![]() |
,, فــرائـد لـــغــويــــة ,,
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد فهذه فوائدُ وشذراتٌ من اللغة العربية في النحو والصرف واللغة تَجَمَّعَتْ لديَّ من قراءات متنوعة , وكراسي سنوات الطلب , فآثرت أن أشرك زملائي في قراءتها والاستفادة منها , وستكون على حلقات متواصلة بإذن الله , ولا مانع من الإضافة أو الاعتراض أو الانتقاد أو التساؤل بما يثري هذه المادة , ولا مانع كذلك من نقلها والاستفادة منها شريطة حفظ الحقوق الفكرية . وقد سميتها : ( فرائد لغوية ) , جاعلا في كل فريدة عدةَ فوائد متنوعة , ليس بالضرورة أن يربط بينها رابط معين إلا أنها كلَّها في فلك اللغة وعلومها . كتبه : أبو سليمان ( علي الحامد ) بريدة 19/1/1433 هـ الفريدة الأولى : 1. كلمة ( وَحْدَ ) لها عدة أحكام : الحكم الأول : أنها لا تستعمل إلا مضافة ,, فلا تأتي مفردة دون إضافة أبداً , ولذلك لا يمكن تنوينها , فلا يقال : جلس محمدٌ وحْداً .. الحكم الثاني : أنها تضاف إلى الضمير فقط , ولا تضاف للاسم الظاهر أبداً , فلا يقال : وحدَ زيدٍ , أو وحدَ الدارِ , وإنما يقال : جئتُ وحْدِي , وجلست زيدٌ وحدَه , وأخصك بالحديث وحدَك {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ } (45) سورة الزمر , و " لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له " . الحكم الثالث : أنها منصوبة دائماً على الحالية , أي أنها تعرب حالاً , ولا يجوز دخول اللام عليها كما يقول كثير من الناس اليوم : جئت لوحدي , أو سافر محمدٌ لوحده ,, فدخول اللام هنا خطأ ظاهر , ولم ترد في فصيح كلام العرب , ولا معنى لهذه اللام أبداً . 2. كلمة ( كافة ) منصوبة على الحالية دائماً , ولا تقع إلا حالاً منصوبة ..كما قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ } (28) سورة سبأ . 3. جاء لفظ المطر في القرآن كثيراً , وكلها جاءت في سياق العذاب إلا في موضعٍ واحد , , وجاء مقروناً بلفظ الأذى , وهو قوله تعالى : { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ } (102) سورة النساء , وأما آيات العذاب فهي كقوله تعالى : {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} (84) سورة الأعراف , وقوله سبحانه : {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا} (40) سورة الفرقان , وقوله تعالى : {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (32) سورة الأنفال .. وأما مطر الرحمة فجاء في القرآن بلفظ الغيث والسماء والماء كقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } (34) سورة لقمان , وقوله سبحانه : {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (28) سورة الشورى , وقوله سبحانه : {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} (52) سورة هود , وقوله سبحانه : {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا} (11) سورة نوح , وقوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا} (48) سورة الفرقان .. |
الفريدة الثانية : 1.التنوين والإضافة لا يجتمعان أبداً , فلا يمكن أن يكون الاسم منوناً , وهو في الوقت ذاته مضافٌ , بل يجب حذف التنوين حال الإضافة , لأن التنوين يدل على تمام الاسم , والإضافة كذلك , ولا تجتمع نهايتان على اسم واحد . نحو : هذا كتابٌ , فلو أضفتَ كلمة ( كتاب ) إلى اسمٍ بعده لوجب حذف التنوين فتقول : هذا كتابُ النحوِ , أو هذا كتاب خالدٍ ,, وقد علق بعض الظرفاء لرجل أضجره فقال له : كأني تنوين وأنت إضافةٌ ,,, فحيثُ تراني لا تحلُّ مكانيا 2. إذا قيل في النحو : ضمير مستتر , فهذا المستتر له وصفان لا ينفكان عنه أبداً : الأول : أنه ضمير رفع , والثاني : أنه ضمير منفصل . فنستفيد من الوصف الأول بأن ضمائر النصب والجر لا يمكن أن تستتر أبداً . ونستفيد من الوصف الثاني أن الضمائر المتصلة لا يمكن أن تستتر أبداً . مثال المستتر : ( قل أمنتُ بالله ثم استقِمْ ) فالفعل ( قل ) فيه ضمير مستتر في محل رافع فاعل تقديره : أنت . ومثله : استقِمْ . وكذلك نحو : زيد يُكرمُ ضيوفَه , الفعل ( يُكْرِمُ ) فيه ضمير مستتر في محل رفع فاعل تقديره ( هو ) . 3. كلمة ( استحمام ) الأصل فيها أنها لا تستعمل إلا بالاغتسال بالماء الحار فقط , لأنه من الحميم , وهو الماء الحار , ولكن توسع الناس في ذلك فأطلقوها على كل غسل سواء بماء حار أو بارد أو معتدل .. , ومنه الحمّام , فالأصل أنه لا يطلق إلا على ما يكون فيه الماء حاراً فقط . ذكر ذلك الزبيدي في لحن العوام , والصقلي في تثقيف الجَنان . [ ولعله هو المستعمل في الشام والمغرب فيقال: حَمَّام شامي وحَمَّام مغربي حيث يكون الاغتسال بالماء الحميم وهو الحار ] . وليس معنى هذا أن استعمالنا لكلمة ( حَمّام ) خطأ , ولكني أردتُ بيان الأصل , لأن الناس توسعوا في الدلالة , فَيُغْتَفَرُ الأمرُ حينئذٍ . ..... |
اقتباس:
شيخنا أنا فخور بعضويتي بمنتدى أنت أحد أعضائه شيخي .. أراك أوجزت الحديث عن ( كافة ) .. فهي منصوبة على الحالية في حال قطعت عن الإضافة وإلاّ تأتي من التوابع .. (توكيد معنوي ) إذا أضيفت إلى ضمير يعود على المؤَّكد _ حضر المدعوّون كافتُهم . أقترح أن تكون كل فريدة عنصر واحد فقط وألا تأتي بالقنو دفعة واحدة , نريده تمرةً تمرةً جعل الله ما تخطّه في موازين حسناتك |
اقتباس:
أشكرك أخي العزيز معاني على إطلالتك الرائعة , وأشكر لك ثناءك العطر .. ولكن دعني أخالفك في كلمة ( كافة ) فهي لا تستعمل إلا حالا , ولم تأتِ مضافة أبداً على حد علمي , وقد نص على ذلك الزجاج رحمه الله بقوله : " كافة منصوبة على الحال , وهو مصدر من فاعلة كما قالوا : العاقبة والعافية ... ولا يجوز أن يثنى ولا يُجمعَ ولا يقال : قاتوهم كافات ولا كافين ... هذا مذهب النحويين " معاني القرآن وإعرابه للزجاج : 2/446 . وانظر قريبا منه كلام الفراء في معاني القرآن : 1/436 , ولسان العرب مادة ( كفف ) ولم أجد أحدا من النحويين ألحقها بألفاظ التوكيد , ولم أجد احدا أثبت أنها قد تضاف .. فإن كنت وجدت أحدا ممن يعتبر قوله فأرجو أن ترشدني على المصدر شاكرا وممتنا لك أخي الكريم . أما مسألة أن تكون كل فريدة عنصرا واحدا فهو اقتراح وجيه , ولكن ربما تكون العناصر يسيرة وقليلة فلا تشكل حلقة كاملة , وربما أكتفي بواحدة حينما تكون الفريدة طويلة .. شكرا لك أخي العزيز . |
|
وفقكم الله - افراد الفرائد يساعدنا على الاستيعاب أكبر وينصب التركيز على نقطة واحدة فالمتوغل في اللغة قد يرى السهولة وربما غيره وجد صعوبة يسيرة . |
كبير: ذرِ الذرةَ المتبقية في لُب عقلي تكُ الساعدَ لِلُبي لتغنيني عن باقي الألباب . (يوجعن راسي من شذراتُك اللغوية) أيها المضارع اللغوي دعني أكتفي بوشوة اللّغط منها ، فلغتي الأمية تأبى أن تتزحزحُ لغيرها . تحياتي يا كبير (الٌب) |
اقتباس:
شكرا أختي الكريمة على إطلالتك وتعليقك الرصين .. اقتباس:
اقتباس:
شكرا لك أخي الرجم العالي على تعليقك , ولعل شذرة قويصرة ترجعك للصواب وتجعلك تحب العربية .. موفق أخي الكريم . |
جزاك الله خير ونفعنا بك |
اقتباس:
شكرا لك أختي الكريمة شهر زاد على الإطلالة والإضافة ,, وأظن أن كثرة تعدد مسميات المطر عند العرب يعود لأمرين هامين : الأول : عظمته في نفوسهم , وحبهم إياه , والعرب إذا عظّمَتْ شيئا أكثرت من أسمائه كالأسد والحية والصحراء والسيف والجبل ونحوها ... الثاني : أن الأسماء ناتجة عن اختلاف الصفة , فالوابل خلاف الودق في الصفة , والسيل خلاف الديم , فكل نوع من المطر إما لكثرته أو دوامه أو لوقته .. يكون له اسم خاص .. شكر الله سعيك وبارك فيك ... اقتباس:
آمين , وإياك أخي فهد .. شكرا لك . |
وفقك الله أخي ..
