![]() |
هزلت والله!!!حتى هذا الخبيث بدأ يفتي!!!كلام خطير يا صاحب السمو فتنبه وتعقل!!
الإسلام اليوم/ا ف ب
14/1/1424 12:32 ص أكد وزير الإعلام الكويتي وزير النفط بالوكالة الشيخ أحمد الفهد أنه مستعد للذهاب إلى بغداد لتقديم التهنئة للحكومة العراقية الجديدة "في حال تم تكليفي من الحكومة الكويتية»، مشيرأً إلى أن الأحداث تتحرك بصورة سريعة رغم أن لا أحد يريد الحرب إلا النظام العراقي «الذي يضع العالم على صفيح ساخن". وشدد الفهد في مؤتمر صحافي على أن الفتاوى التي تظهر هنا وهناك بعدم شرعية الحرب «إنما تعكس مصالح مطلقيها والمروجين لها»، وأكد «نحن لا نشكك بالعلم أو الدين ولكن نشكك في مصالحهم»، مشيرا إلى أن هذه الفتاوى لا تعدو كونها «تنظيرا عفا عليه الزمن ولن تنهض الأمة طالما ظلت على هذه الحال". وقال الفهد إنه لا يوجد أحد يتمنى أن تكون بهذه الظروف لو أن النظام العراقي طبق القرارات وخصوصا القرار1441.لا إننا نعتبر أنه بإمكان الحكومة العراقية أن تلعب دورا أساسيا في نزع هذا الفتيل، وألا تضع العالم على صفيح ساخن. .................................. والكـــــــــــــلام خطير جداً... وفيه سب للدين في قوله اقتباس:
وفي قوله: اقتباس:
....... وهذه فتاوى العلمـــــــاء في المسألة: نصيحةفي بيان حكم من والى الكفارأوأعانهم في حربهم ضدالمسلمين والكلام على الراية... الموقعون 1- علي بن خضير الخضير . 2- ناصر بن حمد الفهد . 3- أحمد بن حمود الخالدي . http://www.alkhoder.com/nnn/article....thread&order=0 فتوى في كفر من أعان أمريكا على المسلمين في العراق ... الـــمـــوقـــعـــون 1- علي بن خضير الخضير . 2- حمد بن ريس الريس . 3- عبد الله بن عبد الرحمن السعد . 4- حمد بن عبد الله الحميدي . 5- أحمد بن صالح السناني . 6- ناصر بن حمد الفهد . 7- أحمد بن حمود الخالدي . http://www.alkhoder.com/nnn/article....thread&order=0 مشاركة الجنود في حرب العراق... فتوى للشيخ سلمان العودة http://www.islamtoday.net/pen/show_q...t.cfm?id=17928 52 نقلا عن العلماء في حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/1.htm القول المختار في حكم الاستعانة بالكفار ...... للعلامة حمود بن عبدالله بن عقلاء الشعيبي رحمه الله http://www.saaid.net/Warathah/hmood/1/h1.zip فتوى الشيخ العلامة حمود بن عقلاء في الولاء والبراء ووجوب نصرة طالبان وحكم من ظاهر الأمريكان عليها http://aloqla.com/mag/sections.php?o...ticle&artid=42 الحرب الأمريكية على العراق أسبابها والموقف منها(1/2) ...... للشيخ د - عوض بن محمد القرني حفظه الله.. http://www.islamtoday.net/articles/s...=40&artid=1913 ملــــــــــــف العراق http://www.islamtoday.net/iraq/main.cfm استمع الى فتوى الشيخ العلوان في المشاركه مع امريكا في حرب http://forum.fwaed.net/showthread.php?s=&threadid=16564 @ فتوى من فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين ( حول الأحداث ) http://forum.fwaed.net/showthread.php?s=&threadid=16524 |
جزاك الله خير
في الحقيقة الكلام خطير جدا ً جداً
وأشكرك على الجهد الذي بذلته جعله الله في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم صحيح هناك أناس تحترق من أجل إظهار الحقيقة وأناس كل همها 00000 أترفع عن ذكر الذي يشغلهم |
وليد العلي اشكرك على الجهد الذي
بذلته وهو الحقيقة لا مراء فيها ... وهذا الشخص من المعروفين بتعاطي الخمور ولا تستغرب أنه عندما تفوه بما نهق به كان مخمورا ... حسبي الله ونعم الوكيل ... بعذر صدام عليهم ! والله المستعان |
حياكم الله...
|
د. حاكم المطيري للقبس الكويتية «الشعب العراقي ليس محتلاً حتى يحرره الأميركان»
أرسلت في 19/03/2003 بواسطة المحرر الفتاوى المؤيدة للحرب «مشبوهة» وإجماع إسلامي ـ عربي على رفضها اوضح الامين العام للحركة السلفية د. حاكم المطيري ان العراق اليوم اشبه في نظر المجتمع الدولي بالكويت في عام 1990، فالموقف الصحيح قانونياً وسياسياً بحسب ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي هو رفض العدوان الاميركي على العراق، مؤكداً ان الشعب العراقي ليس تحت الاحتلال الاجنبي ليقوم العالم بتحريره بل يعيش تحت حكم نظام استبدادي دكتاتوري كحال اكثر الانظمة العربية الاخرى. وبين د. المطيري أن خطورة الوضع الحالي تكمن في ان الحرب ستطال العراق ارضاً وشعباً وموارد طبيعية، حيث سيتعرض لحرب مدمرة سيذهب ضحيتها آلاف الابرياء، لذلك وجدنا لزاماً علينا اعلان موقفنا الرافض لهذه الحرب. واشار د. المطيري في حديثه لـ «القبس» الى ان الحل الآن بيد الشعب العراقي نفسه والمعارضة العراقية التي تستطيع توحيد صفوفها والاتفاق على مشروع وطني للتخلص من نظامه واسقاطه عبر ثورة شعبية، كما فعل الشعب الايراني مع الشاه، مبيناً ان اكثر الاحزاب العراقية شعبية كحزب الدعوة الشيعي والحزب الشيوعي والاخوان المسلمين ترفض الحرب على العراق وتتفق على اسقاط النظام. ولفت د. المطيري الى ان هدف الحركة السلفية من اصدار بيانها الاخير هو دعوة الجامعة العربية ومنظمة دول المؤتمر الاسلامي لتفعيل قراراتها والسعي للحيلولة دون وقوع هذه الحرب المدمرة والتي ستدفع شعوب الدول الخليجية فاتورتها سياسياً وامنياً ومالياً، موضحاً ان بيان حركته لا يسبب حرجاً للحكومة التي اعلنت موقفها المبدئي منذ بداية الازمة بأنها ليست طرفاً في هذه الحرب، وان كانت لا تستطيع منع الولايات المتحدة الاميركية من استخدام اراضيها. واعرب د. المطيري عن اعتقاده بأن الحكومة فشلت اعلامياً، حيث بدا اعلامها مؤيداً للحرب ويبررها، وتم حجب الرأي الآخر الرافض للحرب، الامر الذي اثار الرأي العام العربي والاسلامي ضدنا، مشيراً الى اننا بدونا في نظرهم متحمسين للحرب اكثر من الاميركيين. عن وصف البيان الحرب المحتملة بـ «الصليبية» اكد د. المطيري ان من اطلق هذا الوصف هو الرئيس الاميركي جورج بوش في احد المؤتمرات الصحفية وامام وسائل الاعلام منتقداً الفتاوى «المشؤومة» التي تؤيد وتسوغ لاعتداء دولة اجنبية على دولة اسلامية. وفي ما يلي نص المقابلة: http://www.arabgate.com/article.php?...thread&order=0 |
أشكرك
يا أخي وإلى الأمام |
جزاك الله خير
لكن هذا ليس بغريب على هؤلاء الذين يخافون على اموالهم وعروشهم اكرر شكري لك |
نعم ليس بمستغرب......
|
هزلت
إلا مهازل شكرا |
ما أكثرهم لا كثرهم الله..
