصوم و الصلاة، و يستنكرون أن يؤدوا الصوم دون الصلاة، أو يفعلوا شيئاً من المحرمات. تجدهم في رمضان يتوبون و لكن توبة مؤقتة، فهم في أنفسهم عازمون على العودة إلى المعاصي. ففي رمضان يحافظون على الصلاة، و يتوبون عن الخمر أو عن الدخان مثلاً، أو عن الاستماع إلى الأغاني و الملهيات و نحو ذلك، أو عن بعض الشعارات الباطلة أو عن الصور الخليعة، أو ما أشبه ذلك، و لكن يحدثون أنفسهم أنهم بعد شهر رمضان سيعودون إلى ما كانوا عليه و لهذا يتمنون انقضاء هذه الأيام و إذا أقبل رمضان حثوا أنفسهم، و تناولوا ما قدروا عليه من الخمر و من غيرها حتى قال بعضهم: دعاني شهر الصوم لا كان من شهر و لا صمت شهراً بعده آخر الدهر و العياذ بالله… فهؤلاء ربما يفرقون بين رمضان و ما بعد رمضان؛ فيستكثرون من تناول الحرام و فعله قبل أن يأتي شهر رمضان؛ لأنهم سيتركونه مدة هذا الشهر فقط، ثم يعودون إليه، حتى قال بعضهم: إذا العشرون من شعبان ولّت فبادر بالشراب إلى النـــهارِ و لا تشرب بأقداحٍ صغـارٍ فإن الوقتَ ضاق على الصغارِ فمثل هؤلاء لم يتأثروا بصومهم، فالإنسان يستعيذ بالله أن يكون من هؤلاء الذين ما نفعهم صومهم و لا زجرهم عن المحرمات، و إذا فعلوا شيئاً من العبادات فعلوها بنية الترك و إذا تركوا شيئاً من المعاصي تركوها بنية الفعل بعد أن ينفصل الشهر، كما قال شاعرهم و أميرهم: رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ فهو ينادي ساقي الخمر بأن يأتي إليه بالشراب مسرعاً؛ لأن رمضان قد انقضى و ولَّى و كأن الخمر حرام في رمضان حلال في غيره. فالصوم الصحيح هو الذي يحفظ فيه الصائم صيامه؛ فيحفظ البطن و ما حوى، و الرأس و ما وعى، و يذكر الموت و البلى، و يستعد للآخرة بترك زينة الحياة الدنيا، و يترك الشهوات التي أساسها شهوة البطن و الفرج، و يذكر بعد ذلك ما نهاه الله عنه من الشهوات المحرمة في كل وقت. و يذكر أيضاً أن الصوم هو في ترك هذه الشهوات، فما شرع الله الصوم إلا لتقويم النفوس و تأديبها. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة الخامسة: من فوائد الصيام ذكر الأطباء و العلماء قديماً و حديثاً أن الصوم يهذب النفوس، و أنه يزكيها و يقويها و أنه يكسب الأجسام ملاحة و صحة و قوة، حتى قال بعضهم: (سافروا تغنموا، و صوموا تصحوا)("صوموا تصحوا". يروى هذا اللفظ ضمن حديث رواه ابن عدي في الكامل: 7/2521 من طريق نهشل بن سعد عن الضحاك عن ابن عباس. و نهشل متروك كان يكذب، و الضحاك لم يسمع من ابن عباس). فمعنى ذلك أن الصوم حماية للنفس، من الأخلاق المؤذية الضارة التي قد تفسد النفس و توقعها فيما يضرها. كما أن فيه أيضاً تمرين النفس على الصبر و التحمل و المجاهدة، و أنت تحس بذلك إذا ما فاجأك أمر يحتاج منك إلى شيء من ذلك. * فالإنسان الذي تعوَّد على الجوع، و صبر عليه مدة طويلة و صبر على الظمأ، إذا جاءه أمر مفاجئ، بأن وقع مثلاً في جوع شديد أو إذا ظمئ و لا يوجد ماء و هو في سفر، أو انقطع عنه الشراب كما يكون في الأسفار أحياناً، فإذا كان قد مرّن نفسه على هذا العمل، لم يحس بذلك و لم يتأثر به، بخلاف من عوّد نفسه على تناول الشهوات في كل الأوقات، فإنه إذا افتقدها في وقت من الأوقات حصل عليه تأثر كبير، و أصيب بالأمراض و ربما أتى إليه الهلاك بسرعة؛ و ذلك لأنه لم يتعود هذا الأمر و لم يمرن نفسه عليه. * كما أن للصيام أيضاً فائدة أخرى و هي: أن الصائم إذا أحس بالجوع تذكر أهل الجوع الدائم؛ تذكر الفقراء، و المساكين، و المستضعفين، الذين يمسهم الجوع في أغلب الأوقات في أكثر البلاد الإسلامية تذكر أن له إخوة يجمعهم و إياه دين واحد، دين الإسلام، يدينون بما يدين به و يعتقدون ما يعتقده، و أنهم في جهد و في جوع، و في ضنك من المعيشة، فيحملك هذا الذي أحسست به من هذا النوع على أن ترحمهم و تعطف عليهم و تواسيهم و تعطيهم مما آتاك الله، و تمدهم بما يخفف عنهم آلامهم التي يقاسونها. فإذا قاسيت هذه الآلام في وقت من الأوقات تذكرت من يقاسيها في جميع الأوقات. فهذه من الحكم العظيمة في الصيام أن يتذكر الغني الفقراء، و أن يرحمهم و يعطف عليهم بما أعطاه الله تعالى. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة السادسة: القرآن في رمضان معلوم أن رمضان شهر له خصوصية بالقرآن. قال الله تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان))(البقرة:185). فقد أنزل الله القرآن في هذا الشهر، و في ليلة منه هي ليلة القدر، لذا كان لهذا الشهر مزية بهذا القرآن. و كان النبي صلى الله عليه و سلم يعرض القرآن في رمضان على جبريل عليه السلام، فكان يدارسه القرآن. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن"(سبق تخريجه). فكونه يخص ليالي رمضان بمدارسته، دليل على أهمية قراءة القرآن في رمضان. و معلوم أن الكثير من الناس يغفلون عن قراءة القرآن في غير رمضان، فنجدهم طوال السنة لا يكاد أحدهم يختم القرآن إلا ختمة واحدة، أو ختمتين، أو ربما نصف ختمة في أحد عشر شهراً. فإذا جاء رمضان أقبل عليه و أتم تلاوته. و نحن نقول: إنه على أجر، و له خير كبير، و لكن ينبغي ألا يهجر القرآن طوال وقته؛ لأن الله تعالى ذمّ الذين يهجرونه، قال تعالى: ((و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً))(الفرقان). * و من هجران القرآن ألا يكون الإنسان مهتماً به طوال العام إلا قليلاً. * و من هجرانه كذلك أنه إذا قرأه لم يتدبره، و لم يتعقله. * و من هجرانه أن القارئ يقرأه لكنه لا يطبقه، و لا يعمل بتعاليمه. و أما الذين يقرؤون القرآن طوال عامهم، فهم أهل القرآن، الذين هم أهل الله و خاصته. و يجب على المسلم أن يكون مهتماً بالقرآن، و يكون من الذين يتلونه حق تلاوته، و من الذين يحللون حلاله و يحرمون حرامه، و يعملون بمحكمه، و يؤمنون بمتشابهه و يقفون عند عجائبه، و يعتبرون بأمثاله، و يعتبرون بقصصه و ما فيه، و يطبقون تعاليمه؛ لأن القرآن أنزل لأجل أن يعمل به و يطبق، و إن كانت تلاوته تعتبر عملاً و فيها أجر. و فضائل التلاوة كثيرة و مشهورة، و لو لم يكن منها إلا قول النبي صلى الله عليه و سلم: "من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، و لكن ألف حرف، و لام حرف، و ميم حرف"(أخرجه الترمذي برقم 2910من حديث عبدالله بن مسعود مرفوعاً). فجعل في قراءة آلم ثلاثين حسنة. و فضائل التلاوة كثيرة لا تخفى على مسلم، و في ليالي رمضان و أيامه تشتد الهمة له. كان بعض القراء الذين أدركناهم يقرؤون في كل ليلة ثلاثة أجزاء من القرآن على وجه الاجتماع؛ يجتمعون في بيت، أو مسجد، أو أي مكان، فيقرؤون في كل عشرة أيام مرة. و بعضهم يقرأ القرآن و يختمه وحده. و قد أدركت من يختم القرآن كل يوم مرة أو يختم كل يومين مرة فقد يسره الله و سهله عليهم، و أشربت به قلوبهم، و صدق الله القائل: ((و لقد يسَّرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكر))(سورة القمر:17). و قال: ((فإنما يسَّرناه بلسانك لعلهم يتذكرون))(الدخان:58). فمن أحب أن يكون من أهل الذكر فعليه أن يكون من الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته، و يقرأه في المسجد، و يقرأه في بيته، و يقرأه في مقر عمله، لا يغفل عن القرآن، و لا يخص شهر رمضان بذلك فقط. فإذا قرأت القرآن فاجتهد فيه؛ كأن تختمه مثلاً كل خمسة أيام، أو في كل ثلاثة أيام، و الأفضل للإنسان أن يجعل له حزباً يومياً يقرأه بعد العشاء أو بعد الفجر أو بعد العصر، و هكذا. لابد أن تبقى معك آثار هذا القرآن بقية السنة و يحبب إليك كلام الله، فتجد له لذة، و حلاوة، و طلاوة، و هنا لن تمل من استماعه، كما لن تمل من تلاوته. هذه سمات و صفات المؤمن الذي يجب أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى و خاصته. أما قراءة القرآن في الصلاة، فقد ذكرنا أن السلف كانوا يقرؤون في الليل فرادى و مجتمعين قراءة كثيرة. فقد ذكروا أن الإمام الشافعي -رحمه الله- كان يختم في الليل ختمة، و في النهار ختمة، في غير الصلاة؛ لأنه يقرأ في الصلاة زيادة على ذلك. و قد يستكثر بعض الناس ذلك و يستبعدونه، و أقول: إن هذا ليس ببعيد، فقد أدركت أناساً يقرؤون من أول النهار إلى أذان صلاة الجمعة أربعين جزءاً في مجلس واحد. يقرأ، ثم يعود فيقرأ، يختم القرآن ثم يعود فيختم ثلث القرآن، فليس من المستبعد أن يختم الشافعي في النهار ختمة، و في الليل ختمة. و لا يستغرب ذلك أيضاً على الذين سهل القرآن في قلوبهم، و على ألسنتهم، فلا يستبعده إلا من لم يعرف قدر القرآن، أو لم يذق حلاوته في قلبه. و على الإنسان إذا قرأ القرآن أن يتدبَّره، و الكفار كذلك مأمورون بذلك حتى يعترفوا أنه من عند الله، و أنه لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه، و لاضطربت أوامره و نواهيه، فلما كان محكماً متقناً، لم يقع فيه أي مخالفة، و لا أي اضطرابات كان ذلك آية عظيمة، و معجزة باهرة. فهذا هو القصد من هذه الآية، و لكن لا ينافي ذلك بأننا مأمورون أن نتدبر كل ما قرأنا كما أمرنا. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة السابعة : الذكر و الدعاء و الاستغفار في رمضان يجب على المسلم أن يتعلم، و أن يعمل بما تيسر له من الأذكار و الأدعية، فالأذكار يضاعف أجرها في هذا الشهر، و يكون الأمل في قبولها أقرب، و يجب على المسلم أن يستصحبها في بقية السنة، ليكون من الذاكرين الله تعالى، و ممن يدعون الله تعالى و يرجون ثوابه و رضوانه و رحمته. و ذكر الله بعد الصلوات مشروع، و كذلك عند النوم، و عند الصباح و المساء، و كذلك في سائر الأوقات. و أفضل الذكر التهليل و التسبيح، و التحميد، و الاستغفار، و الحوقلة، و ما أشبه ذلك، و يندب مع ذلك أن يُؤتي بها و قد فَهِمَ معناها حتى يكون لها تأثير، فيتعلم المسلم معاني هذه الكلمات التي هي من الباقيات الصالحات، و قد ورد في الحديث تفسير قول الله تعالى: ((و الباقيات الصالحات))(الكهف:46). أنها: سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر، و لا حول و لا قوة إلا بالله(أخرجه مالك في الموطأ ص:210. في كتاب القرآن، باب"7": "ما جاء في ذكر الله تبارك و تعالى".). و ورد في حديث آخر: "أفضل الكلام بعد القرآن أربع، و هن من القرآن: سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر"(أخرجه مسلم برقم2137 في الآداب، باب: "كراهة التسمية بالأسماء القبيحة.."). أي أفضل الكلام الذي يؤتى به ذكراً. فلتتعلم -أخي المسلم- معنى التهليل، و معنى الاستغفار، و معنى الحوقلة، و معنى التسبيح، و التكبير، و الحمد لله، و ما أشبه ذلك، تعلم معناها حتى إذا أتيت بها، أتيت بها و أنت موقن بمضمونها، طالب لمستفادها. و شهر رمضان موسم من مواسم الأعمال، و لا شك أن المواسم مظنة إجابة الدعاء، فإذا دعوت الله تعالى بالمغفرة، و بالرحمة، و بسؤال الجنة، و النجاة من النار، و بالعصمة من الخطأ، و بتكفير الذنوب، و برفع الدرجات، و ما أشبه ذلك و دعوت دعاءً عاماً بنصر الإسلام،و تمكين المسلمين، و إذلال الشرك و المشركين، و ما أشبه ذلك، رُجي بذلك أن تستجاب هذه الدعوة من مسلم مخلص، ناصح في قوله و عمله. و قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالدعاء و بسؤال الجنة، و بالنجاة من النار؛ و ذلك لأنها هي المآل. أما الاستغفار فيقول الله تعالى: ((كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * و بالأسحار هم يستغفرون))(الذاريات:17-18). و قد تتعجب: من أي شيء يستغفرون؟ أيستغفرون من قيام الليل؟ هل قيام الليل ذنب؟ أيستغفرون من صلاة التهجد؟ هل التهجد ذنب؟ نقول: إنهم عمروا لياليهم بالصلاة، و شعروا بأنهم مقصِّرون فختموها بالاستغفار، كأنهم يقضون ليلهم كله في ذنوب. فهذا حال الخائفين؛ إنهم يستغفرون الله لتقصيرهم. و يقول بعضهم: أستغفر الله من صيامي طول زماني و من صلاتي صوم يرى كله خروق و صلاة أيما صــــلاة فيستغفر أحدهم من الأعمال الصالحة، حيث إنها لابد فيها من خلل، و لذلك يندب ختم الأعمال كلها بالاستغفار، بل بالأخص في مثل هذه الليالي. و قد جاء قول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث سلمان: "فأكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، و خصلتين لا غنى لكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فلا إله إلا الله، و الاستغفار. و أما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، و تستعيذون من النار"(سبق تخريجه). رواه ابن خزيمة كما سبق. فهذا و نحوه دليل على أنك متى وفقت لعمل فغاية أمنيتك العفو، و تختم عملك بالاستغفار. إذا قمت الليل كاملاً، فاستغفر بالأسحار، كما مدح الله المؤمنين بقوله: ((و بالأسحار هم يستغفرون))(الذاريات:18). فإذا وُفِّقت لقيام مثل هذه الليالي، فاطلب العفو، أي اطلب من ربك أن يعفو عنك، فإنه تعالى عفوّ يحب العفو. و العفُوُّ من أسماء الله تعالى، و من صفاته و هو الصفح و التجاوز عن الخطايا و عن المخطئين. -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة الثامنة : الفرح بالعيد لتخلصهم من رمضان يعتقد كثير نم الناس أن شرعية العيد بعد رمضان عبارة عن الفرح بخروجه و التخلص منه، لأنه يحول بينهم و بين ملذاتهم و مشتهياتهم، و يفطمهم عن عاداتهم النفسية التي مرنت عليها نفوسهم، و اعتادتها أهواؤهم طوال العام، فهم يعتبرونه شهر جبس و حيلولة بينهم و بين ما يشتهون، و قد يستشهد بعضهم بقوله تعالى: ((و حيل بينهم و بين ما يشتهون))(سبأ:54). قال ابن رجب في لطائف المعارف في الكلام على النهي عن صوم آخر شعبان قال: و لربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، و لهذا يقولون هي أيام توديع للأكل، و تسمى تنحيساً و اشتقاقه من الأيام النحسات.. و ذكر أن أصل ذلك من النصارى، فإنهم يفعلونه عند قرب صيامهم، و هذا كله خطأ و جهل ممن ظنه، و لربما لم يقتصر كثير منهم على الشهوات المباحة، بل يتعدى إلى المحرمات، و هذا هو الخسران المبين، و أنشد لبعضهم: إذ العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهــار و لا تشرب بأقداح صــغار فإن الوقت ضاق على الصغار و قال آخر: جاء شعبان منذراً بالصيام فاسقياني راحاً بماء الغمام و من كانت هذه حاله فالبهائم أعقل منه، و له نصيب من قوله تعالى: ((و لقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها))(الأعراف:170) الآية، و ربما تكره كثير منهم بصيام رمضان، حتى إن بعض السفهاء من الشعراء كان يسبه، و كان للرشيد ابن سفيه فقال مرة شعراً: دعاني شهر الصوم لا كان من شهر و لا صمت شهراً بعده آخــر الدهـر فلو كان يعديني الأنام بقــــدرة عن الشهر لاستعديت جهدي على الشهر فأخذه داء الصرع فكان يصرع في كل يوم مرات متعددة، و مات قبل أن يدركه رمضان آخر. و هؤلاء السفهاء يستثقلون رمضان لاستثقالهم العبادات فيه، فكثير منهم لا يصلون إلا في رمضان، و لا يجتنب كبائر الذنوب إلا فيه، فيشق على نفسه مفارقتها لمألوفها، فهو يعد الأيام و الليالي ليعود إلى المعصية، و منهم لا يقوى على الصبر عن المعاصي فهو يواقعها في رمضان أ.هـ. هكذا ذكر ابن رجب رحمه الله عن أهل زمانه و من قبلهم. و لا شك أن الدين يزداد غربة و الأمر في شدة، و الكثير من هؤلاء الذين يتوقفون ظاهراً عن مألوفاتهم يفرحون بانقضاء الشهر و انصرافه، فالعيد عندهم يوم فرحتهم برجوعهم إلى دنياهم و ملاهيهم و مكاسبهم المحرمة أو المكروهة، فأين هؤلاء ممن يحزنون و يستاؤن لانقضاء الشهر؟، بل من الذين يجعلون السنة كلها صياماً و قياماً و عبادات وقربات، و يحمون أنفسهم عن جميع الملذات فضلاً عن المحرمات؟ فالله يرحمهم فما مثلنا و مثلهم إلا كما قال القائل: نزلوا بمكة في قبائل هاشم و نزلت بالبيداء أبعد منزل -------------------------------------------------------------------------------- الخاطرة التاسعة: يوم العيد هناك من يجعل يوم العيد و الأيام بعده أيام لهو و لعب و غناء و طرب، و يجتمع الخلق الكثير و يعملون ولائم و ينفقون الأموال الطائلة في إصلاح الأطعمة، و يسرفون في ما يصرفونه من الأموال في اللحوم و الفواكه و أنواع المآكل التي يعدونها للمغنين و أهل الزمر و اللهو، و يستعملون الضرب بالطبول و إنشاد الأغاني الملحنة الفاتنة، و ما يصحبها من التمايل و الطرب، و يستمر بهم هذا الفعل بضعة أيام، حتى إنهم يسهرون أكثر الليل و يفوتون صلاة الصبح في وقتها و جماعتها. و لا شك أن هذه الأفعال تدخل في التحريم، و تجر إلى مفاسد ما أنزل الله بها من سلطان، و تدخل في اللهو الذي عاب الله أهله بقوله تعالى: ((و من الناس من يشتري لهو الحديث))(لقمان:6). و في الوصف الذي ذم الله به أهل النار بقوله: ((الذين اتخذوا دينهم لهواً و لعباً و غرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا))(الأعراف:51). فننصح من يريد نجاة نفسه أن يربأ بها عن هذه الملاهي، و أن يحرص على حفظ وقته فيما ينفعه، و أن يبتعد عن المعاصي و المخالفات، و أن لا يقلد أهل اللهو و الباطل و لو كثروا أو كبرت مكانتهم. و قد تقدم إباحة التدرب على السلاح و تعلم الكر و الفر و ما يعين على الجهاد، كما فعل الحبشة في المسجد في يوم عيد لقصد حسن، و ليس معه غناء و لا ضرب طبول و لا قول محرم، و الله أعلم. |
تابع موضوع رقم 23
الخاطرة العاشرة : وداعاً يا شهر التوبة ورد في الحديث أن صيام رمضان سبب لمغفرة الذنوب(سبق تخريجه)، و كذا قيامه(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري برقم 37 في الإيمان: باب: "تطوع قيام رمضان من الإيمان")، و قيام ليلة القدر(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه و سلم: "من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" أخرجه البخاري برقم35، و مسلم برقم 760)، و الصحيح أن المغفرة تختص بالصغائر، لقوله صلى الله عليه و سلم: "الصلوات الخمس، و الجمعة إلى الجمعة، و رمضان إلى رمضان، مفكرات لما بينهن، إذا اجتنب الكبائر"رواه مسلم (أخرجه مسلم برقم 233 14، 15، 16 في الطهارة، باب: "الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة…" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) و الجمهور على أن الكبائر لابد لها من توبة. ثم إن العبد بعد فراق رمضان و قد كُفِّرت عنه سيئاته، يجب عليه أن يحافظ على الصالحات، و يحفظ نفسه عن المحرمات، و تظهر عليه آثار هذه العبادات في بقية حياته، فذلك من علامات قبول صيامه و قيامه و قرباته، فإذا كان بعد رمضان يحب الصلوات و يحافظ على الجمع و الجماعات، و يكثر من نوافل الصلاة، و يصلي من الليل ما قدر له، و يُعوِّد نفسه على الصيام تطوعاً، و يكثر من ذكر الله تعالى ودعائه و استغفاره، و تلاوة القرآن الكريم و تدبره و تعقله، و يتعاهد الصدقة، و يصل أرحامه و يبر أبويه، و يؤدي ما عليه من الحقوق لربه و للعباد، و يحفظ نفسه و يصونها عن الآثام و أنواع الجرائم، و عن جميع المعاصي و تنفر منها نفسه، و يستحضر دائماً عظمة ربه و مراقبته و هيبته في كل حال، إذا كان كذلك بعد رمضان، فإنه دليل قبول صيامه و قيامه، و تأثره بما عمل في رمضان من الصالحات و الحسنات. و مع ذلك فإن صفة الصالحين و عباد الله المتقين الحزن و الأسى على تصرم الأيام الشريفة، و الليالي الفاضلة، كليالي رمضان، و هذه صفة السلف الصالح و صدر هذه الأمة رحمهم الله تعالى، فلقد يحزنون لانصراف رمضان، و مع ذلك يدأبون في ذكره، فيدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، ثم يدعونه ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، فتكون سنتهم كلها في ذكر هذا الشهر، فهو دليل على عظم موقعه في نفوسهم، و يقول قائلهم: سلام من الرحمن كـل أوان على خير شهر قد مضى و زمان سلام على شهر الصيام فإنه أمان من الرحمن كل أمـــان لئن فنيت أيامك الغر بغـتة فما الحزن من قلبي عليك بفـان لقد ذهبت أيامه و ما أطعتم. و كتبت عليكم فيه آثامه و ما أضعتم. و كأنكم بالمشمرين و قد وصلوا و انقطعتم. أترى ما هذا التوبيخ لكم؟ أو ما سمعتم قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن؟ و من ألم فراقه تئن؟ كيف لا تجرى للمؤمن على فراقه دموع؟ و هو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع. شعر: تذكر أياماً مضت و ليالياً خلت فجرت من ذكرهن دموع أين حرق المجتهدين في نهاره؟ أين قلق المتهجدين في أسحاره؟ فكيف حال من خسر في أيامه و لياليه؟ ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جل عزاؤه؟ كم نصح المسكين فما قبل النصح؟ كم دعى إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح؟ كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد؟ كم مرت به زمر السائرين و هو قاعد؟ حتى إذا ضاع الوقت و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم. و طلب الاستدراك في وقت العدم. دموع المحبين تدفق. قلوبهم من ألم الفراق تشقق. عسى وقفة للوداع تطفي من نار الشوق ما أحرق. عسى توبة ساعة و إقلاع ترفوا من الصيام ما تخرق. عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق. عسى أسير الأوزار يطلق. عسى من استوجب النار يعتق. لا شك أن شهر رمضان أفضل الشهور، فقد رفع الله قدره و شرفه على غيره، و جعله موسماً للخيرات، و جعل صيامه و قيامه سبباً لمغفرة الذنوب و عتق الرقاب من النار. فتح فيه أبوابه للطالبين، و رغب في ثوابه المتقين. فالظافر من اغتنم أوقاته، و استغل ساعاته، و الخاسر من فرط في أيامه حتى فاته. جعله الله مطهراً من الذنوب و ساتراً للعيوب و عامراً للقلوب. فيه تعمر المساجد بالقرآن و الذكر و الدعاء و التهجد. و تشرق فيها الأنوار و تستنير القلوب. فهو شهر البركات و الخيرات. شهر إجابة الدعوات. شهر إغاثة اللهفات. شهر الإفاضات و النفحات. شهر إعتاق الرقاب الموبقات. فيه تكثر الصدقات و تتضاعف النفقات و يجود المسلم بما يمكنه من العطايا و الهبات. ترفع فيه الدرجات، و تقال فيه العثرات، و تسكب فيه العبرات، فبعده تنقطع هذه الحسنات. فمن قبله الله فهو من أهل الكرامات و أعالي الدرجات في نعيم الجنات، و من رُدَّ عليه عمله فهو من أهل الحسرات لما فاته من الخيرات. فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام و القيام. و لا أوحش الله منك يا شهر التجاوز عن الذنوب العظام. و لا أوحش الله منك يا شهر التراويح. و لا أوحش الله منك يا شهر الذكر و التسبيح. و لا أوحش الله منك يا شهر المصابيح. و لا أوحش الله منك يا شهر التجارات المرابيح. و لا أوحش الله منك يا شهراً يترك فيه كل قبيح. فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه، و من المردود منا فنعزيه. فيا أيها المقبول هنيئاً لك، و يا أيها المردود جبر الله مصيبتك. عباد الله: حافظوا على عبادة ربكم بعد هذا الشهر، و إياكم أن تعودوا لما كنتم فيه من الذنوب و الخطايا، فإن رب الشهرين واحد، و هو الذي كلفكم و أمركم و نهاكم، فإياكم أن تعودوا لما مضى من التفريظ و الإهمال، حتى يمحوا الله عنكم السيئات و يقبل منكم الحسنات، و أكثروا من دعاء الله تعالى و التضرع بين يديه. -------------------------------------------------------------------------------- و ختاماً بهذا نعلم أن هذه العبادة ما شرعت إلا لهذه الحكم و المصالح، و هي كثيرة، و إنما أشرنا إلى بعض منها حسب ما يتسع له المقام. و بكل حال فإن الله سبحانه و تعالى حكيم في شرعه، فما شرع العبادات إلا لتهذيب النفوس و تقويمها، لم يشرع شيئاً منها عبثاً، بل لفوائد جمة و مصالح عظيمة، يعرفها المؤمن و يعتقد في كلّ ذلك أن ربه سبحانه و تعالى هو الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها. كما أن عليك أيها المسلم أن تتقبل كل ما جاءك من الشريعة و لو لم تصل إليك الحكمة التي شرعت من أجلها هذه العبادة، عليك أن تعرف أن الذي فرضها هو الحكيم العليم، هو الرب العليم بعباده، فتتقبلها سواء علمت الحكمة و المصلحة التي فيها أو قصرت معرفتك عن ذلك، لأن هذا واجب على المؤمن فيما يسمى بالعبادات التعبدية التي تفعل على وجه الطاعة، و إن لم نصل إلى الحكمة فيها، و لكن العبادات الظاهرة، كالصلاة و الصيام و الطهارة و ما أشبهها نعرف لها حكماً تفوق العد و إن أحصى شيئاً منها، و المؤمن يكتفي ببعض الإشارة، فإذا عرف المسلم هذه الحكم حرص على تحقيقها. فإذا عرفت أن الصيام يأمر بجميع الطاعات، و يزجر عن جميع المحرمات، حرصت على تحقيقها، و تمثلت كلها في نفسك حتى تكون ممن انتفع بصومه و بسائر عباداته. أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما علمنا، و يعلمنا ما ينفعنا، و أن يزيدنا علماً. و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين. و الحمد لله رب العالمين. -------------------------------------------------------------------------------- تنبيهات على أخطاء أو نقائص تقع من بعض الصائمين الحمد لله وحده و صلى الله و سلم على من لا نبي بعده و على آله و صحبه. 1- عدم تبييت النية للفرض من الليل أو قبل طلوع الفجر و إن كان قد يكتفى لرمضان بنية واحدة. 2- الأكل أو الشرب مع أذان الصبح أو بعده و إن كان بعض المؤذنين قد يتقدمون احتياطاً. 3- تقديم السحور قبل الفجر بساعة أو ساعتين و قد ورد الترغيب في تعجيل الفطر و تأخير السحور. 4- الإسراف من غالب الناس في المآكل و المشارب و هو خلاف ما شُرع له الصوم من الجوع الذي هو سبب الخشوع. 5- التفريط في أداء الصلاة جماعة كالظهر و العصر لعذر الكسل أو النوم أو الاشتغال بما لا يُجدي. 6- عدم حفظ اللسان في نهار الصيام و ليله نم اللغو و الرفث و قول الزور و الكذب و الغيبة و النميمة. 7- إضاعة الأوقات الشريفة في اللهو و اللعب و مشاهدة الألعاب و الأفلام و الألغاز و الأحاجي و التسكع في الطرقات. 8- التفريط في الأعمال المضاعفة في رمضان كالأدعية و الأذكار و القراءة و نوافل الصلوات المؤكدة. 9- ترك صلاة التروايح جماعة مع ورود الترغيب في فعلها مع الإمام حتى ينصرف ليكتب له قيام ليلة. 10- يلاحظ أول الشهر كثرة المصلين و القُرّاء ثم يقع العجز و النقص في آخر الشهر مع أن العشر الأواخر لها مزية على أول الشهر. 11- ترك القيام الذي خصت به العشر الأواخر فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخلت العشر أحيا ليله و أيقظ أهله و جد و شد المئزر. 12- السهر ليلة الصيام ثم النوم عن صلاة الصبح فلا يصليها البعض إلا في الضحى، و ذلك تفريض في هذه الفريضة. 13- البخل بالمال و منع ذوي الحاجة مع كثرتهم في رمضان و رغم مضاعفة أجر الصدقات في تلك الأوقات. 14- عدم الانتباه من الكثير لأداء الزكاة المالية كاملة مع أنها قرينة الصلاة و الصيام و إن كانت لا تختص برمضان. 15- الغفلة عن الدعاء وقت الصيام و خصوصاً عند الإفطار بتناول الأكل و الشرب مع أنه ورد الحديث بذلك و أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد. 16- إضاعة سنة الاعتكاف في رمضان و بالأخص في العشر الأواخر مع ورودها في الكتاب و السنة. 17- خروج الكثير من النساء إلى المساجد بلباس الزينة مع التعطر و التطيب مع ما فيه من أسباب الفتنة. 18- التسهيل للنساء ليخرجن إلى الأسواق في ليالي رمضان و مع سائق أجنبي و بلا محرم بدون حاجة غالباً. 19- ترك سنة التكبير في ليلة العيد و يومه قبل الصلاة و في أيام عشر ذي الحجة مع الأمر به في القرآن. 20- تأخير زكاة الفطر مع أن السنة توجب إخراجها يوم العيد قبل الصلاة و تجوز قبله بيوم أو يومين. و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم. المصدر موقع الشيخ |
24-المختصر الجامع لأحكام الصيـام من كلام فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله للتحميل
|
|
26-خير الأعمال في رمضان
هذه بعض الأعمال الفاضلة التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في فعلها في هذه الليالي المباركة نسأل الله أن يعننا وإياك على أداءها ومن هذه الأعمال : أولاً : الصوم سادساًً : الاعتكاف ثانياً : القيام سابعاً : العمرة في رمضان ثالثاً : الصدقة ثامناً : تحري ليلة القدر رابعاً : قراءة القرآن تاسعاً : الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار خامساً : الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس عاشراً: صلة الرحم أولاً : الصوم قال صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . يقول الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) [أخرجه البخاري ومسلم] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه البخاري ومسلم] . لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط ، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) [أخرجه البخاري] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم ) [أخرجه البخاري ومسلم] . فإذا صمت ـ يا عبد الله ـ فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ، ولا يكن صومك ويوم فطرك سواء . ثانياً : القيام قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه البخاري ومسلم] . وقال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ) [الفرقان 63 ـ 64] . وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . قالت عائشة : رضي الله عنها : ( لا تدع قيام الليل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً . وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم : الصلاة ، الصلاة .. ويتلو هذه الآية : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) [طه الآية 132] . وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) [الزمر الآية 9] قال : ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال ابن حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة . وعن علقمة بن قيس قال : بت مع عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته ، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر . وفي حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني بمئات الآيات ـ حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال : وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر . تنبيه : ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) [رواه أهل السنن] . ثالثاً : الصدقة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) [أخرجه الترمذي عن أنس] . روى زيد بن أسلم عن أبيه ، قال سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ، قال فجئت بنصف مالي ـ قال : فقال لي رسول الله : ( ما أبقيت لأهلك ) . قال : فقلت مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أبقيت لأهلك ) قال أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسابقك إلى شيء أبداً . فيا أخي : للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها : أ ـ إطعام الطعام : قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً . إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً ) [الإنسان 8 ـ 12] . فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات . سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح ، فلا يشترط في المطعم الفقر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) [رواه الترمذي بسند حسن] . وقد قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل !! وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين . وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن وابن المبارك . قال أبو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه . وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ) كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك . ب ـ تفطير الصائمين : قال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني . وفي حديث سلمان : ( ومن فطر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها ، حتى يدخل الجنة ) . رابعاً : قراءة القرآن سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح : كثرة قراءة القران شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة ، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه ، يقرؤها في غير الصلاة ، وكان الأسود يقرأ القرآن كل ليلتين في رمضان ، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن . قال ابن رجب : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان . البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعة لم يكن هدي السلف هذ القرآن هذ الشعر دون تدبر وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب . ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ علي . فقلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال : فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) قال : حسبك ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان ) . وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( أفمن هذا الحديث تعجبون . وتضحكون ولا تبكون ) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار من بكى من خشية الله ) . خامساً : الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى الغداة ـ أي الفجر ـ جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس .. [أخرجه مسلم] . وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) [ صححه الألباني] . هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان ؟ فيا أخي .. رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل والإقتداء بالصالحين ، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة . سادساًً : الاعتكاف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً .. [أخرجه البخاري] . فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات ؛ من التلاوة ، والصلاة ، والذكر ، والدعاء ، وغيرها . وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير على من يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة ، والعزيمة الصادقة ، أعانه الله . وآكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر ، وهو الخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه ، فما بقي له هم سوى الله و ما يرضيه عنه . ونظراً لأن الكثير من الناس اليوم يجهل أحكام الاعتكاف فإنني أقدم هذه المعلومات المبسطة عن الاعتكاف . تعريف الاعتكاف : في اللغة : لزوم الشيء وحبس النفس عليه . وفي الشرع : لزوم المسجد والإقامة فيه من شخص مخصوص بنية التقرب إلى الله تعالى . حكمة التشريع في الاعتكاف : قال ابن القيم رحمه اله مبيناً بعض الحكم من الاعتكاف ما نصه ( لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى ، متوقفاً على جمعيته على الله ، ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى ؛ فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى ، وكان فضول الطعام والشراب ، وفضول مخالطة الأنام ، وفضول الكلام ، وفضول المنام ؛ مما يزيده شعثاً ويشتته في كل واد ، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى أو يضعفه ، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب و يستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله ، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده ، بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطرا ته فيستولي عليه بدلها ... ) . حكم الاعتكاف : الاعتكاف قربة وطاعة وفعله سنة ، وهو في رمضان آكد و آكده في العشر الأخيرة منه لكنه يجب بالنذر . ودليل ذلك ما يلي : 1ـ قوله تعالى : ( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين ) 2ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ) [رواه البخاري] . 3ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعتكف في كل رمضان فإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه ... ) [متفق عليه] . 4ـ وعنها رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده ) [متفق عليه] . 5ـ أما وجوبه بالنذر فلقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) متفق عليه ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام . قال : ( أوف بنذرك ) . شروط الاعتكاف : 1 ـ 2 ـ 3 ـ الإسلام والعقل والتميز . 4 ـ النية . 5 ـ المسجد . 6ـ الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس . ما يستحب للمعتكف : 1ـ الإكثار من الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن . 2ـ اجتناب ما لا يعنيه من الأقوال فيجتنب الجدال والمراء والسباب ونحو ذلك . 3ـ أن يلزم مكاناً من المسجد لما ثبت في صحيح مسلم عن نافع قال : ( وقد أراني عبد الله ـ يعني ابن عمر ـ المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد ) . ما يباح للمعتكف : 1ـ الخروج لحاجه التي لابد منها ك لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً و لا يشهد جنازة و لا يمس امرأة و لا يباشرها و لا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه ) [رواه أبو داود وقال الحافظ : ولا بأس برجاله] . 2ـ وله أن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه مع المحافظة على نظافته وصيانته . 3ـ الكلام المباح لحاجته أو محادثة غيره . 4ـ ترجيل شعره وتقليم أظافره وتنظيف بدنه ولبس احسن الثياب والتطيب بالطيب ، فعن عائشة رضي عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون معتكفا في المسجد فيناولني رأسه من خلل الحجرة فأغسل رأسه ) وفي رواية ( فأرجله ) [متفق عليه] . 5ـ خروجه من معتكفه لتوديع أهله لحديث صفية أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك . ما يكره للمعتكف : 1ـ البيع والشراء 2ـ الكلام بما فيه إثم 3ـ الصمت عن الكلام مطلقاً إن اعتقده عباده . مبطلات الاعتكاف : 1ـ الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا ولو قل . 2ـ الجماع . 3ـ ذهاب العقل بجنون أو سكر . 4ـ الردة أعاذنا الله منها . 5ـ الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة لفوات شرط الطهارة . وقت دخول المعتكف المسجد والخروج منه : متى دخل المعتكف المسجد ونوى التقرب إلى الله بالمكث فيه صار معتكفاً حتى يخرج ، فإن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس آخر يوم من الشهر . تنبيهات : 1ـ من شرع في الاعتكاف متطوعاً ثم قطعه استحب له قضاؤه ؛ لفعله صلى الله عليه وسلم حيث قضاه في شوال . أما من نذر أن يعتكف ثم شرع فيه وأفسده وجب عليه قضاؤه . 2ـ للمرأة الاعتكاف في المسجد إن أمنت الفتنة و بشرط أذن زوجها فإن اعتكفت بغير إذنه فله إخراجها ؛ والأحكام المتعلقة بالاعتكاف بالنسبة للمرأة كالرجل إلا إذا حاضت بطل اعتكافها فإن طهرت عادت فأكملته . ويسن استتار المعتكفة بخباء في مكان لا يصلي فيه الرجال . 3ـ من نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لم يجز له الاعتكاف في غيره . وإن نذره في المسجد النبوي وجب عليه الاعتكاف فيه أو في المسجد الحرام . وإن نذره في المسجد الأقصى وجب عليه الاعتكاف في أحد هذه المساجد الثلاثة . وأخيراً : أخي المسلم ... بادر بإحياء هذه السنة ونشرها بين أهلك وأقاربك وبين إخوانك وزملائك وفي مجتمعك ، لعل الله أن يكتب لك أجرها وأجر من عمل بها . فقد أخرج الترمذي وحسنه من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث : اعلم ، قال : ما أعلم يا رسول الله ؟ قال : إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ) . إضافة إلى ما في سنة الاعتكاف من الفوائد في تربية النفس وترويضها على طاعة الله عز وجل ، فما أحوج المسلمين عامة والدعاة منهم خاصة إلى القيام بهذه السنة . سابعاً : العمرة في رمضان ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) [أخرجه البخاري و مسلم] . وفي رواية : ( حجة معي ) . فهنيئا لك ـ يا أخي ـ بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم . ثامناً : تحري ليلة القدر قال الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) [القدر الآيات 1ـ3] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه البخاري ومسلم] . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر . وفي المسند عن عبادة مرفوعا : ( من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) . وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها . فيا من أضاع عمره في لا شيء ، استدرك ما فاتك في ليلة القدر ، فإنها تحسب من العمر ، والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها ، من حرم خيرها فقد حرم . وهي في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الوتر من لياليه أحرى ، وأرجى الليالي ليلة سبع وعشرين ، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه : ( والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين ) .. وكان أبي يحلف على ذلك ويقول : ( بالآية والعلامة التي اخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها . وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال :قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . تاسعاً : الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار أخي الكريم .. أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها : 1ـ عند الإفطار ، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد . 2ـ ثلث الليل الآخر . حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول : ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ) . 3ـ الاستغفار بالأسحار : قال تعالى : ( وبالأسحار هم يستغفرون ) . 4ـ تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة . عاشراً : صلة الرحم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من سره أن يبسط في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه ) ومعنى ينسأ أي يؤخر [رواه البخاري] . وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( صلة الرحم تزيد في العمر ) حسنه المناوي في فيض القدير وصححه الألباني في صحيح الجامع . إن صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها . فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم ، وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات . ولهذا دأب الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم . أما في وقتنا المعاصر فرغم توفر مختلف وسائل النقل والاتصال إلا أنه لا يزال هناك تقصير في صلة الرحم ، إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو بالسلام . روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بلوا أرحامكم ولو بالسلام ) [حسنه الألباني في صحيح الجامع] . فحري بك أخي المسلم في هذا الشهر الكريم أن تصل رحمك فإن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله . المصادر/كتاب : كيف نعيش رمضان للمؤلف: عبد الله الصالح وكتاب/ كيف تطيل عمرك للمؤلف: محمد ابراهيم النعيم |
27-فتاوى في الصيام
أعدها وجمعها: محمد صالح المنجد الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعيـن، وبعد: فـهذه طائفة من أحكام الصيام، مجموعة من كلام أهل العلم،من المتقدمين والـمـتـأخـريـن، بطريقـة السؤال والجواب. س : ما هو فضل الصيام؟ ج : في ذلك آيات وأحاديث كثيرة ، منها قوله تعالى:((إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)) قال أهل التفسير: هم الصائمون. وقال -صلى الله عليه وسلم- : »إن في الجنة باباً يقال له الريان : يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون؟ ، فيقومون فيدخلون مـنـــه، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد« (وفي رواية: من دخل شرب ، ومن شرب لم يـظـمـــأ أبداً) [صحيح الجامع الصغير ، رقم 2121 ، وانظر صحيح الترغيب 1/410]. وفي الصحيحين ، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:» قال الله عز وجل ، كل عـمـــل ابن آدم لـه (وفي مسلم : يضاعف الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف) إلا الصوم ، فإنه لي وأنـا أجزي به ، والصيام جنة« (وفي رواية صحيحة: يستجن به العبد من النار). وفـي حديث يحيى بن زكريا: »وأمركم بالصيام ، ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة ، كلهم يجد ريح المسك ، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك« [صحيح الجامع الصغير رقم (1720)]. س : ما حكم من صام رمضان استشفاء من مرض أو تخفيفاً للوزن؟ ج : إن اقـتـصـرت نـيـته على هذا فليس له في الآخرة من نصيب ، قال تعالى: ((مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً ، ومَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً))[الإسراء/18-19]. ويجب أن تكون نية المؤمن مطابقة لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:»من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه« [صحيح الترغيب 1/415] وينبغي على الدعاة أن يبينوا للناس معنى كلمة (احتساباً) ويدعوا ذكر الفوائد الدنيوية للمؤلفة قلوبهم. س : كيف يحكم بدخول شهر رمضان؟.. ج : بأحد أمرين : - الأول : رؤية هلاله ، لقوله تعالى:((فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) فإذا أعلن ثبوته مصدر موثوق وجب العمل بذلك. - الثاني : إكمال شعبان ثلاثين يوماً،ولا مانع من توالي شهرين أو أكثر في السنة الهجرية كل منها 29 يوماً أو 30 يوماً. س : إذا أسلم الكافر،أو بلغ الصبي،أو شفي المريض، أو أقام المسافر،أو طهرت الحائض، أثناء النهار في رمضان فماذا يجب عليهم من جهة الإمساك والقضاء؟ ج : إذا أسلم الكافر ، أو بلغ الصغير، أثناء النهار لزمهما إمساك بقية اليوم وليس عليهما قضاؤه، ولا قـضـاء الأيـام الـتـي قـبـلـه من الشهر، لأنـهما لم يكونا من أهل الوجوب عند الإمساك. - وإذا شفي المريض ، أو أقام المسافر ، أو طهرت الحائض ، فالأحوط الإمساك بقية اليوم (للخلاف في المسألة) وعليهم قضاء هذا اليوم ، وما فاتهم قبله. والفرق بين القسمين: أن القسم الأول تحقق لديهم الشرط أما القسم الثاني فقد زال عنهم المانع. س : متى يؤمر الصبي بالصيام؟ ج : قال الخرقي : وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أخذ به. قال ابن قدامة: واعتباره بالعشر أولى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالضرب على الصلاة عندها ، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب إحداهما من الأخرى ، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام ، إلا أن الصوم أشق فاعتبرت له الطاقة ، لأنه قد يطيق الصلاة من لا يطيقه.[المغني مع الشرح 3/90] . فما بالك أيها الأخ المسلم بمن يمنع أولاده من الصيام رحمة بهم بزعمه!! س : رجل بلغ من الكبر عتياً ، وأصبح لا يعرف أولاده ، ولا الجهات الأصلية ، فماذا عليه في الصوم؟. ج : إذا كان الواقع ما ذكر ، فليس عليه صلاة ولا صيام ولا إطعام. وإذا كان يعود إليه عقله أحياناً ، ويذهب أحياناً ، فإذا عاد إليه صام ، وإذا ذهب عنه سقط عنه الصيام. س : ما حكم الصيام للمريض؟ ج : إذا ثبت بالطب أن الصوم يسبب هلاك المريض فلا يجوز له الصيام ، أما إن ثبت أن الصوم يجلب المرض له أو يضر بالمريض بزيادة مرضه أو تأخير شفائه أو يؤلمه أو يشق عليه الصيام ، فالمتسحب له أن يفطر ثم يقضي. س : شخص مصاب بقرحة في معدته ، ونهاه الطبيب عن الصيام مدة خمس سنوات. فما الحكم؟ ج : إذا كان الطبيب الذي نهاه عن الصوم ثقة مأموناً خبيراً في طبه ، فيتعين السمع والطاعة لنصحه ، وذلك بإفطاره في رمضان حتى يجد القدرة والاستطاعة على الصوم ، لقوله تعالى:((فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) فإذا شفي من مرضه ، تعين عليه صوم أشهر رمضان التي أفطرها. س : ما حكم العاجز عن الصيام عجزاً كلياً لمرض لا يرجى شفاؤه أو لكبر سنه؟ ج : عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ، نصف صاع من قوت البلد ، (مثال : قرابة1.5 كغ من الأرز) يدفعها في أول الشهر كما فعل أنس رضي الله عنه ، ويجوز أثناءه أو في آخره. س : رجل مريض أخبره الأطباء أن شفاءه ممكن ، فهل يجزئه الإطعام؟ ج : لا يجزئه الإطعام ، ويجب عليه الانتظار حتى يشفى ثم يقضى. س : رجل مريض ينتظر الشفاء ليصوم ، فمات ، فماذا عليه؟. ج : ليس عليه شيء لأن الصيام حق لله تبارك وتعالى ، وجب بالشرع ومات من يجب عليه قبل إمكان فعله فسقط إلى غير بدل كالحج. س: شخص صام جزءاً من رمضان ثم عجز عن إكمال الباقي ، فماذا يعمل؟ ج : إن كان عجزه لأمر طارئ يزول ، انتظر حتى يزول ثم يقضى ، وإن كان عجزه لأمر دائم ، فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً كما تقدم. س : ما حكم الصوم للمسافر؟ ج : إذا شق عليه الصوم في السفر فالأفضل أن يأخذ بالرخصة فيفطر. وإن لم يشق عليه صام والفطر جائز. س : متى يفطر الصائم؟ ج : في ذلك حديثان : - الأول : حديث أنس رضي الله عنه أنه أفطر على دابته قبل أن يخرج وقد تهيأ للرحيل. - الثاني : حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين ، قال : خرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حتى بلغ عسفان ، ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليراه الناس ثم أفطر. فالأحوط أن لا يفطر المسافر إلا إذا خرج من بلدته وفارق البيوت. س : رجل قرر في إحدى الليالي من رمضان أن يسافر غداً في النهار ، فهل يجوز له أن يبيت نية الإفطار؟ ج : لا يجوز له ذلك ، بل ينوي الصيام ، لأنه لا يدري ما يعرض له ، فقد لا يستطيع السفر ، فإذا سافر أفطر إن شاء كما تقدم. س : رجل أراد مواقعة أهله في رمضان ، فسافر من أجل ذلك؟ ج : فعله حرام ، لأنه قصد التحايل ، وهو آثم ولا يجوز له الفطر ((يُخَادِعُونَ اللَّهَ وهُوَ خَادِعُهُمْ)). س : هل يجوز الإفطار في المطار؟ ج : إن كان المطار داخل البلد أو في حدودها فإنه ينتظر حتى تقلع الطائرة وتبتعد ، ثم يفطر ، وإن كان المطار خارج البلد ، جاز له الفطر في المطار. س : غربت الشمس في المطار فأفطرنا بعد الصيام ، فلما أقلعت الطائرة وارتفعت رأينا الشمس مرة أخرى ، فما حكم الصيام؟ ج : الصيام صحيح ، لأنه عليه الصلاة والسلام قال :»إذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم« [ متفق عليه ]. س : من صام في بلد ، ثم سافر إلى بلد آخر ، صام أهله قبله أو بعده ، فماذا يفعل؟ ج : يفطر بإفطار أهل البلد الذين ذهب إليهم ، ولو زاد على ثلاثين يوماً (بالنسبة له) لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :»الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون« [رواه الترمذي وهو حديث صحيح ]. لكن إن لم يكمل تسعة وعشرين فعليه إكمال ذلك الشهر (بعد يوم العيد) ، لأن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً. س : صامت امرأة ، وقبل الغروب بلحظات خرج منها الدم ، فما حكم صيامها؟ ج : إن خرج فعلاً ، فقد بطل الصوم وهي مأجورة ، وتقضي بدلاً منه ، أما إن أحسَّت به داخل الجسم ولم يخرج ، أو خرج بعد الغروب ، فصيامها صحيح. س : امرأة طهرت قبل الفجر في رمضان ، ولم تغتسل إلا بعد الفجر ، وكذلك رجل أصبح جنباً ولم يغتسل إلا بعد الفجر ، فما حكم صيامهما؟ ج : صيام المرأة المذكورة صحيح ، وكذلك صيام الجنب ، لحديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه : »كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، ثم يغتسل ويصوم «. وكذلك النفساء مثل الحائض في الحكم إذا طهرت قبل الفجر. ولكن يجب التعجيل بالاغتسال لإدراك صلاة الفجر. س : هل يجوز للمرأة استعمال حبوب لمنع الحيض في رمضان؟ ج : يجوز أن تستعمل المرأة أدوية لمنع الحيض في رمضان إذا قرر أهل الخبرة الأمناء من الأطباء ومن في حكمهم أن ذلك لا يضرها. وخير لها أن تكف عن ذلك ، وقد جعل الله لها رخصة في الفطر ، إذا جاءها الحيض في رمضان وشرع لها قضاء الأيام التي أفطرتها ورضي لها بذلك ديناً. س : شخص لم يدر أن رمضان قد دخل ، إلا في صباح اليوم التالي ، فماذا يعمل؟ ج : يمسك ذلك اليوم ، ويقضي يوماً بدلاً منه ، لقوله -صلى الله عليه وسلم- :» لا صيام لمن لم يفرضه من الليل« [صحيح الجامع الصغير رقم (7516) ]. س : ما هي المفطرات؟ ج : ذكر شيخ الإسلام رحمه الله : أن من المفطرات ما يكون من نوع الاستفراغ :كالجماع والاستقاءة ، والحيض والاحتجام. ومنها ما يكون من نوع الامتلاء: كالأكل والشرب (وما في معناها كالحقن المغذية) ومن الخارجات نوع لا يقدر على الاحتراز منه : كالأخبثين ، وإذا خدعه القيء والاحتلام في النوم ، وخروج الدم من الجروح ، والاستحاضة ، بخلاف ما إذا استقاء عمداً أو استمنى عمداً. [ الفتاوى25 /265]. والمفطرات (ما عدا الحيض والنفاس) لا تفسد الصوم إلا إذا فعلها الشخص مختاراً غير مكره ، ذاكراً غير ناسٍ ، عالماً غير جاهل. س : ما حكم قطرة العين والأذن؟ ج : لا تفطر كما ذكر أهل العلم ، وكذلك : الطيب والكحل ، وأخذ الدم للتحليل ، والرعاف ، والحقنة الشرجية ، والإبر غير المغدية ، والغبار ، وذوق الطبّاخ للطعام دون دخوله إلى جوفه ، ومن تمضمض فدخل الماء رغماً عنه إلى جوفه ، ودواء الربو الذي يؤخذ بطريق الاستنشاق ، وبلع الريق. وكذلك السواك فهو جائز في جميع أجزاء النهار. س : ما حكم التقبيل في نهار رمضان؟ ج : إذا عرف الشخص من نفسه أنه إذا قبّل لا يخرج منه شيء ، جاز له التقبيل ، كما ورد في الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل وهو صائم ، أما إذا كان يعلم من عادته أنه سينزل ، أو لا يضمن نفسه ، فلا يقبل ، لأنه إذا أنزل عند التقبيل أو اللمس فقد فسد صيامه. س : ما حكم بقايا الطعام في الفم ، وفتات السواك ، واستخدام معجون الأسنان؟ ج : إذا طلع الفجر عليه فعليه إخراج بقايا الطعام من فيه ولايجوز بلعها. وكذلك لا يجوز بلع فتات السواك ، وإذا وصلت إلى حلقه رغماً عنه ، فليس عليه شيء. وكذلك الدم الخارج من اللثة لا يفطره إذا بلغ جوفه دون قصد. أما بالنسبة لمعجون الأسنان فإنه لا يخلو من حالين : أحدهما : أن يكون قوياً ، ينفذ إلى المعدة ولا يتمكن الإنسان من ضبطه ، فهذا محظور عليه ، ولا يجوز له استعماله ، وعلى الأقل فهو يكره. أما إذا كان يمكنه أن يتحرز منه ، فإنه لا حرج عليه في استعماله.. س : ما حكم الأكل والشرب أثناء الأذان؟ ج : إن سمع الأذان وعلم أنه يؤذن على الفجر ، وجب عليه الإمساك ، وإن كان يؤذن قبل طلوع الفجر ، لم يجب عليه الإمساك حتى يتبين له الفجر ، وإن كان لا يعلم حال المؤذن هل أذن قبل الفجر أو بعده ، فالأولى والأحوط أن يمسك إذا سمع الأذان ، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئاً حين الأذان لأنه لم يعلم بطلوع الفجر ، لكن عليه أن يحتاط بالتقويمات التي تحدد الوقت بالساعة والدقيقة. س : ماذا يفعل من غربت الشمس وهو يقود سيارته ، وليس عنده ما يفطر به؟ ج : ينوي الفطر بقلبه ، ولا يفعل كبعض الجهال : يمص أصبعه أو يبلع ريقه. س : لم يخبر أمه بطلوع الشمس شفقة عليها حتى يتسنى لها الشرب ، فما الحكم؟ ج : الأحوط أن تعيد الصيام ، ويستغفر هو ويتوب. س : إذا رأى شخص صائماً يأكل ناسياً ، فهل يجب عليه أن يذكره؟ ج : نعم يجب عليه ذلك لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : »إذا نسيت فذكروني« ولأنه بالنسبة للمشاهد يعتبر منكراً يجب تغييره ، ولأنه من باب التعاون على البر والتقوى. س : ما حكم التهنئة بدخول شهر رمضان؟ ج : لا حرج في ذلك. نسأل الله أن يعيننا وإخواننا المسلمين على صيامه وقيامه كما يحب ويرضى ، والله تعالى أعلم. المصادر : -المغني مع الشرح الكبير - الجزء الثالث. -مجموع الفتاوى لابن تيمية - الجزء الخامس والعشرون. مجالس شهر رمضان -للشيخ محمد بن صالح العثيمين. مجلة البحوث الإسلامية - العدد الرابع عشر. -فتاوى مجلة الدعوة. -فتاوى نور على الدرب - للشيخ عبد العزيز بن باز. - فتاوى نور على الدرب - للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين. المصدر مجلة البيان |
