![]() |
::: الخَللُ فِي ( العُبُودِيَّةِ ) مَدعَاةُ الانِحرافِ :::
بسم الله الرحمن الرحيم نشرته صحيفة ( انباؤكم ) الإلكترونية بقلم : عبدالله بن عبدالعزيز العزاز الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد ، و الانقياد له بالطاعة ، و البراءة من الشرك و أهله ، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي – رحمه الله -: " ولا تثبت قدم الإسلام إلا عَلَى ظهر التسليم والاستسلام " و قد علق شارح الطحاوية ابن أبي العز – رحمه الله – تعليقاً نفيساً على هذا الكلام بقوله : " هذا من باب الاستعارة، إذ القدم الحسي لا تثبت إلا عَلَى ظهر شيء، أي: لا يثبت إسلام من لم يسلِّم لنصوص الوحيين، وينقاد إليها، ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه " شرح الطحاوية (1/305) و اليوم و نحن في عصر الزوابع الإعلامية ، و النداءات التي تبتغي سُبلاً شتى ؛ لا بد و أن نؤسس ذواتنا على العبودية لله ، و الخضوع له و الانقياد لأمره و الانتهاء عن نهيه ، منطلقين من منطلقات عدة ، كاستشعار ذلنا لله و أننا مملوكون مربوبون للعلي الكبير سبحانه ، و بالتالي فإننا ننظر إلى أوامره نظرة العبد إلى أمر مولاه . و ننطلق كذلك من أن الله تعالى هو خالقنا و موجدنا و هو الأعلم بحالنا و ما يصلح لنا و ما لا يصلح ، و بالتالي فإننا نتلقى أحكامه و حلاله و حرامه كما نتلقى تعليماتٍ من خبير يعلم الأصلح ، و نوقن بهذا حقًا و نشهدُ به صدقًا {ألا يعلمُ من خلقَ وهوَ اللطيفُ الخبير} . و لما حدث الخلل في العبودية عند بعض الناس ، سهل عليهم الافتيات على الصريح من النصوص الشرعية ، أو اقتحام باب التأويل و الخروج بأحكام لا يُعرفُ عن الشرع المطهر إقرارها ، بل أنها تصدام مقاصد الشريعة ، و من الخلل في العبودية كثر الانخداع بالنداءات و الأفكار و الأطروحات الخارجة عن معاني العبودية . مما جعل شريعة الله مجرد شكليات لا روح فيها و لا إيمان و لا أمان . هذا التمرد اللئيم هو الذي أردى كثيراً من الناس في الانحرافات الفكرية و العقدية ، فهم انعتقوا من ربقة العبودية لله و التي هي الشرف و الفخر ، ليقعوا في عبوديات أخرى وهم لا يشعرون . العبودية لله هي الشرف الأعلى وهي أعظم ما يمدح به المرء ، و لهذا ساق الله هذه الصفة في معرض الامتنان على رسوله صلى الله عليه و سلم ، في موقف الإسراء فقال تعالى في مطلع سورة الإسراء : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرامِ إلى المسجد الأقصى } ، و قال تعالى في مقام الامتنان و التشريف في أول سورة الكهف {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجًا} وقال تعالى : { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكونَ للعالمين نذيراً} . و لا يخفى أن في شريعة الله ما يخالف هوى النفس و لكن هنا تظهر علامة الإيمان ، و حقيقة الخضوع لله ، فالله هو الرب و الأمر أمره و الملك ملكه و الحكم حكمه ، و هذه المعاني تخالف الأفكار التحررية التي تمجد الحرية على إطلاقها دون القيود و الحدود ، و تظهر الانفلات التام الذي يجعل الحياة حياة جسدية لا روحية و الروح إذا خلت من الحياة انتقل الإنسان إلى كائن بهيمي يعيش من أجل إمتاع الرغبات التي تطلبها الحيوانات ، و من أجل هذا ذكر القرآن أن هذا النوع من الناس كالأنعام بل هم أضل . و العبودية تنقلك من أسفل السافلين إلى أعلى عليين ، يقول تعالى : { و أما من خاف مقامَ ربه و نهى النفس عن الهوى * فإن الجنةَ هي المأوى } . فنفس العبد تريد ، و الخالق المعبود يُريد ، و الرفعة و العز كله هنا في مخالفة مراد العبد إلى مراد المعبود سبحانه و تعالى ، و هذا نهي النفس عن الهوى وهو أس العبودية . نشر بتاريخ 30-11-2009 ::: على الهامش ::: دائما ما أقابل من اقتنع بفكرة منحرفة ، أو دعوى ضالة في إعلامٍ أو غيره ، فأبدأ به من هنا ، من العبودية لله و أنك لا خيار لك فيما يختاره الله من الأحكام كما أنه لا خيار لك فيما يقضيه من الأقدار ، فالحكم حكمه و الملك ملكه ، و أنت أيها العبد الضعيف من ملكه فلماذا تتمرد على أوامره ، و لهذه المسألة تطبيقات في القضايا المثارة ، كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و حجاب المرأة ، و مسائل الحاكمية ، و الجهاد في سبيل الله ، و الولاء و البراء ، و التعامل مع نصوص الشريعة ، و غيرها . |
جزآك الله خيررر ..
