بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مقالات مهمة لمجدد دعوة التوحيد الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان(تحديث مستمر): (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=32372)

مهتم 15-01-2004 03:11 PM

مقالات مهمة لمجدد دعوة التوحيد الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان(تحديث مستمر):
 
مقالات وروابط مهمة لمجدد دعوة التوحيد الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله (تحديث مستمر):

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
نظرا لكثرة مقالات الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله مؤخرا في الصحف ، ولبطء التحديث في موقع الشيخ فقمت مستعيناً بالله عزجل على جمع بعض مقالاته في المنتديات ومواقع الصحف ، وسأحاول جاهدا الى اضافة العديد من المقالات السابقة ، وأسعد بمشاركات الاخوة من اضافة روابط اخرى ،، علما اني اعتمدت المواضيع التي تنشر في الصحف من الشيخ اما ماعداه من النقل عن طريق الرواية او السماع فلم انشره لانه لم يتحقق منه..اسأل الله العلي القدير ان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وان يصلح قولبنا واعمالنا وان يوفق ويصلح ولاة امرنا لما يحبه ويرضاه واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين..



الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى : سيظهر الإسلام وتموت المبادئ الهدامة

الشيخ العلامة صالح الفوزان : الولاء والبراء ليسا اجتهاداً (ردا على الغنامي) في الوثن:


الشيخ / صالح الفوزان حفظه الله : تفجير الافكارسبب تفجير الديار؟

الشيخ صالح الفوزان يلقم ابو السمح حجرا !!

الشيخ الفوزان يتحدى ( أبو السمح ) مرة أخرى ويلقمه حجرا

الشيخ صالح الفوزان : ردا على الوزير:لم يكن حذف باب الولاء والبراء من المناهج بموافقة العلماء كلهم

عضو هيئة كبار العلماء الفوزان موضحاً الخلط في مسائل التكفير

محاضرة بعنوان: «الجهاد ضوابط وشروط.. د.صالح الفوزان

فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في الواجهة ومع المواجهةالحق يؤخذ من علماء المملكة وغيرهم..تجوزُ الهدنة والصلح مع اليهود والكفار حسب المصلحةلا تجوز قيادة المرأة للسيارة وسماع الموسيقى والعمل في البنوك الربويةالعناية بالآثار وزيارتها من وسائل الشرك - لا للسفر إلى مدائن صالح

العلامة الفوزان بمناسبة الأحداث الأخيرة : ماذا ابقى المنافقون من أسباب النجاة ؟!

الشيخ صالح الفوزان:يجب حفظ اللسان ولا نقول إن المخربين مغرر بهم

بل يوجد بلد إسلام وبلد كفر رد الشيخ / صالح الفوزان على الشيخ / أحمد بن باز

الشيخ الفوزان: الذين يقومون بأعمال التفجير خارجون على حكم الإسلام

مهم خطبتي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :أمر بالاجتماع والائتلاف ونهى عن التفرق والاختلاف

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان السبب الرئيسي لتفرق الشباب يرجع إلى الأخذ من غيرعلمائنا

عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان:الرقية ليست لابتزاز الناس والضحك عليهم

الشيخ الفوزان في محاضرة «مسؤولية العلماء والدعاة»:

.د. الفوزان: لا يجوز التصرف في كتب الأئمة كالإمام محمد بن عبدالوهاب بالتغيير والحذف

الشيخ الفوزان والولاء والبراء

الشيخ الفوزان يجيب على تساؤلات مهمة:

فتوى الشيخ صالح حفظه الله في تغيير المناهج

لعلي وفقت في ذلك ...ومازلت ابحث عن مقالات اخرى....

حفظ الله الشيخ صالح بن فوزان الفوزان من كل سوء ومكروه ونفع به الامة ..امين.

موقع الشيخ العلامة صالح بن فوزان بن عبدالله بن فوزان حفظه الله تعالى

مهتم 18-01-2004 11:45 AM

الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى :: يفضح المنافقين(بني علمان)من جديد في مقال جديد (لايفوتك)الآن:: بعنوان :::الآن حصحص الحق وظهرت براءة مناهجنا التعليمية مما اتهمت به::

مهتم 21-01-2004 11:59 AM

كلمة سماحة شيخنا / عبدالعزيزبن عبدالله ال الشيخ حفظه الله تعالى عن ماحصل في منتدى جدة من اختلاط ...

* تم تحريرها هنا للفائدة ولانه موضوع مهم يتناسب مع مقالات الشيخ صالح الفوزان ..حفظه الله تعالى.
===========================
نقلا من
موقع الحسبة
============================ نص الكلمة:

في كلمة شديدة اللهجة .. المفتي يدعو دعاة التغريب إلى التوبة .. ويحث الجميع على الاحتساب

الحسبة : وجه المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء كلمة هذا المساء أذاعها التلفزيون والإذاعة الرسميين ، وجاء في هذه الكلمة الحث على التزام أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتلقيها بالقبول والخضوع والتسليم ، وأعقب ذلك باستنكار ما حدث في منتدى جدة الاقتصادي من تبرج محرم واختلاط ماجن .
وأوصى سماحته عموم الأمة بالاحتساب على هذا المنكر كل حسب استطاعته وسلطته ، كما دعى القائمين على هذا المنتدى للتوبة والإنابة ومثلهم أهل الصحافة الذين خاضوا في هذا الموضوع .
ولقد آلم سماحته أن تخرج هذه التصرفات في بلاد الحرمين التي يعلن قادتها تمسكهم بشريعة الإسلام وعملهم بها وهم ولايزالون كذلك .
والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كيلينتون - ذو الفضيحة الأخلاقية الشهيرة -قد تعرض للرسول الكريم في معرض حديث له في المنتدى الاقتصادي بجدة .
وكنا نتمنى لو طالب المفتي بمحاسبة كل من تسبب في هذه الحادثة وعلى رأسهم أمير منطقة مكة المكرمة الراعي لهذه التظاهرة العامة التي أطلق من خلالها هؤلاء دعوتهم لتغريب المرأة المؤمنة ونقلتها الصحافة الصادرة من هناك .
نص الكلمة وفقا لوكالة الأنباء السعودية - بعد التنسيق وتصحيح الآيات :

الرياض 28 ذو القعدة 1424ه الموافق 20 يناير 2004م واس
وجه سماحة مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الكلمة التالي نصها ..
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين أما بعد :
فإن الواجب على جميع الثقلين التزام شرع رب العالمين وتحقيق العبادة له وحده لا شريك له ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ويجب على الجميع التسليم لحكم الله ورسوله والاستسلام له ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ويقول سبحانه محذرا من مخالفة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) 0

وقد تابعنا في الأيام الماضية ما جرى في منتدى جدة الاقتصادي من أمور توجب علينا الإنكار والبيان وتوجب على الناس السمع والطاعة لشرع الله والخضوع له ومما تابعناه في هذا المنتدى اختلاط الرجال بالنساء وخروجهن غير ملتزمات بالحجاب الشرعي الذي أمرهن به الله وهذا محرم بالإجماع مع ما نشرته الصحف من صورهن على هذه الحالة السيئة المخالفة للشريعة وما نشر في بعض الصحف من أن هذه بداية لتحرير المرأة السعودية وكأنها كانت مقيدة بالشرع ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا يقولن قائل إن هذا تعنت وتشدد وأنه ينبغي أن نعطي المرأة الثقة أو الحرية أو نحو ذلك 0 فهذا كلام باطل بل الواجب إتباع الشرع بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والتسليم والانقياد وأن نعلم أن الخير والصلاح في متابعة الشريعة 0

وأمر الاختلاط بين الرجال والنساء محرم ظاهر التحريم يقول الله عز وجل في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم أعف نساء العالمين وأزكاهن ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضي الله عن الجميع أوجب الله أن يكون الخطاب بينهن من وراء حجاب يحجز بين المرأة والرجل وهذا ظاهر في تحريم الاختلاط ووجوب حجاب المرأة وتحريم سفورها.
ومن الأدلة حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم ) . أخرجه البخاري.

وهذا ظاهر في لعن المرأة التي تتشبه بالرجال في هيئتها ولبسها ورفع صوتها ونحوه فكيف بمن تغشى مجالسهم وتخالطهم وتخاطبهم سافرة حاسرة.
فالواجب على الجميع إنكار هذا المنكر كل على قدر استطاعته وسلطته يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) . متفق عليه.

وإني أوصي القائمين على هذا المنتدى بتقوى الله عز وجل والخوف من سخطه وعقابه لمن خالف أمره وحاد عن طريق الهدى والرشاد وكان سببا في فتح أبواب الشر على أهل الإسلام.

كما أنبه كل من زلت قدمه من أهل الصحافة في هذا المرتع الوخيم أن يرجع إلى ربه ويتوب ويظهر ذلك في الصحف ويبين خطورة هذا الأمر إبراء لذمته وخروجا من العهدة.
كما أوصي عموم المسلمين بالحذر واليقظة وعدم الانسياق وراء هذه الدعايات الهدامة للدين والأخلاق والفضائل.

وإني إذ أنكر هذا الأمر أشد الإنكار وأبين حرمته وأحذر من عواقبه الوخيمة ليزداد ألمي من صدور مثل هذا التصرف المشين في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية التي دأب ولاة الأمر فيها على القيام بالشرع لا يخافون لومة لائم وعلى حمل الرعية على ذلك وهم ولله الحمد لا يزالون يسيرون في هذا الطريق المستقيم وقد بين هذا جلالة الملك المعظم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المؤسس والموحد لإرجاء هذه الدولة المباركة حيث كان فيما قاله في بيان له عام 1356هـ ( أقبح ما هنالك من الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ) أ . ه كلامه رحمه الله.

والمقصود أن الاختلاط أمر محرم شرعا ظاهر المفسدة يقول ابن القيم رحمه الله : ( ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المنصلة ).
سلك الله بنا جميعا سبيل مرضاته وجنبنا سبل سخطه وعقابه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين. //انتهى// .

حفظ الله علماؤنا من كل سوء ومكروه ونفع بهم ووفقهم لما يحبه ويرضاه ، كما نسأل الله العلي القدير ان يصلح قادة هذه البلاد ويهديهم الى سبيل الرشاد..آمين

مهتم 25-01-2004 11:56 AM

العلامة الشيخ صالح بن الفوزان حفظه الله : ما جرى في المنتدى النسائي في جدة منكر ظاهر:
 
العلامة الشيخ صالح بن الفوزان حفظه الله : ما جرى في المنتدى النسائي في جدة منكر ظاهر:


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهديه وتمسك بسنته من ذكر أو أنثى.
أما بعد، فإن ما جرى في منتدى جدة النسائي قبل أيام من عدم التزام بعض النساء بالآداب الشرعية وبروزهن سافرات مختلطات بالرجال أمام كاميرات التصوير يشاهدهن مَن حضر ومَن غاب على مقربة من بيت الله وحرمه في مجتمع مسلم لَهُوَ منكر ظاهر يستنكره كل مسلم على وجه الأرض، خصوصاً أنه أول مظهر سيئ يظهر على الملأ في هذه البلاد الطاهرة، وبين هذا المجتمع المسلم الذي هو قدوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. والله كرَّم المرأة المسلمة بالإسلام والعفاف والتقوى، فليست هي كالمرأة الكافرة التي ضاعت وضيَّعت نفسها بالتبذل والسفور، فلا هي المرأة الباقية على مكانتها وخصائصها الاجتماعية، ولا هي الرجل الذي خصَّه الله بالرجولة، فهي جنس ضائع، ولكن ليس بعد الكفر ذنب. وإنما اللوم على المسلمة التي تخرج على آداب دينها وأخلاق مجتمعها بمظهر الكافرة السافرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إنما حصل من تلك النسوة بادرة سيئة نرجو ألا تتكرر، ونرجو من ولاة الأمور عامة وولاة تلك النسوة خاصة منع تلك الظاهرة ومعاقبة مَن لا تلتزم بأحكام دينها وتريد أن تجُرَّ مجتمعها الى ما لا تُحمد عقباه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

جريدة الجزيرة : محليات يوم الاحد 3/12/1424هـ

مهتم 26-01-2004 12:43 PM

موقع العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى ((( هــــــــــــــــــنــــــــــــا ))) وسبق ان ذكرته في المشاركة اولى من هذا الموضوع حيث كلها روابط للمقالات والموقع..

مهتم 07-02-2004 01:24 PM

في مضامين كلمة ولي العهد حفظه الله:
 
صالح بن فوزان الفوزان*:::في مضامين كلمة ولي العهد حفظه الله:




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وأصحابه ومن اتبع سنته ووالاه.
وبعد: فقد استمعت وقرأت كما استمع وقرأ غيري كلمة سمو ولي العهد الأمير:عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التي ألقاها سموه في وسائل الاعلام ونشرتها الصحف والمجلات وهي بمنزلة منهج يسير عليه الحوار الوطني الذي أقيم ويقام في المملكة العربية السعودية والذي يكون الغرض منه إتاحة الفرصة لإبداء الآراء في حل المشكلات التي تعترض سير البلاد نحو الأصلح والمفيد وإيصال كلمة الحق إلى المخالف بطريقة مقنعة حكيمة على حد قوله تعالى: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) وكان من ضمن كلمته حفظه الله:ألا تمس العقيدة باسم حرية الرأي وأن الغلو كما يكون في الزيادة في الدين يكون في التساهل والتفريط فيه والتمرد على أحكامه .. وهما نقطتان مهمتان تعنيان أنه لا مساومة على عقيدة التوحيد وأحكامها بل تبقى كما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار عليها خلفاؤه الراشدون وصحابته الأكرمون والقرون المفضلة والأئمة الأربعة وأتباعهم من أهل السنة والجماعة من التمسك بالعقيدة كما جاءت في الكتاب والسنة بأقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية.. وتوحيد الأسماء والصفات.. وما يتبع ذلك من محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم والاقتداء بهم والثناء عليهم كما أثنى الله عليهم ورضي عنهم وأمر باتباعهم حيث قال جل وعلا : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنار خالدين يها أبداً ذلك الفوز العظيم) وما يتبع هذه العقيدة من موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله عملاً بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق).إن هذه العقيدة قد جرى عليها وعلى أهلها من الامتحان ما جرى ويجري في مختلف العصور كما هو واقع ومشاهد الآن من خصومها ولكن قد قيض الله الأئمة المصلحين والمجددين يذبون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين..من أمثال الأئمة الأربعة.
وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه والإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب..وقيض لها من السلاطين والملوك من قام إلى جانب هؤلاء العلماء المجددين المصلحين بالحماية لدعوتهم والجهاد في سبيلها من أمثال الأئمة والملوك من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والذين لا يزالون, والحمد لله, يناصرون الحق ويقمعون الباطل فمكن الله لهم في الأرض كما قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم) وقال تعالى : (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز, الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) إن كلمة سمو ولي العهد - جفظه الله - بعثت الثقة في نفوس المؤمنين وطمأنتهم أن هذه الدولة بمشيئة الله ستحافظ على عقيدة التوحيد في مناهج الدراسة وفي جميع المجالات ولا تلتفت إلى أهواء المغرضين والمعرضين عن الحق الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر كأسلافهم من المنافقين. وصدق سمو ولي العهد - حفظه الله - حينما قال إن الغلو كما يكون في الزيادة في الدين يكون في التساهل فيه, فالتسامح في الدين إنما يكون بالعمل بالرخص الشرعية وقت الحاجة إليها وفي حدود الحاجة وليس معناه التحلل من أحكام الدين والتمرد على الشريعة وترك الواجبات وارتكاب المحظورات باسم التيسير وترك التزمت كما يقولون.
أما العقيدة فلا مجال للتلاعب بها باسم حرية الرأي كما قال حفظه الله لأن العقيدة توقيفية لا مجال للاجتهاد فيها لأنها مبنية على الكتاب والسنة,فما لم يرد في الكتاب والسنة من الآراء والاجتهادات فهو مردود ومرفوض وصاحبه مخطىء ضال ولهذا رد الائمة قديماً وحديثاً على أصحاب العقائد الباطلة والأفكار المنحرفة وبينوا العقيدة الصحيحة المأحوذة من الكتاب والسنة لا من الآراء والأفكار وهذا من حفظ الله لهذا الدين كما قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى) ولما أخبر صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة قال: (كلها في النار إلا واحدة قيل: من هي يا رسول الله قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) إذاً العقيدة الصحيحة هي عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلا مجال للآراء المختلفة والمخالفة لهذه العقيدة وهذه العقيدة - ولله الحمد - محفوظة ومدونة في كتب أهل السنة - وهي تدرس الآن في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا وتقوم عليها مناهجنا الدراسية ولا مجال لانتقادها والطعن فيها باسم حرية الرأي كما قال سمو ولي العهد حفظه الله (إن هذه الدولة السعودية المباركة قامت على العقيدة الصحيحة وإن من يريد اجتثاث هذه العقيدة إنما يريد اجتثاث الدولة) ولكن: (يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون) وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وعلى آله وأصحابه أجمعين.


(*)عضو هيئة كبار العلماء

جريدة الجزيرة : يوم الخميس 14/12/1424هـ هنا:

مهتم 08-02-2004 10:22 AM

تعقيبا على الغنامي:هناك فرق بين الدندنة حول الجنة والنجاة من النار وحول محبة الكفار:
 
الشيخ العلامة صالح الفوزان :تعقيبا على الغنامي:
هناك فرق بين الدندنة حول الجنة والنجاة من النار وحول محبة الكفار:

اطلعت على ما كتبه خالد الغنامي في "الوطن" العدد 1218 الجمعة 8 ذي الحجة تحت عنوان (حولها ندندن) تعقيبا على ما كتبه في رد الشبهة التي يتعلق بها من يحبون الكفار ويريدون أن تزال كل العبارات والكلمات التي تأمر ببغضهم استنادا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مناهجنا الدراسية إرضاء لهم، وهذه الشبهة هي الاستدلال بجواز تزوج المسلم من الكتابية وما يكون بين الزوجين من المودة حيث قلت إن هذه المحبة التي تكون بين الزوجين هي محبة طبيعية لا دينية فأراد الغنامي أن يستغل هذه العبارة في جواز محبة كل كافر محبة طبيعية، ونقول له: هذا قياس مع الفارق فليس كل كافر يتصف بالزوجية التي قست عليها، فهذه محبة إن وجدت فهي خاصة بالزوجة الكتابية التي أباح الله للمسلم الزواج بها بشرط أن تكون محصنة - أي عفيفة عن الزنا - ومعلوم ما للزوج من السلطة على زوجته وما له من التأثير عليها فربما يكون زواجه منها وسيلة إلى إسلامها بدعوتها إلى الإسلام ولا بد أن المسلم سيدعو زوجته الكتابية إلى الإسلام، وكثيرا ما أسلمت كتابيات بهذه الوسيلة، وأما قولك يا غنامي حولها ندندن فهذه العبارة مأخوذة من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: يا رسول الله إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ولكني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حولهما ندندن.
فالرسول صلى الله عليه وسلم يدندن حول الجنة والنجاة من النار وأنت تدندن على محبة الكفار وفرق بين الدندنتين، والله المستعان وقولك يا غنامي: إن النصوص تدل أن البراء يكون فقط ممن كفر وحارب وليس ممن كفر وسالم، ونقول لك هذا قيد جئت به من عندك فالله علق البراء على الكفر مطلقا قال الله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)، وقال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) فعلق بغضنا للكفار على مجرد كفرهم بالله ولو لم يحاربونا، وإنما أباح لنا في حق الذين لم يحاربونا أن نبرهم ونقسط إليهم من باب المكافأة على المعروف لا من باب المحبة لهم.
وقولك يا غنامي إن الخطوة المباركة التي قامت بها وزارة التعليم - وتعني بهذه الخطوة التي زعمت أنها مباركة وهي فاشلة والحمد لله - تعني بها حذف باب الولاء والبراء من المناهج الدراسية وحذف بعض عبارات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتحريف بعضها أن الذين قاموا بها من علماء السنة وأنت لم تذكر أسماءهم حتى تعرف مكانتهم من العلم ثم إن عملهم إذا خالف الكتاب والسنة فهو مردود ومرفوض ولو كانوا من أهل السنة، ثم هم ليسوا حكاما حتى تقول: (حكم الحاكم يرفع الخلاف)، والعلماء الذين لم يرضوا صنع هؤلاء ليسوا واحدا كما زعمت وإنما هم الأكثرية من علماء البلاد الذين تعتمد عليهم الدولة في المسائل العامة فهل كان هذا الحذف والتغيير بموافقة هيئة كبار العلماء، أم إنه تصرف من أفراد تحت جنح الظلام - والله المستعان - وقول الغنامي: "لو كان ظاهر النص أولى من معناه لكان ابن حزم صاحب الفهم الجامد - كذا قال والله حسيبه - أولى بالاتباع.
ونقول للغنامي إنه يجب التمسك بظاهر النص ما لم يرد دليل يصرفه عن ظاهره كما هو مقرر في علم الأصول - خلافا لمن يعتمدون على العقول - فهل ورد دليل على أن النهي عن محبة الكفار ليس على ظاهره حتى يصار إليه، وأيضا من كان معه الدليل فهو الذي على الحق سواء كان ابن حزم أو غيره ولا عبرة بمن خالفه كائنا من كان، حتى فيما هو أدنى من هذه المسألة الخطيرة وهي محبة الكفار وموالاتهم.
وقولك يا غنامي: يبدو لي أن الشيخ الفوزان لم يقرأ مقالي وإنما اكتفى بتلخيص الإخوان، أقول هذا اتهام لي بأنني أرد على شيء لم أقرأه ولم أتحقق منه، وهذا اتهام لي أقل أحواله أنه اتهام بالعجز وعدم القراءة - وكأنه يقول إن ردي في غير محله وإني ظلمته وقولته ما لم يقله وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين أو من الذين يقولون ما لا يعلمون - ومقاله عندي بنصه وفصه وقد قرأته وتأملته قبل أن أرد عليه وتركت كثيرا من المؤاخذات التي فيه رحمة بالقراء من التطويل واقتصارا على المهم منه وهذا ردي على مقالك الأخير (وإن عدتم عدنا) (والله مع الصابرين).
صالح فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء








جريدة الوطن يوم الاحد 17/12/1424هـ هنا

مهتم 08-02-2004 02:29 PM

ش. الفوزان :لا علاقة لضيق الزمان للرمي وضيق المكان حول الرمي بحوادث رمي الجمرات.
 