|
[COLOR=darkred]سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
• سلسلة التوعية بالحرب الصليبية .. فتوى في توجيه الأمة في هذه الأحداث ووجوب الإعداد لوقف زحف الصليبيين فالتجار بأموالهم ، والعلماء بأقوالهم وأقلامهم وأئمة المساجد بقنوتهم حتى ترتفع النازلة والشباب بدمائهم ، والنساء بشيء من أموالهن ودعائهن وتحريض أبنائهن ومن تحت أيديهن وأهل الرأي والمشورة وأصحاب الرياسات بجاههم و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) فتوى في توجيه الأمة في هذه الأحداث ووجوب الإعداد لوقف زحف الصليبيين بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان .... حفظه الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد اتجه الغرب وعلى رأسهم أمريكا في هذه الأيام إلى حشد قوتها ، وقد أحاطوا بجزيرة العرب إحاطة السوار بالمعصم ؟ وتحت غطاء ضرب العراق ومكافحة الإرهاب ؟ ولا يزال الناس غارقين في الملذات غافلين عما يدور حولهم ؟ فهل من توجيه للأمة حيال هذه القضية ، وخصوصاً الإعداد في سبيل الله ؟ 0 الجواب : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 0 لا ريب أن الأمة الإسلامية تمر اليوم بأمواج متلاطمة من الفتن والمحن وتلاقي إعصاراً شديدة من الكيد لها ، والخيانة من بني جلدتها ، والتآمر عليها من قبل الغرب الحاقد وعلى رأسهم رأس الكفر العالمي أمريكا ، والذين يريدون بمكرهم وطغيانهم جعل الأمة الإسلامية كعصف مأكول ، ولكن لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً ، ولو سلبوهم من كل قوتهم العسكرية والاقتصادية كما هو الحال الآن في تعاملهم مع حكام المسلمين ، بخلاف علاقاتهم وتعاملهم مع الصهاينة في إسرائيل ، فالصهاينة الإسرائيليون حلال لهم أن يملكوا أسلحة الدمار الشامل والمفاعلات النووية وغيرها من الأسلحة الفتاكة المتطورة التي بلغت القمة في التطور ، ووصلت إلى أقصى حد في التكنلوجيا الحديثة ! ، وأما الأمة الإسلامية وبالذات العربية ، فلو تجاوزت في شيء صغير من الأسلحة الخفيفة فإنهم يُعدون خارجين على القانون الدولي ، وخارقين لنظام هيئة الأمم المتحدة ! ، وبالتالي تفرض عليهم أشنع العقوبات ، وأبشع المخالفات التي لا يقرها قانون بشري ، فضلاً عن شرع سماوي فلننظر ما ذا حصل على باكستان لما ملكت أسلحة نووية فرض عليها حصارٌ مؤلم ..... وهذه بغداد لما قيل إنها حصلت على أسلحة الدمار الشامل فرض عليها ألوان وصنوف من التعذيب والتنكيل والقتل والتشريد ، وصورت لنا الإحصائيات أعداداً خيالية من الأنفس البريئة قتلت بسيف راعية الإرهاب المنظم أمريكا الظالمة الطاغية ، وقد قتل أكثر من مليون طفل عراقي ، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له ، خلال أكثر من عشر سنوات ، وأصيب الآلف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الإنسولين الذي منعت أمريكا دخوله إلى العراق ، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي ، ولذلك يقول هوج ستيفتر من معهد الدراسات المستقلة ، عن حصار العراق ( هو أكثر الجرائم ، وحشية في القرن العشرين ) 0 ثم ها هي أمريكا الآن أحدقت بجزيرة العرب ، وبثت جنودها في قطر والكويت وبلاد الخليج ، وأرست قواعدها العسكرية في كل جزء من الخليج العربي ، ولم تكتف بذلك حتى فرضت الأوامر وأصدرت النواهي على حكام المسلمين ، وهذا مطلب في السياسة الأمريكية ، لتحقيق مآربهم ، وفرض أهدافهم ، وعند ما زار وزير الدفاع الأمريكي اليهودي وليم كوهين إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة عام 9/2/1418هـ قال مخاطباً الجنود الأمريكيين ( إنني متأكد من أن كثيراً منكم يتساءلون من وقت لآخر عن سبب وجودهم هنا ، وعما إذا كان ضرورياً ؟ إن الجواب هو نعم : لأن الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة (لاقتصادنا) وبالنسبة لبقية العالم ، إن بلادنا ينبغي أن تحمي منابع النفط في الخليج ، ولهذا فإن الأمن في هذه المنطقة سيبقى ذا أولوية لوقت طويل ) 0 ونحن إذا لم نبحث سبيل الرشاد في مناوئة هؤلاء الصليبيين ، والاستعداد لهم والوقوف في نحورهم وقفة رجل واحد ، بكل قوة وشجاعة وعزيمة ، ونكافحهم بكل ما نملك من قوة وعتاد ، فسوف ندفع ثمن ذلك دينياً ودنيوياً ، وننساق لهم كما تنساق الشاة للجزار ، ونكون رهائن بأيديهم ، فهم يحشدون جنودهم وقواتهم ، ويجمعون أموالهم ويحرضون ساستهم ورؤسائهم علينا ، بحثاً عن إبادتنا ، ونهب ثرواتنا وممتلكاتنا وتشويه ديننا وإسلامنا ، فقد كشروا عن أنيابهم ، وأفصحوا عن ما تكنه صدورهم ، وما تنطوي عليه ضمائرهم من الحقد والبغضاء تجاه المسلمين ( قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) فهؤلاء شياطينهم يطلقون ألسنتهم على العرب والمسلمين ، ويريدون أن يستحوذوا على رقاب من لا يدين لهم بالعبودية ، كما استحوذوا على أموالنا وحقوقنا الشرعية بل والدولية ! ، فهذا أحد شياطينهم عضو الكونجرس سام باونباك يصرح عبر الصحف والإعلام بقوله ( إن النواب الأمريكيين يعدون بشروع قانون يعتبر الولايات المتحدة في حالة حرب مع السعودية ) 0 ويقول غراهام فولر – وهو أحد كبار المستشارين السياسيين في مؤسسة راند للدراسات بواشنطن وشغل منصب نائب رئيس مجلس الاستخبارات القومي في وكالة المخابرات المركزية ( السي آي إيه ) – في مقال له بعنوان ( أزمة في العلاقات الأمريكية – السعودية ) بتاريخ 9/11/1422هـ : للمرة الأولى تهاجم الصحافة الأمريكية الوهابية باعتبارها حركة دينية غير متسامحة ، ومصدر الحركات الجهادية في العالم ، وقد زعم بعض الناقدين أن الأيدلوجية السعودية تنشيء كثيرين على شاكلة ابن لادن ) 0 ويقول لورن مورافيش إن السعوديين نشطاء على جميع مستويات سلسلة الإرهاب من تخطيط وتمويل ، ومن العناصر القيادية إلى الجنود والمنظرين إلى المشجعين ) ومن المعلوم أن مجلس السياسات الدفاعية يضم عضوية النائب الأسبق للرئيس الأمريكي ، وان كوبل ووزير الخارجية الأسبق هنري كسنجر ، وزير الدفاع الاسبقين جيمس شلييعر وهارولربراون إضافة إلى رئيس مجلس النواب السابقين نيوت جينغريتش وتوماسي فوس إلى جانب العديد من القادة العسكريين المتقاعدين 0 وقال ( إن السعودية تساعد أعدائنا وتهاجم حلفاءنا وهي بذرة الإرهاب والفاعل الأول والخصم الخطير في الشرق الأوسط ) 0 وقال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي ايه" جيمس ولسي إن الوقت قد حان لكي تستبدل الولايات المتحدة جميع الأنظمة العربية . وأشار ولسي في كلمة ألقاها خلال مناظرة كبيرة نظمها اتحاد الطلبة في جامعة اوكسفورد البريطانية العريقة إلى أنه حان وقت إصلاح الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتعاملها مع الحكومات العربية الحالية ، وذلك بسبب تعطشها للطاقة والنفط وأضاف أنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تخطط لإزالة الأنظمة العربية الحالية ، وأن تجد بدائل للطاقة 0 إن الأمة الإسلامية في هذا العصر ما زالت خاضعة تحت وطأة هيمنة الدول الغربية تدين بما يطلب منها بألا تتسلح بالأسلحة المتقدمة كالسلاح النووي بدعوى الالتزام بما صدر من قرارات أممية ، والقصد منها أن تبقى أمتنا دائماً ذليلة خائفة ، تابعة لغيرها 0 إن الشعوب المسلمة بتأثير الكثير من حكوماتها العلمانية سائرة وفق مخططات مدروسة لتبقى تابعة ذليلة ، مع العمل المتواصل لإفسادها وتغييبها عن طريق الإعلام والتعليم ، والقاعدة المعروفة تبين أن المغلوب دائماً مولع باتباع الغالب 0 فلولا هوان أمتنا لما خُرقت صُفُوفنا بجنودنا ، وضُربت قوتُنا بسلاحنا ، ودمرت قدراتنا بأموالنا 0 وهناك سبب جوهري لاستهداف العالم الإسلامي ، وهذا السبب نابع من الجغرافيا والتاريخ فلا يخفى على أحد ( أن النقطة الحساسة لحدود الإمبراطورية الأمريكية هي الخليج العربي الذي تحيط به أغنى منابع البترول ، والذي يضل عصب التنمية الغربية لعدة قرون قادمة ، وعلى هذا الخط حققت ( وحدانية السوق ) آخر انتصاراتها بتحطيم العراق ، وفي هذا الموقع الحساس لحدود الإمبراطورية الجديدة ، لا تتوقف دولة إسرائيل عن لعب الدور الذي حدده لها مؤسسها الروحي تيودور هرتزل ، ألا وهو أن تكون (حصناً متقدماً للحضارة الغربية في مواجهة بربرية الشرق ) 0 ويقول كينيدي في كتابه ( التحضير للقرن الحادي والعشرين ) إن الغرب بإبحاره على طول السواحل العربية ، ومساعدته على تدمير الإمبراطورية المغولية ، واختراق النقاط الاستراتيجية للمنطقة بالسكك الحديدية والقنوات ، والتقدم دوماً نحو إفريقيا الشمالية ووادي النيل والخليج العربي والهلال الخصيب ، ثم شبه الجزيرة العربية نفسها وتقسيم الشرق الأوسط وفق حدود غير طبيعية ، وزرع إسرائيل في وسط الشعوب العربية وعدم الاهتمام بالمنطقة سوى بسبب نفطها ، كل هذا جعل الغرب يلعب أكثر من دور في تحويل العالم الإسلامي إلى ما هو عليه الآن . وهذا ما لا يبدو أن الغربيين مستعدون للاعتراف به ) 0 إن السياسة الصهيونية الأمريكية تقوم على انتزاع البلاد العربية من أهلها وإجلائهم عنها بشتى الطرق والوسائل ، ولذلك فهم يتسترون عن هذه الحقائق تحت غطاء مكافحة الإرهاب ، أو نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق ،وإذا تسنى لهم العراق وكان تحت وطأتهم لا قدر الله ذلك ، فقد حققوا أملاً أكبر في شمولية أكثر على السيطرة على النفط ومنابع الخليج 0 إن أمريكا الطاغية تسفك دماء الأبرياء ، وتنتهك الأعراض المستضعفة ، وتنهب الثروات المحرمة ، تحت مسمى مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف ونحو ذلك من ترهات القوم المجرمين ، وهي أبعد الناس عن تطبيق ذلك عملياً والعمل به في أرض الواقع ولكن كما قال الشاعر : يقولون