28-الدعــاء فضله . آدابه . أسباب الاستجابة
أوقات وأحوال يستجاب فيها الدعاء . أخطاء تقع في الدعاء راجعها وصححها فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ،، فهذه رسالة مختصرة في الدعاء وفضله أسأل الله تعالى أن ينفع بها وأن يكتبها في موازين أعمالناإنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. فضل الدعاء قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ). وقال صلى الله علية وسلم : الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ). وقال صلي الله علية وسلم :أفضل العبادة الدعاء. وقال صلي الله علية وسلم :ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء . وقال صلى الله علية وسلم :إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرأُ خائبتين . وقال صلى الله علية وسلم :لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر. شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة 1) الإخلاص لله تعالى 2) أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي – صلى الله علية وسلم ويختم بذلك. 3) الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة . 4) الإلحاح في الدعاء وعدم الإستعجال . 5) حضور القلب في الدعاء . 6) الدعاء في الرخاء والشدة . 7) لا يسأل إلا الله وحده. 8) عدم الدعاء على الأهل والمال والولد والنفس. 9) خفض الصوت بالدعاء بين المخافته والجهر. 10) الإعتراف بالذنب والاستغفار منه والإعتراف بالنعمة وشكر الله عليها. 11) تحري أوقات الإجابه والمبادرة لاغتنام الأحوال والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء. 12) عدم تكلف السجع في الدعاء. 13) التضرع والخشوع والرغبه والرهبة . 14) كثرة الأعمال الصالحة فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء. 15) رد المظالم مع التوبه . 16) الدعاء ثلاثـًا. 17) استقبال القبلة. 18) رفع الأيدي في الدعاء. 19) الوضوء قبل الدعاء إن تيسر. 20) أن لا يعتدي في الدعاء. 21) أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره . 22) أن يتوسل إلي الله بأسمائه الحسني وصفاته العلى أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه أو بدعاء رجل صالح له . 23) التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء . 24) أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال . 25) لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم . 26) أن يدعو لإخوانه المؤمنين ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم صلاح المسلمين كأولياء الأمور وغيرهم ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين. 27) أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة . 28) أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . 29) الإبتعاد عن جميع المعاصي. أوقـات وأحوال وأماكن وأوضاع يسـتجاب فيها الدعاء 1) ليلة القدر. 2) جوف الليل الآخر ووقت السحر. 3) دبر الصلوات المكتوبات ( الفرائض الخمس ). 4) بين الأذان والإقامة . 5) ساعة من كل ليله . 6) عند النداء للصلوات المكتوبات . 7) عند نزول الغيث . 8) عند زحف الصفوف في سبيل الله . 9) ساعة من يوم الجمعة وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب . 10) عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة . 11) السجود في الصلاة . 12) عند قراءة الفاتحة واستحضار ما يقال فيها . 13) عند رفع الرأس من الركوع وقول : ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبـًا مباركًا فيه . 14) عند التأمين في الصلاة . 15) عند صياح الديك . 16) الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر. 17) دعاء الغازي في سبيل الله . 18) دعاء الحاج. 19) دعاء المعتمر. 20) الدعاء عند المريض. 21) عند الإستيقاظ من النوم ليلا ً والدعاء بالمأثور في ذلك . وهو قوله :( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لى – أو دعا – استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) 22) إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا . 23) عند الدعاء ب: لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين . 24) دعاء الناس عقب وفاة الميت . 25) الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي – صلى الله علية وسلم – في التشهد الأخير . 26) عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سأل به أعطي . 27) دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب . 28) دعاء يوم عرفه في عرفه . 29) الدعاء في شهر رمضان . 30) عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر . 31) عند الدعاء في المصيبة بـ: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لى خيرا منها . 32) الدعاء حال إقبال القلب علي الله واشتداد الإخلاص. 33) دعاء المظلوم علي من ظلمه. 34) دعاء الوالد لولده. 35) دعاء الوالد على ولده. 36) دعاء المسافر. 37) دعاء الصائم حتي يفطر. 38) دعاء الصائم عند فطره . 39) دعاء المضطر. 40) دعاء الإمام العادل. 41) دعاء الولد البار بوالديه. 42) الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك وهو قوله : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله . فمن قال ذلك فتحت له أبواب الجنه الثمانية يدخل من أيها يشاء . 43) الدعاء بعد رمي الجمرة الصغري. 44) الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطي . 45) الدعاء داخل الكعبة ومن صلي داخل الحجر فهو في البيت . 46) الدعاء في الطواف. 47) الدعاء علي الصفا. 48) الدعاء على المروة. 49) الدعاء بين الصفا والمروة. 50) الدعاء في الوتر من ليالي العشرة الأواخر من رمضان . 51) الدعاء في العشر الأول من ذي الحجة . 52) الدعاء عند المشعر الحرام. ** والمؤمن يدعو ربه أينما كان وفي اي ساعة ولكن هذه الأوقات والأحوال والأماكن تخص بمزيد عناية فإنها مواطن يستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى . أخطاء تقع في الدعاء 1) أن يشتمل الدعاء علي شيء من التوسلات الشركية البدعية . 2) تمني الموت وسؤال الله ذلك . 3) الدعاء بتعجيل العقوبه. 4) الدعاء بما هو مستحيل أو بما هو ممتنع عقلا أو عادة أو شرعا . 5) الدعاء بأمر قد تم وحصل وفرغ منه. 6) أن يدعو بشيء دل الشرع على عدم وقوعه. 7) الدعاء على الأهل والأموال والنفس. 8) الدعاء بالإثم كأن يدعو علي شخص أن يبتلى بشيء من المعاصي. 9) الدعاء بقطيعة الرحم. 10) الدعاء بأنتشار المعاصي. 11) تحجير الرحمة كأن يقول : اللهم اشفني وحدي فقط أو ارزقني وحدي فقط. 12) أن يخص الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين إذا كان يؤمنون وراءه. 13) ترك الأدب في الدعاء كأن يقول : يا رب الكلاب ويا رب القردة والخنازير. 14) الدعاء على وجه التجربه والإختبار لله عز وجل كأن يقول : سأدعو الله فإن نفع وإلا لم يضر . 15) أن يكون غرض الداعي فاسداً. 16) أن يعتمد العبد على غيره في الدعاء دائما ولا يحرص على الدعاء بنفسه . 17) كثرة اللحن أثناء الدعاء أما الجاهل بالمعني وليس له معرفة باللغة فهو معذور. 18) عدم الاهتمام بأختيار أسماء الله أو صفاته المناسبة عند الدعاء 19) اليأس أو قلة اليقين من إجابة الدعاء . 20) التفصيل في الدعاء تفصيلا لا لزوم له . 21) دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب ولا السنة . 22) المبالغة في رفع الصوت . 23) قول بعضهم عند الدعاء : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه. 24) تعليق الدعاء على المشيئة كأن يقول : اللهم اغفر لى إن شئت والواجب الجزم في الدعاء . 25) تصنع البكاء ورفع الصوت بذلك . 26) ترك الإمام رفع يديه إذا استسقى في خطبة الجمعة . 27) الإطالة بالدعاء حال القنوت، والدعاء بما لا يناسب المقصود فيه . |
29-عشرون وصية طبية في شهر رمضان
هل علينا شهر رمضان ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . ومع إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان , ولكن هناك وقفات صحية ن، ووصايا طبية ، لا بد أن نعيرها شيئا من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط والعطاء . ونستعرض في هذا المقال بعضا من تلك الوصايا : 1 - كلوا واشربوا ولا تسرفوا "الأعراف " تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات . فإذا جاء شهر رمضان ، والتزم الصائم بهذه الآية ، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة ، وخرج في نهاية شهر رمضان ، وقد نقص وزنه قليلا ، وانخفضت الدهون ، يكون في غاية الصحة والسعادة ، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه ، وارتياحا في جسده . فالكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون ، وزيادة في الوزن ، وعبء على القلب . وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام ، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات . وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين ، للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية . 2 لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر . حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه . وفي التعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة . فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه ، ولا ترضاه الشريعة السمحاء . 3- إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر : وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة . وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء " رواه الترمذي وأبو داود ، فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع ، مثلما هو بحاجة إلى الماء . والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك ، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام . 4- أفطر على مرحلتين : فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات أو ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره . وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا ، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطش والجوع . ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالمهم . ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم . 5- اختر لنفسك غذاء صحيا متكاملا : فاحرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية ، واجعل في طعام إفطارك مقدارا وافرا من السلطة ، فهي غنية بالألياف ، كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشبع ، فتأكل كمية أقل من باقي الطعام . وتجنب التوابل البهارات والمخللات قدر الإمكان . كما يستحسن تجنب المقالي والمسبكات ، فقد تسبب عسر الهضم وتلبك الأمعاء . 6 – فقد أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بضرورة تناول وجبة السحور . ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد . كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : "ما تزال أمتي بخير ما تجملوا ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور " ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها . 7- وصية لتجنب الإحساس بالعطش : حاول تجنب الأغذية الشديدة الملوحة ، وتجنب التوابل والبهارات وخاصة عند السحور لأنها تزيد الاحساس بالعطش . ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة ، أو الوجبات السريعة التحضير . واشرب كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك. 8- وصية لتجنب الإمساك : وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك ، فأكثر من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار ، وحاول أن تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية ، واحرص على صلاة التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد. 9- تجنب النوم بعد الإفطار بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة ، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله . ولا بأس من الإسترخاء قليلا بعد تناول الطعام . وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم ، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح ، فهي تساعد على هضم الطعام ، وتعيد لهم نشاطهم وحيويتهم . 10- رمضان فرصة للتوقف على التدخين من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه المرء عن التدخين ، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص الأوكسيجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام ، وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين ، وتخف الأعباء الملقاة على القلب شيئا فشيئا . والمدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة الذميمة سوف يجدون في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك . فإذا كنت أيها الصائم تستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار ، فلماذا لا تداوم على ذلك . وليس هذا صعب بالتأكيد، لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة ، وتخيل دائم لما تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك . 11- إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه . فماذا يفعل الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير ، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام ( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص ، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك ، وهي بالطبع طاقة ضائعة . وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المصابين بهذا المرض ، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول ، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين . 12- وصية للحامل والمرضع في شهر رمضان : ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار ، وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار ، والباقي بعد أربع ساعات . كما تنصح بتأخير وجبة السحور ، والإكثار من اللبن الزبادي ، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات . أما لمرضع ، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية . كما ينبغي أن تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور . فإذا ما شعرت بالتعب والإرهاق فعليها إنها صومها واستشارة الطبيب . 13- دربوا أطفالكم على الصيام برفق ولين : ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة ، وتعتبر السنة العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل ، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم على الصيام لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول المفطرات سرا ،وتكبر معه هذه الخيانة ، ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام . وعلى الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه ، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه وجب عليها أن تسارع بإفطاره . وهناك عدد من الأمراض التي تمنع الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها . وينصح الأباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على كافة العناصر الغذائية ، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور . 14 – فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة أيام أخر "البقرة 184" فمن رحمةالله بعبادة أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان ، فإذا أخبر الطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه إلى زيادة المرض عليه أو إلى إهلاكه وجب عليه الإفطار . والفطور رخصة للمريض ، كما هي للمسافر ، ولكن لو تحامل المريض على نفسه وصام أجزاه الصوم ، ولا قضاء عليه ، غير أنه إذا شق عليه الصوم مشقة شديدة ، فليس من البر الصوم في المرض ، بل ربما كان المريض أولى من المسافر بهذا ، لأن المسافر الذي يشق عليه السفر يجب عليه الفطر خشية المرض ، فالمرض أشد خطرا ، ولهذا قدم في القرآن على السفر . 15 – إن كنت مريضا راجع طبيبك قبل البدء بالصيام : فالقول الفصل في الصيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلم المعالج ، فهو أدري بحالة المريض وعلاجه ، وهو الذي يعطي المريض النصيحة المثلى والإرشادات المناسبة . فإذا سمح لمريضه بالصيام ، حدد خطة العلاج ، وقد يضطر لتعديل طريقة تناول الدواء أو عدد جرعات الدواء . 16 – وصية لمرضى القلب : يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام ، فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر . فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم . والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام ، وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة أو مرتين في اليوم . وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام ، أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام . وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة ، والمصابين بهبوط ( فشل ) القلب الحاد ، والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم . 17- وصية للمصابين بالحصيات الكلوية : إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان . أما إذا كانت لديهم حصيات ، أو قصة تكر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية . ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة . ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج ، وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار ، كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها . 18- وصية لمرضى السكر : إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام ، فينبغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب ، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له . وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية ، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار ، والثانية بعد صلاة التراويح ، والثالثة عند السحور . ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان ، والإكثار من تناول الماء ، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام ، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب . وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا . 19- وصية للمصابين بعسر الهضم كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان ، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر . وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام ، وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات ، كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة ، والابتعاد عن البهارات والمسبكات . 20 – وصية أخيرة : هل حقا نحن نصوم رمضان ؟ فالصيام حركة في النهار سعيا وراء الرزق الحلال . وهو حركة في الليل في صلاة التراويح ، وهو دعوة لجسم سليم ..وقلب تائب لله ، طامع في رحمته . ولكن للأسف الشديد ، فإن الصيام الذي يمارسه البعض منا ، ليس هو الصيام الذي شرعه الخالق ، فهو نوم لمعظم النهار ، وغضب لأتفه الأسباب ن بدعوى الصيام . فالصيام عند البعض كسل جسدي ، وانفعال نفسي في النهار ، وتخمة وسهر في اللهو والعبث في ليل رمضان . أليس حراما أن نضيع هذا الموسم الفياض بالخيرات كل عام ؟ أليس رمضان موسما للطاعة والعبادة ، وموسما للصحة والسعادة ، وفوق هذا وذاك رحمة ومغفرة وعتقا من النار ؟! المصدر – مجلة أهلا وسهلا |
30-أفكار رمضانية
رمضان فرصة ... هذا ما نكرره دائماً؛ ولكن لماذا لا نترجم ذلك إلى برنامج عمل نستطيع من خلاله استثمار هذه الفرصة، الفرص كثيرة، بعضها ذاتي وبعضها يتعدى أثرها إلى الغير. في هذه الحلقات سنسلط الضوء على فرص دعوية مباركة نستثمر بها هذا الشهر في دعوة الناس وتقريب الخير لهم ... سامي الجار الله -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة سؤال يومي وجائزة أهدافها 1- استغلال وقت الفراغ بالمفيد 2- ربط أهالي الحي بالمسجد. وقت تنفيذها بعد صلاة مغرب كل يوم لمدة خمسة عشر يوماً . مكان تنفيذها المسجد طريقتها يتم طرح سؤال منوع ( ثقافي ، .. ) بشكل يومي بعد صلاة المغرب وتكون الأسئلة من السهلة الممتنعة ويتم استقبال الإجابات عند صلاة العشاء ووضعها بصندوق بالمسجد ، ويتم توزيع جائزة كل يوم في اليوم الذي بعده .. وهكذا ، وفي اليوم التالي يُعلن أسماء الفائزين بعد السحب ويسلمون جوائزهم ويتم طرح السؤال الجديد عليهم . ملحوظات يتم التنسيق مع بعض أهالي الحي للمشاركة في دعم هذه المسابقة بجوائزها وذلك بأن يقوم كل واحد بالتبرع بجائزة يوم واحد فقط ، ويعلن اسمه أنه المتكفل بجائزة اليوم مثلاً - حبذا لو تم تعليق السؤال مع الإجابة وأسماء الفائزين بشكل يومي وذلك في المسجد . الشريحة المستهدفة مرتادي المساجد -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة اللقاءات الرمضانية للشباب أهدافها 1 – ربط الشباب بالمسجد . 2 – تشجعيهم على العبادات في هذا الشهر وفي غيره . 3 – توعيتهم من خلال ما يُطرح عليهم . 4 – حفظ أوقاتهم وتعويدهم على ترتيبها .. وقت تنفيذها مرتين أسبوعياً (كل يوم ثلاثاء وأحد بعد صلاة العصر على سبيل المثال) . مكان تنفيذها المسجد طريقتها يتم إعلام الشباب بالمواعيد ويُرتب للقاء وتُعد المواضيع المناسبة مع الحرص على تنوعها مثل : وقفات مع السيرة ، صور من حياة الصحابة ، قصص وعبر ، مشكلات وحلول ، استضافة أحد العلماء أو المتخصصين ، مسابقة ، فقرات منوعة .. وهكذا . ملحوظات - يتم طباعة جدول خاص بهذه اللقاءات . - ضرورة حث شباب الحي على المشاركة في هذه اللقاءات . . الشريحة المستهدفة شباب الحي -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة هدية رمضانية أهدافها 1- إدخال السرور على الجيران 2-شمولية عمل المسجد. وقت تنفيذها مع دخول الشهر. مكان تنفيذها على أهالي الحي طريقتها يتم اختيار شريط ومطوية وكتيب مناسبة ووضعه في ظرف مناسب وتوزيعه على أهالي الحي ، ويفضل أن تحمل الهدية تهنئة شخصية بمناسبة حلول الشهر الفضيل من إمام المسجد . ملحوظات - يفضل إرفاق برنامج يومي مقترح لصائم وبرنامج مقترح للمرأة المسلمة . -حبذا لو كانت الهدية شاملة للرجل والمرأة والطفل الشريحة المستهدفة أهالي الحي -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة المسابقة الرمضانية أهدافها 1– شغل أوقات المشاركين في هذا الشهر بالمفيد 2– تثقيف المشاركين من خلال هذه المسابقة . 3– إثارة التنافس بين المشاركين . وقت تنفيذها أول الشهر. مكان تنفيذها على أهالي الحي طريقتها يتم إعداد مجموعة أسئلة منوعة ومناسبة لجميع الطبقات ، وتُخرج بشكل جذاب ثم يتم توزيعها مع الهدية الرمضانية وتسلم في تاريخ معين مثلاً 16 رمضان ثم يعلن عن أسماء الفائزين ويسلمون جوائزهم وذلك في الحفل الختامي الرمضاني . ملحوظات ضرورة الحرص على الإخراج الجميل لهذه المسابقة . الشريحة المستهدفة الأهالي عموماً -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة مشروع إفطار صائم أهدافها 1 – إحياء روح الأخوة الإسلامية . 2 – حث الأهالي على المساهمة في مجالات الخير ومنها الإنفاق . 3 – نشر التكافل الإسلامي وبثه . 4 – الحرص على تزكية النفوس في هذا الشهر الفضيل . وقت تنفيذها يومياً في وقت الإفطار مكان تنفيذها المسجد . طريقتها يتم إعداد مخيم أو مكان مناسب مع تهيئته بالفرش والإضاءة واستقبال الأطعمة يومياً والإشراف على توزيعها على الصائمين وترتيب ذلك . ملحوظات يقترح الاهتمام بالأخوة الوافدين من خلال توزيع هدايا لهم أو طرح مسابقة خفيفة عليهم أو استضافة داعية . الشريحة المستهدفة الوافدين -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة نصف ساعة مع كتاب الله أهدافها 1 – ربط جماعة المسجد بكتاب الله 2 – المحافظة على الوقت في هذا الشهر الفضيل . 3 –تصحيح القراءة لدى المشاركين . 4 – التعاون على البر والتقوى . وقت تنفيذها بعد عصر كل يوم ماعدا يومي الخميس والجمعة مكان تنفيذها المسجد طريقتها يتم الإعلان عن هذا البرنامج مع بداية الشهر مع تسجيل الراغبين في الانضمام إليه . ملحوظات تكون القراءة لمجرد التصحيح فقط وليست متعمقة . الشريحة المستهدفة جماعة المسجد -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة إفطار لأهالي الحي أهدافها 1 – زيادة الألفة والمحبة بين الأهالي . 2 – تفقد بعضنا لبعض . 3 – الشعور كالجسد الواحد . وقت تنفيذها ييوم أو يومين خلال الشهر مكان تنفيذها المسجد أو خيمة الإفطار طريقتها يتم توجيه الدعوة عن طريق كلمة في المسجد وكذلك مشافهة لأهال الحي لتناول الإفطار ويتم تنسيق ذلك عن طريق أحد أعيان الحي مثلاً . الشريحة المستهدفة أهالي الحي -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة المسابقة التجارية أهدافها 1 – نشر الخير بين التجار . 2 – تعليمهم أحكام الدين بطريقة محببة . 3 – تعويد المشرفين على المسابقة على تقديم الدعوة لكل أحد . وقت تنفيذها مع بداية الشهر مكان تنفيذها يتم توزيعها على المحلات المجاورة للمسجد طريقتها يتم توزيع المسابقة مع بداية الشهر على المحلات التجارية وحثهم على المشاركة فيها . ملحوظات يتم وضع الإجابة في صندوق بالمسجد تسلم جوائز المشاركين والفائزين في الحفل الختامي الرمضاني . الشريحة المستهدفة أصحاب المحلات التجارية والبائعين فيها . -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة مسابقة الأطفال وقت تنفيذها مع بداية الشهر مكان تنفيذها أطفال الحي أهدافها 1 – شغل أوقات الأطفال بالمفيد . 2 – تحريك أذهانهم وتنشيطهم . 3 – تحصيل سعادة الأهل من خلال إدخال السرور على الأطفال . طريقتها يتم توزيع كراس التلوين وهو من إصدار القاسم خاص برمضان وذلك مع هدية رمضان وورقة توضح طريقة المسابقة مرفقة بها . ملاحظات مضمون المسابقة راجعٌ للمشرفين عليها . يتم تسليم الأطفال المشاركين والفائزين جوائز في الحفل الختامي الرمضاني الشريحة المستهدفة الأطفال -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة رحلة عمرة وقت تنفيذها أي خميس وجمعة خلال الشهر مكان تنفيذها مكة المكرمة أهدافها 1 – ربط القلوب بالله سبحانه وتعالى . 2 – تعليمهم الطريقة الصحيحة لأداء مناسك العمرة . 3 – الاستفادة من الوقت . 4 – تحقيق الأجر واغتنام الأوقات طريقتها يُعلن لشباب الحي عن الرغبة في إقامة رحلة عمرة إلى مكة المكرمة ويتم حصر أسماء الراغبين مع بداية الشهر ومن ثم يُجهز لهذه الرحلة ويُعد لها . ملحوظات يوضع الإعلان الخاص بالرحلة مع بداية الشهر . يتم التنسيق مبكراً لهذه الرحلة من خلال حجز المواصلات والسكن وترتيب الرحلة الشريحة المستهدفة الشباب -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة اللقاء الرمضاني وقت تنفيذها بعد صلاة التراويح في أول أسبوع من الشهر مكان تنفيذها في البيت أهدافها 1 – الاجتماع على الخير . 2 – تأليف قلوب المشاركين فيه . 3 – التجديد على المشاركين 4 – محو الجفاء أو المجاملات بين أهالي الحي وإزالة الكلفة . طريقتها يتم الإعلان بورقة وكذلك مشافهة لجميع أهالي الحي للمشاركة في هذا اللقاء وحثهم على حضوره والمشاركة فيه . ملاحظات يكون اللقاء في بيت أحد أعيان الحي . الشريحة المستهدفة الكبار -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة الخيمة الرمضانية للأطفال وقت تنفيذها مرتين في الشهر بعد صلاة التراويح مكان تنفيذها خيمة التفطير أهدافها 1 – إدخال السرور على نفوس هؤلاء الأطفال ومن ثم على أهاليهم . 2 – تحبيبهم للدين والخير عموماً . 3 – صرفهم عن الملهيات في وسائل الإعلام المختلفة . 4 – كسب ود أهليهم . طريقتها يُعلن لشباب الحي عن الرغبة في إقامة رحلة عمرة إلى مكة المكرمة ويتم حصر أسماء الراغبين مع بداية الشهر ومن ثم يُجهز لهذه الرحلة ويُعد لها . الشريحة المستهدفة الأطفال -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة اللقاء الرمضاني وقت تنفيذها أول أسبوع من رمضان مكان تنفيذها منزل إحداهن أهدافها 1 – نشر الخير في أوساط النساء . 2 - تعويدهن على حفظ الوقت . 3 – تفقد بعضهن بعضا . طريقتها يتم الإعلان عن وجود لقاء نسائي ويتم الاتصال بينهن والتواعد على مكان وزمان معين وحبذا لو كان مع بداية الشهر . ملاحظات ضرورة وجود برنامج قوي لهذا اللقاء . يفضل توزيع جدول المرأة المسلمة في رمضان . الشريحة المستهدفة النساء -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة لقاء الجاليات وقت تنفيذها وقت الإفطار من كل يوم مكان تنفيذها الخيمة أو مكان التفطير أهدافها 1 – الاجتماع على الخير . 2 – تعليم المشاركين الدين ونشره بينهم بشكل صحيح . 3 – استغلال أوقاتهم في المفيد . طريقتها يتم الإعلان عن وجود لقاء خاص بالجاليات وموعده قبيل الإفطار ويكون مرة عبارة عن سؤال وجائزة ومرة عبارة عن توجيه .. وهكذا . ملحوظات يُحرص على عدم الإطالة لضيق الوقت . الشريحة المستهدفة الجاليات -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة المجلة الرمضانية وقت تنفيذها طيلة الشهر مكان تنفيذها لوحة المسجد أهدافها 1 – تثقيف كل من يطلع عليها . 2 – نشر الخير بين الناس . طريقتها يتم وضع مجلة رمضانية مع بداية الشهر شاملة لتوجيهات وآداب وأحكام وفتاوى الصيام . . الشريحة المستهدفة جماعة المسجد -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة مسابقة الحفظ وقت تنفيذها العشرة الأوائل من رمضان مكان تنفيذها المسجد ( مصلى النساء ) أهدافها 1 – تشجيع المشاركات على التعلق بكتاب الله 2 – ربطهن ببيوت الله . 3 – اجتماعهن على الخير . 4 – بث الحماس بينهن . طريقتها يُعلن عن إقامة مسابقة نسائية في حفظ القرآن الكريم لسورة معينة أو سور محددة وعن موعد التسميع في المسجد وهناك جوائز للمشاركات والفائزات . ملحوظات يتم التنسيق مع إحدى الفاضلات في الحي للإشراف على التسميع ومتابعة المشاركات . الشريحة المستهدفة النساء المصدر شبكة الإسلام اليوم |
31-فرصة سانحة للدعاة
عبد الله المسلم يعتني أهل التجارة بمواسم تدر عليهم مـــا لا تدره غيرها؛ ولذا تشكل هذه المواسم مصدراً مهماً من مصادر التجارة، بل إن كثيراً من تجار المسلمين يحصلون في موسم الحج ورمضان أضعاف ما يحصلونه في غيرهما، وبوّب البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه (باب:التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية). وإذا كــــــان التاجر قد يضحي بفرص كثيرة حاشا فرص المواسم؛ فالدعاة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ أوْلـى وأحـرى بأن يحرصوا على استثمار المواسم واغتنامها في نشر دعوتهم، وألا يفرطوا فيها؛ وها هـو الداعية الأول -صلى الله عليه وسلم- يستثمر فرصة اجتماع الناس في الحج ليعرض عليهم دعوته، فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس في الموسم فيقول: (ألا رجل يحملني إلى قومه؛ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)(1). وعن ربيعة بن عـبـــاد الديلي قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف على الناس بمنى في منازلهـــم قـبـل أن يهاجر إلى المدينة يقول: (يا أيها الناس! إن الله ـ عز وجل ـ يأمركم أن تعبدوه ولا تـشـركــوا به شيئاً) قال: ووراءه رجل يقول: هذا يأمركم أن تَدَعوا دين آبائكم، فسألت: مَنْ هذا الرجل؟ فقيل: هذا أبو لهب(2). وثمة جوانب ومجالات عدة تفتح أمام الدعاة في رمضان لا تفتح أمامهم في غيره؛ فالقلوب تصبح أقل قساوة وأكثر قرباً إلى الله ـ تـبـــــارك وتعالى ـ منها في غير رمضان، ولذا نرى الرجل الفاسق المعرض، المسارع في الكبائر تتغير أحواله في رمضان. وفي رمضان يكثر مرتادو المساجد أكثر مما في غيره. وفي رمضان يصبح الناس أكثر إصغاءاً وإقبالاً على الموعظة منهم في غيره. وفي رمضان يكثر توافد الناس على بيت الله الحــرام لأداء مناسك العمرة، مما يتيح فرصة للخير لأهل البلد الحرام والوافدين عليه، بل يـتـيـح فـرصــة لكافة الدعاة في استثمار هذا الجانب ومرافقة من يريدون دعوته لأداء العمرة؛ فيتيح السفر لهم ما لا يتيحه غيره. وفي رمضان يقبل الناس على إخراج الزكوات والصدقات فيكون ذلك فرصة الدعاة في حث الناس وتوجيه الأموال للمصارف المجدية المفيدة، وتعد مـشـاريـــع تفطير الصوّام ميداناً للإحسان إلى الناس ورعايتهم، ويمكن أن يضم لذلك برامج دعوية وتوجيهية. ويتيح قدوم المرأة للمسجد في رمضان فرصة لخطـاب شريحة واسعة لم يكن يتيسر خطابها قبل ذلك؛ فثمة فئة واسعة من النساء لا تأتي إلى المسجد إلا في صلاة التراويح في رمضان. إن كثيراً من المسلمين يعتنون بالصيام أكـثــر من غيره ولا يفرطون فـيـه، بل إنك ترى فئة كبيرة منهم يصوم وإن كان لا يشهد الصلاة مع المسلمين. والصيام يكشف عن جوانب مهمة في النفوس من القدرة على الامتثال، والقدرة على ضبط النفس والسيطرة على شهواتها. وكثرة أسئلة المسلمين عن أحكام الصيام وعنايتهم بها يكشف جانـبـاً من الخير. ألا يمكن أن يستثمر ذلك كله في خطــاب المسلمين وإقناعهم بأن ثمة جـوانـــــب كامنة في نفوسهم ينبغي أن ينطلقوا منها إلى تصحيح واقعهم؟ إن مثل هذه الفرص ينبغي أن تدعونا إلى توسيع دائرة الخطاب وموضوعه؛ فلا يقتصر على مجرد حث الناس على استـثـمار رمضان، وتلاوة القرآن، وصلاة التراويح فقط، فمع أهمية هذه الأمــور وضرورة الحديث عـنهـا، إلا أن هناك ما لا يقل عنها أهمية ووجوباً في حياة الـمـسـلمين كالتوبة، وإصلاح القـلــوب، واجتناب الموبقات، وأداء ما أوجب الله ـ تبارك وتعالى ـ وغير ذلك. ========= الهوامش: (1) رواه الترمذي، ح/2925، وابن ماجه، ح/201، وأبو داود (4734). (2) رواه أحمد، ح/15594. مجلة البيان |
32-أفكار لشهر رمضان الكريم
1- العب وامرح مع الأطفال إقامة بعض المسابقات والألعاب المسلية للأطفال مثل: 1- أسئلة وأجوبة سهلة. 2- بعض الألعاب كالتراكيب القطع(PAZEII) ففيها شيء من تحريك العقل ورؤية نتائج أعمالهم. 3- القيام لترتيب المنزل ومساعدة الأم والأب. 4- تخبئة شيء في المنزل والقيام بالبحث عنه من قبل الصغار ورصد جائزة بسيطة لمن وجدها . -------------------------------------------------------------------------------- 2 -الأهل والدوريات النسائية في رمضان إرشادهم وتعريفهم وإشراكهم في بعض الدوريات النسائية في الحي ( إن وجد ) التي يكون فيها تجمع للنساء الصالحات ويتم فيه مناقشة لبعض المواضيع الدينية أو الدنيوية المفيدة، يتم التعرف على هذه الدوريات إما من خلال إمام المسجد أو المكاتب الإسلامية ( الدعوية ) أو من بعض الجيران من أهل الصلاح في جماعة المسجد. -------------------------------------------------------------------------------- 3-الأهل والمساجد في رمضان أن يحث الإنسان أهله على الصلاة في بعض المساجد التي يتم فيها إلقاء بعض المحاضرات والكلمات المناسبة وياحبذا اختيار المساجد التي تحسن قراءة الإمام فيها. -------------------------------------------------------------------------------- 4- توزيع الأشرطة و المطويات ( اقتراحات عاجلة ) توزيع الأشرطة والمطويات في:- 1- الأندية الرياضية. 2- المنتزهات والمخيمات وأماكن تجمع الشباب عموماً. * الأشرطة مثل:- 1- ذكريات تائب للشيخ محمد العريفي. 2- قصص من الواقع للشيخ نبيل العوضي. 3- إلى متى هذه الغفلة للشيخ نبيل العوضي. 4- المشتاقون إلى الجنة للشيخ محمد العريفي. 5- عيش السعداء للشيخ محمد العريفي. 6- العظمة للشيخ نبيل العوضي. 7- الشباب أمل وألم للشيخ إبراهيم الدويش. 8- المحرومون للشيخ إبراهيم الدويش. 9- دمعة تائب للشيخ إبراهيم الدويش. 10- قصص مؤثرة للشيخ إبراهيم الفارس. * المطويات مثل:- 1- التوبة. 2- واقع الشباب. 3- قصص مؤثرة. 4- كيف أخدم الإسلام؟. 5- نشاط الكفار والنصارى لدينهم الباطل وبيان خطرهم. 6- التحدث عن بعض المنكرات الأخلاقية والاجتماعية التي تخص الشباب. 7- برامج عملية لاستغلال أوقاتهم. 3- لسائقي باصات المدارس وسيارات الأجرة ( الليموزين ): إعطاء سائقي الباصات أشرطة قرآن ومحاضرات مميزة هادفة. 4- في الأسواق: إعطاء أصحاب المحلات كميات من الأشرطة والمطويات لتوزيعها كهدية المحل. توزيع مطويات أو أشرطة على الباعة أنفسهم أياً كانت جنسياتهم لتعريفهم بالإسلام أو بيان بعض أحكامه وغيرها. 5- في المطارات: إعطاء المسافرين مطوية مع بطاقة الطائرة أو السفر وذلك بالتنسيق مع إدارة الصالة وإدارة المطار ( ويتم توفير ذلك من طرف الداعية نفسه). -------------------------------------------------------------------------------- 5-اقتراحات عملية للأهل في رمضان عرض بعض البرامج المناسبة لهم على سبيل المثال :- 1- حث الأهل على قراءة القران ومحاولة ختمه والتدبر في قراءته. 2- قراءة كتيب, قصص, حِكَم, سيرة, مواقف وغيرها يتم الحصول عليها من المكتبات العربية عموماً والإسلامية خصوصاً. 3- تعريفهم ببعض المواقع الإسلامية وبيان أهميتها (في الإنترنت). 4- مشاهدة بعض أفلام الفيديو الهادفة يتم شراؤها من خلال التسجيلات الإسلامية. 5- سماع أشرطة سواء محاضرات أو كلمات أو غيرها مما هو مفيد وهادف يتم شراؤها والحصول عليها من التسجيلات الإسلامية. 6- المشاركة في بعض الأعمال الدعوية النسائية القائمة لخدمة الإسلام فهي ليست حكراً على أحد دون أحد من المسلمات , وغيرها الكثير. 7- القيام بزيارة الجمعيات الخيرية النسائية والمساهمة معهم فيما أمكن, أو المستشفيات وصلة الرحم. خاطرة دعوية أخي المسلم (الداعية) : لا تنسى ما مدى أهمية وأثر تلبية حاجات الأهل في المنزل في كل وقت وخاصة في نهار رمضان والقيام بخدمتهم فوالله إن لها تأثيراً قوياً قد يفوق الوصف من ناحية تأليف قلوبهم والتودد إليهم. أخوك المحب(ناصح) -------------------------------------------------------------------------------- 6-البوفيه الدعوي عمل بوفيهات أو عربات للقهوة والتمر أوقات الفطور في رمضان مع توزيع مطوية وشريط مناسب مثل: 1- مطوية للتعريف بالإسلام والتعريف بشهر رمضان وفضائله وأهميته ومنزلته. 2- شريط (قصص من الواقع لنبيل العوضي) ( ذكريات تائب لمحمد العريفي) (قصص مؤثرة لإبراهيم الفارس) أو غير ذلك. 3- أوتوزيع ترجمة للمصحف الشريف وذلك بأن يكون لديهم الاستعداد وتوفير أكبر قدر من اللغات حسب الإمكانية و يتم شراؤه من :- 1- المكاتب والمكتبات الإسلامية. 2- التسجيلات الإسلامية. 3- السؤال عن مصادرها عن طريق أئمة المساجد. 4- البحث عنها من خلال الإنترنت. 5- أو توزيع نشرة للتعريف بأعمال ودور المكاتب والمؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية وترك أرقام هواتفها. -------------------------------------------------------------------------------- 7- حوارات دعوية مناقشة بعض المواضيع الدعوية مع الأهل على سبيل المثال: مجالات الإنفاق :- 1- تعريفهم بحاجة الفقراء والمساكين للغذاء والمال وبيان فضل ذلك وخاصة في شهر رمضان المبارك. 2- طباعة المطويات والكتب ونسخ الأشرطة والمساهمة فيها مادياً إما بالتنسيق مع مكاتب الدعوة أو المراكز الإسلامية عموماً. 3- المساهمة مع الجمعيات الخيرية في كل أنحاء العالم سواء مادياً أو معنوياً بإرسال رسائل شكر وتهنئة لهم أو اقتراح برامج أو أفكار مناسبة لهم. -------------------------------------------------------------------------------- 8- دورية سنوية فعالة إقامة وليمة فطور ( دورية سنوية ) لجماعة المسجد في المسجد في رمضان يتم فيها إلقاء كلمات ومسابقات مسلية و مثيرة ومناسبة ( وتسليم الجوائز للفائزين بالمسابقة الرمضانية السنوية - إن كانت هناك مسابقة سنوية ) يشرف عليها إمام المسجد، وبعد اللقاء يتم توزيع المطويات والنشرات الرمضانية والأشرطة السمعية المناسبة ( يتم الحصول عليها من المكاتب الإسلامية أو التسجيلات الإسلامية أو المكتبات الإسلامية ). -------------------------------------------------------------------------------- 9- رحلة مدرسية رمضانية القيام بزيارة( رحلة ) لدور الأيتام والجمعيات الخيرية والمؤسسات الدعوية أو زيارة لبعض المرضى في المستشفيات مع تقديم الكتيبات أو المطويات أو الأشرطة لهم. -------------------------------------------------------------------------------- 10- زيارة مفاجئة إقامة الزيارات المفاجئة من جماعة المسجد لمن يرجى تأليف قلبه وكسبه مع مراعاة الأوقات المناسبة والأساليب المناسبة، ويا حبذا لو كانت هناك هدية مقدمة باسم جماعة المسجد ويتم كل ذلك بالتنسيق مع إمام المسجد. -------------------------------------------------------------------------------- 11- اقترحات مبتكرة للمحاضرات والندوات والدروس الرمضانية 1- إقامة بعض الدورات العلمية والمحاضرات وذلك من خلال التنسيق مع إمام المسجد أو أحد طلبة العلم والمشايخ أو أحد التربويين أو الأطباء الإسلاميين أو غيرهم وعرض الموضوع عليهم وتحديد الوقت المناسب ويتم الإعلان عنها قبل الموعد بفترة كافية. 2- أن تكون على شكل نقاش بين المحاضر والمستمعين كأن يكون المحاضر رجل من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو داعية من أحد المراكز الدعوية. 3- أن تكون بعض الدروس في شكل (ورش عمل ) يتم تقسيم الحاضرين وتوزيع الأفكار وبعض الفقرات عليهم وإعطائهم مدة بسيطة أو مناسبة ثم يتم مناقشة كل الأفكار المطروحة أو بعضها. -------------------------------------------------------------------------------- 12- قراءة كتاب مع الأهل قراءة كتاب مبسط للأهل والأخوان مع مراعاة الوقت المناسب والكتاب المناسب ويرجى عدم الإطالة وعلى سبيل المثال:- 1- تفسير آية. 2- كتاب شرح رياض الصالحين (لابن عثيمين). 3- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين (للبلالي). أو أي كتاب فيه أحاديث أو موعظة أو حِكَم أو قصة أو غيرها , وإن كان هناك قصص فيتم إلقاءها بدون قراءة حتى لا تسبب شيئا من الملل. -------------------------------------------------------------------------------- 13-محاضرات مدرسية رمضانية إلقاء بعض الكلمات أو المحاضرات سواءً في الفصول أو بعد الصلوات مع عرض لبعض البرامج العملية لاستغلال الوقت سواءً: 1- علمية مثل: حفظ القران, أو شيء من السنة، أو بعض المتون أو قراءة لبعض الكتيبات، أو حضور لبعض الدورات أو المحاضرات أو غيرها. 2- دعوية مثل: المساهمة مع أحد المراكز الإسلامية في نشاطاتهم، أو المساهمة في توزيع المطويات أو الأشرطة أو إقامة بعض المهرجانات التوعوية الهادفة. -------------------------------------------------------------------------------- 14- محاضرات مدرسية رمضانية إلقاء بعض الكلمات أو المحاضرات سواءً في الفصول أو بعد الصلوات مع عرض لبعض البرامج العملية لاستغلال الوقت سواءً: 1- علمية مثل: حفظ القران, أو شيء من السنة، أو بعض المتون أو قراءة لبعض الكتيبات، أو حضور لبعض الدورات أو المحاضرات أو غيرها. 2- دعوية مثل: المساهمة مع أحد المراكز الإسلامية في نشاطاتهم، أو المساهمة في توزيع المطويات أو الأشرطة أو إقامة بعض المهرجانات التوعوية الهادفة. -------------------------------------------------------------------------------- 15- محاضرات وندوات تهم الشباب إقامة محاضرات وندوات في الأندية الرياضية وذلك بالتنسيق مع أحد طلبة العلم وإدارة الأندية وتكون المحاضرات على سبيل المثال تتحدث عن المواضيع التالية: 1- أهمية العلم الشرعي. 2- دور الشباب المسلم في نصرة دينه. 3- عزة المسلم. 4- الشباب والفتن. 5- الضوابط الشرعية في مجالات الرياضة. 6- إقتراح وسيلة دعوية للأندية الرياضية. 7- الولاء والبراء في الإسلام. 8- خطر المخدرات. 9- أخرى مناسبة. -------------------------------------------------------------------------------- 15- نشاطات مدرسية رمضانية إقامة النشاطات الرمضانية المسائية ويتخللها الكثير من البرامج الهادفة مثل:- 1- المسابقات الثقافية. 2- المسابقات الرياضية. 3- الدروس والمحاضرات الهادفة. 4- البرامج الاجتماعية( الترويحية والترفيهية). -------------------------------------------------------------------------------- 16- مسابقات رمضانية للمساجد تفعيل دور المسابقات الرمضانية في المساجد وإقامة مسابقات حائطية يومية ويتم التجديد والابتكار فيها سواءً في أسلوب عرضها أو إلقائها أو مضمونها مع رصد جوائز عليها ويتم السحب عليها يومياً بعد صلاة المغرب مثلاً، عن طريق أحد الأطفال كما هو مشاهد ومعروف في كثير من المسابقات. المصدر موقع الشيخ محمد الدويش |
33-أفكار مسابقات ... للإجازة ... ( تحرير الأقصى)
أدوات المسابقة : 1- فلين 2- صورة لحجر ( صخره) 3- صورة رشاش 4- صورة دبابة 5- صورة طائرة حربية 6- صورة القدس ( تشمل المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ) فكرة المسابقة: 1- تلصق الصور حسب الترتيب السابق على الفلين 2- هناك طرقتين للمسابقة أ / أربع فرق : يتم عمل المسابقة على أن تكون المراحل ( الصخر ثم الرشاش ) وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يتم جمع الدرجات ويخرج أقل فرقين في عدد النقاط وتستمر المسابقة بفريقين في مرحلة ( الدبابة والطائرة ) على أن يحرر الأقصى أكثر فريق في عدد النقاط. ب/ خمس فرق : تتكون من نفس المراحل وبنفس الترتيب على أن يخرج أقل فريق في كل مرحلة وتستمر المسابقة حتى آخر مرحلة ( مرحلة الطائرة الحربية ) يكون هناك فريقان والأعلى في عدد النقاط هو من يحرر الأقصى في حالة تساوي فريقين أو أكثر يتم عمل مسابقة خفيفة هي عبارة عن ( عشرة أسئلة خلال دقيقة يجيب عليها أحد الأشخاص من المجموعة على أن تبدأ جميع الأسئلة بنفس الحرف ) أخوكم ولد خليص شبكة أنا المسلم |
34-المسابقات .. طرق وأشكال ..