في مقال للشيخ الفوزان
ينبغي التقيُّد بالأعداد المقررة للحجاج من كل دولة ومنع التلاعب في التطبيق
لا علاقة لضيق الزمان للرمي وضيق المكان حول الرمي بحوادث رمي الجمرات.. فالمكان واسع والزمان ممتد

* الرياض - الجزيرة:
أكد فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء على ضرورة أن يرمي الحاج جمرات العقبة بسكينة ووقار كما يؤدي بقية المناسك، وأرجع فضيلته الحوادث التي تحدث عند رمي الجمرات إلى تصرفات الناس حال الرمي والذي - كما ذكر فضيلته - إحالة بعض الحجاج وكأنه حلبة مصارعة يظهرون فيها قوتهم ويجربون عضلاتهم في دفع إخوانهم والتغلب عليهم ليرمون الجمرة مهما كلفهم من ثمن.. حيث قال فضيلته في مقال بعثه للجزيرة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن رمي الجمرات منسك من مناسك الحج، يقوم به المسلمون اقتداء بالخليلين: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وذكراً لله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات لذكر الله عزَّ وجل).
وإن الواجب على الحجاج أن يرموا الجمرات كما يؤدون بقية المناسك بسكينة ووقار، لكن في السنين الأخيرة مع تزايد أعداد الحجاج بسبب سهولة الوصول إلى البيت بسبب وسائل النقل الحديثة: برية وبحرية وجوية، مما طوى المسافات البعيدة وبسبب ما يجده الحجاج من سهولة التحرك بين المشاعر بسبب التسهيلات التي أقامتها الدولة- وفقها الله- من شق الأنفاق وتعبيد الطرق الكثيرة وإقامة الجسور التي تربط بينها، وأعظم من ذلك كله توفر الأمن تحت ظل تحكيم الشريعة الإسلامية في هذه البلاد المباركة وإن هذه الأعداد الهائلة لا بد أن يترتب على تحركاتها بعض الصعوبات والسلبيات ومن ذلك ما يحصل حول رمي الجمرات من دعس بالأقدام ووفيات وجراحات من جراء ذلك، وقد كثرت الآراء حول التماس الحلول لتفادي تلك الحوادث، ومن تلك الآراء القول بأن ما يحدث راجع إلى ضيق الزمان للرمي وضيق المكان حول المرمى.. وأقول: ليس هذا هو السبب، فالمكان واسع والزمان ممتد، حيث إن رمي جمرة العقبة يوم العيد يبدأ من منتصف الليل ليلة العاشر ويمتد إلى آخر الليل ليلة الحادي عشر بما يزيد على أربع وعشرين ساعة، ورمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق يبدأ من زوال الشمس وقت الظهر ويمتد إلى آخر الليل من ليلة الثاني عشر والثالث عشر لمن لم يتعجل.. إذاً فما يحصل من الحوادث إنما هو بسبب تصرفات الناس حال الرمي، حيث شاهدنا الكثير منهم يدخل المرمى وكأنه حلبة مصارعة فيظهر قوته ويجرب عضلاته في دفع إخوانه والتغلب عليهم ليرمي الجمرة مهما كلفه الثمن، وتأتي جماعات متماسكة تشكل كتلاً بشريةً تحطم ما في وجهها من الناس.
إذاً فليست المشكلة في ضيق المكان والزمان، وإنما هي من تصرف الإنسان.
والذي أراه حلاً لهذه المشكلة يتكون من عدة نقاط:
أولاً : التقيد بالأعداد المقررة للحجاج من كل دولة ومنع التلاعب في التطبيق، وأن يربط الحجاج بمطوفين وحملات تضبطهم، ويكون هؤلاء المطوفون ورؤساء تلك الحملات الجميع مسؤولين عن تحركات منسوبيهم في مواضع سكناهم وتنقلاتهم في مكة والمشاعر، ولا يسمح لأيِّ متسلل أو متخلف أو عمالة بالحج إلا تحت مسؤولية هؤلاء المطوفين وتلك الحملات، ولا يسمح كذلك بتكرار الحج في وقت متقارب بالنسبة لمن أدى فرضه حتى تخف تلك الأعداد.
ثانياً: أن يفوَّج الحجاج بالنسبة لرمي الجمرات ويعلن ذلك لهم بواسطة المسؤولين عنهم من المطوفين والحملات، ويكون ذلك من خلال برنامج ينظم بدقة يحاسب من لم يتقيَّد به ويلزم به مسؤولوه.
ثالثاً: أن يعمل بالرخص الشرعية في الرمي فمن لم يستطع الرمي أو يشق عليه من المرضى وكبار السن والنساء والأطفال فإنه يوكل من يرمي عنه، كما أنه يجوز تأخير رمي كل يوم إلى اليوم الذي بعده خلال أيام التشريق، فبإمكان الحاج أن يؤخر رمي اليوم الأول إلى رمي اليوم الثاني ورمي اليوم الثاني إلى اليوم الثالث أو تأخير رمي جميع الأيام ورميها في اليوم الأخير بشرط الترتيب، فيرمي الجمار كاملة عن اليوم الأول ثم يعود ويرمي الجمار كاملة عن اليوم الذي بعده، ثم يعود ويرمي الجمار كاملة عن اليوم الحاضر لما في ذلك من توفير الوقت والظفر بسعة المكان، وبهذه الحلول سيزول إن شاء الله كثير من المشكلات.
رابعاً: أن يرتب السير إلى الجمرات في الذهاب إلى الجمرات والعودة منها بحيث يذهبون من طريق ويعودون من طريق آخر فلا تحصل مواجهات بين الذاهبين والعائدين، وتكون هناك توعية بذلك وقوات أمن تمنع من الإخلال بنظام السير في الذهاب والعودة، حيث إن التوجه الواحد في السير لا تحصل فيه حوادث كما في المطاف والمسعى وإنْ كثرت الأعداد.. ولو ألغي نظام العمرة في رمضان لكان أحسن، لأن كثيراً من المعتمرين يتخلفون إلى الحج.
خامساً: أن تكون هناك توعية للحجاج في حال ذهابهم للرمي باستعمال الرفق والسكينة لأنهم في عبادة، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا تجوز أذية المسلمين والإضرار بهم، لأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، (والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).. {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.




جريدة الجزيرة 17/12/1424هـ محليات

مهتم 12-02-2004 02:58 PM


الشيخ الفوزان يجيب على تساؤلات مهمة:
لابد من النصيحة وتبيان الحكم قبل إبلاغ أهل الاختصاص
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم خصال الإيمان وإفراده بالذكر دليل أهميته :
جريدة الجزيرة :
العلماء هم مصابيح الدجى، ونور السراج في حالك ظلام الجهل، فهم ورثة الأنبياء، يبلغون رسالات ربهم، ولايكتمون الحق، لذا كان لزاماً على المسلم العاقل ان يعظم لهم قدرهم، وأن ينهل من علمهم، وألا يستكين في السؤال عن الحق والعمل به، وهذا لايتأتى إلا بالصبر وعدم مجاملة المرء على حساب دينه أو حياء منه، و )الرسالة( في هذا الصدد تستعرض حديثاً مع علم من أعلام العلم وأرباب الفكر والمنهج السليم ممن سخر حياته لنشر العلم والدعوة إلى الله تعالى، ألا وهو الشيخ الفوزان حيث يقول فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء في معرض كلام له: )لاشك أن الإجابة على الأسئلة لها فائدة عظيمة، لأن الأسئلة تكون من واقع جديد ومن أشياء يحتاج إليها الناس ويحتاج إليها السائلون تعالج مشاكل مستجدة ففيها فائدة وهي رافد من روافد العلم إذا وفق الله سبحانه وتعالى لاختيار الأسئلة.. الخ ماتكلم به وأشار له فضيلته..
ومن هذا المنطلق فقد عرض على فضيلته كم من الأسئلة التي تتعلق بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قام بالإجابة عليها.. ونظراً للأهمية فإننا نعرض بعضا منها:
* ماهي نصيحتكم للشباب الملتزم وهم يشاهدون المنكرات في الأماكن العامة كالأسواق، والخاصة كالعمل والمنزل وماشابه ذلك وماهو موقفهم من أصحاب البدع إذا وجدوا في الأماكن المذكورة أو المساجد؟ نرجو توضيح ذلك؟..
الذي ننصح به الشباب وكل مسلم إذا رأى شيئاً من المنكر أن ينصح أولا، ينصح هذا المخالف فيما بينه وبينه، ويبين له أن هذا لايجوز وأن هذا منكر، وأنه مسلم يجب عليه أن يتقي الله، يحذره فيما يحضره من الأدلة في الوعيد على العصاة، فإذا زال المنكر بذلك فالحمد لله، يكون قد اختصر الطريق وستر على هذا الإنسان، فإذا لم يجد هذا بعد البيان وبعد النصيحة فعليه أن يبلغ عنه الجهة المختصة من ولاة الأمور وأهل الحسبة، عن هذا الشخص وهذا المكان الذي فيه المنكر وهذه الخطوة الثانية التي يتخذها، ويتابع ذلك مع اتخاذ الحكمة والرفق والصبر والاحتساب يعني يسعى في هذا الإصلاح حتى يزول المنكر بإذن الله، والبلاد والحمدلله لاتزال بخير فهي بلاد اسلامية وفيها والحمدلله هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيها مراكز في كل بلد، وعليه أن يتابع معهم وأن يكرر الشكاية إلى أن يزول هذا المنكر.
* نرجو منكم أن تبينوا لنا مناسبة تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ذكر الإيمان في قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}. {آل عمران/110}.
* وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخصوص برجال الهيئة فقط؟
تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان من باب الاهتمام، للدلالة على أهميته وإلا فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الإيمان فهو داخل في الإيمان، لأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من أعظم خصال الإيمان وإنما أفرد بالذكر لأجل التنبيه على أهميته، كما قال تعالى: )حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى( {البقرة/238}.
فإفراد الصلاة الوسطى بالذكر بعد دخولها في قوله: {حافظوا على الصلوات} لأهميتها وكما في قوله: )من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال(. {البقرة/98}.فذكر جبريل وميكال مع أنهما داخلان في الملائكة لعظم شأنهما عليهما الصلاة والسلام، فقد يكون ذكر الشيء مفرداً مع دخوله فيما قبله أو بعده لأجل الاهتمام به والتنبيه على عظم شأنه ورجال الهيئة عليهم جانب الإنكار باليد وإزالة المنكر باليد، لأن ولي الأمر أعطاهم السلطة في حدود ما منحهم فهم يستعملون السلطة التي أعطاهم ولي الأمر، هذا من خصوص ولي الأمر أو رجال الحسبة الذين نصبهم ولي الأمر، أما بقية المسلمين فيتعاونون كما ذكرنا مع أهل الحسبة بتبليغهم عن المنكرات ومحلاتها بعد أن يناصحوا أهلها ويعظوهم ويذكروهم فلابد لكل واحد أن يسهم في إنكار المنكر إما باليد وإما باللسان، وعلى الجميع الإنكار بالقلب.
* متى يجوز تغير المنكر باليد؟ وماهي الشروط اللازمة لهذا التغيير؟ لأن النبيصلى الله عليه وسلم جعله السبيل الأول لتغيير المنكر؟
يكون الإنكار باليد لأهل السلطة، لأننا لوقلنا إن كل واحد ينكر المنكر باليد صارت الدنيا فوضى واختل الأمن، فلابد من انضباط الأمور ولابد من رجوع إلى ولاة الأمور في هذا لئلا يختل الأمن، فلو أن كل واحد ينكر المنكر بيده ويتلف الأشياء المحرمة ويضرب الناس لحصلت فوضى؛ لأنه ليس معه السلطة، بخلاف من معه سلطة وولاية من ولي الأمر فالناس ينقادون له، والإسلام لايريد الفوضى، وإنما يريد ضبط الأمور ويريد اجتماع الكلمة.
* هل لبس الملابس الضيقة للنساء أمام النساء تدخل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: )نساء كاسيات عاريات..( إلى آخر الحديث؟
لاشك أن لبس المرأة للشيء الضيق الذي يبين مفاتن جسمها لايجوز، إلا عند زوجها فقط، أما عند غير زوجها فلايجوز، حتى ولو كان بحضرة نساء لئلا تكون قدوة سيئة لغيرها، إذا رأينها تلبس هذا يقتدين بها، وأيضاً هي مأمورة بستر عورتها بالضافي والساتر عن كل أحد إلا عن زوجها، تستر عورتها عن النساء كما تسترها عن الرجال إلا ماجرت العادة بكشفه عند النساء كالوجه واليدين والقدمين مما تدعو الحاجة إلى كشفه.
* ماحكم نتف الشعر مابين الحاجبين والشعر الذي يوجد في الوجه؟
أما شعر الحاجبين فلايجوز إزالته بأي وسيلة لابنتف ولابقص ولا بالإزالة بأي وسيلة لأن هذا هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته فقد لعن صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة، النامصة: التي تقص الشعر من نفسها أو من غيرها، والمتنمصة: التي تطلب من غيرها أن تزيله من حاجبها، فهذا من الكبائر؛ لأن المعصية إذا لعن عليها صارت من الكبائر؛ ولأن هذا من تغير خلق الله سبحانه وتعالى الذي أخبر الله تعالى أنه من أمر الشيطان: )ولامرنهم فليغيرن خلق الله(. {النساء/119}.
وأما إزالة الشعر من بقية الوجه فهذا مايسمى عند العلماء بالحف، وإزالة شعر الحاجب يسمونه النمص، أما إزالة شعر الوجه فهذا إذا كان مشوهاً للوجه، فيه تشويه للوجه وشين للوجه لابأس بإزالته، أما إذا كان عادياً لايلفت النظر فهذا قد اختلف أهل العلم في حكم إزالته: فمنهم من منعه واعتبره داخلا في النمص، ومنهم من رخص فيه، والأحوط والأبرأ للذمة أنه إذا لم يكن مشوهاً للوجه فإنه لايؤخذ بل يترك لأنه ليس في أخذه فائدة وليس في بقائه مضرة.
* أعمل في إحدى الشركات ولكن لا أستطيع أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر مع أن جلسائي يسيئون إلى الإسلام وإلى المسلمين؟
لايجوز لك أن تعمل في هذه الشركة التي فيها إساءة إلى الإسلام والمسلمين وأنت لا تستطيع إزالة ذلك، بل عليك أن تطلب الرزق في غير هذه الشركة، والله تعالى يقول: )ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره(. {الطلاق/2 ، 3}. والله جل وعلا أكثر من أسباب الرزق ولم يقصره على هذه الجهة التي فيها الإساءة إلى دين الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ودينه.
* قال الله تعالى )ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم( {المائدة/105} نرجو من فضيلتكم إلقاء الضوء على هذه الآية.
الآية: )يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم( {المائدة/105} يبين الله سبحانه وتعالى أن المهتدي لايضره ضلال من ضل لأن كلا يجزى بعمله )من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها( {فصلت/46}. )ولاتزر وازرة وزر أخرى( {فاطر/18}.
فالإنسان إذا اهتدى بأن فعل ما أوجب الله وترك ماحرم الله عليه فقد اهتدى، ولايضره ضلال الضالين وكفر الكافرين وإنما أثمهم على أنفسهم، لكن ليس معنى هذا: أن الإنسان يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما فهم ذلك بعض الناس، لأن الذي يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يستطيع القيام به لايعتبر مهتدياً؛ لأن المهتدي هو الذي يفعل ما أمر الله تعالى به، ومن أعظم ما أمر تعالى به: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا تركه لم يكن مهتدياً الهداية التامة، والله جل وعلا اشترط )إذا اهتديتم(. {المائدة/105}. ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا قام الإنسان بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد اهتدى وبعد ذلك هو لا يملك أن يهدي الناس بأن يخلق الإيمان في قلوب الناس؛ لأن هذا من أمر الله عز وجل: )إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء(. {القصص/56}. فالهداية التي هي بمعنى التوفيق للإيمان هذه بيد الله، أما الهداية التي بمعنى البيان والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه يستطيعها الإنسان، يستطيعها الرسول صلى الله عليه وسلم ويستطيعها كل من اقتدى به )وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم* صراط الله الذي له مافي السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور*(. {الشورى/52 ، 53}. فالرسول يهدي بمعنى أنه يبين للناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعلم الخير عليه الصلاة والسلام وكذلك أتباعه من الناس.
* مارأيكم فيمن يهللون عند حمل الجنائز؟
التهليل عند حمل الجنازة بدعة لم يرد عن ا لنبي صلى الله عليه وسلم ولاسيما إذا كان بصوت جماعي فهو بدعة ظاهرة ومنكر ظاهر؛ لأنه لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم )من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد(. وفي رواية: )من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد(. وكانت الجنائز تحمل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان يشيعها عليه السلام ويمشي معها ويحضرها، ولا ثبت ولاورد أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالتهليل أو بأصوات جماعية، أما الدعاء للميت بعد دفنه فهذا مشروع قد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم لكن بدون صوت جماعي وإنما كل يدعو لأخيه بنفسه ومفرده، قال صلى الله عليه وسلم لما دفن بعض أصحابه وفرغ من دفنه وقف على قبره عليه الصلاة والسلام وقال: )استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل(. فهذا مشروع أن ندعو لأخينا بعد دفنه ونستغفر له ونترحم عليه، ولكن بدون صوت جماعي بل كل يدعو لأخيه بمفرده.
* ماطريقة الدعوة بالنسبة للمدعوين وماطريقة إنكار المنكر بالنسبة لمن وقع فيه؟
الدعوة إلى الله تكون على مراتب، فالجاهل يبين له بدون تعنيف فإذا بين له وتباطأ في القبول والعمل فإنه يوعظ ويخوف بالله عز وجل فإذا لم تجد فيه الموعظة وصار عنده شيء من رد الفعل أو من الاستدلالات الباطلة فهذا يجادل بالتي هي أحسن فإذا لم تجد معه هذه الأمور فإنه يكون قد ظلم فهذا يتخذ معه مايليق بالظالم من المنع والردع بحسب الاستطاعة.
* ماحكم تحدث المرأة مع صاحب محل الملابس أو الخياط؟ مع الرجاء توجيه كلمة شاملة إلى النساء؟
تحدث المرأة مع صاحب المتجر التحدث الذي بقدر الحاجة وليس فيه فتنة لا بأس به، كانت النساء تكلم الرجال في الحاجات والأمور التي لافتنة فيها وفي حدود الحاجة، أما إذا كان ذلك مصحوباً بضحك أو بمباسطة أو بصوت فاتن فهذا محرم لايجوز، يقول الله سبحانه وتعالى لأزواج نبيه عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهن: )فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً(. {الأحزاب/32}. والقول المعروف مايعرفه الناس وبقدر الحاجة، أما مازاد عن ذلك بأن كان على طريق الضحك والمباسطة أو بصوت فاتن أو غير ذلك أو أن تكشف وجهها أمامه أو تكشف ذراعيها أو كفيها فهذه كلها محرمات ومنكرات ومن أسباب الفتنة ومن أسباب الوقوع في الفاحشة، فيجب على المرأة المسلمة التي تخاف الله عز وجل أن تتقي الله وألا تكلم الرجال الأجانب بكلام يطمعهم فيها ويفتن قلوبهم، تتجنب هذا الأمر، وإذا احتاجت إلي الذهاب إلى متجر أو إلى مكان فيه الرجال فلتحتشم ولتتستر وتتأدب بآداب الإسلام، وإذا كلمت الرجال فلتكلمهم الكلام المعروف الذي لافتنة فيه ولا ريبة.
* ما حكم من ترك الصلاة عمداً وذلك لمشاهدة مباراة أو مسلسل في التلفاز؟
لايجوز ترك الصلاة، بمعنى أنه يتأخر عن أدائها مع الجماعة، أو يؤخرها عن وقتها، فهذه كلها محرمات ومنكرات وتضييع للصلاة، والله تعالى يقول )* فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا(. {مريم/59}. ويقول جل وعلا: )فويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون*(. {الماعون/ }. فليس الشأن أن الإنسان يصلي فقط في أي وقت وفي أي حالة، وإنما الشأن أن الإنسان يصلي كما أمره الله في وقتها في المسجد مع جماعة المسلمين كما أمر الله سبحانه وتعالى، هذا معنى إقامة الصلاة، الله تعالى يقول: )وأقيموا الصلاة( {البقرة/43}. ومعنى إقامتها: إن يؤتى بها قائمة كما أمر الله سبحانه وتعالى، أما إذا صليت على غير الصفة التي شرعها الله فإنها صلاة غير قائمة، بل هي صلاة مضيعة، ولو أن الإنسان جلس يقرأ القرآن كلام الله عز وجل وترك صلاة الجماعة فكيف إذا جلس ينظر إلى شيء أقل مايقال فيه إنه مباح وإلا الغالب فيه ألا يكون خالياً من المحرمات؟؟
* ماحكم من يجلس مع قوم عصاة وينصحهم ويذكرهم بالله ولكن لايسمعون الكلام مع العلم أنه يجلس معهم في بيت واحد فهل عليه اثم لأنه يأكل ويشرب معهم؟
مخالطة العصاة وأهل الفسق لاتجوز إلا إذا كان الإنسان يطمع في هدايتهم ويقوم بمناصحتهم فإذا كان يخالطهم على أساس أنه ينصحهم ويدعوهم ويطمع في هدايتهم فإنه يكون من الدعاة إلي الله عز وجل وهو يعالج إخوانه، أما إذا كان إنما يجلس معهم لأجل الاستئناس بهم والفرح معهم ولاينكر عليهم أو كان ينكر عليهم لكن لايطمع في استجابتهم فعليه ألا يجلس معهم، عليه أن يعتزلهم وأن يبتعد عنهم وأن يهجرهم في الله عز وجل حتى يتوبوا إلى الله عز وجل لئلا يصيبه ما أصابهم، لأن الإنسان إذا جلس مع أهل الفسق وأهل المعاصي من غير إنكار أصابه ما أصابهم، بل ربما يدخل في اللعنة، كما قال تعالى: )لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون* كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون( وقد بين صلى الله عليه وسلم ذلك بأنهم كان أحدهم يلقى أخاه على المعصية فينهاه في أول يوم ويقول له: ياعبد الله اتق الله فإن هذا لايحل لك، ثم يراه في اليوم الثاني وهو على معصيته فلايمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على ألسن أنبيائهم، كما قال تعالي )لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون* كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون).
في 9/3/1422هـ .