أقوالاً ولا يعرفونها وإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا 1 يقولون أقوالاً ولا يعرفونها وإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا وفي نفس الوقت يلصقون هذه التهم والمجازفات في رقاب المسلمين ، ويصفونهم بالإرهاب والنفوس الشريرة ونحو ذلك ، وهم أحق بذلك وهم أهلها الحقيقيون واستنطق التاريخ الحاضر والغابر يحدثك عن غطرستهم ، ونكستهم الحضارية ، وواقعهم في حربهم وسلمهم0 وهذا الإرهاب الذي أقض مضاجع العالم أجمع ، وتحدثت عنه وسائل الأعلام بكل أشكالها وصنوفها ، ولا يكاد يعرفه الناس إلا منسوباً لأناس من العرب والمسلمين ، حتى إنه أصبح سلوكاً نمطياً لا ينفك أعداؤنا عن وصفنا به وإلصاقه بنا كذباً وزوراً ، وأصبح من الخطط الاستراتيجية لضرب المجاهدين في سبيل الله ، وجعله سيفاً مصلتاً بوجه كل من لا يدين بالولاء لأمريكا ، ولا يرضخ لسياستها الهمجية الوحشية 0 وفي داخل المجتمع الأمريكي من الإرهاب من لا يقل قسوةً ولا وحشية وهمجية من كل موصوف بالإرهاب في أرض الله ، والمتمثل في جماعات وفئات إرهابية متطرفة شريرة وحشية ، وهي الجماعات الإرهابية الأمريكية المتطرفة ، والمتمثلة في قطاع كبير من اليمين الأمريكي بمنظماته المسلحة ، وبما فيها الجماعات العنصرية التي تعتبر أن العرق الأبيض يمثل (إسرائيل الحقيقة) ومنهم جماعة (كوكلوكس كلان) التي ما زالت موجودة بعد أكثر من مائة عام كمثال لمنظمات الكراهية والعنصرية 0 ولا أستطيع عرض مجازر القوم اللاإنسانية في هذه الفتوى الموجزة ، لاسيما وقد عرضت بعضاً منها في بيانات مختلفة 0 وإنه لمن الواجبات المتحتمة على الأمة الإسلامية بكل رجالها من علماء ودعاة ومفكرين ومصلحين وساسة ومثقفين توعية الأمة بمدى ما يريد منها أعداؤها ، وتبصيرهم بهذه الحرب الصليبية العالمية ، وأن يستعدوا لمكافحة هذا الزحف الصليبي ، ومواجهته بكل الوسائل والسبل ، وردهم بالسيف والسنان ، من النـزول في ساحات المعارك القتالية ونسف جماجم أعداء الله الصليبيين ، وفضح مخططاتهم وكشف أساليبهم العفنة ، وأرائهم التي أسست على الوحشية والهمجية . نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه 0 يا للخذلان والعار !! إن المسلمين يتعرضون لإبادة عامة ، والمتفجرات تنسف منازلهم ، وقد محيت قرى بأكملها ، والدفاع عن النفس والعرض والمال ، يوصف بأنه إرهاب وإجرام وتمرد على النظام . إن القلب يتفطر عند ما يرى دم المسلم أرخص دم على الأرض ، وقد استباحه اليهود والنصارى بدون ثمن ، وبدون حراك من أمة المليار 0 أتسـبى المسلمات بكـل ثغر وعيش المسلمين إذن يطيب ؟ أمـا لله والإسـلام حـق يـدافع عنه شبان وشيب ؟ فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويـحكمُ أجيبوا 1 2 3 أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين إذن يطيب ؟ أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبان وشيب ii؟ فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا إن أمة الإسلام إذا ركنت إلى شهواتها الحيوانية البهيمية ورضيت بالذل والهوان والخلود إلى هذه الدنيا الدنيئة ، فسوف تمر عليها عواصف من الآلام العصيبة ، والنكبات المريرة ، وسوف تلاقي أبشع المصائب في تاريخها ، فإن أعداء الله كما أخبر الله عنهم ( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُون ) وهؤلاء الأمريكان الظالمون ليس لظلمهم وعلوهم حد ولا غاية ، فقد جاوزوا التتار في أفعالهم الشنيعة الذين كانوا قبل ردح من الزمن يضرب بهم المثل في سفك الدماء 0 والآن هؤلاء الأمريكان أحدقوا بهذه الجزيرة المباركة ، والأمة الإسلامية في غفلة عن مكرهم ، وخبث نواياهم ، وتيه عن التخطيط للمواجهة ، ورفع الذل والصغار وركون إلى زخرف الدنيا وجمالها ، وهذا مصداق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قيل : يا رسول الله ، فمن قلة يومئذ ؟ قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب أعدائكم ، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/278) من حديث ثوبان ، ورواه (2/359) من حديث أبي هريرة ، وذكره البخاري في تاريخه الكبير من حديث أبي رافع عن أبي هريرة ، وجاء في سنن أبي داود (4297) من حديث ثوبان 0 وهذا يجعل الأمة الإسلامية ، تعد العدة ، وتصحح المسار قال الله تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) 0 وفرض على الحكومات والجماعات والأفراد ذوي القدرات الاستعداد للجهاد وإعداد العدة من السلاح والمال ونحو ذلك من الأمور المعينة على صد العدو وهزيمته ورد كيده ، وتخليص المسلمين المستضعفين من أعدائهم 0 وقد كان السلف الصالح يولون هذا الجانب عناية فائقة ، وينفقون في سبيله الأموال الطائلة ، وكانوا يجعلون الإعداد والاستعداد من الأمور الأساسية وليست من الأمور الكمالية ، ويجعلونه من الواجبات الحتمية ، أخذاً بالحزم والجدية ، وتركاً للفتور والمذلة والتغفل والخور ، ولأن هذا هو الطريقة المثلى والأمر الأحرى بعد توفيق الله تعالى وتسديده في صد العدو ، وإزاحته عن بلاد المسلمين ، وممتلكاتهم وأعراضهم 0 وحين كانت تعاليم ديننا السامي ، وشرعنا العالي ، تتلاءم مع كل ما يتصل بالأمة الإسلامية في أمور حياتها ، وتحافظ على عزها ومجدها وشموخها ، وتحارب كل من يتعرض لها بشؤونها الحياتية ، ويبحث عن زعزعة أمنها ، ويدنس كرامتها ، جاءت تلكم التعاليم السامية ، والقيم الفاضلة ، والعدالة الإنسانية الرائعة ، بالاستعداد لمقاومة الغاصبين والمعتدين ، وأمرت بتعلم ذلك والاستعداد له ، وأخذ الحيطة لأجله ، وجاءت النصوص النبوية تزخر بذلك ، ووردت بالتحذير لمن تعلم شيئاً من ذلك ثم تركه ، فأخرج الإمام مسلم في صحيحه (1919) من طريق الليث ، عن الحارث بن يعقوب ، عن عبد الرحمن ابن شماسة . أن فقيماً اللخمي قال : لعقبة بن عامر تختلف بين هذين الغرضين ، وأنت كبير يشق عليك ، قال عقبة : لولا كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعانيه ، قال الحارث : فقلت لابن شماسة : وما ذاك قال إنه قال ( من علم الرمي ثم تركه فليس منا ، أو قد عصى ) فهذا عقبة بن عامر وهو في تلك الحال مع كبر سنه لا يزال في استعداد للجهاد .... ! إنها الهمة العالية ، والنية الصالحة ، جعلته يتحمل كل هذا النصب والتعب ، وهذا بخلاف حال المنافقين والذين في قلوبهم مرض فإن هذه الأمور ليست بذات بال وشأن لديهم ، وليس لها أدنى قيمة وأهمية ، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ) 0 ومن تخلف عن الجهاد والإعداد حين القدرة على ذلك والحاجة إليه ففيه شبه من المنافقين الذين قال الله عنهم ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ) وجاء في صحيح مسلم (1910) من طريق عبد الله بن المبارك ، عن وهيب بن الورد المكي ، عن عمر بن محمد بن المنكدر ، عن سمي عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم ( من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق ) 0 والمراد بتحديث النفس في هذا الحديث ، هو العزم الصادق ، والنية الجازمة في جهاد أعداء الله تعالى ، وكف بغيهم وعدوانهم عن المسلمين ومقدساتهم وشعائرهم الدينية وليس معنى تحديث النفس بذلك ، أن يخادع نفسه ، ويحدثها عن الجهاد ، ولو طلب منه ذلك لأبى 0 |
وهاهي رأس الكفر العالمي ، وحامية الصليب ، وحاملة لواء العنف ، ورائدة الإرهاب المذموم ، ومحور الشر ، أمريكا ، تحشد عددها وعتادها لمناهضة المسلمين وتقتيل رجالاتهم ونسائهم وأطفالهم ، ونهب ثرواتهم ، وتغيير معالم دينهم ، ونحن لم نعد العدة ، للوقوف في نحورهم ، وصد عدوانهم ، والواجب عقلاً وشرعاً ، أن نكون نحن أولى منهم بالعدة والاستعداد ، فقد حث الإسلام على ذلك فقال تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) والغريب المذهل والأمر المؤسف ، أن يوجد في صفوفنا ومجتمعنا ، من ترتعد فرائصه حين يرى ولو بعض الأسلحة الخفيفة كالكلاشنكوف ونحوه، ولا يرعى لهذه المسألة كبير اهتمام !، ولربما هون من شأن ذلك !، وهؤلاء الصهاينة المعتدون لا ترى فيهم من ناهز الحلم وهو لم يتدرب على حمل السلاح ، وذلك على كافة مستوياتهم الذكور والإناث ، ولذلك أولى علماء الإسلام أمر الإعداد عناية كبيرة ، وأخذوه بالجدية والحزامة ، وجعلوه إحدى فروض الكفايات ، وقد يكون فرض عين على أهل القدرة من الذكور ، شأنه في ذلك شأن الجهاد ، منه ما هو فرض عين ، ومنه ما هو فرض كفاية ، ولا تتأتى حماية بلاد المسلمين وصد عدوان الظالمين إلا بالقتال ، ولا يتأتى القتال ولا سيما في عالمنا الحاضر في ظل تطور الأسلحة إلا بالإعداد والتدريب ، ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب 0