أشعر بأني في مدرسة حينما أكون في إحدى صفحاتك المضيئة .. أدامك الله لنا .. محبّك |
الفريدة الثالثة : كلمة ( زوج ) : وفيها مبحثان : المبحث الأول : تحقيق معناها : المراد بها : هو الشيء الذي له نظير من جنسه ,, ففردتا الحذاء زوجان , وكل واحد منهما يقال له : زوج , وذكر بعض اللغويين أن كلمة ( زوج ) تدل على اثنين , فتقول : عندي زوج حَمَام , أي عندي حمامتان ذكر وأنثى , ولكن الصواب أن يقال : عندي زوجان من الحمام لأن كل واحد منهما يقال له : زوج , وهذه لغة القرآن , وانتصر لهذا الصواب أبو بكر الزبيدي فيما نقله عنه ابن منظور في لسان العرب , فقال : " العامة تخطئ فتظنُّ أن الزوج اثنان , وليس ذلك من مذاهب العرب , إذ كانوا لا يتكلمون بالزوج موحدا , في مثل قولهم : زوج حَمام , ولكنهم يُثنُّونه فيقولون : عندي زوجان من الحمام , يعنون ذكرا وأنثى .. " لسان العرب ( مادة زوج ) , وهذا قول أبي منصور الأزهري وابن سيدة أيضاً , ونسبه أبو منصور للنحويين جميعاً , وقال : هو الصواب . ولو تأملنا لغة القرآن لوجدنا الصواب كما قال أبو منصور وابن سيده بأن الزوج هو الفرد الذي له نظير من جنسه , لأن الله تعال يقول : " وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " وقال تعالى : " فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين " , وقال تعالى : " ثمانية أزواج , من الضأن اثنين ومن المعز اثنين .. " وعدّدَ ثمانية أفراد , كل فرد منها يسمى زوجاً . المبحث الثاني : هل يقال للمرأة : زوج أم زوجة ؟ اللغة الفصحى وهي لغة القرآن ولغة الحجازيين أن يقال للمرأة ( زوجٌ ), فيقول الرجل لامرأته : هذه زوجي , وسافرت بزوجي .. وفلانة زوجي ,, وهكذا قال تعالى : { اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } (35) سورة البقرة , وقال تعالى {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (90) سورة الأنبياء , وقال تعالى : " {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} (20) سورة النساء وقال تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } (189) سورة الأعراف وقوله تعالى : { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ } (37) سورة الأحزاب . ولكن يجوز أن يقال : زوجة , وهي لغة بني تميم كما قال الفرزدق : وإنَّ الذي يسعى يحرّشُ زوجتي ,,, كساعٍ إلى أسد الشرى يستبيلها وقد رفض هذه اللغة الأصمعي وشنع عليها تشنيعاً قوياً , ولكن هذا تشدد منه رحمه الله , والصواب قبولها , مع التأكيد بأن اللغة الأولى أقوى وأفصح . |
الفريدة الرابعة : لا يوجد اسم عربي مُعْرَب آخره واو أصلية مضموم ما قبلها غير مُضَعَّفَة . وضع علماء العربية بعض الضوابط التي يمكن منها معرفة الاسم العربي عن غير العربي , ومنها الضابط السابق , وهو ضابط نافع في هذا الباب , وهو مشتمل على عدة شروط إذا تحققت في الكلمة فهي قطعاً غير عربية : 1. أن تكون اسماً , فخرج بذلك الفعل والحرف , فقد يكون آخرهما واو , وهما عربيان , ولا إشكال في ذلك , فمثال الفعل : ينمُو , يدعُو , يرجُو , ومثال الحرف : لَو .. 2. أن يكون الاسم معرباً ,, فخرج بذلك الاسم المبني , نحو : أُولُو نحو : أولو العلم .. , فهي عربية ولو كان آخرها واواً , لأنها في اسم مبنيّ . 3. أن تكون الواو في أخر الكلمة ,, وخرج بذلك الواو في أول الكلمة أو وسطها . 4. أن تكون الواو أصلية : خرج بذلك الاسم الذي آخره واوٌ زائدة , نحو : جاء مُعَلِّمُو المدرسة , ومديرُو الشركة .. فالواو في : معلمو ومديرو ليست من أصل الكلمة , وإنما زائدة للجمع .. 5. أن يكون الحرف الذي قبل الواو مضموماً : فلو كان ساكناً أو مفتوحاً أو مكسوراً , فالكلمة عربية مثل : دَلْو , قِنْو ( عذق النخلة ) . 6. ألا تكون الواو مضعَّفة , أي مشددة , فإن كانت مشددة فالاسم عربي , مثل : علُوٌّ , دُنُوُّ , مَدْعُوٌّ , مَغْزُوّ .. والسبب في ذلك أن التضعيف مكون من حرفين أولهما ساكن , فالواو الأخيرة في الحقيقة لم تسبق بضمة وإنما سبقت بسكون , فاختلَّ الشرط الخامس .. ومثال ما تحققت فيه الشروط السابقة فأصبح كلمة غير عربية ما يلي : طوكيُو , فرناندو , سيرجيو , بيرُو , رونالدو , الكنغو , كوماندو ... وهنا تنبيهان : الأول : هناك بعض الكلمات العربية التي يكون آخرها همزة مضمومة , فيسهلها بعض الناس لتصبح واواً , فلا تدخل معنا هاهنا , مثل : لُؤْلُؤ , بؤبؤ , فبعض الناس ينطقها كهذا : لولُو , بوبو ,, فهي تظل عربية , لأن الواو مسهلة من الهمزة .. الثاني : بعض الناس يقلب الهاء في آخر الاسم إلى واو , وهذه أيضا ليست داخلة معنا هنا , فينطق مثلا : عنده , عبدُه , مثله : عندو , عبدو , مثلو .. وهذه لحن في الكلمة , ولا يخرجها عن كونها عربية , فليُتَنَبَّهْ لهذا . والله تعالى أعلم . |
الفريدة الخامسة : تمييز الأعداد . الأعداد ( واحد وواحدة , واثنان واثنتان ) ليس لها تمييز أبداً . ولذلك تكون في العدد بعد المعدود وليس قبله , وتُعْرَبُ ( نعتاً ) فتقول : عندي طفلٌ واحدٌ , واشتريتُ له لعبتين اثنتين , كما قال تعالى : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (163) سورة البقرة , وقال تعالى : {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ } (61) سورة البقرة , وقال تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } (213) سورة البقرة , وقال سبحانه : { قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } (40) سورة هود , وقال سبحانه : {وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ } (51) سورة النحل وأما قول العامة : واحد بيبسي , اثنين كرتون , فهو من التأثر بلغة الأعاجم , وليس من كلام العرب في شيء . بخلاف الأعداد الأخرى فإن لها تمييزا يكون هو المعدود نحو : اشتريت خمسةَ أقلامٍ , وعشرينَ كراسةً , ويذكر التمييز بعد العدد كما هو معروف . |
رااااااااااااااااااااااااااااائع
|
اقتباس:
اقتباس:
|
أحسن الله إليك ,,
استمتعت في التجول بين صفحات فرائدك الطيبة .. *اردت سؤالك عن الفريدة الخامسة ! لكني فهمتها بعد قراءتها أكثر من مرة . فجزاك الله خيرا |
بآرك الله فيك؛،..