مهتم 12-02-2004 03:11 PM

نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لفضيلة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
 
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية

لفضيلة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان




نسبه :
هو فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان بن عبد الله, من آل فوزان من أهل الشماسية, الوداعين من قبيلة الدواسر.

نشأته ودراسته :
ولد عام 1354 هـ, وتوفي والده وهو صغير, فتربى في أسرته, وتعلم القرآن الكريم, وتعلم مبادىء القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد, وكان قارئا متقنا وهو فضيلة الشيخ: حمود بن سليمان التلال, الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم.

ثم التحق بمدرسة الحكومة حين افتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ, وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ, وتعين مدرسا في الابتدائي, ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام 1373 هـ, وتخرج منه عام 1377 هـ, والتحق بكلية الشريعة بالرياض, وتخرج منها عام 1381 هـ, ثم نال درجة الماجستير في الفقه, ثم درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا.

أعماله الوظيفية :
بعد تخرجه من كلية الشريعة عين مدرسا في المعهد العلمي في الرياض, ثم نقل للتدريس في كلية الشريعة, ثم نقل للتدريس في الدراسات العليا بكلية أصول الدين, ثم في المعهد العالي للقضاء, ثم عين مديرا للمعهد العالي للقضاء, ثم عاد للتدريس فيه بعد انتهاء مدة الإدارة, ثم نقل عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث العلمية, ولا يزال على رأس العمل.

أعماله الأخرى :
فضيلة الشيخ عضو في هيئة كبار العلماء, وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة, وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج, إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء, وإمام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيزآل سعود في الملز, ويشارك في الإجابة في برنامج (نور على الدرب) في الإذاعة, كما أن لفضيلته مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى, جمع وطبع بعضها, كما أن فضيلته يشرف على الكثير من الرسائل العلمية في درجتي الماجستير والدكتوراه, وتتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم الذين يرتادون مجالسه ودروسه العلمية المستمرة.

مشايخه :
تتلمذ فضيلة الشيخ على أيدي عدد من العلماء والفقهاء البارزين, ومن أشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز, وسماحة الشيخ عبد الله بن حميد, حيث كان يحضر دروسه في جامع بريدة, وفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي, وفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي, وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي, وفضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي, وفضيلة الشيخ محمد بن سبيل, وفضيلة الشيخ عبد الله بن صالح الخليفي, وفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن, وفضيلة الشيخ حمود بن عقلا, والشيخ صالح العلي الناصر. وتتلمذ على غيرهم من شيوخ الأزهر المنتدبين في الحديث والتفسير واللغة العربية.

مؤلفاته :
لفضيلة الشيخ مؤلفات كثيرة, من أبرزها:
1- (التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية) في المواريث, وهو رسالته في الماجستير, مجلد.
2- (أحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية) , وهو رسالته في الدكتوراه ; مجلد.
3- (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد) مجلد صغير.
4- (شرح العقيدة الواسطية) مجلد صغير.
5- (البيان فيما أخطأ فيه بعض الكتاب) مجلد كبير.
6- ( مجموع محاضرات في العقيدة والدعوة) مجلدان.
7- (الخطب المنبرية في المناسبات العصرية) في أربع مجلدات.
8- (من أعلام المجددين في الإسلام).
9- (رسائل في مواضيع مختلفة).
10- (مجموع فتاوى في العقيدة والفقه) مفرغة من نور على الدرب, وقد أنجز منه أربعة أجزاء.
11- (نقد كتاب الحلال والحرام في الإسلام).
12- (شرح كتاب التوحيد- للشيخ محمد بن عبد الوهاب), شرح مدرسي.
13- ( التعقيب على ما ذكره الخطيب في حق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ).
14- (الملخص الفقهي) مجلدان.
15- (إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان).
16- ( الضياء اللامع من الأحاديث القدسية الجوامع) .
17- (بيان ما يفعله الحاج والمعتمر).
18- (كتاب التوحيد) جزءان مقرران في المرحلة الثانوية بوزارة المعارف.
19- (فتاوى ومقالات نشرت في مجلة الدعوة), وهو هذا الذي نشر ضمن (كتاب الدعوة).

علاوة على العديد من الكتب والبحوث والرسائل العلمية, منها ما هو مطبوع, ومنها ما هو في طريقه للطبع.

نسأل الله تعالى أن ينفع به, وأن يجعله في موازين حسنات شيخنا الجليل, إنه سميع مجيب.

--------------
@@صيد الفوائد .
@@ موقع الشيخ حفظه الله تعالى

مهتم 12-02-2004 03:18 PM

http://www.alriyadh.com.sa/Contents/.../images/L3.jpg

مهتم 13-02-2004 06:16 PM

الرد على دعوة حرية الأديان للشيخ العلامة الدكتور / صالح الفوزان !!
 


الرد على دعوة حرية الأديان :

الحمدلله رب العالمين، والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين ،وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه إذ هداكم للإسلام أكبر نعمة أسداها للبشرية، قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ، [المائدة:3]. وقال تعالى: واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً [آل عمران:103]. وقال تعالى: واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون [الأنفال:26].

انظروا إلى الناس من حولكم تجدونهم ما بين ملاحدة تنكروا للأديان وأنكروا الخالق وتجبروا على الخلق وتسموا بأسماء مختلفة ما بين شيوعية، وبعثية، وقومية، واشتراكية، وقد استدرجهم الله فأعطاهم من السلطة والقوة والاختراع والتكتل ما ارهبوا به العالم، واغتروا به في أنفسهم، ثم إن الله سبحانه دمرهم بسهولة فأضعف قوتهم وشتت شملهم ومزق وحدتهم وسلط عليهم الفقر والفاقة حتى أصبحوا عبرة للمعتبرين. ما أغنت عنهم أهواؤهم ولا نفعتهم جموعهم وجنودهم ولا حمتهم أسلحتهم الفتاكة.

لقد انهارت الشيوعية لأن أصحابها لم يبنوها على دين ولم يقيموها على أساس. بل بنوها على شفا جرف هار فانهار بهم في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين. ومن الناس من يتمسك بدين وضعه لنفسه أو وضعه له شياطين الجن والإنس يعبد صنما أو قبرا أو شجرا أو حجرا لا ينفع ولا يضر، ولا يسمع ولا يبصر، بل هو أضعف ممن عبده كما قال تعالى : والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ، [فاطر :13-14].

وذلك هو دين الوثنيين على اختلاف أجناسهم وتنوع معبوداتهم قديما وحديثا. ومن الناس من يتمسك بدين مبدّل محرّف أو منسوخ، قد انتهى العمل به، وأولئك هم اليهود والنصارى وهم المغضوب عليهم والضالون، والذين نسأل الله أن يجنبنا طريقهم، في آخر سورة الفاتحة في كل ركعة من صلاتنا.

ومن الناس من ينتسب إلى الدين الصحيح وهو الإسلام انتسابا في الظاهر وهو يكفر به في الباطن وإنما انتسب إليه ليعيش مع المسلمين ويخادعهم أولئكم هو المنافقون الذين أخبر الله أنهم في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا.

ومن الناس الآن من ينتسب إلى الإسلام بأقواله لكنه يخالفه بأفعاله وتعبداته فيدعو غير الله ويذبح لغير الله ويستغيث بالأموات ويعبد القبور. أو يتقرب إلى الله بدين لم يشرعه فيتقرب إليه بالبدع والمحدثات. يفنى عمره ويتعب جسمه وينفق ماله في إحياء البدع والخرافات باسم الإسلام والدين. وهو يبعد عن رب العالمين وأولئكم هم عباد الأولياء والصالحين الذين يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى [الزمر:3] ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله [يونس:18]. أولئكم هم الذين قال الله تعالى فيهم : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، [الكهف: 103-104]. وقال تعالى فيهم : وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع [الغاشية:2-7].

ومن تمام عقوبتهم وابتلائهم أنهم يحسبون أنهم على حق فلا يقبلون النصيحة ولا يفيد فيهم التوجيه. بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون

ومن الناس من ينتسب إلى الإسلام الآن لكنه لا يقيم أركانه فلا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ولا يحج ولا يحكم بشرع الله ولا يحرّم ما حرّم الله ورسوله من الربا والمكاسب الخبيثة.

ومن الناس يكتفي بمجرد التسمي وما يكتب في جواز السفر وحفيظة النفوس قد اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم. ومن الناس اليوم خلق كثير ينتسبون إلى الإسلام لكنهم فرقوا دينهم وكانوا شيعا. فانقسموا إلى جماعات وأحزاب وفرق، لكل فرقة وجماعة منهج مختلف عن منهج الأخرى في الاعتقاد والتعبد والدعوة ولم يبق على الحق من هذه الفرق إلا من تمسك بالكتاب والسنة وسار على منهج السلف الصالح كما قال النبي – -: (( وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة: قيل من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ))، ولقد أخبر الله سبحانه عن براءة النبي – -من هذه الفرق المخالفة للفرقة الناجية قال تعالى : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون [الأنعام :159].

وبين سبحانه طريق النجاة من هذا الاختلاف بقوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا [آل عمران : 103].

إنه لا صلاح ولا فرج ولا نجاة من عذاب الله إلا بالتمسك بالإسلام علما وعملا واعتقادا قولا وفعلا وحكما به بين الناس : إن الدين عند الله الإسلام [آل عمران:19].

ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران :85]. أفغير دين الله يبغون ، [آل عمران :83]. أفغير الله أبتغي حكماً [الأنعام:114]. أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون [المائدة :50].

وهناك من يتحمسون للدين اليوم ويقومون بالدعوة إليه بزعمهم -وهم جهال - بأحكامه آنية مغرضون يريدون الدس فيه وإثارة الفتن بين المسلمين فيروجون الشبه ويزهدون في علم السلف ويصفون العلماء بأنهم قاصرو النظر لا يفهمون فقه الواقع. وهم يريدون بذلك أن يفصلوا المسلمين عن علمائهم حتى يدخلوا عليهم مبادئهم وأفكارهم المنحرفة. وقد يستخدمون لذلك بعض أبنائنا المغرورين فتنبهوا لذلك واحذروا فتنتهم ولا تروجوا أقوالهم بينكم فإنها سبب فتنة وشر رعانا الله وإياكم وجميع المسلمين من الفتن.

إن الذي لا يفهم فقه الواقع في الحقيقة هو الذي لا يتنبه للدعوات المدسوسة باسم الإسلام من أجل إثارة الفتنة وشق عصا الطاعة وتفريق الكلمة فاحذروا هذا الصنف واحذروا من دعاة السوء – واتقوا الله لعلكم ترحمون.

الحمد لله رب العالمين، رضي لنا دين الإسلام. فلا دينا سواه. وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له. ولا نعبد إلا إياه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أعلم الخلق وأخشاهم وأتقاهم لله. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه. أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه لا يتحقق للإنسان التمسك بدين الإسلام حتى يتبرأ مما سواه من سائر الأديان. لأنه لم يبق بعد بعثة محمد – - دين صحيح إلا دين الإسلام الذي جاء به. قال : (( والله لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ))، وقال : (( لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار)) وقال تعالى : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين [سورة الكافرون].

بعض الجهال يقول إن الإسلام جاء بحرية الأديان والتعايش بين أصحابها وهذا خطأ واضح وجهل فاضح فالإسلام لا يقر الأديان الباطنية ولذلك شرع عند القدرة قتال أهلها لإزالتها قال تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله [الأنفال :39].

والإسلام أمر بترك اليهود والنصارى على دينهم إذا بذلوا الجزية وخضعوا لدين الإسلام وهم صاغرون وذلك لأنهم أهل دين سماوي منسوخ فاعطوا الفرصة من اجل أن ينتقلوا منه إلى دين الإسلام بعد تأمله بخلاف الوثنيين والدهرية فهؤلاء لا يجوز تركهم على كفرهم فالواجب على المسلم ألا يتكلم في هذه المسائل الخطيرة إلا عن علم وبصيرة

عباد الله : إن دين الإسلام دين العزة فهو يعلو ولا يعلى عليه فما بال بعض المسلمين يذلون للكفرة والله تعالى يقول: ولا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين [آل عمران:139].

ويقول تعالى : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون [المنافقون:8].

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – - : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا أردنا العزة بغيره أذلنا الله فالواجب على المسلم أن يعتز بدينه ولا يذل ولا يهون. الواجب على المسلم أن يترفع بدينه عن الدنايا والرذائل والأخلاق الفاسدة والصفات الهابطة. ولكن بعض المنتسبين إلى الإسلام إذا سافروا إلى بلاد الكفار صاروا عارا على الإسلام بأخلاقهم وتصرفاتهم القبيحة يمارسون أقبح الفحش والإجرام، ولا يتورعون عن الحرام، يعاقرون الخمور، ويغشون مجالس اللهو والفجور، ويظهرون نساءهم بأقبح مظاهر العري والسفور، فيشوهون الإسلام عند من لا يعرف الإسلام وهم في الحقيقة إنما يمثلون ويظهرون ما تكنه قلوبهم من مرض ونفاق. والإسلام بريء منهم ومن تصرفاتهم.

فاتقوا الله – عباد الله -، واحمدوا الله على دين الإسلام واعتزوا به وأظهروه على حقيقته في أي مكان يعزكم الله وينصركم. واعلموا أن خير الحديث كتاب الله …

الشيخ العلامة / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله ونفع بعلمه.



نقلا من ((-الساحة الاسلامية .

مهتم 17-02-2004 01:17 PM

إلغاء الوزارة لباب الولاء والبراء لا يلغي الحكم الشرعي فيه
 
تعقيبا على ما كتبه الحكمي
إلغاء الوزارة لباب الولاء والبراء لا يلغي الحكم الشرعي فيه

قرأت ما كتبه الحكمي تعقيبا على ردي على الغنامي في موضوع الولاء والبراء الذي طال الكلام فيه وهو واضح في كتاب الله في أكثر من آية, يحرم الله علينا موالاة الكفار ويأمرنا بموالاة المؤمنين خاصة - لكن قوما لم تسمح نفوسهم بالعمل بهذه الآيات فصاروا يغالطون فيها - وقد سلم الحكمي بعدم محبتهم ولكن يقول: لنا أن نتعامل معهم بالبر والإحسان مكافأة لهم على حسن صنيعهم مع المسلمين. وهذا هو المطلوب وهذا هو الذي ذكرته في أكثر من مقال عملا بقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) لكن الحكمي يعتب علي في تعقيبي على قول الغنامي: حولها ندندن يعني محبة هؤلاء الكفار الذين أمر الله بالبر بهم وبالإحسان إليهم إذا لم يسيئوا إلى المسلمين ولم يفهم الغنامي الفرق بين البر الذي هو من باب التعامل المباح وبين المحبة في القلوب التي لا تجوز لكافر مطلقا لأنه عدو لله ولكتبه ورسله.
ثم إن الحكمي استنكر علينا القول بعدم بداءتهم بالسلام وعدم تهنئتهم بأعيادهم - وهذا في الحقيقة رد على الحديث الصحيح الذي ينهى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام. وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم) ورد على الآية الكريمة وهي قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور) والزور هو أعياد الكفار نهى الله عن حضورها. وتهنئتهم بها رضى بها وتشجيعا لهم عليها - ولكن لعل الحكمي لم يقرأ هذه النصوص فآفته الجهل وأما حذف باب الولاء والبراء من المقرر الدراسي فهو مخالف لإجماع العلماء الذين كتبوا هذا الباب في كتب العقائد وذكروا فيه الآيات والأحاديث. وكون الوزارة حذفته لا يغير من الحقيقة شيئا ولا يلغي الحكم الشرعي ولا تستطيع الوزارة حذفه من القرآن الذي تكفل الله بحفظه مع أننا لم نقف على كلام للوزارة رسمي يأمر بحذف هذا الباب وإنما هو تصرف من بعض الناس وهو غير حجة على ما في كتاب الله وسنة رسوله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء



جريدة الوطن 26/12/1424هـ هنا

مهتم 29-02-2004 10:50 AM

موقف الإسلام وموقف خصومه من المرأة
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


