الكلام في مثل هذا الموضوع يطول ويتشعب ولكن , سأعقب على نقطة معينة
من اجتهد وتعلم ونال الشهادة الجامعية ووضعها في مقبرتها الخضراء ثم قدّمها إلى الديوان
وانتظر سنين كي يحصل على وضيفة وتأمين للمستقبل , ألا يستحق راتباً محدّداً كي يعينه على
مصاريف عيشته مادامت أوراقه لدى الحكومة ؟
شيئاً تقدّره الدولة لتعين شبابها ؟ ويكون دافعاً للدولة لتوظيف أبنائها .

الأخ " صمت النار " ..
أولاً السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

ثانياً الأخت أدرجة مع الموضوع رابط لمشهد تلفزيوني لمعانات إمرأة تسكن خرابة تسمى منزل .. وما أكثر خرابئنا بهذا الوطن . .!!

ثالثاً : كيف أطلب من هذه المرأة أن تتقي الله كي يجعل لها مخرجاً .. أي تقوى غير الحمد والشكر .. وأي رزق ترجوه هي وغيرها والناس لاهين بالأرباح .. وكثيراً من البيوع والشراء بعيداً عن المساكين والضعفاء .. فلو أن الأمر صحيح لفعل المسؤول والغني هذه التقوى .. طلباً للرزق والتيسير .

لماذا ؟

لأن الأعمال من صبر واحتساب للأجر لا تطلب في هذا الزمان من الكبار ولكن من الجرابيع من الناس والضعفاء هم من يطالبون بأن يحتسبوا ويصبروا إلى أن يستافيه الله . فأين مجال الآيآت التي أسقطها على موضوع الأخت .

ثالثاً : ليس صحيح أن تسقط أوضاع الكثير من الناس بالقضاء والقدر .. لأن القضاء والقدر جعلنا مواطنين لأغنى دول العالم .. كما أن المقدر عز وجل أرسل رسول لهذه الأمة لم يأمر بهذه الأفعال التي تحدث لنا من غلا أو استغلاء للمعيشة .

ولكن حثنا على التيسير والتراحم فيما بيننا .. فإن قلت بهذه الآيات بهذا المجال كنا في محل المجيز لهذه السرقات والتجاوزات والفساد الحاصل بهذه البلاد الطاهرة .. كما أن ولاة الأمر يحفظهم الله لا يرضيهم هذا العبث من المسؤول المهمل أو المزور للحقائق .. فاقرأ نظام الحكم للدولة ستجد أنه حريص كل الحرص على راحة المواطن وعزته .. فمن أين جاء هذا الإذلال لمواطن من المفترض أن يكون كريماً .

أخي أنا هنا لا أنفي تقوى الله ولكن يجب على الكبير أن يتقي الله بالصغير .. والقوي يتقي الله بالضعيف .. والولي أن يتقي الله بمن ولاه الله عليهم .

فالرزق أخي الكريم ليس محصوراً على البيع والشراء .. !

كما أن التقوى ليست حكراً على أناس دون غيرهم .. لذا كان إدراجك لهذه الآيات هنا إدراج خاطئ .. وإستدلال في غير محله .

ففي القرآن آيات كثيرة وهي بنفس العظمة فكلها آيات وكلام الله عز وجل .

فلو أدرجت قوله تعالى
"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"

لكان اصوب من إدراجك آيات تضعك في محل المخاصم للقوي ضد الضعيف . فالمضطر هو يئس من الخلق ولجأ للخالق .

ونحن هنا على درجة من الإضطرار .. وفي سوء أظنه عظيم .

أما التوكل فمن منا لايتوكل على الله عز وجل ..؟

بالعكس فيه من لا يريد منا التوكل على خالقنا ولكن أسس شركات توكل بديلاً عن الله ..!! ومن الناس من يسعى يسعى حثيثاً خلفها .. أتمنى أن لا تكون منهم .

ولعلمك فالتأمين هو منافاة للتوكل .. !! والتي في المشهد وأمثالها لم تزاحم أمام شركات التأمين التي فرضت على الكثير من دون الله .

ملاحظة قد علقت على من جعلته أنت مهماً فأدرجت أنت قبله كلمة (( المهم ))
تحياتي