وقد قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره (10/23) على قوله تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) والصواب من القول في ذلك ، أن يقال إن الله أمر المؤمنين بإعداد الجهاد وآلة الحرب وما يتقوون به على جهاد عدوه وعدوهم من المشركين من السلاح والرمي وغير ذلك ، ورباط الخيل ولا وجه لأن يقال عنى بالقوة معنى دون معنى من معاني القوة ، وقد عم الله الأمر بـها ، فإن قال قائل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين أن ذلك مراد به الخصوص بقوله ألا إن القوة الرمي ؟ قيل له إن الخبر وإن كان قد جاء بذلك فليس في الخبر ما يدل على أنه مراد بها الرمي خاصة دون سائر معاني القوة عليهم ، فإن الرمي أحد معاني القوة ، لأنه إنما قيل في الخبر ألا إن القوة الرمي ولم يقل دون غيرها ، ومن القوة أيضاً السيف والرمح والحربة ، وكل ما كان معونة على قتال المشركين كمعونة الرمي أو أبلغ من الرمي فيهم وفي النكاية منهم ... 0 وقال القرطبي رحمه الله تعالى في الجامع لأحكام القرآن (8/35) أمر الله سبحانه المؤمنين بإعداد القوة للأعداء بعد أن أكد تقدمة التقوى ، فإن الله سبحانه لو شاء لهزمهم بالكلام والتفل في وجوههم وبحفنة من تراب ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أراد أن يبتلي بعض الناس ببعض بعلمه السابق وقضائه النافد ، وكلما تعده لصديقك من خير أو لعدوك من شر فهو داخل في عدتك ......... وتعلم الفروسية واستعمال الأسلحة فرض كفاية 0 وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في التمهيد (14/81) فإذا كانت خيل مرتبطة معدة للجهاد في سبيل الله كان تضميرها والمسابقة بها سنة مسنونة على ما جاء في هذا الحديث 0 وقال النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم ، على حديث عقبة ، وفيه فضيلة الرمى والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى ، وكذلك المشاجعة وسائر أنواع استعمال السلاح ، وكذا المسابقة بالخيل وغيرها كما سبق في بابه ، والمراد بهذا كله التمرن على القتال والتدرب والتحذق فيه ورياضة الأعضاء بذلك 0 وقال الشوكاني في نيل الأوطار (8/88) على حديث عقبة ( من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصى ) وفيه دليل على مشروعية الاشتغال بتعلم آلات الجهاد والتمرن فيها ، والعناية في إعدادها ، ليتمرن بذلك على الجهاد ، ويتدرب فيه ، ويروض أعضاءه .... وفي ذلك إشعار بأن من أدرك نوعاً من أنواع القتال التي ينتفع بها في الجهاد في سبيل الله ، ثم تساهل في ذلك حتى تركه كان آثماً إثماً شديداً ، لأن ترك العناية بذلك يدل على ترك العناية بأمر الجهاد ، وترك العناية بالجهاد يدل على ترك العناية بالدين لكونه سنامه وبه قام 0 وقال القاسمي رحمه الله تعالى في تفسيره (5/316) على هذه الآية . دلت هذه الآية على وجوب إعداد القوة الحربية ، إتقاء بأس العدو وهجومه ، ولما عمل الأمراء بمقتضى هذه الآية ، أيام حضارة الإسلام ، كان الإسلام عزيزاً ، عظيماً ، أبى الضيم قوي القنا ، جليل الجاه ، وفير السنا ، إذ نشر لواء سلطته على منبسط الأرض ، فقبض على ناصية الأقطار والأمصار ، وخضد شوكة المستبدين الكافرين ، وزحزح سجوف الظلم والاستعباد ، وعاش بنوه أحقاباً متتالية وهم سادة الأمم ، وقادة الشعوب ، وزمام الحول والطول وقطب روحي العز والمجد ، لا يستكينون لقوة ، ولا يرهبون لسطوة . وأما اليوم فقد ترك المسلمون العمل بهذه الآية الكريمة ، ومالوا إلى النعيم والترف ، فأهملوا فرضاً من فروض الكفاية ، فأصبحت جميع الأمة آثمة بترك هذا الفرض ، ولذا تعاني اليوم من غصته ما تعاني ، وكيف لا يطمع العدو بالممالك الإسلامية ، ولا ترى فيها معامل للأسلحة ، وذخائر الحرب ؟ بل كلها مما يشترى من بلاد العدو ، أما آن لها أن تنته من غفلتها ، وتنشيء معامل لصنع المدافع والبنادق والقذائف والذخائر الحربية ؟ فلقد ألقى عليها تنقص العدو ، بلادها من أطرافها درساً يجب أن تتدبره ، وتتلافى ما فرطت به ، قبل أن يداهم ما بقي منها بخيله ورجله ، فيقضي – والعياذ بالله - على الإسلام وممالك المسلمين ، لاستعمار الأمصار ، واستعباد الأحرار ، ونزع الاستقلال المؤذن بالدمار وبالله الهداية 0 وقال الآلوسي رحمه الله تعالى على هذه الآية بعد أن ذكر أقوال العلماء في هذه الآية ثم قال ما نصه : والظاهر العموم ، إلا أنه عليه الصلاة والسلام خص الرمي بالذكر لأنه أقوى ما يتقوى به ، فهو من قبيل قوله صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة ) . وقد مدح عليه الصلاة والسلام الرمي ، وأمر بتعلمه في غير ما حديث ...... وأنت تعلم أن الرمي بالنبال اليوم ، لا يصيب هدف القصد من العدو ، لأنهم استعملوا الرمي بالبندق والمدافع ، ولا يكاد ينفع معهما نبل ! وإذا لم يقابلوا بالمثل عم الداء العضال ، واشتد الوبال والنكال ، وملك البسيطة أهل الكفر والضلال ، فالذي أراه ، والعلم عند الله تعالى تعين تلك المقابلة ، على أئمة المسلمين وحماة الدين ، ولعل فضل ذلك الرمي يثبت لهذا الرمي لقيامه في الذب عن بيضة الإسلام ، ولا أرى ما فيه من النار للضرورة الداعية إليه إلا سبباً للفوز بالجنة إن شاء الله تعالى ، ولا يبعد دخول مثل هذا الرمي في عموم قوله سبحانه (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) 0 ولما ذكر الله تعالى الإعداد أعقبه بقوله ( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) إشارة منه تعالى إلى أن هذه الأموال التي بذلتموها في سبيل الإعداد مخلوفة عليكم 0 قال أبو جعفر ابن جرير في تفسيره (10/23) على هذه الآية ، يقول تعالى ذكره وما أنفقتم أيها المؤمنون من نفقة في شراء آلة حرب من سلاح أو حراب أو كراع أو غير ذلك من النفقات ، في جهاد أعداء الله من المشركين يخلفه الله عليكم في الدنيا ويدخر لكم أجوركم على ذلك عنده حتى يوفيكموها يوم القيامة ( وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) يقول : يفعل ذلك بكم ربكم فلا يضيع أجوركم عليه ، ثم أسند عن ابن إسحاق أنه قال : ( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) أي لا يضيع لكم عند الله أجره في الآخرة ، وعاجل خلفه في الدنيا 0 وقال ابن كثير رحمه الله تعالى على هذه الآية : أي مهما أنفقتم في الجهاد ، فإنه يوفى إليكم على التمام والكمال ، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود : أن الدرهم يضاعف ثوابه في سبيل الله إلى سبعمائة ضعف 0 وقال مكحول في قوله تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ) يعني به الإنفاق في الجهاد من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك 0 ولذلك يقول الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير (2/366) على قوله تعالى (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ) أي لو كانوا صادقين فيما يدعونه ويخبرونك به من أنهم يريدون الجهاد معك ، ولكن لم يكن معهم من العدة للجهاد ما يحتاج إليه لما تركوا إعداد العدة ، وتحصيلها قبل وقت الجهاد كما يستعد لذلك المؤمنون فمعنى هذا الكلام أنهم لم يريدوا الخروج أصلاً ولا استعدوا للغزو ، والعدة ما يحتاج إليه المجاهد من الزاد والراحلة والسلاح 0 والآية الكريمة ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) شملت كل شيء يتقوى به المسلمون ضد أعدائهم ، ولكل عصر تطوره ومستجداته ، فإن آلات الحرب من سلاح ونشاب ونحو ذلك ولّت منذ عصور قديمة ، وفي وقتنا الراهن تطورت التكنلوجيا ، وصرنا في زمن تتطور فيه التقنيات الحديثة والأسلحة الفتاكة ، وفي كل يوم تضخ لنا المصانع أشياء بلغت منتهاها في التطور والتقدم فنحن أولى بالتدرب عليها ، وأحق بصنعها ، ونحن كمسلمين أهل القوة الحسية والمعنوية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بعثت بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ضل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان ، عن أبي منيب الجرشي ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما0 والقوة ، اسم جامع لكل ما نتقوى به على العدو ونزرع الرعب في قلوبهم والقلق في صدورهم ، فيشمل القوة القلبية من التوكل على الله تعالى ، والوثوق بوعده بنصر المؤمنين ، فهذا نبي الله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام ، حين فر من فرعون وجنوده ، وكان أمامه البحر الخضم ، وخلفه الطاغية فرعون وجنوده ، وأشرف موسى ومن معه على الخوض في هذا البحر ، وعاين أتباع موسى الهلاك والغرق ، وأشرفوا على الموت ، وضاقت بهم السبل ، وانقطعت بهم الأسباب ، وقالوا ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) أجابهم موسى عليه السلام بثقته بموعود الله تعالى ، وقوة توكله على ربه فقال ( كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ ) فحين علم تعالى بعلمه الذي وسع الكون ، قوة إيمان موسى ، وتوكله عليه أجابه من فوق سبع سماوات بقوله (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى تعلق بالرب الكريم رجاؤه فـأصبح حـراً عـزة وقـناعة على وجهه أنواره وضياؤه وإن علقت بالـعبد أطماع غيره تباعد ما يرجو وطال عناؤه فلا ترجو إلا الله في الخطب وحده ولو صح في خل الصفاء صفاؤه 1 2 3 4 إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى تعلق بالرب الكريم iiرجاؤه فأصبح حراً عزة وقناعة على وجهه أنواره iiوضياؤه وإن علقت بالعبد أطماع غيره تباعد ما يرجو وطال iiعناؤه فلا ترجو إلا الله في الخطب وحده ولو صح في خل الصفاء صفاؤه وهذا أول رسل رب العالمين ، نبي الله ورسوله نوح عليه السلام يقول لقومه (يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ) وكم قص الله تعالى علينا من الأمثلة الحية ، والمثالية في هذا الباب الشيء الهائل العظيم 0 وهذا سيد المتوكلين ، ورسول رب العالمين ، وأشرف الخلق على الله تعالى ، لما قيل له إن الناس قد جمعوا لحربك ، وجاء أبو سفيان ومن معه لمواجهتك ، ففوض أمره وتوكل على الله تعالى ، وما زاد على قوله حسبنا الله ونعم الوكيل ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فجازاهم الله على ذلك بأن كف شر عدوه وعدوهم ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) أي لما توكلوا على الله وفوضوا أمرهم عليه ، كفاهم ما أهمهم ، وردَّ عنهم بأس من أراد كيدهم فرجعوا إلى بلدهم ( بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) مما أضمر لهم عدوهم 0 وهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب لما أحدقت بهم الأعداء وتكالبت عليهم ، وحاصرهم المشركون ومن معهم ، واشتد عليهم الأمر ، وعظم الخطب ، وكانوا في غاية الجوع والبرد ، وشدة الخوف ، كما ذكر تعالى ذلك بقوله (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ) وبقوا شهراً على تلك الحال الحرجة ، والأيام العصيبة ، أتى أرحم الراحمين بالفرج من عنده ، وولى أعداؤهم خائبين ذليلين ، لم يحققوا أمالهم ، ولم يدركوا مرادهم ، ولذلك أمر الله تعالى المؤمنين بتذكر هذه النعمة فقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً . إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا . هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ) 0 |
