بريدة ستي - الربعي مؤذن الضاحي ببريدة عاصر زمن المؤسس ومات وهو يتشهد

عاجل (بريدة)-
ضمن سلسلة الوفاء التي تحرك بها صحيفة (عكاظ) قلوب قرائها ولهفتهم وتزرع من خلالها جذور الوفاء بينهم نشرت مؤخرا قراءة جميلة عن الراحل الشيخ عبد الله الربعي أحد الرجال العصاميين بتاريخ مدينة بريدة وأحد من ساهم ببناء قصر المربع الشهير في عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمة الله عليه وقد جاء في التقرير مشاهد من حياته وكفاحه وصور وداعه الدنيا بعد معاناة مع المرض .

الشيخ الذي عمل بنصف ريال .!

(فقدنا الصوت الذي يصدح داعيا إلى الصلاة كل يوم خمس مرات) بهذه الكلمات تحدث مجموعه من سكان حي الضاحي شرق بريده عن مؤذن مسجدهم الراحل عبد الله الربعي رحمه الله تعالى. قالوا كان جميع من في الحي يحترمه ويقدره الجميع يذكره بخير كان مسالما ومحبا للخير كان همه المسجد واحتياجاته كان أول شخص يدخل المسجد في أوقات الصلاة وآخر من يخرج منه بعدها .نعم الرجل نسأل الله أن يجمعنا معه في جنات النعيم. وعن حياته الخاصة تحدثت أرمله عبد الله الربعي عن فقيدهم كان نعم الزوج والقدوة الصالحة لأبنائه وبناته عودهم على حب الخير والصدق كان هينا لينا معهم. تقول عاش حياه صعبه ولد عام 1350هـ فقد أمه وعمره 3 سنوات وعاش عند أخته حتى سن السابعة. كان الوضع آن ذك صعبا جدا فلا يكاد الشخص يجد قوت يومه بعدها استأذن والده وسافر مع شقيقه الذي يكبره بسنتين من بلدة الشقة (شمال بريده) إلى الرياض وهو في الثامنة لطلب الرزق والبحث عن لقمة العيش وصل إلى الرياض مع مجموعه من أبناء بلدته أكبرهم في الثانية عشر . كان الحكم في وقتها للمؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. بعد أن وصلوا إلى الرياض بدأو بالعمل كان يعمل رحمه الله مع مجموعه من المواطنين في بناء قصر المربع بالرياض وكان أجره نصف ريال تدفع باليومية. بعد أن عمل وشقيقه لسنوات في الرياض طلبهم والدهم بالعودة إلى بلدته و الاستعداد للزواج رجعوا إلى بلدتهم وتزوجوا منها كان عمره 16 سنه . وعلى مشارف بلدتهم وفي ارض حرة حفر مع شقيقه بئر تناوب على حفره مع شقيقه أربعين يوما تقريبا حتى وصلوا الماء قاموا بعدها بالزراعة في هذه الأرض. حتى أتى من كان له سلطه في ذلك الوقت وقام بالاستيلاء عليها بعدها رجع إلى الرياض وعمل في التمور كانوا يشترون ثمره النخيل من مزارع الخرج ويقومون ببيعها في مدينة الرياض بعدها رجع إلى مدينة بريده واستقر بها وفي آخر 13 سنة من عمره عمل مؤذننا لمسجد الحي الذي يقطنه حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى.

وعن حياته الخاصة تحدثت ابنته هيله قائله كان مثال للأخلاق والطاعة كنت اذكره وأنا استذكر دروسي في عتمة الليل اسمع نحيبه وبكائه مناجيا ربه كان يقوم في الساعة الثالثة صباحا ويصلي حتى موعد آذان الفجر.كما ذكرت ابنته وفاء انه رحمه الله يحثنا على الأخلاق الحميدة عودنا على صلاه الليل كان يقتطع من مرتبه البسيط مبلغا لمن يختم القران ويحثنا على قراءته. وختمت اصغر بناته هيفاء 17عام الحديث عن والدها رحمه الله قائلة إني لم اصدق أنني فقدته كان حنونا وعطوفا لم اطلب منه شي إلا ونفذه كان يحب أن اسمع إليه ما أحفظه من القران . كان بعد كل صلاة مغرب يحب أن نجتمع أنا وأشقائي وشقيقاتي ونقرأ عليه ما تيسر من كتاب الله. تقول ادعوا ربي كل يوم أن يجمعنا معه في جنات الخلد. وعن آخر حياته تحدث لعكاظ ابنه فهد قال كان والدي رحمه الله لا يحب أن يشتكي لأحد كان صبورا جدا يلجا إلى الله في كل محنه تصيبه. رأيته في أحد الأيام ممسكا بمصحف كبير غير مصحفه الصغير ويقرأ منه. سألته عن مصحفه الأول وذكر لي انه يجد صعوبة في القراءة من المصحف لصغر الكتابة أخذته إلى طبيب العيون وذكر لي أن المشكلة في شبكية العين وقام بعملية ليزر ولم تجدي نفعا بدأ يفقد بصره شيأ فشيأ كان صابرا ويسأل الله أن يعينه على ما أصابه بعدها بدأ يحدثنا عن آلم في صدره وبدأ لا يأكل كان يرفض الذهاب إلى المستشفيات كنا نحترم رغبته ولا نريد إجباره حتى بدأ جسمه بالهزل بعدها طلبته وترجيته أن نجري فحوصات بسيطة للاطمئنان على صحته بعدها حملناه إلى المستشفى واكتشف الأطباء وجود سرطان في الكبد كانت صدمتنا شديدة تمالكنا أعصابنا ولم نخبره عن مرضه. ولكبر سنه ولانتشار المرض في جسده لم يستطع الأطباء أجراء أي عمليه. كانت أيام مريرة جدا نرى صحته كل يوم في انحدار. لكن ما يبعث الاطمئنان والراحة علينا هو نصحه لنا وانه مطمئن ومؤمنا بما كتب الله له كان يصلي جالسا وكنت أقراء عليه القران ويرد علي الآيات. كنت أتعمد أن اخطي حتى اختبره وكان يرد علي. جلس على هذه الحالة 4 أشهر..

أوصيكم بأختكم هيفاء :

كما تحدث ابنه خالد والذي يعمل مذيعا بالقناة الإخبارية السعودية قائلا: كنا نتناوب وأخوتي على مرافقته عندما نوم في المستشفى على مرافقته في آخر أيامه كان يتحدث عن الماء وعن المسجد وعن النخيل كان يغيب عن الوعي فتره ويصحو فتره يسألنا عن صلاته ونخبره بأنه قد صلى ...وختم اصغر أبنائه أحمد الحديث قائلا اذكر أنه إذا أفاق يوصيني بأن اخبر أخوتي بأن لا نفترق ونخصص يوما نجتمع فيه. وذات مرة أفاق وأنا وإخوتي بجواره فقال لنا وصيتي لكم أختكم هيفاء .كان حامل همها لأنها اصغر بناته ولم تتزوج بعد. بعدها ضاق تنفسه وقرر الأطباء تركيب أجهزة التنفس الاصطناعي وكان الأطباء يحاولون إدخال الأنبوبة في فمه فصدح بصوت سمعه الجميع قائلا اشهد ألا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله. بعدها نوم في غرفه العناية المركزة فاقدا للوعي لمده عشرة أيام حتى توفي رحمة الله.