أشكال للمسابقات .. هذه بعض أشكال للمسابقات .. وضعتها بناء على طلب أحد الاخوة وقد ذكرت بعضها في مشاركات سابقة ونجمعه هنا للفائدة على ما فيها من القصور .. المسابقات تكون : بين الأسر / المسابقات الفردية / بين الأنشطة/ الفصول / المكتبات أو المراكز ... أنواع المسابقات : التحريرية / الإلقائية .. المسابقات الإلقائية أو الشفوية ... مسابقة حفظ القرآن الكريم مسابقة حفظ السنة النبوية الشريفة المسابقة الشفوية ( بين الأفراد / الأسر / الفصول / التخصصات ) صح أم خطأ .. وفيها يجمع عدد كبير من الأسئلة المفيدة والتي تكون إجابتها بصح أو خطأ .. ويتم سؤال الطلاب فيها فإذا أجاب إجابة صحيحة تقدم خطوة و من يصل إلى الحد المطلوب كان هو الفائز.. وتتميز هذه المسابقة بكثرة الإثارة حيث أن الإجابة سهلة ويمكن للشخص التقدم حسب حجم الخطوة.. وهكذا . مسابقات بالحاسب الآلي مسابقة الأمثال والحكم (كل طالب يذكر حكمة أو مَثَلاً وتدور المسابقة على الطلاب ومن لا يستطيع يخرج من المسابقة) مسابقة الخطابة مسابقة حفظ ترتيب سور القرآن الكريم (يبدأ الطالب الأول بذكر سورة الفاتحة والثاني البقرة والثالث آل عمران وهكذا وإذا توقف أحدهم فيخرج من المسابقة .. ويمكن البدء من سورة الناس) لمن الشريط .. (يعطى شريطا (أو جائزة) لأحد الطلاب ويتم سؤاله فإذا أجاب بجواب صحيح استمر سؤاله حتى يخطئ فتنتقل الجائزة إلى زميلة ويتم سؤاله وهكذا .. وإذا انتهت فترة زمنية محددة سابقا يكسب الجائزة الطالب الذي بيده الجائزة) مسابقة إلقاء الشعر مسابقة حفظ الشعر (الذاكرة) تذكر أبيات شعر خفيفة ويطلب من الطلاب محاولة استرجاعها وفي كل مرة تزاد بيتا شعريا أو بيتين .. وهكذا ويخرج من المسابقة من توقف مرتين أو ثلاث . المساجلات الشعرية مساجلات أخرى ( يمكن وضع أسماء الكتب أو أسماء الصحابة أو أسماء الشباب بدلا من الأشعار وبدون البدء بآخر حرف من السابق) وفيها فوائد شرعية وذكر أسماء الطلاب فيها فوائد في التعارف والتآلف بين الطلاب . المسابقات الشرعية وهي نفس المسابقات المعروفة ولكن أسئلتها شرعية أسرع إجابة (وتكون سهلة الإجابة ولكنها تتميز الإجابات بالسرعة) اختبر ذكائك (أسئلة في الذكاء ويتم فيها كثير من المنافسة لما فيها من التحدي والإثارة .. وفيها يميز بين الطلاب الأذكياء وغير الأذكياء) اختبر ذاكرتك كل شخص يذكر اسم صحابي ثم الثاني يذكر اسم الصحابي الأول ويذكر صحابي آخر والثالث يذكر الصحابي الأول والثاني ويذكر صحابي آخر .. وهكذا .. مسابقة الوصول إلى القمة (وإذا أمكن وضع المسابقة على درجات بحيث كل طالب يجيب إجابة صحيحة يرتفع درجة وإذا لم يكن هناك درجات يتم رسم الدرجات بلوحة ويكتب اسم الطالب في بطاقة وتثبت بدبوس) من هو ؟ ( أو من هو الصحابي ؟ ) إضمار شخصية الألغاز (ويمكن لكل مجموعة أن تقدم لغزا وتطلب من المجموعات الإجابة عليه) . مسابقات الحروف .. وهي عبارة عن أسئلة تبدأ إجابتها بحرف يختاره الطالب . المسابقة الثقافية التحريرية يمكن أن تكون : ( يومية / أسبوعية / شهرية / فصلية /داخل النشاط/ خارج النشاط) المسابقات الثقافية الورقية بين أعضاء النشاط ( في وقت النشاط ) مسابقة البحوث الإسلامية مسابقة البحث والمراجع التحريرية (تعطى للطلاب مسألة صغيرة ويقوم الطلاب بالبحث عنها في المراجع) مسابقة القراءة السريعة مسابقة أحسن قصة أو حوار أفضل ملصق أفضل نشرة مسابقة الخط أفضل مقالة مشكلة وحل (تقدم للطلاب مشكلة ويقوم كل مجموعة من الطلاب بتقديم مجموعة من الحلول لهذه المشكلة) مسابقة أفضل مسابقة وطلب الأسئلة التي سيعمل منها النشاط مسابقة تحريرية عادية مسابقة شرعية فصلية مسابقة التفسير وشرح الحديث مسابقة اختر الإجابة أفضل تعليق (على كاريكاتير) أكمل الحديث تلخيص المقال تجميع حديث أو تجميع المقاطع حروف كلمات السؤال اليومي المسابقة الشهرية أو الفصلية .. مسابقة الربيع أو رمضان أو الإجازة مسابقة عن طريق الشريط قراءة كتاب أو فصل ثم السؤال فيه سماع شريط ثم السؤال فيه مسابقة أحسن شِعار مسابقة أحسن صحيفة أو نشرة مسابقة تأليف الشعر مسابقة اختيار الشعر ويمكن عمل بعض هذه المسابقات على مستوى المدرسة ويمكن عمل مسابقات خاصة بالمدرسين أبو أحمد منتدى التحرير |
35-مسابقات الشريط الإسلامي ( أفكار ونماذج )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد : إن من منة الله وفضله أن ينتشر الشريط الإسلامي هذا الانتشار الواسع وأن يصبح وسيلة إصلاح في مجالات مختلفة وكثيرة وإسهاما في دفع عجلة التوسع والانتشار كان هذا العمل المتواضع والذي أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجعله خالصاً لوجه الكريم وأن يعم بنفعه الجميع . أهداف هذه المسابقات : 1-العناية بالشريط الإسلامي ورعايته وبث روح الاهتمام به في نفوس الشباب . 2-التعرف على الأشرطة والمحاضرات القيمة قديمها وجديدها . 3-التعرف على العلماء والدعاة إلى الله والاستفادة مما فتح الله به عليهم من العلم والصلاح . 4-التجديد والتنويع في المسابقات الدعوية الهادفة . 5- تنشيط سوق الشريط الإسلامي وتجنيبه حالات الركود التي قد تعتريه . 6- وضع نواة من المسابقات البسيطة ليتم تطويرها وتفريع ما هو أفضل من خلالها . من يستفيد من هذا العمل ؟؟ لقد وضعت هذه المسابقات بطرق مبسطة مدعومة بالنماذج الجاهزة بحيث يمكن أن يستفيد من خلالها أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع في البيئات التالية : 1- الأنشطة الطلابية في المدارس . 2- حلقات تحفيظ القرآن الكريم . 3- المراكز الصيفية . 4- الدور الاجتماعية كدور الأيتام ونحوها . 5- أبناء الأسرة أو العائلة الكبيرة . 6- المعسكرات الكشفية . 7- في اللقاءات التربوية والرحلات . 8- جماعة المسجد . 9- مندوبيات الدعوة ومكاتب الجاليات . ولا يفوتني أن أشكر كل من ساهم في نجاح هذا العمل وخصوصاً من أتاح لنا فرصة النشر وهي ( شبكة الفجر للنقاش البناء ممثلة في منتداها للمشاريع والأفكار الدعوية ) وأخي العزيز أبو أحمد بارك الله فيه ومنتدى أفذاذ المبارك . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم المسابقة الأولى : ( نموذج ) اسم الشريط : قوادح عقدية . اسم الشيخ : عبد العزيز السدحان . شروط المسابقة : 1-الاستماع إلى الشريط كاملا والإجابة على ضوء ما جاء فيه. المسابقة خاصة ب00000000000000000 2-لا يحق المشاركة بأ كثر من نسخة واحدة . 3- تكون الإجابة بخط واضح . 4- نوصي بالاعتماد على الله ثم النفس أثناء الإجابة . طريقة تسليم الإجابات: 1- توضع الإجابة داخل ظرف ووضعها في الصندوق المعد لذلك في المسجد . 2- أخر موعد لاستلام المسابقة يوم ( الموافق: / / 1422هـ ) . 3- تعلن النتائج يوم ....... الموافق: / / 1422هـ ) . 4- تسلم الجوائز بعد أداء صلا ة ... يوم .... . أسئلة المسابقة س1/ اذكر القادح السابع في الشريط بالتفصيل ؟ س2/ اكمل الحديث ( ادعوا الله وانتم 00000000000000000000)؟ س3 / ذكر الشيخ ثلاثة أحكام لكلمة ( لو) اذكرها مع التمثيل لها؟ س4 / ذكر الشيخ أماكن وجود السعادة فأين توجد ؟ س5/ من القائل ( والناس بحاجة إلى ما جاءت به الرسل أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب0000000000000000الخ؟ س6/ للشهيد عند الله خمس خصال وردت في الشريط اذكرها ؟ س7 / ما حكم الذهاب إلى الكهنة والمشعوذين مع ذكر الدليل ؟ س8 / ما حكم تخصيص علي بن أبي طالب رضي الله عنة بلفظ (كرم الله وجهه) ؟ س9/ كيف نتجنب القوادح التي ذكرت في الشريط ؟ س10/ اذكر دليلا على تحريم الحلف بغير الله عز وجل ؟ س11/ ما حكم من سخر بشيء من الدين حتى ولو كان مازحا مع ذكر الدليل ؟ س12 / ورد في الشريط أربعة عشر قادحا اذكر ستة منها فقط؟ س13 / ما حكم قول (ظلمك الله كما ظلمتني ) مع ذكر الدليل ؟ الإجابة في ورقة خارجية بخط واضح مع كتابة الاسم المسابقة الثانية : ( فكرة ) مسابقة الأديب نوع المسابقة : فردي مدتها : راجع لمعد المسابقة الأدوات المطلوبة : 1- يكفي مجرد إطلاع الفرد وإلمامه بعناوين الأشرطة الإسلامية 2- كتابة نص من إنشائه . طريقة المسابقة : يطلب معد المسابقة من أفراد المجموعة كتابة : مقال أو قصة أو نصيحة أو الكتابة في أي موضوع شاء شريطة أن يحتوي ذلك المقال أو تلك القصة ونحوها على أكبر قدر ممكن من أسماء وعناوين الأشرطة ( المفرقة ) ضمن صلب الموضوع أو المقال .. وبقدر ما يحوي المكتوب من عناوين وأسماء لأشرطة مختلفة تكون الدرجة الممنوحة مع التنبيه على وضع حاشية أسفل المكتوب يبين فيها الكاتب عنوان الشريط واسمه مفصلا واسم المحاضر والتسجيلات إن أمكن . من أهداف هذه المسابقة : 1- رفع مستوى الذوق الأدبي 2- اكتشاف المواهب الأدبية 3- توجيه المشاركين للتعرف على أكبر قدر من أسماء الأشرطة الإسلامية وأسماء المحاضرين . 4- الاستماع لما قد يعرض للفرد من عناوين الأشرطة المشوقة وهو المطلب الأساس . المسابقة الثالثة : ( نموذج ) مسابقة حول شريط / الخوف من الله للشيخ نبيل العوضي حفظه الله . ( يمكنك الإجابة على الأسئلة مباشرة أثناء استماعك للشريط ، ولكن ...... حبذا الاستماع إليه كاملاً ثم إعادته وكتابة الأجوبة منه حتى تزيد الفائدة ) السؤال الأول / في واقعنا المرير نرى الكثير من الناس من يفعلون الكبائر ثم يستغفرون وهم يضحكون ويعتبرون الأمر هيناً فلماذا ؟ مع ذكر بعض الذنوب والكبائر التي يتهاونون بها . السؤال الثاني / ذكر الشيخ أوصافا للمؤمنين ، عددها مع ذكر الآية . السؤال الثالث / ذُكر في المحاضرة مواقف ٌكثيرةٌ من خوف السلف من الله عز وجل ، أذكر موقفاً منها تأثرت به ، مع إيراد فائدة منه . السؤال الرابع / قال تعالى {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون }، أذكر أسباب خوف السلف من الله تعالى على ضوء هذه الآية . السؤال الخامس / ذكر الشيخ أن مجرد العمل الصالح لا يكفي المسلم ، ولكن الأمر الأهم هو كيف نحافظ على هذا العمل حتى نلقى الله تعالى ، (وضح هذه العبارة) . السؤال السادس / ( الخوف من الله واجب )ذكر الشيخ أمورا تدعوا إلى الخوف من الله ، أذكرها . المسابقة الرابعة : ( نموذج ) خذ قلمك وورقتك وابدأ بحل هذه الأسئلة مع سماع شريط: لا تخرق السفينة ... للشيخ عبد الله بن علي الغامدي السؤال الأول / ما هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الربا ؟ السؤال الثاني / ورد ت في الخطبة قصة لأبي الدرداء رضي الله عنه ما سبب بكائه ؟ السؤال الثالث / ما هي المعصية التي مثل لها الشيخ بأنها خَرق ٌ مهلك ؟ السؤال الرابع / اجب بـ ( صح ) أو ( خطأ ) : هل الرجل الذي يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا ولكن لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر أبغض عند الله و أصحاب الكبائر أفضل منه ؟ السؤال الخامس / ما عقوبة الأمة التي لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر مع ذكر الدليل ؟ السؤال السادس / ما هو الموضوع الأساسي الذي تكلم الشيخ عنه ؟ اذكر فائدتين اقتبستها واستفدتها من هذا الشريط . وفقك الله لما أحبه المسابقة الخامسة : ( نموذج ) اسم الشريط / روحانية صائم للشيخ / ابراهيم الدويش حفظه الله الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد نهنئك أخي الحبيب على أن بلغنا الله وإياك هذا الشهر الكريم سائلين الله عز وجل أن يجعلنا من المقبولين والفائزين والموفقين لعمل الخير . أخي الحبيب - ما عليك سوى أن تستمع إلى الشريط ومن ثم الإجابة على الأسئلة ( الإجابة في ورقة خارجية توضع في مظروف عليه الاسم والهاتف وتسلم لـ... ... ) وآخر موعد لتسليم الإجابات / / 14 هـ . تسلم الجوائز في الحفل التكريمي بجامع ... وذلك يوم الأحد الموافق / / 14 هـ بعد صلاة .... إن شاء الله . للاستفسار هاتف : السؤال الأول / ذكر الشيخ عدة قصص أذكر قصةً تأثرت بها ؟ السؤال الثاني / ما هو السبب الرئيسي لفرض رمضان علينا ؟ السؤال الثالث / أكمل ما يلي : قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :[ كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر ............................... وكل صيام لا يُصان عنه قول الزور والعمل به ................................ ] . السؤال الرابع / ضع علامة ( ) أمام العبارة الصحيحة وعلامة( × ) أمام العبارة الخاطئة : 1. شرع القيام لتعذيب النفوس . ( ) . 02 الصيام يساعد على ترقيق القلب . ( ) . المسابقة السادسة : ( نموذج ) اسم الشريط : ثمار الأخوة للشيخ : محمد المختار الشنقيطي وهذه المسابقة مقسمة على ثلاثة نماذج . النموذج الأول : 1- ما هي الأخوة في الله ؟ 2- ما هي أوثق عرى الإيمان ؟ 3- أذكر مميزات الأخوة في الله ؟ 4- ماذا يجب على كل من آمن بالله ؟ 5- اذكر دليلاً من السنة على أن الأخوة الصادقة لا تكون إلا لمن ذاق حلاوة الإيمان ؟ 6- ما هو سبب تلاشي الخلافات والضغائن بين المؤمنين ؟ 7- ماذا يجد الإنسان عندما ينظر إلى نصوص الكتاب والسنة ؟ 8- بماذا أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ؟ 9- كيف تنتشر خصال الإيمان الصادقة التي انتشرت بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ 10- هل وجدت أخوة أصدق من الأخوة التي كانت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . 11- تحدث عن عظم الأخوة في الله وفضلها يوم القيامة ؟ المسابقة السابعة : ( نموذج ) النموذج الثاني لمسابقة حول شريط (ثمار الأخوة) : 1. بماذا وصف الله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم في محكم التنزيل ؟ 2. ما هو أثر أخوة الإيمان ؟ 3. اذكر الآية التي تدل على الفضل الذي فضل الله به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ 4. من هو الذي أحق أن ترحمه ؟ 5. هل تبلغ الأخوة في الله فوق الحسب والنسب ؟ 6. ما أثر الإيمان عندما يدخل القلب ؟ 7. من أين تنبع الأخوة في الله ؟ 8. بماذا توعد الله من قطع وشائج الأخوة في الله ؟ 9. بماذا جاء هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ 10. لماذا نهى الإسلام عن القطيعة ؟ 11. من هو المنافق الذي حرك الضغينة بين الأنصار ؟ المسابقة الثامنة : ( نموذج ) النموذج الثالث والأخير لمسابقة حول شريط (ثمار الأخوة) : 1. كم يوماً أحل الإسلام أن يهجر الإنسان أخاه ؟ وكم يوماً حرم ؟ 2. ماذا يكون عندما يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام ؟ 3. ما ترتب على هجر المسلم لأخيه فوق ثلاث على ماذا يدل ؟ 4. ماذا أعد الله لكل من فرق بين إخوانه بالقطيعة عن طريق النميمة ؟ 5. عرف النميمة ؟ 6. ماذا أعد الله لمن سعى على جمع القلوب على طاعة الله وتأليف الإخوان على منهج الله ومحبته ؟ مع ذكر الدليل من القرآن ؟ 7. أين يجمع المسلم بين المفترقين والمختلفين ؟ 8. ما هي أعظم ثمار الأخوة ؟ 9. أذكر فائدتين من فوائد الأخوة في الله ؟ 10. صح أم خطأ : آكد الفرائض بعد التوحيد والإيمان تحقيق الأخوة في الله ؟ 11. استنبط من خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ما يجب على المسلم تجاه أخيه المسلم وما تسدي به من نصيحة لإخوانك المسلمين مؤيداً ذلك بنص قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الخطبة ؟ المسابقة التاسعة : ( فكرة ) مسابقة القول الراجح نوعها : جماعي . الأدوات المطلوبة : مجموعة أسئلة وأجوبة منتقاة بعناية – تسجيل الأسئلة والأجوبة على شريط – جهاز تسجيل الطريقة : يقوم معد برنامج المسابقة باختيار عدة مسائل أو فتاوى أو أمور قد تكون مشكلة عند البعض وردت في عدة أشرطة على هيئة سؤال وجواب ويجمعها في شريط واحد في مقاطع متتالية ثم يقوم بإسماع الأفراد السؤال أو بداية المشكلة ثم يوقف المقطع ويطلب الإجابة بعد ذلك يقوم بإسماعهم الإجابة الصحيحة وهكذا ... حتى نهاية المسابقة وانتخاب الفائز . الأهداف : 1. إفادة السامع . 2. التعرف على بعض الفتاوى أو الإشكالات بإجابتها . 3. مراجعة بعض المعلومات لدى الأفراد . المسابقة العاشرة : ( فكرة ) مسابقة القاسم المشترك نوعها : فردي . الأدوات المطلوبة : شريطان أو أكثر تتحدث عن موضوع واحد الطريقة : يقوم معد المسابقة باختيار شريطين أو ثلاثة تتحدث عن موضوع واحد ويطلب من الأفراد أن يقوموا بالاستماع الجيد لهذه الأشرطة واستخراج الأمور أو النصوص التي اشترك المحاضرون في ذكرها ولا يشترط في هذا الإشتراك المطابقة التامة – تسجيلها في ورقة بعد جمعها ثم تقديمها للمعد لإعلان الفائز . الأهداف : 1. الاستماع إلى شريطين أو أكثر والاستفادة منها ( وهو المطلوب ). 2. تحصيل معلومات وافرة تتحدث عن موضوع معين وتغطية جوانب متعددة . 3. التعرف على عناصر الموضوع ( المختار ) الرئيسية والتي تكون في صلب الموضوع ولا يستغني عنها أي محاضر . 4. التعرف على طريقة وأسلوب كل المحاضر أثناء عرضه للموضوع . المسابقة [ 11 ] : ( فكرة ) مسابقة مشاكل × مشاكل نوعها : فردي الأدوات المطلوبة : مجموعة أشرطة ينتقى منها الفرد بعض الأسئلة بإجاباتها – تسجيل تلك الأسئلة في شريط . الطريقة : يطلب معد المسابقة من المشاركين بأن يقوم كل فرد منهم بإعداد ( شريط ) يجمع فيه عشراً من المشاكل المنوعة والتي تتعلق بأمور يحددها معد المسابقة كأن تتعلق بأمور العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو التربية ونحوه من خلال استماع الفرد لأشرطة يختارها بنفسه ثم بعد جمعها يقدمها لمعد المسابقة لاختيار الفائز . الأهداف : 1. تعين هذه المسابقة الفرد على الاستماع إلى الأسئلة التي تكون عادة في نهاية الشريط . 2. تعريف الأفراد بحلول بعض المشاكل . 3. جعل أبرز المشاكل في شريط واحد يستفيد منه الجميع في حلها . المسابقة [12 ] : ( فكرة ) مسابقة الأقدم نوعها : فردي . الادوات المطلوبة : يكفي مجرد إطلاع الفرد على الأشرطة القديمة أو السؤال عنها . الطريقة : يطلب معد المسابقة من المشاركين أن يحضر كل واحد منهم أقدم ما لديه من الأشرطة سواءاً أكان من مقتنياته أو بالحصول عليه عن طريق البحث والسؤال المهم أن يكون هناك ما يدل على قدم الشريط ثم تجمع تلك الأشرطة وينتخب من بينها الشريط الأقدم . الأهداف : 1. اخراج تلك الكنوز من دياجير الظلام والنهل من معينها الصافي . 2. حث الشباب على العناية بالشريط الإسلامي القديم وأن الفائدة لا تقتصر على الجديد . 3. التعرف على علماء ودعاة لم يدركهم هذا الجيل . المسابقة [ 13 ] : ( فكرة ) مسابقة حديث الركب نوعها : جماعي . الأدوات المطلوبة : طرح موضوع مطروق في كثير من الأشرطة – مجموعة من الأشرطة تتحدث في موضوع معين – مسجل ( بابين ) . الطريقة : يطرح معد المسابقة موضوعاً معيناً شريطة أن يكون من الموضوعات المطروقة والتي تناولها أكثر من محاضر ثم يطلب من المشاركين أن يقوموا بجمع مادة علمية متكاملة في شريط واحد تكون منتقاة من مجموعة أشرطة تحدثت عن ذلك الموضوع بحيث يكون هذا الانتقاء يشكل موضوعاً متكاملاً بأغلب عناصره . الأهداف : 1. الاستماع إلى أكثر من شريط . 2. التعرف على أكثر من طريقة من طرق طرح المواضيع . 3. التعود على ترتيب الأفكار والعناصر التي تتعلق بموضوع معين وطرحها بشكل مقبول . المسابقة [ 14 ] : ( فكرة ) مسابقة الجادين فقط نوعها : فردي . الأدوات المطلوبة : متن علمي مع شرحه في عدة أشرطة – أسئلة ورقية على كل شريط . الطريقة : يقوم معد المسابقة باختيار درس من الدروس العلمية المسجلة ثم يخبر المشاركين بأن عليهم الاستماع إلى هذه الأشرطة ( الستة مثلاً ) بمعدل شريط كل أسبوع بحيث يستعدوا لدخول اختبار المرحلة الأولى في الشريط الأول وكل من يتمكن من اجتيازه حق له المشاركة في المرحلة الثانية وهكذا ... حتى يبقى الفائز أو الفائزين . |
تابع موضوع رقم 35
الأهداف : 1. الاستماع إلى الشريط الإسلامي . 2. الاستفادة من شروح المتون العلمية . 3. تعويد المشاركين على الجدية والصبر والجلد . 4. إذكاء روح التنافس في الخير وطلب العلم بين المشاركين . المسابقة [ 15 ] : ( فكرة ) مسابقة مسؤولية الكلمة نوعها : فردي . الأدوات المطلوبة : شريط منتقى بعناية مع تحديد الكلمات المطلوب احصاؤها . الطريقة : يطرح معد المسابقة شريطاً ثم يحدد مجموعة من الكلمات من ( 5 - 10 ) كلمات ويتأكد من عدد تكرارها في ذلك الشريط ثم يطلب من المشاركين استخراج الكلمات المطلوبة وإحصائها وإحصاء عدد مرات تكرارها ثم تسلم لمعد المسابقة لاختيار الفائز . الأهداف : 1. الاستماع إلى الشريط بعناية منقطعة النظير . 2. تعويد المشاركين على الصبر والتحمل . 3. حصول النفع والاستفادة لدى المستمع . المسابقة [ 16 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : ( محروم في شهر الصوم ) لفضيلة الشيخ / ابراهيم الدويش . استعن بالله ( ويمكنك الإجابة على الأسئلة مباشرة أثناء استماعك للشريط ، ولكن ...... حبذا الاستماع إليه كاملاً ثم إعادته وكتابة الأجوبة منه حتى تزيد الفائدة ) س1/ ذكر الشيخ آية محددة تتحدث عن مدى تحدي الشيطان وعداوته لابن آدم اذكر الآية ؟ س2/ من هي المحرومة في شهر رمضان ؟ آخر موعد لقبول الإجابات هو : / / 14 هـ اسم المشارك : عنوانه : المسابقة [ 17 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : ( ابناء يعذبون آباءهم ) لفضيلة الشيخ / بدر المشاري حفظه الله . ( يمكنك الإجابة على الأسئلة مباشرة أثناء استماعك للشريط ، ولكن ...... حبذا الاستماع إليه كاملاً ثم إعادته وكتابة الأجوبة منه حتى تزيد الفائدة ) س1/ ما اسم الولد الذي دعا عليه والده فشلت أركانه ؟ س2/ من هو أعق الناس ؟؟ اسم المتسابق : عنوانه : المسابقة [ 18 ] : ( نموذج ) خذ قلمك وورقتك وابدأ بحل هذه الأسئلة مع سماع شريط: (حراسة الأعراض ) لفضيلة الشيخ / ابراهيم السبر حفظه الله . س1/ اذكر سببا من أسباب موت الغيرة ؟ س2/ ما هو الاعتدال في الغيرة ؟ آخر موعد هو / / 14 هـ لا تنسى تسجيل معلوماتك الكاملة في ورقة خارجية المسابقة [ 19 ] : ( نموذج ) خذ قلمك وورقتك وابدأ بحل هذه الأسئلة مع سماع شريط: ( نهاية الأشقياء ) وشريط ( نهاية السعداء ) س1/ ما هي العبارة التي تكرر ذكرها في كلا الشريطين ؟ س2/ من هو المحاضر ؟ س3/ ما هي التسجيلات أو المؤسسة التي أصدرت الشريطين ؟ توضع الإجابة في صندوق الإجابات في .... علماً بأن آخر موعد لقبول الإجابات هو / / 14 هـ المسابقة [ 20 ] : ( نموذج ) مسابقة شريط الحدث هذه مجموعة من الشرطة صدرت حول انتفاضة الأقصى الأخيرة أكمل الفراغات مما يأتي إما بذكر اسم الشريط أو اسم المحاضر حسب المطلوب 1. عندما ينطق الحجر الدويش 2. الجريمة الجديدة لليهود للشيخ / ..؟؟ 3. ..........................للشيخ / سعد البريك 4. لا تنسوا فلسطين للشيخ / ...؟؟ 5. هؤلاء هم اليهود للشيخ / ... ؟؟ 6. فلسطين الجرح للشيخ / ... ؟؟ 7. ........................للشيخ / ناصر الأحمد 8. عذرا يا أقصانا للشيخ / ...؟؟ 9. ........................للشيخ / سليمان العودة 10. .................للشيخ / بدر المشاري 11. حفدة القردة حاضر وتاريخ للشيخ / ..؟؟ 12. من مسجد قباء إلى الأقصى الشريف للشيخ / .... ؟؟ 13. صور من التحدي اليهودي للشيخ / ...؟؟ 14. ................ لكل من الشيخين / الطيار والشايع 15. العدو الدائم حقائق وأرقام للشيخ / ... ؟؟ 16. طفلة في سماء القدس للشيخ / ...؟؟ 17. ورقات عام 1421 هـ إعداد كل من ...... ؟؟؟ أخي في الله : لا تنسى الدعاء لإخوانك بالنصر. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان المسابقة [21 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : التربية الذاتية لفضيلة الشيخ / محمد الدويش . س1/ ما هو تعريف التربية الذاتية ؟ س2/ اذكر جانباً من جوانب التربية الذاتية ؟ س3/ عدد وسائل التربية الذاتية ؟؟ بلا شرح س4/ اجب بصح أو خطأ : • من المفاهيم الصحيحة للتربية الذاتية الاستقلال بالنفس ( ) . • من المفاهيم الخاطئة للتربية الذاتية التفريط في الدعوة ( ) . س5/ من هو الذي تفرغ للعبادة وترك الحكم بين الناس فعاتبه الله ؟؟ مع ذكر الآية ؟ المسابقة [ 22 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : لماذا لا نعمل لفضيلة الشيخ : محمد الدويش حفظه الله س1/ قال صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من الهم ... أكمل الحديث ) ؟ س2/ ما مرجع بلاء الإنسان ؟ وضح ذلك . س3/ ما هو المعوق الثاني الذي ذكره الشيخ ؟ س4/ من المعوقات :تهويل الأمر أو تهوينه وضح ذلك باختصار ؟ س5/ كم عدد المعوقات التي ذكرها الشيخ ؟ واذكر آخرها ؟ ننصحك بسماع الشريط مرة أخرى والحث على سماعه المسابقة [ 23 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : الشباب ألم وأمل لفضيلة الشيخ / ابراهيم الدويش حفظه الله المسابقة [ 24 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : الفتاة أمل وألم لفضيلة الشيخ / ابراهيم الدويش حفظه الله المسابقة [ 25 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : أسباب الثبات أمام الفتن لفضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله . المسابقات الثلاث تجدونها على هذا الرابط : اضغط هنا المسابقة [ 26 ] : ( نموذج ) مسابقة النص الأدبي اقرأ النص الأدبي التالي بتمعن ودقة واستخرج منه عناوين ( أسماء )الأشرطة الواردة في ثناياه مع ذكر اسم المحاضر علماً بأنه ورد فيه ذكر لـ 12 شريطا من الأشرطة الإسلامية . النص : يا بني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ... وبعد : اكتب لك هذه الحروف مسطرة من أب مشفق وفيها دعوة للتأمل أوجهها لك لتتأمل واقعك الذي تعيشه أهديها لك علك أن تعود إلى بر الهداية حيث الراحة والطمأنينة فحاول وأنت الحكم فلقد حاولنا فوجدنا النتيجة ولا تكن في زمرة المحرومين فإن باب الهداية مفتوح وهذا طريق التوبة أبلج قبل أن تقول نفس يا حسرتى تدارك نفسك قبل أن تداهمك اللحظات الحاسمة حيث لا مفر والتفت لحالك ومآلك وشمر عن الساعد وعد كالنملة كما كنت من قبل وأعلم أن ما أصابك من الفتور والتقهقر إنما مرده إلى الالتزام الأجوف الذي يعيش صاحبه بعيداً عن التربية الجادة والعلم النافع . الإجابة : الأشرطة الواردة في النص هي : 1. يا بني للشيخ محمد الدويش . 2. دعوة للتأمل للشيخ علي القرني . 3. حاول وأنت الحكم للشيخ سعد البريك . 4. حاولنا فوجدنا النتيجة للشيخ سعد البريك أيضاً . 5. المحرومون للشيخ ابراهيم الدويش . 6. طريق التوبة إصدار منوع . 7. أن تقوا نفس يا حسرتى للشيخ محمد المختار الشنقيطي . 8. اللحظات الحاسمة للشيخ ابراهيم الدويش . 9. النملة للشيخ ناصر العمر . 10. الفتور للشيخ ناصر العمر أيضاً . 11. الالتزام الأجوف للشيخ عبد الرحمن العايد . 12. التربية الجادة للشيخ محمد الدويش . المسابقة [ 27 ] : ( فكرة ) مسابقة من أجمل ما سمعت نوعها : فردي . الأدوات : يكفي أن يتوفر لدى الفرد مجموعة من الأشرطة ينتقى منها أجمل ما سمعه . الطريقة : يقوم معد المسابقة باختيار شريط مناسب ثم يقوم بتوزيعه على المشاركين ويطلب من كل فرد أن يقوم باختيار مقاطع معينة من ذلك الشريط ثم يكتبها ويسلمها لاختيار الفائز . أو يطلب من كل مشارك أن يعد شريطاً من الماطع التي اختارها ثم يدخل به المنافسة على المركز الأول . الأهداف : 1. الاستماع إلى الشريط . 2. تحقيق أكبر قدر ممكن من الإستفادة من الشريط . 3. تعويد المشاركين على انتقاء الفوائد من الأشرطة وتقييدها والاحتفاظ بها . 4. تكرار سماع الأشرطة القديمة . المسابقة [ 28 ] : ( فكرة ) مسابقة المحظوظ نوعها : فردي . الأدوات المطلوبة : مجموعة أشرطة منتقاة بعناية – سؤال تكون إجابته في أحد هذه الأشرطة . الطريقة : يقوم معد المسابقة بطرح سؤال أو سؤالين بين المشاركين ثم يعلن أن الإجابة موجودة في أحد الأشرطة التالية ( ويذكر خمسة أشرطة في نفس الموضوع مثلاً ) ويكون احتمال ورود الإجابة في كل واحد منها والفائز هو الأسرع في تسليم الإجابات . الأهداف : 1. إحياء روح التنافس بين المشاركين . 2. الاستماع إلى عدد من الأشرطة . 3. الاستفادة من الإجابات وحفظها . المسابقة [ 29 ] : ( فكرة ) مسابقة الأصوات نوعها : جماعي . الأدوات المطلوبة : مسجل – عدد من المقاطع المنتقاة بعناية بطاقات لتسجيل النقاط بعدد المشاركين . الطريقة : يقوم معد المسابقة باختيار مقاطع مفيدة من عدة أشرطة ثم يطلب من المشاركين التعرف على صوت المحاضر أو عنوان المحاضرة أو هما معاً ثم تجمع الدرجات ويكرم الفائز . الأهداف : 1. الاستماع إلى العديد من الفوائد . 2. التعرف على المحاضرين ومحاضراتهم . 3. التعرف على مدى إدراك المشاركين ومعرفتهم بالعلماء والدعاة . المسابقة [ 30 ] : ( فكرة ) مسابقة التحمل والأداء نوعها : جماعي . الأدوات : مجموعة من الأشرطة منتقاة لتسمع استعداداً للمسابقة – إعداد مسابقة بين الفرق تتناول ما سمعوه . الطريقة : يقوم معد المسابقة بإعداد مسابقة حول مجموعة من الأشرطة ( التي تسلم للمشاركين قبل المسابقة بوقت كاف لاستماعها وهذه فترة التحمل ) ثم يلقيها بين الفريقين ليتبين الفريق الفائز بعد جمع النقاط . الأهداف : 1. سماع عدد لا بأس به من الأشرطة خلال فترة التحمل . 2. تحقيق مبدأ التعاون على البر والتقوى . 3. تثبيت المعلومة التي سمعها المشارك وترسيخها من خلال المناقشة . المسابقة [ 31 ] : ( فكرة ) مسابقة : قالوها نوعها : فردي . الأدوات المطلوبة : نص أو نصوص منتقاة بعناية . الطريقة : يطلب معد المسابقة من المشاركين اختيار نص معين من النصوص العامة التي يكثر إيرادها في الأشرطة ثم يقوموا بإحصاء أكبر عدد ممكن من الذين أوردوا هذا النص في أشرطتهم مع ذكر اسم الشريط والمحاضر . أو يختار معد المسابقة النص ثم يطلب من المشاركين الإحصاء . الأهداف : 1. تثبيت النص المختار في الذهن من خلال كثرة السماع . 2. الاستماع إلى أكبر قدر ممكن من الأشرطة . المسابقة [ 32 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط ( الحياة الطيبة ) لفضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي . استعن بالله وأجب على الأسئلة من خلال استماعك لمادة الشريط س1/ بماذا ينشرح صدر الإنسان ويطمئن قلبه ؟ اذكر الدليل . س2/ ما الطريقة التي يسير عليه الإنسان ليعيش الحياة الطيبة ؟ س3/ ماذا يتمنى أهل القبور ؟ اذكر الآية التي تدل على ذلك ؟ س4/ بماذا تكون السعادة الحقيقية والحياة الطيبة ؟ س5/ ذكر الشيخ أن هذه الحياة فها داعيان فما هما ؟؟ س6/ قال الشيخ : إن الأطباء يقولون ... أكمل العبارة . س7/ الله سبحانه وتعالى يريد من عباده أمرين فما هما ؟ س8/ ما تفسير قوله تعالى ( فويل للمصلين – الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ؟ س9/ هناك ثلاث عوائق تمنع من القرب من الله اذكرها ؟ س10/ قال صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل إذا أنزل أهل الجنة الجنة ..أكمل الحديث ؟؟ س11/ هناك ثلاثة أشياء إذا فعلها العبد عصمه الله إلى لقائه وأوجب له رحمته ورضوانه ؟ س12/ المؤمنون يوم القيامة على ثلاث طرائق أذكرها باختصار ؟؟ س13/ طلب الشيخ ممن ابتلي بمشاهدة الأفلام الخليعة والمجلات الماجنة أمرين اذكرهما ؟ ننصحك بتكرار السماع لمادة هذا الشريط المسابقة [ 33 ] : ( نموذج ) مسابقة حول شريط : ألوان من العقوق لفضيلة الشيخ / عبد العزيز الحكمي . س1/ اذكر آية تدل على بر الوالدين وخاصة في حال كبرهما ؟ مع ذكر اسم السورة ورقم الآية ؟ س2/ بعض الناس يعتقد أن الأب مادام سيئ الخلق فإنه يعامل بالمثل بماذا نرد عليه ؟ مع ذكر الدليل ؟ س3/ من أي مدينة جاء الرجل يحمل والدته ؟ وبماذا رد عليه ابن عمر رضي الله عنهما ؟ س4/ ما معنى رغم أنف من أدرك والديه عند الكبر ولم يدخلاه الجنة ؟ س5/ ما جزاء من قطع والديه ؟ س6/ ذكر الشيخ أربعة عشر لوناً من العقوق اذكر خمسةً منها ؟ س7/ أكمل مايلي : - قال صلى الله عليه وسلم : ( كل الذنوب ..... الحديث ) - قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يبسط له ..... الحديث ) - قال الشاعر : فليتك إذ لم ترع حق أبوتي # ......... ... ..... س8/ هات صورة من واقع حياتك تبين برك بوالديك ؟ المسابقة [ 34 ] : ( نموذج ) هل اسمعت هذا (الشريط) : طريقنا للقلوب لإبراهيم بن عبدالله الدويش إذاً أجب عن الأسئلة التالية : س1/ لماذا رفضت العجوز البريطانية النصرانية تأجير بيتها للعربي المسلم ؟ س2/ لماذا بكت العجوز الغربية الكافرة عندما ودعت الشاب المسلم ، وبماذا أوصته؟ س3/ من الصحابي الذي يقول : لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله مني ؟ وكيف غير الإيمان قلبه ؟ س4/ ماذا تفعل إذا أحدثت في صلاتك ؟ وهل سمعت توجيه المصطفى لنا في هذه الحالة ؟ س5/ قال الأعرابي داعيا للنبي عليه الصلاة والسلام: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً . لماذا جحر الأعرابي ذلك ؟ س6/ من الدعاة الصامتون ؟ وكيف دعوا للإسلام وهم صامتون ؟ المسابقة [ 35 ] : ( نموذج ) المسابقة المفتوحة س1/ الصدق خلق عظيم حث الشارع عليه اذكر عشرة أشرطة تتحدث عن الصدق ؟ مع ذكر اسم المحاضر . س2/ اذكر نبذة مختصرة عن شريط ( مقترحات عملية لاستغلال أوقات الفراغ )؟ س3/ كشمير جرح من جراح الأمة ما هي الأشرطة التي تحدثت عن هذا الجرح ؟ مع ذكر اسم المحاضر . س4/ من هو مؤلف كتاب : حتى نستفيد من الشريط الإسلامي ؟ بارك الله فيك ختاماً : إن هذا الجهد عمل بشري معرض للنقص والخلل فما كان فيه من خير فمن توفيق الله وما كان فيه من التقصير فمرده إلى النفس والشيطان . ونسعى جاهدين بإذن الله في جمع مادة جديدة لهذا العمل ونرحب بمشاركاتكم على البريد umnam@maktoob.com والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل . أخوكم مشارك 1422 المصدر مـنتـدى الشـريـط الإســلامي |
36-المسابقة الرمضانية النسائيةللتحميل
|
37-مسابقة فقهية عن رمضان
للتحميل |
37-مسابقات ثقافية متنوعة
مسابقة جزء النبأ للتحميل مسابقة جزء تبارك للتحميل أسئلة في الفقة للتحميل مسابقات ثقافية منوعة للتحميل مسابقة من هو ؟ (1) للتحميل مسابقة من هو ؟ (2) للتحميل مسابقة من هو ؟ (3) للتحميل مسابقة سورة البقرة للتحميل مجموعة مسابقات لمراكز الفتيات للتحميل أسئلة في التوحيد للتحميل المسابقة الثقافية ( 849 ) سؤال للتحميل مسابقة على القرآء المشهورين للتحميل مسابقة في الأديان والمذاهب المعاصرة للتحميل المسابقة التاريخية للتحميل أسئلة في الغزوات للتحميل من هو المحدث ؟ للتحميل ثلاث مسابقات في الشمائل المحمدية للتحميل 10 مسابقات في اللغة العربية للتحميل هل يصح الحديث في هذه المسألة؟ للتحميل مسابقة الفقه الثانية للتحميل مسابقة في الصلاة للتحميل ما هي المجلة الحروب الصليبية للتحميل الألغاز الفقهية للتحميل المسابقات الثقافية التحريرية الفصلية للتحميل مسابقة الخلطة الغربية !! للتحميل الخلطة السرية للتحميل الأوائل والبدايات للتحميل المسابقات الأسبوعية المنوعة للتحميل مسابقة السير الأبجدية للتحميل المسابقة الاجتماعية .. عن المخدرات للتحميل سلسلة مسابقات (قهوة الكيف) 1 للتحميل سلسلة مسابقات (قهوة الكيف) 2 للتحميل مسابقة الحروف الثانية للتحميل |
38-مسابقات الشريط الإسلامي
مسابقة على بعض الكتب والأشرطة من صوت الدعوة للتحميل مسابقة تلخيص شريط النملة للشيخ ناصر للتحميل مسابقات الشريط الإسلامي للتحميل مسابقة شريط توجيهات وأفكار في تربية الصغار للتحميل أسئلة شريط الطاقات المعطلة للدويش للتحميل مسابقة شريط الشباب أمل وألم و الفتاة أمل وألم و أسباب الثبات أمام الفتن للتحميل مسابقة شريط طريقنا للقلوب للتحميل |
|
40-المرأة في رمضان
1-وقفات مع الصائمات سعاد الغامدي الحمد لله مقلب الأعوام عام بعد عام , والشهور بعد الشهور والأيام بعد الأيام { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } (النور:44) والصلاة والسلام على الهادي البشير , والسراج المنير , وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد : فمرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ** ياحبيباً زارنا في كل عام قد لقيناك بحب مفعم ** كل حب في سوى المولى حرام أختي الصائمة : أطل علينا شهر عظيم , أوله رحمة وأوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار , شهر القرآن والصيام شهر الجهاد والنصر , شهر مضاعفة الحسنات والتوبة والغفران , هو سيد الشهور , فمرحباً به وأهلاً . أختي الصائمة : في هذه الرسالة وقفات ونصائح , تقبليها من محبة لك , في هذا الشهر الكريم , عل الله أن يتقبل منا ومنك الصيام والقيام إنه جواد كريم . أولاً : احمدي الله – أختي الصائمة على هذه النعمة العظيمة وهي إدراك شهر رمضان , فشمري عن ساعد العزم واعقدي على التوبة من الآن , وأري الله من نفسك خيراً في هذا الشهر الكريم , فلعلك لا تدركينه في عامك المقبل . كم كنت تعرف ممن صام من سلف ** من بين أهل وجيران وإخوان أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ** حيا فما أقرب القاصي من الداني ثانياً : لا تكثري من شراء الأطعمة والمأكولات – عند بداية هذا الشهر – كما هو حال كثير من الناس , فشهر رمضان , شهر الصيام , ليس شهر الأكل والشرب واعلمي أنه جعل هناك وجبتان فقط في هذا الشهر , هما وجبتي السحور والإفطار , للتخفيف على العبد , حتى يستطيع أن يقوم بحقوق الله في هذا الشهر من صيام وقيام وتلاوة للقران . وتذكري أن من فوائد الجوع الآتي : صفاء القلب ورقته , كسر الشهوة في النفس , صحة البدن , التفرغ للعبادة , تذكر حال الفقراء والمساكين , شكر النعمة . ثالثا: اغتنمي هذه الأيام واجعلي هذا الشهر شاهداً لك عند الله يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور , وأري الله من نفسك خيراً , واسألي الله القبول , فإنه علامة على التقوى , قال تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (المائدة: 27) رابعاً : لا تجعلي يوم صومك ويوم فطرك سواء فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والغيبة والنميمة , وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك . خامساً : عودي أبنائك على صيام هذا الشهر العظيم , واجعلي بينهم مسابقة لقراءة جزء من القرآن الكريم مع حفظ وجه واحد مع جائزة قيمة لمن يصوم أكثر أيام من غيره . سادساً: اجعلي نيتك خالصةً لوجه الله – الكريم – وأنت تقومين بإعداد الإفطار , واحتسبي عند الله تعالى أجر تفطير الصائم وإن كان زوجك وأبنائك وأفراد عائلتك فإن العمل بالنية , لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ) وقوله : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره ...) سابعاً: اجعلي لك رفيقاً دائماً وأنت في داخل المطبخ للطهي وإعداد الطعام , ألا وهو : جهاز المذياع , حتى تنتهي من إعداد الإفطار وأنصتي بجميع جوارحك لما يقال فيه من الخير العظيم في إذاعة القرآن الكريم . فهذه الإذاعة المباركة تقدم العلم النافع , وتنتقل بك من روضة إلى روضة , ما بين تلاوة وحديث وفتوى – من عالم –ونصائح وفوائد , يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : ( أنصح جميع المسلمين باستماع برامج إذاعة القران الكريم , لأن فيها نفعاً وخيراً كثير...) ثامناً: احذري – أختي الصائمة –من العكوف على القنوات الفضائية التي يزيد شرها في هذا الشهر الكريم والتي تبث الأفلام والمسلسلات الهابطة والفوازير الماجنة , حيث تذهب بروحانية الصيام , قال تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } (الاسراء: 36) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ) منها : ( وعن عمره فيم أفناه ) . تاسعاً: حاولي جاهدة الانتهاء من إعداد الإفطار قبيل الأذان بربع ساعة , واجعليها لقراءة القرآن والدعاء والاستغفار , فإن للصائم في هذا الوقت دعوة لا ترد . ولا تنسي أولادك وأهل بيتك وجميع المسلمين من صالح دعائك . عاشراً: عجلي بالإفطار بعد غروب الشمس مباشرة لحديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ) [ رواه البخاري ومسلم ] , ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل , وأفطري على تمر إن تيسر ذلك , ثم رددي مع المؤذن ما يقول , واسألي الله الوسيلة والفضيلة لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم . الحادي عشر : لا تكثري من الأكل , لأنه يثقل البدن ويدعو إلى التكاسل عن العبادة وصلاة التراويح وقيام الليل . الثاني عشر : بادري إلى مصلاك بعد سماع أذان العشاء , فصلي الفريضة وما كتب الله لك من صلاة التراويح . الثالث عشر: جاهدي نفسك في هذا الشهر واجعلي لك ساعة من الليل لصلاة التهجد والقيام في وقت هجع فيه الأبناء , وهدأ المنزل من الضوضاء . ولا بأس بأن تمسكي بالمصحف للقراءة منه , وناجي رب البريات وخالق الأرض والسماوات , وانطرحي بين يديه واسأليه العفو والصفح ومغفرة الذنوب , والثبات على الحق حتى تلقينه , فرب دعوة صادفت باباً من السماء مفتوحاً نال صاحبها سعادة الدارين . الرابع عشر : اجتنبي – أختي الصائمة – التطيب من طيب تظهر رائحته , إذا كنت ممن يذهب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح , وكذلك الحذر من عدم التستر في اللباس , لأن بعض النساء – هداهن الله – يخرجن إلى صلاة التراويح وهن متبرجات متعطرات , وقد أبدين بعض مفاتنهن . والمرأة المسلمة مأمورة بالتستر والحجاب الكامل , فما بالك بمن خرجت للصلاة في هذا الشهر الكريم . الخامس عشر : في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر , ألا وهي : ليلة القدر , وقال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } , وهي في الأوتار كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم , أي ليلة ( 21- 23 25-27 29 ) , ومع ذلك فإن كثير من النساء – هداهن الله – يضيعون هذه الليالي العظيمة في الأسواق , لشراء ملابس العيد أو حلوى العيد , وهذا من الجهل والخطأ , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله عليه الصلاة والسلام . السادس عشر: لا تتكاسلي إذا جاءك العذر الشرعي فأنت منهية عن الصيام والصلاة فقط , أما الأعمال الأخرى ( فلست منهية عنها ) , من دعاء وذكر الله , وتسبيح وتهليل واستغفار . ( ملحوظة: قد تحيض البنت وعمرها تسع سنوات, فيجب عليها الصيام عند ذلك , ولا ينتظر إلى أن تبلغ خمس عشرة سنة من عمرها ) . السابع عشر: إياك من النكوص والعودة إلى المعاصي التي كنت عليها قبل رمضان , فلا تكوني مثل التي { نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً } (النحل:92) , وتذكري ما كنت تعملينه من صيام وصلاة وتلاوة قرآن وإخبات إلى الله , تذكري روحانيات رمضان وكيف كنت تعيشين في سعادة وطمأنينة وعيشة هنيئة , فكيف تريدين العودة إلى حياة الشقاء والضنك , وصدق الله إذ قال : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } (طـه:124) . واعلمي – أختي الصائمة – أنك قد تتخطفك يد المنون وأنت قد خنت العهد مع الله , بعد أن أعلنت التوبة إليه , وبكيت بين يديه , فنعوذ بالله من الحور بعد الكور . الثامن عشر: عليك بالقضاء بعد رمضان حتى تدركي صيام ستة أيام من شوال , لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) {البخاري ومسلم }. أخيراً : أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياك ممن تقبل الله منه الصيام والقيام , وأن يجعلنا من عتقائه من النار , وأن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضان , إنه ولي ذلك والقادر عليه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . |
2-إلى من أدركت رمضان