و وفقك الله رائع ما كتبت أخي +* كبير المحايدين *+ شكرا عزيزي،، .... |
اقتباس:
بارك الله فيك أختي الكريمة خزانة الأدب ,, وأشكر لك مرورك وما أشكل عليكِ فهمُه فالسؤال يفك رمزَه , وهذا يزيدني شرفاً لخدمة العلم وأهله . اقتباس:
بارك الله فيك أخي الكريم صعب المنال على إطلالتك وروعة حضورك ... شكرا أخي .. |
الفريدة السادسة : الفرق بين الثلج والبَرَد : جاء في الحديث الشريف في دعاء الاستفتاح : " اللهم اغسِلْ خطايايَ بالماء والثلج والبَرَد " رواه البخاري . بحثت عن الفرق بين الثلج والبرد , لأن العطف بينهما يقتضي المغايرة , فلم أجد في كتب اللغة كبير فائدة في الموضوع , وذكر بعض العلماء أن الثلج هو البرد وأن العطف بينهما من باب عطف المترادفات كما قال تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } (48) سورة المائدة . وقد استعنتُ ببعض الفضلاء ممن تخصَّصُوا في فقه اللغة فكان جوابه : ( أن الثلجَ أعمُّ من البَرَد , فكلُّ بَردٍ ثلج , وليس كُلُّ ثلجٍ بَرَد ) .وكأنه فتح عليّ باباً كان مستغلقاً ! قال أبو سليمان : وجه عموم الثلج وخصوصية البرد أن البَرَد لا يكون إلا من السماء , أما الثلج فيكون في الأرض , فالماء إذا تجمد في الأرض فإنه يسمى ثلجاً , ولا يسمى بَرَداً . ويظهر لي أن الثلج أخف من البرد وزناً , وخاصة إذا كان الثلج نازلا من السماء , لأن البرد ينزل بسرعة وشدة بخلاف الثلج فهو ينزل كالقطن لخفته . والبَرَدُ أيضاً قليل لا يغطي الأرض , بل سرعان ما يذوب فيها , وأما الثلج فهو ينزل بشكل عام , ويكسي الأرض حلة بيضاء تطول مدة من الزمن . وأما الحديث الشريف فالعطف فيه جاء من عطف الخاص على العام كما قال تعالى : " {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (68) سورة الرحمن , والفاكهة عام والرمان خاص , وقال تعالى : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} (7) سورة الأحزاب . ولعل تخصيص البَرَد في الحديث أن العرب لم تكن تعرف الثلوج في بيئتها , بخلاف البرد الذي ينزل أحياناً على ديار العرب . وكونهما جاءا في الحديث علامة للتطهير فقد قال العلماء في ذلك كلاماً نفيساً : 1. قال الخطابي : ذكر الثلج والبرد لأنهما لم تمسهما الأيدي , ولم يمتهنهما الاستعمال . 2. قال ابن دقيق العيد : عبر بالثلاثة ( الماء والثلج والبرد ) عن غاية المحو والتطهير , لأن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء . 3. قال الطيبي : يمكن أن يكون المطلوب من ذكر الثلج والبرد بعد الماء شمول أنواع الرحمة والمغفرة بعد العفو لإطفاء حرارة عذاب النار التي هي في غاية الحرارة , ومنه قولهم : برّدَ الله مضجِعَه , أبي رحمه ووقاه عذاب النار . 4. قال ابن حجر مؤيداً كلام الطيبي : " وكأنه جعل الخطايا بمنزلة جهنم لكونها مسببة عنها , فعبر عن أطفاء حرارتها بالغَسْل , وبالغَ فيه باستعمال المبردات ترقياً عن الماء إلى أبرد منه . [ انظر الأقوال السابقة في : فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني : 2 / 269 ] |
ماشاء الله ،، نفع الله بكم
|
الفريدة السابعة : كلمة في العربية إن نكرتها صارت معرفة, وإن عَرَّفْتَها صارت نكرة , وهي كلمة ( أمسِ ) . فكلمة ( أمسِ ) مبنية على الكسر عند أكثر العرب , وهي تعني اليوم الذي قبل يومك الحاضر , فتقول : سافرنا أمسِ , وخرجت نتيجتي أمسِ .. كان أمسِ يوماً جميلا ... وهي بهذا التنكير ( أي بدون أل ) تكون معرفة , لأنه يقصد بها يوماً معلوماً , وهو اليوم الذي يسبق يومك الحاضر . أما حين تدخل عليها الألف واللام ( الأمس ) فإنها تكون نكرة , حيث يقصد بها كُلُّ يوم ماضٍ سواء كان اليوم الذي يسبق يومك أم يوما ماضيا بعيداً , المهم أنه يقصد به الزمن الماضي دون تحديده , فتقول : بالأمس كنا نسافر بعيداً دون قلق أما اليوم فالجوالات جلبت القلق للأهل .. قال تعالى : {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (24) سورة يونس وقال تعالى : {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (82) سورة القصص . ولا يمنع أن يراد بها اليوم الذي يسبق يومك , بشرط أن يكون السياق يدل عليه كما قال تعالى : {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ} (18) سورة القصص وقال تعالى : {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ } (19) سورة القصص . هذا على القول بأن ما بين قتل موسى للقبطي واستصراخ الإسرائيلي به يومٌ واحد فقط , فيكون ( الأمس ) معرفة هنا , حيث يراد به اليوم الذي يسبق اليوم الحاضر .. أما إن يوم استصراخ الإسرائيلي بموسى ليس لاحقا ليوم القتل مباشرة , فكلمة ( الأمس ) تظل على بابها وهي التنكير ... ولكن الذي يظهر أنه الأول , لقوله " فأصبحَ " مما يدل على أن القصتين حصلتا في يومين متتاليين ... والله أعلم . المهم أن كلمة ( أمس ) بالتنكير : تكون معرفة , وبالتعريف تكون نكرة . وهي كلمة يلغزون فيها كثيرا , فيقولون : كلمة إن نكّرتها صارت معرفة , وإن عرّفتها صارت نكرة فما هي ؟ الجواب هي كلمة ( أمس ) وقد نلحق بها كلمة ( غداً ) فهي بالتنكير تعني اليوم التالي , وبالتعريف ( الغد ) تعني المستقبل بشكل عام .. ملحوظة : ما قلناه في كلمة أمس ليس قطعيا دائما , فقد تخرج عن ذلك لسياق معين كما مثلنا بآية القصص , ولكن الغالب في استعمالها ما ذكرناه ,, والله أعلم . |
الفريدة الثامنة : فوائد في الضمير : 1. الضمير المنفصل خاص بضمائر الرفع والنصب , أما الجر فلا يكون في الضمير المنفصل , ولهذا لا يوجد ضمير جر منفصل , ولكن يوجد ضمير رفع منفصل ( أنا , نحن , أنت , أنتم .. هو , هم , هما .. ) ويوجد ضمير نصب منفصل : إيايَ , إيانا , إياك , إياكم ... إياه , إياهم .. ) . 2. الضمائر كلها مبنية , سواء أكانت متصلة أم منفصلة , فهي في محل رفعٍ أو نصبٍ أو جر , والضمير المتصل يبنى على ما ينطق به . , فنحو : خرجتُ : التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .., ونحو : ( وقرنَ في بيوتكن ) النون في ( قرنَ ) ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ,, ونحو : رأيتكِ : الكاف : ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به . 3. الضمائر المتصلة كلها مكونة من حرف واحد : تاء ألف , واو , نون , ما عدا ( نا ) المتكلمين فهي مكونة من حرفين , نحو : نحن خرجْنا , واستمتعنا بوقتنا ... |
كبير المحايدين ..!! فرائدك في " ملف " عندي..!! فاسمح لي بتعليقها..!! وتجريب حفظها..!! فريدة فرائدك ..!! ياكبير الرجال..!! شكرا لا تكفي للعمالقة أمثال قلمك اللغوي الفريد..!! دمت فريدا لنا..!! |
اقتباس:
اقتباس:
يشرفني ذلك أخي الكريم النسيان ,, كفاك الله شر النسيان , وألهمك الذكر والصواب وأكثر هذه الفرائد تحتاج إلى فهم أكثر مما تحتاج إلى حفظ .. بورك فيك أخي الكريم ... شرفتَ وآنستَ ... |
.