وفي يوم بدر ، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً ، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه ( اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) فما زال يهتف بربه ، ماداً يديه مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر ، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) فأمده الله بالملائكة . أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (1763) من طريق عكرمة بن عمار ، عن سماك الحنفي ، عن ابن عباس ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما 0
وأخذ العدة ، والتزود من الطاعة لا يبعث على الإعجاب ، ولا يولد الغرور فنحن نحارب هذا وذاك ، فلا نغتر بالقوة والكثرة ، ولا نزهد في القلة ، ولذلك لما سارت جنود الله ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مناجزة أعداء الله تعالى ، وبلغ المسلمين أن هرقل بالبلقاء في مائة ألف من الروم ، وانضم إليهم من لخم وجذام ، وبلقين وبهراء ، وبَلي ، مائة ألف ، فلما بلغ ذلك المسلمين ، أقاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له ، فشجع الصحابي الشجاع المقدام عبد الله بن رواحة رضي الله عنه الناس وقال: يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة ) فأدرك هذا الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه ببصيرته النافذة ، وعقله الراجح الزكي ، أن القوة والظفر ، ليست بالقوة العسكرية فحسب ( إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ) 0 وحين أعجب الصحابة رضي الله عنهم ، بكثرتهم ، يوم حنين كانت الدائرة عليهم في أول الأمر ، كما قال الله تعالى ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ . ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ . ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) 0 وحين عصى الرماة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بقوله ( إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم ، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ، فهزموهم ، قال : فأنا والله رأيت النساء يشتددن ، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن ، رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة ، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين ، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلاً ، فأصابوا منا سبعين ... أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (3039) من طريق أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه 0 فهذا الذنب غير العمد كان سبب الهزيمة ، ويا ليت شعري أين موقع هذا الذنب بجانب المنكرات المعاصرة ، والموبقات القائمة ، والعلل المتناثرة 0 ونحن نستحث المسلمين على طاعة الله ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ومجانبة الذنوب والمعاصي ، والاستعداد لملاقاة الصليبيين بالقوة والإيمان ، والتوبة الصادقة0 ونتوجه في هذه الفتوى بمخاطبة (1) العلماء في كل مكان ، للقيام بما أوجب الله تعالى عليهم من الصدع بالحق ، وتوعية الناس ، وتعليمهم وتوجيههم وتبصيرهم بخطط أعدائهم ، وربطهم بالكتاب والسنة ، وتحقيق عقيدة الولاء والبراء وفرضه في دنيا الواقع وحثهم على الاستعداد لمقاومة اعتداء الصليبيين بعزيمة الصادقين وهمة المخلصين والنأي بأنفسهم عن طريق الذين لا يعلمون من التثبيط والتخذيل والإرجاف ، فإن هذا من أكبر مؤشرات الهزيمة والذل والهوان ، وعامل كبير لسقوط الحركات الإسلامية والدعوات الجهادية ، كما أن عليهم تجنب الخلاف والتفرق فليس هذا مجاله ووقته فالأمة الإسلامية اليوم تعيش في ظل هذه الظروف العصيبة ، والأجواء المتكدرة ، وقد تداعت الأمم عليهم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، وعلى هذا الصعيد المظلم فقد آن الأوان ، وتأكد الوجوب على أن يوحدوا صفوفهم ، وينبذوا النـزاع والخصام فالصليبيون الماكرون يعقدون المؤتمرات والندوات ، وينشئون المراكز والمؤسسات للمؤامرة على الإسلام ، وعلى إبادة أهله ، ونحن لا نـزال نتنازع في أمور فرعية ، ونتشاجر في مسائل اجتهادية ، قال تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) وقال تعالى (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) 0 (2) ونتوجه بمناشدة شباب الأمة بالصدق في موطنه ، وتراحمهم ، وتعاطفهم وتوحيد صفوفهم ، والإعداد والاستعداد لمواجهة عدوان الصليبيين ، فقد أمر الله بذلك في قوله ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ... ) وقوله تعالى ( وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ) 0 وأؤكد على ضرورة ربط هذا بالإخلاص لله ، والتعلق به في السراء والضراء وكثرة ذكره ، وحمده ، وشكره ، فما خاب من لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس بقوله ( يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي (2516) من طريق ليث بن سعد ، عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس ، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ونحث هذه الطلائع المجاهدة على التواصل بالعلماء المتقين ، والدعاة الناصحين ، والوقوف على توجيهاتهم فهم أعلم بالدين ، وأبصر بالواقع وتجاربه ، وأرعى للمصالح والمفاسد ، وأقدر على معرفة خير الخيرين ، وشر الشرين 0 (3) وعلى التجار وأصحاب الأموال ، ومن آتاهم الله تعالى بسطة في المال والثروة أن يتقوا الله تعالى في الأمة ، فيدفعوا سهماً من أموالهم اتقاء بأس الذين كفروا ، وأعداء المؤمنين والإنسانية !، فإنه لا سبيل لكسر العدو الصائل بعد تقوى الله تعالى والتوكل عليه إلا بأموال المؤمنين الصادقين ، فقد أمر الله بذلك في قوله ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وجاء الترغيب بذلك في قوله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) 0 وفي صحيح مسلم من طريق الأعمش ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة ، فقال : هذه في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة ، كلها مخطومة ) 0 وجاء الأمر بجهاد المشركين بالنفس والمال قال صلى الله عليه وسلم (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه الإمام أحمد في مسنده (12246) وأبو داود (2504) والنسائي (3098) من طريق حماد بن سلمة عن حميد ، عن أنس 0 والذين يمتنعون عن بذل الزكوات والصدقات في وقت محنة المجاهدين ووقت تطاير الرؤوس ، وتقطع الأشلاء ، يُعَدُّون مفرطين ، ولا تلتمس لهم الأعذار في هذه الغلطة ، فقد توهن في صفوف المجاهدين ، وتعزز زحف الصليبيين ، وهذا ذنب كبير وخذلان مبين 0 وترابط المسلمين ، ولا سيما في هذا الوقت ، وتعاونهم على اختلاف ميولاتهم واجب ، وهو السبيل إلى تصحيح الأوضاع ، وتوزيع الأدوار في المواجهة ، فالتجار بأموالهم ، والعلماء بأقوالهم وأقلامهم ، وأئمة المساجد بقنوتهم حتى ترتفع النازلة ، والشباب بدمائهم ، والنساء بشيء من أموالهن ودعائهن ، وتحريض أبنائهن ومن تحت أيديهن ، وأهل الرأي والمشورة وأصحاب الرياسات بجاههم و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) 0 وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا) متفق عليه من طريق حسين المعلم ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه 0 وأما الذين يقفون في صف الصليبيين بأموالهم ومشاعرهم وأنفسهم ، ويناصرون رأس الكفر العالمي على الشعوب الإسلامية في أفغانستان والعراق وكردستان وغير ذلك فهم منافقون يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ، ومراتب هؤلاء وأحكامهم مبينة في غير موضع ، والذين يعتذرون بالإكراه يخادعون أنفسهم ، وينظرون في مصالحهم ، ولم يرخص أحد من الفقهاء في قتل المسلمين في سبيل حفظ النفس ، فليست دماؤهم وأرواحهم بأرخص من دمائكم وأرواحكم ، وليست دماؤكم وأرواحكم بأغلى من دمائهم وأرواحهم0 والذين يعتذرون عن مناصرتهم للصليبيين ، بطاعة الحكام ، لا يستهدون بهدى الله ولا يلتمسون الحق من مظانه ، وقد أجمعت الأمة الإسلامية بكل فصائلها ، ومذاهبها أنه لا طاعة لمخلوق – مهما كان قدره - في معصية الخالق 0 ونحن في مواطن كثيرة نبين بأن هذه الحرب صليبية ، يريدون القضاء على الإسلام وإبادة أهله ، أو ردهم عن دينهم ، وقد جاء في تصريحاتهم ( لن تتوقف جهودنا ، وسعينا في تنصير المسلمين ، حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ، ويقام قداس الأحد في المدينة ) ونؤكد على أن الذين يتعاونون معهم تحت أي غطاء ، خونة منافقون يحمون قيم الغرب وحضارتهم ، ويسيرون على خطاهم في طمس هوية الأمة ، وقتل طلائعها المجاهدة ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) وقال تعالى ( بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ) وقال تعالى ( تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) 0 أخوكم سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان 16/1/1424هـ snallwan@hotmail.com www.al-alwan.org |
وليد العلي
بارك الله فيك أخي ..