الحمد لله الذي بلغنا هذا الشهر العظيم ، وأدعوه عز وجل كما بلغنا إياه أن يُعيننا على حُسن صيامه وقيامه ، وأن يتجاوز عن تقصيرنا وزللنا ، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . . وبعـد . فهذه رسالة قصيرة سطرتها لك أختي المسلمة على عجل وضمنتها وقفات متنوعة ، أدعوه عز وجل أن يُبارك في قليلها ، وأن ينفع بها إنه سميع مجيب . الوقفة الأولى : أذكرك بأصل الخلق وسبب الوجود . قال الله عز وجل : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) . قال الإمام النووي : وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة ، فحُق عليهم الاعتناء مما خُلقوا له ، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة ، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد ، ومركب عبور لا منزل حبــور، ومشروع انفصام لا موطن دوام . أختي المسلمة : تفكري في عظم فضل الله عليكِ . ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) . . وأجَّل تلك النعم وأعظمها نعمة الإسلام ، فكم يعيش على هذه الأرض من أمم حُرمت شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء . . ثم احمدي الله عز وجل على نعمة الهدايا والتوفيق فكم ممن ينتسبن إلى الإسلام وهنّ مخالفات لتعاليمه ظاهراً وباطناً مفرطات في الواجبات غارقات في المعاصي والآثام فاللهم لك الحمد . وأنتِ - أيتها المسلمة - تتقلبين في نعم الله عز وجل من أمن في الأوطان ، وسعة في الأرزاق ، وصحة في الأبدان ، عليك واجب الشكر بالقول والفعل ، وأعظم أنواع الشكر طاعة لله عز وجل واجتناب نواهيه فإن النعم تدوم بالشكر . . ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) واعلمي أن حقوق الله عز وجل أعظم من أن يقوم بها العباد ، وأن نعم الله أكثر من أن تحصى ولكن [ أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين ] . الوقفة الثانية : من نعم الله عليكِ أن مدَّ في عمركِِ وجعلكِ تُدركين هذا الشهر العظيم فكم غيَّب الموت من صاحب ووارى الثرى من حبيب . . فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة للتزود من الطاعات والتقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح . فرأس مال المسلم هو عمره لذا احرصي على أوقاتك وساعاتكِ حتى لا تضيع سدى وتذكري مَنْ صامت معكِ العام الماضي وصلت العيد !! ثم أين هي الآن بعد أن غيبها الموت ؟ ! وتخيلي أنها خرجت إلى الدنيا اليوم فماذا تصنع ؟! هل ستسارع إلى النزهة والرحلة ؟ أم إلى السوق والفسحة . . أم إلى الصاحبات والرفيقات ؟! كلا ! بل - والله - ستبحث عن حسنة واحدة . . فإن الميزان شديد ومحصي فيه مثقال الذر من الأعمال ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) واجعلي لكِ نصيباً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " . . واحرصي أن تكوني من خيار الناس كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال صلى الله عليه وسلم " من طال عمره وحسن عمله " . . قال : فأي الناس شر ؟ . . قال صلى الله عليه وسلم " من طال عمره وساء عمله " . . رواه مسلم . الوقفة الثالثة : يجب الإخلاص في النية وصدق التوجه إلى الله عز وجل ، واحذري وأنت تعملين الطاعات مداخل الرياء والسمعة فإنها داء خطير قد تحبط العمل ، واكتمي حسناتك واخفيها كما تكتمين وتخفين سيئاتك وعيوبك ، واجعلي لك خبيئة من عمل صالح لا يعلم به إلا الله عز وجل . . من صلاة نافلة ، أو دمعة في ظلمة الليل ، أو صدقة سر ، واعلمي أن الله عز وجل لا يتقبل إلا من المتقين ، فاحرصي على التقوى . . ( إنما يتقبل الله من المتقين ) . . ولا تكوني ممن يأبون دخول الجنة . . كما ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " . .قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟ . . قال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " . . رواه البخاري . الواقعة الرابعة : عوَّدي نفسكِ على ذكر الله في كل في كل حين وعلى كل حال ، وليكن لسانكِ رطباً من ذكر الله عز وجل وحافظي على الأدعية المعروفة والأوراد الشرعية . قال تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا ) وقال تعالى : ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) . قالت عائشة رضي الله عنها : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه ] . . رواه مسلم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبق المفرّدون " . . قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : " الذاكرون الله كثيراً والذاكرات " . . رواه مسلم . قال ابن القيم - رحمه الله : وبالجملة فإن العبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غَبّ إضاعتها يوم يقول : ( يا ليتني قدمت لحياتي ) . . واعلمي أختي المسلمة أنه لن يعمل أحد لكِ بعد موتكِ من صلاة وصيام وغيرها فهُبِّي إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل والتزود من الطاعات والقُربات . الوقفة الخامسة : احرصي على قراءة القرآن الكريم كل يوم ، ولو رتبت لنفسكِ جدولاً تقرأين فيه بعد كل صلاة جزءاً من القرآن لأتممت في اليوم الواحد خمسة أجزاء وهذا فضل من الله عظيم والبعض يظهر عليه الجد والحماس في أول الشهر ثم يفتر ، وربما يمر عليه اليوم واليومين بعد ذلك وهو لم يقرأ من القرآن شيئاً وقد ورد في فضل القرآن ما تقر به النفوس وتهنأ به القلوب فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ولكن أقول ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " . رواه الترمذي ، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم " إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب " . . . رواه الترمذي . وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " . . رواه مسلم . فعليكِ أختي المباركة بالحرص على قراءة القرآن ، بل وحفظ ما تيسر منه ومراجعة ما قد تفلت منك ، فإن كلام الله فيه العظة والعبرة ، والتشريع والتوجيه والأجر والمثوبة . الوقفة السادسة : رمضان فرصة مواتية للدعوة إلى الله . . فتقربي إلى الله عز وجل في هذا الشهر العظيم بدعوة أقاربك وجيرانك وأحبابك عبر الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه ، ولا يخلو لك يوم دون أن تُساهمي في أمر الدعوة ، فإنها مهمة الرسل ولأنبياء والدعاة والمصلحين وليكن لك سهم في هذا الشهر العظيم ، فإن النفوس متعطشة والقلوب مفتوحة والأجر عظيم . . قال صلى الله عليه وسلم . . " فوا الله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حُمر النعم " . . متفق عليه . قال الحسن : فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد . الوقفة السابعة : احذري مجالس الفارغات ، واحفظي لسانك من الغيبة والنميمة وفاحش القول واحبسيه عن كل ما يغضب الله ، والزمي نفسك الكلام الطيب الجميل وليكن رطباً بذكر الله . . ولأختي المسلمة بشارة هذا العام فنحن في عطلة دراسية وهيَ فرصة للتزود من الطاعة والتفرغ للعبادة . . وقد لا تُكرر الفرصة . . بل وقد تموتين قبل أن تعود الفرص . . واعلمي أن كل يوم يعيشه المؤمن هو غنيمة . . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رجلان من بلى قضاعة أسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله : فرأيت المؤخر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا ركعة صلاة سنة " . . رواه أحمد . الوقفة الثامنة : منزلك هو مناط توجيهك الأول فاحرصي أولاً على أخذ نفسك وتربيتها على الخير ، ثم احرصي على من حولك من زوج وأخ وأخت وأبناء بتذكيرهم بعظم هذا الشهر وحثهم على المحافظة على الصلاة وكثرة قراءة القرآن ، وكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر في منزلك بالقول الطيب ، والكلمة الصادقة ، وأتبعي ذلك كله الدعاء لهم بالهداية . وهذا الشهر فرصة لمراجعة ومناصحة المقصرين والمفرطين فلعل الله عز وجل أن يهدي من حولك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . . رواه مسلم . الوقفة التاسعة : احذري الأسواق فإنها أماكن الفتن والصد عن ذكر الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها " . . رواه مسلم . ولا يكن هذا الشهر وغيره سواء . واحذري أن تلحقك الذنوب في هذا الشهر العظيم بسبب رغبة شراء فستان أو حذاء فاتقي الله في نفسكِ وفي شباب المسلمين ، وما يضيرك لو تركت الذهاب إلى الأسواق في هذا الشهر الكريم وتقربت إلى الله عز وجل بهذا الترك . الوقفة العاشرة : العمرة فضلها عظيم وفضلها في رمضان يتضاعف فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان : " ما منعك أن تحجي معنا ؟ " . . قالت : أبو فـــلان [ زوجها ] له ناضحان حج على أحدهما والآخر نسقي عليه فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : " فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة " . . أول قال " حجة معي " . . رواه البخاري . وإلى كل معتمرة باحثة عن الأجر وهيَ مجانبة الطريق أربأ بها أن يجتمع عليها في بلد الله الحرام ، حرمة الشهر ، وحرمة المكان ، وحرمة الذنب . فتكون عمرتها طريق إلى الإثم والمعصية من حيث لا تدري وترجع مأزورة غير مأجورة. وإن يسر الله لكِ العمرة فتجنبي مواطن الزلل وعثرات الطريق واخرجي محتشمة بعيدة عن أعين الرجال غاضة الطرف ، لابسة الحجاب الشرعي مبتعدة عن لبس النقاب ومس العطور واخرجي لبيت الله الحرام وأنت مستشعرة عظمة هذا البيت وعظمة خالقه عز وجل ، وتذكري أن الحسنات تُضاعف فيه كما أن السيئات تضاعف فيه أيضاً . الوقفة الحادية عشرة : لقد فتح الله عز وجل لنا أبواب الخيرات وفاضت الأرزاق بيد الناس فاحرصي - وفقك الله - على الصدقة بما تجود به نفسك من مال ومأكل وملبس وقد مدح الله عباده المتقين ووصفهم بعدة صفات فقال تعالى : ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) . . وفي هذا الشهر تستطيعين أن تجمعي هذه الأعمال الفاضلة من قيام ليلٍ واستغفار وصدقة في كل يوم . وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة بقوله : " اتقوا النار ولو بشق تمرة " . . رواه مسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " . . وذكر منهم " رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " . . متفق عليه . . وقد أنفق بعض الصحابة أموالهم كاملة في سبيل الله وبعضهم نصف ماله فلا يُبخلنك الشيطان ويصدك عن الصدقة بل سارعي إليها . . وهذا نداء خاص لكِ أختي المسلمة . قال رسول الله صلـى اللـه عليـه وسلــم " يا معشر النساء تصدقن ، وأكثرن الاستغفار ، فإني رأتكن أكثر أهل النار " رواه مسلم . الوقفة الثانية عشرة : في شهر رمضان فرصة مناسبة لمراجعة النفس ومحاسبتها وملاحظة تقصيرها فإن في ذلك خيراً كثيراً . . قال رسول الله " إنما الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " . . رواه الترمذي . وكان الحسن يقول : رحم الله رجلاً لم يغره كثرة ما يرى من الناس . . ابن آدم : إنك تموت وحدك ، وتدخل القبر وحدك ، وتبعث وحدك ، وتحاسب وحدك . وقال ابن عون : لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا ؟ ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري أكفر عنك أم لا ؟ إن عملك مغيب عنك كله . الوقفة الثالثة عشرة : أوجب الله عز وجل بر الوالدين وصلتهم وحُسن معاملتهم والرفق بهم وحذر من مجرد التأفف والتضجر فقال تعالى : ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) . . وقال تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) . . وقد جاء رجل يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد وهو من أفضل الأعمال وفيه من المشقة والتعب ما هو معلوم معروف بل ربما ذهبت فيه النفس والروح . . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أحييَّ والداك " . . قال : نعم . . فقال صلى الله عليه وسلم : " ففيهما فجاهد " . . رواه البخاري . ومن صور بر الوالدين رحمتهما والسؤال عن صحتهما ، وإعانتهما على الطاعة ، والتوسعة عليهما بالمال والهدايا وإدخال السرور عليهما والدعاء لهما . . وبعض النساء تعرض عن بر والديها وتراها تقدم الصديقة والزميلة بالتبسط والحديث والزيارة ، ولا يكون لوالديها نصيب من ذلك ، وبر الوالدين من أفضل الأعمال فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : " الصلاة على وقتها " . . قلت : ثم أي ؟ . . قال : " بر الوالدين " قلت : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل " . . متفق عليه . فاحرصي - بارك الله فيك - على برهما والدعاء لهما ، والتصدق عنهما أحياءً أو أمواتاً . غفر الله لهما وجزاكِ خيراً . واحرصي أيضاً على صلة الأرحام والتواصل معهم في هذا الشهر الكريم ، ولكن لا يكون هذا التواصل باب شر عليكِ يُفتح فيه حديث الغيبة والنميمة والاستهزاء وضياع الأوقات . بل تكفي زيارة السؤال والاطمئنان ونشر الخير وتعليم الجاهلة وتذكير الغافلة وإبداء المحبة وتفقد الحال ومساعدة المحتاج ولتكن مجالساً معطرة بذكر الله عز وجل فيها فائدة وخير . الوقفة الرابعة عشرة : التوبة : كلمة نُرددها ونسمعها ولكن قليلاً من النساء من تُطبقها . . حتى أنه والعياذ بالله قد استمرأت بعض النفوس المنكر فترى البعض يُقدِمُ على فعل المحرمات المنهي عنها بلا مبالاة مثل سماع الموسيقى والمعازف . . وكذلك رؤية الرجال على الشاشات وإضاعة الأوقات فيما هو محرم . . فحري بالمسلمة أن تكون ذات توبة صادقة ، قارنة القول بالفعل . قال الله تعالى حاثاً على التوبة ولزوم الأوبة . . ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون ) . . وقال تعالى : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) . . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " . . رواه الترمذي والحاكم . فسارعي أختي المسلمة إلى التوبة من جميع الذنوب والمعاصي وافتحي صفحة جديدة في حياتكِ ، وزينيها بالطاعة وجمليها بصدق الالتجاء إلى الله عز وجل وحاسبي نفسكِ قبل أن تُحاسبي . . ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) وتذكري حالكِ إذا غُسّلت بصدر وحنوط وكُفنتِ بخمسة أثواب هيَ كل ما تخرجين به من زينة الدنيا ! ! يا ليت شعري كيف أنت إذا *** غُسلت بالكافور والســــدر أو ليت شعري كيف أنت على *** نبش الضريح وظلمة القبر !! أختي المسلمة : هذه وقفات سريعة كتبتها على عُجالة . . وإن أفزعتكِ دورة الأيام وأهمكِ أمر الآخرة وأردت أن تعملي فلا تُقصري فاقصدي باب التوبة وأطرقي جادة العودة وقولي : لعله آخر رمضان في حياتي ولعلي لا أعيش سوى هذا العام ، ولا تستكثري عليكِ هذا القصور . فاحزمي أمركِ وسيري إلى الآخرة فوالله إنكِ في حاجة إلى الحسنة الواحدة . . واستحضري عظمة الجبار وهول المطلع ، ويوماً تشيب فيه الولدان ، وفكري في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ، ونار يُقال لها لظى ( نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى ) وسترين بتذكر كل ذلك بإذن الله عز وجل ما يُعينك على الاستمرار والمحافظة على الطاعة ، وإن كنتِ قد تصدقتِ بما مضى من عمرك على الدنيا وهو الأكثر فتصدقي بما بقى من عمرك على الآخرة وهو الأقل . . . ولا تكوني ممن إذا حل بهم هادم اللذات ومفرق الجماعات قال . . ( رب ارجعون ) . . ولماذا العودة والرجوع . . ( لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) . . فابدئي الآن واحزمي أمرك فإنما هيَ جنة أو نار ولا منزلة بينهما . أدعو الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يعيد هذا الشهر علينا أجمعين في خير وعافية وأن لا يكون هذا آخر رمضان نصومه . اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وتجاوز عن تقصيرنا واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا إنك أنت الغفور الرحيم . . ربنا هب لنا من ذرياتنا وأزواجنا قرة أعين ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة أجمعين . عبدالملك القاسم |
3- 10 وقفات للنساء في رمضان
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: * فهذه كلمات وجيزة , ونداءات غالية , نهديها إلى المرأة المسلمة والفتاة المؤمنة , بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك , تسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات ,وأن تكون عونا لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم . الوقفة الأولى: رمضان نعمةٌ يجب أن تشكر : * أختاه ! إن شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين , فهو شهر تتنزل فيه الرحمات, وتغفر فيه الذنوب والسيئات , وتضاعف فيه الأجور والدرجات, ويعتق الله فيه عباده من النيران , قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب جهنم , وسُلْسِلت الشياطين ) [متفق علبه] . * وقال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"[متفق عليه] * وقال تعالى في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" [ متفق عليه] * وقال صلى الله عليه وسلم : " إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان , وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها , فيستجاب له"[ رواه أحمد بسند صحيح]. وفيه ليلة القدر, قال تعالى:( ليلة القدر خير من ألف شهر )[ القدر:3] * فيا أختي المسلمة , هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم, وهي تبين عظم نعمة الله تعالى عليك بأن آثرك على غيرك وهيأك لصيامه وقيامه , فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر , وهم الآن بين أطباق الثرى مجندلين في قبورهم فاشكري الله – أختي المسلمة – على هذه النعمة , ولا تقابليها بالمعاصي والسيئات فتزول وتمنحي ولقد أحسن القائل : إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعــم وحُطْها بطاعة رب العبــاد *** فربُّ العباد ســـريع النِّقم الوقفة الثانية : كيف تستقبلين رمضان ؟ ! 1- بالمبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال سبحانه : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [ النور :31 ] 2 – بالتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرح واختلاط وغير ذلك. 3 – بعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة , وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد . 4 – بكثرة الذكر والدعاء والاستغفار و تلاوة القرآن . 5 – بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها , وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع . 6 – بالمحافظة على النوافل يعد إتيان الفرائض . الوقفة الثالثة : تعلمي أحكام الصيام * يجب على المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام , فرائضه وسننه وآدابه , حتى يصح صومها ويكون مقبولا عند الله تعالى : وهذه نبذة يسيرة في أحكام صيام المرأة : 1- يجب الصيام على كل مسلمة بالغة عاقلة مقيمة ( غير مسافرة ) قادرة ( غير مريضة) سالمة من الموانع كالحيض والنفاس . 2- إذا بلغت الفتاة أثناء النهار لزمها الإمساك بقية اليوم , لأنها صارت من أهل الوجوب , ولا يلزمها قضاء ما فات من الشهر , لأنها لم تكن من أهل الوجوب . 3- تشترط النية في صوم الفرض , وكذا كل صوم واجب , كالقضاء والكفارة لحديث : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " [ رواه أبو داود ] فإذا نويت الصيام في أي جزء من أجزاء الليل ولو قبل الفجر بلحظة صح الصيام . 4- مفسدات الصوم سبعة : أ- الجماع ب- إنزال المني بمباشرة أو ضم أو تقبيل ج- الأكل والشـــرب د- ما كان بمعنى الأكل والشرب كالإبرة المغذية . هـ - إخراج الدم بالحجامة و الفصد . و- التقيؤ عمدا ز- خروج دم الحيض أو النفاس . 5- الحائض إذا رأت القصة البيضاء – وهو سائل أبيض يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض- التي تعرف بها المرأة أنها قد طهرت ,تنوي الصيام الليل وتصوم , وإن لم يكن لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه , فإذا خرج نظيفا صامت وإن رجع دم الحيض أفطرت . 6- الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها , وترضى بما كتبه الله عليها , ولا تتعاطى ما تمنع به الحيض , فإنه شيء كتبه الله على بنات آدم . 7-إذا طهرت النفـساء قبل الأربعين , صامت واغتسلت للصلاة , وإذا تجاوزت الأربعين نوت الصيام واغتسلت , وتعتبر ما استمر استحاضة , إلا إذا وافق وقت حيضها المعتاد فهو حينئذٍ حيض . 8- دم الاستحاضة لا يؤثر في صحة الصيام . 9- الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض , فيجوز لهما الإفطار , وليس عليهما إلا القضاء , لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن لله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة , وعن الحامل والمرضع الصوم " [ رواه الترمذي وقال: حسن ] 10- لا بأس للصائمة بتذوق الطعام للحاجة , ولكن لا تبتلع شيئا منه , بل تمجُّه وتخرجه من فيها , ولا يفسد بذلك صومها . 11- يستحب تعجيل الفطر قبل صلاة المغرب , وتأخير السحور , قال صلى الله عليه وسلم : "لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " [ متفق عليه ]. الوقفة الرابعة : رمضان شهر الصيام لا شهر الطعام : * أختي المسلمة : فرض الله صيام رمضان ليتعود المسلم على الصبر وقوة التحمل , حتى يكون ضابطا لنفسه, قامعا لشهوته , متقيا لربه , قال تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) [ البقرة 183 ] * وقد سئل بعض السلف : لمَ شُرع الصيام ؟ فقال : ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الفقير !! * وإن مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر , حيث إن كميات الأطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة !! إلا من رحم الله . وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات !! فمتى تقرأ هذه القرآن ؟ ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟ ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام ؟ ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل ؟ * فاحذري – أختاه – من تضيع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته , فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه , بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ,فإن كان لا محالة فثلث لطعامه , وثلث لشرابه , وثلث لنفسه " [ رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني ] الوقفة الخامسة : رمضان شهر القرآن : * لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور , قال الله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) [ البقرة 185] . فرمضان والقرآن متلازمان , إذا ذكر رمضان ذكر القرآن , وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان , واستحباب ذلك ليلا , فإن الليل تنقطع فيه الشواغل , وتجتمع فيه الهمم , ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) [ المزمل : 6 ] وكان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان , وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال , وبعضهم في سبع , ويعضهم في كل عشر , وكان قتادة يختم في كل سبع دائما , وفي رمضان في كل ثلاث , وفي العشر الأواخر كل ليلة . * وكان الزهري إذا دخل رمضان قال : فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام . * وقال ابن عبد الحكم : كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف . * وقال عبد الرزاق : كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن . * وأنت – أختي المسلمة – ينبغي أن يكون لك وِرْد من تلاوة القرآن , يحيا به قلبك ، وتزكو به نفسك , وتخشع له جوارحك , وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أي ري منعته الطعام والشهوة , فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه . قال : فيُشفَّعان " [ رواه أحمد والحاكم بسند صحيح ]. الوقفة الســادسة : رمضان شهر الجود والإحسان : * أختي المسامة : حث النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة فقال عليه الصلاة والسلام : يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار , فإني رأيتكن أكثر أهل النار " [ رواه مسلم ] , وقال صلى الله عليه : " تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكُن ..." [ رواه البخاري ] * ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت في يوم واحد بمائة ألف , وكانت صائمة في ذلك اليوم , فقالت لها خادمتها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ لو ذكرتني لفعلت !! * أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود من الريح المرسلة , وكان جوده صلى الله عليه وسلم شاملا جميع أنواع الجود , من بذل العلم والمال ، وبذل النفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده , وإيصال النفع إليهم بكل الطرق , من إطعام جائعهم , ووعظ جاهلهم , وقضاء حوائجهم , وتحمُّل أثقالهم . * ومن الجود في رمضان : إطعام الصائمين : فاحرصي _ أختي المسلمة – على أن تفطري صائما ، فإن في ذلك الأجر العظيم , والخير العميم , قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا " [ رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ] * واحرصي كذلك على الصدقة الجارية , فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : " ‘ذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدفة جارية أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " [ رواه مسلم ] الوقفة السابعة : رمضان شهر القيام : * أختي المسلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه , فقالوا له: يا رسول الله ! تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : " أفلا أكون عبدا شكورا "! [ متفق عليه ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] * وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي الصلوات ومنها صلاة التراويح و غير أن صلاتها في بيتها أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا نساءكم المساجد , وبيوتهن خير لهن "[ رواه أحمد وأبو داودوصححه الألباني ] * وقال الحافظ الدمياطي : " كان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية , لا يعرفن من الغَلَس - أي الظلمة – وكان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم يقال للرجال : مكانكم حتى ينصرفن النساء , ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاتهن في بيوتهن أفضل لهن ... فما ظنك فيمن تخرج متزينة , متبخرة , متبهرجة , لابسة أحسن ثيابها , وقد قالت عائشة رضي الله عنها : لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد, هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول , فما ظنك لو رأت نسـاء زماننا هـذا؟!" ا.هـ * فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد تخرج على الهيئة التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد . * وعليها كذلك استحضار النية الصالحة في ذلك ، وأنها ذاهبة لأداء الصلاة ، وسماع آيات الله عز وجل ، وهذا يدعوها إلى السكينة والوقار وعدم لفت الأنظار إليها . * بعض النساء يذهبن إلى المسجد مع السائق بمفردهن فيكن بذلك مرتكبات لمحرمٍ سعياً في طلب نافلة ، وهذا من أعظم الجهل وأشد الحمق . * ولا يجوز للمرأة أن تتعطر أو تتطيب وهيَ خارجة من منزلها ، كما أنه لا يجوز لها أن تتبخر بالمجامر لقوله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء " [ رواه مسلم ] . * وعلى المرأة ألا تصطحب معها الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة ، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها . الوقفة الثامنة : صيام الجوارح : * أختي المسلمة : اعلمي أن الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ، فصامت عيناه عن النظر إلى المحرمات ، وصامت أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة وغناء وكل أنواع الباطل ، وصامت يداه عن البطش المحرم ، وصامت رجلاه عن المشي إلى الحرام ، وصام لسانه عن الكذب والفُحش وقول الزور ، وبطنه عن الطعام والشراب ، وفرجه عن الرفث ، فإن تكلم فبالكلام الطيب الذي لاحت فائدته وبانت ثمرته ، فلا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء الذي يجرح صيامه أو يفسده . . ولا يفري كذلك في أعراض المسلمين كذباً وغيبة ونميمة وحقداً وحسداً ؛ لأنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم المنكرات ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ؟ " رواه البخاري . * وقال صلى الله عليه وسلم " وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤٌ صائم " متفق عليه * وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط ، ويفطر على لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم ، فإنه المعنىُّ بقوله صلى الله عليه وسلم " رُب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش " رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح . الوقفة التاسعة : خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان : * ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذه الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة ، وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويُباعدها عن النار ، وذلك بطاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه ، وحتى تكون المرأة صائنة لأوقاتها في هذا الشهر الكريم فإن عليها ما يلي : 1 – عدم الخروج من البيت إلا لضرورة ، أو لطاعة لله مُحققة ، أو لحاجة لابد منها . 2 – تجنب ارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان ، ويمكن شراء ملابس العيد قبل العشر الأواخر أو قبل رمضان . 3 – تجنب الزيارات التي ليس لها سبب ، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس . 4 – تجنب مجالس السوء ، وهيَ مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين . 5 – تجنب تضييع الأوقات في المسابقات وحل الفوازير ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وتتبع القنوات الفضائية . فإذا انشغلت المسلمة بذلك فعلى رمضان السلام ! 6 – تجنب السهر إلى الفجر ؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار . 7 – تجنب صحبة الأشرار وبطانة السوء . 8 – الحذر من تضييع أغلب ساعات النهار في النوم ، فإن بعض الناس ينامون بعد الفجر ، ولا يستيقظون إلا قُرب المغرب ، فأي صيام هذا ؟! 9 – الحذر من تضييع الأوقات في إعداد الطعام وتجهيزه ، وقد سبق التنبيه على ذلك . 10- الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانشغال بالملابس وكثرة الجلوس أمام المرآة . 11- الحذر من تضييع الأوقات في المكالمات الهاتفية ، فإنها وسيلة ضعفاء الإيمان في كسر حدة الجوع والعطش ، ولو أقبل هؤلاء على كتاب الله تلاوة ومدارسة لكان خيراً لهم . 12- الحذر من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلا إهدار الأوقات والوقوع في المحرمات ، وإذا دعيت – أختي المسلمة – إلى شيء من ذلك فقولي : إني امرأة صائمة . الوقفة العاشرة : العشر الأواخر : * أيتها الأخت في الله ، مضى من الشهر عشرون يوماً ولم يبقى إلا هؤلاء العشر ، فالفرصة مازالت أمامك قائمة ، والأجور مازالت مُعدة ، فإذا كنت قد فرطت فيما مضى من الأيام ، فاحرصي على اغتنام هذه الليالي والأيام ، فإنما الأعمال بخواتيمها . * وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله ، وأيقظ أهله . ( متفق عليه ) . فهيَ والله أيام يسيرة ، وليالٍ معدودة ، يفوز فيها الفائزون ، ويخسر فيها الخاسرون . * كانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل : قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ، ونحن قد بقينا !! * ومن فضل الله تعالى أن جعل ليلة القدر إحدى ليالي العشر الأواخر ، وهيَ في أوتار العشر الأواخر من رمضان ، فقد قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " ( متفق عليه ) . وليلة القدر ليلة عظيمة ، وفرصة جليلة ، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يُحرم خيرها إلا محروم " ( رواه ابن ماجة وصححه الألباني ). * فاجتهدي – أختي المسلمة – في تحري هذه الليلة العظيمة ، ولا تحرمي نفسكِ من هذا الأجر الكبير ، واعلمي أنك إذا قمت ليالي العشر كلها ، وعمّرتيها بالعبادة والطاعة ، فقد أدركت ليلة القدر لا محالة ، وفزتِ – إن شاء الله – بعظيم الأجر وجزيل المثوبة . دعاء ليلة القدر : * قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا " ( رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ) . وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم . إعداد دار الوطن |
4-أنيس المرأة في شهر الرحمة
كتبها: إبراهيم بن صالح المحمود المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد: أختي المسلمة : يسرني عبر هذه العجالة أن أهنئك بشهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران وشهر الذكر والقرآن . قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من ا لهدى والفرقان )). سورة البقرة ،آية 185. وقال عليه الصلاة والسلام : "أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم "رواه الأمام أحمد والنسائي . قد جاء شهر الصـوم فيه الأمان *** والعتق والفوز بسكنى الجنان شـهر شـريف فيـه نيـل المنى *** وهو طراز فوق كم الزمـان طوبى لمن قـد صامه واتـــقى *** مولاه في الفعل ونطق اللسان ويا هنا مـن قــام في ليــله *** ودمـعه في الخد يحكي الجمان ذاك الــذي قد خصــه ربه *** بجنة الخلـــد وحور حسان هنــاكم الله بشـــهر أتـى *** في مدحه القــرآن نص عيان ولما لاحظت من إضاعة الأوقات والسهر على اللهو والمنكرات في هذا الموسم العظيم من قبل بعض الأخوة والأخوات ولكون المرأة أكثر تأثرا في مثل هذا الموسم ومن باب النصيحة جمعت لها بعض النصائح في رسالة أسميتها "أنيس المرأة في شهر الرحمة". اسأل الله أن ينفع بها الجميع وصلى الله على نبينا محمد. فضل الصيام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " وقال عليه الصلاة والسلام : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . وقال عليه الصلاة والسلام : "إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" . وقال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله !لا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن م لنار سبعين خريفا" . وقال عليه الصلاة والسلام : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه ، ويقول القران : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " . وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : دلني على عمل أدخل به الجنة قال : "عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له " وقفة مع الوقت الوقت هو حياتك أيتها المرأة هو عمرك ، وإذا كان ذلك الوقت في موسم الخيرات والبركات ، فكيف يا ترى تمضينه في هذا الشهر ا لكريم ؟ . إننا إذا تأملنا واقع كثير من النساء في رمضان وكيف تقفي وقتها رثينا لحالها وعزيناها، فالنوم في نهار،رمضان يأخذ نصيب الأسد من وقت المرأة المسلمة ثم يأتي في الدرجة الثانية المطبخ ، فنجدها تنام إلى الظهر ثم تبدأ بترتيب المنزل ثم الدخول إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار إلى حوالي العصر وبعد العصر إعداد المشروبات ومائدة الإفطار وبعد الإفطار الاستعداد لمأدبة العشاء وبعد العشاء العودة للمطبخ لغسل الأواني ثم الاشتغال بالمسلسلات أو المكالمات الهاتفية الفضولية أو التجول في الأسواق بلا ضرورة ولا حاجة وهكذا! ! . إلى وقت السحور ثم إعداد وجبة السحور ثم النوم ! ! فبالله عليك ! هل استنفدت من شهر الرحمات ؟! هل تعرضت لنفحات الرحمن ؟ ! . وقفة بالله عليك بع بعض السلف وكيف كانوا يحافظون على الأوقات كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم من الخلف أحرص الناس على كسب الوقت وملئه بالخير، سواء في ذلك عالمهم وعابدهم ، فقد كانوا يسابقون الساعات ويبادرون اللحظات ، ضنا منهم بالوقت ، وحرصا على أن لا يذهب منهم هدرا . نقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد أن رجلا قال له : كلمني فقال له : عامر بن عبد قيس : أمسك الشمس . يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكلمك ، فإن الزمن متحرك دائب المضي لا يعود بعد مروره فخسارته خسارة لا يمكن تعويضها واستدراكها، لأن لكل وقت ما يملأه من العمل . قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي . وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما . وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، وقال أيضا : أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم . وقال عمار بن رجاء : سمعت عبيد بن يعيش يقول : م قمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب ا لحديث (8) . إذا كان رأس المال عمرك فاحترز *** عليه من الإنفاق في غير واجب فبين اختلاف الليل والصبح معرك *** يكر علينا جيشـه بالعجائـب وقال الوزير بن هبيرة : والوقت أنفس ما عنيت بحفظـه *** وأراه أسهل ،ما عليك يضيـع برنامج يومي لاستغلال الشهر: وبعد تلك الوقفة مع الوقت وأهميته يطيب لي أن أرسم لك منهجا يوميا للاستفادة من الوقت في هذا الشهر العظيم : * فبعد صلاة الفجر يمكنك الجلوس في المصلى لقراءة القرآن . وذكر الأوراد الصباحية إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح تم تصلين ركعتين أو أكثر. قال عليه الصلاة والسلام : "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال : "من صلى الصبح ، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين "(10) . * وبعد ذلك لا بأس من أخذ قسط من النوم إلى وقت ذهاب الأولاد إلى المدرسة ، فتعد للأطفال وجبة الإفطار إن كانوا لا يقدرون على الصوم ، مع ملاحظة تعويدهم وتربيتهم على الصيام وحثهم عليه وترغيبهم فيه . روى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت : كنا نصومه - أي يوم عاشوراء - بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام اعيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار. * وبعد ذهاب الأولاد للمدرسة الاستفادة أما بسماع شريط إسلامي أو تلاوة قرآن ثم صلاة الظهر وحافظي على السنن الرواتب ، قال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة" * وبعد صلاة الظهر والنافلة أخذ قسط من القيلولة إلى قبيل العصر ثم صلاة العصر ويا حبذا لو تصليهن قبل الفريضة، قال عليه الصلاة والسلام : "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا" * وبعد صلاة العصر اجتماع عائلي "مجلس ذكر" وذلك بإجراء مسابقة لحفظ سور من القرآن وأحاديث من رياض الصالحين أو الأربعين النووية وتشجيع الأولاد على ذلك ومنحهم الجوائز القيمة . قال عليه الصلاة والسلام : "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة" . * وبعد ذلك إعداد وجبة الإفطار، واذكرك بقول الله تعالى : (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )) . سورة الإسراء ، الآية : 127 . فلا تبذري وتسرفي ، فكثيرا من المسلمات جعلوا من رمضان عرضا لأصناف المأكولات والمشروبات فتجد على المائدة اكثر من عشرة أصناف من أشكال الطعام وألوانه فالمرأة المفرطة هي التي تقضي اغلب وقتها في المطبخ لإعداد ألوان الطعام فيذهب يومها كأمسها وغدها كيومها وهكذا حتى ينتهي الشهر الكريم وهي حبيسة المطبخ لا تزيد في رصيدها من الدرجات ولا تثقل ميزانها بالحسنات . فيا أختي المسلمة : هذا شهر القرآن والقيام لا شهر الطبخ .والطعام . وتذكري أخواتك المسلمات اللاتي لا يجدن ما يسد رمقهن . وعند الإفطار لا تنسي الدعاء لإخوانك الذين شردوا من ديارهم وأوذوا وقتلوا وهتكت أعراضهم وذلك بالالحاح والتضرع إلى الله قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث دعوات مستجابات ، دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة ا لمسا فر" . * ثم بعد الإفطار وصلاة المغرب طعام العشاء واستراحة قليلة ثم الاستعداد لصلاة التراويح وحذار من التفريط في صلاة التراويح ويا حبذا لو أديت الصلاة في البيت قال عليه الصلاة والسلام : "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد وبيوتهن خير لهن " . وإذا أرادت المرأة الصلاة في المسجد فيجب ملاحظة ما يلي : 1- أن تكون متسترة بالثياب والحجاب الكامل . 2- أن تخرج غير متطيبة . 3- أن لا تخرج متزينة بالثياب والحلي . 4- أن لا تركب مع السائق بمفردها . 5- عدم اصطحاب الأطفال . * ثم بعد صلاة التراويح صلة رحم أو زيارة أخوية وحذار من إضاعة الوقت أمام الأجهزة المدمرة والأفلام الهابطة ، وجليسات السوء اللاتي لا هم لهن إلا الدنيا وأحدث ما نزل للأسواق ، واخرما ابتدع من الموديلات فهن يمتن القلوب الحية ويثبطن ، العزائم العالية فابحثي عمن تعينك على الطاعة وتقربك إلى الرحمن. عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي * وبعد ذلك أخذ قسط من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل ، وإن تيسر قيام الليل فحسن قال عليه الصلاة والسلام : "عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " . وقال عليه الصلاة والسلام : "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " . يا نفس فاز الصالحون بالتقى *** قد أبصروا الحق وقلبي قد عمي يا حسنهم والليل قد جنـهم *** ونورهم يفـوق نـور الأنجمي ترنموا بالذكر في ليلـــهم *** فعيشهم قـد طـاب بالتـرنم قلوبهم للذكر قـد تفـرغت *** دمــوعهم كلـؤلـؤ منتـظم أسحارهم بهم لم قـد أشرعت *** وخلع الغـفران خـيرالقســم ويحـك يا نفس ألا تيــقظ *** ينفـع قبـل أن تــزل قـدمي مـضى الزمـان في توان وهوى فاستدركي ما قـد بقى واغتنمي * وبعد ذلك الاستعداد للسحور والمحافظة عليه ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين " وأكثري في ذلك الوقت من الاستغفار قال تعالى : (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . سورة الذاريات ، الآية : 18 * وأما بالنسبة للعشر الأواخر فينبغي استغلال كل أوقاته بالصلاة والذكر والدعاء، وهذه عائشة رضي الله عنها تخبرنا بفعل الرسول في العشر فتقول : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد وشد المئزر". أدم الصيام مـع القيــام تعبدا *** فكلاهما عمــلان مقبولان قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنـومـة حائـر ولهان فلـربمـا تـأتي المنيـة بـغتـة *** فتسـاق من فرش إلى أكفان يا حبذا عينـان في غسق الـدجى *** من خشــية الرحمن باكيتان فالله ينزل كـل آخـر ليـلــة *** لسمائه الدنيا بـلا كتمـان فيقـول : هـل من سائل فأجيبه *** فأنا القريب أجيب من ناداني شهر القرآن قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )). سورة البقرة ، الآية 185. وقال صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " . وقال عليه الصلاة والسلام : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول : آلم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" . وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي ، صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وكان عثمان بن عفان يختم القران كل يوم مرة . وكان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة . وكان الزهري إذا دخل رمضان يقول إنما هو تلاوة القران وإطعام الطعام ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يختم القرآن في كل أسبوع ، وإذا أردت أخيتي ختم القرآن كل سبعة أيام فعليك بقراءة ثمان وثمانين صفحة كل يوم تقريبا، فاقتدي رحمك الله بأولئك الأخيار الأطهار واغتنمي ساعات الليل والنهار. فبادر إلى الخيرات قبل فواتها *** وخالف مراد النفس قبل مماتها تبكي نفوس في القيامة حسرة *** على فوت أوقات زمان حياتها فـلا تغتر بالعز والمال والمنى *** فكم قد بلينا بانقلاب صفاتها أذكار وأدعية مأثورة يطيب لي أن أورد لك بعض الأذكار المهمة والتي غفل عنها كثير من المسلمين قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )) . سورة الأحزاب ، الآيتان : 41 ، 42 . وقال عليه الصلاة والسلام : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا : بلى، قال : "ذكر الله تعالى" . وقال عليه الصلاة والسلام : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " . وقال عليه الصلاة والسلام : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ". وقال عليه الصلاة والسلام : "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة؟. قال : "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عن ألف خطيئة". وقال عليه الصلاة ؟السلام : (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟" فقلت : بلى يا رسول الله قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله ". وقال عليه الصلاة والسلام : "من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا" . وقال صلى الله عليه وسلم : "من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف " . عليك بما يفيدك في المعــاد *** وما تنجو به يوم التناد فمالك ليس ينفع فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد ستندم إن رحـلت بغير زاد ***وتشقى إذ يناديك المنـاد فـلا تفـرح بـمال تقتنيه *** فإنك فـيه مـعكوس المراد وتـب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبها مـن ذا الرقاد يسـرك أن تكون رفيق قوم *** لـهم زاد وأنـت بغير زاد العمرة في رمضان قال صلى الله عليه وسلم : "عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي " . فحاولي يا أخية بقدر استطاعتك بان لا يفوتك هذا الأجر العظيم والموسم الكريم . وإذا تيسر لك ذلك فينبغي ملاحظة عدم السفر إلا مع محرم والتفقه في كيفية العمرة الصحيحة وتطبيقها كما فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام . ومن الأمور التي يحسن التنبيه عنها بالنسبة للمرأة في مكة المكرمة ما يلي : عدم إضاعة الأوقات في التسوق والأسواق ، قال عليه الصلاة والسلام : "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسوا قها " . وسئل الشيخ صالح الفوزان عن حكم التردد باستمرار على الأسواق لمعرفة الجديد من السلع والتسابق للفوز بها؟ . وأجاب الشيخ قائلا: مطلوب من المرأة البقاء في بيتها والقيام با عماله وبتربية أولادها ورعايتهم فإنها راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، قال تعالى : (( وقرن في بيوتكن )) أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " وليست معرفة الجديد من السلع حاجة تبرر لها الخروج من بيتها . فالخطر عظيم خصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه الشر. وكذلك من الأمور التي يجب التنبيه عليها ليس النقاب الذي انتشر انتشارا مخيفا حتى أن بعضا من النساء الخيرات قمن بلبسه وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بتحريم ذلك فقال : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين لا شك أن النقاب كان معروفا في عهد النبي ، صلى الله عليه وسلم وأن النساء كن يفعلنه كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة إذا أحرمت "لا تنتقب " فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب ، ولكن في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه بل نرى منعه وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز وهذا أمر كما قاله السائل مشاهد ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب في أوقاتنا هذه بل نرى أنه يمنع منعا باتا وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر وأن لا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد . فتاوى مهمة س1 - سئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن جواز وضع الحناء على الشعر في أثناء الصيام وهل ذلك يفطر الصائم ؟ . فأجاب حفظه الله بقوله : هذا لا صحة له ، فإن وضيع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصائم شيئا كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره . س 2 سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله . هل يجوز لطاهي الطعام أن يتذوق طعامه ليتأكد من صلاحيته هو صائم ؟ فأجاب حفظه الله بما نصه : لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئا، بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه إن شاء الله تعالى . س 3 ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم ؟ أجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله بقوله : من أفطر في رمضان لسفر أو مرض ، أو نحو ذلك ، فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ، وما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل ، فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم ، فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريبا من تمر أو أرز أو غير ذلك ، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه . فرصة التوبة في رمضان إن رمضان موسم عظيم فيه تتجلى الرحمات وتقبل الحسنات ويتجاوز ربنا عن السيئات ، فحري بك أخيتي أن تستفيدي من هذا الموسم وذلك بالتوبة إلى الله والعودة إليه . أخيتي : إذا كنت قد ابتليت ببعض المعاصي والذنوب فأبدي بالتوبة من هذا الشهر واجعلي رمضان ميلادك الجديد إلى الاستقامة والصلاح إلى التوبة والفلاح . فإذا أردت أن تسلكي الطريق المستقيم فعليك بما يلي : 1- حافظي على جميع الصلوات في أوقاتها مع السنن الرواتب . 2- ابتعدي عن قرينات السوء . 3- تجنبي سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام . 4- أكثري من قراءة القران . 5- جاهدي وصابري على ذلك . 6- أكثري من الدعاء بقبول التوبة . 7- استمعي إلى الشريط الإسلامي . 8- تعرفي على رفيقات صالحات واحذري مجالس الغيبة والنميمة . 9- ساعدي والدتك في أعمال المنزل . 10- فإن طبقت تلك الأمور فبإذن الله ستكونين من الصالحات القانتات التائبات . قال تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون )) . سورة الأحقاف ، الآيتان 13 ، 14 . وقال عليه الصلاة والسلام : "لله أفرح بتوبة عبده ومن أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة". هذا ما يسر الله جمعه في هذه الرسالة، أسأل الله أن ينفع به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المصدر الجبيل نت |