1- موقف الإسلام من المرأة:
خلق الله المرأة سكناً للرجل كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}.
وجعل الله المرأة حرثاً للنسل: قال تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}.
وجعل الله المرأة راعية في بيت زوجها - كما قال صلى الله عليه وسلم: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها).
وجعل الله المرأة حاملة ومربية للأولاد - كما قال تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} ونظراً لضخامة مهامها من ناحية، وضعفها من ناحية، جعل الله الرجل قيِّما عليها، كما قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم).
وأمرها الله بالقرار في البيوت وتجنب ما يثير الفتنة فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
2- موقف خصوم الإسلام من المرأة:
كان الكفار في الجاهلية يكرهون وجود المرأة بينهم، فإذا ولدت لأحدهم البنت فإما أن يقتلها، وهي حية شر قِتلة بأن يدفنها في التراب ويتركها حتى تموت، وإما أن يبقيها مهانة لا ترث ولا يؤخذ لها رأي في نفسها فضلا عن أن يكون لها رأي في المجتمع، يتزوج الرجل ما شاء من النساء ويجمعهن في عصمته ولا يعدل بينهن، كما قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} فجاء الإسلام فأنقذها من ظلم الجاهلية وأعطاها حقها من الميراث فقال تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} وقصر الرجل على تزوج أربع نساء بشرط تحقيق العدل بينهن، فإن لم يقم بالعدل فإنه يقتصر على واحدة، قال تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}.
وموقف الكفار من المرأة اليوم هو موقفهم منها بالأمس أو أسوأ، يريدون منها أن تقوم بأعمال الرجال التي لم تخلق لها وليس عندها الاستعداد للقيام بها، يريدون منها أن تخرج عن كرامتها وعفتها وتتبذل أمامهم يستمتعون بها رخيصة ما دامت نضرة فإذا ذبلت قذفوها مع الزبالات وسقط المتاع حتى تموت مهانة ذليلة.
هذا وهناك من بيننا قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يريدون منها أن تشارك في الاحتفالات والمنتديات مختلطة بالرجال كواحد منهم، وأن تظهر سافرة متجملة أمام العالم، وأن تسافر وحدها.. وان تقود المركبات إلى جانب الرجال وأن تدخل النوادي الرياضية عارضة جسمها ومفاتنها أمام الناظرين معرضة نفسها للذئاب المفترسة من البشر.
أيتها المرأة المسلمة أفيقي من غفلتك واعرفي عدوك من صديقك، ولا تغتري بأصوات الذين يريدون افتراسك ، وإهلاكك. إنك امرأة مهما كنت سواء كنت متعلمة تحملين أرقى المؤهلات الدراسية، أم كنت تاجرة تملكين الأرصدة الضخمة والثروة الكثيرة أم كنت مثقفة تملكين الفصاحة والتعبير والخطابة والكتابة إنك امرأة مهما كنت؛ فاحتفظي بمكانتك التي أعطاك الإسلام ، فهي عزك في الدنيا والآخرة - قال حافظ إبراهيم:


أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا
مثل الرجل يجلن في الأسواق
في دورهن شئونهن كثيرة
كشؤون رب السيف والمزراق


جريدة الجزيرة 9/1/1425هـ هنا

مهتم 03-03-2004 03:07 PM

صوم يوم عاشوراء وما دار حوله هذا العام
 



صوم يوم عاشوراء وما دار حوله هذا العام
صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان ( * )

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فإن صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم سُنَّة مؤكَّدة مع صيام يوم قبله أو يوم بعده لمن فاته صوم يوم قبله مخالفة لليهود، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقد صامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، ولكن حصل عند الناس في هذا العام اضطراب في صوم هذا اليوم والأمر لا يحتاج إلى مثل ذلك لأن هذا اليوم يُصام بالتحري بناء على التقويم إلا إذا تبيَّن ما يخالف توقيت التقويم، ولم يحصل شيء من ذلك وإنما هي تحريات لا توجب الاختلاف. ولقد ذكر أن أناساً من أئمة المساجد وغيرهم أمروا الناس باعتماد يوم معين بلا برهان، وينسبون هذا إلى مجلس القضاء الأعلى، ولم نر إعلاناً من المجلس. لأن هذا الأمر لا يحتاج إلى هذا التكلف والاضطراب. فمن صام بناءً على التقويم فقد بنى على الظاهر وله أجره - إن شاء الله - ما لم يظهر ما يخالف التقويم. ولا يحتاج الأمر إلى استنفار لرؤية الهلال كما هو الشأن في شهر رمضان، حيث لم يرد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه. وإنما كان المسلمون يصومون بالتحري والاجتهاد، والخطأ في ذلك لا يترتب عليه شيء. ونرجو ألا يتكرر مثل هذا التشويش حول صيام يوم عاشوراء. وفَّق الله الجميع لما فيه رضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


( * ) عضو هيئة كبار العلماء

جريدة الجزيرة 12/1/1424هـ

مهتم 07-03-2004 10:26 AM

لا منقذ اليوم للعالم من هذا التخبط إلا الإسلام:
 
لا منقذ اليوم للعالم من هذا التخبط إلا الإسلام
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (*)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فان الله سبحانه لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض قال: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
فقد تكفل سبحانه بإنزال الهدى.. وتكفل لمن اتبع هداه بالأمن من الخوف والحزن.
وقد صدق الله وعده سبحانه فأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنقاذ البشرية من الظمات إلى النور. وأخبر أنه لا يقبل ديناً غير الإسلام فقال:{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} والإسلام هو عبادة الله في كل وقت بما شرعه على ألسن رسله ما لم ينسخ ولما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين جعل الإسلام في أتباعه وطاعته. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الناس وشريعته ناسخة لجميع الأديان فهي الشريعة الباقية فلا طريق إلى الله وإلى جنته إلا من طريقه. قال صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار). والإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الإسلام الذي جاءت به جميع الرسل. وهو عبادة الله في كل وقت بما شرعه وترك عبادة ما سواه. وقد عرّفه العلماء بأنه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. فمن لم يستسلم له فهو ملحد مستكبر.
ومن استسلم له ولغيره فهو مشرك. وكل من المشرك والمستكبر في النار. ومن لم يتبرأ من الشرك وأهله لم يكن مسلماً لأنه لم يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله.
وكما ان الرسل وأتباعهم يدعون إلى الجنة فشياطين الجن والإنس يدعون إلى النار كما قال تعالى:{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} . فالطاغوت يتمثل في كل من دعا إلى الضلال وحارب دعوة الإسلام وهم الدعاة الذين على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها. كما أخبر عنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولما قيل له صفهم لنا. قال:( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) فالخطر منهم علينا أشد لأنهم ملابسون لنا ويعيشون بيننا والعالم اليوم كما لا يخفى يتخبط في ظلمات لأنه أعرض عن شرع الله الذي هو النور. ومن خرج من النور وقع في الظلمات.
وأعداء الإسلام اليوم يتشدقون بالإصلاح والديمقراطية ويصفون الإسلام بالإرهاب وأما عملهم الفظيع في الشعوب المستضعفة، في فلسطين والعراق وغيرهما فلا يسمى إرهاباً بل يسمونه إصلاحاً فيسمون الإفساد في الأرض إصلاحاً كما قال الله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} ويسمون الفوضى والإباحية ديمقراطية. ويسمون الخروج من الدين حرية في الرأي والعقيدة.
وربما ينخدع بدعاياتهم الأغرار والجهال. ويفرح بها المنافقون والذين في قلوبهم مرض والأشرار. ولا منقذ للمسلمين اليوم من شر أولئك إلا التمسك بالإسلام الذي أنقذت به البشرية من الجاهلية. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. وهو التمسك بالإسلام عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاقاً وسلوكاً وذلك لا يتحقق إلا بمعرفة أحكامه وتفهم معانيه وذلك بإقامة مناهج الدراسة على علوم الشريعة من توحيد وفقه وتفسير وحديث ولغة عربية بحيث نتمسك بالمناهج الدراسية التي رسمها لنا علماؤنا وسرنا عليها وتخرجت عليها أجيالنا لأنها ثوابت لا تقبل التغيير والخلط ولا الحذف أو الاختصار. وقد استنفر الله المسلمين لتعلم أحكام الدين وتعليمها للمسلمين فقال تعالى:{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}. إنه لا يكفي التسمي بالإسلام دون معرفة لأحكامه وعمل بشرائعه وتمسك بأخلاقه وسلوكياته كما يريده منا أعداؤنا وأذنابهم الناعقون بأصواتهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أعطاه الراية يوم خيبر في حرب اليهود: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه) فلم يكتف صلى الله عليه وسلم بدعوتهم إلى الإسلام ثم إذا أسلموا تركهم. بل قال له: (وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه) وذلك إنما يكون ببيان حقيقة الإسلام عقيدة وشريعة وعبادة وأخلاقاً ولا يتحقق ذلك إلا بالتعليم الصحيح للإسلام. وان الكفار لما لم يستطيعوا صرف المسلمين عن الإسلام، ولا صد من يريد الدخول فيه أرادوا صرف المسلمين والراغبين في الدخول فيه عن تعلمه على الوجه الصحيح حتى لا يعرف المسلمون حقيقة الإسلام ويكتفوا بالتسمي به من غير معرفة لحقيقته وعمل بشرائعه وأحكامه وأن يكون الإسلام كالشرائع المحرفة المغيرة من يهودية ممسوخة منسوخة ونصرانية وثنية صليبية.
ولذلك يشجعون الفرق المتسمية بالإسلام وهي على ضلالة وانحراف لكي يضروا بها الإسلام الصحيح. فهم لا يمانعون في بقاء إسلام لا ولاء فيه للمسلمين. وبراء فيه من الكفار والمشركين. لا يمانعون في بقاء إسلام لا يحكم بتشريعاته، لا يمانعون في بقاء إسلام تجعل العبادة فيه لغير الله من الأولياء والصالحين. بقاء الإسلام يكون اسماً بلا مسمى وجسماً بلا روح.
ولكن الله سبحانه تكفل بحفظ هذا الدين وبقائه إلى قيام الساعة. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى).
وقال تعالى:{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ.بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}.فاتقوا الله أيها المسلمون واثبتوا على دينكم {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
ويا رجال التعليم أنتم الحراس على التعليم وأنتم على ثغرة من ثغور الإسلام. فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلكم فإن مسؤوليتكم عظيمة والأمانة التي حملتموها ثقيلة فكونوا على مستوى المسؤولية وموضع الثقة ولا تنسوا دعوات المسلمين لكم أو عليكم.وفق الله الجميع لنصرة دينه وإعلاء كلمته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


(*) عضو هيئة كبار العلماء

جريدة الجزيرة 16/1/1425هـ

مهتم 11-03-2004 11:45 AM

مناهجنا الدراسية واختلاف المفاهيم حولها:
 
مناهجنا الدراسية واختلاف المفاهيم حولها
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (*)

الحمد لله الذي أنزل الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبلغ عن الله ما أنزل إليه من ربه، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فما يزال أهل الأهواء في نظرتهم إلى الحق في امر مريج و(في قول مختلف، يؤفك عنه من أفك).. قالوا عن القرآن إنه سحر، وإنه أساطير الأولين، وإنه شعر لأنهم في معارضتهم للحق ليس عندهم برهان يستندون إليه في معارضتهم فاختلفت بهم الأهواء، وتعددت منهم الآراء، وهكذا من أعرض عن الحق فإنه يكون في ضلال مبين، (فماذا بعد الحق إلا الضلال). واليوم كثرت الصيحات حول المناهج الدراسية في مدارس المسلمين عموماً، وفي مدارس هذه البلاد خصوصاً للمطالبة بتغييرها، ولو كانت هذه الصيحات والمناداة من الكفار لهان الأمر، لأن ذلك ليس غريباً منهم فهم يريدون اجتثاث الإسلام من أصله، كما قال الله تعالى فيهم: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} وقال تعالى: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} وقال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.. ولكن الغريب والمؤسف حقاً أن تأتي هذه الصيحات من بعض بني الإسلام الذين يفترض فيهم الغيرة لدينهم والمحافظة على مناهجهم والرد على دعوات أعدائهم. فمنهم من يقول: إنها تعلم الإرهاب لأنها بزعمهم تعلم الولاء والبراء اللذين أمر الله بهما في كتابه وسنة رسوله، فلا دين إلا بولاء وبراء، كما قال بعض العلماء:
وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذاك البرا من كل غاد وآثم
والولاء معناه محبة الدين الإسلامي وأهله، والبراء معناه بغض الكفر وأهله، لكن هم فهموا أن الولاء والبراء معناهما الاعتداء على الناس في دمائهم وأموالهم بغير حق، وربما يستشهدون بفعل بعض الفئات الضالة التي قامت بالتفجيرات في البلاد وروعت العباد وأفسدت في الأرض، وهذه الفئات ليست حجة على المسلمين فهي فئات ضالة يحذر منها ومن عملها الإسلام ويبرأ منها المسلمون وهي لا تمثل المسلمين ولم تتخرج على مناهج المسلمين وإنما تخرجت على أفكار منحرفة تلقتها من هنا وهناك من ضلال البشر ووحوش العالم.
وعقيدة الولاء والبراء لا تجيز الاعتداء على الناس، قال الله تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، أي لا يحملكم بغض الكفار وبغض دينهم على الاعتداء عليهم والجور في حقهم وعدم إنصافهم، ومنع حقوقهم. كما أن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام لا تحرم التعامل مع الكفار في البيع والشراء والمعاهدات وتبادل المنافع والخبرات وعقد الصلح وعقد الأمان والهدنة بيننا وبينهم، وإنما مقتضى الولاء والبراء الاحتفاظ بديننا والحذر من دين الكفار، ومن شرهم.
ومنهم من يقول: إن المناهج الدراسية عندنا تعلم التشدد والغلو.. وهذا على العكس فمناهجنا تعلم الوسطية والاعتدال وتنهى عن الإفراط والتفريط، لكن هؤلاء فهموا أن بيان العقيدة الصحيحة والعقيدة الباطلة وبيان الحلال والحرام والسلوك الطيب المعتدل والنهي عن الانحلال أنه تشدد وغلو، وهذا مفهوم خاطىء لأن الله سبحانه أمر بعبادته وحده ونهى عن عبادة ما سواه، وأحل الطيبات وحرم الخبائث وحث على الصدق في القول والعمل، فمن تعلم هذا ودرسه وأمر به فهو معتدل لا متشدد، وإنما الغالي والمتشدد والمفرط هو من خالف هذا المنهج، ولهذا قال بعض السلف: دين الله بين الغالي والجافي، وإذا وجد متشدد ومتطرف فهذا لا يمثل الإسلام وليس حجة على المناهج الدراسية لأنه لم يتلق ذلك عنها، وإنما تلقاه من خارجها وبعيداً عنها فهو من الشاردين في فكره وعقله ودينه، قد اعتزل المسلمين وعاش متوحشاً.
وقال بعضهم: إن المناهج تعلم التكفير، لأنها تبين نواقض الإسلام وتبين أنواع الشرك والكفر والنفاق وتحذر من البدع والمحدثات، وتعليم هذه الأمور -عندهم وبزعمهم- تكفير للمسلمين.. ونقول: حاشى وكلا، فمناهجنا -والحمد لله- لم تكفر مسلماً ولم تبدع سنياً، وإنما تحذر من أسباب الردة وتحذر من الكفر والشرك والابتداع في الدين حماية للإسلام والمسلمين وتبصيرا للناس، وهذا شيء موجود في الكتاب والسنة. والمسلم إذا درس هذه الأمور وتعلمها ليس معناه أنه يحكم على الناس بالكفر والشرك والتبديع دون مبرر، وإنما معناه أن يعرف هذه الأمور ليتجنبها ويحذر منها ولا يطبقها إلا على من تنطبق عليه حقيقة لا توهماً. ثم إن هذه الأمور لها مراجعها العلمية، وليس من حق كل طالب علم أن يحكم بها على الناس دون تثبت وبصيرة، أرأيتم لو ترك بيان هذه الأمور ولم تدرس للطلاب في المناهج على بصيرة وعلى أيدي علماء متخصصين، أليس الخطر أشد إذا تلقوها عن الكتب المجردة أو عن أصحاب الأفكار المنحرفة، فكونهم يبصرون بها عن طريق المناهج الدراسية والتعليم المنضبط أسلم عاقبة وأضمن نتيجة.
وختاماً.. نسأل الله ان يهدينا وجميع المسلمين لمعرفة الحق والعمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

(*) عضو هيئة كبار العلماء

جريدة الجزيرة / الخميس 20/1/1425هـ

مهتم 15-03-2004 11:17 AM

عمل المرأة في ضوء الإسلام
 
عمل المرأة في ضوء الإسلام

صالح بن فوزان الفوزان*


كثر في الآونة الاخيرة الكلام في الصحف والمجلات في بلادنا عن عمل المرأة وانها معطلة عن العمل وهي نصف المجتمع الى آخر ما يقولون ويغالطون به الحقائق ونقول لهؤلاء : لا شك ان الله سبحانه وتعالى خلق الرجال وخلق النساء وجعل لكل من الصنفين عملاً يليق به وينسجم مع خلقته ومقدرته وان اي محاولة لتغيير ذلك النظام وجعل الرجل يقوم بعمل المرأة والمرأة تقوم بعمل الرجل فإنها محاولة تتعارض مع الفطرة والدين والعقل وهي تعطل المجتمع كله وتتعارض مع الشرع الذي شرعه الله لعباده على وفق تلك الفطرة فالله جل وعلا (اعطى كل شيء خلقه ثم هدى) وبالتالي فإن هذه المحاولة ستفشل وتنتهي الى عواقب وخيمة ونهاية أليمة, فالمرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل مهما تخلت عن آدابها وجبلتها, وزوجة عمران لما نذرت ما في بطنها من الولد ليخدم بيت المقدس ثم ظهر المولود انثى قالت (رب اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) اي ان الأنثى لا تستطيع القيام بعمل الرجل, وفي قصة موسى عليه السلام قال الله تعالى (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما) مما يدل على ان المرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل ولو كثر عدد النساء والمرأة ايضا لا تستطيع المدافعة والمخاصمة حينما تتعرض لمواقف تحتاج فيها الى ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يفلح قوم ولوا امرهم امرأة) وقال تعالى: (او من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) وايضاً تولي المرأة لعمل الرجل يحوجها الى نزع الحجاب والى السفر والتنقل ولذلك صار المطالبون بتوليها هذا العمل يطالبون بنزع الحجاب ومنحها جواز سفر وبطاقة شخصية يحملان صورتها ويطالبون ايضا بقيادتها للسيارة لتتمكن من مزاولة اعمال الرجال ولو كان ذلك على حساب انوثتها وعفتها وحشمتها محتجين بأنها اذا لم تُمكّن من ذلك فستبقى معطلة وما علموا - أو تجاهلوا - ان الله جعل لها عملاً داخل البيوت يليق بها ولا يقوم به غيرها وانها اذا ابعدت عن هذا العمل الجليل واسند اليها غيره ستتعطل اعمال البيوت وتضيع الاسر فيحتاج اصحاب البيوت الى استقدام النساء الأجنبيات للقيام بهذا العمل مع ما يصاحبه من سلبيات ومخاطر يندى لها الجبين، ان ترك المرأة لعملها اللائق بها وتوليها لعمل الرجل هو التعطيل الحقيقي لدورها في المجتمع وقد ادرك الشاعر حافظ ابراهيم هذه الحقيقة المرّة حين قال


والأم مدرسة اذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
أنا لا اقول دعوا النساء سوافرا
مثل الرجال يجلن في الأسواق
في دورهن شئونهن كثيرة
كشئون رب البيت والمزراق

اليس الله جل وعلا قد قال لنساء نبيه وهن قدوة نساء المؤمنين (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) ومما هو مشاهد وملموس أن تولي المرأة للأعمال التي تحوجها الى تعطيل اعمال بيتها قد عرض الكثير من النساء الى الكساد والعنوسة وعدم رغبة الخطاب فيهن لأن الرجل يريد زوجة يسكن اليها لا زوجة يسكن معها فقط وعرض المزوجات منهن الى الطلاق وفقد الأزواج، وعرض الكثير منهن الى ترك الحشمة والوقار وجعلهن مسترجلات ممقوتات فاتقوا الله يا من تدعون الى الفتنة ولا تكونوا من (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) وقال عليه الصلاة والسلام: (واستوصوا بالنساء خيراً) وقال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم) فتوليها لأعمال الرجال لا يجوز شرعاً وعقلاً.
وعملها اللائق بها هو عملها في البيت وهو عمل يستغرق وقتها ويستنفد طاقتها واذا احتاجت المرأة الى العمل خارج بيتها فلا بأس بذلك بشروط وضوابط نلخصها فيما يلي:
1 - ألا يتعارض هذا العمل مع حشمتها وعفتها وسترها وحجابها.
2 - ان يكون عملها منعزلاً عن الرجال بعيداً عن الاختلاط والفتنة والخلوة مع الرجل الأجنبي منها.
3 - ألا يتعارض هذا العمل مع قيامها بعمل بيتها وتربية اسرتها وحقوق زوجها.
4 - ان يكون بها حاجة الى هذا العمل او يكون المجتمع محتاجاً الى عملها.
5 - ألا تسافر من اجل هذا العمل الا مع ذي محرم يصونها ويحافظ عليها، ومع توفر هذه الشروط فبقاؤها في بيتها وقيامها بعملها فيه خير لها واذا كانت صلاتها في بيتها خيرا من صلاتها في المسجد كما صح في الحديث فهذا في العمل الدنيوي اولى - والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