أدهشني فيك حرصك على تزكية علمك , |
اقتباس:
شكرا لك أختي الفاضلة ويبدو أن هذا المُزكَّى لا يجد من يأخذه إلا القليل لكثرة الموجود عندهم منه فالله المستعان ... |
جزيت الجنان
|
|
ـ وهبكم الله الصدق والإخلاص ـ ( رب زدني علما ) وهناك لفته للمتابعين ، هناك قواعد في فحوى الموضوع من نالها نالا حظا وافر . - العطف يقتضي المغايرة - عطف العام على الخاص والعكس متابعين ماستطعنا . |
اقتباس:
يعني الثلج ما فعله الادمي والبرد ما لم يتدخل فيه الادمي والماء يذهب الدرن والثلج يطفي الحراره والبرد يسقي الارض والمعصيه فيها ثلاثة اشياء ( تلوث - حراره - موت ومرض ) تلوث القلب بها ويحتاج به الى الماء حراره القلب بها ويحتاج الى الثلج انطفاء قوه القلب بها ويحتاج الى سقي بالبرد وكما ان ما نزل من المرض من السماء يسمي رجز وما نزل من الماء يسمي غيثا وطهورا فاعتقد والله اعلم ان ما نزل بفعل الله له اسم وما وقع بفعل عباد الله له اسم والله اعلم |
استاذنا الفاضل ليتك تذكر الفروق اللغويه لان فيها جماليات اللغه وسعتها اما احكام الالفاظ مثل امس والضمير فهذه لحمايه اللغه واليوم المطلوب ان نظهر جمال اللغه اكثر من ضبط اللغه لعزوف الناس عن اللغه واستثقالهم لها وكونها بارده كالثلج وثقليه كالصخر عندهم وثقافه الناس اليوم ثقافه المتعه والجمال بسبب الوضع المعيشي وانتشار ثقافه الصوره وبعدهم عن التشدد بالالفاظ وحمايتها وصونها فكوننا نتكلم عن الالفاظ احكامها وضبطها كأننا نعتني بالباب والافقال عن المخزن وبالقشر عن اللباب لان اللغه هي رموز تدل على معاني وغايتها الاتصال بين المتكلم والسامع بحيث تنقل له مشاعرك وافكارك بصوره كامله فكوننا نتكلم عن التنوين والمدود والهمز والضمير والاعراب كل هذا اغرق لا داعي له من وجهة نظري ليتك تتكلم عن معني قوله تعالي في الزوجه ( هن لباس لكم ) تكلم عن اللباس وخصائصه وجماليات اللفظ ومعانيه ولذا تجد ان كتاب ابو حيان في التفسير مهجور عليه التراب بخلاف كتاب ابن عاشور والزمحشري فجمال اللغه اولي من الفاظ اللغه لان اللفظ وسيله والمعنى غايه بورك فيك |
شكرا لكل من مر من هنا معلقا أو قارئاً , واسمحوا لي أن أقف وقفة إجلال وإكبار مع الأخ الجديد , والعضو الفريد الأستاذ الزنقب .. فأقول له : حياك الله وبياك أخي الكريم عضوا مميزا يكتب بعمق ويعلق بثراء ,,, ولعل نفود الزنقب بالقصيعة كان حفياً وهو يرسل إلينا أحد أبنائه البررة ليمتعنا بما لديه .. ما ذكرتَه أخي العزيز عن جماليات اللغة كلام جميل جدا , ولا يمكن إغفاله , وجماليات اللغة لها أكثر من مجال , فهناك الجمال في الحذف والإيجاز , وهناك الفروق اللغوية , وهناك التقديم والتأخير , وهناك الترادف , وهناك الاستعارات ... وغيرها مما يعرفه أهل الشأن .. ولا شك أن مدارسة اللغة بأكثر من جانب أمر ضروري لمختص والمتعلم والدارس , ولا أدعي أني أستوعب كل شيء فيها , فاللغة بحر متلاطم الأمواج , وعُباب لا ساحل له ,, وإنما أكتب ما يسره الله تعالى لي تارة في الجماليات وتارة في قواعد اللغة , وتارة في بلاغيات القرآن , وهكذا ... ومن خلال تعليقك أخي الكريم أفدتُ أنك متضلع في هذا الفن , فلعلك ترفع راية المشاركة في هذا الباب لتفيدنا ببعض ما عندك , وكل واحد منا يكمل الآخر , ويسد خلة زميله ... على أني لا أوافقك بأن تفسير أبي حيان مهجور يعلوه التراب !! كلا يا أخي العزيز , فالبحر المحيط له رواده , وله باحثوه ومستفيدوه , فإن كان مغبرا عند قوم , فهو نضرٌ عند آخرين ما زال فتيا في علمه ونحوه وفوائده ... بارك الله فيك وجزاك الله خيرا . |
الفريدة الثامنة : الريح العاصف والريح القاصف , والفرق بينهما . جاء في لسان العرب : عصفت الريح تعصِفُ عَصْفاً وعُصُوفاً , وهي ريحٌ عاصفٌ وعاصِفَة ... إذا اشتدت , وفي التنزيل " والعاصفات عصفاً " يعني الرياح , والريح تعصف ما مرت عليه من جَوَلان التراب تمضي به .. وريح عاصفة : شديدة الهبوب ... والمعصِفات : الرياح التي تثير السحاب والورق وعصْف الزرع .. وهي من العصف وهي السرعة يقولون : أعصفت الناقة في السير إذا أسرعت . انتهى من لسان العرب ( عصف ) 9 / 248 . وجاء في اللسان أيضاً : القصْف هو الكسر , وقصف الشيء يقصِفه قصفاً أي كسره . وريحٌ قاصفٌ وقاصفة : شديدة تُكسِّرُ ما مرت به من الشجر وغيره . ( لسان العرب ( قصف ) 9 / 283 . جاءت الريح في البحر في القرآن الكريم بتعبيرين : الأول : الريح العاصف وهي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (22) سورة يونس فبين سبحانه أن الريح العاصف هنا جاءت شديدة لتحرك السفينة وتسبب لها الاضطراب حتى هلع ركابها والتجؤوا إلى الله تعالى لينجيهم , ولذا جاء بعدها : {فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ } (23) سورة يونس والعاصف هنا هي الريح شديدة السرعة . وهي تكون في البر والبحر , فأما البحر فكالآية السابقة , وأما البر فكقوله تعالى : {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (18) سورة إبراهيم وقد تكون الريح العاصف ريح خير وبركة كقوله تعالى عن ريح سليمان : {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} (81) سورة الأنبياء , والدليل على أنها ريح خير وليست ريح عذاب هو قوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ} (36) سورة ص . الثاني : الريح القاصف , فهي ريح مفاجئة شديدة لا تبقي ولا تذر , وهي تكسر السفن وتكسر كل ما تواجهه , ولذا جاء التعبير القرآني عنها بالهلاك المحتوم {أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (69) سورة الإسراء . فعبر عن الريح هنا بأنها قاصف مغرقة و هي ريح بحرية . وقد جاء في لسان العرب كما سبق أنها قد تكون في البر فتقتلع الأشجار . ولو تأملنا الكلام عن الريح القاصف لوجدنا أنه قال سبحانه : (قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ ) فكانت صفة القصف ليست للريح كلها وإنما لقطعة منها , وكأن القطعة الكبرى هي الريح العاصفة المذكورة في آية يونس ولذا قال سبحانه في سورة يونس : ( جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) ولكم أن تتخيلوا أحبتي الكرام حين تهب الريح العاصفة الشديدة في البحر على السفن , فيأذن الله تعالى لقطعة من هذه الريح أن تكون أعنف وأشد وطأة فتأتي بطريقة مفاجئة شديدة فتحدث انقلاباً شديدا للفلك وغرقا هائلاً , وهذه الريح هي القاصفة . ويدل على أن الريح القاصفة جزء من الريح العاصفة أن القرآن لم يذكر القاصفة إلا مرة واحدة في سورة الإسراء , في حين أنه كرر العاصفة في أكثر من آية , ليدل على أنها هي الريح الأصل , وهي الأم . قد يقول قائل : كيف تكون الريح قطعاً , فجزء منها عاصف وجزء منها قاصف ؟ فالجواب على ذلك : أن هذا بأمر الله تعالى , وهو القادر على تنوع الريح , وكما جعل الله تعالى الليل قطعاً فهو قادر على جعل الريح قطعاً وأجزاء كما قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (27) سورة يونس ولنلحظ الفرق في النطق بين العاصفة والقاصفة . فهما متقاربان في اللفظ لا يفرق بينهما إلا الحرف الأول وهو فاء الكلمة . ( عصف ) ( قصف ) وحرف القاف حرف شديد قوي مفخم , ينطلق فيحدث صوتا انفجاريا في الفم , ويخرج الصوت معه أفخم ما كان . أما العين فهي صوت رخو رقيق وهو مع ذلك صوت مجهور قوي ولكنه ليس بقوة وفخامة القاف , فناسب مجيء الصوت القوي للحدث القوي وهو القصف , ومجي الصوت الأضعف للحدث الأضعف وهو العصف . وهذا يسمى في لغة العرب : مشابهة اللفظ للمعنى , ولابن جني كلام جميل ولطيف حول هذا الموضوع في كتاب الخصائص : باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني : 2 / 154 . فليراجعه من أراد الاستفادة . في ختام كلامي ألخص ما سبق : 1. أن الريح العاصف والريح القاصف يكونان في البر والبحر , وليس كما توهمه كثير من الناس أن العاصف في البر والقاصف في البحر . 2. أن الريح العاصف أوسع وأكبر من الريح القاصف , في حين أن الريح القاصف تكون سريعة ومفاجئة . 3. أن الريح العاصف قد تكون رحمة , أما القاصف فهي لا تكون إلا عذاباً لأنها تحدث غرقا في البحر ودماراً وانكساراً في البر . والله تعالى أعلم . |