5-فتاوى نسائية رمضانية
بسم الله الرحمن الرحيم س1 : ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم . ج1 : من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أُرز أو غير ذلك . أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه . [ الشيخ بن باز ] ***** س2 : منذ عشر سنوات تقريباً كان بلوغي من خلال امارات البلوغ المعروفة غير إنني في السنة الأولى من بلوغي أدركت رمضان ولم أصمه فهل يلزمني الآن قضاءُه ؟ وهل يلزمني زيادة على القضاء كفارة ؟ ج2 : يلزمك القضاء لذلك الشهر الذي لم تصوميه مع التوبة والاستغفار وعليك مع ذلك إطعام مسكين لكل يوم مقداره نصف صاع من قوت البلد من التمر أو الأرز أو غيرهما إذا كنت تستطيعين . أما إن كنتِ فقيرة لا تستطيعين فلا شئ عليكِ سوى الصيام . [ الشيخ بن باز ] ***** س3 : إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتُصلي أم لا ؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر ؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتُصلي أم لا ؟ ج3 : إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغُسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها فإن عاد عليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء وصارت في حكم النُفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فساد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم بل تُصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يُخفف عنها الدم من القطن أو نحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية أعني الحيض فإنها تترك الصلاة . [ الشيخ ابن باز ] ***** س4 : هل يجوز تأخير غُسل الجنابة إلى طلوع الفجر وهل يجوز للنساء تأخير غُسل الحيض أو النُفساء إلى طلوع الفجر ؟ ج4 : إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ولا مانع من تأخير الغُسل إلى بعد طلوع الفجر ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يُدرك صلاة الفجر مع الجماعة . [ الشيخ ابن باز ] ***** س5 : ماذا على الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان ؟ وماذا يكفي إطعامه من الأرز ؟ ج5 : لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا لعذر فإن أفطرتا لعذر وجب عليهما قضاء الصوم لقوله تعالى في المريض : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } . [ البقرة : 184 ] وهما بمعنى المريض وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم من البر أو الأرز أو التمر أو غيرها من قوت الآدميين وقال بعض العلماء ليس عليهما سوى القضاء على كل حال لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها وهذا مذهب أبي حنيفة وهو قوي . [ الشيخ ابن عثيمين ] ***** س6 : إمرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم ؟ ج6 : الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني لعذر ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع فإن الله يقويها على أن تقضي رمضان الثاني فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني . [ الشيخ ابن عثيمين ] ***** س7 : تعمد بعض النساء إلى أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية - الحيض - والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد فهل هذا جائز وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء ؟ ج7 : الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها هذه الحكمة تُناسب طبيعة المرأة فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " هذا بغض النظر عما تُسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملون هذه الحبوب والحمد لله على قدره وحكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم . [ الشيخ ابن عثيمين ] ***** س8 : أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة وأنا لم أصم ولم أصلِ تكاسلاً ووالديّ َ ينصحانني ولكن لم أبال فما الذي يجب عليَ أن أفعله علماً أن الله هداني وأنا الآن أصوم ونادمة على ما سبق ؟ ج8 : التوبة تهدم ما قبلها فعليكِ بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل من صلاة في الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقراءة قرآن ودعاء و الله يقبل التوبة من عباده ويعفو ويعفو عن السيئات . [ الشيخ ابن باز ] ***** س9 : عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع ؟ ج9 : لا تعجلي حتى ترى القصة البيضاء التي يعرفها النساء وهيَ علامة الطهر ، فتوقف الدم ليس هو الطهر وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة . [ الشيخ ابن باز ] ***** س10 : ما حُكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً هل أصلي وأصوم ؟ ج10 : ما يخرج من المرأة بعد الولادة حُكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين . فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه . [ الشيخ ابن باز ] ***** س11 : هل يجوز لي أن أقرأ في كتب دينية ككتب التفسير وغيرها وأنا على جنابة وفي وقت العادة الشهرية ؟ ج11 : يجوز قراءة الجُنب والحائض في كُتب التفسير وكُتب الفقه والأدب الديني والحديث والتوحيد ونحوها وإنما منع من قراءة القرآن على وجه التلاوة لا على وجه الدعاء أو الاستدلال ونحو ذلك . [ الشيخ ابن باز ] ***** س12 : ما حُكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هيَ سبعة أيام ولكن في بعض الأشهر يأتي خارج أيام الدورة ولكن بنسبة أقل جداً وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين فهل تجب عليَ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء ؟ ج12 : هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يُحسب من العادة فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تُصلي ولا تصوم ولا تمس المصحف ولا يأتيها زوجها في الفرج فإذا طهرت واننقطعت أيام عادتها واغتسلت فهيَ في حُكم الطاهرات ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدره فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها . [ الشيخ ابن باز ] ***** س13 : عندما كنت صغيرة في سن الثالثة عشرة صُمت رمضان وأفطرت أربعة أيام بسبب الحيض ولم أخبر أحداً بذلك حياءً والآن مضى على ذلك ثمان سنوات فماذا أفعل ؟ ج13 : لقد أخطأتِ بترك القضاء طوال هذه المدة فإن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ولا حياء في الدين فعليكِ المبادرة بقضاء تلك الأيام الأربعة ثم عليكِ مع القضاء كفارة وهيَ إطعام مسكين عن كل يوم وذلك نحو صاعين من قوت البلد الغالب لمسكين أو مساكين . [ الشيخ ابن باز ] ***** س14 : إمرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان هل يكون دم حيض أو نفاس وماذا يجب عليها ؟ ج14 : إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام فإن لم تر علامة على قُرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس بل دم فساد على الصحيح وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتُصلي وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس تدع من أجله الصلاة والصوم ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] ***** س15 : فتاة بلغ عمرها اثنى عشر أو ثلاثة عشر عاماً ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه فهل عليها شيء أو على أهلها وهل تصوم وإذا صامت فهل عليها شيء ؟ ج 15 : المرأة تكون مكلفة بشروط ، الإسلام والعقل والبلوغ ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام نبات شعر خشن حول القبل أو بلوغ خمسة عشر عاماً فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شئ عليها . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] ***** س16 : هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها ؟ ج16 : لا يصح صوم الحائض و لا يجوز لها فعله فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التي أفطرتها بعد طهرها . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] ***** س17 : إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويُعتبر يوماً لها أم عليها قضاء ذلك اليوم ؟ ج17 : إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح ، أما إذا لم ينقطع إلا بعد تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم ولا يجزئها بل تقضيه بعد رمضان . [ الشيخ ابن باز ] ***** س18 : رجل جامع روجته بعد أذان الفجر بعد ما نوى الإمساك مرتين في كل يوم مرة علماً بأن زوجته كانت راضية بذلك ، وقد مضى على هذه القصة أكثر من خمس سنوات فما الحكم ؟ ج18 : على الزوج قضاء اليومين المذكورين وعليه كفارة الجماع في نهار رمضان مثل كفارة الظهار وهي عنق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، وعلى زوجته مثل ذلك لأنها موافقة له عالمة بالتحريم . [ الشيخ ابن باز ] إعداد دار القاسم |
6-توجيهات وأفكار موجهة للمرأة فى رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم إستحضار النية وكثرة الذكر أثناء عمل البيت فالمرأة فى رمضان يذهب الكثير من وقتها خلال هذا الشهر المبارك فى مطبخها خاصة فى الساعات المباركة مثل ساعات الغروب وأوقات الإستجابة وكذلك ساعات السحر فى وقت السحور ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً فعليها أن تنتبه لهذه الأمور : وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا إلى مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها ومنها : أ- إستحضار النية والإخلاص فى إعداد الفطور والسحور وإحتساب التعب والإرههاق فى إعدادها فعن أنس رضى الله عنه قال كنا مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا يوماً منزلنا حاراً وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقى الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم " ذهب المفطرون اليوم بالأجر " (25) . إذن فيا أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبداً بل هل تصدقين أن قلت لك أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال ؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم فما بالك وأنت صائمة ثم أنت أيضاً تعدين هذا الطعام وتقضين كثيراً من وقتك فى إعداده فلا شك أنك على خير المهم إستحضار هذه النية من طاعة للزوج ورعاية للأولاد وغير ذلك ولن يضيع الله عملك إن شاء الله . ب- يمكنها إستغلال هذه الساعات فى الغنيمة الباردة وهى كثرة الذكر والتسبيح والإستغفار والدعاء وهى تعمل . . فبدلاً من أن يضيع عليها وقتها فى رمضان بدون فائدة فإنها تجمع بين الحسنيين إستحضار النية وكثرة الذكر والدعاء وهى تعمل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . ت- الإستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال والإخوان على الحرص على توفير جهاز تسجيل خاصاً بالمطبخ . . لماذا ؟ لأن المرأة تقضى كثيراً من وقتها فى المطبخ فلعلها أن تستغل هذا الوقت فى مثل هذه الأمور تارة بإستماع شريط وتارة بالتسبيح والتهليل والتحميد وأيضاً بالإحتساب وإستحضار النية الخالصة فى إطعامها وعملها وتعبها لها ولاولادها وزوجها . شراء ملابس وحاجيات العيد فى بداية رمضان وفى ذلك مكاسب منها : إستغلال أيام وليالى رمضان وخاصة العشر الأواخر فما الذى يحدث ؟ يضيع وقت كثير من النساء وكذلك أولياء أمورهن فى الذهاب للخياط تارة أو الذهاب للمعارض أو الأسواق وهكذا تضيع الاوقات الثمينة فى أمور يمكن قضائها والإنتهاء منها قبل دخول الشهر أو فى أوله حيث تكون الأسواق شبه فارغة والأسعار رخيصة فلماذا ننتظر إلى وقت الزحام وغلاء لأسعار ؟! أمر أخر وهو تفريغ الزوج وعدم إشغاله فى أعظم الأيام وهى العشرة الأواخر لماذا أفتن ولدى أو زوجى أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات فى مثل هذه الأيام الفاضلة ؟! صلاة التراويح فى المساجد صلاة التراويح من السنن الجماعية ومن الآثار النبيلة التى تعطى هذا الشهر الكريم روحانية متميزة فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصة وتسمع التسبيح والبكاء والتشنيج . إلا أن هذا الخير قد تحرمه بعض نسائنا لا إهمالاً منها وإنما إنشغالاً بالأولاد والجلوس معهم وهى بهذا بين أمرين كلاهما ثقيل أولاً : إما بالذهاب إلى المسجد وأخذ صغارها وقد يؤذون المصلين فتنشغل بهم أو بين الجلوس فى البيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين وربما حاولت الصلاة فى بيتها ولكنها تشكو من ضعف النفس وقلة الخشوع وكثرة الأفكار والهواجس فماذا تفعل إذن ؟ أسوق هذا الإقتراح : لم لا تتفق مع بعض أخواتها بالإجتماع فى أحد البيوت للصلاة جماعة مع إهتمام إحداهن بالصغار أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن للصلاة فى المسجد وهكذا إذا إتفقت الأخوات على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالإهتمام بالصغار فإنها على الأقل ستكسب كثيراً من أيام وليالى رمضان مع المسلمين أما أن تخسرها بهذه السهولة فلا . وأقول : على الأزواج والأباء الحرص على حث أزواجهم وأخواتهم وبناتهم على الذهاب معهم إلى المساجد فإلى متى ونحن نترك المرأة أيها الأخيار وحدها فى البيت ونحرمها من الدروس والتوجيه والروحانية فى الصلاة مع المسلمين وسماع الخير الكثير فإن فى ذهابها خيراً كثيرا إذا خرجت بصفة شرعية غير متعطرة ولا متجملة أو متبرجة كلك ينبغى عليها ألا تخضع بالقول وألا ترفع صوتها فى المسجد فتؤذى المصلين وعليها أن تتجنب الحديث فى المسجد لغير حاجة خشية أن تقع فى المحرم من غيبة أو نميمة وخلاصة القول أنه ينبغى أن يعلم أن صلاة المرأة فى بيتها أفضل وخروجها للمسجد لتحصيل منافع لا يمكن تحصيلها فى البيت وإلا فبيوتهن خير لهن . ولا ننسى أن فى صلاح المرأة صلاح المجتمع فلذلك نحث الأباء والأخوة على الحرص على أخذ أزواجهم وبناتهم إلى المساجد وألا يُتركن فى البيت لأنهن إن تركن فى البيت بلا عون ولا توجيه وإرشاد أصبحن عرضة للغفلة " فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " (26) . وضع جدول غذائى منتظم إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار فإنك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلى لك جدولاً غذائياً منتظماً لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع فهل يشترط أن نرى جميع الطعام فى كل يوم ؟ لا يشترط هذا . وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصيرات فى كل يوم ؟ أيضاً لا يشترط ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أموراً كثيرة منها : أولاً : عدم الإسراف فى الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك ثانياً : قلة المصاريف المالية وترشيد الإستهلاك ثالثاً : التجديد فى أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يومياً . رابعاً : حفظ وقت المرأة وطلب راحتها وإستغلاله بما ينفع خاصة فى هذا الشهر المبارك فهذا شيئ من الثمار ومن الفوائد فى تطبيق هذا الإقتراح فيا ليت أن بعض الأخوات يفعلن مثل هذه الجدول ولعلهن أن ينفعن غيرهن من أخواتهن فى توزيعه فى مدراسهن وأماكن إجتماعهن فإن فعل ذلك كما ذكرنا فيه فوائد جمة . ثم أختم الإقتراح الخاص بالمرأة بتحميلها المسؤلية أمام الله سبحانه وتعالى عن الإسراف فى بيتها فهى المسؤلة الأولى عن الإسراف فى الطعام والشراب وتعدد الانواع . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته . . ثم قال " والمرأة راعية فى بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها " (27) . إستغلال وقت الحيض والنفاس فى الذكر وأعمال البر الصلاة فى أول وقتها من أعظم الوسائل لإستغلال رمضان والملاحظ خاصة عند المرأة تأخير الصلاة عن وقتها وذلك لعدم إرتباطها بالجماعة والتكاسل عنها ثم نقرها كنقر الغراب وذلك بحجة إما العمل فى المطبخ أو التعب فى الدراسة أو التعب من الصوم أو غيرها من الأعذار فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس فى وقتها بخشوع وخاصة فى هذا الشهر المبارك والذى كما ذكرت تتضاعف فيه الحسنات وتتنوع فيه العبادات وأيضاً فبعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الاعمال الصالحة وأصابها الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر وخيراته فنقول لهذه الأخت وإن تركت الصلاة والصيام فهناك ولله الحمد عبادات أخرى مثل الدعاء والتسبيح والإستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية . كيف ذلك ؟ لحديث رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الذى قال فيه " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً " (28). إذن فلتبشرى، المهم إستحضار النية الصالحة والخالصة والحرص على كثير من الخيرات والعبادات التى تستطيعنها ثم عن قراءة القرآن للحائض والنفساء فيه خلاف مشهور بين العلماء لكن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى رأى جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد . من كتاب ( أربعون وسيلة لإستغلال شهر رمضان ) للشيخ أبراهيم الدويش للحصول على الكتاب اضغط هنا |
7-المرأة والصبر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد لقد عرّف بعض العلماء الصبر بأنه حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن كل فعل محرم كلطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور. أختي القارئة : إن للصبر أنواعا ثلاثة : صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة . والصبر على الطاعة أفضل الأنواع الثلاثة، لأن فعل الطاعة آكد من ترك المعصية . والصبر على الطاعة وعن المعصية أكمل من الصبر على الأقدار . وهذا ما دفعنا لاختيار هذا الموضوع وطرحه بأنواعه، وإلا فالموضوع كثيراً ما يُطرح لكن طرحه محصورٌ في نوعه الثالث فقط غالباً. يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين : قول الحديث ( الصلاة نور والصبر ضياء ) : الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان. أ.هـ والصبر على الطاعة هو الثبات على أحكام الكتاب والسنة، وينقسم إلى ثلاث أحوال: 1. حال قبل العبادة: وهي تصحيح النية والإخلاص والصبر على شوائب الرياء. 2. حال في نفس العبادة : وهي أن لا يغفل عن الله تعالى في أثناء العبادة ولا يتكاسل عن تحقيق الآداب والسنن. 3. حال بعد الفراغ من العبادة: وهو الصبر عن إفشائه والتظاهر به لأجل الرياء والسمعة وعن كل ما يبطل عمله، فمن لم يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى أبطلها. أ.هـ من مختصر منهاج القاصدين. أختي المسلمة : قد تشعرين أن الخلود إلى الفراش ألذ حين تعزمين على أداء صلاة الوتر قبل النوم، أو بتعلق شديد بأحب مالك إليك عندما تنوين إنفاقه، أو بالضيق من لبس العباءة وغطاء الوجه وخصوصاً إذا كنت حديثة عهد به، وقد تستدعيك الحاجة إلى غسل من الحدث الأكبر في وقت حلاوة النوم وشدة البرد، وقد تحملين في قلبك غيظاً وحنقاً على إحدى صاحباتك أو قريباتك ويكاد هذا الغيظ أن يترجم إلى حركات وكلمات ولكن تذكرك لفضل كظم الغيظ يحد من هذه الترجمة، بل في أيامنا هذه تُدعين إلى صيام هذا الشهر الكريم ولكن النفس ترغب الطعام والشراب والنكاح وكل تلك مجالات عظيمة يتمثل فيها مقام الصبر على الطاعة .. فالله الله في تمثيل الصبر على الطاعة ومجاهدة النفس في هذا الشهر العظيم لتحصل لك العاقبة الحسنة في الدارين . أما الصبر عن المعصية فهو إمساك النفس عن الوقوع في المحرمات، ومن الملاحظ أن كثيراً من النساء تصبر على الطاعة، ولكن يقعن في المعصية لعدم صبرهن عنها، وخصوصاً معاصي اللسان من غيبة ونميمة، قال عمر بن عبدالعزيز ( ليس التقوى بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير على خير ) وإن القلب أختي القارئة إذا امتلأ بالخوف من الله أحجمت الأعضاء جميعها عن ارتكاب المعاصي، وبقدر قلة الخوف يكون الهجوم على المعاصي فإذا قل الخوف واستولت الغفلة كان ذلك من علامة الشقاء. أختي المسلمة: قد تكونين ممن يعلق التمائم ويضع الحروز، بل قد يوهمك الشيطان بحفظها لك، ولكن تأتيك أحاديث النهي والتحذير منها كالسيوف الصارمة للحد منها . وقد تُدعين إلى حفل زفاف تعلمين أنه يعج بالمنكرات كالموسيقى والأغاني والتشبه بالنصارى وألوان اللباس الفاضح فتهفو نفسك إلى حضوره مع علمك من نفسك التقصير في الإنكار، وقد تجلسين في مجلس يضم بعض النساء اللاتي ترغبين في الجلوس معهن واللاتي كاد حديثهن يجرك إلى الغيبة، فقد تتعلق الغيبة على طرف لسانك تراود نفسها وتتنازعها نفسك والشيطان، ويوهمك الشيطان أنك لو أحجمت عن مثل تلك الغيبة فستنفر منك صويحباتك، وقد يقع سمعك على أغنية تحبين سماعها فيتصارع هوى نفسك مع شرع الله، وقد يُريك الشيطان جمالاً وفتنة في عباءة الكتف المزينة التي غدت بزينتها تحتاج إلى عباءة تسترها ولكنك تتذكرين كلام العلماء حولها، وقد تهفو نفسك لشراء الملابس العارية في هذه الأيام، ولكن في كل هذه المواقف يتمثل صبرك عن معاصي الله، بل إن هذا الشهر العظيم أعظم مروض للنفس على تأدية هذين النوعين من الصبر بل أعظم مجال لتمثيلها . أما الصبر على أقدار الله فهو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، والناس في العافية سواء، فإذا جاءت البلايا استبان الصادق من الكاذب، وهم عن المصائب على أربعة أقسام: 1. التسخط بالقلب كأن تسخط على ربها، أو باللسان كالدعاء بالويل والثبور، أو بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب. وكل ذلك حرام منافٍ للصبر الواجب. 2. الصبر، فترين أن هذا الشيء ثقيل عليك لكن تتحملينه وأنتِ تكرهين وقوعه ولكن يحميك إيمانك من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عندك وهذا واجب. 3. الرضا، بأن ترضي بالمصيبة، بحيث يكون وجودها وعدمها سواء وهذه مستحبة وليست بواجبه على القول الراجح. 4.الشكر، وهذه أعلى مراتب الصبر، وذلك بأن تشكري الله على ما أصابك من مصيبة حيث عرفت أن هذه المصيبة سبب لتكفير ذنوبك وربما لزيادة حسناتك. ثم اعلمي أختي المسلمة أن كل ما أساءك مصيبة، فلما انقطعت نعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه استرجع وقال (كل ما أساءك مصيبة) ، والمؤمنة الموفقة من تتلقى المصيبة بالقبول وتجتهد في كتمانها ما أمكن ، وأما إذا كان الإخبار على سبيل الاستعانة بإرشادها أو معاونتها والتوصل إلى زوال ضرره وليس للشكوى فقط فلا يقدح ذلك في الصبر . ولا بد أن تعلمي أيتها المصابة أن الذي ابتلاك بالمصيبة أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه سبحانه لم يرسل البلاء ليهلكك ولا ليعذبك وإنما ابتلاك به ليمتحن صبرك وإيمانك ويسمع تضرعك وابتهالك وليراك طريحة على بابه لائذة بجنابه مكسورة القلب بين يديه رافعة قصص الشكوى إليه، فإن كنتِ غافلة فحريٌّ بكِ أن ترجعي إلى الحق، وإن كنت تقية كان ذلك سبباً لرفع درجاتك.. ثم لابد أن تستشعري أن من قدّر وقوع تلك المصيبة هو العليم الحكيم وأن قولك (إنا لله وإنا إليه راجعون) إقرار بأن الله يهلكنا ثم يبعثنا فله الحكم في الأولى وله المرجع في الأخرى، وفيه كذلك طلب ورجاء ما عند الله من الثواب. وأما ما تقوم به بعض النساء من ترك الزينة والطيب ربما أياماً طويلة أو شهوراً حزناً على وفاة أخ أو أب أو غير ذلك، أو التغيب عن الوظيفة، أو ترك حضور الولائم مدة طويلة .. كل ذلك لا يجوز أكثر من ثلاث ليالٍ لما في ذلك من التسخط على المصيبة . نسأل الله سبحانه أن نكون من الصابرات الشاكرات العابدات.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.... المصدر : موقع الصحوة |
8-المرأة والقرآن
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين ... أما بعد فلقد أرسل الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من غياهب الظلمات، وأكرمه سبحانه بالآيات البينات والمعجزات الباهرات، وكان الكتاب المبارك أعظمها قدرا وأعلاها مكانة وفضلا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ما من نبي من الأنبياء إلا قد أُعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما الذي كان أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ] متفق عليه . إنه القرآن، كتاب الله تعالى ووحيه المبارك .. قال الشيخ صالح الفوزان : قال سبحانه {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا }، والمقصود بالروح هنا القرآن الذي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو روح القلب ، وروح القلب أخص من روح الأبدان . سماه الله روحا لأنه تحيا به القلوب ، فإذا خالط هذا القرآن بشاشة القلب فإنه يحيا ويستنير ويعرف ربه ويعبد الله على بصيرة ويخشاه ويتقيه ويخافه ويحبه ويجله ويعظمه لأن هذا القرآن روح تحرك القلب كالروح التي تحرك الأبدان والأجسام ) .ا.هـ قال تعالى : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ، قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : ( فحياة القلوب وصحتها ونورها وإشراقها وقوتها وثباتها على حسب إيمانها بالله ومحبتها وشوقها إلى لقائه، وطاعته له ولرسوله صلى الله عليه و سلم . وبإعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه يستولي الشيطان على القلوب فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها عن كل خير وتسوقها إلى كل شر ، كما قال تعالى : {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } أ.هـ وقال صلى الله عليه وسلم [ اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ] رواه مسلم . وقال ابن مسعود : من أحب أن يعلم أنه يحب الله فلينظر إلى القرآن ، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله . وقال عثمان ( لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا ) . فلنعد إلى كتاب الله مادمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته . ومن تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه .. فإهمال في الترتيل والتلاوة وتكاسل عن الحفظ والقراءة وغفلة عن التدبر والعمل ، والأعجب من ذلك أن نرى كثيرا من النساء ضيعن أوقاتهن في مطالعة الصحف والمجلات ، ومشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني والملهيات ولا يجدن لكتاب الله في أوقاتهن نصيبا، بل إن بعضهن إن قرأنه لم يحسنّ نطق ألفاظه ولا تدبر معانيه وفهم مراده، فيمررن على الآيات التي طالما بكى منها الباكون وخشع لها الخاشعون فلا ترق قلوبهن ولا تخشع نفوسهن ولا تدمع عيونهن ، بل إنهن لا يفهمن معانيها وكأن أمرها لا يعنيهن .. ثم إنك لو سألت نفسك عن معاني الآيات التي تكررينها ولا تكررين غيرها - مع الأسف - لم تجدي جوابا ! فما معنى الصمد ؟ غاسق إذا وقب ؟ الخناس؟ سجيل ؟ لا يجد لها جوابا إلا القليل منا . أليس هذا هو الهجران ؟ بل هو الخسران . فلا تنسي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول [ والقرآن حجة لك أو عليك ] رواه مسلم. ولي معك - أخت العقيدة - وقفات : 1- اغرسي النية الصادقة والعزيمة القوية على العودة إلى كتاب الله بإتقان تلاوته وتدبر معانيه، ولا تنسي الإخلاص فهو أساس قبول كل عمل، وتذكري أن من يقرأ القرآن ليقال قارئ يسحب على وجهه ويلقى في النار . 2- استشعري فضل قراءة القرآن وحفظه وتذكري أن القرآن يطيب به المخبر والمظهر فتكونين طيبة الباطن والظاهر . 3- لا يكن همك عدد الصفحات التي تنهين تلاوتها بل احرصي على التدبر والتفكر والخشوع أثناء التلاوة . ولكن من النساء من تقول أحب الخير وأحب طاعة الله ولكني لا أخشع حين أتلو القرآن ولا أتأثر به .. فنقول يا أخيه : يقول الله تعالى { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } إذاً احرصي أثناء تلاوة الآيات على تدبرها والتفكر فيها وأن تخشعي قلبك ، وإن لم يحصل ذلك فارعي لها سمعك وإياك والانشغال عنها بأفكار أو كلام أو التفات ، وأكثري من التلاوة وإذا مررت بآية وعد فاسألي الله من فضله ، وبآية وعيد فاستعيذي ، وبآية تسبيح فسبحي ، وبسجدة فاسجدي، ولا تنسي أنك في جهاد مع نفسك واسألي الله الإعانة والهداية .. ثم أبشري فستجدي نفسك تتحسر إذا فاتتها التلاوة ، ولا تُغفلي كل آية تقرئينها أو على الأقل الآيات التي لم تفهميها، بل إن التفسير من أعظم المعينات والميسرات لحفظ كتاب الله . 4- ومن كانت لا تجيد قراءة القرآن فبشرها الحبيب صلى الله عليه وسلم بأجر أعظم بقدر تتعتعها في تلاوة الآيات ، فلا يثبطنك الشيطان عن التلاوة بل إن من لا تعرف القرآن أصلا لا تحرم أجره ما دامت صادقة النية مع الله ، ولعلها تعوض ذلك بكثرة سماع القرآن ففضل الله أعظم ورحمته واسعة، حتى أن إحدانا إذا كان لها ورد يومي من القرآن وانتابها عذر مانع كحيض أو مرض كتب لها ما كانت تفعله من قبل . 5- يقول صلى الله عليه وسلم [ خيركم من تعلم القرآن وعلمه ] رواه البخاري . أتظنيين أنى وإياك نحرم هذه الخيرية إن لم نستطع التعلم والتعليم ؟! كلا فربنا فضله واسع ومجالات الخير عظيمة فمشاركتك في بناء دور تحفيظ القرآن الكريم وإتمام أمورها – ولو بأقل القليل - يدخلك ضمن إطار تلك الخيرية بل لك بكل طالب أو طالبة تحفظ أجر. 6- احرصي على حفظ كتاب الله وعلى أقل الأحوال لا تُخلى جوفك منه ، واعلمي أن حفظه يهبك إكرام الناس، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوج الرجل بما معه من القرآن حتى إنه لما كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الدفن يقول :[ أيهما اكثر أخذا للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد ] رواه البخاري . وكل ذلك والحفظة في حرز من الشيطان وكيده وفي مأمن من الدجال وفتنته . وكما روى أبو داود والترمذي أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : [ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ] . وعلميه أبناءك واسعي إلى انضمامهم إلى دور وحلق تحفيظ القرآن قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به أُلبس يوم القيامة تاجا من نور ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا فيقولان : بم كسينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن ] صححه الحاكم ووافقه الذهبي. 7- ليكن لليلك نصيب وافر من قراءتك وقيامك فهو وقت الأخيار وغنيمة الأبرار . يقول صلى الله عليه وسلم : [ لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ….. الحديث ] متفق عليه . واستغلي علو الهمم في هذا الشهر الكريم واحذري أن تكوني ممن يكون آخر عهدهن بالقرآن هو هذا الشهر بل اجعليه خير معين لك على نهج الصواب مع كتاب الله تلاوة وتدبرا وحفظا .. جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته . المصدر : موقع الصحوة بسم الله الرحمن الرحيم المرأة والقرآن الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين ... أما بعد فلقد أرسل الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من غياهب الظلمات، وأكرمه سبحانه بالآيات البينات والمعجزات الباهرات، وكان الكتاب المبارك أعظمها قدرا وأعلاها مكانة وفضلا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ما من نبي من الأنبياء إلا قد أُعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما الذي كان أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ] متفق عليه . إنه القرآن، كتاب الله تعالى ووحيه المبارك .. قال الشيخ صالح الفوزان : قال سبحانه {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا }، والمقصود بالروح هنا القرآن الذي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو روح القلب ، وروح القلب أخص من روح الأبدان . سماه الله روحا لأنه تحيا به القلوب ، فإذا خالط هذا القرآن بشاشة القلب فإنه يحيا ويستنير ويعرف ربه ويعبد الله على بصيرة ويخشاه ويتقيه ويخافه ويحبه ويجله ويعظمه لأن هذا القرآن روح تحرك القلب كالروح التي تحرك الأبدان والأجسام ) .ا.هـ قال تعالى : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ، قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : ( فحياة القلوب وصحتها ونورها وإشراقها وقوتها وثباتها على حسب إيمانها بالله ومحبتها وشوقها إلى لقائه، وطاعته له ولرسوله صلى الله عليه و سلم . وبإعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه يستولي الشيطان على القلوب فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها عن كل خير وتسوقها إلى كل شر ، كما قال تعالى : {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } أ.هـ وقال صلى الله عليه وسلم [ اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ] رواه مسلم . وقال ابن مسعود : من أحب أن يعلم أنه يحب الله فلينظر إلى القرآن ، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله . وقال عثمان ( لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا ) . فلنعد إلى كتاب الله مادمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته . ومن تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه .. فإهمال في الترتيل والتلاوة وتكاسل عن الحفظ والقراءة وغفلة عن التدبر والعمل ، والأعجب من ذلك أن نرى كثيرا من النساء ضيعن أوقاتهن في مطالعة الصحف والمجلات ، ومشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني والملهيات ولا يجدن لكتاب الله في أوقاتهن نصيبا، بل إن بعضهن إن قرأنه لم يحسنّ نطق ألفاظه ولا تدبر معانيه وفهم مراده، فيمررن على الآيات التي طالما بكى منها الباكون وخشع لها الخاشعون فلا ترق قلوبهن ولا تخشع نفوسهن ولا تدمع عيونهن ، بل إنهن لا يفهمن معانيها وكأن أمرها لا يعنيهن .. ثم إنك لو سألت نفسك عن معاني الآيات التي تكررينها ولا تكررين غيرها - مع الأسف - لم تجدي جوابا ! فما معنى الصمد ؟ غاسق إذا وقب ؟ الخناس؟ سجيل ؟ لا يجد لها جوابا إلا القليل منا . أليس هذا هو الهجران ؟ بل هو الخسران . فلا تنسي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول [ والقرآن حجة لك أو عليك ] رواه مسلم. ولي معك - أخت العقيدة - وقفات : 1- اغرسي النية الصادقة والعزيمة القوية على العودة إلى كتاب الله بإتقان تلاوته وتدبر معانيه، ولا تنسي الإخلاص فهو أساس قبول كل عمل، وتذكري أن من يقرأ القرآن ليقال قارئ يسحب على وجهه ويلقى في النار . 2- استشعري فضل قراءة القرآن وحفظه وتذكري أن القرآن يطيب به المخبر والمظهر فتكونين طيبة الباطن والظاهر . 3- لا يكن همك عدد الصفحات التي تنهين تلاوتها بل احرصي على التدبر والتفكر والخشوع أثناء التلاوة . ولكن من النساء من تقول أحب الخير وأحب طاعة الله ولكني لا أخشع حين أتلو القرآن ولا أتأثر به .. فنقول يا أخيه : يقول الله تعالى { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } إذاً احرصي أثناء تلاوة الآيات على تدبرها والتفكر فيها وأن تخشعي قلبك ، وإن لم يحصل ذلك فارعي لها سمعك وإياك والانشغال عنها بأفكار أو كلام أو التفات ، وأكثري من التلاوة وإذا مررت بآية وعد فاسألي الله من فضله ، وبآية وعيد فاستعيذي ، وبآية تسبيح فسبحي ، وبسجدة فاسجدي، ولا تنسي أنك في جهاد مع نفسك واسألي الله الإعانة والهداية .. ثم أبشري فستجدي نفسك تتحسر إذا فاتتها التلاوة ، ولا تُغفلي كل آية تقرئينها أو على الأقل الآيات التي لم تفهميها، بل إن التفسير من أعظم المعينات والميسرات لحفظ كتاب الله . 4- ومن كانت لا تجيد قراءة القرآن فبشرها الحبيب صلى الله عليه وسلم بأجر أعظم بقدر تتعتعها في تلاوة الآيات ، فلا يثبطنك الشيطان عن التلاوة بل إن من لا تعرف القرآن أصلا لا تحرم أجره ما دامت صادقة النية مع الله ، ولعلها تعوض ذلك بكثرة سماع القرآن ففضل الله أعظم ورحمته واسعة، حتى أن إحدانا إذا كان لها ورد يومي من القرآن وانتابها عذر مانع كحيض أو مرض كتب لها ما كانت تفعله من قبل . 5- يقول صلى الله عليه وسلم [ خيركم من تعلم القرآن وعلمه ] رواه البخاري . أتظنيين أنى وإياك نحرم هذه الخيرية إن لم نستطع التعلم والتعليم ؟! كلا فربنا فضله واسع ومجالات الخير عظيمة فمشاركتك في بناء دور تحفيظ القرآن الكريم وإتمام أمورها – ولو بأقل القليل - يدخلك ضمن إطار تلك الخيرية بل لك بكل طالب أو طالبة تحفظ أجر. 6- احرصي على حفظ كتاب الله وعلى أقل الأحوال لا تُخلى جوفك منه ، واعلمي أن حفظه يهبك إكرام الناس، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوج الرجل بما معه من القرآن حتى إنه لما كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الدفن يقول :[ أيهما اكثر أخذا للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد ] رواه البخاري . وكل ذلك والحفظة في حرز من الشيطان وكيده وفي مأمن من الدجال وفتنته . وكما روى أبو داود والترمذي أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : [ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ] . وعلميه أبناءك واسعي إلى انضمامهم إلى دور وحلق تحفيظ القرآن قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به أُلبس يوم القيامة تاجا من نور ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا فيقولان : بم كسينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن ] صححه الحاكم ووافقه الذهبي. 7- ليكن لليلك نصيب وافر من قراءتك وقيامك فهو وقت الأخيار وغنيمة الأبرار . يقول صلى الله عليه وسلم : [ لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ….. الحديث ] متفق عليه . واستغلي علو الهمم في هذا الشهر الكريم واحذري أن تكوني ممن يكون آخر عهدهن بالقرآن هو هذا الشهر بل اجعليه خير معين لك على نهج الصواب مع كتاب الله تلاوة وتدبرا وحفظا .. جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته . المصدر : موقع الصحوة |
9-المرأة والوقت
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .. أما بعد الوقت ثروة يمتلكها الغني والفقير والوضيع والأمير، ولكنها مع الأسف ثروة مهدرة في حياة كثير من الناس، فالليل والنهار يتعاقبان على جميع البشر. وإن المتأمل في كتاب الله وسنة رسوله يجد فيهما التنبيه على أهمية الوقت قال تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون }. وإن من فضله سبحانه أن جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل ، فمن فاته عمل في أحدهما حاول أن يتداركه في الآخر {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا} ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. إذاً نصف الأسئلة عن الوقت ! وتزداد أهمية الوقت في هذا الشهر الكريم الذي حريٌ بمن كان يضيع وقته في غيره أن يعيد النظر في استغلاله، بل وحريٌ بمن كان يستغل وقته في غيره أن يضاعفه فيه. أختي المسلمة : إن أهمية الوقت كما ذكرنا تتضاعف في شهر رمضان لما نجد من تضييع كثير من النساء ليالي رمضان في اللهو والسهر والخروج من البيت، أما نهارها ففي النوم أو المطبخ ! فشعار هؤلاء: رمضان شهر النوم نهاراً والسهر ليلاً . وقد يمر على المرأة المسلمة رمضان تلو رمضان وهكذا تمر الرمضانات بدون رصد للأعمال والمواضيع والمشاريع وبدون تدارك للأخطاء والتقصير مما يجعلنا في كل رمضان يأتي نبدأ من جديد، وهذا هو مضيعة الوقت والأعمار . وابن القيم رحمه الله في زاد المعاد يقول: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة......إلخ أ.هـ إن علمكِ أختي المسلمة بقصر أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم لدافع كبير لاستغلال العمر بما يفيد . فيُروى أن نبياً من الأنبياء مر على امرأة وهي تبكي على ابن لها مات وعمره أكثر من مائتي عام، فقال لها مواسياً : كيف لو أدركتِ أمة أعمارها من الستين والسبعين، قالت: لو أدركت هذه الأمة لأمضيتها في سجدة واحدة . ولكن الله عوض هذه الأمة بأن جعل هناك من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، وكأن من عملها رُزق عمراً طويلاً ، كقيام ليلة القدر وصيام الست من شوال والصلاة في المسجد الحرام والنبوي وبيت المقدس . وإن ما نلاحظه من سرعة تصرُّم الأيام وانقضاء الأعوام بسرعة عجيبة لهو من علامات الساعة. ولقد كان السلف أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها. يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي. ويذكر ابن رجب أنه كان في مكة امرأة متعبدة إذا أمست قالت : يا نفسي الليلة ليلتك لا ليلة لك غيرها فاجتهدت، فإذا أصبحت قالت: يا نفسي اليوم يومك لا يوم لك غيره فاجتهدت . ولقد قال رجل لعامر بن عبدقيس : قف أكلمك ! فقال : أمسك الشمس .. أختي المسلمة: إن الوقت إذا لم يُقض بالخير قُضي بضده وتلك مسألة لا ينازع فيها أحد، والأعداء ما فتئوا يكيدون لنا ويخططون لإشغالنا في الوقت الذي يستثمر فيه الأعداء أوقاتهم ويحرصون كل الحرص على استغلال كل لحظة من لحظاته . ولا تظني أختي المسلمة أن شغل الوقت بالنافع لا يكون إلا للعاملات ؛ فكل امرأة تشغل وقتها بما لديها من علم وقدرات ، فهذه أشغلت نفسها بحفظها لكتاب الله، وتلك بطلب العلم، وأخرى بتعليمه، ورابعة بالدعوة إلى الله ، وخامسة بمتابعة أحوال الفقراء والمساكين وجمع التبرعات لهم، وأخرى سخر الله لها باباً إلى الخير وهو وجود أحد والديها الكبير في السن المحتاج لمساعدتها ومتابعتها فانشغلت به عن غيره ؛ فكل ميسر لما خلق له . ومن رحمة الله بنا يا أختي المسلمة أننا مأجورات في أعمال المنزل وفي النوم وفي الأكل وفي انشغالنا بأزواجنا وفي تربيتنا لأولادنا ومتابعتنا لأحوالهم، بل في قضاء شهواتنا . كل ذلك إذا ما تقربنا إلى الله به واحتسبنا الأجر والإعانة على الطاعة . ولكِ أن تجعلي لسانك رطباً بذكر الله أثناء القيام ببعض أعمال المنزل أو أي عمل يمكّنكِ من ذكر الله فتنالي بذلك أجر الذكر وأجر التقرب إلى الله بذلك العمل.. أختنا المسلمة: تطمح كثير من النساء إلى استغلال الوقت ولكن تنقصها الهمة التي تعين على ذلك، فتسأل عن الأمور المعينة على استغلال الوقت فنقول: * إن الخوف من الله وخشيته و مراقبته تدفع الإنسان لعمارة وقته بالطاعات والإقلاع عن المحرمات، فمن أسماء الله ما جاء في قوله تعالى: {إن الله كان عليماً حكيماً} ، وقوله : {إن الله كان عليكم رقيباً}. فأسماء العلم والإحاطة والمراقبة تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، فإذا استشعر المؤمن أنه مراقب من قبل الله فحري به أن لا يفتقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه. * تذكر الموت، فإن الإنسان إذا تذكر الموت مع جهله بالزمان والمكان الذي سيفاجئه فيه كان ذلك أدعى لحرصه على حسن الخاتمة وأن يتوفاه الله على طاعته، فيدفعه ذلك لشغل وقته بالصالحات. * صحبة الصالحين ذوي العقول السليمة والهمم العالية والأوقات المستثمرة الذين نستطيع أن نصفهم بقولنا : من ذكركم الله رؤيتُه، وزاد في علمِكم منطقُه، وذكركم بالآخرة عملُه، الذين تحيا القلوب بذكرهم وإن كانوا أمواتاً، لا من تموت القلوب بمخالطتهم وهم أحياء. * معرفة قيمة الوقت وأهميته، وأنه محاسب عليه، بل ومحتاج إليه، كل ذلك يدفعه إلى العمل. * الحذر من التسويف وهو قول (سوف) فإنها أحد جنود الشيطان والسعي في المبادرة بإنجاز العمل قبل أن يحال بينه وبينه. دعا أحد الأمراء رجلاً صالحاً إلى الطعام فاعتذر بأنه صائم، فقال الأمير : افطر وصم غداً . فقال: وهل تضمن لي أن أعيش إلى الغد؟! نعم - أخت العقيدة - فهل نضمن أن نعيش إلى الغد، بل هل نضمن أن نعيش إلى ما بعد هذه الحلقة؟! فلنبادر بالأعمال الصالحة ولنسع في أن نستغل أوقاتنا في رمضان، فمن لم تستغل وقتها في رمضان فحريٌ بها أن لا تستغله في غيره. .. والحمــد لله رب العالمـــين.. المصدر : موقع الصحوة |