* عضو اللجنة الدائمة للإفتاء

الجزيرة 27/1/1420هـ

مهتم 11-04-2004 05:54 PM

ماذا يراد بإصلاح الخطاب الديني؟
صالح بن فوزان عبد الله الفوزان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين. نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وبعد:
تدور في هذه الأيام عبارات نسمعها ونقرؤها في وسائل الإعلام حول إصلاح الخطاب الديني. ولا ندري ماذا يقصد بها - هل يقصد بها تغيير نصوص الكتاب والسنة التي تأمرنا بجهاد الكفار والمنافقين وبغضهم ومعاداتهم إذا لم يقبلوا هدى الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وتأمرنا بالقيام بالدعوة إلى الله والدخول في دينه وترك الكفر والشرك والبدع وتأمرنا بالتقيد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ - هل معنى إصلاح الخطاب الديني أن نترك هذه المهمات العظيمة تحت شعار: حرية الرأي وعدم كره الآخر والرأي الآخر وحرية العقيدة كما يقولون، وكما قاله من قبلهم للنبي صلى الله عليه وسلم: (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ) وقال تعالى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}.و قال تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}. ولو كانت هذه المقالة تصدر من اليهود والنصارى وحدهم لم نستغربها منهم لأنهم حرفوا كتابهم وبدلوا وغيروا فيه - ولكن الغريب والعجيب ان تصدر هذه المقالة من بعض كتابنا وتنشر في بعض صحفنا. وقد تعقد لها ندوات ومؤتمرات تأثراً بمقالة الكفار وتنفيذاً لها.
أما ان كان المراد بإصلاح الخطاب الديني تغيير الغلط الذي يحل من بعض المسلمين في أسلوب الدعوة إلى الله وفي الاعتداء على الناس والغدر في العهد والأمان مع الكفار اللذين يكونان بين المسلمين والكفار فهذا الأسلوب ليس هو الخطاب الديني لأن الله يقول: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ويقول لموسى وهارون عليهما السلام في مخاطبتهما لفرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ويقول جل وعلا: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} فالذي يخالف هذا التوجه الإلهي في أسلوبه مع الناس لا يسمى خطابه هذا الخطاب الديني. وإنما هذا خطابه هو ، وإنما الخطاب الديني وضع الأمور في مواضعها وتسمية الأشياء بأسمائها والتمييز بين أولياء الله وأعداء الله وإنزال الناس منازلهم وتسمية المسلم مسلماً والمنافق منافقاً والكافر كافراً والعاصي عاصياً أو فاسقاً والتعامل مع كلٍّ بما يليق به من غير ظلم ولا عدوان ولا غُلُوٍّ ويجب تقسيم الكفار إلى محارب ومعاهد ومستأمن وإعطاء كلٍّ حكمه الشرعي من غير محاباة لأحد ولا تنازل عن شيء من أحكام الدين طاعة للكفار والمنافقين قال تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ،وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} أي إلاّ يكن المؤمنون بعضهم أولياء بعض، والكفار بعضهم أولياء بعض فتوالوا المؤمنين وتعادوا الكافرين فإنها ستحصل الفتنة في الدين فلا يميز بين المؤمن والكافر وبين الكفر والإيمان وحينئذ تختلط الأمور وتفسد الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


(*) عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة / 21/2/1425هـ

مهتم 19-04-2004 02:28 PM

الشيخ العلامة الفوزان : يرد على مانسب الى الشيخ المطلق:

المرأة عوره صوتها وصورتها:

صالح بن فوزان الفوزان *
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد - وبعد قرأت في "الوطن" عدد الجمعة 26 صفر 1425هـ كلاما نسبته لبعض المشايخ يهون فيه من ستر المرأة لوجهها عن الرجال ويأمر بخروجها في الفضائيات لأجل الدعوة بزعمه، ويقول إن 90% من النساء يرين أن الحجاب دون تغطية الوجه - ويقول الخلاف بين ابن عباس وابن مسعود يعني في تغطية المرأة لوجهها - ويقول: إن القول بأن صوت المرأة عورة لا أصل له في الشريعة الإسلامية - ولما قرأت هذا المقال توقفت عنده متعجبا كيف يصدر من رجل ينتسب إلى العلم فأردت أن أبدي عليه الملاحظات التالية:
أولا: استحسانه خروج المرأة في الفضائيات داعية وهي كاشفة وجها نقول له: هل النبي صلى الله عليه وسلم ولى المرأة خطبة العيد وغيره من الاجتماعات مع أن الجمع الذي يحضرها من الرجال والنساء قليل بالنسبة للذين يشاهدون الفضائيات ولماذا لم يولها الرسول الخطبة في هذا الجمع إلا لأنها عورة وفتنة. وقد خطب صلى الله عليه وسلم في الرجال ثم ذهب إلى النساء وخطب فيهن ولم يكل الخطبة إلى المرأة حتى أمام النساء.
ثانيا - هذه الإحصائية التي ذكرها هذا القائل وهي أن 90% من النساء لا يرين حجاب الوجه من أي مصدر أخذها - وحتى لو فرضنا أن هذه الإحصائيات صحيحة فالعبرة باتباع الدليل لا بالكثرة وهو يعلم ذلك - قال تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) ثم هل الحجاب موكول إلى رأي المرأة أو أنه حكم شرعي.
ثالثا قوله: إن الخلاف في غطاء الوجه بين ابن عباس وابن مسعود - نقول له: ابن عباس هو الذي فسر إدناء الجلباب المذكور في قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) بأنه تغطية المرأة لوجهها كما ذكر ذلك ابن كثير وغيره من المفسرين وكانت النساء يغطين وجوههن وهي محرمات مع النبي صلى الله عليه وسلم كما روته عائشة رضي الله مما يدل على أنه معلوم عندهن.
رابعا: إطلاقه أن صوت المرأة ليس بعورة إطلاق غير صحيح لأن الله قال لنساء نبيه: (فلا تخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) فصوت المرأة إذا كان فيه فتنة يكون عورة تؤمر بتجنبه- وإذا كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم مأمورات بعدم الخضوع فيه خشية الفتنة مع صلاحهن فغيرهن من باب أولى خصوصا أنهن لا يسمعهن إلا القليل - فكيف بالتي يسمعها الملايين ممن قي قلوبهم مرض ممن يشاهدون الفضائيات.
خامسا: الكاتب - هداه الله - حينما حث المرأة على الخروج في الفضائيات كاشفة وجهها قاصدة من ذلك مشاركتها في الدعوة إلى الله ونقول له: الدعوة إلى الله لا تبيح ارتكاب المحظور والمرأة إذا خرجت في الفضائيات كاشفة وجهها ارتكبت محظورين: الأول: كشف الوجه، والثاني: الفتنة بصوتها الذي يطمع من في قلبه مرض، ومعلوم أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح وسد الذرائع معلوم وأخيرا - نقول للكاتب: إذا اختلف العلماء في أمر من الأمور فإن كان الدليل مع أحدهم وجب الأخذ بما قام عليه الدليل - والدليل هنا مع من يقول بوجوب تغطية المرأة بوجهها عن الرجال، وإن لم يتبين الدليل مع أحد المختلفين وجب الأخذ بما عليه العمل في البلد وأهل هذه البلاد يرون وجوب غطاء الوجه فمن خالف ذلك كان شاذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار) ونسأل الله لنا ولهذا القائل وللمسلمين التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.

* عضو هيئة كبار العلماء

الوطن : الاثنين 29 صفر 1425هـ الموافق 19 أبريل 2004م العدد (1298) السنة الرابعة


__________________

مهتم 18-05-2004 02:10 PM

الأحداث ومواقف الناس منها


صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان(*)


الحمد لله.. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد: فإن سنّة الله في خلقه أن يبتليهم ليتميز المسلم من الكافر والمؤمن من المنافق. فتظهر خبايا النفوس وخفايا القلوب. ويتميز المؤمن الصابر الثابت. من ضعيف الإيمان الذي يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. وإن ما حدث في هذه الأيام من أعمال التخريب على أيدي طغمة فاسدة غرر بها وغسلت أدمغتها وشحنت بالأفكار الخبيثة وزين لها أن هذه الأعمال جهاد في سبيل الله وأن من انتحر فيها أو قتل فهو شهيد وكيف تكون هذه الأعمال جهادا في سبيل الله وهي إفساد في الأرض وقتل للأنفس التي حرم الله قتلها بالإيمان أو بالأمان والعهد. وكيف يكون المنتحر فيها شهيدا وهو قد قتل نفسه. وقد قال النبي صلى الله عليه إن من قتل نفسه فهو في النار يعذب فيها بجنس ما قتل به نفسه - وهذا العمل إنما هو جهاد في سبيل الشيطان لأنه هو الذي زين لهم هذه الأعمال كما قال للكفار لما زين لهم أعمالهم في يوم بدر: ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم) لكن هذا العمل الشنيع وهذا الفقه المعوج إنما هو نتيجة التعالم والتلقي عن أهل الضلال والاعراض عن العلم الصحيح وأهله كما هو حال هؤلاء القطعان المتوحشة.
ولقد وقف الناس من هذه الأحداث المروعة مواقف مختلفة كل يفسرها على حسب مزاجه وهواه - فالكفار يحملونها الإسلام والمسلمين ويقولون إن الاسلام دين الوحشية والحقد على البشرية وهذه الأعمال التخريبية من آثاره ولذلك صاروا يحاربون الإسلام في كل مكان ويقولون إنه دين الإرهاب وصاروا يحاولون الوقوف في وجهه للصد عنه ومنع مده الكاسح {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة. والمنافقون من المسلمين وأصحاب القلوب المريضة صاروا يروِّجون مقالة الكفار هذه باتهام الإسلام بهذه التهمة كما قال إخوانهم من قبل في غزوة الأحزاب: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (12) سورة الأحزاب. فصاروا يشككون في عقيدة المسلمين وفي كتبها ويحاولون تغييرها.
والخرافيون يقولون إنّ هذه الأحداث سببها الدعوة إلى التوحيد وإنكار الشرك والبدع واتهام الناس في عقائدهم وسوء الظن بهم إلى آخر ما يقولون وصاروا يطعنون في أئمة التوحيد وكتب التوحيد ويطالبون بإعادة النظر فيها لتوافق مزاجهم ويستروا ما عندهم من انحراف وضلال.
ولكن نقول للجميع: {مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (119) سورة آل عمران. والله قد تعهد بحفظ هذا القرآن وبقاء هذا الدين والمفلح من تمسَّك به وصبر على الأذى فيه والخاسر من أفلتت يده منه وانقلب على عقبيه. { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (41) سورة الحج. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


* عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة 11555 الثلاثاء 29 ربيع الأول 1425هـ


__________________

مهتم 10-06-2004 01:16 PM

نداء الى المفجرين من الشيخ الفوزان
الاستدلال الباطل وآثاره المدمرة

صالح بن فوزان الفوزان*


الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وبيَّن للناس ما نزل إليه من ربه، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وبعد قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}، والمتشابه هو الذي لا يُعلم المراد منه حتى يرد إلى غيره من النصوص فيفسره، والمحكم هو الذي لا يحتاج في تفسيره إلى غيره.. وذلك كالمطلق والمقيد، والخاص والعام، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، وهذه مدارك لا يعرفها إلا الراسخون في العلم الذين يردون المتشابه إلى المحكم فيفسرونه به ويقولون {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} وكلام الله يفسر بعضه بعضاً ويوضح بعضه بعضاً.. وأما أهل الزيغ والضلال فإنهم يستدلون بالمتشابه من الكلام كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - ويتركون المحكم ابتغاء الفتنة، ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل، ويفسدون في الأرض، ويقولون نحن استدللنا بالقرآن، وهم في الحقيقة لم يستدلوا بالقرآن وإنما أخذوا طرفاً وتركوا الطرف الآخر مثل الذين يستدلون بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} على ترك الصلاة ولا يأتون بالآية التي بعدها وهي:{الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }، وقد لا يكون هؤلاء أهل زيغ وإنما هم أهل جهل وتعالم وحماس جاهل وليسوا من الراسخين في العلم ولا يرجعون إلى أهل الرسوخ في العلم فيقعون في الهلاك ويُوقعون غيرهم فيه.. خُذ مثلاً في وقتنا هؤلاء المخربين الذين روّعوا العباد وأفسدوا في البلاد وصاروا يفجرون المباني وينسفونها على من فيها ويقتلون الأنفس التي حرّم الله قتلها إما بالإيمان وإما بالعهد والأمان, ويستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) ولم يعلموا:
أولاً: ان هذا الخطاب لولاة الأمور وليس هو خطاباً لكل أحد من الناس بدليل أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك أفراداً، وإنما الذي قام به عمر بن الخطاب الخليفة الثاني فدلّ هذا على أن هذا الخطاب يتولى تنفيذه ولي الأمر إذا رأى المصلحة في ذلك وأمكنه تنفيذه.
ثانياً: الرسول صلى الله عليه وسلم قالأخرجوهم) ولم يقل: اقتلوهم واغدروا بهم إذا أمنتموهم بل إن الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وإبلاغه مأمنه أن يوصل إلى بلاده آمناً.. لأن الإسلام دين الوفاء، لا دين الغدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة) خرجه في الصحيح.
ثالثاً: إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب لا يمنع استقدامهم لأعمال يقومون بها، ثم يرجعون إلى بلادهم إذا انتهت مهماتهم كالسفراء والعمال والتجار وأصحاب الخبرات التي يحتاجها المسلمون وليس عندهم من يقوم بها.. فقد استأجر النبي صلى الله عليه وسلم مشركاً يدله على طريق الهجرة، واستدان من يهودي في المدينة وجاءه نصارى نجران ودخلوا عليه في مسجده، وتفاوضوا معه، وربط ثمامة بن أثال في المسجد، وهو مشرك.
إن ما يصنعه هؤلاء الجهّال من التخريب وقتل المستأمنين إنما هو تشويه للإسلام وصد عنه وهو حرام ومعصية لله ولرسوله، فالواجب على من يريد النجاة لنفسه وفيه بقية من عقل أن يراجع صوابه ويتوب إلى ربه.. وولاة أمور المسلمين قد عرضوا على هؤلاء التوبة والرجوع إلى الصواب، وانهم إذا فعلوا ذلك فسيعاملون بالمعاملة الحسنة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والتوبة تجب ما قبلها.. فالواجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله وأن يلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم من المسلمين ويلتزموا بالسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} وقال النبي صلى الله عليه وسلمأوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد) وقال: (من شق عصا الطاعة وفارق الجماعة ومات فميتته جاهلية) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، هذا وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، ويرد مخطئهم إلى الصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


*عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة /11578
الخميس 22 ربيع الثاني 1425

مهتم 22-06-2004 06:06 PM



الأسماء لا تغير الحقائق


الشيخ صالح بن فوزان الفوزان*


إن من المغالطات المكشوفة تسمية الأشياء بغير اسمها تلبيسا على الناس وتغريراً بالجهال ، ومن ذلك تسمية التخريب والاعتداء على الناس وسفك الدماء المحرمة وإتلاف الممتلكات مما تقوم به تلك الفئة الضالة ويسمون ذلك جهادا في سبيل الله ويسمون الانتحار استشهاداً ، وربما ينخدع بعض الناس خصوصاً صغار السن بهذا التضليل وينخرطون معهم في الإفساد في الأرض ونقول لهؤلاء ومن اغتر بهم :
أولاً : الجهاد في سبيل الله هو قتال الكفار والمشركين لإزالة الشرك ونشر التوحيد بعد دعوتهم إلى الله وامتناعهم من قبول الدعوة ، وتنظيم الجهاد والإشراف عليه من صلاحيات إمام المسلمين ، لأن الذي تولاه في عصور الإسلام كلها هم ولاة الأمور، ابتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه ومن جاء بعدهم من ولاة أمور المسلمين ، وليس الجهاد فوضى ، كل يقوم به ويأمر به ، والله تعالى يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ } (38) سورة التوبة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (وإذا استنفرتم فانفروا) فلا يجوز للمسلم أن يجاهد إلا إذا استنفر للجهاد والذي يستنفر هو ولي أمر المسلمين ، إذا توفرت شروط الجهاد وزالت موانعه .
ثانياً : الجهاد لا يكون بقتل المسلمين والمستأمنين ، وإنما يكون مع الكفار المحاربين ، وأما قتل المسلمين والكفار المستأمنين فإنه عدوان وظلم ، والله قد حرم العدوان والظلم في حق المسلم والكافر ، وليس هذا العدوان جهادا في سبيل الله ، وإنما هو جهاد في سبيل الشيطان ، والمسلم لا يرضى أن يكون من جند الشيطان ومن أولياء الشيطان .
ثالثاً : لا يجوز قتل الكافر المستأمن والمعاهد والذمي بحجة أن الكفار الآن يقتلون المسلمين كما يحتج بذلك الجهال ، لأن الله تعالى يقول : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } (164) سورة الأنعام ، وهذا من فعل الجاهلية الذين كانوا يقتلون البريء بحجة الانتقام من المجرم ، وأيضا هذا قتل لمن يحرم قتله .
رابعاً : الانتحار ليس استشهاداً لأن المنتحر يتعمد قتل نفسه ، ومن قتل نفسه فهو متوعد بالنار كما صحت بذلك الأحاديث والله تعالى يقول :{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا } (169) سورة آل عمران ، ولم يقل قتلوا أنفسهم ، والمقتول في سبيل الله مأجور ، وقاتل نفسه آثم ففرق بين الحالتين ، ولا يسوي بينهما إلا ملبس أو جاهل .. فنصيحتي لهؤلاء الذين غُرِّر بهم وخدعوا بهذا الفكر المنحرف أن يرجعوا إلى صوابهم ، ويتوبوا إلى ربهم ويلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم ، وولاة الأمور - حفظهم الله - قد وعدوا من سلم نفسه تائباً أنه سيعامل معاملة خاصة .. والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .


* عضو هيئة كبار العلماء


مهتم 27-06-2004 05:39 PM

[align=justify]
الشيخ العلامة / صالح الفوزان : الفتن والمخرج منها ..تسلط اعداء وتسميم افكار:



الفتن والمخرج منها

بقلم صالح بن فوزان الفوزان(*)

الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله - نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:

فالمراد بالفتنة الابتلاء والاختبار. والمخرج منها هو السبب الذي يخلص الله به العباد من شرها. ووقوع الفتن لا بد منه.. قال تعالى: (الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {3}) العنكبوت (1-3).وفي وقوع الفتن حكم عظيمة فالمؤمن يزداد إيمانا وثباتا والمنافق ينكشف أمره ونفاقه ويتبين كذبه. وفي الفتن يتنبه المؤمنون فيعلمون أن ما أصابهم بسبب ذنوبهم ومعاصيهم فيتوبون إلى ربهم ويصححون أوضاعهم كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (30) سورة الشورى. وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (41) سورة الروم. وإنّ ما نعيشه الآن من تسلُّط الأعداء وتسميم أفكار بعض شبابنا ضدنا إنما هو بعض من تلك الفتن التي أجراها الله علينا بسبب ذنوبنا ومخالفاتنا. فعلينا أن نحاسب أنفسنا ونتوب إلى ربنا ليخلصنا منها - وعلينا أن نعمل الأسباب التي تخرجنا منها. وأهم هذه الأسباب:

أولاً:

التوبة إلى الله مما حصل منا أو من بعضنا من المخالفات لديننا وعقيدتنا فالله تعالى يقول: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (25) سورة الأنفال. وفي وقعة أحد لما حصلت مخالفة من بعض الصحابة سلَّط الله الكفار على المسلمين وحصلت النكبة على المسلمين بسبب تلك المخالفة - قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (152) سورة آل عمران. وهذه سنّة الله في خلقه. فهل نحن خير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعلينا ان نحاسب أنفسنا ونتوب إلى ربنا ليكشف ما بنا.

ثانياً:

علينا أن نتمسك بكتاب ربنا وسنّة نبينا علماً وعملاً واعتقادا. قال صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم. قيل: ما المخرج منها يا رسول الله. قال: كتاب الله) الحديث. وقال صلى الله عليه وسلم: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا. فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة) أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيكون اختلاف وأنه عند حدوثه لا بد من حسمه بالرجوع إلى الكتاب والسنّة ويؤخذ من الأقوال والآراء بما قام عليه الدليل. كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء. ولا يجوز البقاء على الاختلاف كما ينادي به الآن كثير من المنافقين والذين في قلوبهم مرض فالله تعالى يقول: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (46) سورة الأنفال. وكما أخبر صلى الله عليه وسلم أن ما خالف سنّته وسنّة خلفائه أنه بدعة. وكل بدعة ضلالة - لا كما يقوله أهل الضلال إن هناك بدعاً حسنة. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (وسنّة الخلفاء الراشدين) إرشاد إلى اتباع منهج السلف الصالح كما قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} (100) سورة التوبة. لا كما ينادي به الآن أهل الضلال من المطالبة بقطع الصلة بمنهج السلف واتباع منهج الخلف. بل منهج خلف الخلف من أهل الجهل والأهواء من المعاصرين ومن يسمونهم بالمفكرين والعصرانيين. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنّتي) والإمام مالك رحمه الله يقول: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) وهذا يستدعي منا العناية بالتعليم وتقويم مناهجه على الكتاب والسنّة واتباع منهج السلف وذلك بدراسة القرآن وتفسيره والحديث وعلومه وشروحه والفقه وأصوله والنحو واللغة العربية، وفروعها. وهذا - ولله الحمد - متمثل في مناهجنا الدراسية التي رسمها لنا علماؤنا وسارت عليها دولتنا منذ أسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - وخرجت أجيالاً من العلماء قاموا بالمهمات في مجال القضاء والفتوى والتدريس والدعوة والإرشاد وتولي المسئوليات المهمة. فعلينا أن نتمسك بهذه المناهج القيمة ونواصل السير عليها لتوالي عطاءها وخيرها. ولا نلتفت لمن ينادي بتغييرها أو إضعافها. لأن هذا أضعاف أو إزالة للأساس الذي قامت عليه الدولة. وهذا ما يريده المغرضون - كفانا الله شرهم. وردّ كيدهم في نحورهم. إن هذه المناهج تعلم الوسطية والاعتدال وتحارب الغلو والتطرف. لأنها مبنية على الكتاب والسنّة ومنهج السلف الذي يحارب منهج الخوارج والبغاة والغلاة. ويحارب منهج المنحلين وأصحاب الأهواء والشهوات الذين قال الله فيهم: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} (27) سورة النساء. ويحارب منهج أهل الأهواء والبدع والانحرافات الذين قال الله فيهم: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} (71) سورة المؤمنون. علينا أن نحذر هؤلاء وهؤلاء.