وفعلاً والله لقد صدقت .. فبعد ان تركوا الحكم بالشريعة واستبدلوها بالقوانين الوضعية ... اصبحوا يطلقون التهم جزافاً تجاه أئمة العلم فهذا العصر .. فبعد الخيانة في حق الأمة اصبحوا يكيلون السب و الشتم للشرفاء .. ولكن لا أزيد على القول المشهور ... ودت الزانية لو زنى الناس كلهم لتغطي على جريمتها .. والحال بالحال شبيه ... اللهم اعز الإسلام و المسلمين .. واذل الشرك و المشركين .. اللهم ارنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه .. وارنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه .. والسلام.. |
تولى الكفار والمشركين
الشيخ الأمين الحاج محمد من علماء السودان من العقائد الاسلامية العظيمة التى أخل بها غالب المسلمين فى هذا العصر عقيدة الولاء والبراء, حيث أوجب الله على المسلم أن يوالي أخاه المسلم على ما فيه وإن ظلمه, وأن يتبرأ من الكافر والمشرك وإن أعانه قال تعالى : " لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ " [آل عمران:28] وقال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "[المائدة:51]. الولاء يراد به الحب والمناصرة, وهو عكس البراء من الكفار والمشركين الذي يعني البغض والمنافرة. ولا يعنى البراء الظلم والتعدى، "لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ"[الممتحنة: 8]. وكما أن الولاء درجات يوالي المسلم حسب إيمانه وتقواه ومجاهداته, كذلك البراء دركات, حيث يتبرأ من الكافر بحسب موقفه من الإسلام والمسلمين, فأشد الكفار عداوة يجب أن يتبرأ منهم براءة كاملة، "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" [المائدة: 82].وهؤلاء النصارى تكون درجة قربهم مشروطة بإقرارهم بالحق وعدم الاستكبار . مظاهر موالاة الكفار: مظاهر موالاة الكفار في هذا العصر لا تُحصى كثرةً، وسنشير إلى أشدها ضرراً وأعظمها خطراً، مع بيان أن هذا لمظاهر متباينة، فمنها ما هو كفر، ومنها ما هو حرام، ومنها ما هو مكروه، وكلها ممنوعة ومنهيٌّ عنها وإن اختلفت درجاتها. ومن تلك المظاهر: 1- الدخول معهم في أحلاف ضد المسلمين. 2- القتال تحت رايتهم. 3- التجسس لصالحهم. 4- عدم تكفيرهم. 5- محبتهم والإعجاب بهم. 6- التشبه بهم في المظهر. 7- تعلُّم رطانتهم والتحدث بها لغير ضرورة. 8- السفر إلى بلادهم لغير ضرورة. 9- السُّكنى بين ظهرانيهم من غير ضرورة. 10- الدخول معهم في منظمات دولية. 11- تهنئتهم في المناسبات المختلفة. 12- تهنئتهم ومشاركتهم في الأعياد. 13- الإهداء لهم وقبول هداياهم. 14- اتخاذ بعضهم مستشارين وأعوانا قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ " [آل عمران 118ً]. جل النكبات التي حلت بالمسلمين في الماضي والحاضر مردها إلى الإخلال بهذه العقيدة: جل النكبات التي حلت بالمسلمين في الماضي والحاضر حدثت نتيجة لما قام به بعض المسلمين أو المنتسبين إليهم من خيانات. وإليك طرفاً منها: 1- وزير الخليفة العباسي ابن العلقمي الشيعي مهّد الطريق لجيش التتار لاجتياح بغداد وقتل العلماء والقضاة. 2- وما فعله ابن العلقمي فعله النُّصَيْر الطوسي الرافضي في تلك الفتنة. 3- ما أصاب سواحل الشام من الصليبيين كان بسبب خيانات بعض الحكام المنتسبين إلى الإسلام. 4- لقد ضاعت الأندلس بسبب هذه الموالاة. 5- استعانة سليمان بن يقظان الكلبي على عبد الرحمن الداخل بملك الإفرنج شارلمان، وإن انتصر عبد الرحمن على شارلمان وأعوانه من الخونة. 6- لقد بيعت فلسطين لليهود بسبب موالاة وخيانة بعض حكام المسلمين. 7- القضاء على الدولة العثمانية عن طريق كمال أتاتورك اليهودي المتظاهر بالإسلام [من يهود الدونمة]. وفي العصر الحاضر: 1- ضُرِب الشعب العراقي وأُضعفت قوته بسبب تحالف بعض حكام المسلمين مع الكفار الأمريكان ومن والاهم. والآن تتهيأ أمريكا وذيلها بريطانيا لضرب العراق. 2- وكذلك قُضِي على دولة الطالبان الإسلامية وحلت محلها دولة علمانية بسبب خيانة وموالاة ومقاتلة بعض الحكام وغيرهم مع رائدة الكفر وحاميته أمريكا. http://www.meshkat.net/ |
جزاك الله خيراً أخي الحبيب...
ولن يغفر التاريخ لهم هذه الخيانات والتولي مع الكفار... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) } |
حكم المشاركة في الحرب العراقية. فتوى للشيخ الدكتور حاكم المطيري
فضيلة الشيخ: د. حاكم المطيري (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت) وفقه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد.. فقد صدرت –مؤخراً- فتوى بجواز المشاركة في الحرب على العراق، وأن ذلك من الجهاد في سبيل الله، بدعوى أن العراق فئة باغية، وأن الحرب هي على الحزب الحاكم؛ لا على العراق وشعبه، وبدعوى أن إعانة أمريكا جائزة قياساً على الاستعانة بها سنة 1990م وأن من يرفض المشاركة فيها مغرر به وجاهل بأحكام الشريعة...إلخ والسؤال هو ما مدى صحة هذه الفتوى شرعاً؟ وما حكم المشاركة في هذه الحرب؟ علماًَ أن الموقف الحكومي الرسمي هو أن الكويت ليست طرفاً في هذه الحرب، ولن تشارك فيها، وأنها ملتزمة بقرار الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الرافض للحرب؛ إلا أنها لا تستطيع المنع من استخدام أراضيها، وأن قواتها وقوات درع الجزيرة إنما هي للدفاع عن نفسها، أفتونا مأجورين مع التفصيل فقد أشكل علينا الأمر. مقدمه: مجموعة من طلبة كلية الشريعة والدارسات الإسلامية بجامعة الكويت هذه الفتوى المذكورة ظاهرة البطلان، ومصادمة للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية والإجماع المعلوم من الدين بالضرورة القطعية، ومخالفة للقواعد الشرعية، والأصول المرجعية للفتوى، وذلك من وجوه: الأول: إن إعانة غير المسلمين في حربهم على المسلمين يحرم بالإجماع القطعي؛ لقوله تعالى في شأن مناصرة غير المسلمين "بعضهم أولياء بعض ومن يتلوهم منكم فإنه منهم" قال ابن حزم في المحلى (10/138) (هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) واحتج القرطبي في تفسيره (60/717) بهذه الآية على ردة من أعانهم، وقد عدها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام كما في الدرر السنية (10/92) ونقل الشيخ ابن باز الإجماع على ذلك فقال في الفتاوى (15/774):" أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين، وساعدهم بأي نوع من أنواع المساعدة فهو كافر مثلهم"، واحتج بهذه الآية. الثاني: إن قياس إعانتهم في حربهم للمسلمين على الاستعانة بهم قياس فاسد الاعتبار؛ إذ هو قياس قضية إجماعية وردت فيها نصوص قطعية على قضية خلافية بين الفقهاء، تعارضت فيها الأدلة وهو قضية الاستعانة بهم لدفع عدو مشترك أو لدفع عدوان مسلم ظالم صائل على المسلمين. الثالث: أن الاستعانة بهم سنة 1990 جازت للضرورة ردا على العدوان، وتقدّر الضرورة بقدرها فلا يقاس عليها إعانتهم في عدوانهم على العراق لقوله تعالى: "ولا تعتدوا" وقوله: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" وقوله – صلى الله عليه وسلم- "ولا تخن من خانك". الرابع: إنه لا يُعرف في تاريخ المسلمين كله، ولا في علمائهم من أفتى بجواز إعانتهم على المسلمين، وليس لهؤلاء الذين يجيزون إعانتهم سلف؛ اللهم إلا ما كان عن نصير الطوسي الذي شجع التتار على دخول بغداد سنة 656هـ بدعوى رفع الظلم عن أهلها فقتل التتار مليوني مسلم!! الخامس: إن الفصل بين النظام الحاكم في العراق وشعبه، والقول بأن العدوان هو على الحزب لا على العراق وشعبه، تضليل واضح. إذ لا يمكن فك الارتباط بين الشعب والدولة والنظام، لا واقعياً، ولا سياسياً، ولا قانونياً، فأي عدوان خارجي على حكومة دولة ما هو عدوان بالضرورة على شعبها وأرضه، وهذا ما لا خلاف فيه بين دول العالم، ولهذا لا يفرق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في حكم العدوان الخارجي على الدول بين العدوان على الأنظمة والعدوان على الشعوب والأوطان، لاستحالة الفصل واقعياً، إذ الحرب لا تقتصر عند وقوعها على النظام فقط؛ بل تشمل الأرض والشعب ويقع الضرر والدمار عليهما قبل أن يقع على النظام، فمن أجاز الاعتداء الأمريكي على العراق فقد أجاز ضرورةً الاعتداء على الشعب العراقي المسلم، الذي سيضطر أن يدافع عن أرضه ونفسه وماله، وعرضه، وإن لم يدافع عن النظام كما أنه لن يكون في مأمن من القصف والتدمير حتى وإن لم يقاتل، وقد لا يكون النظام البديل أحسن حالاً من الأول كما حصل في أفغانستان، ولا يمكن إباحة تدمير بلد مسلم وتدمير شعبه في حرب كارثية، وباستخدام الأسلحة بدعوى أن نظامه غير إسلامي. السادس: إن علماء الأمة منذ سقوط الخلافة إلى اليوم وهم يعيشون في دول أكثر حكوماتها غير إسلامية ومع ذلك لم يختلفوا على وجوب دفع عدوان الاستعمار عن بلاد المسلمين، وتحريم التعاون معه بصرف النظر عن الحكومات وشرعيتها مراعاة للمصالح الكلية للأمة الإسلامية كما جاء في فتوى العلامة المحدث القاضي (أحمد شاكر) في رسالته (كلمة حق ص126) في حكم التعاون مع الإنجليز والفرنسيين في عدوانهم على مصر وبلدان المسلمين حيث قال: (أما التعاون