10-المرأة والمسجد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .. وبعد فلقد كان النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن للصلاة، وكانت المرأة تخرج إلى الصلاة متلفعة لا يعرفها أحد، ولا يبرز من مفاتنها شيء . ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان نساء المؤمنين يشهدن الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس . وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله )) . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الممتع 4/284: قال بعض العلماء : إن هذا الحديث نهي، والأصل في النهي التحريم، وعلى هذا فيحرم على الولي أن يمنع المرأة إذا أرادت الذهاب إلى المسجد لتصلي مع المسلمين وهذا القول هو الصحيح . ويدل لهذا أن ابن عمر رضي الله عنهما لما قال له ابنه بلال حينما حدث بهذا الحديث " والله لنمنعهن" رواه مسلم . لأنه رأى الفتنة وتغير الأحوال ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها : ( لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل ) رواه البخاري ومسلم . فلما قال ( ولله لنمنعهن ) أقبل إليه عبدالله فسبه سبا شديدا ما سبه مثله قط وقال له : أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تمنعوا إماء الله ) وتقول : والله لنمنعهن ! فهجره لأن هذا مضادة لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أمر عظيم وتعظيم كلام رسوله عند السلف لا يماثله تعظيم أحد من الخلف وهذا الفعل من ابن عمر يدل على التحريم . لكن إذا تغير الزمان فينبغي للإنسان أن يقنع أهله بعدم الخروج حتى لا يخرجوا ، ويسلم هو من ارتكاب النهي الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم .أ.هـ وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك . قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل. قال الدمياطي : كان النساء في عهد رسول الله إذا خرجن من بيوتهن يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية لا يعرفن من الغلس، وكان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم يقال للرجال مكانكم حتى ينصرف النساء ومع هذا قال رسول الله : إن صلاتهن في بيوتهن خير لهن . ولكن .... من النساء من لا يتسنى لها حضور مجالس العلم والمحاضرات إلا إذا صلت في المسجد فلا بأس بذهابها إليه من أجل العلم . ومنهن من لا يحصل لها الخشوع بصلاتها في البيت كما هي في المسجد أو تعلم أنها تكسل في البيت فيكون المسجد محفزا لها على الصلاة فلا بأس بذهابها للمسجد . ولعلك أختي المسلمة تعلمين أنك لو غرستِ في نفسكِ القناعة بأن صلاتك في بيتكِ أفضل لهيأت لها أسباب الأداء والخشوع ولكن إذا وضعت في ذهنك أن الصلاة في المسجد أدعى للخشوع وأجدر بالإتمام لم تبذلي للخشوع أسبابه بل كانت أبسط المشغلات كفيلة بأن تثنيك عن هذه الطاعة وهذا واقع مجرب . وأما من أهملت أطفالها وعرضتهم للمخاطر بذهابها إلى المسجد فلا أظنها سلكت جادة الصواب ، ولكن إن كان لديك أسباب تعضد ذهابك إلى المسجد فعليك ملاحظة بعض الأخطاء ،ومنها : 1- خروج بعض النساء إلى المسجد وهن متعطرات والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه مسلم : ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا صلاة العشاء ) . 2- خروج بعضهن متبرجات قد كشفن عن بعض أجسادهن كالأيدي والأذرع أو لبسن ما يفتن الرجال كالعباءة المتبرجة أو كشفن وجوههن. 3- اصطحاب الأطفال معهن إلى المسجد مما يؤدي إلى اجتماعهم وإزعاج المصلين وإشغالهم عن عبادتهم ، أو تأتي برضيعها وتتركه على الأرض وتنشغل بصلاتها وطفلها يبكي بكاء شديدا يزعج من حولها . 4- جلوس بعض النساء بين الركعات يتحدثن حتى إذا قرب الركوع قامت فركعت وهذا خطأ حيث لم تدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام ولم تقرأ الفاتحة وانشغلت بغير عذر شرعي . 4- يلاحظ على صفوف النساء - غالبا - عدم إتمامها والتراص فيها وتسويتها، فالأولى إتمام الصف الأول فالأول ما دمن معزولات عن الرجال وأن تلصق المرأة منكبها بمنكب أختها وأن تصل الصف المقطوع أو تأمر بوصله ، وأن تقيم الصف . 6- حضور بعض النساء مع السائق بدون محرم ينقض الخلوة ، فترتكب محذورا شرعيا لتحصل على مستحب ، فمن لم يتيسر لها الحضور إلا بهذه الطريقة فلتلتزم بقوله صلى الله عليه وسلم ( وبيوتهن خير لهن ) .. أخرجه أحمد وإسناده صحيح . 7- بعد انقضاء الصلاة تجلس بعض الأخوات هداهن الله يتحدثن وربما جر الكلام إلى المحرم والواجب عليهن بعد انقضاء الصلاة - الخروج إلى منازلهن - وأن يكن بعيدات عن الرجال . 8- من النساء من تجهل أحكام الجماعة وإدراكها كأن تدخل إلى المسجد والإمام قد شرع في صلاة التراويح ، فللنساء الجاهلات بأحكام الجماعة في هذا الموقف حالتان : فمنهن من تصلي العشاء على عجل في بيتها أو في المسجد لتدرك صلاة التراويح فتكون قد أخلّت بفريضة لتدرك سنة ، غافلة عن قوله تعالى في الحديث القدسي : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه . ومنهن من تصلي ركعتين على عجل لتدرك معه ركعتي التراويح لتتم صلاة العشاء وبهذه والتي قبلها لم تُصِبِ السنة ، بل خسرت الخشوع الذي أمرت به ، ولكن السنة في ذلك أن تدخل مع الإمام في صلاة التراويح بنية العشاء وإذا سلم أتمت ما فاتها بطمأنينة وخشوع . 9- من النساء من تسجد مع الإمام فإذا سجد ظلت ساجدة رغبة منها في الاستزادة من الدعاء، وغفلت عن أن هذا يعد تأخرا عن الإمام وهي مأمورة بمتابعته .ا.هـ من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله 10- ومن النساء من تمسك المصحف وهي تصلي تتابع مع الإمام قراءته وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاويه 14/233 : لا أرى أن الإنسان يتابع الإمام من المصحف لأنه يفوت مطلوبا ويقع في غير مرغوب فيه فيفوت النظر إلى موضع سجوده وكذلك وضع اليد ين على الصدر وهو السنة ، ويقع في غير مرغوب فيه وهو الحركة بحمل المصحف و فتحه وطيه ووضعه وهذه كلها حركات لا حاجة إليها .ا.هـ وثمة أخطاء أخرى تقع فيها النساء في المسجد ولكن المجال لا يتسع لذكرها . وفقني الله وإياكن لفهم دينه وعلمنا ما جهلنا ونفعنا بما علمنا .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،، المصدر : موقع الصحوة |
11-تربية الأبناء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … وبعد إن الأبناء هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى، يسر الفؤاد برؤيتهم، وتقر العين بمشاهدتهم وتسعد الروح بفرحهم، وكان من دعاء زكريا عليه السلام {رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين} . والبنون زينة الحياة الدنيا ولا يعرف عظم هذه النعمة إلا من حُرمها، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه . وأنت كأم مسؤولة عن هذه الأمانة التي حملك الله إياها . إنها أمانة تربية أبنائك،والتي تسألين عنها يوم القيامة، أحفظت أم ضيعت؟ وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين وحسن الخلق، وإلا كانت وبالاً على الوالدين في الدنيا والآخرة. وقد اشتد حرص السلف على مباشرة هذه المهمة - مهمة تربية الأبناء -، كما ذكر أن الخليفة العباسي المنصور بعث إلى من في السجن من بني أمية يقول لهم :ما أشد ما مر بكم في هذا السجن ؟ قالوا: ما فقدنا من تربية أولادنا . إذاً يلزمني وإياك أمور مما يخص سن فوق سبع سنوات، وذلك في الجانب الإيماني والاجتماعي أما التربوي فكثير ،ولكن مجالنا لا يتسع لذكره فأهم تلك الأمور:- 1. احرصي على سلامة عقيدتهم مما يشوبها ، فجنبيهم لبس الحروز والتمائم وقراءة الكف وغير ذلك من أمور الكهانة، وعظمي في قلوبهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وما أظن تفشي شوائب العقيدة تلك كقراءة الكف بين الطالبات في المدارس إلا بسبب جهل الوالدين أو تساهلهم في توجيه أبنائهم وتوعيتهم . 2. احرصي على غرس الإيمان في قلوبهم ورقابة الله عليهم . وتأملي وصايا لقمان لابنه {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله } وذكريهم أن الله يراقبهم ومطلع على أعمالهم ، فعن ثابت بن قيس رضي الله عنه قال : أتى علي رسول الله وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا ، فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي فلما جئت قالت: ما حبسك ؟ فقلت : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة ، فقالت: وما حاجته؟ قلت: إنها سر . قالت: لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً . قال أنس: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت [رواه مسلم] . فانظري يا رعاك الله إليها لم تعاقبه حين أخفى عنها كما يفعل بعضهن، بل إن بعضهن تكثر السؤال عليه حول خاصة البيوت التي يدخلها وما يحدث عندهم ، فتغرس في نفسه الفضول وإفشاء الأسرار وهي لا تعلم . 3. ذكريهم دوماً بأنه عزيز ذو انتقام لمن عصاه، وأنه غفور رحيم لمن تاب وأناب .. وذكريهم بالموت وشدته ، والقبر وظلمته، والقيامة وأهوالها ، حثيهم على الطاعات وخصوصاً الصلاة، وراقبيهم فيها وأيقظيهم من النوم لها، وعظمي شأنها في قلوبهم ، واحذري من الرحمة التي تحول دون إيقاظهم والتي توردك وإياهم النار والعياذ بالله . وهنيئاً لتلك الأم الكبيرة في السن التي تمسك بيد ولدها ذي التسع سنوات خوفاً عليه وتذهب به إلى المسجد لأداء صلاة الفجر مع الجماعة ، وتجلس عند باب المسجد إلى أن تقضى الصلاة ثم تعود به معها . عوديهم الصيام في صغرهم ليسهل عليهم إذا بلغوا ، وأشعريهم بمراقبة الله لهم ، فالصيام أعظم مُربٍّ لهم لاستشعار مراقبة الله . 4. راقبي أبناءك فلا تدعيهم يتساهلون بالمنكرات وأنت تعلمين ، فلا تسكتي وأنت تعلمين أن ابنتك تسمع الغناء وتضع المناكير وتتوضأ دون أن تزيله، أو أنها تنتف شعر حاجبها أو تقص شعرها القصات المحرمة، أو تخل بشيء من الحجاب الشرعي أو تتساهل فيه فتزين عباءتها أو تضعها على كتفها، أو تتعطر عند خروجها، أو تظهر شيئاً من بدنها، أو تذهب إلى السوق أو الأماكن العامة بمفردها، أو تركب مع السائق بمفردها، أو تتساهل بلبس العاري والقصير والمفتوح ولو أمام النساء، أو تقتني المجلات الهدامة ، وحذاري أن تجعلي الهاتف في غرفتها الخاصة وراقبيها عن بعد ، وإياك والثقة المفرطة ومن الوساوس التي ربما تؤثر على البنت فتفقدها الثقة بنفسها . ثم احذري أيتها الأم الفاضلة من احتجاجك بعدم قدرتك عليها أو أنك كارهة لهذا المنكر والكره كافٍ .. بل كوني قوية في الحق لا ترضين بباطل، لينة هشة فيما عدا ذلك . وتذكري دوماً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (ومن كانت له ابنتان فأحسن إليهما كن له ستراً من النار ) . قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : والإحسان إلى البنات يكون بتربيتهن التربية الإسلامية وتعليمهن وتنشئتهن على الحق والحرص على عفتهن . وبعدهن عما حرم الله من التبرج وغيره ، وهكذا تربية الأخوات والأولاد الذكور ، إلى غير ذلك من وجوه الإحسان حتى يتربى الجميع على طاعة الله ورسوله والبعد عما حرم الله والقيام بحق الله سبحانه وتعالى ، وبذلك يعلم أنه ليس المقصود مجرد الإحسان بالأكل والشرب والكسوة فقط . بل المراد ما هو أكبر من ذلك من الإحسان إليهم في عمل الدين والدنيا . وقال رحمه الله : إن الحديث عام للأب والأم .(من مجموع فتاوى ومقالات متعددة 4/377). ولله در تلك المرأة العربية التي لم ترض الاختلاط لابنتها مع الرجال الأجانب في المدرسة من طلاب ومعلمين ، بل إن عموم طابع الاختلاط في بلدها لم يثنِها عن موقفها حتى فصلتها عن المدرسة خشية إلفتها الاختلاط، وبدأت تعطيها العلم الشرعي في البيت فنرجو لها أن تكون قد أحسنت إلى ابنتها فكانت لها ستراً من النار . 5. حذري أبناءك من قرناء السوء ووضحي لهم مخاطر صحبتهم ، ولقد وجه سؤال إلى نزلاء دار الملاحظة في إحدى مدن المملكة حول السبب الذي ساقهم إلى هذا المكان ، فكانت إجابة 75% منهم أن السبب والدافع وراء ذلك قرناء السوء . فاحفظيهم منهم ومن الشارع ومخاطره، واجعليهم يستغلون أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع كحفظ القرآن في المسجد والالتحاق بالمراكز الصيفية في الإجازة .. ثم إياك وإياك من إدخال اللصوص إلى بيتك نعم لصوص العقيدة والفضيلة تلك الآلات المحرمة وخاصة (الدش) ولو كان قصدك إسعادهم . يقول أحد الدعاة :إن الأب الذي أهدى الدش لأبنائه إنما هو في الحقيقة أهدى أبناءه للدش . قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :من ترك شيئاً لله تهواه نفسه عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة ، فمن ترك المعاصي لله ونفسه تشتهيها عوضه الله إيماناً في قلبه وسعة وانشراحاً وبركة في رزقه وصحة في بدنه ، مع ما له من ثواب الله الذي لا يقدر على وصفه .أ.هـ من تفسيره. ثم احذري - أختي القارئة - من الدعاء عليهم ولو كنت غاضبة ، حتى لا توافقي ساعة استجابة فيستجاب لك، بل أكثري من الدعاء لهم .. قال القرطبي : لا شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل . نسأل الله عز وجل أن يصلح نياتنا وذرياتنا وأن يجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة ، وأن يعيننا على تحمل هذه الأمانة .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم المصدر : موقع الصحوة |
12-همة المرأة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد. إن الهمة العالية هي الإرادة القوية الرفيعة، والرغبة في التخلي عن الرذائل . قال ابن الجوزي ( من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيّ ) ، فإذا أصبح العبد وليس همه إلا الله وحده كمل الله حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته .. وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وأنكادها. وعالي الهمة ينظر إلى من هو فوقه في الدين، ويقول : فلان خير مني، فينافسه .. وساقط الهمة ينظر إلى من هو أسفل منه في الدين ويقول أنا خير من فلان . قال ابن القيم :فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار . فالنفوس العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة ولا بالخيانة لأنها أكبر من ذلك . والنفوس الحقيرة بالضد من ذلك .أ.هـ أختي المسلمة :- وبعد هذه الكلمات التي تعلي همة من يتوق إلى علو الهمة، تأملي معي حالنا - معشر النساء - ، تأملي حالنا … أفكارنا… آمالنا… طموحاتنا… أحاديثنا… فلم نكتفِ باليقظة حتى غلبت على مناماتنا من فرط التفكير فيها وانشغال الذهن بها. فنجد بعض النساء أحاديثهن تدور حول الأثاث أفضله وأجوده وأرقه… فأشغلهن تزيين بيوت الدنيا عن تزيين بيوت الآخرة… وبعضهن حول ما ابتلينا به الآن وعجت به الأسواق وضجت به ألسن النساء وهو الماركات، متمثلة في الساعات والشنط والاكسسوارت والملابس وما إلى ذلك، ولقد علم المنتجون بدنو همم النساء فصاروا يصنعون التقليد من تلك الماركات وهو - ظاهراً - مشابه لها تماماً إرضاءً لمن كانت همتها محصورة في تلك الأمور لكن لا تستطيع الوصول إليها أو تعبت من ملاحقة ما جد فيها، ومن المضحك المبكي حول ذلك أن معلمة اشترت ساعة من الماركات المعروفة بـ 35 ألف ريال وأتت بها إلى المدرسة وفي نظرها أن جميع المعلمات يقدرن لهذه الساعة قدرها ولكن فوجئت أن معلمة أخرى تلبس التقليد منها ب1500 ريال فخابت كل آمالها وانطفأت كل همة لديها، فاعتذرت وخرجت من المدرسة ذلك اليوم حيث أصيبت بالإحباط !! ومما يدل على دنو همم بعض نسائنا تهافتهن على المحلات التي لا تبيع من المنتج إلا قطعة واحدة مسايرة لرغبتهن في التفرد والتميز بهذا المنتج . ومن النساء من لديها همة ولكنها في أمور الدنيا وتفاهاتها أعظم منها في أمور الآخرة، فتجدها تتطلع إلى المعالي وتنافس غيرها في المسكن والأثاث واللباس والمستوى المادي و الاجتماعي وكثرة الخروج إلى الأسواق والمنتزهات والسفر وما إلى ذلك … فتجدها تسعى في تلك الأمور دوماً إلى الأفضل، وبالمقابل إذا نظرنا إلى تعاملها مع ربها ومع خلقه وحالها مع الطاعات والقربات وقضاء حاجات الناس ومع كتاب الله وجدنا أن المؤشر ثابت لا يزيد، إن لم نقل ينقص وبدون وقفات محاسبة أو تحسر . أختي المسلمة : إننا حين نتحدث حول علو الهمة فلا نطالبك بها أنت فقط ، بل أن تغرسيها في نفوس الصغار من اخوة وأطفال، واعلمي أن غرسها في نفوس الصغار تذليل لغرسها في نفسك أيضا، بل وتنشئتهم عليها لقول ابن القيم ( وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ) . ولكأني بك تتساءلين ، كيف أغرسها في نفوس الصغار ؟ وهل يدرك الصغار علو الهمة ؟ فأقول : إن الطفل إن غرس في فكره علو الهمة نشأ عاليها، وإن غرس في فكره دنوها نشأ دونيّها . فمن المربيات من أم وأخت من يكون همها مع الصغير ألا تنقص درجاته في المدرسة، بل يطمحون منه الزيادة دوما . ونحن لا نعتب عليها في ذلك ولكن بالمقابل لا تحرص على متابعته في أداء الصلاة وتحسُّن حاله مع ربه فهل تظنين أن هذا ينشأ عالي الهمة ؟! ومنهن من تُحرصّه مع بداية العام الدراسي على صحبة الطلبة المتفوقين دراسيا وأن يجلس في المقاعد الأمامية وبالمقابل لا تتفقده فيمن يخالل ويصاحب ؟ أزملاؤه صالحون أم لا ؟ فهل تظنيين أن هذا ينشأ عالي الهمة ؟! ومنهن من إذا حان وقت نوم أولادها قالت ناموا مبكرين لتستيقظوا مبكرين، ولا نسمعها تقول لتدركوا صلاة الفجر مع الجماعة بل إن منهن من توقظ أولادها أيام الاختبارات لمراجعة دروسهم وإن اُضطرها إلى مواصلة السهر طوال الليل حتى لا تفوت عليهم تلك الساعة، بل إن ذلك قد يكون بدافع الحرص منها لا من ولدها، وبالمقابل لا تبذل عشر تلك الجهود وذلك الحرص في إيقاظه للصلاة . فهل تظنيين أن هذا ينشأ عالي الهمة ؟! ومنهن من تُري أبناءها صور شخصيات ساقطة تمثل دور القوة والبطولة أو دور الفن والجمال ولو كانت شخصيات كافرة، وإن لم تكن تقصد ذلك فينحصر ذهنه وفكره حول بروز تلك الشخصيات فيظل يطمح إلى الوصول إلى مستواهم ؛ هذا إن لم تُعطه اللقمة وتقول كل لتتقوى وتصبح مثل فلان من تلك الشخصيات الوهمية الساقطة . فهل تظنيين أن هذا ينشأ عالي الهمة ؟! ولقد ورد أن الصحابة كانوا يعلمون أبناءهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن، فاعرضي عليهم أيتها المربية نماذج للمجاهدين الأبطال من الصحابة ومن تبعهم .. اعرضي عليهم نماذج ممن طمحوا في أعلى درجات الإيمان فنالوا أعلى درجات في الجنان .. اعرضي عليهم نماذج ممن تميزوا بحسن الخلق والسعي في حاجات الخلق، فما زال في الدنيا خير وما زال فيها نماذج أفذاذ يقتدى بهم ، ولا تظني أن الصغير لا يدرك تلك الأمور وإن لم يصرح بذلك بل إن هذه الصور تنطبع في ذهنه ولا تزول إلا بغرس نقائضها . أختي المسلمة : إننا حين نتحدث عن علو الهمة في هذا الشهر الكريم إشارة منا إلى أنه أولى الشهور بهذا العلو ولكن احذري من العلو الزائد والخيالي حيث تطمحين في فعل كذا وكذا من الطاعات والقربات في هذا الشهر وفور مضي عشرة أيام كحد أقصى إذا بك تشعرين بأن قواك قد خارت وهمتك قد ضعفت بسبب تلك الطموحات الخيالية، ولكن أعلي همتك في هذا الشهر بقدر لا ينفرك ولا ينزل بك إلى همة أقل من همتك في غيره من الشهور . أختي المسلمة : لعل لنا وقفة مع نماذج من السلف نستنير بها . قالت أم سفيان الثوري لسفيان وهو صغير : يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي . ولقد توفي أبو أحمد بن حنبل فاعتنت أمه بتربيته، وكانت توقظه قبل صلاة الفجر وهو صغير فيصليان معا ما شاء الله، فإذا أذن الفجر أمسكت بيده وذهبت به إلى المسجد وانتظرت حتى تقضى الصلاة ثم تعود إلى البيت . وحفظ القرآن وهو صغير فلما بلغ اثنتي عشرة سنة قالت : يا بني انطلق فاطلب العلم ؛ يقول الإمام أحمد : كنت ربما أردت البكور في طلب الحديث فتأخذ أمي بثيابي حتى يؤذن الناس أو حتى يصبحوا . وليست ببعيدة عنها الأم الكبيرة في السن التي تمسك بيد ولدها البالغ عشر سنوات لصلاة الفجر وتذهب معه خوفا عليه وتجلس عند باب المسجد إلى أن تقضى الصلاة . وكان والد عمر بن عبدالعزيز قد أرسل عمر وهو صغير إلى المدينة يتأدب فيها وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، وكان يلزمه الصلوات فأبطأ يوما عن الصلاة فقال : ما حبسك ؟ قال : مُرجِّلتي تُسكِّن شعري ، فقال : بَلَغَ مِنْ تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة ؟! وكتب بذلك إلى والده فبعث والده رسولا إليه فما كلمه حتى حلق شعره .. الله أكبر .. همم لا ترضى بغير القمم ومعالي الأمور، ولعلنا نهدي هذه الوقفة إلى من تقص شعر أبنائها وبناتها القصات الغربية لما فيها من التشبه، أو أنها من القزع المنهي عنه ، لما يغرس في نفس الولد من حب التميع و التأنث ونبذ الرجولة ودنو الهمة . نختم أختي المسلمة بنصيحة ابن الجوزي لابنه التي يقول فيها : ( وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات فإذا حثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم ، أو كسلا فسل الموفق ، فلن تنال خيرا إلا بطاعته ) . وفقنا الله لطاعته .. وأعلى هممنا في الخير والصلاح . المصدر : موقع الصحوة |
13-المرأة والقرار في البيت
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : قال تعالى {وقرن في بيوتكن } ، قال ابن كثير في تفسيره : أمر الله تعالى نساء النبي وغيرهن من النساء بالقرار في البيوت وعدم الخروج لغير حاجة . وقال القرطبي في تفسيره { وقرن في بيوتكن } من وقر أي السكن ومن القرار ، ثم قال : معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى ، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء ، فكيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة .ا.هـ ولقد نهجت نساء السلف منهج الاستجابة التامة لهذه الآية . قال القرطبي في تفسيره أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها ! وذكر أن سودة قيل لها : لمَ لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟ فقالت قد حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقر في بيتي . قال الراوي فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها رضوان الله عليها . قال ابن مسعود ما تقربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها . قال ابن العربي لقد دخلت نيفاً على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس التي رمي بها الخليل، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارًا إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى، ولقد رأيت في المسجد في الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه .ا.هـ [من تفسير القرطبي ] . فيعلم من هذا أختي المسلمة أن الأصل للمسلمة هو لزوم البيت لا الخروج، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل على لزوم البيت في قوله صلى الله عليه وسلم (امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) [رواه الترمذي وقال حديث حسن] ، فكيف بالمرأة التي يجب أن تحفظ وتصان عن الأنظار ؟ أختي المسلمة : إن في خروجك من بيتك مساوئ عدة منها مخالفة أمر الله تعالى الذي ما شرع أمرا إلا لحكمة يعلمها ، ولعلمه المحيط بعواقب الأمور وأنك عورة إذا خرجت استشرفك الشيطان، وأنه لا بد في بعض خروجك من خروج لأماكن عامة تختلطين فيها مع الرجال أو تخاطبينهم ، وأن هذا والله من أكبر نوازع الحياء، فإنه ينزع عنك جلباب الحياء رويدا رويدا .. فلكأني بالمرأة التي لا تكثر الخروج لا تتجرأ على محادثة الرجال وإلى النظر إليهم ، وإذا اضطرت إلى مقابلتهم في طريقها صدت عنهم وألزمت عينيها الأرض ، وأما إذا كثر خروجها فإنها تتجرأ على محادثة الرجال جرأة غير طبيعية لحاجة ولغير حاجة، وعلى النظر إليهم، بل إذا قابلتهم في طريقها اضطر الرجل مع الأسف إلى الابتعاد عنها من شدة جرأتها . ثم أن خروجك أختي المسلمة فيه تجسيد للفتنة بك ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) [ رواه البخاري ومسلم] وأخص بذلك من تخرج متبرجة - بأي صورة من صور التبرج - ، فلا أظنك ترضين أن تكوني سبباً في فتنة مسلم أو انحرافه . أختي المسلمة : أعلم أن الأمر بالقرار في البيت شاق على كل من اعتادت الخروج ولكن اغلقي سمعك عن كلام الناس وتعليقاتهم المثبطة، ثم سيري قدما نحو تطبيق أمر الله بالقرار في البيت وجاهدي نفسك على ذلك وستجدين من الله الإعانة والتيسير . واعلمي أن الخير كل الخير في بقاءك في بيتك وانشغالك في تأدية حق زوجك وتربية أولادك، فما ربت الخراجة الولاجة أبناءها مثلك يا من لزمت بيتك ، فالأصل رسالة البيت، وبقدر ما تبتعد المرأة عن بيتها وتخرج - سواء لحاجة أو لغير حاجة - بقدر ما ينتج عنه خلل في الوظيفة الأساس للمرأة، شعرنا بذلك أم لم نشعر . لما قيل له صلى الله عليه وسلم هل على النساء من جهاد ؟ قال : ( جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة ) [ رواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ] ، قال ابن حجر : وإنما لم يكن الجهاد واجبا عليهن لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر ومجانبة الرجال ، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد . " الفتح 44606 " وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله : سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة، ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراحا لصدرها، فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه . ا . هـ ثم اعلمي أن الإسلام لا يدعو إلى شل قدراتك، بل إن من البارعات القادرات الداعيات العالمات من لازمن بيوتهن، فما كل من خرجت أنتجت ولا كل من لازمت بيتها فشلت . وقد حفل الإسلام بذكر شخصيات نسائية تفوقت في فن من الفنون وقد لزمن بيوتهن مثل حفصة بنت سيرين التي قال عنها مهدي بن ميمون : مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة .. وغير حفصة كثير ، فمن لزمت بيتها تقربا إلى الله به فستحظى بالأجر العظيم والنفع العميم والتعويض خيرا، ولكن اجعلي نيتك خالصة لوجهه الكريم حتى لو كنت مجبرة على البقاء في البيت من قبل وليك حتى لا تحرمي نفسك الأجر . أختي المسلمة : من النساء من تحتج في خروجها بصلة الأرحام فتتلبس في هذه الحجة وهي ليست منها في شيء ، فتغفل جانبا مهما وهو جانب الواجب والأوجب ، فتجيب دعوة ذوي الطبقات العالية أهل الدعوات الراقية وتتجاهل غيرهم مثلا ، ناهيك عمن تخرج وينبني على خروجها محظور شرعي كركوب مع سائق بلا محرم أو سفر بلا محرم .. بل وإهمال لأولادها ومسؤولياتها . أختي المسلمة : اجعلي هذا الشهر الكريم فرصة لكِ لتطبيق شرع الله بالقرار في البيت فهو فرصة لذلك ، فنهاره صيام وليله قيام وأيامه معدودة ، وهي فرصة للطاعة واستثماره بالخيرات وتجنب الخروج ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وإذا ابتلت بالخروج فاحذري من التعطر والتبرج والخضوع بالقول في محادثة الرجال وتمسكي بحيائك فهو زينتك وشعارك . وختاما تذكري قول اله تعالى { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } يقول السعدي رحمه الله في هذه الآية : وإياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم فيحال بينكم بينه إذا أردتموه بعد ذلك وتختلف قلوبكم ، فإن الله يحول بين المرء وقلبه فيقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى يشاء .ا.هـ فتذكري أن الأمر بالقرار في البيت اختبار لأيمانك ومدى استجابتك لأمر الله فأري الله من نفسك خيرا . وفقني الله وإياكن لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد المصدر : موقع الصحوة |
14-المرأة والسوق
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.. أما بعد لقد أقبل شهر رمضان .. وبدأ الحديث عن الأسواق يملأ المجالس ، فصار الشهر الكريم كأنه شهر معاص وذنوب وفتن .... بل شهر أسواق . وإني إذ أتحدث اليوم معك بشأن الأسواق لا أمنعك أو أحرم عليك دخولها ، وإنما لما رأيت ما يدمع العين ويقض المضجع من حال النساء مع وفي الأسواق اخترت هذا الموضوع . أختي المسلمة : إن دخولك إلى السوق دخول إلى مكان يعج بالفتن ويموج بالمحن ، والشيطان ناصب فيه رايته فاحذري . نعم ، احذري أن تكوني ممن جعلت السوق همها والأزياء آمالها ، فصارت محيطة بجميع المعلومات حول جميع الأسواق ، وفروع المحلات ونوعية البضائع ومدى جودتها وأسعارها… واحذري من أن تكوني ممن جعلت السوق مهرباً وملاذا لها و فرارا من المشاكل الاجتماعية وهروبا من مواجهة الواقع فتكوني أرضا خصبة للفتن . واحذري من أن تكوني ممن تتابع كل جديد فما سمعت بجديد إلا هرعت إليه . ولا قرأت إعلانا عن عروض إلا أسرعت إليها قاهرة جميع الظروف المضادة لذهابها . ولا أظن أني أجرؤ أن أحذرك من أن تكوني ممن جعلن السوق مكاناً للقاء والاجتماع ورؤية الصديقات وأنت تعلمين أنه أبغض البلاد إلى الله . ولنا مع الذاهبات إلى الأسواق عدة وقفات منها : 1. لا تخضعي ظروفك وتقهريها من أجل الذهاب إلى السوق، وضعي في ذهنك أن ما لا يقضى اليوم يقضى غداً ولو فات وقته ، ولا أظن أن السوق يستحق خلافا بينك وبين زوجك أو أخيك أو أبيك .. وإن لم تجدي من يذهب بك إلى السوق في يوم معين فلست في حاجة ملحة تدفعك إلى ركوب مع السائق ... ناهيك عن أن تركبي معه بمفردك . 2. تذكري دوما أن الأصل قرارك في البيت وأن كثرة خروجك - وخصوصا للأماكن العامة التي تجدين فيها الرجال – ينزع عنك جلباب الحياء رويدا رويدا. واسألي إن شئت بعض النساء عن أحوالهن أول ما بدأن الخروج إلى الأسواق وأحوالهن بعدما اعتدنه … من نزع للحياء وجرأة على الرجال وتماد في المنكرات ، وتساهل بالحجاب وغير ذلك . وانظري إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تلك التي تربت في بيت النبوة إذ قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يُصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها - تعني إذا ماتت ووضعت في نعشها - قالت : يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله ، فإذا مت فغسليني أنتِ وعلي ولا يدخل علي أحد . [سير اعلام النبلاء 2 / 118] . فلا تريد رضي الله عنها أن ينظر إلى جسدها وهي على النعش وفرحت بوضع أعواد وعليها ثوب يمنع النظر إليها . فاحذري أخية من التمادي في محادثة الرجال أو إلانة القول أو تغنيج الصوت أو الإكثار من الكلام أو التعليقات بلا حاجة . ولا تتساهلي بالخلوة مع صاحب المحل فلكَم جرت تلكم الخلوة من ويلات ومصائب عدة . وإن أردت ضبط نفسك وتقويمها فتجنبي الذهاب إلى الأسواق بمفردك فإن لم يصحبك محرمك فلتصحبك أمك أو أختك أو من تذكّرك إذا نسيت . ولا تصحبي محرمك إلى أسواق تعج بالفتن فتعرضيه للفتنة وأنت تريدين حمايته . وأنت أيتها الأم أذكّرك بمسؤوليتك والأمانة التي حملتيها فراقيبي بناتك عند ذهابهن إلى الأسواق ، مع من يذهبن ؟ وإلى أي سوق يذهبن ؟ وماذا يلبسن ؟ وتأكدي بصورة أو بأخرى من التزامها الحجاب الشرعي الكامل في السوق وإن اضطرك ذلك إلى أن تذهبي معها . ولا أراك ممن يتهاونّ في حجاب البنات الحجاب الكامل الشرعي وهن في سن العاشرة فما فوق. أختي المسلمة : إن التبرج - مع الأسف - فشا في الأسواق بصور عدة تؤلم القلب وتدمع العين . من عباءة مزينة إلى مخصرة أو ملونة أو موضوعة على الكتف بطرحة كفستان العروس أو بنقاب يظهر العينين المزينتين بل لثام تحركه الرياح . ولقد عجبت من حال كثيرات ممن يضعن اللثام ، حيث يزين أو يحصرن زينة وجوههن فيما بد ا منها مع اللثام أو النقاب . ولو كشفن وجوههن لبدا الفرق جليا بين لوني الجزئين ، والعجب ليس في ذلك فحسب بل في غضبهن حين يُنكر عليهن أو يقال لهن إنكن تفتن الرجال بفعلكن هذا !! وإن المتلثمة - وكل امرأة تفعل مثلها - إذ تطهر نفسها من فتنة الرجال أو إرادة فتنة الرجال .. فمن هن اللاتي فتنّ الرجال ووقعن في شباك الرذيلة ؟! ومن صور التبرج المؤلمة في الأسواق لبس البنطال والكعب العالي وأخص ذا الصوت الرنان ، بل والعطر الذي يفوح بروائح مختلفة في الأماكن العامة ولا حول ولا قوة إلا بالله . وإنا إذ نقول ذلك ننصحك بأن تتنبهي بأن تراقبي رائحة الملابس التي ستخرجين بها والعباءة أيضا حتى لا تكون علقت بها روائح عطرية بغير قصد ، وإلا فنحن نربأ بك أن تكوني ممن يتقصدن التعطر عند الخروج . ومن الصور كذلك التهاون بتغطية القدم مع صراحة دليلها ، هذا إن سلمتِ من ظهور الساق عند قياس الحذاء أو ركوب السيارة أو حتى بارتداء ملابس قصيرة . ونحن إذ نذكرك ذلك ننصحك بتقوى الله ونحذرك من أن تضلي وتُضلي ، وأن تفتني وتُفتني . ولي وقفة مع النساء السلبيات الجامدات عند كل منكر يرينه في السوق – خصوصا -فاحذري من عاقبة السكوت عن المنكرات فإن السكوت سبيل إلى ألفتها . وليس لك عذر فوسائل الدعوة في هذا الزمان متيسرة ، فبالدعوة المباشرة والشريط والكتاب والرسالة . أختي المسلمة : عند ذهابك لشراء الملابس احذري من شراء ما منعك منه الشارع ولو كنت عند النساء ، وإن كنت ترغبين فيه أو ترين فيه تميزا فتذكري أن ذلك من الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " . ولا تنسي أن من لبس ثوب الشهرة ألبسه الله ثوب مذلة . أخت الإسلام لا تكثري من شراء الملابس بحجة عدم رغبتك في تكرار اللباس أمام الناس واحرمي نفسك - ولو مرة - من لباس ترغبين شراءه تواضعا لله ورغبة منك في نيل أجر عظيم وُعدتِ به في قوله صلى الله عليه و سلم : " من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها " رواه البيهقي . ألبسنــــــــا الله وإياك حلل الإيمان وكســــــانا بالهدى والتقى والإيمان .. المصدر : موقع الصحوة |
42- فتاوي رمضانيه
1- أشياء لا تـفسـد الصوم لسماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله والفقيه العلامة محمد بن عثيمـين رحمه الله الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. أما بعد. فإنه يكثر السؤال مع دخول كل رمضان عن أشياء تقع للمسلم في حياته اليومية وهي لا تفطر ولله الحمد. فبين يديك ـ أخي المسلم ـ هذه الفتاوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وسماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله . سؤال: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان هل يبطل صومه أم لا؟ وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟ الجواب: الاحتلام لا يبطل الصوم؛ لأنه ليس باختيار الصائم، وعليه أن يغتسل غسل الجنابة. إذا رأى الماء وهو المني. ولو أحتلم بعد صلاة الفجر وأخر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس.. وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر، لم يكن عليه حرج في ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم.. وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح.. ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة إلى طلوع الشمس، بل يجب على الجميع البدار بالغسل قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها. وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من أداء الصلاة في الجماعة .. والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: كنت صائماً ونمت في المسجد وبعدما استيقظت وجدت أني محتلم، هل يؤثر الاحتلام في الصوم علماً بأنني لم أغتسل وصليت الصلاة بدون غسل. ومرة أخرى أصابني حجر في رأسي وسال الدم منه هل أفطر بسبب الدم؟ وبالنسبة للقيء هل يفسد الصوم أم لا؟ أرجو إفادتي. الجواب: الاحتلام لا يفسد الصوم؛ لأنه ليس باختيار العبد ولكن عليه غسل الجنابة إذا خرج منه مني؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك أجاب بأن على المحتلم الغسل إذا وجد الماء يعني المني، وكونك صليت بدون غسل هذا غلط منك ومنكر عظيم، وعليك أن تعيد الصلاة مع التوبة إلى الله سبحانه، والحجر الذي أصاب رأسك حتى أسال الدم لا يبطل صومك، وهذا القي الذي خرج منك بغير اختيارك لا يبطل صومك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء" رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح . -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل خروج المذي لأي سبب كان، يفطر الصائم أم لا؟ الجواب: لا يفطر الصائم بخروجه منه في أصح قولي العلماء. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم أخذ الصائم الحقنة الشرجية للحاجة؟ الجواب: حكمها عدم الحرج في ذلك إذا احتاج إليها المريض في أصح قولي العلماء، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ وجمع كثير من أهل العلم لعدم مشابهتها للأكل والشرب. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم استعمال الإبر التي في الوريد والإبر في العضل.. وما الفرق بينهما للصائم؟ الجواب: بسم الله والحمد لله.. الصحيح أنهما لا يفطران، وإنما التي تفطر هي إبر التغذية خاصة، وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم؛ لأنه ليس مثل الحجامة، أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوال العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم" . -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: إذا حصل للإنسان ألم في أسنانه،وراجع الطبيب، وعمل له تنظيفاً أو حشواً أو خلع أحد أسنانه، فهل يؤثر ذلك على صيامه؟ ولو أن الطبيب أعطاه إبرة لتخدير سنة، فهل لذلك أثر على الصيام؟ الجواب: ليس لما ذكر في السؤال أثر في صحة الصيام،بل ذلك معفو عنه، وعليه أن تحفظ من ابتلاع شيء من الدواء أو الدم، وهكذا الإبرة المذكورة لا أثر لها في صحة الصوم لكونها ليس في معنى الأكل والشرب.. والأصل صحة الصوم وسلامته. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل يجوز للصائم أن يستعمل معجون الأسنان وهو صائم في نهار رمضان؟ الجواب: لا حرج في ذلك مع التحفظ عن ابتلاع شيء منه، كما يشرع استعمال السواك للصائم في أول النهـار وآخره، وذهـب بعض أهل العـلم إلى كـراهة السـواك بعـد الـزوال، وهـو قـول مـرجوح والصواب عدم الكراهة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها. ولقوله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" متفق عليه. وهذا يشمل صلاة الظهر والعصر، وهما بعد الزوال. والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر أم لا؟ الجواب: الصحيح أن قطرة العين لا تفطر، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم: إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً، لأن العين ليست منفذاً، لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من وجد طعمها في الحلق فلا بأس، وإلا فالصحيح لا تفطر سواء كانت في العين أو في الأذن. سؤال: أنا رجل مصاب بمرض الربو، وقد نصحني الطبيب باستخدام العلاج بواسطة البخاخ عن طريق الفم، فما حكم استعمالي هذا العلاج حال صومي رمضان؟ جزاكم الله خيراً. الجواب: بسم الله والحمد الله، حكمه الإباحة إذا اضطررت إلى ذلك؛ لقول الله عز وجل: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه}[الأنعام: 119] ، ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبه سحب الدم للتحليل، والإبر غير المغذية. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: يوجد في الصيدليات معطر خاص للفم، وهو عبارة عن بخاخ. فهل يجوز استعماله خلال نهار رمضان لإزالة الرائحة من الفم؟ الجواب: لا نعلم بأساً في استعمال ما يزيل الرائحة الكريهة من الفم في حق الصائم وغيره إذا كان ذلك طاهراً مباحاً. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم استعمال الكحل وبعض أدوات التجميل للنساء خلال نهار رمضان، وهل تفطر هذه أم لا ؟ الجواب: الكحل لا يفطر النساء ولا الرجال في أصح قولي العلماء مطلقاً، ولكن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم، وهكذا ما يحصل به تجميل الوجه من الصابون والأدهان وغير ذلك مما يتعلق بظاهرة الجلد، ومن ذلك الحناء والمكياج وأشباه ذلك،مع أنه لا ينبغي استعمال المكياج إذا كان يضر الوجه،والله ولي التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل القيء يفسد الصوم؟ الجواب: كثيراً ما يعرض للصائم أموراً لم يتعمدها، من جراح، أو رعاف، أو قيء، أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء". -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم بلع الريق للصائم؟ الجواب: لا حرج في بلع الريق، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه، أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منها، وليسا مثل الريق، وبالله التوفيق. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل يجوز استعمال الطيب، كدهن العود والكولونيا والبخور في نهار رمضان؟ الجواب: نعم يجوز استعماله بشرط ألا يستنشق البخور. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: رجل صائم اغتسل وبسبب قوة ضغط الماء دخل الماء إلى جوفه من غير اختياره فهل عليه القضاء؟ الجواب: ليس عليه قضاء لكونه لم يتعمد ذلك، فهو في حكم المكره والناسي. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل اغتياب الناس يفطر في رمضان؟ الجواب: الغيبة لا تفطر الصائم وهي ذكر الإنسان أخاه بما يكره وهي معصية، لقول الله عز وجل: {ولا يغتب بعضكم بعضا}[الحجرات: 12]، وهكذا النميمة والسب والشتم والكذب كل ذلك لا يفطر الصائم، ولكنها معاصي يجب الحذر منها واجتنابها من الصائم وغيره، وهي تجرح الصوم وتضعف الأجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"رواه الإمام البخاري في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم"متفق عليه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما الحكم إذا خرج من الصائم دم كالرعاف ونحوه، وهل يجوز للصائم التبرع بدمه أو سحب شيء منه للتحليل؟ الجواب: خروج الدم من الصائم كالرعاف والاستحاضة ونحوهما لا يفسد الصوم. وإنما يفسد الصوم الحيض والنفاس والحجامة. ولا حرج على الصائم في تحليل الدم عند الحاجة إلى ذلك، ولا يفسد الصوم بذلك، أما التبرع بالدم فالأحوط تأجيله إلى ما بعد الإفطار؛ لأنه في الغالب يكون كثيراً، فيشبه الحجامة. والله ولي التوفيق. [مجموعة فتاوى سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ] -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما الحكم إذا أكل الصائم ناسياً؟ وما الواجب على من رآه؟ الجواب: من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر فيجب عليه أن يقلع، حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها، ودليل تمام صومه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله ـ تعالى ـ: {ربنا لا تؤاخذنآ إن نسينآ أو أخطأنا} [البقرة: 286] فقال الله ـ تعالى ـ: "قد فعلت". أما من رآه فإنه يجب عليه أن يذكره؛ لأن هذا من تغيير المنكر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة، أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم السواك والطيب للصائم؟ الجواب: الصواب أن التسوك للصائم سنة في أول النهار وفي آخره، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". وقوله: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة". وأما الطيب فكذلك جائز للصائم في أول النهار وفي آخره سواء كان الطيب بخوراً، أو دهناً، أو غير ذلك، إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور، لأن البخـور لـه أجزاء محسوسة مشاهدة إذا استنشقه تصاعدت إلى داخل أنفه ثم إلى معدته،ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: خروج الدم من لثة الصائم هل يفطر؟ الجواب: الدم الذي يخرج من الأسنان لا يؤثر على الصوم، لكن يحترز من ابتلاعه ما أمكن، وكذلك لو رعف أنفه واحترز من ابتلاعه، فإنه ليس عليه في ذلك شيء، ولا يلزم القضاء. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد طلوعه فما حكم صومها؟ الجواب: صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن تتيقن أنها طهرت، لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: ((لا تجعلن حتى ترين القصة البيضاء))، فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت، فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها. وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر، أو قبل طلوع الفجر، ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ في رمضان وفي غيره، لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها، ولها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليه جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيصوم ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: ما حكم التبرد للصائم؟ الجواب: التبرد للصائم جائز لا بأس به، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصب على رأسه الماء من الحر، أو من العطش وهو صائم، وكان ابن عمر يبل ثوبه وهو صائم بالماء لتخفيف شدة الحرارة، أو العطش، والرطوبة لا تؤثر؛ لأنها ليس ماء يصل إلى المعدة. -------------------------------------------------------------------------------- سؤال: هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟ الجواب: لا يبطل الصوم بتذوق الطعام إذا لم يبتلعه ولكن لا يفعله إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل. [فتاوى أركان الإسلام للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ] إعداد دار ابن الأثير |
2-