ثالثاً:

علينا أن نحذر من كيد أعدائنا من الكفار والمنافقين الذين يريدون صرفنا عن ديننا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (150) سورة آل عمران. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (100) سورة آل عمران. وقال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (120) سورة البقرة.

رابعاً:

مما يخرجنا من الفتن لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين. كما جاء في صحيح البخاري لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ظهور الفتن ووجود دعاة يدعون إلى جهنم من أطاعهم قذفه فيها ووصفهم بأنهم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قال له حذيفة: فما تأمرني إن أدركت ذلك. قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. وفي الحديث الآخر: (من شق عصا الطاعة. وفارق الجماعة ومات على ذلك مات ميتة جاهلية) وفي الحديث الآخر: (من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) وفي هذا تحذير من الشذوذ واتباع الأفكار الهدامة والتحذير من دعاة الضلال - وما أكثرهم اليوم وقانا الله شرهم.

خامساً:

ومما يخرج من الفتن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحافظة على أداء الفرائض واجتناب المحارم قال الله تعالى:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (40-41) سورة الحج. وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور. وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام. والظلم المراد به هنا الشرك وفي الآية التي ذكرنا قبلها: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (55) سورة النور. فهذا فيه أن التوحيد والسلامة من الشرك سبب لتوفر الأمن ففيه الحث على التمسك بالعقيدة والحذر مما يخالفها. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وهدى ضال المسلمين. ووفق ولاة المسلمين لما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام والمسلمين إن ربنا سبحانه بيّن الأسباب التي تسبب وقوع الفتن والأسباب التي تنجي منها.

سادساً:

يجب علينا المحافظة على أولادنا وتحصينهم من الأفكار الهدامة التي يروِّجها أعداء الأمة الإسلامية والمدعومة من أمم الكفر ويستخدمون لترويجها والدعوة إليها أقواماً من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويتسللون بين صفوفنا ويتخطفون أبناءنا ويسحبونهم من مدارسنا ومساجدنا ودوائرنا بل ومن بيوتنا الى خلواتهم المشبوهة ورحلاتهم المسمومة ويلقنونهم الأفكار الهدامة حتى يتنكروا لدينهم ومجتمعهم وولاة أمورهم ويحملوا السلاح في وجوهنا ويسفكوا الدماء المعصومة ويتلفوا الممتلكات المحترمة ويهلكوا الحرث والنسل ويسعوا في الأرض بالإفساد. أن على الآباء وعلى المدرسين وعلى خطباء المساجد وعلى الدعاة والمرشدين وعلى العلماء عموما الوقوف أمام هذا التيار الخبيث والتحذير منه ورد شبهات أهله والمروجين له. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. إن ما حصل هو نتيجة عن إهمالنا وغفلتنا وسكوتنا بل والتخاذل بيننا واتهام من يحذر من تلك الأفكار بأنه لا يريد الخير وانه حاسد الى آخر ما سمعنا من تلك الاتهامات حتى تمادى الشر وبلغ السيل الزبى ولا حول ولا قوة الا بالله.

سابعاً:

على شباب المسلمين - وفقهم الله لكل خير، وحماهم من كل شر أن يحذروا من دعاة السوء وأصحاب الأفكار الهدامة وان يتصلوا بعلماء المسلمين من أهل السنّة والجماعة ويتلقوا عنهم العلم النافع ويسألوهم عما أشكل عليهم قال الله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (43) سورة النحل. واهل الذكر هم العلماء الربانيون. وعلى من وقع من شباب المسلمين في شيء من تلك الأخطاء والأفكار الضالة المنحرفة ان يرجع الى الصواب. فالرجوع الى الحق فضيلة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. عليهم ان ينضموا إلى جماعة المسلمين. ( فإنّ يد الله على الجماعة. ومن شذ شذ في النار) ولا يكونوا عوناً للأعداء على تدمير بلادهم والاعتداء على إخوانهم وحرماتهم. فإنّ هذا من الإفساد في الأرض {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة. {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة. وليس هذا العمل الاجرامي الذي تقوم به بعض الفئات الضالة من الجهاد في سبيل الله كما خيِّل إليهم ولبس عليهم أعداء الله. وإنما هو جهاد في سبيل الشيطان. {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} (119) سورة النساء. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتِّباعه. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنباه. ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل. اللهم وفِّق ولاة أمورنا لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين. واجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين. يارب العالمين. {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (5-4) سورة الممتحنة. {عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (85-86) سورة يونس.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

الجزيرة /الأحد 09 جمادى الأولى 1425
[/CENTER]

مهتم 04-07-2004 01:00 PM



الشيخ العلامة / صالح الفوزان : هذا غدر وخيانة وإن سموه جهاداً :


تصحيح مفاهيم


صالح بن فوزان الفوزان (*)


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
في مقالات مضت تناولت بالبيان بعض الشبهات التي يتعلق بها هؤلاء الذين غرر بهم من أبناء المسلمين فأساءوا إلى دينهم ومجتمعاتهم بسببها، ولا شك أن الفتن على قسمين فتن شبهات وتكون في العقيدة والدين، وفتن شهوات وتكون في الأفعال والسلوك والأخلاق، ويروج هذه الشبهات بقسميها أعداء الإسلام والمسلمين، كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} وقال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} والمسلم على خطر من هذه الشبهات أن تؤثر عليه وتضله، فهذا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام خاف على نفسه من فتن الشبهات فقال: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ) ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) والراسخون في العلم يقولون: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} ولا شك أن هذه الشبهات يجب أن تعرض على أهل العلم ليكشفوا زيفها ويبيّنوا بطلانها حتى يسلم المسلمون من شرها وشر أهلها ولا تعرض على الجهال وأنصاف المتعلمين أو تعرض على علماء الضلال فإن هؤلاء لا يزيدونها إلا شراً، ونحن الآن في فتن عارمة استهوت كثيراً من شباب المسلمين فنتج عنها التخريب في بلاد المسلمين وقتل الأبرياء من المسلمين والمستأمنين وإتلاف الأموال والممتلكات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) وقال عليه الصلاة والسلام: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) ودماء المستأمنين من الكفار وأموالهم كدماء المسلمين وأموالهم فلا يجوز قتل المستأمن عمداً وإن قتل خطأ فإنه على القاتل الدية والكفارة، قال صلى الله عليه وسلم في قتله عمداً: (من قتل معاهداً لم يُرح رائحة الجنة) وقال تعالى في قتله خطأ {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} وهذا يدل على وجوب وفاء المسلمين بالعهود وتحريم الغدر بها حتى مع الكفار (إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) وهؤلاء الذين يقتلون الكفار في بلاد المسلمين قد خالفوا الكتاب والسنّة وعصوا الله ورسوله وعملهم هذا غدر وخيانة وإن سموه جهاداً فهو جهاد في سبيل الشيطان وشبهتهم في ذلك عموم حل دم الكافر وماله ولم يعلموا ان هذا الحكم خاص بالكافر الحربي دون الكافر المعاهد والمستأمن والذمي، كذلك من شبهتهم في قتل رجال الأمن المسلمين ان الصائل يقتل دفعاً لشره. ولم يعلموا أنهم هم الذين ينطبق عليهم حكم الصائل لأنهم يصولون على المسلمين والمستأمنين، ورجال الأمن هم الذين يدفعون الصائل في هذه الحالة ولو أنهم كفوا أذاهم عن المسلمين ولم يشهروا السلاح في وجوه المسلمين لما تعرض لهم رجال الأمن، ففي الحقيقة هم الصائلون الذين يجب دفع شرهم عن المسلمين ورجال الأمن لهم الأجر في ذلك ومن قُتل من رجال الأمن فإنه ترجى له الشهادة في سبيل الله لأنه يدفع الصائل عن نفسه وعن المسلمين.
ومن شبه هؤلاء المخربين أنهم يقولون إن دول الكفر تقتل المسلمين وتشردهم ونحن نقتل هؤلاء الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين انتقاماً من الدول الكافرة التي تقتل المسلمين، ونقول لهؤلاء أولا: هؤلاء الكفار المقيمون في بلادنا بالأمان والعهد يحرم قتلهم بموجب العهد والأمان (من قتل معاهداً لم يُرح رائحة الجنة) رواه البخاري وغيره وهذا وعيد شديد لأن هذا العمل غدر وخيانة.
ثانياً: هذا العمل من قتل الأبرياء الذين لم تحصل منهم إساءة في حق المسلمين والله تعالى يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وإنما هذا من فعل الجاهلين وإذا كنتم تزعمون أن هذا العمل انتقام من الكفار فأنتم تمشون في مخططاتهم فهم الذين يزرعون التخريب في بلاد المسلمين ويدربون المخربين، أليسوا يؤون المطاردين أمنياً من بلاد المسلمين ويحمونهم ويفسحون لهم المجال في بث الدعايات السيئة ضد المسلمين ويسمونهم بالمعارضين، فلا تكونوا عوناً للكفار على المسلمين وجنداً لهم.
وختاماً: أحذرُ شباب المسلمين من الانخداع بهذا الفكر المنحرف وادعو من انخدعوا به إلى التوبة والرجوع إلى الصواب والانضمام إلى إخوانهم وبلدانهم فالرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


(*) عضو هيئة كبار العلماء


الجزيرة في 16/5/1425هـ

مهتم 14-07-2004 12:11 PM

[align=justify]
كيد الشيطان للمسلمين بواسطة المرأة

الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان / عضو هيئة كبار العلماء


إن عداوة الشيطان للإنسان قديمة منذ عهد أبيه آدم عليه السلام فهو ما زال يكيد لهذا الإنسان لإهلاكه كما قال لربه: {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً}، ومن أعظم ما يكيد به الشيطان للإنسان كشف العورات لما يجر إليه من الوقوع في الفاحشة وفساد الأخلاق وضياع الحياء والحشمة، فكاد لآدم وزوجه بالأكل من الشجرة التي نهيا عن الأكل منها: {لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا}، فحصلت من آدم عليه السلام الخطيئة ولما عاتبه الله في ذلك تاب إلى الله فتاب الله عليه وقطع خط الرجعة على الشيطان لكن بقيت آثار المعصية بإخراجه من الجنة فزاد ذلك من توبة آدم إلى ربه واجتهاده في طاعته {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}، ففات على الشيطان غرضه وحصل لآدم من الإكرام وحسن العاقبة ما لم يتوقعه الشيطان وصار كما قيل: (رب ضارة نافعة) ثم إن الله سبحانه وجَّه النداء لبني آدم محذِّراً لهم من كيد هذا العدو الذي فعل مع أبيهم ما فعل أن لا يفتنهم ويوقعهم في الهلاك عن طريق التساهل في كشف العورات وامتن عليهم بلباسين يستران عوراتهم: اللباس الذي يواري سوءاتهم ويجمِّل هيئاتهم وهو اللباس المحسوس الذي يلبسونه على أبدانهم، واللباس الذي يواري سيئاتهم ويجملهم ظاهراً وباطناً وهو لباس التقوى الذي تتحلَّى به قلوبهم قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}، {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}، وما حذَّر الله عباده هذا التحذير إلا لأن الشيطان سيعيد عليهم الكرة فيأمرهم بالعري وخلع الستر ولباس الحشمة لما له في ذلك من المآرب الخبيثة والمطامع الدنيئة وقد عمل هذه المكيدة مع أهل الجاهلية فأمرهم أن يطوفوا بالبيت عراة رجالاً ونساءً وقال لهم: لا تطوفوا في أثواب قد عصيتم الله فيها فأطاعوه محتجين على ذلك أنهم وجدوا عليه آباءهم (وأن الله أمرهم بهذا) وهكذا احتجوا بالتقليد الأعمى وبالكذب على الله، وهما حجتان داحضتان ولكن صاحب الباطل يتعلَّق بخيط العنكبوت.
ولما بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أنكر هذا العمل ومنعه لما فتح الله له مكة وجعل له السلطة على أهلها فقال: (لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان) وبعد هذا دبَّ الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس في هذا الزمان إلى المسلمين مطالبين بكشف العورات وخلع لباس الحشمة، طالبوا بإخراج المرأة عن الآداب الشرعية إلى الآداب الكافرة الافرنجية وطالبوها بخلع الحجاب وإظهار الزينة وطالبوها بالخروج من البيت ومشاركة الرجال في أعمالهم التي لا تليق بالمرأة، طالبوا باختلاطها مع الرجال في مجالات العمل وفي مجالات اللهو واللعب في المسارح والمراقص ودور اللهو، طالبوها بأن تداوم في الوظيفة كدوام الرجال رغم ما يعتريها من حمل وولادة وحيض ونفاس، طالبوا أن تتولَّى المرأة أعمالاً لا يتحقق لها القيام بها إلا بالتنازل عن حيائها وحشمتها، بل طالبوا أن تقوم بأعمال لا تطيق القيام بها خلقة وطبيعة أن تكون وزيرة وسفيرة ومديرة ورئيسة أعمال متناسين أنها أنثى خُلقت لأعمال النساء لا لأعمال الرجال {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}، إن الكفار حينما ينادون بذلك يريدون أن يسلبوا المرأة كرامتها ومكانتها اللائقة بها حتى ما تمتع به المرأة المسلمة من عزة وكرامة ومكانة عالية، ومن ينعق بأفكارهم ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا في الصحف والمجلات والمؤلفات إنما ينعقون بما لم يدركوا عواقبه الوخيمة أو يدركوا ذلك ولكن يريدون أن يرضوا أسيادهم أو يريدون أن تكون المرأة ألعوبة بأيديهم يستمتعون بما يتمكنون من الاستمتاع به منها، والعجيب أن بعض النساء المخدوعات ينعقن بهذه الأفكار دون أن يدركن ما يحاك ضدهن فهن كما قال الشاعر:


فكانت كعنز السوء قامت بظلفها

إلى مدية تحت التراب تثيرها

إننا نريد من أمتنا رجالاً ونساءً حكومةً وشعباً أن يقفوا ضد هذه الحملة الشرسة المركَّزة على المرأة المسلمة التي إن نجحت (ونعوذ بالله) نكبت المجتمع في أعز ما لديه لأن المرأة قاعدة الأسرة قال الشاعر:

والأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق

وإذا انهارت الأسر انهار المجتمع، لأن الأسر هن لبناته فاتقوا الله يا من تنادون بتمرد النساء وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة خيراً وحذَّر من خطرها فقال: (واتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).
لما علم شياطين الإنس والجن ما للمرأة من مكانة في المجتمع ركَّزوا عليها وزعموا أنها مظلومة ومهضومة الحقوق وفي الحقيقة هم الذين يريدون سلب حقوقها وإخراجها عن طورها وخصائصها، يريدونها أن تكون كادة كادحة مضيعة لمسئوليتها فهي ربة بيت وراعية أسرة ومربية أجيال وسكن زوج، فأعمال الرجال للرجال وأعمال النساء للنساء هكذا فطر الله الناس وخلقهم {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


الجزيرة 11612 الاربعاء 26 جمادى الأولى 1425 [/CENTER]

مهتم 11-08-2004 11:42 AM

[align=justify]

الحوار يراد منه بيان الأحكام الشرعية وترسيخها


صالح بن فوزان الفوزان/ عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد:

لا شك أن الحوار بين المختلفين في أمر من الأمور يراد به بيان الصواب وتجنب الخطأ، ومن هنا شرع الله سبحانه المجادلة بالتي هي أحسن وشرع الشورى وشرع المناظرة والمباهلة. قال تعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وقال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}، وقال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، وقال تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}، إذاً فالمقصود من الحوار والمناظرة والشورى والمباهلة استبيان الحق ومعرفة الخطأ وإقامة الحجة على المخالف، وهذه البلاد السعودية - ولله الحمد - قامت دولتها على الكتاب والسنَّة وتحكيم الشريعة والتمسك بالعقيدة الصحيحة وضمنت هذه المقاصد العظيمة في مناهج تعليمها وسياستها الداخلية والخارجية. والتزمت بإقامتها. فمن كانوا يتوقَّعون من الحوارات أن تتغيَّر هذه الثوابت فإنهم واهمون ويظهر هذا التوقّع وهذا التوهم من تعليقاتهم في الصحف وغيرها بعد نهاية كل حوار بأن هذه الحوارات لم تأت على المستوى الذي كانوا يتوقَّعونه منها.
ونحن نقول: هناك مسلَّمات لا مجال للحوار فيها كأمور العقيدة وأحكام الشريعة والحقوق الواجبة بالكتاب والسنَّة لله سبحانه ولعباده، قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}. وحقوق الزوج على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها وحقوق المسلمين عموماً وحقوق المرأة سواء أكانت زوجة أو أماً أو أختاً أو قريبةً أو أختاً مسلمة غير قريبة، وحقوق المستأمنين وأهل الذمة من الكفار. وحقوق المواطنين. كل هذه حقوق قررها الإسلام وأمر بإعطائها لمستحقيها. يبقى النظر في المشاكل التي قد تعترض هذه الحقوق ويرجع فيها إلى المحاكم الشرعية قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وقال سبحانه: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}. وأما الأمور المستجدة في المعاملات وغيرها فالنظر فيها لهيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية. وأمور السياسة والأحكام السلطانية مردها إلى أولي الأمر. كما قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}. وأما الأمور الفكرية والثقافية فيرد النظر فيها إلى مؤتمرات الحوار الفكري للاستفادة من الفكر المستقيم والبعد عن الفكر المنحرف الذميم. وأما الحقوق الوطنية فيرجع فيها إلى الدوائر المتخصصة بالنظر فيها وإلى الوزارات ذات العلاقة، وهكذا نجد أن الإسلام - ولله الحمد - قد نظَّم شؤوننا وأمر برد الأمور إلى نصابها كل في اختصاصه. وأما أن يرضى الناس كلهم عنا فهذا مستحيل، ولكن حسبنا أن نرضي الله ونقيم العدل بين الناس ما استطعنا ولو سخط من سخط.
قال الشاعر:




إن نصف أعداء لمن
ولي الأحكام هذا إن عدل


وقال آخر:



لو أنصف الناس استراح القاضي
ومال الجميع إلى التراضي


هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.