|
جزاك الله خيرا
وجعل مانقلت بميزان حسناتك تحياتي و ر د |
صنهــآته .. / و إياكـ أختي الفاضلة . رود / أهلا بك أختي ، و الموضوع من المقول الذي قلته لا من المنقول . أشكرك على حضوركِ . |
اتاسف والله منك
وماهذا الا جهلا مني ...... فارجو قبول عذري جزاك الله خيرا ع ماكتبت وجعله ربي في ميزان حسناتك تحياتي و ر د |
جزاك الله خيرا ،، فقد أفدتنا مشكورا ،،لاحرمت أجره ،، |
بارك الله فيك اخي الصمصام مقال رائع جدا استفدت منه
نفع الله بك الاسلام والمسلمين كثر لنا من مقالاتك الحلوة لاننا بجد بأمس الحاجة لهن اقتباس:
الاعتراف بالحق فضيلة بارك الله فيكما |
جزاك الله خيرا
|
وما أحوجَنا إلى عباداتٍ تكونُ لنا حياةً نتشبّثُ بها في دنيا الملذّاتِ والمُلهِيات والفِتن !
أكرم الكريمُ وِفادتَك أبا عبدِ العزيز (f) ~ |
عبدالله العزاز (الصمصام)
أشكرك على روعة سطورك .. بارك الله فيك . |
برمائية / أشكرك على تواجدك و من ثم تعليقك . جهير / بارك الله فيك و تقبل من دعواتك المباركات . |
جزيت خيرا أباعبدالعزيز ونفع الله بك الاسلام والمسلمين وجعل ماخطته يداك حجة لك لاعليك |
فني / تحية طيبة ياعزيزي .. طالب طب / يالك من صديق رائع .. أشكرك .. عي الساقي / أهلا بحبيبي ، بوركت مساعيك أيها الفاضل . |
بارك الله فيك ونفع .. ماأحوجنا لإستشعار العبوديه كي نسلم وننقاد لله عز وجل .. ((وكونه حجة للمخالف)) هذا ما استفدت منه ..فشكرا لك .. رزقنا الله وإيـاكم عبودية خالصة .. . |
ما أحوجنا إلى العقيدة الصافية النقية بورك فيه أخي ابوعبد الله |
موضوع افضل من رائع ..
غفر الله لك .. >> |
راقية بأخلاقي / تحية طيبة كمرورك الطيب أختي . ذكاء و شقاء / أسعدك الله أختي الفاضلة . أخو دريحم / بارك الله فيك أستاذي الفاضل .. |
الأستاذ الكريم الصمصام :
والله إن المنتدى ليفخر بأن يحتضن أمثالك , أسأل الله أن ينفع بك ... وحقاً نحن نرى غياب مثل هذه المواضيع التي هي بمثابة الأساس وقاعدة الانطلاق لكل شخص .. نفع الله بك .. وبارك في قلمك .. |
همس الأحبة / أسعدني مرورك .. تحية طيبة . برنسيسة بريدة / الفخر لي يا أختي .. و الشكر لكل متابع بعد شكر الله . شكرا . |
بارك الله فيما كتبت وجعله في موازين حسناتك مقولة احد السلف: ((اقول لكم قال رسول الله وتقولون قال ابو بكر وعمر)) هكذا حال الناس ييتبعون الرخص ويتساهلون بها,, وكلامك عين الصواب شكرا لك اخي الصمصام |
قلبي ثق بالله / أشكرك على تواجدك و مروركـ .. |
الساعة الآن +4: 08:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.