فتاوى في الصيام أعدها وجمعها: محمد صالح المنجد الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعيـن، وبعد: فـهذه طائفة من أحكام الصيام، مجموعة من كلام أهل العلم،من المتقدمين والـمـتـأخـريـن، بطريقـة السؤال والجواب. س : ما هو فضل الصيام؟ ج : في ذلك آيات وأحاديث كثيرة ، منها قوله تعالى:((إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)) قال أهل التفسير: هم الصائمون. وقال -صلى الله عليه وسلم- : »إن في الجنة باباً يقال له الريان : يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون؟ ، فيقومون فيدخلون مـنـــه، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد« (وفي رواية: من دخل شرب ، ومن شرب لم يـظـمـــأ أبداً) [صحيح الجامع الصغير ، رقم 2121 ، وانظر صحيح الترغيب 1/410]. وفي الصحيحين ، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:» قال الله عز وجل ، كل عـمـــل ابن آدم لـه (وفي مسلم : يضاعف الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف) إلا الصوم ، فإنه لي وأنـا أجزي به ، والصيام جنة« (وفي رواية صحيحة: يستجن به العبد من النار). وفـي حديث يحيى بن زكريا: »وأمركم بالصيام ، ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة ، كلهم يجد ريح المسك ، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك« [صحيح الجامع الصغير رقم (1720)]. س : ما حكم من صام رمضان استشفاء من مرض أو تخفيفاً للوزن؟ ج : إن اقـتـصـرت نـيـته على هذا فليس له في الآخرة من نصيب ، قال تعالى: ((مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً ، ومَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً))[الإسراء/18-19]. ويجب أن تكون نية المؤمن مطابقة لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:»من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه« [صحيح الترغيب 1/415] وينبغي على الدعاة أن يبينوا للناس معنى كلمة (احتساباً) ويدعوا ذكر الفوائد الدنيوية للمؤلفة قلوبهم. س : كيف يحكم بدخول شهر رمضان؟.. ج : بأحد أمرين : - الأول : رؤية هلاله ، لقوله تعالى:((فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) فإذا أعلن ثبوته مصدر موثوق وجب العمل بذلك. - الثاني : إكمال شعبان ثلاثين يوماً،ولا مانع من توالي شهرين أو أكثر في السنة الهجرية كل منها 29 يوماً أو 30 يوماً. س : إذا أسلم الكافر،أو بلغ الصبي،أو شفي المريض، أو أقام المسافر،أو طهرت الحائض، أثناء النهار في رمضان فماذا يجب عليهم من جهة الإمساك والقضاء؟ ج : إذا أسلم الكافر ، أو بلغ الصغير، أثناء النهار لزمهما إمساك بقية اليوم وليس عليهما قضاؤه، ولا قـضـاء الأيـام الـتـي قـبـلـه من الشهر، لأنـهما لم يكونا من أهل الوجوب عند الإمساك. - وإذا شفي المريض ، أو أقام المسافر ، أو طهرت الحائض ، فالأحوط الإمساك بقية اليوم (للخلاف في المسألة) وعليهم قضاء هذا اليوم ، وما فاتهم قبله. والفرق بين القسمين: أن القسم الأول تحقق لديهم الشرط أما القسم الثاني فقد زال عنهم المانع. س : متى يؤمر الصبي بالصيام؟ ج : قال الخرقي : وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أخذ به. قال ابن قدامة: واعتباره بالعشر أولى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالضرب على الصلاة عندها ، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب إحداهما من الأخرى ، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام ، إلا أن الصوم أشق فاعتبرت له الطاقة ، لأنه قد يطيق الصلاة من لا يطيقه.[المغني مع الشرح 3/90] . فما بالك أيها الأخ المسلم بمن يمنع أولاده من الصيام رحمة بهم بزعمه!! س : رجل بلغ من الكبر عتياً ، وأصبح لا يعرف أولاده ، ولا الجهات الأصلية ، فماذا عليه في الصوم؟. ج : إذا كان الواقع ما ذكر ، فليس عليه صلاة ولا صيام ولا إطعام. وإذا كان يعود إليه عقله أحياناً ، ويذهب أحياناً ، فإذا عاد إليه صام ، وإذا ذهب عنه سقط عنه الصيام. س : ما حكم الصيام للمريض؟ ج : إذا ثبت بالطب أن الصوم يسبب هلاك المريض فلا يجوز له الصيام ، أما إن ثبت أن الصوم يجلب المرض له أو يضر بالمريض بزيادة مرضه أو تأخير شفائه أو يؤلمه أو يشق عليه الصيام ، فالمتسحب له أن يفطر ثم يقضي. س : شخص مصاب بقرحة في معدته ، ونهاه الطبيب عن الصيام مدة خمس سنوات. فما الحكم؟ ج : إذا كان الطبيب الذي نهاه عن الصوم ثقة مأموناً خبيراً في طبه ، فيتعين السمع والطاعة لنصحه ، وذلك بإفطاره في رمضان حتى يجد القدرة والاستطاعة على الصوم ، لقوله تعالى:((فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) فإذا شفي من مرضه ، تعين عليه صوم أشهر رمضان التي أفطرها. س : ما حكم العاجز عن الصيام عجزاً كلياً لمرض لا يرجى شفاؤه أو لكبر سنه؟ ج : عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ، نصف صاع من قوت البلد ، (مثال : قرابة1.5 كغ من الأرز) يدفعها في أول الشهر كما فعل أنس رضي الله عنه ، ويجوز أثناءه أو في آخره. س : رجل مريض أخبره الأطباء أن شفاءه ممكن ، فهل يجزئه الإطعام؟ ج : لا يجزئه الإطعام ، ويجب عليه الانتظار حتى يشفى ثم يقضى. س : رجل مريض ينتظر الشفاء ليصوم ، فمات ، فماذا عليه؟. ج : ليس عليه شيء لأن الصيام حق لله تبارك وتعالى ، وجب بالشرع ومات من يجب عليه قبل إمكان فعله فسقط إلى غير بدل كالحج. س: شخص صام جزءاً من رمضان ثم عجز عن إكمال الباقي ، فماذا يعمل؟ ج : إن كان عجزه لأمر طارئ يزول ، انتظر حتى يزول ثم يقضى ، وإن كان عجزه لأمر دائم ، فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً كما تقدم. س : ما حكم الصوم للمسافر؟ ج : إذا شق عليه الصوم في السفر فالأفضل أن يأخذ بالرخصة فيفطر. وإن لم يشق عليه صام والفطر جائز. س : متى يفطر الصائم؟ ج : في ذلك حديثان : - الأول : حديث أنس رضي الله عنه أنه أفطر على دابته قبل أن يخرج وقد تهيأ للرحيل. - الثاني : حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين ، قال : خرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حتى بلغ عسفان ، ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليراه الناس ثم أفطر. فالأحوط أن لا يفطر المسافر إلا إذا خرج من بلدته وفارق البيوت. س : رجل قرر في إحدى الليالي من رمضان أن يسافر غداً في النهار ، فهل يجوز له أن يبيت نية الإفطار؟ ج : لا يجوز له ذلك ، بل ينوي الصيام ، لأنه لا يدري ما يعرض له ، فقد لا يستطيع السفر ، فإذا سافر أفطر إن شاء كما تقدم. س : رجل أراد مواقعة أهله في رمضان ، فسافر من أجل ذلك؟ ج : فعله حرام ، لأنه قصد التحايل ، وهو آثم ولا يجوز له الفطر ((يُخَادِعُونَ اللَّهَ وهُوَ خَادِعُهُمْ)). س : هل يجوز الإفطار في المطار؟ ج : إن كان المطار داخل البلد أو في حدودها فإنه ينتظر حتى تقلع الطائرة وتبتعد ، ثم يفطر ، وإن كان المطار خارج البلد ، جاز له الفطر في المطار. س : غربت الشمس في المطار فأفطرنا بعد الصيام ، فلما أقلعت الطائرة وارتفعت رأينا الشمس مرة أخرى ، فما حكم الصيام؟ ج : الصيام صحيح ، لأنه عليه الصلاة والسلام قال :»إذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم« [ متفق عليه ]. س : من صام في بلد ، ثم سافر إلى بلد آخر ، صام أهله قبله أو بعده ، فماذا يفعل؟ ج : يفطر بإفطار أهل البلد الذين ذهب إليهم ، ولو زاد على ثلاثين يوماً (بالنسبة له) لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :»الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون« [رواه الترمذي وهو حديث صحيح ]. لكن إن لم يكمل تسعة وعشرين فعليه إكمال ذلك الشهر (بعد يوم العيد) ، لأن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً. س : صامت امرأة ، وقبل الغروب بلحظات خرج منها الدم ، فما حكم صيامها؟ ج : إن خرج فعلاً ، فقد بطل الصوم وهي مأجورة ، وتقضي بدلاً منه ، أما إن أحسَّت به داخل الجسم ولم يخرج ، أو خرج بعد الغروب ، فصيامها صحيح. س : امرأة طهرت قبل الفجر في رمضان ، ولم تغتسل إلا بعد الفجر ، وكذلك رجل أصبح جنباً ولم يغتسل إلا بعد الفجر ، فما حكم صيامهما؟ ج : صيام المرأة المذكورة صحيح ، وكذلك صيام الجنب ، لحديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه : »كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، ثم يغتسل ويصوم «. وكذلك النفساء مثل الحائض في الحكم إذا طهرت قبل الفجر. ولكن يجب التعجيل بالاغتسال لإدراك صلاة الفجر. س : هل يجوز للمرأة استعمال حبوب لمنع الحيض في رمضان؟ ج : يجوز أن تستعمل المرأة أدوية لمنع الحيض في رمضان إذا قرر أهل الخبرة الأمناء من الأطباء ومن في حكمهم أن ذلك لا يضرها. وخير لها أن تكف عن ذلك ، وقد جعل الله لها رخصة في الفطر ، إذا جاءها الحيض في رمضان وشرع لها قضاء الأيام التي أفطرتها ورضي لها بذلك ديناً. س : شخص لم يدر أن رمضان قد دخل ، إلا في صباح اليوم التالي ، فماذا يعمل؟ ج : يمسك ذلك اليوم ، ويقضي يوماً بدلاً منه ، لقوله -صلى الله عليه وسلم- :» لا صيام لمن لم يفرضه من الليل« [صحيح الجامع الصغير رقم (7516) ]. س : ما هي المفطرات؟ ج : ذكر شيخ الإسلام رحمه الله : أن من المفطرات ما يكون من نوع الاستفراغ :كالجماع والاستقاءة ، والحيض والاحتجام. ومنها ما يكون من نوع الامتلاء: كالأكل والشرب (وما في معناها كالحقن المغذية) ومن الخارجات نوع لا يقدر على الاحتراز منه : كالأخبثين ، وإذا خدعه القيء والاحتلام في النوم ، وخروج الدم من الجروح ، والاستحاضة ، بخلاف ما إذا استقاء عمداً أو استمنى عمداً. [ الفتاوى25 /265]. والمفطرات (ما عدا الحيض والنفاس) لا تفسد الصوم إلا إذا فعلها الشخص مختاراً غير مكره ، ذاكراً غير ناسٍ ، عالماً غير جاهل. س : ما حكم قطرة العين والأذن؟ ج : لا تفطر كما ذكر أهل العلم ، وكذلك : الطيب والكحل ، وأخذ الدم للتحليل ، والرعاف ، والحقنة الشرجية ، والإبر غير المغدية ، والغبار ، وذوق الطبّاخ للطعام دون دخوله إلى جوفه ، ومن تمضمض فدخل الماء رغماً عنه إلى جوفه ، ودواء الربو الذي يؤخذ بطريق الاستنشاق ، وبلع الريق. وكذلك السواك فهو جائز في جميع أجزاء النهار. س : ما حكم التقبيل في نهار رمضان؟ ج : إذا عرف الشخص من نفسه أنه إذا قبّل لا يخرج منه شيء ، جاز له التقبيل ، كما ورد في الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل وهو صائم ، أما إذا كان يعلم من عادته أنه سينزل ، أو لا يضمن نفسه ، فلا يقبل ، لأنه إذا أنزل عند التقبيل أو اللمس فقد فسد صيامه. س : ما حكم بقايا الطعام في الفم ، وفتات السواك ، واستخدام معجون الأسنان؟ ج : إذا طلع الفجر عليه فعليه إخراج بقايا الطعام من فيه ولايجوز بلعها. وكذلك لا يجوز بلع فتات السواك ، وإذا وصلت إلى حلقه رغماً عنه ، فليس عليه شيء. وكذلك الدم الخارج من اللثة لا يفطره إذا بلغ جوفه دون قصد. أما بالنسبة لمعجون الأسنان فإنه لا يخلو من حالين : أحدهما : أن يكون قوياً ، ينفذ إلى المعدة ولا يتمكن الإنسان من ضبطه ، فهذا محظور عليه ، ولا يجوز له استعماله ، وعلى الأقل فهو يكره. أما إذا كان يمكنه أن يتحرز منه ، فإنه لا حرج عليه في استعماله.. س : ما حكم الأكل والشرب أثناء الأذان؟ ج : إن سمع الأذان وعلم أنه يؤذن على الفجر ، وجب عليه الإمساك ، وإن كان يؤذن قبل طلوع الفجر ، لم يجب عليه الإمساك حتى يتبين له الفجر ، وإن كان لا يعلم حال المؤذن هل أذن قبل الفجر أو بعده ، فالأولى والأحوط أن يمسك إذا سمع الأذان ، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئاً حين الأذان لأنه لم يعلم بطلوع الفجر ، لكن عليه أن يحتاط بالتقويمات التي تحدد الوقت بالساعة والدقيقة. س : ماذا يفعل من غربت الشمس وهو يقود سيارته ، وليس عنده ما يفطر به؟ ج : ينوي الفطر بقلبه ، ولا يفعل كبعض الجهال : يمص أصبعه أو يبلع ريقه. س : لم يخبر أمه بطلوع الشمس شفقة عليها حتى يتسنى لها الشرب ، فما الحكم؟ ج : الأحوط أن تعيد الصيام ، ويستغفر هو ويتوب. س : إذا رأى شخص صائماً يأكل ناسياً ، فهل يجب عليه أن يذكره؟ ج : نعم يجب عليه ذلك لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : »إذا نسيت فذكروني« ولأنه بالنسبة للمشاهد يعتبر منكراً يجب تغييره ، ولأنه من باب التعاون على البر والتقوى. س : ما حكم التهنئة بدخول شهر رمضان؟ ج : لا حرج في ذلك. نسأل الله أن يعيننا وإخواننا المسلمين على صيامه وقيامه كما يحب ويرضى ، والله تعالى أعلم. المصادر : -المغني مع الشرح الكبير - الجزء الثالث. -مجموع الفتاوى لابن تيمية - الجزء الخامس والعشرون. مجالس شهر رمضان -للشيخ محمد بن صالح العثيمين. مجلة البحوث الإسلامية - العدد الرابع عشر. -فتاوى مجلة الدعوة. -فتاوى نور على الدرب - للشيخ عبد العزيز بن باز. - فتاوى نور على الدرب - للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين. المصدر مجلة البيان |
3-فتاوى رمضانية
للعلامة بن عثيمين رحمه الله أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأداء الأمانة ونصح الأمة وجهاد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وسلم : س 1- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا ؟ ج 1 - ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب,فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج , ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج ,ولكن العدد الأفضل ما كان النبي ,صلى الله عليه وسلم ,يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة , فإن أم المؤمنين ، عائشة سُئلت :كيف كان النبي يصلي في رمضان ؟ فقالت : لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة , ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع , وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين , خلاف ما يفعله الناس اليوم , يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه , والإمامة ولاية , والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح . وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ , بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي , صلى الله عليه وسلم يفعله , من إطالة القيام والركوع و السجود و القعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 2 - بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان , فما هي صحة صومهم ؟ ج 2 - إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب . أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان فإن له أن يأكل و يشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 3 - ما هو السفر المبيح للفطر ؟ ج 3 - السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 ) كيلو ونصف تقريبا ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر , ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة ,وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 4 - خروج الدم من الصائم هل يفطر ؟ ج 4 - النزيف الذي يحصل على الأسنان لا يؤثر على الصوم ما دام يحترز من ابتلاعه ما أمكن , لأن خروج الدم بغير إرادة الإنسان لا يعد مفطرا ولا يلزم من أصابه ذلك أن يقضي , وكذلك لو رعف أنفه واحترز ما يمكنه عن ابتلاعه فإنه ليس عليه في شيء ولا يلزمه قضاء . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 5- ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان ؟ ج 5- لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرما يصل إلى المعدة وهو الدخان . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 6 - هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها في الفراش وهو في رمضان ؟ ج 6 - نعم يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها وهو صائم ,سواء في رمضان أو في غير رمضان , ولكنه إن أمنى من ذلك فإن صومه يفسد ,فإن كان في نهار رمضان لزمه إمساك بقية اليوم ولزمه قضاء ذلك اليوم , وإن كان في غير رمضان فقد فسد صومه ولا يلزمه الإمساك لكن إذا كان صومه واجبا وجب عليه قضاء ذلك اليوم وإن كان صومه تطوعا فلا قضاء عليه . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 7 - يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( تسحروا فإن في السحور بركة )). فما المقصود ببركة السحور ؟ ج 7- بركة السحور المراد بها البركة الشرعية و البركة البدنية , أما البركة الشرعية منها امتثال أمر الرسول والاقتداء به وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 8- ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب ؟ ج 8 - الصحيح أن القضاء لا يلزمه إن تاب لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر فإن الله لا يقبلها منه ,وعلى هذا فلا فائدة من قضائه ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح ومن تاب تاب الله عليه . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س9- المريض مرضا مستمرا ماذا يفعل ؟ ج 9 - إذا كان المريض بمرض يرجى برؤه فإنه يقضي ما فاته أثناء مرضه , وأما إذا كان مريضا لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره أما إذا قال له الطبيب إن صومك يضرك في أيام الصيف فنقول له يصوم ذلك في أيام الشتاء , وهذا تختلف حاله عن الذي يضره الصوم دائما والله أعلم . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 10 - ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان ؟ ج 10 - إن كان ممن يباح له الفطر ولها كما لو كان مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين ,أما إذا كان مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم وعليه مع القضاء عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وزوجته مثله إن كانت مطاوعة أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو به مرض مزمن قد يصعب علاجه فماذا عليه ؟ ج 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى زواله لم يجب عليه الصوم ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا مما يطعم الناس من البُر أو غيره . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان فما حكم صومه ؟ ج12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم لم يضره لأنه بغير اختياره .والنائم مرفوع عنه القلم . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س13- النظر إلى النساء والأولاد المُرد هل يؤثر على الصيام ؟ ج13- نعم كل معصية فإنها تؤثر على الصيام ، لأن الله تعالى إنما فرض علينا الصيام للتقوى : (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) وهذا الرجل الذي ابتلى هذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها هذا لاشك أنه يفعل المحرم فإن النظر سهم من سهام إبليس والعياذ بالله ، كم من نظرة أوقعت صاحبها البلايا فصار والعياذ بالله أسيراً لها كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيراً في عشق الصور ، ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلى بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيه منه ، وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء أو أحد من المرد وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى . [ الشيخ محمد بن عثيمين] نقلا عن الأخ..basfar911 منتدى السيف |
4-فتاوى نسائية رمضانية
بسم الله الرحمن الرحيم س1 : ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم . ج1 : من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أُرز أو غير ذلك . أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه . [ الشيخ بن باز ] ***** س2 : منذ عشر سنوات تقريباً كان بلوغي من خلال امارات البلوغ المعروفة غير إنني في السنة الأولى من بلوغي أدركت رمضان ولم أصمه فهل يلزمني الآن قضاءُه ؟ وهل يلزمني زيادة على القضاء كفارة ؟ ج2 : يلزمك القضاء لذلك الشهر الذي لم تصوميه مع التوبة والاستغفار وعليك مع ذلك إطعام مسكين لكل يوم مقداره نصف صاع من قوت البلد من التمر أو الأرز أو غيرهما إذا كنت تستطيعين . أما إن كنتِ فقيرة لا تستطيعين فلا شئ عليكِ سوى الصيام . [ الشيخ بن باز ] ***** س3 : إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتُصلي أم لا ؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر ؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتُصلي أم لا ؟ ج3 : إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغُسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها فإن عاد عليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء وصارت في حكم النُفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فساد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم بل تُصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يُخفف عنها الدم من القطن أو نحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية أعني الحيض فإنها تترك الصلاة . [ الشيخ ابن باز ] ***** س4 : هل يجوز تأخير غُسل الجنابة إلى طلوع الفجر وهل يجوز للنساء تأخير غُسل الحيض أو النُفساء إلى طلوع الفجر ؟ ج4 : إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ولا مانع من تأخير الغُسل إلى بعد طلوع الفجر ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يُدرك صلاة الفجر مع الجماعة . [ الشيخ ابن باز ] ***** س5 : ماذا على الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان ؟ وماذا يكفي إطعامه من الأرز ؟ ج5 : لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا لعذر فإن أفطرتا لعذر وجب عليهما قضاء الصوم لقوله تعالى في المريض : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } . [ البقرة : 184 ] وهما بمعنى المريض وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم من البر أو الأرز أو التمر أو غيرها من قوت الآدميين وقال بعض العلماء ليس عليهما سوى القضاء على كل حال لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها وهذا مذهب أبي حنيفة وهو قوي . [ الشيخ ابن عثيمين ] ***** س6 : إمرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم ؟ ج6 : الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني لعذر ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع فإن الله يقويها على أن تقضي رمضان الثاني فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني . [ الشيخ ابن عثيمين ] ***** س7 : تعمد بعض النساء إلى أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية - الحيض - والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد فهل هذا جائز وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء ؟ ج7 : الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها هذه الحكمة تُناسب طبيعة المرأة فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " هذا بغض النظر عما تُسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملون هذه الحبوب والحمد لله على قدره وحكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم . [ الشيخ ابن عثيمين ] ***** س8 : أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة وأنا لم أصم ولم أصلِ تكاسلاً ووالديّ َ ينصحانني ولكن لم أبال فما الذي يجب عليَ أن أفعله علماً أن الله هداني وأنا الآن أصوم ونادمة على ما سبق ؟ ج8 : التوبة تهدم ما قبلها فعليكِ بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل من صلاة في الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقراءة قرآن ودعاء و الله يقبل التوبة من عباده ويعفو ويعفو عن السيئات . [ الشيخ ابن باز ] ***** س9 : عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع ؟ ج9 : لا تعجلي حتى ترى القصة البيضاء التي يعرفها النساء وهيَ علامة الطهر ، فتوقف الدم ليس هو الطهر وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة . [ الشيخ ابن باز ] ***** س10 : ما حُكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً هل أصلي وأصوم ؟ ج10 : ما يخرج من المرأة بعد الولادة حُكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين . فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه . [ الشيخ ابن باز ] ***** س11 : هل يجوز لي أن أقرأ في كتب دينية ككتب التفسير وغيرها وأنا على جنابة وفي وقت العادة الشهرية ؟ ج11 : يجوز قراءة الجُنب والحائض في كُتب التفسير وكُتب الفقه والأدب الديني والحديث والتوحيد ونحوها وإنما منع من قراءة القرآن على وجه التلاوة لا على وجه الدعاء أو الاستدلال ونحو ذلك . [ الشيخ ابن باز ] ***** س12 : ما حُكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هيَ سبعة أيام ولكن في بعض الأشهر يأتي خارج أيام الدورة ولكن بنسبة أقل جداً وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين فهل تجب عليَ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء ؟ ج12 : هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يُحسب من العادة فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تُصلي ولا تصوم ولا تمس المصحف ولا يأتيها زوجها في الفرج فإذا طهرت واننقطعت أيام عادتها واغتسلت فهيَ في حُكم الطاهرات ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدره فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها . [ الشيخ ابن باز ] ***** س13 : عندما كنت صغيرة في سن الثالثة عشرة صُمت رمضان وأفطرت أربعة أيام بسبب الحيض ولم أخبر أحداً بذلك حياءً والآن مضى على ذلك ثمان سنوات فماذا أفعل ؟ ج13 : لقد أخطأتِ بترك القضاء طوال هذه المدة فإن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ولا حياء في الدين فعليكِ المبادرة بقضاء تلك الأيام الأربعة ثم عليكِ مع القضاء كفارة وهيَ إطعام مسكين عن كل يوم وذلك نحو صاعين من قوت البلد الغالب لمسكين أو مساكين . [ الشيخ ابن باز ] ***** س14 : إمرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان هل يكون دم حيض أو نفاس وماذا يجب عليها ؟ ج14 : إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام فإن لم تر علامة على قُرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس بل دم فساد على الصحيح وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتُصلي وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس تدع من أجله الصلاة والصوم ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] ***** س15 : فتاة بلغ عمرها اثنى عشر أو ثلاثة عشر عاماً ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه فهل عليها شيء أو على أهلها وهل تصوم وإذا صامت فهل عليها شيء ؟ ج 15 : المرأة تكون مكلفة بشروط ، الإسلام والعقل والبلوغ ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام نبات شعر خشن حول القبل أو بلوغ خمسة عشر عاماً فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شئ عليها . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] ***** س16 : هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها ؟ ج16 : لا يصح صوم الحائض و لا يجوز لها فعله فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التي أفطرتها بعد طهرها . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] ***** س17 : إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويُعتبر يوماً لها أم عليها قضاء ذلك اليوم ؟ ج17 : إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح ، أما إذا لم ينقطع إلا بعد تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم ولا يجزئها بل تقضيه بعد رمضان . [ الشيخ ابن باز ] ***** س18 : رجل جامع روجته بعد أذان الفجر بعد ما نوى الإمساك مرتين في كل يوم مرة علماً بأن زوجته كانت راضية بذلك ، وقد مضى على هذه القصة أكثر من خمس سنوات فما الحكم ؟ ج18 : على الزوج قضاء اليومين المذكورين وعليه كفارة الجماع في نهار رمضان مثل كفارة الظهار وهي عنق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، وعلى زوجته مثل ذلك لأنها موافقة له عالمة بالتحريم . [ الشيخ ابن باز ] إعداد دار القاسم |
5-للصغار فقط في رمضان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد : فهذه مجموعة مختارة من فتاوى العلماء حول صيام الأحبة الصغار . متى يجب أن يصوم الطفل س: متى يجب أن يصوم الطفل وما حد السن الذي يجب عليه الصيام ؟ ج: يؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبعاً ، ويُضرب عليها إذا بلغ عشراً ، وتجب عليه إذا بلغ . والبلوغ يحصل : بإنزال المني عن شهوة ، وبإنبات الشعر الخشن حول القُبُل ، والاحتلام إذا أنزل المني ، أو بلوغ خمس عشرة سنة . والأنثى مثله في ذلك ، وتزيد أمراً رابعاً وهو : الحيض . والأصل في ذلك ما رواه الإمام أحمد ، وأبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر سنين ، وفرقوا بينهم في المضاجع )) . وما روته عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : (( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل )) [ رواه الإمام أحمد ] وأخرج مثله من رواية علي – رضي الله عنه – وأخرجه أبو داود ، والترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ . وبالله التوفيق . [ اللجنة الدائمة للإفتاء ، فتوى رقم :1787 ] . هل يؤمر الصبَّي المميز بالصيام ؟ س: هل يؤمر الصبَّي المميز بالصيام ؟ وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام ؟ ج: الصِّبيان والفَتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه ، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة ، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم . وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم ، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك ، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة ، أو بإنزال المني عن شهوة . وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء ، إلا أن الفتاة تزيد أراً رابعاً يَحْصل به البُلُوغ وهو الحيض . [ الشيخ عبدالعزيز بن باز ، تحفة الإخوان ص:160 ] صيام الصبي س: هل يؤمر الصبيان الذين لم يَبْلغوا دون الخامسة عشرة بالصيام كما في الصلاة ؟ ج: نعم يُؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون بصبيانهم .. وقد نص أهل العلم على أن الوليَّ يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم . ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم ، فإنهم لا يلزمون بذلك وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة – رضي الله عنهم – يفعلون ، يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم ، والحقيقة أن رحمة الصبيان : أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها . فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيَّته ) والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام . [ الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، كتاب الدعوة: 1/145 ، 146 ] حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ س: ما حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ ؟ ج: صيام الصبي كما أسلفنا ليس بواجب عليه ، ولكن على ولي أمره أن يأمره به ليعتاده ، وهو – أي الصيام في حق الصبي الذي لم يبلغ – سنَّة . له أجر في الصوم ، وليس عليه وزر إذا تركه . [ الشيخ ابن عثيمين ، فقه العبادات ص :186 ] صوم الأطفال في رمضان س: طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته ، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر ؟ ج: إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا عن إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن يمنعهم منه ولكن المنع يكون عن طريق القسوة فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عن تربيتهم . [ فتاوى ورسائل الشيه ابن عثيمين : 1/493 ] متى يجب الصيام على الفتاة س- متى يجب الصيام على الفتاة ؟ ج- يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف ، ويحصل البلوغ بتمام خمسة عشرة سنة ، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج ، أو بإنزال المني المعروف ، أو الحيض ، أو الحمل ، فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها ؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام ، وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها قلم التكليف . والله أعلم . [ الشيخ عبدالله بن جبرين ، فتاوى الصيام ص: 34 ] الفتاة إذا بلغت وجب عليها الصوم س: كنت في الرابعة عشرة من العمر ، وأتتني الدورة الشهرية ، ولم أصم رمضان تلك السنة ؛ علماً بان هذا العمل ناتج عن جهلي وجهل أهلي ؛ حيث إننا كنا منعزلين عن أهل العلم ، ولا علم لنا بذلك ، وقد صمت في الخامسة عشر ، وكذلك سمعت من بعض المفتين أن المرأة إذا أتتها الدورة الشهرية ؛ فإنه يلزم عليها الصيام ولو كانت أقل من سن البلوغ ، نرجوا الإفادة ؟ ج: هذه السائلة التي ذكرت عن نفسها أنها أتاها الحيض في الرابعة عشرة من عمرها ، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ؛ ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة ؛ أنها جاهلة ، والجاهل لا أثم عليه ، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها ؛ فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء صيام الشهر الذي أتاها بعد أن حاضت ؛ لأن الفتاة إذا بلغت ؛ وجب عليها الصوم . وبلوغ الفتاة يحصل بواحدة من أمور أربعة : 1- أن تتم خمس عشرة سنة . 2- أن تنبت عانتها . 3- أن تنزل . 4- أن تحيض . فإذا حصل واحد من هذه الأربعة ؛ فقد بلغت وكُلِّفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبيرة . [ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان : 3/132 ] هل ألزم ابني بالصيام س: لي ابن يبلغ من العمر اثني عشر عاماً هل ألزمه بالصيام ، أم أن صيامه اختياري وليس واجباً عليه ؟ علماً بأنه قد لا يطيق الشهر كاملاً ، جزاكم الله خيرا . ج: إذا كان الابن المذكور لم يبلغ فلا يلزمه الصيام ، ولكن يجب عليكم أمره بالصيام ، إذا كان يطيقه حتى يتمرن عليه ويعتاده ، كما يؤمر بالصلاة إذا بلغ عشراً ويضرب عليها . وفق الله الجميع . [ الشيخ عبدالعزيز بن باز ، تحفة الإخوان ص:172 ] صيام رمضان يجب بالبلوغ س: لديَّ بنت تبلغ من العمر الآن 13 سنة ، وعندنا اعتقاد بأن البنت لا تصوم حتى تبلغ سن الخامسة عشرة ، لكن أفاد بعض الناس أن الفتاة إذا جاءها الحيض وجب عليها الصوم ، وبعد هذا الأمر سألناها وأفادت بأنه قد جاءها قبل ثلاث سنوات أتى وعمرها عشر سنوات ولذا نريد أن نعرف الحقيقة هل تصوم بنت الخامسة عشرة أم من جاءها الحيض ؟وإذا كانت تصوم إذا جاءها الحيض ، ماذا نفعل بالثلاث سنوات التي فاتت ، هل تصومها ؟ مع العلم أنا جهال بذلك وليس لدينا خبر من ذلك . أرجوا التكرم بالإجابة مع الشكر ؟ ج: أفيدك بأنه يجب عليها رمضان إذا بلغت والبلوغ يحصل بأحد الأمور التالية : 1- بلوغ خمس عشر سنة . 2- الحيض . 3- نبات الشعر الخشن حول الفرج . 4- إنزال المني عن شهوة يقظة أو مناماً ولو كانت سنها دون الخامسة عشرة . وبناء على ذلك فإنه يجب عليها قضاء ما تركت من الصيام بعد ما بدأت تحيض ، وقضاء الأيام التي حاضتها في رمضان ، كما تجب عليها الكفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم بسبب تأخير القضاء إلى رمضان أخر ، ومقداره نصف صاع من قوت البلد عن كل يوم إذا كانت تستطيع الإطعام ، فإن كانت فقيرة فلا إطعام عليها ويكفي الصوم . وفق الله الجميع لما فيه رضاه . [ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبدالعزيز بن باز : 15/173 ] شروط صحة صيام الصغير س: ما شروط صحة صيام الصغير ؟ وهل صحيح أن صيامه لوالديه ؟ ج: يشرع للأبوين أن يعودا أولادهما على الصيام في الصغر إذا أطاقوا ذلك ، ولو دون عشر سنين ، فإذا بلغ أحدهم أجبروه على الصيام ، فإن صام قبل البلوغ فعليه ترك كل ما يفسد الصيام كالكبير من الأكل ونحوه . والأجر له ، ولوالديه أجر على ذلك . [ الشيخ عبد الله بن جبرين ، فتاوى الصيام ص:33 ] هل يجب الصيام على الصغير ؟ س- هل يجب الصيام على الصغير ؟ ج- الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصيام ، ولكن يدرب عليه بالأخص إذا قرب من البلوغ ، حتى إذا بلغ سهل عليه الصيام ، بخلاف ما إذا ترك حتى يبلغ ، فإنه يجد منه صعوبة ومشقة . وقد ثبت أن الصحابة كانوا يأمرون أولادهم بصوم يوم عاشوراء لمَّا أُمروا بصيامه قالوا : فإذا قال : أريد الطعام ، أعطيناه اللعبة من العهن يتسلى بها حتى تغرب الشمس . [ الشيخ عبد الله بن جبرين ، فتاوى الصيام ص:33 ] إعداد دار القاسم |
6-فتوى في حكم مسابقة التلفاز بالبطاقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ / خالد بن علي المشيقح …… حفظه الله لقد انتشر في الآونة الأخيرة مسابقات في التلفاز للكبار والصغار خاصة في شهر رمضان والتي يستلزم الاشتراك بها شراء بطاقات خاصة تباع في الأسواق بمبالغ مالية محددة حيث أنه لا يمكن الاشتراك في هذه المسابقة إلا بهذه الطريقة مع العلم أن هذه البطاقة يمكن الاستفادة منها بالاتصال الشخصي إضافة إلى الاشتراك في هذه المسابقة والمشترك في هذه المسابقة إما رابح أو خاسر حيث يتم اختيار المتسابق عن طريق الكمبيوتر وهذا السحب يتم خلال شهر رمضان فقط . أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خيراً الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد فمثل هذا العمل محرم ولا يجوز ، لما فيه من الميسر إذ يدخل فيه المتسابق إما غانم أو غارم قال تعالى : {{ إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }} ولما فيه من أكل أموال الناس بالباطل ، وقد قال تعالى : {{ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل }}والغرر وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (( نهى عن بيع الغرر )) رواه مسلم وبالله التوفيق خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم (( الـتـوقـيــع )) 10/9/1422هـ |
7-إلى المعجبين بـ طاش ما طاش تذكير وتبصير
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد فإن من ركائز الإعلام المهمة التي يعوّل عليها في جذب المستمعين والمشاهدين التمثليات والمسلسلات ولهذه المسلسلات هدفان : أحمدهما : إمتاع المشاهدين والمستمعين . وثانيهما : غرس أفكار و أخلاق يعنى بنشرها صنّاع هذه التمثليات - أو من ورائهم - ويراد صياغة المجتمع عليها وصبغة بها . ومعلوم لكل من نور الله بصيرته بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل ما يبثه الإعلام من هذه المسلسلات لا يخلو من باطل بدرجات متفاوتة ، من اللهو الجالب للغفلة والصاد عن ذكر الله وعن الصلاة ، إلى تزيين الفواحش و المنكرات ، و إلى الكفر بالله و الاستهزاء بآياته و أنبيائه وأوليائه و بأهل طاعته . فأما ما يبثه الكفار عبر قنواتهم فهو فساد و الإفساد و الإلحاد الذي هو حرب موجهة إلى المسلمين لإفساد عقائدهم و أخلاقهم و صدهم عن دينهم ، وليس هذا بمستغرب من الكفار بل هذا هو المنتظر ، فهمهم كما أبان الله عن نوايا طوائف الكفر في المسلمين كما قال تعالى : " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " وقال : " وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا " ، ولكن الغريب أن يقوم بهذه الهجمة طوائف من المنتسبين للإسلام ثم يُروج باطلهم على كثير من المسلمين ، فسبحان مصرف القلوب ومقلب القلوب . وواجب ولاة الأمر وفقهم الله أن يحموا أمتهم من الأسباب الجالبة للفساد في الدين والأخلاق و يأخذوا على أيدي من يهيئ الأسباب لاستقبال ما تبثه هذه القنوات من الذين همهم الحصول على أكبر قدر ممكن من المال يظنونه ربحاً وهو سحت و وبال ، وهم بهذا يشاركون في نشر الفساد وتحقيق أهداف الكفار في المسلمين فعليهم من وزر الإفساد والإضلال بحسب تسببهم و تأثيرهم . ومما يسوء كلّ غيور على دين الله ومعظّم لحرماته ما يقوم به بعض المسلمين من تمثليات يدّعون أنهم يعالجون بها مشاكل اجتماعية وهي لا تخرج في مضمونها عن الهدفين الرئيسين وهما : 1- إمتاع المشاهدين بما تحويه من اللهو و اللعب والباطل . 2- نشر أفكار و أخلاق تساير و توافق التوجهات المنحرفة . و مدار هذه التمثليات على النكت والفكاهات و الكذب والتمويهات والسخرية بأشخاص وجماعات يراد تحقيرها ، ولا سيما الذين ينكرون هذه التوجهات والسلوكيات والأهداف لهذه التمثليات ، من العلماء والصلحاء و أهل الغيرة من الرجال والنساء ، وفي مقابل ذلك إظهار الإعجاب بالكفار الذين يوصفون بالحضارة والتقدم ، وبالمتشبهين بهم من المسلمين من الرجال و النساء . و أهم ركائز هذه المسلسلات عند أصحابها وجود عنصر المرأة فيها ، ومعلوم ما ينشأ عنه مع الاختلاط المحرم من الكلمات والحركات و النظرات وما فوق ذلك من المنكرات . وكلما كانت هذه المسلسلات أكثر جذباً للمشاهدين وشداً لهم - لاشتمالها على المشاهد و الكلمات المؤثرة والمثيرة و الباعثة على المتعة دون تمييز بين حلالها وحرامها - كان ذلك عند المفتونين بهذه المسلسلات علامة على تميزها و تفوق كُتّاب قصتها و مهارة مخرجيها و ممثليها . ومن تلبيس الشيطان على أصحاب هذه الصناعة ومروجيها تخصيص شهر رمضان المبارك من ذلك الباطل بنصيب ، ففي الوقت الذي يستعد فيه المسلمون لاغتنام هذا الشهر بالصيام والقيام و الإحسان وتلاوة القرآن يستعد هؤلاء بتقديم ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويحوّل ساعات الذكر والشكر لتكون وقتاً للهو و اللعب والغفلة ، مع ما تتضمنه حلقات المسلسل من منكرات قولية وفعلية . ومن هذا الباطل المسلسل المعروف بـ [ طاش ما طاش ] وقد أفاد المتابعون له لرصد مضامين حلقاته أنه يشتمل على أنواع من المنكرات ، من ذلك السخرية بأهل الغيرة على نسائهم ، و الكذب عليهم بالغلو في الغيرة ، وتمثيل ذلك بمشهد لا حقيقة له ، والغاية من هذا المشهد تشويه صورة الغيورين على محارمهم و إظهارهم بالمظهر المزري ليضحك منهم المشاهدون و ينفروا عن ذلك الخلق الكريم البريء من الإفراط والتفريط ، وفي مقابل ذلك مشهد ينبئ عن الإعجاب بحال المتهاونين بالحرمات و المسايرين للتقاليد السيئة ، كجلوس الأسرة على الشاطئ من غير احتشام ولا اهتمام . ومن ذلك مشاهد تبرز أهل الخير والصلاح و الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمظهر المزري المضحك في حركاتهم وكلامهم ولباسهم ، وفي ذلك تشويه لصورتهم في عقول المشاهدين من الصبيان والسفهاء من الرجال والنساء . ومن ذلك مشاهد تتضمن الاختلاط والسخرية بالحجاب ، وتمثيل بعض العلاقات الزوجية التي لو كانت حقيقية لما جاز نشرها ، كيف وهي تمثيل لتلك العلاقات من رجال ونساء أجانب ، وهي مشاهد محرم تمثيلها وعرضها ، وهذه المشاهد مدارها على الإثارة الجنسية وفي ذلك دعوة لمضامين هذه المشاهد . وجملة القول أن تلك المشاهد تشتمل على باطل كثير ومنكرات قولية وفعلية فيها تشويه للحق وتنفير عن الفضيلة وتزيين للباطل و إغراء به ، و أهون ما فيه الهزل القولي و الفعلي الذي يراد منه شد أنظار المشاهدين و إمتاعهم بالرخيص و السخيف ، ليضحكوا ويقهقهوا بعد ما شبعوا في هذا الموسم العظيم . هذا بعض التصور عن هذا المسلسل فيما مضى ، فماذا سيكون عليه في هذا العام ؟ والموجب للتنصيص على مسلسل طاش ما طاش أنه مخصص لشهر رمضان ، ويستهدف فئات المجتمع ، ويبث في وقت الذروة من حيث عدد المشاهدين ، فالفتنة بما فيه من اللغو واللهو والمنكر أعظم . وبعد هذا العرض المجمل لمحتوى و أهداف المسلسلات ، يتبين أنها من الأعمال المنكرة ، يشترك في إثمها معدوها و مشاهدوها ، وعلى معديها مثلُ آثام من أضلوه وصدوه عن ذكر الله وعن الصلاة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى ضلالة كان عليه من آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً . و إني لأدين لله بتحريم تمثيل ومشاهدة هذه المسلسلات والتي منها [ طاش ما طاش ] لذلك أوصى جميع المسلمين أن يتقوا الله ويراقبوه ويتوبوا إليه ويذكروا الموت و ما بعده والحساب و الجزاء ، وليعلم من فرط في حق الله و اجترأ على محارم الله ولم يتب أنه سيندم حين لا ينفع الندم كما قال تعالى : " أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ " . كما أوصى المعجبين بهذا المسلسل و المتابعين له و لغيره أن يتوبوا إلى الله من الافتتان به ومتابعته ، ليكونوا من الذين قال الله فيهم : " وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ " وقال : " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِمَرُّوا كِرَامًا " و أن يأخذوا بالأسباب التي تعينهم على طاعة الله وذكره ، و اغتنام هذا الموسم العظيم من مواسم التزود للآخرة . نسأل الله أن يمن على الجميع بالهداية إلى صراطه المستقيم ، و أن يعيذنا من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا و من الشيطان الرجيم ، وصلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبة أجمعين . حرر في 15/8/1421هـ أملاه / عبدالرحمن بن ناصر البراك |
8-بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية الرقــم : 21685 رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء التاريـخ : 7/9/1421هـ الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المرفقات : بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بشأن تحريم المسلسلات المخالفة للشرع المطهر ومنها مسلسل ( طاش ما طاش ) الحمد لله وحده ، والصلاة على من نبي بعده وبعد :- فنظراً لكثرة التشكيات والاستفتاءات على مدى ست سنوات متواليات من عام 1416هـ إلى عام 1421هـ بشأن مسلسلات ( طاش ما طاش ) لما فيها من مخالفات للشرع المطهر والآداب والقيم ويمكن إجمال ما لاحظه الناصحون والمستفتون على المسلسلات المذكورة على النحو الآتي : 1- السخرية بأهل الخير والصلاح وإلصاق المعايب بهم . 2- خروج المرأة مع الرجال الأجانب وما يتبع ذلك من اختلاط وتبرج وسفور وخضوع بالقول وغير ذلك . 3- العمل على توهين الأخذ بأحكام الشرع المطهر والترغيب فيما نهى عنه كترك الحجاب وإبداء الزينة للأجانب وقيادة المرأة للسيارة والسفر إلى بلاد الكفر وإلى البلاد التي تشتهر بالرذيلة وتحارب الفضيلة . 4- لمزه المتصفين بالغيرة على محارمهم ونسائهم . 5- إثارة الشهوات في مشاهد بشعة تقتل الحياء وتقضي على العفة . 6- القيام بأفعال رعونة وسخرية وخرم مروءة كالتزيي باللحى المصطنعة ونحوها . 7- تناول عادات بعض البلدان والمناطق ومحاكاة لهجاتهم على وجه التحقير لأهلها وإظهار معايبهم . وانه بعد دراسة اللجنة لتلك الاستفتاءات واطلاعها على رصد موثوق لهذا المسلسل فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تبين لعموم المسلمين ما يلي : أولا : يحرم إنتاج هذه المسلسلات وبيعها وترويجها وعرضها على المسلمين لأمور منها : 1- اشتماله على الاستهزاء ببعض أمور الدين والسخرية ممن يعمل بها . وهذا أمر في غاية الخطورة على من ينتجها ويخشى عليهم سوء عاقبتها الوخيمة . 2- اشتماله على ما يعارض الشرع المطهر ، وحمل الناس والخروج على أخكام دينهم وشريعة ربهم وذلك من خلال : ترسيخ العلاقات غير المشروعة بين النساء والرجال الأجانب ، وعيب الغيرة على المحارم ، والتهاون بالحجاب وغير ذلك . 3- اشتماله على الدعاية للبلاد التي تظهر فيها شعائر الكفر ، والبلاد التي اشتهرت بالفساد الأخلاقي . 4- اشتماله على ما يثير النعرات والعصبيات الجاهلية عن طريق السخرية بالعادات واللهجات وهذا ينافي مقاصد الشرع المطهر من الحث على المحبة والألفة والإخاء والصفاء بين المسلمين والبعد عن أسباب الشحناء والبغضاء قال الله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون . يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) . 5- إفضاؤه إلى نشر الرذيلة ، وطمس معالم الفضيلة ، وإشاعة الفساد ، ومحبة المنكرات والاستئناس بها . ثانياً : تحرم مشاهدة هذه المسلسلات والجلوس عندها لما فيها من المنكرات وتعدي حدود الله ، قال الله تعالى في وصف عباده المتقين : ( والذين لا يشهدون الزور ) أي : لا يحظرون القول والفعل المحرم وأعياد الكفار ، وقال سبحانه : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) قال أهل العلم : المراد بالخوض في آيات الله : التكلم بما يخالف الحق : من تحسين المقالة الباطلة ، والدعوة إليها ، ومدح أهلها ، والإعراض عن الحق ، والقدح فيه وفي أهله . وفي الآية دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل . وقال الله جل وعلا : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم ) قال أهل العلم : ويدخل في عموم الآية حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه . ثالثاً : تحرم الدعاية لهذه المسلسلات وتشجيعها والإعلان عنها بأية وسيلة لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وقد نهى الله عن ذلك فقال جل وعلا : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) والواجب هو الإنكار على هؤلاء وبغضهم في الله حتى يتوبوا إلى الله تعالى ويقلعوا عن معصيته . رابعاً : إن تخصيص الكلام في هذا المسلسل ( طاش ما طاش ) لا يعني سلامة غيره من المسلسلات بل الحكم يتعدى إلى كل مسلسل يشتمل على مخالفة للشرع المطهر ، وانتهاك لحرمات الله ، وإفساد للأخلاق ، وقتل للغيرة الدينية ، وتحطيم للمروءة الإنسانية ، ودعوة إلى الانحراف بشتى أنواعه . خامساً : يجب على أهل الإسلام أن تكون حياتهم جداً لا هزلاً وأن يشتغلوا بما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، وأن يجتنبوا كل ما فيه إضعاف لدينهم ، وتوهين لقوتهم ، وإهدار لأوقاتهم ، وحط لأقدارهم ، وتمكين لعدوهم منهم .. وإن الحياة لثمينة فليربأ أهل الإسلام عن عمارتها بالباطل وسفاسف الأمور ، وليقوموا بحق الله عليهم من التمسك بهذا الدين ، وحماية حرماته ، وتربية شبابه على الحق والفضيلة وإبعادهم عن العبث والفساد والرذيلة . والواجب على القائمين بإعداد هذه المسلسلات التوبة الى الله . ونسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوال الجميع وأن يهدينا جميعاً الى سواء السبيل إنه سميع قريب مجيب وبالله التوفيق .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو الرئيس عبد الله بن عبد الرحمن الغديان عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ عضو عضو بكر بن عبد الله أبو زيد صالح بن فوزان الفوزان ولرؤية صورة الفتوى http://www.saaid.net/fatwa/f09.htm للحصول على نسخة من الفتوى http://www.saaid.net/fatwa/f9.zip |
9-فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد العاشر « الزكاة - الصيام»
للتحميل |
السلالالالالالالام عليكم
جزااااااااااك الله خيييييييير يا فهد ..