الجزيرة السبت 7 ,جمادى الثانية 1425 العدد11622
[/CENTER]

مهتم 24-08-2004 12:25 PM

[align=justify]
نصيحة للشباب


بقلم: صالح بن فوزان الفوزان


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإنه لما حدثت التفجيرات في الرياض وغيرها وقد قام بها ثلة من شباب المسلمين استغرب الناس هذا الحدث واختلفوا في تعليلاته وأسبابه. وكل أدلى برأي. والذي أراه سببا وحيدا لذلك هو تربية الشباب منذ صغرهم على مناهج دعوية وافدة تخالف المنهج السليم الذي كانت تسير عليه البلاد ويتلقون أفكارا من خلال تلك المناهج أدت بالكثير منهم إلى ما لا تحمد عقباه. لقد كان صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة يسيرون على منهج الكتاب والسنة الذي تركهم عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوصاهم بالتمسك به فقال: (إني تارك فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي) وقال - عليه الصلاة والسلام -: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). والله تعالى قد أوصانا باتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فقال - سبحانه وتعالى -: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ومنهج هؤلاء الذين أوصانا الله باتباعهم يحتاج منا إلى معرفته وتعلمه ومعرفة ما يخالفه ويضادّه؛ حتى نتجنبه إذ لا يمكن لنا اتباع منهج السلف إلا بمعرفته؛ ولهذا قال سبحانه: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان} أي باعتدال من غير غلوّ ومن غير تساهل ولا تفريط، ولا يمكن ذلك إلا بتعلم هذا المنهج وعلم ما يخالفه ويضاده؛ ولذلك ألف الأئمة كتب العقائد التي فيها بيان منهج السلف وبيان منهج المخالفين لهم من شيعة وقدرية وخوارج وجهمية ومعتزلة ومشتقاتهم من الفرق الضالة التي أخبر عنها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي).
واليوم شبابنا تتخطفهم مناهج مختلفة فيحتاجون إلى دراسة عقيدة السلف الصالح بعناية تامة وتحذيرهم من الانقسامات تبعاً للمناهج الوافدة عملا بقوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. وكثير ممّن ينتمون لمنهج السلف يجهلونه ولذلك اختلفوا بينهم؛ كلٌّ يزعم أن الصواب معه؛ فحصلت بينهم صراعات مريرة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى التكفير لغيرهم أو التفسيق والتبديع نتيجة للجهل بمنهج السلف؛ فلم يتبعوه بإحسان، بينما فرق أخرى من الحزبيين تزهد بمنهج السلف وتتبع رموزاً من حركيين ومنظرين أبعدوهم عن منهج السلف فاعتنقوا أفكاراً غريبة عن منهج السلف. وكلا الفريقين من هؤلاء وهؤلاء على طرفي نقيض وفي صراع مرير أفرحوا به أعداء الإسلام، ولا ينجي من هذا الصراع والاختلاف بين صفوف شباب الأمة إلا الرجوع الصادق إلى الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة وأئمتها؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته. وهذا لا يحصل ولا يتحقق إلا بتعلم العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وهذا - ولله الحمد - مضمّن في مناهج الدراسة وكتب العقيدة المقررة في مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا ومساجدنا؛ فيا أيها المدرسون الكرام ونحن في بداية العام الدراسي.. الله.. الله عليكم الجدّ والاجتهاد في توضيح هذه العقيدة الصحيحة السليمة لأبنائكم الطلاب حتى تكون لهم حصناً منيعاً - بإذن الله - يقيهم من الانحراف الفكري، وربوهم على التآخي في الحق وعفة القول فيما بينهم بدلاً من التراشق فيما بينهم بالاتهامات الجارحة والوقيعة في أعراض العلماء والدعاة؛ قال تعالى: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
وحينما أقول: إن الشباب على طرفي نقيض حول منهج السلف فلست أعني كل الشباب؛ لأن هناك كثيراً من الشباب - ولله الحمد - على منهج سليم ومنهج وسط معتدل هو منهج السلف الصالح وهم قدوة صالحة لشباب الأمة نرجو الله أن يثبتهم ويرزقهم الفقه في دينه، لكننا نخاف عليهم التأثر بالتيارات المضللة التي اجتاحت فئات من شبابنا والحي لا تؤمن عليه الفتنة - كما قال بعض السلف: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)؛ فيا شباب الأمة خذوا عن العلماء الربانيين الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله ويعلمونكم العلوم النافعة في المدارس والمساجد، وإياكم والأخذ عن أهل الضلال والجهال وأصحاب الأهواء، وخذوا عمن تثقون بعلمه ودينه وعقيدته كما قال بعض السلف: (إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم) فأقبلوا على طلب العلم الصحيح واحذروا من التفرق والتنابز بالألقاب؛ قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؛ وذلك بسبب تفرقهم واختلافهم وخذوا بوصية نبيكم - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) وخوّفوا مما خاف منه النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما قال: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المصلين)؛ إنه ليس لنا إمام وقدوة سوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من قال هناك شخص يجب اتباعه غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل). ومعنى هذا أن غير الرسول لا يتبع إلا إذا اتبع الرسول. ومن خالف الرسول حرم اتباعه. وأبو بكر - رضي الله عنه - يقول: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا تطيعوني)؛ ومعنى هذا أنه ليس هناك متبوع معصوم غير الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وعليكم معشر الشباب بتوقير العلماء والمدرسين حتى تستفيدوا من علمهم، فإن احتقرتموهم حرمتم من علمهم. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
هناك من يدعو إلى البقاء على التفرق في الآراء كما نقرأ لهم في الصحف والمجلات، ويقولون: إن هذا من يسر الإسلام في قبول الرأي والرأي الآخر ومن الأخذ بالاجتهاد. وهذا من المغالطة والتضليل؛ لأن الله لم يرضَ لنا البقاء على الاختلاف، بل حذرنا من ذلك؛ فقال سبحانه: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}؛ قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل الفرقة والإضاعة.
والأخذ بأقوال المجتهدين، وهو الذي يعبر عنه بقولهم: لا إنكار في مسائل الاجتهاد؛ فذلك حينما لا يتبين الدليل مع أحد المختلفين، فإذا تبين وجب الأخذ بما قام عليه الدليل وترك ما خالفه، وهو معنى قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ}، وأصحاب هذه الفكرة يقولون: لا تردون مسائل النزاع إلى الله والرسول وإنما كلّ يبقى على قوله، ويجوز لنا الأخذ بأي قول دون نظر إلى مستنده. نحن لا نتعصب لإمام معين؛ لا نأخذ إلا بقوله، وإنما نتبع الدليل مع أي إمام كما أمرنا الله ورسوله بذلك. قال الإمام أبو حنيفة - رحمه الله -: إذا جاء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلى الرأس والعين، وإذا جاء الحديث عن الصحابة فعلى الرأس والعين. وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال؛ أي هم مجتهدون ونحن مجتهدون؛ حيث لا دليل. وقال الإمام الشافعي - رحمه الله: (أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له أن يدعها لقول أحد). وقال - رحمه الله -: (إذا خالف قولي قول رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط)، وقال الإمام مالك - رحمه الله -: (أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد لجدل هؤلاء؟). وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}). وقبل هؤلاء الأئمة يقول ابن عباس - رضي الله عنهما - لما خالفه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - في مشروعية فسخ الحج إلى العمرة مع أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضحة في مشروعية الفسخ؛ قال: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقولون: قال أبو بكر وعمر).
أقول: فكيف بالذين يقولون الآن: قال المفكر الفلاني والكاتب والفلاني ممّا يخالف كلام الله وكلام رسوله، ويسر الإسلام ليس باتباع الأقوال وإنما هو بالأخذ بالرخص الشرعية.
اللهم إنا نبرأ إليك من هذا القول ونسألك الثبات على الحق ونعوذ بك من اتباع الهوى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة / 11651العدد /الأحد 6 ,رجب 1425[/CENTER]

مهتم 02-09-2004 01:11 PM




إذا حذرت من الغلو فلا تنس التساهل وإذا أمرت بالولاء فلا تنس البراء

صالح بن فوزان الفوزان


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد اطلعت في جريدة الجزيرة عدد الأحد 10 رمضان المبارك على مقال الأستاذ حماد بن حامد السالمي يحذر فيه من الغلو والغلو قد حذر منه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يؤخذ على الكاتب هداه الله عدة أمور:
الأمر الأول: ان الذي يقرأ كلامه يظن ان هذه البلاد تنحو منحى الغلو وهذا شيء قد عافانا الله منه، فهذه البلاد وعلماؤها وأهلها ولله الحمد تسير على منهج الاعتدال، وان وقع من بعض الأفراد ما يخالف ذلك فهو غير محسوب على البلاد بجملتها والنادر لا حكم له، وهذه البلاد تسير على منهج الدعوة والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو منهج السلف الصالح،
الأمير الثاني: انه اعتمد على جانب واحد فحذر من الغلو ولم يحذر من التساهل وهما طرفا نقيض حذر منهما الله ورسوله وأمر الله ورسوله بالوسطية والاعتدال والله كما أنه غفور رحيم فهو شديد العقاب والناس اليوم يعانون من التساهل والتحلل أكثر مما يعانون من الغلو والله جل وعلا حذر من الغلو وحذر من التساهل في آية واحدة فقال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) فكما لا يجوز التشدد في التحريم لا يجوز التساهل باستباحة المحرمات والتعدي على حرمات الله،
الأمر الثالث: ان الكاتب اعتبر ان البراءة من الطوائف الضالة والمبتدعة يُعَدّ من الغلو والتشدد، ولذلك طلب التسامح والصفاء مع كافة البشر بما فيهم الكفار واليهود والنصارى والطوائف الضالة فقال: بل وصل الأمر الى ان يجد السني في نفسه على الشيعي، هكذا بجميع طوائف الشيعة هل يرى الكاتب (سامحه الله) ان السني والشيعي سواء في الاعتقاد؟ وبينهما من الفروق الاعتقادية مالا يخفى إلا على جاهل أو مغرض؟ ومن كان في شك فليرجع الى كتب الفريقين وأين عقيدة الولاء والبراء التي هي من أصول الدين ومن ملة ابراهيم؟، إنه يجب على الكاتب (هداه الله) ان يراجع نفسه وان كان يخفى عليه ذلك فلا يدخل فيما لا يحسنه، فإن القول على الله بلا علم عديل الشرك أو هو أشد منه، وفقنا الله وإياه لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب، والحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد،

* عضو هيئة كبار العلماء

لثلاثاء 12 ,رمضان 1422 الجزيرة العدد:10652

مهتم 02-09-2004 01:58 PM

[align=justify]


شهر ربيع الأول وبدعة المولد


صالح بن فوزان الفوزان *


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته ووالاه. اما بعد:
فقد دأب بعض الكتاب والكاتبات كلما دخل شهر ربيع الأول أن يشغلوا حيزاً من الصحف بالكتابة حول إحياء بدعة المولد والحث على استعادة ذكراها و تجديد ذكرها. وكأن المسلمين لايعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم إلا عند مرور هذه المناسبة التي ابتدعوها. ومن هؤلاء الكتاب الدكاترة من كتب عنده مقالة ودأب على نشرها كل سنة بنصها، وكأن الناس مغفلون لا يميزون بين الغث والسمين، وبين البدعة والسنة. ولكن كما جاء في الحديث «إذا لم تستح فاصنع ماشئت» إن الواجب على هؤلاء ان يخافوا ربهم وأن يخجلوا من فعلهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من دعا الى ضلالة كان عليه اثمها وإثم من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» وإننا لو سألنا هؤلاء ان يأتوا لنا بنص من كتاب الله أومن سنة رسول الله يدل على مشروعية هذا العمل الذي يستميتون في الدعوة اليه والحث عليه لما استطاعوا الى ذلك سبيلا إلا بالتمحل والالتواء وقد قال صلى الله عليه وسلم «من عمل عملا ليس عليه امرنا فهورد».
وهل هؤلاء يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة صحابته له وأكثر من محبة القرون الاربعة المفضلة له صلى الله عليه وسلم ولماذا خلت هذه القرون ولم يُعمل فيها هذا الاحتفال بالمولد؟ هل هذا لنقصان محبة السلف لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حاشا وكلا بل هو الاتباع وترك الابتداع.
ان شهر ربيع الاول لا خصوصية له بين الشهور ولا ليوم من ايامه خصوصية على سائر الايام الا عند المبتدعة، وان التنويه بالمولد لم يأت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله. وانما جاء التنويه بالبعثة قال تعالى: «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم» الآية «هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته» الآية وإنما التعلق بالموالد واحياؤها من سنة النصارى الذين ابتدعوا إحياء مناسبة مولد المسيح فقلدهم بعض المسلمين مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشبه بهم في ذلك وفي غيره فقال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم» وقال عليه الصلاة والسلام «من تشبه بقوم فهو منهم» فهو صلى الله عليه وسلم لا يرضى بالبدع والمحدثات ويكفيه ما شرعه الله من رفع ذكره في الاذان والاقامة والخطب والامر بالصلاة والسلام عليه كل وقت، نسأل الله ان يرزقنا محبته وطاعته واتباعه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الرئاسة العامة للإفتاء

الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422 /10478الجزيرة
[/CENTER]

مهتم 02-09-2004 02:04 PM

[align=justify]


الدِّين دين واحد لا تعددية ولا ابتداع فيه


صالح بن فوزان الفوزان*


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تمسك بسنته واهتدى بهداه وبعد :
قال الله تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } ، وقال تعالى :{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ، وقال تعالى :{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ } ، وقال تعالى : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ، فالواجب على جميع الخلق عربا وعجما وجِنّاً وإنساً اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - والتدين بدين الإسلام ، قال تعالى :{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } فلا يسع أحد الخروج عن ملة هذا النبي قال - صلى الله عليه وسلم - :( لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به ، إلا دخل النار) فمن قال : إن اليهود والنصارى اليوم على دين صحيح وأن الأديان الآن ثلاثة كلها صحيحة فهو كافر وقوله باطل. قال تعالى :{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ، ومن قال إن أحدا يسعه الخروج عن دين محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى فهو كافر ، قال تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } ، وليس المراد التحكيم في الخصومات وفي الأموال والحقوق فقط ، وإنما هذا عام في تحكيمه في كل خلاف ولاسيما في العقيدة.
وبعض الناس يقول : لا يقصر الناس على قول واحد بل كل له وجهة نظره وحرية رأيه - ونقول : بلي يقصر الناس على دين محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى قول الله ورسوله قال تعالى :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } ، نعم الخلاف يقع وتلك طبيعة البشر كما قال تعالى :{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } ولكن الواجب على المختلفين رد خلافهم ونزاعهم إلى كتاب الله وسنة رسوله ، كما قال تعالى :{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ }وليس لأحد أن يعبد الله إلا بعبادة قد شرعها رسول - صلى الله عليه وسلم - كما قال - صلى الله عليه وسلم - :( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وفي رواية - ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وهذا أحد شرطي قبول العمل.
والشرط الثاني وهو الأساس : الإخلاص لله في العمل بأن لا يكون فيه شرك ، كما قال تعالى :{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } وقال تعالى :{ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } وقال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } والخلاف يجب أن يحسم بالرد إلى الكتاب والسنة والأخذ بما دلا عليه أو دل عليه أحدهما ، وإذا لم يتبين الدليل مع أحد القولين في المسائل الاجتهادية فلا إنكار في مسائل الاجتهاد كما قال العلماء ، لكن يكون القصد طاعة الله ورسوله لا التعصب للرأي ويكون ذلك في مسائل الاجتهاد التي لم يتبين الدليل فيها ولها محمل في الدليل فهذه لا إنكار فيها ، ولكن إذا اخذ حاكم المسلمين بأحد الاجتهادات وجب الأخذ به تبعا له لأجل جمع الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف.
ومن ثم قالوا : حكم الحاكم يرفع الخلاف ومن ذلك أن عثمان - رضي الله عنه - كان يرى إتمام الصلاة للحجاج بمنى وقد أتم الصلاة فيها وصلى خلفه الصحابة الذين حضروا عنده وتابعوه ومنهم ابن مسعود - رضي الله عنه - ، ولما قيل له في ذلك قال يا ابن أخي الخلاف شر.
وهذه مسألة عظيمة ينبغي مراعاتها ولاسيما في وقتنا الحاضر الذي قل فيه العلم وكثر في المتعالمون ، وتطاول المتطاولون وأصحاب الأهواء الذين يقولون اتركوا الناس وحرياتهم لا تصادروا آراءهم خذوا بالرأي والرأي الآخر ، وهذا المبدأ يفسد الدين ويفرق الكلمة وتنجم عنه نتائج وخيمة.
نسأل الله أن يعافي المسلمين من شرها وشر أصحابها ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

* عضو هيئة كبار العلماء


11662 الخميس 17 رجب 1425 / الجزيرة
[/CENTER]

مهتم 02-09-2004 02:10 PM

[align=justify]


أكثر من قضية



صالح بن فوزان الفوزان ( * )


الحمد لله. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه قضايا تروج في الساحة وتختلف وجهات النظر حولها ويتناولها الكبير والصغير والعالم والجاهل والناصح والمغرض مما يسبب تشويشاً على الأفكار وحيرة بين الناس. وهذه القضايا:
أولاً: قضية توجيه الشباب. لا شك أن الشباب هم عماد الأمة بعد الله. والأعداء يركزون عليهم أكثر ليضلوهم عن سواء السبيل حتى تخسرهم أمتهم تارة بترويج الأفكار الهدامة، وتارة بترويج المخدرات، وتارة بالإغراء بالشهوات، وتارة بالخروج على مجتمعهم ومحاولة تدميره والإخلال بأمنه. وتارة ببث المناهج الحزبية والتفرقات الجماعية حتى يصبح {كٍلٍَ حٌزًبُ بٌمّا لّدّيًهٌمً فّرٌحٍونّ}. ولا شك أنه يجب على الأمة حيال هذه التوجهات المختلفة حماية شبابهم منها. وأول من يخاطب بذلك الوالدان فهم المربيان الوحيدان للطفل في أول نشأته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» والله تعالى يقول لهذا المولود إذا كبر {وّقٍل رَّبٌَ ارًحّمًهٍمّا كّمّا رّبَّيّانٌي صّغٌيرْا}. ثم على المدرسين قسط أكبر من توجيه الشباب وهم على مقاعد الدراسة، فالطالب يتأثر بأستاذه وتنطبع فيه ممارساته لأنه يرى فيه القدوة والموجه. فعلى المدرس أن يغرس في الطالب العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والأخلاق الفاضلة والسير على منهج السلف الصالح كما قال الإمام مالك رحمه الله: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها». ثم على المجتمع عموماً وعلى العلماء خصوصاً العناية بتوجيه الشباب ومقاومة الأفكار الوافدة والمناهج المنحرفة وبيان ما فيها من تضليل وتلبيس ومكر وخداع. وعلى ولاة الأمور وفقهم الله بما أعطاهم الله من السلطة وحملهم من المسؤولية المحافظة على شباب الأمة ومنع تسربات الأفكار الدخيلة والمناهج المشبوهة ودعاة الضلال إليهم. فإذا تضافرت الجهود وبذلت الأسباب حصلت النتائج الطيبة بإذن الله . {وّالَّذٌٌينّ جّاهّدٍوا فٌينّا لّنّهًدٌيّنَّهٍمً سٍبٍلّنّا وّإنَّ اللهّ لّمّعّ المٍحًسٌنٌينّ}.
ثانياً: قضية الحوار والمناظرة. لا شك أن الحوار المثمر والمناظرة الجادة إذا كان يقصد بهما بيان الحق والدعوة إليه أن ذلك مما أمر الله به. قال تعالى: {وّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}. وقال تعالى: {قٍلً هّاتٍوا بٍرًهّانّكٍمً إن كٍنتٍمً صّادٌقٌينّ}. فنحاور ونناظر المخالف ليرجع إلى الحق ويثوب إلى الرشد. قال تعالى: {)قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ومن لم يرجع إلى الحق بعدما تبين له فإننا نقيم عليه الحجة ولا نتنازل عن شيء من الحق إرضاء للمخالف. فإن هذا من المداهنة. قال تعالى: {فّلا تٍطٌعٌ المٍكّذٌَبٌينّ وّدٍَوا لّوً تٍدًهٌنٍ فّيٍدًهٌنٍونّ}. وقال تعالى: {أّفّبٌهّذّا الحّدٌيثٌ أّنتٍم مٍَدًهٌنٍونّ}. وقال تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) )وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) {)إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) }. وقال تعالى: {)وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) }.
ثالثاً: قضية الولاء والبراء: ومعناهما محبة المؤمنين ومناصرتهم وبغض الكافرين ومقاومتهم. والله تعالى أمرنا بموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين. قال تعالى: {)إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) )وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وقال تعالى: {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال تعالى: {يّ)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ }. وقال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }. إلى غير ذلك من الآيات.
وليس معنى معاداة الكفار وبغضهم اننا نظلمهم أو نعتدي عليهم. قال تعالى: {وّلا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى" أّلاَّ تّعًدٌلٍوا اعًدٌلٍوا هٍوّ أّقًرّبٍ لٌلتَّقًوّى"} بل يجب علينا الوفاء بالعهود معهم وان نعقد الهدنة بيننا وبينهم إذا اقتضت مصلحة المسلمين ذلك وان نحترم دماء المعاهدين والمستأمنين والذميين وأموالهم وألا نقتل نساءهم ولا صبيانهم ولا شيوخهم إذا دارت المعركة بيننا وبينهم، ولا مانع من التعامل مع الكفار بتبادل المنافع والتجارة والاستفادة من خبراتهم ومصنوعاتهم ولا مانع من مكافأة المحسنين منهم إلينا. كما قال تعالى: {لا يّنًهّاكٍمٍ اللّهٍ عّنٌ الذٌينّ لّمً يٍقّاتٌلٍوكٍمً فٌي الدٌَينٌ وّلّمً يٍخًرٌجٍوكٍم مٌَن دٌيّارٌكٍمً أّن تّبّرٍَوهٍمً وّتٍقًسٌطٍوا إلّيًهٌمً إنَّ اللّهّ يٍحٌبٍَ المٍقًسٌطٌينّ} لا مانع ان نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم المحصنات. وهذه تعاملات دنيوية لا تقتضي محبتهم في القلوب بل نتعامل معهم هذه التعاملات مع بغضهم في القلوب.
فدين الإسلام ليس دين محبة فقط. كما يقوله بعض الجهال وإنما هذا دين النصارى ولا دين بغض فقط كما يقوله المتطرفون الغلاة. وإنما هو دين محبة للمؤمنين وبغض للكافرين. فالناس على ثلاثة أقسام. منهم من يحب محبة خالصة وهو المؤمن المستقيم ومنهم من يبغض بغضا خالصا وهم الكفار. ومنهم من يحب من وجه ويبغض من وجه وهو المؤمن الفاسق. يحب لما فيه من الإيمان. ويبغض لما فيه من المعصية.
رابعاً: قضية اختلاف العلماء والموقف من ذلك. الاختلاف على أقسام:
القسم الأول: الاختلاف في العقيدة. وهذا لا يجوز. لأن العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد والاختلاف لأنها مبنية على التوقيف ولا مسرح للاجتهاد فيها والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة قال: كلها في النار إلا واحدة. قيل: من هم يا رسول الله. قال: «هم من كان على ما أنا عليه وأصحابي».
القسم الثاني: الخلاف الفقهي الذي سببه الاجتهاد في استنباط الأحكام الفقهية من أدلتها التفصيلية إذا كان هذا الاجتهاد ممن توفرت فيه مؤهلات الاجتهاد. ولكنه قد ظهر الدليل مع أحد المجتهدين فإنه يجب الأخذ بما قام عليه الدليل وترك ما لا دليل عليه. قال الإمام الشافعي رحمه الله: أجمعت الأمة على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدعها لقول أحد. وذلك لقول الله تعالى: {فّإن تّنّازّعًتٍمً فٌي شّيًءُ فّرٍدٍَوهٍ إلّى الله وّالرَّسٍولٌ إن كٍنتٍمً تٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ ذّلٌكّ خّيًرِ وّأّحًسّنٍ تّأًوٌيلاْ}. قال الإمام ابن القيم رحمه الله:


العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
بين النصوص وبين قول فلان


وقال آخر:

وليس كل خلاف جاء معتبرا
إلا خلاف له حظ من النظر

وقال آخر:

العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس خلف فيه
ما لم العلم نصبك للخلاف سفاهة
بين النصوص وبين رأي فقيه

القسم الثالث: الاجتهاد الفقهي الذي لم يظهر فيه دليل مع أحد المختلفين فهذا لا ينكر على من أخذ بأحد القولين. ومن ثم جاءت العبارة المشهورة: «لا إنكار في مسائل الاجتهاد» وهذا الاختلاف لا يوجب عداوة بين المختلفين. لأن كلاً منهم يحتمل أنه على الحق.
هذا وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه..