بوركت الجهود
متابعهـ من قبل التسجيل ..~ |
اقتباس:
حياك الله أختي الكريمة تشرفنا ... |
استاذنا جزاك الله خيرا
بورك فيك وانت اول واحد يعرف معني الزنقب هههه اعجبني قول ابن جني في الخصائص في ان بين اللفظ والمعني مشابهه لكن هل هو بالحرف ام بالكلمه كلها ؟؟ يعني ( ضيزي ) الوحيده في القران و ( انلزموكموها ) هذه الكلمه الطويله المتقاربه في الحروف واهل البلاغه قالو ان تقارب المخارج وطول الكلمه من عيوب الفصاحه كقوله امري القيس ( مستشزرات ) وقول المتنبي ( الجرشي ) اي النفس !! السؤال الان هل ماذكروه صحيح رغم وجوده في القران ؟؟ هل المناسبه بين اللفظ والمعني تكون بالحرف ام بالكلمه ؟؟؟ يعني اذا قلت صخر اشعر وانا اتكلم بها بشي من الغلظه والقسوه واذا قلت اسفنج اشعر بشي من الرقه !!! فهل هذا شي من اللغه او شي نفسي بسبب ربط الذهن بين هذا اللفظ وبين الصخر ؟؟ اتذكر ان هناك لطيفه في قوله تعالي ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) وقوله ( لا أسقيناهم ماء غدقا ) مالفرق بين ( سقاهم ) و ( اسقاهم ) ؟؟ قالوا ان اهل الجنه يحصل لهم الماء بدون كلفه ولذا لم تأت الالف والهمزه واهل الدنيا كل شي يحصل بنصب وكبد وتعب ولذا جاءت الهمزه التي تخرج من الاعماق ممزوجه بالالف التي توحي بالسهوله حيث انها حرف حلقي بسيط ينطق به حتى الحيوان ( ااا ) يعني الهمزه شده والالف سهوله مامعني ذالك ؟؟ الايه تقول في الدنيا لا راحه الا بتعب ولا سياده الا بنصب ولا ماء الا بجهد ( بدليل الهمزه والالف ) قال ابن القيم مامعناه ( اتفق الحكماء على ان الراحه بترك الراحه ولن تحصل الا بجسر من التعب ) |
اقتباس:
أخي الكريم الزنقب : أشكر لك تواصلك وإضافتك , وما ذكرته في الفرق بين ( سقاهم وأسقيناكم ) جميل جدا , لكنه ليس دائما , بدليل : " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل " ولم يقل : " فأسقى لهما .. " أما كلام ابن جني عن اللفظ والمعنى , فهو حديث طويل مفصل , وقد بين أن المناسبة قد تكون بصوت واحد من الكلمة , وقد تكون بأصوات الكلمة كلها , وله في ذلك أبحاث كثيرة في الخصائص : إمساس الألفاظ أشباه المعاني , وتصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني ,,, وكذلك له بحوث في سر الصناعة وغيرها , وهو أول من فتق هذا العلم ونشره فأبدع فيه أيما إبداع رحمه الله . ثم توسع الدارسون المعاصرون في ذلك كما في بحوث إبراهيم أنيس في كتابه : الأصوات اللغوية , وكتبه الأخرى مثل : دلالة الألفاظ , ومن أسرار اللغة , وكذلك الدكتور كمال بشر في كتابه : علم اللغة العام - الأصوات ,, وغيرهم . وأما كلامك عن انتقاد البلاغيين لكلمة ( مستشزرات , الجرشى ) فليس لأجل طول الكلمة , بل لتنافر الصوت لقرب مخارج الحروف مع بعضها بحيث يصعب تمكين اللسان من نطقها في الأولى , وسذاجة وسطحية اللفظ في الثانية وكلا الأمرين غير موجود في القرآن الكريم , وفي الكلمات التي مثلتَ بهما , فيرجى التفريق بارك الله فيك ... والكلام حول هذا الأمر يطول , مع اعترافي بأني غير متخصص دقيق في الصوتيات وفقه اللغة , لأني دارس في النحو العربي أكثر مني في علم اللغة العام ... وشكرا لك أخي العزيز على تفضلك ومشاركتك .. |
الفريدة التاسعة : تكرار الاسم في الجملة ودلالتُه . إذا تكرر اسم في جملتين فله أربع حالات : الحالة الأولى : أن يكون الاسم في الجملتين معرفة نحو : جاء الرجلُ , وأكرمت وأكرمتُ الرجلَ . الحالة الثانية : أن يكون الاسم في الجملتين نكرة , نحو : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً . الحالة الثالثة : أن يكون الاسم في الجملة الأولى معرفة , وفي الثانية نكرة , نحو : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . الحالة الرابعة : أن يكون الاسم في الحالة الأولى نكرة , وفي الثانية معرفة نحو : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . نأتي للحكم : الحالة الأولى : ( أن يكون الاسم في الجملتين معرفة ) وحينئذٍ فالاسم المكرر هو نفسه في الجملتين , لم يتغير , فقولنا: جاء الرجل , وأكرمت الرجل , الرجل في الجملتين واحد , ومثل ذلك قوله تعالى : {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا , إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} سورة الشرح فالعُسر في الآيتين هنا تكرر وهو معرفة , فالعُسْرُ الثاني هو العُسْرُ الأوّل , أي أنه لم يتغير , وسيأتي الدليل على ذلك . الحالة الثانية : ( أن يكون الاسم في الجملتين نكرة ) وحينئذٍ فالاسم المكرر يختلف , فالثاني غير الأول , فقولنا : جاء رجلٌ , ورأيت رجلاً , فالرجل الذي رأيته غير الرجل الذي جاء فهما رجلان , وهذا ما ينطبق على الآيتين الكريمتين السابقتين , فاليُسر تكرر نكرة في الآيتين , فدلَّ على أن اليُسر الثاني غير اليُسْر الأول , فاجتمع لدينا عُسْرٌ واحد ويُسران , وهذا مصداق ما جاء به الحديث الشريف : " لن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَين " أخرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم , وروي موقوفاً عن بعض الصحابة كعمر وابن مسعود عند الحاكم وغيره . الحالة الثالثة : ( الأول معرفة والثاني نكرة ) وحينئذ فالثاني غير الأول , فقولك : : جاء الرجل , وأكرمت رجلاً . فالرجل المُكرَم غير الرجل الذي جاء . الحالة الرابعة : ( الأول نكرة والثاني معرفة ) : وحينئذ فالثاني هو الأوّل , فقولك : جاء رجلٌ , وأكرمتُ الرجل . فالرجل المكرَم هو نفس الرجل الأول , وتكون ( أل ) في الثاني للعهد , ومن ذلك قوله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا , فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} سورة المزمل , فكلمة ( رسول ) تكررت في الآيتين , وجاءت في الأولى نكرة وفي الثانية معرفة , وحينئذ فالرسول الثاني هو الرسول الأول وهو موسى عليه السلام . وكذلك قوله تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } (35) سورة النــور . فتكرر المصباح في موضعين , ففي الموضع الأول جاء نكرة وفي الثاني جاء معرفة , والمصباح هو هو , وكذلك كلمة الزجاجة تكررت في الآية فجاءت في الموضع الأول بلفظ التنكير , ثم تعرفت في الموضع الثاني , والزجاجة هي هي . إذن : الاسم إذا تكرر يكون نفسه في حالتين : إذا كان معرفة في الموضعين , أو كان نكرة في الأولى معرفة في الثانية . ويكون الثاني غير الأولى في الحالتين الباقيتين : إذا كان نكرة في الجملتين , أو كان في الأولى معرفة وفي الثانية نكرة . والله أعلم . |
* مساك الله بالخير شيختا هل إضافة النكرة هو تعريف لها كما لو دخلت عليها ال ؟ ثم إن كان كذلك .. هل ينسحب عليها الفريدة أعلاه ؟ *** أبا سليمان قبل أن أقرأ فرائدك .. من الضروري أن تكون ( المهيّلة ) بجواري :) دام عطاؤك :f: * |