الله يكثر من مثلك .. سلالالام |
جزاك الله خيرا
وأحسن الله إليك وغفر ذنبك وستر عيبك وجعلك من عباده الصالحين وأسكنك فسيح جناته س لا م |
41-صوتيات رمضانيه
سلسلة أحكام الصيام .. محمد عبدالمقصود http://www.islamway.com/bindex.php?s...ectory=jazairi سلسلة لماذا نصوم ؟ .. أبو بكر الجزائري http://www.islamway.com/bindex.php?s...ectory=maqsood أحكام الصيام ..الشيخ محمد العثيمين http://www.islamway.com/bindex.php?s...ctory=othymeen ثلاثون وقفة في مطلع شهر الصيام.. سلمان العودة http://www.islamway.com/bindex.php?s...6&scholar_id=1 فتاوى رمضانية -عام 1415 هـ- ..الشيخ محمد العثيمين http://www.islamway.com/bindex.php?s...ctory=othymeen سلسلة القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان.. رضا صمدي http://www.islamway.com/bindex.php?s...ectory=rsamadi وصية للصائمين ..محمد الشنقيطي http://www.islamway.com/bindex.php?s...ctory=shinqiti سبعون سؤالاً في الصيام ..محمد صالح المنجد http://www.islamway.com/bindex.php?s...ctory=munajjed مخالفات شرعية في رمضان .. نبيل العوضي http://www.islamway.com/bindex.php?s...irectory=awady أحكام الصيام .. أحمد المورعي http://www.islamway.com/bindex.php?s...rectory=muwary ربانيون لا رمضانيون ..محمد العريفي http://www.islamway.com/bindex.php?s...irectory=3refi أخطاء شائعة تحدث في الصيام .. سلمان العودة http://www.islamway.com/bindex.php?s...2&scholar_id=1 المناسبات ومواسم الخير من موقع الصوت الإسلامي http://www.islamicaudiovideo.com/index.php?CR=27 مائة فائدة من أحكام الصيام .. محمد صالح المنجد http://www.islamway.com/bindex.php?s...&scholar_id=44 56 مادة عن الصيام من طريق الإسلام http://www.islamway.com/bindex.php?s...t&majal=duroos 126 مادة صوتية عن رمضان من طريق الإسلام http://www.islamway.com/bindex.php?s...Sr&action=stat أشرطة عن رمضان من موقع الشبكة الإسلامية http://islamweb.net/pls/iweb/AUDIO.s...مضان&StartNo=0 صفحة رمضان من السلفيون http://www.alsalafyoon.com/ArabicTapes/RamadansPage.htm |
42-رسائل رمضانيه
1-جدول لاغتنام رمضان بالأعمال الصالحة بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، فهذه جملة من الطاعات لاغتنام شهر الصوم ، وقد فصلت في بعض النقاط لتكون عامة لك من يطلع عليها بإذن الله ليسهل بذلك نشرها بين الناس ، أسأل الله أن ينفعنا بها وأن يبلغنا رمضان ويتقبله منا كاملاً كما يحب ويرضى . صــلاة الفجــر [ الترديد مع الآذان ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لورود الحديث ، ثم ذكر دعاء الوسيلة (( اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة القائمة ، آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته )) رواه البخاري وأحمد ..] - ثم الدعاء بين الآذان والإقامة لا يرد . - قبل فريضة الفجر أداء السنة الراتبة ( ركعتان ) والسنن الرواتب مجموعها 12 ركعة ( من غير الفريضة ) وهي : قبل الفجر ركعتان وقبل الظهر أربع وبعد الظهر ركعتان وبعد المغرب ركعتان وبعد العشاء ركعتان ، وفضلها كما في الحديث ( بنى الله له بيتاً في الجنة ) وأداء السنن الرواتب في المنزل أفضل . بعد أداء فريضة الفجر – أذكار ما بعد السلام من الصلاة ( راجع كتيب حصن المسلم للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني ) - بعد أداء الصلاة المكوث في المسجد ( والمرأة في مصلاها ) حتى تشرق الشمس لإدراك سنة الإشراق وفضلها حجة وعمرة تامة ، ويشغل هذا الوقت بقراءة الأذكار الصباحية والقرآن ثم صلاة ركعتي الإشراق ( يحدد زمن الإشراق من التقويم أو غيره ) . ذهـــاب الناس إلى أعمالهــم : وأنت تذهب إلى عملك أنت في عبادة فاحتسب الأجر حتى تؤجر طيلة زمن العمل ، واتق الله واحفظ لسانك وجوارحك ، وإذا كانت هناك فرصة فراغ اغتنمه بقراءة القرآن ولا تنسى صلاة الضحى وفضلها التصدق ب360 صدقة ( أقلها ركعتان وإذا رغبت الزيادة صل ركعتان أخرى وهكذا إلى ما شاء الله ) . صــلاة الظهـــر سنة الترديد مع الآذان ( كما سبق ) - الدعاء بين الأذان والإقامة - أداء السنة الراتبة القبلية أربع ركعات ( ركعتان ثم ركعتان ) قبل الصلاة - شغل الوقت بقراءة القرآن حتى تقام الصلاة ( يفضل اصطحاب مصحف صغير ليكون معك في مصلى العمل أو المدرسة ...) - بعد الصلاة أذكار ما بعد السلام من الصلاة - أداء السنة البعدية ركعتان بعد فريضة الظهر . بالنسبة للذين ليس عندهم أعمال في هذا الوقت يغتنمون الوقت بالقيام قبيل الساعة العاشرة ويشغلونه مختلف الطاعات كصلاة الضحى وقراءة القرآن والإكثار منه . نوم القيلولة سنة ( قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ) . صــلاة العصـــر سنة الترديد مع الآذان ( كما سبق ) - الدعاء بين الأذان والإقامة ليس للعصرسنة قبلية ولا بعدية ، لكن قال صلى الله عليه وسلم (( رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً )) ( تصلى ركعتان ركعتان قبل قيام الصلاة ) فمن منا لا يطمع في رحمة الله ، بعد ذلك قراءة القرآن حتى تقام الصلاة – بعد الفريضة أذكار ما بعد السلام من الصلاة ، وإن كان هناك درس في المسجد فحبذا الاستماع إليه وأفضل العبادات في رمضان قراءة القرآن لكن من استطاع أن يجمع معه أنواعاً من الخير فهذا حسن . بعد درس المسجد يمكث في المسجد لقراءة القرآن ( والمكث بعد أداء الفرائض من مكفرات الذنوب _ انظر حديث اختصام الملأ الأعلى _ ) قبل أذان المغرب بربع ساعة تقريباً يعود للمنزل ويتوضأ ( من السنة تجديد الوضوء لكل صلاة ) . قال تعالى (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) فاحرص على أذكار المسلم في هذا الوقت وكثرة الاستغفار والتسبيح وللصائم دعوة عند فطره لا ترد ، فاغتنم هذه الأوقات الغالية. لا تنس قبيل المغرب المشاركة في إفطار الصائمين فمن فطر صائماً فله مثل أجره واحرص أن يكون هذا الإفطار يومياً . وبالنسبة للمرأة في فترة العصر تحتسب الأجر في إعداد الطعام فإن في كل كبد رطبة أجر ، ولا تسرف في الإعداد وتحفظ وقتها وتقرأ القرآن وتستمع إلى أشرطة الذكر فهذا من العبادات ، وفترة عملها في المطبخ تحتسب الأجر و أوصيها بالاستماع إلى إذاعة القرآن أثناء العمل في المطبخ وفي ذلك خير . صــلاة المغـــرب سنة الترديد مع الآذان ( كما سبق ) - الدعاء بين الأذان والإقامة عند الأذان يستحب التبكير بالإفطار (أي عند موعد الإفطار مباشرة ) ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور). - الترديد مع المؤذن -إتباع السنة عند الإفطار، وذلك بالإفطار على رطب، فإن لم تجد فعلى تمر ، فإن لم يجد فماء ، واجعل على السفرة طعام خفيف جداً يساعدك في التبكير للصلاة – أداء السنة الراتبة بعد المغرب ركعتان . وقت للأكل والراحة ( واحتسب الأجر في الأكل والراحة بأنك تتقوى بذلك على الطاعة ليكون ذلك عبادة وتقرب إلى الله ) أذكار المساء ( راجع حصن المسلم – أو كروت الأذكار ) صــلاة العشــاء التبكير لصلاة العشاء قبل الوقت بربع ساعة تقريباً واغتنام الوقت في قراءة القرآن – الترديد مع الآذن – الدعاء بين الآذان والإقامة - أداء فريضة العشاء – أذكار ما بعد السلام – سنة العشاء الراتبة ( ركعتان ) – صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف لحديث ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) فاحرص على أجر قيام ليلة كاملة بتطبيق هذا الحديث ولا تنصرف قبل الإمام. والمرأة التي ترى نشاطاً من نفسها في القيام في المسجد خير من قيامها في بيتها تصلى التراويح في مصلى النساء مع الحرص على الاحتشام ومرافقة الخيرات . اقض بقية الوقت في بعض الطاعات مثل : صلة الأرحام – قراءة في التفسير – قراءة في السيرة النبوية – مراجعة علمية - الدعوة إلى الله – زيارة المرضى – مساعدة المحتاجين – مجلس ذكر .... وأذكر الله في أحوالك كلها أثناء الذهاب والإياب من وإلى المسجد وفي الطريق واحرص على ذكر الأحوال والمناسبات كالخروج من المنزل أو الدخول إليه ولبس الثوب وأذكار النوم ... ( راجع حصن المسلم ) ونم الساعة الحادية عشر تقريباً واحتسب النوم لله تقوياً على طاعته لينقلب النوم من عادة إلى عبادة تؤجر عليه . ***** لا تنــس ****** الابتعاد عن المحرمات واللغو واحذر كل ما لا نفع فيه ، احرص على صيام وقيام رمضان والاجتهاد طيلة الشهر وخاصة في العشر الآواخر لإدراك فضل ليلة القدر - تعجيل الفطور وقول ( ذهب الضمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) عند الإفطار – من السنة السحور على تمرات فاجعلها في سحورك ، ومن السنة تأخير السحور - عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم – السواك والطيب من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم فحافظ عليهما ، والمرأة لا تتطيب عند خروجها من بيتها – الاعتكاف في العشر الأواخر . جعلنا الله وإياكم من الذين يصومونه ويقومونه على الوجه الذي يرضيه عنا . احرص على نشرها فالدال على الخير كفاعله . أخوكـم في الله تباع الأثر |
2-جدول مقترح في رمضان..!
أخي المسلم : ها أنت أدركت هذا الشهر العظيم بفضل الله ورحمته ، فأر الله من نفسك ما يحب ، فهذه أيام قلائل لا تدري هل تدرك آخرها أم لا، فحافظ على الدقائق الروحانية ، واللحظات الإيمانية ، حتى تصيبك نفحة من رحمة الله فتسعد سعادة لا تشقى بعده أبداً. ---- الفجر ----- 1-عند الأذان: متابعة المؤذن، والدعاء بعده 2- القيام للصلاة واستشعار قول الله عز وجل(وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) 3- أذكار الصباح بعد أداء الصلاة. 4- حفظ ورد معين من القرآن الكريم 5- الانتظار إلى وقت الإشراق مع كتاب الله تعالى ، ثم صلاة ركعتي الإشراق . ----- الضحى ----- 1- الاستيقاظ قبل الساعة العاشرة صباحاً. 2- قراءة القرآن حتى الساعة العاشرة والنصف. 3- القراءة في أحد تفاسير القرآن إلى الساعة الحادية عشرة. 4- صلاة الضحى ، قال الرسول-عليه الصلاة والسلام-(صلاة الأوابين حين ترمض الفصال). 5- قراءة القرآن والاستعداد لصلاة الظهر ، فأنت في رباط مادمت تنتظر الصلاة ----- الظهر ----- 1- مع أذان الظهر:الحرص على ترديد أذان المؤذن. 2- الدعاء بين الأذان والإقامة، فهو دعاء لا يرد بإذن الله . 3- القيام بالسنن الرواتب: أربع ركعات قبل الظهر ، واثنتين بعدها، فمن حافظ عليها حرمه الله على النار . 4- الحرص على أذكار الصلاة، والمكوث في المصلى فالملائكة تستغفر لك ما دمت في مصلاك مطهراً . 5- مراجعة ما تم حفظه من وردك اليومي من كتاب الله تعالى بعد صلاة الفجر . 6- متابعة القراءة في كتاب التفسير الذي بدأت به . 7- القيلولة إن أمكن، لتباع السنة في ذلك . 8- الاستعداد لصلاة العصر، مع تلاوة كتاب الله إلى وقت الأذان . ----- العصر ----- 1- مع أذان العصر: متابعة المؤذن، والترداد وراءه والدعاء، وتذكر قول الله تعالى(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى). 2- أداء الصلاة مع الذكر بعدها، وتلاوة القرآن نصف ساعة تقريباً بعد الصلاة .3-من خير ما يستغل به وقت العصر سماع إذاعة القرآن الكريم، وتدوين الفوائد . 3- إعداد الإفطار واستشعار قول الرسول-صلى الله عليه وسلم- (من فطر صائماً كان له مثل أجره ، لا ينقص من أجر الصائم شيىء) وقوله ( في كل ذات كبد رطبة أجر) واستشعار أن ذالك قربة لله بإخلاص النية واحتساب الأجر فيها . ----- قبيل المغرب ----- 1- قال تعالى (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) فاحرص على أذكار المسلم في هذا الوقت وكثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح إلى أن يحين وقت الإفطار ، ولا تفرط في هذه الأوقات الغالية. 2- والحرص على الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد) ولا تنس المسلمين من دعائك فدعوة المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجابة، وللداعي مثل ما دعا به لأخيه . ----- المغرب ----- 1- عند الأذان يستحب التبكير بالإفطار ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور). 2- الترداد مع المؤذن . 3- إتباع السنة عند الإفطار، وذلك بالإفطار على رطب، فإن لم تجد فعلى تمر . 4- التبكير لصلاة المغرب وعدم الانشغال عنها بالأكل والاسترخاء ، والحرص على أداء الأذكار بعدها. 5- غالباً ما يكون وقت ما بعد المغرب لتجمع الأهل فيستغل بما ينفع. واحذر من إضاعته في المنكرات والملهيات ، فما هكذا تُشكر نعمة الفطر . ----- العشاء ----- 1-الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح مع إتباع السنة في ذلك، والحرص على أداء الأذكار بعد الصلاة . 2- المتابعة في قراءة كتاب التفسير ، والحرص على سماع برنامج نور على الدرب. 3- حبذا لو كان النوم قبل الساعة الحادية عشرة، ليكون ذلك عوناً على قيام الثلث الأخير من الليل . وقبل النوم : أ- الوضوء. ب- أذكار النوم . ج- لا تنس وقفة محاسبة ليوم غربت عليك الشمس نقص فيه عمرك ولم يزد عملك وتذكر يوماً فات من هذا الشهر ماذا أودعت فيه من العمل الصالح ؟ ----- ثلث الليل الأخير ----- قال تعالى (أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) إن دقائق الأسحار غالية فلا ترخصها بالغفلة فأحيها بـ صلاة ودعاءاً واستغفاراً. 1- الاستيقاظ قبل الفجر، والحرص على إتباع السنة في :أذكار الاستيقاظ من النوم - السواك- قراءة الآيات من آخر سورة آل عمران (إن في خلق السماوات ..)الآية إيقاظ الأهل للصلاة ، وإطالة القيام كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم . 2- قبل أذان الفجر تناوُل السحور ، وينبغي تأخيره لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر قوله سبحانه (والمستغفرين بالأسحار) . 3- التهيؤ لصلاة الفجر . أخي الكريم أحرص على 1- تقوى الله عز وجل في كل حال . 2- كثرة الذكر والتوبة والاستغفار وقراءة القرآن . 3- تجنب الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها . 4- الحرص على أعمال الخير والإحسان ، مثل تفطير الصائم ، الصدقة،الإحسان لغير ، صلة الرحم، بر الوالدين، الكلمة الطيبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الدعاء ،حسن الخلق،أداء العمرة إن استطعت ،الحرص على السواك،إقامة حلقة ذكر للأهل . أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً . أبو جراح شبكة الفجر |
3-للشباب فقط في رمضان
أخي الشاب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد : فقبيل أيام استقبلنا وإياك شهر رمضان المبارك , هذا الشهر أخي الفاضل يعني لدينا ولديك الكثير , وأنت شأنك شأن سائر المسلمين قد استبشرت بهذا الشهر الكريم ولاشك . ويسرني أخي الفاضل في هذا الشهر الكريم أن أتوجه لك بأغلى ما أملك وأعز ما أقدم سالكاً سبيل المصارحة والحديث تحت ضوء الشمس . إن المصارحة أخي الفاضل قد تكون مُرة الطعم لكن نتائجها محمودة , وقد ذقنا جميعاً مرارة التستر على العيوب , ولمسنا شؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة . فآمل أن يتسع صدرك لسماع ما أقول . ورع ولكن : أخي الشاب : موقف نشاهده جميعاً في شهر الصيام : أن تجد شاباً معرضاً, غارقاً في وحل الشهوات , يتجرأ على الكبائر والمعاصي , ويتهاون في الطاعات الظاهرة , تجد هذا الشاب يتساءل عن قضايا دقيقة في الصيام . كأن يتوضأ فتنزل من أنفه قطرات من الدم دون قصد : فهل يؤثر هذا على الصيام أم لا ؟ مر في الشارع فدخل جوفه غبار فما الحكم ؟ وهو يسأل جاداً ولديه استعداد تام لتحمل تبعة السؤال من قضاء أو حتى كفارة . إن السؤال أخي الكريم عما يُشكل على المرء في عبادته مبدأ لا حق لأحد أن يرفضه , وإن وقوع المرء في معصية ليس مبرراً لعدم عنايته بالطاعة والسؤال عنها . ولكن : ألا توافقني أن مثل هذا الشاب يعيش تناقضاً يصعب أن تجد تفسيراً له ؟! فلماذا يتورع هنا ويسأل ويحتاط عن أمر اشتبه عليه. بينما يرتكب عن عمد وسبق إصرار ما يعلم أنه حرام بل كبيرة من الكبائر ؟! الانضباط العجيب : يحتج البعض من الشباب حين تنهاه عن معصية ، أو تأمره بطاعة أنه مقتنع تمام الاقتناع لكن شهوته تغلبه وهو لا يستطيع ضبط نفسه ، وقد يبدو العذر منطقياً لدى البعض لأول وهلة . ولكن حين ترى حال مثل هذا الشاب مع الصيام ترى منطقاً آخر . فما أن يحين أذان الفجر حتى يمسك مباشرة عن الطعام ولو كان ما بيده هي أول لقمة لأنه استيقظ متأخراً . ويبقى عنده مائدة الإفطار ولا يتجرأ على مد يده قبل أن يسمع الأذان وهو أثناء النهار مهما بلغ به العطش والجهد لا يفكر في خرق سياج الصوم واستباحة حماه ألا ترى أن هذا السلوك وهو سلوك محمود ولا شك يدل على أنه يملك القدرة على ضبط نفسه والانتصار على شهوته ؟ إن الصيام أخي الشاب يعطينا درساً أننا قادرون بمشيئة الله على ضبط أنفسنا والانتصار على شهواتنا . هل رأيت هؤلاء ؟ هل تفضلت أخي الشاب أن تأتي إلى مسجد من المساجد مما رزق الله إمامه الصوت الحسن المؤثر فرأيت ذاك الجمع من الشباب الأخيار ؟ وقد عقدوا العزم على الوقوف بين يدي الله في تلك الصلاة ولو امتدت إلى السحر ، في حين ترك غيرهم صلاة الجماعة أصلاً ؟ ولو أتيت في العشر الأواخر لم تجد إلا القليل فقد توجهوا صوب البيت العتيق يبتغون مضاعفة الأجر ، وحط الوزر . في حين ترى غيرهم يقضي ليالي رمضان فيما لا يخفى عليك . ماذا لو وجه ذاك الشاب الذي يجوب الأسواق هذا السؤال إلى نفسه : ألا أستطيع أن أكون واحداً من هؤلاء ؟ كيف نجحوا ؟ وهم يعيشون في المجتمع نفسه ولهم شهوات ، وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق . ألا تطيق ما أطاقوا ؟ أخي الكريم : كثير هم الشباب الذين كانوا على جادة الانحراف ، وفي طريق الغفلة يمارسون من الشهوات ما يمارسه غيرهم ثم مَنَّ الله عليهم بالهداية فتبدلت أحوالهم وتغيرت وساروا في ركاب الصالحين ومع الطائعين المخبتين . وربما كان بعضهم زميلاً لك . فكيف ينجح هؤلاء في اجتياز هذه العقبة ويفشل غيرهم ؟ ولماذا استطاعوا التوبة ولم يستطع غيرهم ؟. إن العوائق عند الكثير من الشباب عن التوية والالتزام ليس عدم الاقتناع ، بل هو الشعور بعدم القدرة على التغيير . أفلا يعتبر هذا النموذج مثلاً صالحاً له ، ودليلاً على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً يصطنعه . قبل أن تذبل الزهرة لقد أبصرت عيناك أخي الكريم ذاك الذي احدودب ظهره ، وصارت العصا رجلاً ثالثة له وتركت السنون الطويلة آثارها على وجهه . أتراه ولد كذلك ؟ أم أنه كان يوماً من الأيام يمتلئ قوة ونشاطاً ؟ ألا تعلم أني وإياك سنصير مثله إن لم تتخطفنا المنية – وهذا أشد- وتزول هذه النضارة ، وتخبو الحيوية . فماذا أخي الكريم لو حرصنا على استثمار وقت الشباب في الطاعة قبل أن تفقده فنتمناه وهيهات . وعن شبابه فيم أبلاه : أخي الكريم : لا شك أنك تحفظ جيداً قوله صلى الله عليه وسلم : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) أخي الكريم : لنفكر ملياً واقعنا الآن فهل سنجد الإجابة المقنعة ، المنجية أمام من لا تخفى عليه خافية عن هذه الفقرة ( شبابه فيما أبلاه ) وهل حالنا الآن مع عمر الشباب تؤهل لاجتياز هذا الامتحان . ألا ترى أن أمامنا فرصة في اغتنام الشباب والإعداد للامتحان ؟ سابع السبعة : أخبر صلى الله عليه وسلم أنه في يوم القيامة : ( يوم تدنو الشمس من الخلائق فتكون قدر ميل ، ويبلغ منهم الجهد والعرق كل مبلغ ) ، أنه في هذا اليوم هناك من ينعم بظل الله وتكريمه ، ومنهم ( شاب نشأ في طاعة الله عز وجل ) فماذا يمنع أن تكون أنت واحداً من هؤلاء ؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك . فأعد الحسابات ، وصحح الطريق . واجعل من الشهر الكريم فرصة للوصول إلى هذه المنزلة . ما أعظم ما تقدمه في هذا الشهر الكريم : أخي الشاب : لا شك أنك رأيت الناس وقد تبدلت أحوالهم في هذا الشهر . فالمساجد قد امتلأت بالمصلين ، والتالين لكتاب الله . والأماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين والعاكفين ، والأموال تتدفق في مجالات الخير . فهذا يصلي ، وهذا يتلو ، والآخر ينفق ، والرابع يدعو . فأين موقعك بين هؤلاء جميعاً ؟ ألأم تبحث لك عن موقع داخل هذه الخارطة . أليس أفضل عمل تقدمه ، وخير إنجاز تحققه التوبة النصوح وإعلان السير مع قافلة الأخيار . قبل أن يفاجئك هادم اللذات فتودع الدنيا إلى غير رجعة . فهل جعلت هذا الهدف نصب عينيك في رمضان وأنت قادر على ذلك بمشيئة الله ؟ التوبة والموعد الموهوم : كثير من الشباب يقتنع من خطأ طريقه ، ويتمنى التغيير ، ولكنه ينتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب له ، أو يصاب هو بحادث فيتعظ ، ويهزه الموقف فيدعوه للتوبة ، ولكن ماذا لو كان هو الميت فاتعظ به غيره ؟ وكان هذا الحادث الذي ينتظره فعلاً لكن صارت فيه نهايته ؟ ليس أخي الشاب للإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة فالأمر لا يحتمل المخاطرة . فهلا قررنا التوبة اللحظة وسلوك طريق الاستقامة الآن ؟ إن القرار قد يكون صعباً على النفس وثقيلاً ، ويتطلب تبعات وتضحيات لكن العقبى حميدة والثمرة يانعة بمشيئة الله . محمد بن عبدالله الدويش |
4-كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟
إعداد : خالد الدرويش طبع دار الوطن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد : جلسة تفكر وهدوء مع ورقة وقلم فكانت هذه الرسالة القصيرة التي بعنوان ( كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ) . أرجو من الله أن تكون هذه النصيحة بداية انطلاقة لكل مسلم نحو الخير والعمل الصالح بدءاً من هذا الشهر الكريم وإلى الأبد بتوفيق الله فهو الجواد الكريم المنان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . قال تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) . كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ؟؟ أولاً : الاستعداد النفسي والعملي لهذا الشهر الفضيل : • ممارسة الدعاء قبل مجئ رمضان ومن الدعاء الوارد : أ- ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ). ب - ( اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً ) . ملاحظة : لم تخرج الأدعية ضمن المطوية والأول ضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع ( 4395 ) ولم يحكم عليه في المشكاة والثاني لم نجده في تخريجاته. • نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان : ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة ) ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر : 1. نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر . 2. نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة . 3. نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله . 4. نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب . 5. نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس . 6. نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر . 7. نية وضع برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالإلتزام به . • المطالعة الإيمانية : وهي عبارة عن قراءة بعض كتب الرقائق المختصة بهذا الشهر الكريم لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة . • إقرأ كتاب لطائف المعارف ( باب وظائف شهر رمضان ) وسوف تجد النتيجة . • صم شيئاً من شعبان فهو كالتمرين على صيام رمضان وهو الاستعداد العملي لهذا الشهر الفضيل تقول عائشة رضي الله عنها ( وما رأيته صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان ) . • استثمر أخي المسلم فضائل رمضان وصيامه : مغفرة ذنوب ،عتق من النار ،فيه ليلة مباركة ، تستغفر لك الملائكة ،يتضاعف فيه الأجر والثواب ،أوله رحمة وأوسطه مغفرة ... الخ . استثمارك لهذه الفضائل يعطيك دافعاً نفسياً للاستعداد له . • استمع إلى بعض الأشرطة الرمضانية قبل أن يهل هلاله المبارك . • تخطيط : أ – استمع كل يوم إلى شريط واحد أو شريطين في البيت أو السيارة . ب- استمع إلى شريط ( روحانية صائم ) وسوف تجد النتيجة . • قراءة تفسير آيات الصيام من كتب التفسير . • ( اجلس بنا نعش رمضان ) شعار ما قبل رمضان وهو عبارة عن جلسة أخوية مع من تحب من أهل الفضل والعمل الصالح تتذاكر معهم كيف تعيش رمضان كما ينبغي ( فهذه الجلسة الإيمانية تحدث أثراً طيباً في القلب للتهيئة الرمضانية ) . • تخصيص مبلغ مقطوع من راتبك أو مكافأتك الجامعية لهذا الشهر لعمل بعض المشاريع الرمضانية مثل : 1. صدقة رمضان . 2. كتب ورسائل ومطويات للتوزيع الخيري . 3. الاشتراك في مشروع إفطار صائم لشهر كامل 300 ريال فقط . 4. حقيبة الخير وهي عبارة عن مجموعة من الأطعمة توزع على الفقراء في بداية الشهر . 5. الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة . • تعلم فقه الصيام ( آداب وأحكام ) من خلال الدروس العلمية في المساجد وغيرها . • حضور بعض المحاضرات والندوات المقامة بمناسبة قرب شهر رمضان . • تهيئة من في البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم .( من خلال الحوار والمناقشة في كيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم – ومن حلال المشاركة الأخوية لتوزيع الكتيبات والأشرطة على أهل الحي فإنها وسيلة لزرع الحس الخيري والدعوي في أبناء العائلة ) . -------------------------------------------------------------------------------- ثانياً : الاستعداد الدعوي . يستعد الداعية إلى الله بالوسائل التالية : 1. حقيبة الدعوة ( هدية الصائم الدعوية ) : فهي تعين الصائم وتهئ نفسه على فعل الخير في هذا الشهر .. محتويات هذه الحقيبة : كتيب رمضاني – مطوية – شريط جديد – رسالة عاطفية – سواك .... الخ . 2. تأليف بعض الرسائل والمطويات القصيرة مشاركة في تهيئة الناس لعمل الخير في الشهر الجزيل . 3. إعداد بعض الكلمات والتوجيهات الإيمانية والتربوية إعداداً جيداً لإلقائها في مسجد الحي . 4. التربية الأسرية من خلال الدرس اليومي أو الأسبوعي . 5. توزيع الكتيب والشريط الإسلامي على أهل الحي والأحياء المجاورة . 6. دارية الحي الرمضانية فرصة للدعوة لا تعوض . 7. استغلال الحصص الدراسية للتوجيه والنصيحة للطلاب . 8. طرح مشروع إفطار صائم أثناء التجمعات الأسرية العامة والخاصة . 9. الاستفادة من حملات العمرة من خلال الاستعداد لها دعوياً وثقافياً . 10. التعاون الدعوي مع المؤسسات الإسلامية . • أخي الداعي : عليك بجلسات التفكر والإعداد للوسائل الجديدة أو تطوير الوسائل القديمة ليكون شهر رمضان بداية جديدة لكثير من الناس . -------------------------------------------------------------------------------- ثالثاً : مشروع مثمر لليوم الواحد من رمضان ( برنامج صائم ) : قبل الفجر 1. التهجد قال تعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه ) الزمر : 39 2. السحور : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه . 3. الاستغفار إلى أذان الفجر قال تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات :18 . 4. أداء سنة الفجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم . بعد طلوع الفجر 1. التبكير لصلاة الصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) متفق عليه . 2. الانشغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود . 3. الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس : ( أذكار الصباح ) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس . رواه مسلم . 4. صلاة ركعتين : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواه الترمذي . 5. الدعاء بأن يبارك الله في يومك : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ) رواه أبو داود . 6. النوم مع الاحتساب فيه : قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي . 7. الذهاب إلى العمل أو الدراسة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري . 8. الانشغال بذكر الله طوال اليوم : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها ) رواه الطبراني . 9. صدقة اليوم : مستشعراً دعاء الملك : اللهم أعط منفقاً خلفاً . الظهر 1. صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ) رواه مسلم . 2. أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ( وإن لبدنك عليك حقاً ) . العصر 1. صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) رواه أبو داود والترمذي . 2. سماع موعظة المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه الناس كان له كأجر حاج تاماً حجته ) رواه الطبراني . 3. الجلوس في المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على الموزر أن يكرم الزائر ) رواه الطبراني بإسناد جيد . المغرب 1. الانشغال بالدعاء قبل الغروب قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر ) أخرجه الترمذي . 2. تناول وجبة الافطار مع الدعاء ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) رواه أبو داود . 3. أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير إليها . 4. الجلوس في المسجد لأذكار المساء 5. الاجتماع مع الأهل وتدارس ما يفيد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن لزوجك عليك حقاً ) . 6. الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح . العشاء 1. صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها . 2. صلاة التراويح كاملة مع الإمام قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم . 3. تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) متفق عليه . برنامج مفتوح زيارة ( أقارب . صديق . جار ) ممارسة النشاط الدعوي الرمضاني . مطالعة شخصية . مذاكرة ثنائية ( أحكام . آداب . سلوك .. الخ ) درس عائلي . تربية ذاتية . حضور مجلس الحي . مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد . نقله صوت الدعوة |
5-فكرتان لرمضان : خيمة رمضان أو مركز صيفي
الفكرة الأولى : خيمة رمضان: الجميع متلهفون بالجديد من أهل الصلاح فمن لها أيها الأخوة ببعض البرامج التي تبعدهم عن الأجواء السيئة . * خيمة رمضان تستطيع أن تقام : · للمسجد. · للحي. · لمنطقة. · للمدينة. · كلما كان اختيار المكان صغير وعلى مستوى صغير تكون بعض الأفكار المقدمة لا تناسب المناطق الكبيرة . فكرة الخيمة: 1- أن تكون هناك برامج منوعة : ثقافية –محاضرات-استضافات-مسابقات-جوائز-ألعاب-قصص... 2- أن يوضع فيه مكان لعرض على قسمين: أ- القسم الأول خيري: للهيئة-تسجيلات إسلامية-مكتبات-مجلات إسلامية –افلام إسلامية... ب- القسم الثاني: تجاري: جوالات – عطورات- عرض ثعابين.. 3- أن يكون هناك استغلال للطلاب وتنمية جوانب الخير فيهم. 4- وضع أهداف كبيرة وعلى مستوى وأن نتجنب الإرتجالية مثلاً : الأسبوع الأول : محاولة كسب الحاضرين . الأسبوع الثاني : رفع مستواهم الإيماني بقوة . الأسبوع الثالث: توصيل الأخوة إلى مرحلة الإلتزام فإن لم يلتزموا فعلى الأقل يكونون في صفك . الأسبوع الرابع: القيام برحلة إلى مكة أو المدينة أو كلاهما . ما بعد رمضان لابد من كسب هؤلاء الناس والشباب بالأخص والقيام لهم ببرامج منوعة وعامة وعدم تركهم .. ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له...إياك إياك أن تبتل بالماء 5- على هذه الخيمة الإهتمام بجانب التوزيع: توزيع كل أسبوع شريط وكتاب ووضع مسابقة عليه والقيام بتوزيع الجوائز عليهم. توزيع مسابقات على الجاليات المسلمة والكافرة ..والجالية الكافرة -والله المستعان في وجودها-ستكون قريبة جداً إن شاء الله في شهر رمضان فعلينا استغلال هذا الأمر . 6- الإهتمام كذلك بجانب النساء في القيام لهم بالمحاضرات والندوات الخاصة بهم في المسجد القريب أو المركز الإسلامي . 7- التواصل معهم عبر الأنترنت أو المشاريع الخيرية المنوعة وإفادتهم بوضع جلسة أسبوعية لهم. 8- التركيز على من التزم وادخاله إلى السلك التربوي . -------------------------------------------------------------------------------- الفكرة الثانية : المركز الصيفي ولا أظن هنا أنه يحتاج إلى تفصيل فالمركز الصيفي واضح المعالم واضح الأهداف ولكن يجب علينا معرفة النوعية الموجودة داخل هذا المركز : أ – إذا كانوا أصحاب الحلقات فيطالب منهم الإهتمام أكثر بالحفظ وتنمية بعض الجوانب فيهم مثل : · الإلقاء . · المعاملة الحسنة . · حب الخير للناس . · ترسيخ مفهوم الاستفادة من الوقت . · العناية بالجوانب الإيمانية. ب- إذا كانوا أصحاب الأشخاص العاديين وليسوا من أصحاب الحلقات فعليهم الإهتمام بهم وترسيخ بعض المعاني الطيبة عند هؤلاء مثل : * الصحبة الطيبة . * أن الصالحين محبين للخير ويحبون لهم الخير . * تحبيبهم للمراكز الصيفية . * الاتصال بهم من حين لآخر وإشراكهم في بعض البرامج الخيرية أو الإغاثية وغيرها. وأخيراً رمضان فرصة كبيرة للجميع في استغلال الناس للتوبة والرجوع عن المعاصي فعلى الأخوة : 1-الأئمة: 2- المؤذنين. 3- مشرفي الحلقات. 4- أصحاب المؤسسات الخيرية. 5- الشباب الصالحين عموماً. 6- المشائخ وأصحاب المحاضرا ت والندوات والملقين. على كل هؤلاء وغيرهم مسؤولية كبرى عند الله اللهم بلغت اللهم فاشهد. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ويعيننا على كل خير ويزيد أجورنا والله أعلم. محبكم أبو خالد النجدي شبكة الفجر |
6-برنامج للأخت المسلمة في رمضان
أختي المسلمة لا شك أنك مسئولة عن عمرك الذي تعيشين هل قضيتيه في الخير وطاعة الله عز وجل أم في الشر وطاعة الشيطان والعياذ بالله , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟" فمن هذا كان لزاماً على الجميع الحفاظ على الوقت , لاسيما في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات والمسارعة للطاعات , وكذلك المرأة فإن هناك عدة أمور يمكن أن تستغل بها وقتها منها : أولاً : تلاوة كتاب الله عز وجل : ينبغي أختي المسلمة أن يكون لك ورد يومي لقراءة القرآن الكريم فهو خير معين على استثمار وقتك , وفي تلاوته الأجر العظيم ففي كل حرف حسنه والحسنه بعشر أمثالها كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح. ثانياً : قراءة الكتب النافعة: إن قراءتك لها تزيد حصيلتك العلمية والثقافية فابدئي بقراءة الكتب الإسلامية التي تتفقهين بها في دين الله تعالى وتعبدين الله تعالى على بصيرة وعلم . ثالثاً : ذكر الله عز وجل : اجعلي من الأمور المهمة التي تقضين بها وقتك ذكر الله فهو أمر يسير على النفس تستطيعين أداءه وأنت تقومين بأعمال البيت وتعلمين فضل ذكر الله ومدح الله للذاكرين كما قال تعالى :﴿ والذاكرين الله كثيرا والذاكرت ﴾ وفي أداء الذكر شكر لله تعالى والله مدح الشاكرين. رابعاً : تربية الأولاد : إن على الام مسئولية عظيمة ومهمة جسيمة في تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة وتنشئتهم النشأة القويمة على المنهج الرباني الرشيد وكما قال عليه الصلاة والسلام : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... والمرأة راعيه في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها " والتربية الصحيحة تكون بتنشئتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , وحب الطاعات , وعلى الأخلاق الفاضلة , والآداب الإسلامية , إما بتحفيظهم لبعض الآيات او بعض الأدعية والأذكار, او قص بعض القصص الإسلامية . فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام وتنظيف الملابس وغيرها وتنسى تربية القلب والروح وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية. خامساً : صلة الأرحام : صلتهم واجبة عليك أختي المسلمة لقول الله تعالى :﴿ واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾. ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعة الله ". واستغلي هذه الزيارة بإسداء الهدية المفيدة كشريط نافع أو كتاب توقضين به الغافلات من أقاربك وتعامليهم بالكلمة الطيبة وكما قال عليه الصلاة والسلام : " الدال على الخير كفاعله ". سادساً : بر الوالدين : تعلمين أختي المسلمة ان الله تعالى قرن طاعته بطاعة الوالدين فقال سبحانه : ﴿ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين أحساناً ﴾. ولكي تفوزي برضا الله ورضا الوالدين لابد من التفرغ لطاعة الوالدين والبر بهما والإحسان اليهما , وأنبه الفتيات إلى مساعدة أمهاتهن في أعمال المنزل وبذلك تستطيع الأم التفرغ للعبادة أيضا . سابعاً : الدعوة الى الله عز وجل : قال الله تعالى : ﴿ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ﴾ فالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى منهج الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام , فلا تبخلي على نفسك بالأجر العظيم من الله , يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ". فخصصي أختي المسلمة جزءا من وقتك لنشر الخير والدعوة إلى الله سبحانه , فالكلمة الطيبة دعوة وحسن الأخلاق دعوة والأمر بالمعروف دعوة والنهي عن المنكر دعوة إلى غير ذلك. ثامناً : حلقات الذكر والدروس العلمية : حاولي أختي المسلمة التعاون فيما بينك وبين أخواتك على وضع دروس علمية في ليالي رمضان لتحفكن الملائكة وتغشاكن الرحمة وتنزل عليكن السكينة ويذكركن الله فيمن عنده . تاسعاً : حلقات تحفيظ القرآن : إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن , فينبغي لها ان تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم لأهل بيتها او جيرانها لما في ذلك من الثواب العظيم . هذا وأسال الله تعالى ان يعيننا على طاعته وان يجعلنا من عباده المتقين وان يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم مقرباً لمرضاته نافعا لعباده . المراجع : 1- { للصائمات فقط } لحمد بن إبراهيم العريفي. 2- { توجيهات للأخت الصائمة } لعمر بن سعود العيد. الحقنة .. شبكة أنا المسلم |
43-مواقع عن رمضان
رمضانيات بريده http://www.buraydahcity.net/vb/forum...?s=&forumid=42 الورشة الرمضانية http://www.workforislam.com/ramadan/ مدرسة رمضان http://www.islamtoday.net/newramadan/ تعلم فقه الصيام .. إنجليزي http://63.175.194.25/index.php?ds=qa...&dtree=1&dgn=3 تعلم فقه الصيام .. عربي http://63.175.194.25/index.php?ln=ar...&dtree=1&dgn=3 المشكاة الرمضانية http://www.almeshkat.com/vb/forumdis...?s=&forumid=23 المنتدى الرمضاني من شبكة الفجر http://www.alfjr.com/forumdisplay.php?s=&forumid=22 منتدى رمضان تربية و جهاد بمنتدى ناصح http://www.naseh.net/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=18 المنتدى الدعوي والمختارات الرمضانية بأنا المسلم http://www.muslm.net/cgi-bin/postlis...t=&Board=dawah منتدى السيف - رمضان شهر القرآن http://www.alsyf.ws/vb/forumdisplay.php?forumid=65 رمضان شهر الخير بمنتديات زحل http://www.zohal.cc/forum/forumdisplay.php?forumid=83 رسائل رمضانية من منتدى السيف http://www.alsyf.ws/vb/ramadan.php البحوث المنبرية العلمية لفقه وآداب وأحكام الصيام http://www.alminbar.net/almalaf/default.htm ملف الصيام من موقع دليل البحوث الإسلامية http://www.khayma.com/wahbi/Research/Feqh/fast/Main.htm مختارات رمضانية من طريق الإسلام http://www.islamway.com/bindex.php?s...s_cat=islamway من فقه الألباني في مسائل الصيام http://www.albani.org/Arabic/feqh/fasting.htm حديث الصيام http://www.ramadhan.org/ في رحاب رمضان http://www.islamonline.net/Arabic/ramadan/index.shtml شهر رمضان المبارك http://www.khayma.com/ramadhan/ كتب ورسائل حول شهر رمضان المبارك http://www.albr.org/ramdhan/index.htm موقع المختارات الإسلامية http://www.islamselect.com/index.php?ln=1&bk=0&CR=23 الموسوعة الرمضانية http://www.islamnew.com/ramadan.php فتاوى الزكاة للشيخ عبدالله الجبرين http://www.ibn-jebreen.com/books/b12/ |
44-صوتيات رمضانيه اخري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... فهذه مجموعة من الأشرطة الصوتية والتي تخص مناسبة شهر رمضان المبارك...قمت بجمعها من موقع أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء... ملاحظة/ ترتيب العلماء والدعاة ترتيب حسب الحروف الأبجدية.. إبراهيم الدويش [c]لماذا نخسر رمضان ؟ [/c] [c]الفائزون في رمضان [/c] [c]رمضان والرحيل المُــرّ[/c] [c]روحانيات صائم [/c] [c]أربعون وسيلة لاستغلال رمضان [/c] [c]محروم في شهر الصوم [/c] أبو بكر الجزائري [c]سلسلة لماذا نصوم ؟ [/c] أبو سعيد الجزائري [c]كتاب الصيام _أحكام الصيام [/c] [c]أحكام الصيام [/c] أحمد المورعي [c]أحكام الصيام [/c] أحمد فريد [c]سلسلة مجالس رمضان [/c] أسامة عبدالعظيم [c] رمضان -خطبة الجمعة الاولى [/c] [c]الجمعة الثانية من رمضان [/c] [c]درر و فوائد من آيات الصيام [/c] إسماعيل حميدي [c]بماذا نستقبل شهر رمضان [/c] أيمن سامي [c]أهلا رمضان [/c] [c]نسيم الجنة في رمضان [/c] جمال عبدالهادي [c]جهاد النفس في رمضان [/c] رضا أحمد صمدي [c]سلسلة القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان [/c] سعد البريك [c]رمضان يا حسرة المحرومين [/c] [c]رمضان بين العادة والعبادة [/c] [c]ماذا بعد رمضان؟ [/c] [c]ماذا أعددنا لاستقبال رمضان؟ [/c] سعود الشريم [c]رحيل رمضان [/c] [c]الفتور بعد رمضان [/c] [c]الشيطان ورمضان [/c] [c]اغتنام رمضان [/c] [c]رمضان و تصفيد الشياطين [/c] [c]الصوم نصف الصبر [/c] سعيد بن مسفر [c]الصوم تهذيب النفوس [/c] [c]من وحي رمضان [/c] [c]كيف نستقبل رمضان؟ [/c] [c]الصوم أسرار وآداب [/c] سعيد عبدالعظيم [c]سلسلة دروس الزمان في شهر الصيام [/c] سفيان عمر [c]في ظلال رمضان [/c] سلمان العودة [c]صائمون ولكن [/c] [c]ثلاثون وقفة في مطلع شهر الصيام [/c] [c]تذكرة الصائم [/c] [c]وقفات رمضانية [/c] [c]أخطاء شائعة تحدث في الصيام [/c] [c]قطوف رمضانية [/c] [c]صائمون ولكن [/c] [c]أستغفر الله - أولادنا في رمضان [/c] [c]فرحة رمضان صائمون إحتسابا [/c] سيد العربي [c]أحكام الصيام [/c] سيد العفاني [c]رمضان ورهبان الليل [/c] صالح الفوزان [c]الصيام آداب وأحكام [/c] صلاح الراشد [c]رمضان كيف تجعل منه نقطة انطلاقة للتغير [/c] طارق السويدان [c]رمضان شهر الانتصارات [/c] [c]الإبداع في رمضان [/c] [c]فضل ليلة القدر [/c] [c]الصيام [/c] طارق الطواري [c]كل شيء عن رمضان [/c] عائض القرني [c]كيف تستقبل رمضان ؟ [/c] [c]الصيام تدريب روحاني [/c] عبدالبديع أبو هاشم [c] تهيئوا لرمضان [/c] [c]الصيام نعمة [/c] عبدالحميد كشك [c]ليلة القدر [/c] [c]صيام بعد رمضان [/c] [c]فضل الصيام [/c] [c]شهر رمضان [/c] [c]العشر الأواخر من رمضان [/c] |
تابع موضوع رقم 44
عبدالرحمن السديس [c]وداعا رمضان [/c] عبدالعزيز السدحان [c]الصائمون بين آداب الصيام ومخالفاته [/c] عبدالعزيز بن باز [c]سلسلة شرح كتاب وظائف شهر رمضان [/c] عبد اللطيف المشتهري [c]بشراك يا صائم [/c] [c]أقبل رمضان [/c] عبدالله المطلق [c]منقصات الصيام [/c] عبدالله بن جبرين [c]هدي السلف في رمضان [/c] عبدالله بن منيع [c]الصوم تربية وتهذيب [/c] عبد المحسن القاضي [c]أقبلت يا رمضان [/c] عدنان إبراهيم [c]الصيام آدابه و أحكامه [/c] عطية صقر [c]أسئلة في الصيام -1 [/c] [c]أسئلة في الصيام -2 [/c] علي جمعة [c]كيف تفوز في رمضان؟ [/c] [c]ليلة القدر [/c] عمر العيد [c]ماذا استفدنا من رمضان ؟ [/c] [c]رمضانيات مسلمة [/c] [c]حال السلف في رمضان [/c] [c]أولادنا في رمضان [/c] عمرو خالد [c]دعوة إلى جنة رمضان [/c] [c]ليلة القدر [/c] [c]ماذا بعد رمضان [/c] فالح الصغير [c]البيت المسلم في رمضان [/c] فوزي السعيد [c]سلسلة نصائح رمضانية [/c] [c]نصيحة في رمضان [/c] [c]أسباب المغفرة في رمضان [/c] مازن الفريح [c]المرأة في رمضان [/c] [c]سؤال إلى صائمة [/c] متعب الطيار [c]رمضان - الجود فيه وكيفية استغلاله [/c] محمد إسماعيل [c]بين يدي رمضان [/c] محمد الشنقيطي [c]وصايا للصائمين والقائمين [/c] [c]العشر الأواخر [/c] [c]وصية للصائمين [/c] [c] حقيقة الاعتكاف [/c] [c]كيف نستفيد من العشر الأواخر [/c] [c]بين يدي رمضان [/c] [c]قيام رمضان [/c] [c]أبواب الخير في رمضان [/c] [c]وصية لصائم [/c] محمد العريفي [c]ربانيون لا رمضانيون [/c] محمد القطناني [c]ماذا بعد رمضان؟ [/c] محمد حسان [c]رمضان موسم الطاعات [/c] [c]ربانيون لا رمضانيون [/c] [c]كيف نستقبل رمضان؟ [/c] [c]رمضان تجارة رابحة [/c] [c]من أحكام الصيام [/c] [c]ماذا بعد رمضان؟ [/c] محمد حسين يعقوب [c] أفيقي أمتي .. قبل رمضان [/c] [c]كيف نستقبل رمضان؟ [/c] [c]ماذا بعد رمضان؟ [/c] [c]هل ستصوم رمضان حقاً؟ [/c] [c]بقي على رمضان ساعات .. فهل من توبة؟ [/c] [c]هل صُمت رمضان؟ [/c] [c]ثمرات الصيام [/c] [c]أحزمة الأمان بعد رمضان [/c] محمد سعيد القحطاني [c]فضائل شهر رمضان [/c] محمد بن سعيد رسلان [c]ماذا بعد رمضان ؟ [/c] [c]فضائل الصيام [/c] [c]الليلة المباركة [/c] محمد صالح المنجد [c]أهلا رمضان [/c] [c]رمضان فرصة للتعليم والتربية [/c] [c]الزاد الرمضاني [/c] |
تابع موضوع رقم 44
[c]رمضان بين الشكر والبشرى [/c] [c]عشر وقفات بعد رمضان [/c] [c]سبعون سؤالاً في الصيام [/c] [c]رمضان على الأبواب [/c] [c]مائة فائدة من أحكام الصيام [/c] [c]بيان في عمرة رمضان [/c] محمد بن عثيمين [c]مجموعة جلسات رمضانية [/c] [c]من فقه الصيام [/c] [c]جلسة رمضانية [/c] [c]العشر الأواخر [/c] [c]أحكام الصيام [/c] [c]فتاوى رمضانية -عام 1415 هـ [/c] [c]ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟ [/c] محمد عبد الله الفهيد [c]آداب رمضانية [/c] محمد عبد الله الهبدان [c]رمضان فرصة للتغيير [/c] محمد عبدالمقصود [c]سلسلة أحكام الصيام [/c] [c]فضل العشر الأواخر [/c] محمد ناصر الدين الألباني [c]صوموا لرؤيته [/c] محمود المصري أبو عمار [c]من الفائز ومن الخاسر في رمضان [/c] مصطفى العدوي [c]أحكام الصيام [/c] ناصر العمر [c]كيف تستقبل رمضان ؟ [/c] [c]وقفات رمضانية [/c] [c]رمضان مدرسة الأجيال [/c] نبيل العوضي [c]شهر الرحمة والغفران [/c] [c]مخالفات شرعية في رمضان [/c] [c]مخالفات نسائية في رمضان [/c] [c]العبادة في رمضان [/c] [c]فضل الصيام [/c] نشأت أحمد [c]قدوم شهر رمضان [/c] [c]بعد الخروج من رمضان [/c] [c]لطائف رمضانية [/c] [c]في رحاب رمضان [/c] وجدي غنيم [c]كيف تستقبل رمضان ؟ [/c] [c]في رمضان يكرم المرء أو يهان [/c] [c]ماذا بعد رمضان؟ [/c] خطب الحرمين الشريفين [c]خطبة الحرم المدني 24 شعبان 1422 هـ [/c] [c]خطبة الحرم المكي 24 شعبان 1422 هـ [/c] [c]خطبة الحرم المدني 1 رمضان 1422 هـ [/c] [c]مكة: 1 رمضان 1422 - رمضان فرصة لتثبيت القلوب [/c] [c]مكة: اغتنام رمضان لشحذ الهمم [/c] [c]المدينة: رمضان فرصة قبل أن ينقضي العمر [/c] [c]خطبة الحرم المكي 22 رمضان 1422هـ [/c] [c]خطبة الحرم المدني 22 رمضان 1422هـ [/c] [c]خطبة الحرم المكي 29 رمضان 1422هـ [/c] [c]خطبة الحرم المدني 29 رمضان 1422هـ [/c] منوع [c]نفحات رمضان [/c] [c]طبيبك في رمضان [/c] [c]حوار مع رمضان [/c] [c]و رحل رمضان [/c] وفي الختام أسأل الله أن يحسن النية و أن يتقبل العمل و أن ينفع به الإسلام والمسلمين وصلى الله على نبينا محمد نقل من الاخ أبوعبيدة النجدي |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيك...
وجزاك الله خير الجزاء... وادخلك فسيح جناته... فاللهم اجعل كل حرف من هذه الحروف فى موازين حسناتك والحسنة بعشر امثالها.. "ودمتم بخير" |
لاشكر على واجب
|
مشكوووور اخوي فهد
وبارك الله فيك وجعل ماقلته في موازين حسناتك وتقبل ارق التحايا : |
تسلم على هذا الكلام اللي ما استحقه
|
الساعة الآن +4: 08:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.