بأي نوع من التعاون قل أو كثر فهو الردة الجامحة والكفر الصراح لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأول سواء كان من أفراد أو جماعات أو حكومات أو زعماء كلهم في الكفر سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك فتاب). ومعلوم حال أكثر الحكومات في عصر الشيخ أحمد شاكر وأنها لم تكن إسلامية إلا بالاسم كما هو حال الحكومة المصرية إبان العدوان الثلاثي على مصر الذي أجمع العلماء آنذاك على ضرورة صده عن مصر وشعبها، بقطع النظر عن طبيعة النظام الحاكم. السابع: إن قاعدة سد الذرائع تقضي بضرورة رفض مثل هذه الحرب وتحريم المشاركة فيها على فرض أنها جائزة في الأصل إذ تبريرها يقضي إلى فتح الباب على مصراعيه أمام عودة الاستعمار الغربي من جديد وتدخل دولة في شؤون العالم الإسلامي تارة بدعوى الحيلولة دون انتشار الأسلحة المحظورة، وتارة بدعوى حماية حقوق الإنسان، وتارة بدعوى تغيير الأنظمة الدكتاتورية، وإقامة أنظمة ديمقراطية عميلة، وتارة بدعوى مكافحة الإرهاب وما من دولة عربية وإسلامية إلا ويمكن توجيه كل هذه الاتهامات إليها أو بعضها ليصبح العالم العربي والإسلامي مسرحاً للحروب الاستعمارية من جديد. الثامن: إن قاعدة دفع المفاسد ودفع الضرر الأكبر بالأصغر تقضي بوجوب رفض هذه الحرب -على فرض جوازها في الأصل- إذ لا سبيل إلى مقارنة الضرر الحالي الواقع على الشعب العراقي بالضرر الذي سيقع عليه بعد شن الحرب التي قد تقضي إلى دمار شامل يذهب ضحيته آلاف الأبرياء في الداخل من الأطفال والشيوخ والنساء، وقد يؤدي إلى تخلف العراق عقود من الزمن وقد لا يسقط بعدها النظام، وقد لا يكون النظام البديل أحسن حالاً أو لا تقوم حكومة قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار كما حدث في أفغانستان ويحصل فيها الآن مع أن من حق الشعب العراقي شرعاً وجميع الشعوب الإسلامية تغيير مثل هذه الأنظمة الاستبدادية ولو بالقوة إذا استطاعت. التاسع: إنه على فرض عدم وجود نصوص تحرم الإعانة على هذه الحرب والمشاركة فيها، فإن السياسة الشرعية تقضي برفضها، إذ أن دول العالم التي وقفت مع الكويت ضد العدوان العراقي التزاماً منها بالميثاق الدولي الذي يمنع الاعتداء بين الدول هي التي ترفض اليوم الاعتداء على العراق التزاماً بنفس الميثاق. فالسياسة الشرعية تقتضي منا الالتزام بهذا الموقف وكما لا يقبل العالم ادعاء العراق بأن عدوانه كان بقصد تغيير الحكم في الكويت لا لاحتلالها بحجة أن هذا تدخل في الشؤون الداخلية لدولة الكويت، وهو خرق للميثاق الدولي. كذلك لم يقبل العالم ادعاء أمريكا وتبرير عدوانها على العراق، وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة بعدم قانونية هذه الحرب، ومن الخطأ الفادح والعطل في الرأي تأييد مثل هذا العدوان وترسيخ عدوان الدول الكبيرة على الدول الصغيرة، حتى لو لم تكن دولاً إسلامية، وقد قال تعالى: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" فالظلم محرم مطلقاً مع المسلم وغير المسلم والصديق والعدو، والعدل واجب مطلقاً مع المسلم وغير المسلم ومع الصديق والعدو فلا يمكن قبول العدوان على بلد أو ظلمه لأنه عدو لنا. العاشر: إن أحكام الفئة الباغية خاصة في القتال بين طائفتين من المسلمين فيجب على المسلمين قتال الطائفة الباغية منهما حتى تفيء إلى أمر الله أما الحرب التي تشنها أمريكا على العراق، فهو قتال بين دول مسيحية وبلد إسلامي محاصر، فإن لم يكن شعب العراق هو الطرف المسلم الذي يجب نصره، وإلا فليس هناك من يجوز إعانته في هذه الحرب، ولا يمكن تنـزيل أحكام الفئة الباغية على مثل هذه الدول غير الإسلامية، وقد أجمعت الدول العربية والإسلامية على رفض الحرب على العراق، كما صرحت الكويت أنها ليست طرفاً فيها ولن تشارك في عملياتها، فلا يمكن، والحال هذه إدعاء مشروعيتها وعدها جهاداً في سبيل الله بدعوى أنها من أجل الدفاع عن الكويت، ومن باب دفع الفئة الباغية إذ العالم كله يعلم أن سببها الظاهر نزع أسلحة العراق لا من أجل أن يفيء العراق إلى أمر الله كما جاء في الفتوى المذكورة. وأخطر من ذلك الإدعاء بأن إعانة أمريكا في هذه الحرب هي من باب الجهاد في سبيل الله، وهذا من القول على الله بلا علم ومن محادّة الله ورسوله، ومضادة حكمهما ووصف ما أجمع المسلمون على أنه ردة وكفر بأنه جهاد وطاعة هو استحلال لما حرم الله ورسوله بالنصوص القطعية. وهذا كله على فرض أن الهدف من الحرب هو إسقاط النظام العراقي فقط، فكيف إذا كان لها أهداف أشد خطراً وأبعد أثراً على العالم الإسلامي كله كما صرح بذلك المسؤولون الأمريكيون أنفسهم كما جاء في إعلان الرئيس الأمريكي بأن الحرب ستكون صليبية وهو ما أكدته الوقائع والأيام كما في أفغانستان بالأمس، والعراق اليوم، وغداً إيران وسوريا والمملكة إلخ.. وهو ما اعترف به وزير الخارجية الأمريكي الذي أعلن أنه سيتم إعادة تغيير خريطة المنطقة بشكل جذري بما يضمن أمن إسرائيل وتفوقها العسكري ويؤمن لأمريكا السيطرة على المنطقة. فكل ما سبق ذكره كان في بيان عدم صحة تلك الفتوى وبطلانها، وأما من رفضوا المشاركة في الحرب على العراق فهم مأجورون إذ يحرم على المسلم أن يشارك في عمل محرم وليس له أن يطيع أحداً في معصية الله ورسوله كما في الحديث الصحيح (إنما الطاعة بالمعروف)، و (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فحصر الشارع الطاعة فقط بالمعروف، فلا طاعة في أمر منكر ولا فيما فيه شبهة، كما في الحديث الصحيح (من ترك الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)، وقد امتنع أكثر الصحابة من القتال مع الخليفة الراشد علي بن أبي طالب لأنه قتال شبهة، والفتنة بين المسلمين فاعتزلوه ولم يروا له عليهم طاعة مع بيعتهم له لما علموه من أن الطاعة إنما هي بالمعروف ولهذا عذرهم، ثم غبطهم على ذلك بعد ذلك وقد قال تعالى: "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ولا شك بأن الحرب التي تشنها أمريكا على العراق ليست من البر والتقوى بل هي من الإثم والعدوان باعتراف العالم ومنظماته الدولية وعلى أحسن أحوالها فهي من الفتن والشبه التي يجب الكف عنها، وعدم الخوض فيها فقد جاء في الحديث الصحيح "لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"، وجاء أيضاً: "اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق"، ومعلوم أن هذه الحرب سيذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من المسلمين الضعفاء في العراق كما جرى في أفغانستان وسيبوء بإثمهم كل من شارك فيها أو حث عليها ولو بكلمة كما في الحديث "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة فقد يئس من رحمة الله" فكيف بمن يشارك في حرب عدوانية قد يذهب فيها العراق كله؟! فيحرم المشاركة فيها بأي نوع من أنواع الإعانة في العدوان على الشعب العراقي المسلم كما قال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء"، قال: (المعنى لا تتخذوهم أنصاراً توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر إلا أن تتقوا منهم تقاة بأن تكونوا في سلطانهم لتخالفوهم على أنفسكم فتظهرون لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تعينوهم على مسلم بفعل)، وأما المشاركة في قوات درع الجزيرة لحماية أمن دولة الكويت من أي عدوان قد يقع عليها أثناء هذه الحرب جائزة شرعاً وكذا المشاركة في لجان الإغاثة لإنقاذ اللاجئين من الشعب العراقي والله تعالى أعلم وأحكم – وصلى الله على نبينا محمد، وآله وسلم-. |
بيان رابطة العلماء العراقيين حول الاحداث زيدان .. طايس الجميلي .. أكرم العمري.. أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم بيان للناس الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فإنه بالإضافة إلى النوازل الخطيرة والكوارث العظيمة التي لا تزال تغشى المسلمين في ديارهم وفي مقدمتها كارثة الاحتلال الصهيوني لفلسطين فإن هناك كارثة عظيمة ونازلة خطيرة أُخرى توشك أن تقع على المسلمين في ديارهم وهي ما تهدد به أمريكا من عدوان واضح على العراق واحتلال كامل لأرضه ، وقد حشدت له قوة هائلة في البرّ والبحر والجو مع إعلان صريح واضح بعزمها على ما تريد فعله من غزو للعراق وحكم مباشر له . فما حكم الإسلام في هذه النازلة العظيمة والكارثة الخطيرة التي توشك أن تحلّ في العراق وشعبه المسلم ؟ هذا ما نريد بيانه للناس وللمسلمين على وجه الخصوص ليحيا من يحي عن بينة ويهلك من يهلك عن بينة ،والله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل . أولاُ / من كتاب الله العزيز 1- قال ربنا تبارك وتعالى : " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " .ووجه الدلالة بهذه الآية الكريمة أنها توجب على المسلمين قتال من يقاتلهم من الكفار ، والأمريكان جاؤا بجنودهم من وراء البحار وحشدوا قواتهم ليقاتلونا في ديارنا فواجب علينا قتالهم استجابة لأمر الله الصريح بهذا الوجوب لأنه جاء بصيغة الأمر الدالة على الوجوب من غير قرينة تصرفه عن هذا الوجوب . 