اقتباس:
أخي الكريم معاني : يشرفني أن تجذبك هذه السطور لقراءتها ,, وإجابة على سؤالك : النكرة تتعرف بأمرين : إما بدخول أل التعريف عليها وإما بإضافتها إلى معرفة فإذا أضيفت إلى معرفة فهي معرفة , وحكمها حكم المعارف ,, نعم , المعارف تختلف في درجة التعريف من معرفة إلى أخرى , فالضمير أعرفها ثم اسم الإشارة ثم العلم ثم الاسم الموصول ثم المعرف بأل ثم المعرف بالإضافة .. وبناء على ما سبق فالأحكام التي ذكرت في الفريدة الأخيرة منطبقة على المعرف بالإضافة . أرجو أن أكون وفقت في الإجابة ,, وإن كان لديك إضافة أو تصحيح فحيهلاً به وبكاتبه ... وشكرا لك . |
الفريدة العاشرة : زيادة اللفظ في كلام العرب . من سِماتِ كلام العرب زيادة بعض الألفاظ للتأكيد , واللفظ المزاد إما أن يكون اسماً أو فعلا أو حرفاً . فأما الاسم فالأصل عدم زيادته , لأنه قائم بنفسه , ولكن مع ذلك وردت الزيادة في الأسماء بشكل يسير جداً , ومن ذلك ضمير الفصل في نحو : زيدٌ هو الكريم , فالضمير ( هو ) زائد لأجل التوكيد , ولو حذف لكان المعنى قائماً . وكذلك الفعل , فالأصل فيه عدم الزيادة , لأنه دال على حدث وزمن , وزيادته إثقال للفظ بلا داع , ولكن مع ذلك فقد وردت الزيادة في بعض الأفعال مثل : زيادة ( كان ) في قولهم : ما كان أكرمَ زيداً , قال ابن مالك : وقد تزاد ( كان ) في حشوٍ كما ,,, كان أصحَّ علمَ من تقدَّما أما الحرف فالزيادة فيه كثيرة جداً , لأن معناه لا يتعلق به , فاستخفوا زيادته , كما زادوا ( أن ) بعد ( لَمَّا ) نحو : لما أن جاءني الضيف أكرمته , قال تعالى : {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ } (96) سورة يوسف وكذلك زيادة الباء في خبر ما , وليس , نحو : ما أنا بحاضر , لستُ بصاحبٍ لك ومنه قوله تعالى : { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (132) سورة الأنعام وقوله تعالى : { قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (66) سورة الأنعام . وكذلك زيادة ( ما ) بعد أحرف الجر نحو : " {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ } (159) سورة آل عمران , {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } (155) سورة النساء . وكذلك زيادة ( مِنْ ) في النفي كما تقول : ما جاءني من أحد .. ومنه قوله تعالى : { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } (3) سورة فاطر . وهنا يظهر لنا سؤالان : السؤال الأول : ما معنى زيادة الحرف ؟ الجواب : زيادة الحرف لا تعني أنه ليس قيمة في الجملة , كلا . وإنما معنى الزيادة فيه أنه زائد من جهة الإعراب والإسناد في الجملة , وليس من جهة المعنى , فحين يقول النحاة إن هذا الحرف زائد , لا يعنون به أنه ليس قيمة في الجملة , بل يعنون أنه خارج عن التركيب الإعرابي أو الإسنادي للجملة بشكل عام . ولكي يُفهَمَ هذا الكلام , نوضِّحُه بالمثال : ليس محمدٌ بحاضرٍ . ليس : فعل ناقص مبني على الفتح . محمد : اسم ليس مرفوع .. بحاضر : الباء حرف جر زائد . حاضر : خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلاً ... فنلحظ هنا أن حرف الجر الزائد لم يؤثر على الإسناد العام للكلمة ( حاضر ) فهي ظلت خبرا للفعل قبلها , ولم يضر فيها الجر الظاهر , لأنه عارض . ومثله : فبما رحمة من الله . الباء حرف جر . ما : زائدة .. رحمة : اسم مجرور بالباء .. فنلحظ أن ( ما ) لم تؤثر في السياق الإعرابي للكلمة . وهذا معنى كونها زائدة عند النحويين . أما من حيث المعنى فلا شك أن لها معنى هاما جدا , والحرف الزائد غالبا يأتي لتوكيد اللفظ أو لتوكيد السياق . قال السيوطي : " وسئل بعضهم عن التأكيد بالحرف وما معناه , إذ إسقاطه لا يُخل بالمعنى ؟ فقال : هذا يعرفه أهلُ الطباع , يجدون من زيادة الحرف معنى لا يجدونه بإسقاطه .." [ الإتقان في علوم القرآن : 3/196 ] . السؤال الثاني : هل في القرآن الكريم حرف زائد ؟ لعل القارئ يلحظ أنني مثلت فيما سبق بآيات قرآنية , وقد يتحرج كثير من الدارسين بإطلاق لفظ زائد في القرآن , وشنوا حملة على النحويين بإطلاق لفظ زائد في إعرابهم للقرآن , وتفسيرهم , لأن القرآن في نظرهم مُنَزَّهٌ عن الزيادة والنقص , ولذلك لجئوا إلى التعبير بلفظ ( صِلَة ) لما هو زائد في الإعراب في القرآن الكريم . وهذا كلام صحيح في بعضه , فالزيادة بلا قيمة ولا معنى لا يمكن أن تكون في التنزيل , ولا يمكن أن يقول به مؤمن موحد فضلا عن عالم متمكن . ولكن القائلين بهذا القول جهلوا معنى الزيادة التي أرادها النحويون في كلامهم , فالزيادة كما أسلفنا إنما هي زيادة إعراب وإسناد لا زيادة معنى , فالحرف في كتاب الله تعالى لا يمكن أن يأتي إلا وله معنى , ولكن تركيب الجملة في كلام العرب مكونة من مسند ومسند إليه كالمبتدأ والخبر , والفعل والفاعل , ويسمى الواحد منها ( عمدة ) لأنه ركن أساسي في الجملة , وما كان خارجا عن هذين الركنين فهو يسمى ( فضلة ) , كالمفاعيل , والحال والتمييز والاستثناء والنعت والبدل , والجار والمجرور وغيرها , ولا يعني أن تسميتها بالفضلة ألا يكون لها معنى أو قيمة ! كلا , بل المراد أنها خارجة عن ركني الإسناد . فكذلك الحرف الزائد , هو زائد من جهة الإعراب , وليس زائدا من جهة المعنى . فمثلا : إذا قلت : ما جاء أحد . هذا نفي صريح . ولو قلت : ما جاء مِنْ أحد , فهذا أصرح وأبلغ في النفي , والنحاة يقولون بأن ( مِنْ ) هنا زائدة . وكذلك تقول : ما زيدٌ حاضرٌ ,, جملة تامة , وتقول : ما زيدٌ بحاضرٍ , فتزيد الباء إمعانا في تأكيد النفي . إذن , فالخلاصة : أن الزيادة في القرآن عند النحويين لا تعني الحشو في الكلام , وإنما تعني الزيادة الإعرابية فقط . فائدة سريعة : في لهجة أهل نجد العامية يقولون : فلان مهب حاضر , والله منب مسافر اليوم .. والمتأمل لهذا التعبير يجد أنه كلام فصيح جدا , ولكن دخل عليه بعض الاختصار , وأصل العبارتين : فلان ما هو بحاضر , والله ما أنا بمسافر . والباء تزاد بعد ( ما ) النافية كثيرا , فجمع العامة ثلاثة كلمات وجعلوها كلمة واحدة ( حرف النفي ما , والضمير , والباء الداخلة على الخبر ) . |
اقتباس:
* شيخنا .. قلت أن الأصل في الاسم عدم الزيادة , وأنها وردت بشكل يسير جدا فهل قول الله تعالى : " .. اسكن أنت وزوجك الجنة " من هذه الأمثلة ؟ فالضمير المنفصل أنت توكيد للضمير المستتر أنت تعليقك شيخي *** أعجبتني ( منب / مهب ) وهذا التأصيل لها أذكر مرة في سنين خلت , نزور المراكز الصيفية , فقط في الحفل الختامي وكانوا يكرمونا ويجلسونا في الصف الأول .. تأليف قلوب :d أحدى فقرات الحفل كانت مشهدا على المسرح بالفصحى يتخلله بعض الكلمات العامية ( الخاطمة ) وكنا نضحك بشكل هستيري بعد المشهد , خرج شاب يعلق عليه , ويخبرنا أن الكلمات التي ظننا أنها دخيلة , كانت من صميم الفصحى ! أبا سليمان ليتك تجمع شيئا منها , وتجعله في فريدة مستقلة أظنها وسيلة ناجحة لردم الهوة بين الفصحى والعامية . أبا سليمان .. دوك (f) أظن دوك .. هي اسم الفعل ( دونك ) بمعنى خذ * |
فرائد أستفدنا منها كثيراً .. تبارك الرحمن ، جهد تشكر عليه .. بارك الله فيك |
جزاااكـ الله خيييييييير .. وباركـ فيكــ ... |
اقتباس:
