![]() |
ثنائية الخطاب بين المذكر والمؤنث .
انتشر في الآونة الأخيرة ازدواجية الخطاب بين المذكر والمؤنث , فيعمد الكاتب إلى وضع رمز المؤنث بجانب المذكر , لئلا يفهم منه أنه يتحيز للمذكر على حساب المؤنث , فرأينا مثل : اختار / ي , ومثل : ماذا تقول / ين , اطرح / ي , وما رأي القارئ / ة ... وهلم جرا . وهذه الثنائية لم تكن معروفة عن العرب طوال القرون الماضية , لا في شعر ولا نثر , ولا في الكتاب ولا السنة , لأن الخطاب آنذاك إذا كان عاماً فإنه يكون مذكراً , فنجد في القرآن مثلاً : اقرأ باسم ربك الذي خلق , قد أفلح المؤمنون , إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين , أقم الصلاة لدلوك الشمس , وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة .. وكلها خطاب لمذكر سواء أكان مفرداً أم جمعاً , ويدخل فيه المؤنث حقيقةً , ولا يحتاج إلى الثنائية في الخطاب , بل يكتفى بأسلوب التذكير تغليبا لجانب المذكر على المؤنث . والعرب دأبَت على تغليب جانب المذكر على المؤنث في الخطاب والتعبير كما قالوا : القمران ( للشمس والقمر ) : تغليبا للقمر المذكر على الشمس المؤنثة , وقالوا : الأبَوان للأب والأم , تغليبا لجانب الأب , وقالوا : الفُراتان لنهري دجلة والفرات تغليبا للمذكر الفرات على المؤنث : دجلة . والسبب في تغليب جانب المذكر على المؤنث في الخطاب , وعدم الثنائية , ما يلي : أولاً : أن الرجل أصل المرأة , فناسب تغليب الأصل على الفرع , لأن أصل البشرية هو آدم عليه السلام , وحواء فرع منه . ثانياً : أن الخطاب الذكوري أعم من الخطاب الأنثوي , ولذلك حين نقرأ : اكتبي .. أعلم أنه موجه لأنثى فلا ألتفت إليه , ولكن حين نقرأ : اكتب .. فهو يحتمل الوجهين : أنه موجه للمذكر فقط , أو موجه لكليهما . ثالثاً : أن الخطاب يكون بالنظر إلى الإنسان بكونه إنساناً مستقلاً , دون تحديد الجنس كما قال تعالى : " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " فهل السؤال موجه للذكور فقط ؟ قطعاً لا , ولكنه موجه لجنس الإنسان بشكل عام , والخطاب للجنس يكون بالتذكير . رابعاً : أن التعبير بالمثنى يكون فيه زيادة لفظ غالباً , فكلمة : اكتبي , فيها زيادة ( ياء ) عن ( اكتب ) , وكلمة : القارئة والطالبة فيها زيادة تاء التأنيث عن المذكر , وعدم الزيادة أولى من الزيادة مع عدم الحاجة إليها . خامساً : أن الثنائية في الخطاب بين المذكر والمؤنث فيه عِيّ وقلة فصاحة وركاكة أسلوب تأنف منه العرب وتتحاشاه . ولهذا فمن الأجدى ترك مثل هذه الثنائيات التي لم تأتنا إلا من الضعف اللغوي المستفحل في فكرِنا وذواتنا , ولا يعيب الأنثى أن دخلت في الخطاب المذكر ما دام أن الخطاب المذكر يفيد العموم . كتبه : علي الحامد . |
أولاً ... تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال .. ثانياً ... شكراً لك على هذا الموضوع الهام جداً .. وكثير منا لا يدرك مثل هذه الأمور في لغتنا .. ومخرجات التعليم في الآونه الأخيرة لم تعد تهتم بذلك للأسف الشديد .. تقبل مني صادق الود وأجمل تحية ... |
نحن في زمن الوجبات السريعة
حتى الخطابه احيانآ اصبحت كذلك اعتقد بانه مقصود وهو اقحام المؤنث مع المذكر من باب التساوي والمساؤات شكرآ |
أشكرك اخي على التوضيح الجميل .. وصدقني قرأته بتمعن واستفدت منه شكرا لك وأتمنى أن تكون بخير أيها الكبير.. أخوك قراقوش.. |
شكراً لك ليس ثنائية الخطاب بل تكاد اللغة العربية تندثر في الاَونة الأخيرة |
جزاك الله خيراً موضوع مفيد ومهم ، علنا ندرك أهمية لغة القرآن والله المستعان |
لله درك من كاتب .. اجد الفائدة تكمن في مقالاتك . :) |
موضوع جدًا مفيد ، جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم .. * هل تسمحون لي بنشره لِتعم الفائدة ؟ |
تعديل ضروري :
اقتباس:
|
شكرا لكم إخوتي الكرام على إطلالتكم ولا شك أن لغتنا العظيمة تحتاج منا إلى كثير من الجهد لنؤدي جزءا من حقها الكبير . أختي ما تهاب : لا بأس بنقله للفائدة , وأستحسن حفظ حقوق كاتبه بارك الله فيكم . |
جزاك الله خير
|
.
.
لآزلنآ تـلآميذ حرفك *"~ |
جزآكم الله خيرًا
معلومة مهمة ومفيدة وكثير من يجهلها أنار الله بصيرتنا .. |
بارك الله فيك وأثقل موازينك بالحسنات حقاً نحن بحاجة لمثل هذه الدروس فلا تحرمنا من فيض عطائك الواسع |
شكرا جزيلا على مروركم وتشريفكم . |
بآرك الله فيك ونفعك بك ..(f)
|
الساعة الآن +4: 04:29 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.