2- وقال ربنا جلّ جلاله " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة …. إلخ " وهذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى أناس من المشركين في مكة يخبرهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم وفتح مكة لما نقضوا العهد .. ووجه الدلالة بهذه الآية أنها تنهى عن مناصرة أعداء الإسلام ولو بإخبارهم عما يعزم عليه المسلمون ، فيكون نهي المسلمين عن مناصرتهم بما هو أخطر من مجرد الأخبار أولى بالمنع والتحريم كتقديم المعونة الفعلية المادية لهم. ولا يقال ان هذه الآية تتعلق بتلك الحادثة فقط لأن القاعدة الأصولية تقول " العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب " . 3- وقال ربنا تعالى :" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة … " وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة : " الولي هو المحب المناصر … " وعلى هذا لا يجوز للمسلم أن ينصر الأمريكان المعتدين على إخوانهم المسلمين في العراق . ثانياً / من السنة النبوية المطهرة 1- جاء في حديث أخرجه الإمام الجليل شيخ المحدثين البخاري يرحمه الله " … المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه … " ومعنى لا يسلمه : " أي يحميه من عدوه ولا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه ، بل ينصره ويدافع عنه " فواجب على كل مسلم أن ينصر شعب العراق المسلم في محنته وفي الكارثة التي ستحلّ فيه بكل ما يستطيع من وسائل النصرة حتى يندفع شر الأمريكان المعتدين ومن يواليهم عن العراق وأهله . 2- وفي الحديث النبوي الشريف " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل :يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالماً ؟ قال تمنعه من الظلم " أو كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه فعلى المسلمين واجبان " ( الأول ) منع الظالم من ظلمه بما يمنعه من الظلم بكل وسيلة ممكنة ومن ذلك عدم معاونته على ظلمه وهذا أقل أنواع منعه من الظلم (الثاني) أن يقف المسلمون بجانب المظلوم يدافعون معه ضد الظالم . وعلى هذا يجب على المسلمين نصرة شعب العراق المسلم في دفع عدوان الأمريكان عليه بكل وسيلة ممكنة ، والامتناع التام من نصرة الأمريكان المعتدين . ثالثاً : من أقوال الفقهاء 1- قال فقهاءنا يرحمهم الله تعالى : إن جهاد (الدفع ) هو قتال الكفار المعتدين إذا احتلوا بلدا ً من دار الإسلام أو عزموا على ذلك وباشروا مقدماته ، ففي هذه الحالة يجب هذا الجهاد – جهاد الدفع – على كل مسلم قادر على قتال الكفار لأن قتالهم في هذه الحالة فرض عيني قال الفقهاء فيه : " تخرج المرأة القادرة على القتال بدون إذن زوجها ، ويخرج الولد بدون إذن والديه ، ويخرج العبد بدون إذن سيده " وحيث أن الأمريكان قد عزموا على احتلال العراق المسلم وباشروا مقدماته فعلى جميع المسلمين في العراق قتالهم والاستعداد لهذا القتال ، لأن قتالهم صار فرض عين على المسلمين في العراق . 2- وقال فقهاؤنا يرحمهم الله تعالى ، وإذا لم تحصل الكفاية بأهل البلد المسلم المحتل من قبل الكفار ، في دفعهم وإخراجهم من هذا البلد فإن الوجوب الشرعي العيني ينتقل إلى الأقربين فالأقربين من هذا البلد . وحيث أن أهل العراق لا يقدرون وحدهم على دفع عدوان الأمريكيين المعتدين ولا يقدرون على إخراجهم من العراق إذا دخلوه نظراً للقوة المادية الهائلة عند الأمريكيين المعتدين ، فإن الواجب الشرعي العيني ينتقل إلى المسلمين في البلاد المجاورة للعراق وعلى المسلمين من هذه البلاد المجاورة ان يقوموا بواجبهم الشرعي في قتال الأمريكيين المعتدين نصرة لإخوانهم في العراق ، وعلى حكام هذه البلاد المجاورة تمكينهم من ذلك . وأن يمتنعوا امتناعاً تاماً من معاونة الأمريكيين المعتدين . 3- قال بعض الفقهاء كما جاء في تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل " إن مناصرة الكفار على المسلمين توجب الكفر " فليحذر المسلمون من هذه المناصرة للأمريكيين المعتدين . رابعاً / النصيحة لعموم المسلمين ومن باب النصيحة للمسلمين أن نبين لهم أنه يحرم على المسلم أن يحب بقلبه مجيء الأمريكيين واحتلالهم للعراق مهما كان الدافع لحبه الخبيث هذا لأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان ومعنى الحب في الله والبغض في الله أن يكون حب المسلم لما يحبه وبغضه لما يبغضه تبعاً لما يحبه الله أو يبغضه ولا شك أن الله تعالى لا يحب تسلط الكفرة على بلد مسلم أو على شعب مسلم فعلى المسلم أيضاً أن لا يحب تسلط الأمريكيين على العراق وشعبه المسلم وأن كل مسلم يحس بميلٍ أو محبة لمجيء الأمريكيين إلى العراق واحتلاله ، نذكره بما جاء في أول سورة (الروم ) وفيها أخبر الله تعالى المؤمنين بنصر الروم على الفرس في بضع سنين ، وأن المسلمين سيفرحون بهذا النصر فقال تعالى " الم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله . " وقال المفسرون في قوله تعالى" ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " " أي يفرح المؤمنون بتغليب الله تعالى من له كتاب وهم الروم على من لا كتاب لهم وهم أهل فارس " . فإذا كان شأن المسلم أنه يفرح بنصر من هو أقرب للإسلام لمعنى من المعاني على الأبعد عن الإسلام ، فهذا يعني أيضاً حسب مفهوم المخالفة أن لا يفرح المؤمن بنصر الأبعد عن الإسلام على الأقرب من الإسلام . وبناء على ذلك فإن فرح المسلم ينبغي أن يكون بانتصار أهل العراق على الكفرة الأمريكيين المعتدين وأن المسلم لا يفرح أبداً بانتصار الأمريكيين الكفرة على أهل العراق المسلمين . ومن البديهي أن الفرح بالشيء وحصوله يتضمن محبة ذلك الشيء وحصوله . فعلى المسلم أن يلاحظ هذه المعاني وخلاصتها أن لا يحب غلبة الأمريكيين على شعب العراق لأن هذا حرام . خامساً : الالتزام بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه ونود أن نذكر إخواننا الحكام المسلمين في سائر البلاد الإسلامية أنه لا يجوز مطلقاً معاونة الأمريكيين في عدوانهم على العراق بحجة أن أقطارهم أعضاء في هيئة الأمم المتحدة وهذه العضوية تلزمهم بما يقرره مجلس الأمن ، فإذا أذن هذا المجلس لأمريكا شن عدوانها على العراق وأن على جميع الدول المشاركة في عضوية هيئة الأمم المتحدة معاونة أمريكا في عدوانها على العراق فإن هذه المعاونة لا تجوز شرعاً لأن التزام المسلم بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه من الالتزامات لا فرق في ذلك بين حاكم ومحكوم ونذكر إخواننا الحكام المسلمين بموقف ألمانيا وهي دولة غير مسلمة فقد قررت وصرحت بأنها لن تشارك أمريكا في حربها ضد العراق ولو صدر لها الإذن بذلك من مجلس الأمن ، فهل تبقى بعد ذلك حجة لأي حاكم مسلم بالتعاون مع أمريكا في عدوانها على العراق بحجة أن مجلس الأمن أذن لها بذلك وأن على كل دولة المعاونة لأمريكا في تنفيذ هذا الإذن ؟. سادساً / أمل ورجاء وإننا نأمل ونرجو من إخواننا علماء الإسلام أن يقوموا بواجبهم الشرعي في هذا النازلة العظيمة التي توشك أن تقع على العراق وما سيعقبها من كوارث ومصائب ، فيقوم سادتنا العلماء بتوعية الأمة وتبصيرها بالواجب الشرعي عليها إزاء هذه الهجمة الشرسة التي تعد لها أمريكا لضرب العراق واحتلال أرضه ، وأن يتصل سادتنا العلماء بالحكام المسلمين ويذكرون بواجبهم الشرعي نحو العراق ونصرته باعتبارهم حكاماً وبأيديهم الأمر والنهي وأن يكون هذا التذكير بالبلاغ الواضح الصريح وهو المطلوب في كل تبليغ لشرع الله ، وهو ما أمر الله به رسله فقال تعالى " وما على الرسول إلا البلاغ المبين " أي البلاغ الواضح الصريح ، وبهذا يخرجون من العهدة ويوفون بما الزمهم الله به من بيان وتبيين وتبصير للأمة بما يجب عليها شرعاً . وفق الله تعالى علماءنا وحكامنا وجميع المسلمين لما يحبه ويرضى وأن يرينا الحق حقاً ويوفقنا إلى اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويوفقنا إلى اجتنابه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. جمع من أهل العلم الشرعي العراقيين المقيمين في الخارج عنهم د. عبد الكريم زيدان د. احمد عبيد الكبيسي د. هاشم جميل د. حارث سليمان الضاري د. علي محي الدين القرداغي د. مصطفى البنجويني د. أكرم ضياء العمري الشيخ احمد حسن الطه د. عبد القهار العاني د.مساعد مسلم آل جعفر د. طايس الجميلي د. عبد القادر السعدي د. محمد عياش الكبيسي نأمل من كل من قرأ أو وصل إليه هذا البيان في أن يتبناه ويتعهده بالتنفيذ والنشر ووضعه في كل بيت من بيوت الله وفي كل بيت عراقي أو مسلم . وأن يقوم بإيصاله إلى المواقع الإعلامية وإلى المنظمات واللجان والاتحادات العالمية . ومن الممكن الاتصال بنا على عنواننا البريدي rabita@iraqirabita.net العنوان علىالإنترنت http://www.iraqirabita.net |
لإكمال الموضوع المتعلق بالتولي وفتاوى العلماء...
على هذا الرابط: http://www.slfia.com/montada/showthr...=1993#post1993 |
الساعة الآن +4: 08:36 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.