مرحبا بك أخي الكريم معاني ,,, أشكرك لمرورك وتعليقاتك الجميلة بالنسبة للضمير المنفصل في قوله تعالى : " اسكن أنت وزوجك الجنة .. " فهو توكيد لفظي للضمير المستتر في الفعل : اسكن , لا محل له من الإعراب , ولكن ليس معناه أنه زائد , لأن الجملة محتاجة إليه معنى وإعراباً , فالعطف على الضمير المتصل يجب أن يكون بعد ضمير منفصل كما قال ابن مالك : وإن على ضمير رفع متصل ,,, عطفت فافْصِلْ بالضمير المنفصل والضمير المستتر من قبيل المتصل .. أما بالنسبة لموضوع العامي والفصيح فلعل الزمن يجود بشيء من ذلك إن شاء الله , ولدي كلمات كثيرة من هذا القبيل , لعل الله أن ييسر جمعها وظهورها ... اقتباس:
شكرا جزيلا على الإطلالة .... اقتباس:
|
الفريدة الحادية عشرة : مع الضمائر : 1. ضمائر المتكلم إما للإفراد نحو : ( أنا , إيايَ , التاء في قمتُ ) , وإما للجمع نحو : ( نحن , إيانا , نا قمنا ) , ويعبَّر عن المثنى بضمير الجمع كما قال إبراهيم وإسماعيل : " {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (128) سورة البقرة , وهذا يدل على أن الاثنين جمع , كما هو رأي كثير من أهل العربية والشريعة , حيث قرروا أن أقل الجمع اثنان ... 2. في ضمائر المتكلم لا فرق بين المذكر والمؤنث , فالاستخدام واحد ( أنا , نحن , إياي , إيانا , قمتُ , قمْنا ) كلها صالحة للمذكر والمؤنث , وكأن اللغة توحي بأنه لا فرق بين جنس المتحدثين , وإنما الفرق في الحديث نفسِه . 3. ضمائر الرفع المنفصلة ( أنا , أنت , هو ) غالباً ما يكون إعرابها أحد خمسة أشياء : · مبتدأ : أنا حاضر , أنتَ كريم , هو نائمٌ . · خبراً : الكاتبُ أنا , الكريمُ أنتَ , الشجاع هو . · فاعلاً ( ولا يكون إلا مستتراً ) نحو : زيدٌ يكرم أضيافه , الفاعل في ( يكرم ) ضمير مستتر تقديره ( هو ) ( إلا إن وقع الضمير بعد حصر فإنه يكون بارزاً ) نحو : إنما أكرمَك أنا , ما قام إلا أنتَ , فالضمير ( أنا , أنت ) في المثالين السابقين : فاعل مرفوع . · نائب فاعل : الكلام فيه كالكلام في الفاعل : ما أُكْرِمَ إلا أنا . · بدل من ضمير سابق , كقول : لا إله إلا هو , فالضمير المنفصل ( هو ) بدل من الضمير المستكنّ في الخبر , كما هو مشهور في إعراب كلمة التوحيد . |
بارك الله فيك أخي ..
هل قوله تعالى ( فقد صغت قلوبكما ) داخل في قاعدة جوازجمع الأثنين في ( قلوبكما )بدلا من قول ( فقد أصغى قلباكما ) أرجو الإفادة بارك الله فيك |
اقتباس:
سؤال جميل أخي الكريم ولكن هذه الآية داخلة ضمن قاعدة أخرى , وهي أنه إذا أضيف اثنان إلى اثنين , فإما أن يحصل لبس وإما ألا يحصل . فإن حصل لبس وجبت التثنية في الاثنين ( المضاف والمضاف إليه ) نحو : قرأتُ كتابي ابن تيمية وابن القيم ,, فعندنا المضاف ( كتابي ) مثنى , والمضاف إليه ( ابن تيمية وابن القيم ) مثنى أيضا , وحينئذ يجب تثنية المضاف حين أريد التثنية , لأنك لو قلت : قرأتُ كُتُب ابن تيمية وابن القيم , فيُعلم هنا أنه قرأ جميع الكتب وليس اثنين فقط . أما إن زال اللبس فإنه يجوز أن يُجمع المضاف والمراد به المثنى كما قال تعالى : " فقد صغت قلوبكما " فقد أضيف اثنان وهما القلبان , إلى اثنين , وهو الضمير ( كما ) ومن المعلوم أن الإنسان له قلب واحد , والمخاطب اثنان , وحيئنذ جاز جمع المثنى ( المضاف ) لعدم وجود اللبس . ومثله في الحديث : " إذا أويتما إلى مضاجعكما " " فذبباه بأسيافهما .. " ونحو ذلك .. والله أعلم . |
بارك الله فيك ونفع بعلمك .. فائدة عظيمة ولي عودة قريبة بعد غيبة لن تطول إن شاء الله.. دعواتكم لي بالسلامة
|
الفريدة الثانية عشرة : لا يُجمَعُ جمعَ المذكر السالم إلا المفردُ المذكرُ العاقل : اختص جمع المذكر السالم بأنه لا يكون إلا للمذكر العاقل فقط , وأما المذكر غير العاقل أو المؤنث العاقل فإنه لا يجوز جمعه جمع مذكر سالم فلا تقول : الهندون جمعا لهند , ولا تقول : الجَمَلُون جَمعاً لجَمَل . فالأسماء المؤنثة عاقلة كانت أم غير عاقلة , والأسماء المذَكّرة غير العاقلة كلها تُجْمَع جمع مؤنث سالم , فالْجَمَلُ يقال في جمعه : " جِمال , وجِمالات , وفي القراءة السبعية : " كأنه جِمالاتٌ صُفْر " . قد يسأل سائل عن قوله تعالى :{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (4) سورة يوسف. فيقول : كيف جُمعت الشمس والقمر والنجوم جمع مذكر سالم فقال ( ساجدين ) : الجواب : أنها نزلت منزلة العاقل المذكر لما وصفها بصفة العقلاء وهي السجود ولهذا قال ( رأيتهم ) ولم يقل : رأيتها [ انظر : : الكشاف للزمخشري : 2 / 444 ] |
جزاكم الله خيرا
|
الفريدة الثالثة عشرة : ( ما ) الحجازية : هي حرف نفي , يدخل على المبتدأ والخبر فتعمل فيهما عمل ( كان وأخواتها ) أي , أي أنها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر فتقول : ما محمدٌ حاضراً . وسميت ( ما ) الحجازية , نسبة للهجة أهل الحجاز , حيث يُعمِلونها هذا العمل . وتقابلها ( ما ) التميمية , وهي نفس الحرف , ولكن التميميين يهملونها , فليس لها عمل عندهم , فيقولون : ما محمدٌ حاضرٌ . وقد وردت ( ما ) الحجازية في القرآن الكريم في موضِعَين صريحين , وموضعٍ ثالث مختلف فيه . والموضِعان المتفق عليهما هما : 1. قال تعالى : { مَا هَذَا بَشَرًا } (31) سورة يوسف . فكلمة ( هذا ) اسم ( ما ) في محل رفع , وكلمة ( بشرا ) خبر ( ما ) منصوب . 2. قال تعالى : { مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ } (2) سورة المجادلة , فكلمة ( هنّ ) ضمير في محل رفع اسم ( ما ) وكلمة ( أمهاتِ ) خبر ( ما ) منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم . وأما الموضع المختلف فيه فهو قوله تعالى : {فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (47) سورة الحاقة فقال بعضهم : إن كلمة ( حاجزين ) خبر ( ما ) منصوب , واسمها كلمة ( أحد ) المجرور بحرف جر زائد . وقال آخرون : إن ( حاجزين ) حال منصوب وليس خبر , فتكون ( ما ) مهملة هنا . ولعل الأول أرجح لأن تمام المعنى لا يكون إلا بكلمة ( حاجزين ) فيكون هو الخبر . وأكثر استعمال ( ما ) أن يكون خبرها مجرورا بحرف الجر الزائد ( الباء ) نحو : ما محمد بحاضر , لأن الباء هنا دخلت لتأكيد النفي . ومنه قوله تعالى : " وما ربك بغافل " " وما ربك بظلام للعبيد " " وما أنت عليهم بوكيل " " وما أنا عليكم بحفيظ " " وما أنت بتابعٍ قبلتهم " .. والآيات كثيرة . |
الفريدة الخامسة عشرة : الخير والشر . كلمتان يكثر تداولهما في الكلام , ولهما استعمالان : الاستعمال الأول : أن يكونا ( أفعل تفضيل ) بمعنى أن يراد بهما تفضيل شيء على آخر , فيقال مثلا : محمد صلى الله عليه وسلم خير من موسى , أو محمد خير الأنبياء , أو يقال : فلان شرٌّ من فلان .. وهي بهذا الاستعمال تكون ( وصفاً ) , أي يعطي معنى يكون صفة لغيره . قال تعالى : {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } (106) سورة البقرة وقوله سبحانه : {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } (89) سورة النمل وقوله سبحانه : {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ } (60) سورة المائدة وقوله تعالى : {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (34) سورة الفرقان وأصلهما : أخْيَرُ وأَشَرَ , ولكن لكثرة استعمالهما حُذِفت الهمزة وتحرك الحرف الذي بعدها بالفتح وهو الخاء في ( خير ) والشين في ( شرّ ) , والدليل على ذلك قول الراجز : بلالُ خيرُ الناس وابن الأخْيَرِ وفي عامية نجد نجد استعمال الأصل , فيقولون : فلان أخِير من فلان , بكسر الراء مع إمالتها . الاستعمال الثاني : أن تُستعمل اسماً له معنى خاصا , ويكون ( الخير ) معنى عاما دالا على كل ما فيه صلاح ونفع . والشر : اسم جامع لكل معنى سيء . وهذا الاستعمال يرد كثيرا أيضا , ومنه الآيات التالية : { بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (26) سورة آل عمران {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ } (104) سورة آل عمران {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} (149) سورة النساء {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (11) سورة يونس {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} (11) سورة الإسراء {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ } (51) سورة فصلت وقد يستعمل الخير بمعنى المال , فيقال : فلان عنده خير كثير أي مال كثير , ومنه قوله تعالى : {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} (21) سورة المعارج {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (8) سورة العاديات وقد تطلق كلمة الخير على الخيل خاصة : {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (32) سورة ص , فالخير هنا هي الخيل على قول كثير من المفسرين , وفي السنة المطهرة : " الخيل معقود بنواصيها الخير " . ويُجمع الخير على : الخيرات , ويراد بها الحسنات والثواب , كما قال تعالى : {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ } (148) سورة البقرة , أي الطاعات والحسنات . { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ } (73) سورة الأنبياء {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (88) سورة التوبة , أي لهم الطيبات من الجنات .. وقد يُطلق ( الخيرات ) على نساء الجنة , كما قال تعالى : {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ , فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ , حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} سورة الرحمن . والله تعالى أعلم . |
شكرا أختي الكريمة شهر زاد على الإضافة القيمة ونعم صدقتِ في حديثك عن الشر , وأنه قد يدخل تحت ثناياه كثير من الخير الذي لا نعلمه , والله تعالى يقول : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم , والله يعلم وأنتم لا تعلمون " وكما قال بعض أهل العلم : لم يخلق الله تعالى شرا محضا , إذ لولا الشر لما عرف فضل الخير وقيمته , وكما قال علي بن جبلة العكوك : والضّد يُظهر حسنَه الضدُّ وكا قال المتنبي : وبضدها تتميز الأشياء وأنا كان حديثي منصبا على المعنى اللغوي والنحوي للكلمتين , دون الدخول في تفاصيل المعنى الدلالي الموسع من حقيقة أو مجاز فشكرا للإضافة القيمة , بورك فيك . |
ما شاء الله تبارك الله
موضوع مميز وراقي جدا |
اقتباس:
حضورك شرف |
كلام جميل ورائع استاذي المبجل دعني اتطفل عليك .. فقد انقدح في ذهي شي وانا قراء تحليلكم اللغوي ...؟؟ سؤال في ذهني .....لماذا خص الرب المال ( وانه لحب الخير لشديد ) والخيل ( احببت حب الخير ) والطاعه ( فاستقبوا الخيرات ) بالخير ... رغم ان الخير اسم جامع لكل خير ... لماذا هذه الثلاثة بالذات ..؟؟ اعتقد انها سبب قوة الامم والافراد في الدنيا ....؟؟؟ المال الدين القوه العسكريه المال خير لانك تصون وجهك عن ذل المسأله وهو يرمز للقوه الاقتصاديه وكما قال الاول ( استغن عمن شئت تكن نظيره .. واقبل احسان من شئت تكون اسيره واحسن الى من شئت تكن اميره ) اورد هذه المقاله ابن تيميه في بدايه الفتاوي والخيل خير لانها تدافع عن الانسان غوائل الدهر وشرور المفسدين وهي ترمز للقوة العسكريه وربما كان الانسان غنيا ذليلا فاذا اجتمع للانسان القوه الاقتصاديه والعسكريه عاش في دنيا الناس عزيزا والطاعه خير لانها المنهج الحياتي الذي تقوم عليه الامه وهي ترمز للقوه العقائديه وربما كان الانسان غنيا قويا لكن بدون دين وعقائده فينهار كما حدث للاتحاد السوفيتي |
اقتباس:
|
كيف لهذه الخزنة اللغوية تترك لتتدحرج حق لها التثبيت بدل أن نلاحقها بين الفينة والأخرى وأشكرك أستاذ / علي على الجهود الجبارة والموضوع الثري الذي يثري معلوماتنا اللغوية وعندي لك أقتراح كان تذيلك في أحد الردود عن معنى زوج جميل جداً لوكان في كل رد معلومة تذيلها أرى ان تعليمها سلس بهذه الطريقة مجرد أقتراح وشكراً لك |
كبير المحايدين كنز فريد من نوعه لا يقدر بثمن ..
أرجو الله لك دوام التوفيق .. |
أستطلاع رقم 19
|
الفريدة السادسة عشرة : مسائل في العطف . الكلمة ثلاثة أنواع : اسم , وفعل , وحرف . يجوز عطف الاسم على الاسم نحو : " صحف إبراهيم وموسى " . ويجوز عطف الفعل على الفعل نحو : " وأنه هو أضحكَ وأبكى " " والله يقبض ويبسط " ويجوز عطف الجملة على الجملة نحو : " إذا رجت الأرض رجّاً , وبُست الجبال بسّاً " فجملة ( بُست الجبال بَسّا ) معطوفة على جملة ( رجت الأرض رجّاً ) ويجوز عطف الاسم على الفعل , وعطف الفعل على الاسم , بشرط أن يكون الاسم مشتقاً من الفعل كأن يكون اسم فاعلٍ أو اسمَ مفعول . ومن أمثلة عطف الاسم على الفعل قوله تعالى : " {إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (95) سورة الأنعام فكلمة ( مُخرج ) اسم , وهي معطوفة على الفعل ( يُخرج ) , وجاز ذلك , لأن الاسم مشتق من الفعل , وهو اسم الفاعل ( مُخْرِج ) . وكقول الراجز : يا رُبَّ بيضاء من العواهجِ أمَّ صبيٍّ قد حَبا أو دارجِ فكلمة ( دارج ) اسم فاعل معطوفة على الفعل الماضي ( حَبا ) . ومن أمثلة عطف الفعل على الاسم قوله تعالى : {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا } (96) سورة الأنعام . فعَطف الفعل الماضي ( جعلَ ) على اسم الفاعل ( فالق ) . وقوله تعالى : {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (18) سورة الحديد فالفعل ( وأقرضوا ) معطوف على الاسم ( المصدّقين ) . أما عطف الحرف على الحرف فلا يصح , لأن الحرف لا يستقل بذاته , وبهذا نعلم أن قول بعض الناس : " لم ولن يكون " أسلوب حادث غير فصيح , وفيه ركاكة ظاهرة . والله أعلم . |
الأخوان الكريمان : مومطرس بندر شكرا لكما كثيرا ,, ونفتقد إطلالتكما .. |
اقتباس:
* أبا سليمان .. قولهم : لم ولن أفعل .. أليسَ من بابِ عطفِ الجملةِ على الجملةِ ؟ والتقديرُ لم أفعلْ ولن أفعلَ , فحُذِف الأول لدلالةِ الثاني عليه .. ثم إنهم قالوا : إنه حذف مُستهجن ! تُرى أين موطنُ الاستهجانِ هنا ؟! فلِمَ لا يكون من الإيجاز ؟! بورك فيك وفي علمك . * |
اقتباس:
.. شكرا ع الموضوع |
اقتباس:
سؤال جميل أخي معاني ,, وكلامك صحيح , هو سيكون من باب عطف الجمل على الجمل , وليس من باب عطف الحرف على الحرف , وإنما جعلوه سقيما لعدم سماعه عن العرب بهذه الطريقة أولا , ولأن تتابع حرفين يؤديان معنى متقاربا عيّ وحَصر في التعبير , فالحرف غير قائم بنفسه , بل لا بد له من اسم أو فعل , وحذف أحدهما بناء على مفهوم السياق يجعل الحرف خليا من الكلمة التي تنهض به في اللفظ .. ومع ذلك فلستُ أمنعه , وإنما أرى أنه ضعيف , وهو اجتهاد مني هنا , وإن أتيت بتعليل جيد قوي تغير قناعتي سأكون لك من الشاكرين ... تحياتي أخي الفاضل . |
اقتباس:
أرجو تصفية الحسابات بعيدا عن المواضيع الجادة وشكرا أختي الفاضلة .. |
يعطيك الف عافيه
اختيار اكثر من راائع ودي لروحك. |
الساعة الآن +4: 05:34 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.