( * ) عضو هيئة كبار العلماء


[/CENTER]
الجزيرة 11257الجمعة 25 ,جمادى الاولى /1424

مهتم 02-09-2004 02:16 PM

[align=justify]


حكم الانتخابات والمظاهرات


صالح بن فوزان الفوزان(*)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
1- أما الانتخابات ففيها تفضيل على النحو التالي:
أولاً: إذا احتاج المسلمون الى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم ابا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده الى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة.
ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: { (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) }، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع.
وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة.
2- وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد واسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة.
فالواجب على المسلمين ان يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


(*) عضو هيئة كبار العلماء

الأثنين 8 ,رمضان 1424/11358
[/CENTER]

مهتم 09-09-2004 11:47 AM

[align=justify]
الشيخ الفوزان :قاعدة سد الذرائع ومحاولة التقليل من شأنها :
قاعدة سد الذرائع ومحاولة التقليل من شأنها


صالح بن فوزان الفوزان(*)


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فإن قاعدة سد الذرائع قاعدة معلومة في دين الإسلام ، وإن كان بعض الكُتَّاب يقللون من أهميتها وهي أن كل ما يفضي إلى الحرام فهو حرام ، وقد ذكر الإمام ابن القيم لهذه القاعدة شواهد كثيرة في كتابيه : إعلام الموقعين ، وإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ، حيث ذكر لها تسعة وتسعين شاهدا من الكتاب والسُّنة ، ومن أشد ذلك الذرائع التي تفضي إلى الشرك والكفر أو البدعة ومن أدلتها قوله تعالى : { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } فقد حرَّم مسبة الأصنام إذا كانت مسبتها تفضي إلى مسبة الله عز وجل ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا } فنهى عن قول (راعنا) لما كان اليهود يقولون هذه الكلمة للرسول صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها الرعونة ، وأمر بقول : (انظرنا) بدلا عن (راعنا) سدا للذريعة.
ومن ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور وعن الصلاة عندها ، وعن تجصيصها وإنارة المقابر والكتابة عليها ، لأن هذه الأعمال وسيلة إلى عبادة الموتى والتبرك بقبورهم ودعائهم من دون الله ، كما هو الواقع الآن في كثير من البلاد لما خالفوا نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن عمل هذه الأعمال في القبور وعملوها فيها وقعوا في الشرك الأكبر. ومن ذلك الغلو والتعلق فيما يسمونه الآثار الإسلامية والمحافظة عليها كالمساجد القديمة التي ليس حولها سكان وتعطلت منافعها ، وهناك فئات تطالب ببقائها وترميمها ويسمونها المساجد الأثرية ، مع أن هذا العمل يؤدي إلى تعلق الجهال بالتبرك بها والدعاء والصلاة فيها ، ظنا منهم أن ذلك ينفعهم ويدفع عنهم الضرر ويجلب لهم النفع ، وهو بلا شك من أعظم وسائل الشرك. ولما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوماً يختلفون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان في الحديبية أمر بقطعها سداً لذريعة الشرك ، وقال : إنما أهلك من كان قبلكم تتبعهم لآثار أنبيائهم. ولما فتح المسلمون بلاد تستر في المشرق ، وجدوا سريرا عليه ميت يزعمون أنه دانيال النبي وكانوا يتبركون به ويستسقون به المطر ، فأمر الخليفة - رضي الله عنه - بأن يحفر ثلاثة عشر قبراً في المقبرة ، ويدفن ليلا في واحد منها حتى يخفى على الناس مكان قبره ، ليسد عليهم وسيلة الشرك بالتعلق بهذا القبر والتبرك به كما هو الحاصل الآن مع قبور الأولياء والصالحين.
ومن ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ، لأن المشركين يسجدون لها في هذين الوقتين فنهى عن الصلاة فيهما ، لمنع التشبه بالمشركين وسدا ومنعا منه لذريعة الشرك.
فصلى الله وسلم على هذا النبي الكريم الذي حمى حمى التوحيد وسد كل الوسائل المفضية إلى الشرك ، ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن التصوير وتعليق الصور ونصبها تماثيل وتعليقها ، لان ذلك سبب للشرك كما حصل لقوم نوح مع صور الصالحين ، ولليهود مع صورة العجل وقوم إبراهيم مع التماثيل : وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : (لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً (يعني مرتفعاً) إلا سويته ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة - رضي الله عنها - قراما على الجدار فيه تصاوير أبى أن يدخل المبيت حتى أزيل. ومن بين أظهرنا الآن أناس يدعون إلى إحياء الآثار والبناء عليها ، حتى ان بعضهم يدعو إلى ان تبنى عليها مساجد تخليداً لها دون نظر منهم - هداهم الله - إلى النهي الوارد والتحذير المؤكد عن ذلك ودون تقدير للنتائج التي خافها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته من هذا العمل ودون اعتبار بما حصل للأمم السابقة لما غلت بآثار أنبيائها وعظمائها وما جرها ذلك إليه من الشرك لما غلوا في الأنبياء والصالحين وعظموا آثارهم. فالواجب على الجميع التقيد بما شرعه الله ورسوله. وترك ما نهى الله عنه ورسوله ، والواجب علينا في حق الانبياء والصالحين محبتهم والاقتداء بهم والسير على نهجهم ، لا العناية بمساكنهم والمواضع التي اقاموا فيها فإن ذلك شر محض نهى الله عنه ونهى عنه رسوله.
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). وقال صلى الله عليه وسلم في مرض موته : (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. يحذر ما صنعوا) ، قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي ان يتخذ مسجدا .
فصلى الله وسلم وبارك على من بلغ البلاغ المبين وترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك - اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


عضو هيئة كبار العلماء


الجزيرة 11669 الخميس 24 رجب 1425 .[/CENTER]

مهتم 12-09-2004 06:59 PM

[align=justify]

القول بعدم تخطئة المخالف


صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد وآله وصحبه.. وبعد:
فقد كثر على ألسنة بعض الكتاب أنه لا تجوز تخطئة المخالف، وأنه يجب احترام الرأي الآخر، وأنه لا يجوز الجزم بأن الصواب مع أحد المختلفين دون الآخر.
وهذا القول ليس على إطلاقه؛ لأنه يلزم عليه أن جميع المخالفين لأهل السنة والجماعة على صواب ولا تجوز تخطئتهم، وهذا تضليل؛ لأنه يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: هم مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي). ويلزم على هذا القول أيضا أن المخالف للدليل في مسائل الاجتهاد لا يقال له مخطئ، ولا يردّ عليه، وهذا يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران. وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد)؛ فدل على أن أحد المجتهدين المختلفين مخطئ، لكن له أجر على اجتهاده ولا يتابع عليه؛ لأن اجتهاده خالف الدليل، وإنما يصحّ اعتبار هذا القول، وهو عدم الجزم بتخطئة المخالف، في المسائل الاجتهادية التي لم يتبين فيها الدليل مع أحد المختلفين، وهو ما يعبر عنه بقولهم: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد)، و(الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)، وهذا من اختصاص أهل العلم وليس من حق المثقفين والمفكرين الذين ليس عندهم تخصص في معرفة مواضع الاجتهاد وقواعد الاستدلال أن يتكلموا ويكتبوا فيه. ولو كان لا يخطأ أحد من أصحاب الأقوال والمذاهب لكانت كتب الردود والمعارضات التي ردّ بها العلماء على المخالفين كلها مرفوضة، ولما كان لقوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} فائدة ولا مدلول؛ لأنه لا تجوز تخطئة المخالف، وهذا لازم باطل؛ فالملزوم باطل، وما نقرؤه وما نسمعه من اتهام للعلماء الذين يردّون على المخالفين بأنهم يحتكرون الصواب لهم، ويخطئون مَن خالفهم، وأنهم يصادرون الآراء والأفكار.. إلى آخر ما يقال؛ فهو اتهام باطل؛ فإن العلماء المعتبرين لا يحتكرون الصواب في أقوالهم، وإنما يخطئون مَن خالف الدليل، وأراد قلب الحقائق؛ فيردّون على مَن هذه صفته عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). وقد ردّ الله - سبحانه وتعالى - على أهل الضلال في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وشرع لنا الردّ عليهم؛ إحقاقاً للحق، وإزهاقاً للباطل. ولولا ذلك لشاع الضلال في الأرض، وخفي الحق، وصار المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، بل شرع الله لنا ما هو أعظم من ذلك، وهو جهاد أهل الباطل بالسيف والسنان، وبالحجة والبيان؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}.
وإذا كان حصل من بعض المتعالمين سوء أدب مع المخالفين، وتجاوز للحدود المشروعة في الردّ فهذا لا ينسب إلى العلماء، ولا يتخذ حجّة في السكوت عن بيان الحق، والردّ على المخالف.
هذا ما أحببت التنبيه عليه؛ {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه.

الجزيرة عدد 11672/الأحد 27 رجب 1425




[/CENTER]

مهتم 20-10-2004 03:56 PM

[align=justify]
كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} الشيخ الفوزان يوجه صفعة للعلمانيين :

{كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}



الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فقد أدرك الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بثاقب نظره وبتوفيق من الله تعالى له أن بقاء العلم الشرعي في هذه البلاد المباركة له أهمية كبرى لانه الأساس الذي قامت عليه الدولة، ففكر في إنشاء مؤسسة علمية ترعاها الدولة ويتولى إدارتها ووضع منهاجها علماء البلاد وعلى رأسهم سماحة المفتي الشيخ: محمد بن إبراهيم رحمه الله. فتمت الفكرة وبرزت للوجود بفتح أول معهد علمي في الرياض عام 1371هـ ثم أمر رحمه الله بفتح فروع لهذا المعهد في القصيم وفي سدير والوشم. ثم في عهد الملك سعود وعهد الملك فيصل وعهد الملك خالد وعهد الملك فهد زادت هذه الفروع وانتشرت وأثمرت وكان من ثمراتها فتح كلية الشريعة وكلية اللغة. ثم زاد فتح الكليات وتطورت إلى جامعة باسم جامعة الإمام: محمد بن سعود الإسلامية وتخرج منها أفواج كثيرة من العلماء ذوو كفاءات عالية تولوا أرقى المناصب في القضاء والافتاء والدعوة والتعليم وكان منهم الوزراء والقيادات العلمية {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} إلا أن هذه المؤسسة الجليلة لم ترق في أعين الذين لم يدركوا فائدتها فشنوا الحرب ضدها وسموها بأسماء منفرة منها أنها دار العجزة، دار الضمان الاجتماعي، دار المطاوعة والمؤذنين وأنها لا مستقبل لها وأن خريجيها سيبورون في المجتمع، وأنها تعلم التكفير والإرهاب، إلى آخر الالقاب. ولكن هذه المؤسسة الجليلة ثبتت ورست رغم انوفهم وفرضت نفسها وأثبتت وجودها واقبل الناس على الالتحاق بها لأنهم يرون جدواها وفائدتها. لانها أسست بنية خالصة وعلى أساس ثابت أصيل من الميراث النبوي. وما زال ولاة الأمر حفظهم الله يهتمون بها ويرعونها لما لمسوه فيها من فائدة للإسلام والمسلمين. وفي الايام القريبة عادت الكره ضد المعاهد العلمية فنشرت مقالات تندد بهذه المعاهد وتطالب بضمها إلى التعليم العام. ويزعم بعض كتاب هذه المقالات الآثمة أن بعض طلاب المعاهد العلمية شكوا إليه وما يلقون من الظلم والضيم.. الخ.
وأقول:
أولاً: لماذا لم يسم الكاتب أحداً من المشتكين والمتظلمين.
ثانياً: لماذا لم يشتكوا إلى ولاة الأمر حتى نُظر في قضيتهم إن كانوا صادقين.
ثالثاً: لماذا لم يحددوا انواع الظلم الواقع عليهم، لأن الدعوى لا تقبل إلا إذا كانت محددة معلومة المدعى به.
رابعاً: ما الذي حال بين هؤلاء المتظلمين وبين الالتحاق بالتخصصات الأخرى المناسبة لهم.
خامساً: إذا كان هذا الظلم واقعاً من بعض الإداريين والموظفين في تلك المعاهد فما ذنب المعاهد هل إذا وقع ظلم من مسؤول في دائرة ما فإنها تلغى تلك الدائرة أم يغير المسؤول! هذا لو فرضنا أن هناك ظلما واقعا. لكنه الهوى يعمي ويصم. ولا حول ولا قوة إلا بالله. تساؤلات ننتظر الإجابة عنها {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ}. سنة الله في خلقه.
وقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك ترها في مغيب ومطلع
وسامح عيونا اطفأ الله نورها
بأهوائها فلا تفيق ولا تعي
إن الشمس لا تغطى في رابعة النهار.
وليس يصبح في الاذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل

---------------------
الجزيرة / الاربعاء 06 ,رمضان 1425 العدد 11710
[/CENTER]

مهتم 25-10-2004 11:56 AM

[align=justify]
حوارنا مع من يخالفنا في العقيدة


الشيخ صالح بن فوزان الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.. وبعد:
فقد ظهرت في هذا العصر ظاهرة الحوار بين الطوائف المختلفة، والحوار في ذاته مع المخالف إذا كان القصد منه بيان الحق ورد الباطل فهو مطلوب ومشروع، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، فندعوهم إلى التوحيد وهو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، ولا يكفي الاعتراف بالربوبية فقط ثم بعد بيان الحق تطلب المباهلة من المخالف المصر على الباطل وهي الدعوة باللعنة عليه، قال تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} ، وأما إن كان القصد في الحوار بيننا وبين من يخالفنا في العقيدة أننا نقبل شيئاً من باطله أو أن نتنازل عن شيء من الحق الذي نحن عليه فهذا باطل لأنه مداهنة قال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} وقال تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ}. لكن لا مانع أن نتعامل مع المخالف في العقيدة بالعدل في حدود المصالح الدنيوية وأن نحسن إلى من لم يسئ إلينا منهم كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. وقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}. وأن نفي للمعاهد بعهده والمستأمن بأمانه ونحترم دمه وماله كما نحترم دماء المسلمين وأموالهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة)، وهذا أمر متقرر في الشريعة الإسلامية لا ينكره إلا جاهل أو مكابر، وأردت بهذه الكلمة الرد على طائفتين من الناس، الطائفة الأولى التي تنكر التعامل مع المخالف في العقيدة مطلقاً، والطائفة الثانية هي الطائفة المتميعة التي ترى أنه لا فارق بين أصحاب العقيدة الصحيحة وأصحاب العقيدة الباطلة وهي اعتبار: (الرأي الآخر)، والواجب الحذر من هذه المبادئ الباطلة {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} وهو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة والتابعون وأهل السنَّة والجماعة من بعدهم. وليس المراد الإسلام المصطنع المخالف لما جاء به الرسول. هذا ما أردت بيانه {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة عدد 11715 الأثنين 11 رمضان 1425
[/CENTER]

مهتم 31-10-2004 01:17 AM

[align=justify]
في حوار حول مخاوف المسلمين في هذا العصر.. د. صالح الفوزان لـ « الجزيرة»:
أهل الضلال من الخوارج يحرفون الكلم عن مواضعه لترويج مذاهبهم


* الجزيرة - خاص:
مخاوف كثيرة تنتاب كل مسلم غيور على دينه في ظل الأزمات المتلاحقة، وحالة الضعف التي تعاني منها أمة الإسلام، من هذه المخاوف تعدد مصادر الفتوى الشرعية، وتجرؤ بعض الأدعياء على الإفتاء، وتعالي دعاوى لتجديد الخطاب الديني ليلائم طبيعة العصر، وإساءة تأويل بعض النصوص الشرعية لتحقيق أهداف، أو مصالح دنيوية وغيرها من الأمور التي طرحناها على فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.. فكان هذا الحوار:

* تعددت مصادر الفتوى الشرعية في العالم الإسلامي وخارجه وتضاربت هذه الفتاوى، مما أحدث بلبلة وفوضى بين المسلمين.. فهل ترون ضرورة تحديد مرجعية موحدة في القضايا الفقهية الكبرى؟

- قال الله تعالى { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} فالله سبحانه وتعالى حدد أهل الفتوى بأنهم أهل الذكر وهم العلماء الأتقياء فالواجب الرجوع إليهم في الفتوى لا إلى المتعالمين، ولا إلى علماء الضلال فقد قال صلى الله عليه وسلم:( وإنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين).

* كيف يمكننا تحقيق التوازن بين ثوابت دولتنا ومجتمعنا كدولة تقوم على الشريعة الإسلامية ومجتمع محافظ متدين بحيث لا تتحول النقمة على تيار متطرف محدود إلى زعزعة للدعائم الأساسية التي يستند عليها نظامنا السياسي والاجتماعي؟

- العبرة بما تقوم عليه دولتنا - حفظها الله - من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ولا ينظر إلى ما أحدثه أهل الأهواء أو المتطرفون الخارجون عن منهج الكتاب والسنة، ولا يضر الدولة - حفظها الله - ما دامت متمسكة بمنهجها الصحيح ما أحدثه المحدثون ونادى به المفسدون.

* هل الأفضل للمسلمين توحيد بدء الصيام في البلاد الإسلامية كلها.. أم أن يصوم كل بلد حسب ثبوت الرؤية فيه أو عدمها؟

- بدء صيام شهر رمضان بينه النبي - صلى الله عليه وسلم بقوله:
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدرو له) أي اكملوا عدة الشهر ثلاثين يوماً، ولكل قوم رؤيتهم إذا اختلفت المطالع.

* ما زالت قضية تطوير الخطاب الديني وتحديثه محل نقاش عدد غير قليل من علماء الأمة ومفكريها، وتنوعت مواقف العلماء من هذه القضية بين مؤيد ومعارض وصاحب رؤية خاصة، إلا أنهم اتفقوا على ضرورة عدم المساس بثوابت الدين ونصوصه من قرآن وسنة.. فما رؤية فضيلتكم في تلك القضية المهمة؟

- الخطاب الديني - إن كان المراد به خطاب الكتاب والسنة فهو خطاب لا يغير ولا يبدل، وإن أريد به خطاب العالم والداعية للناس فهو يتغير بحسب المصلحة الشرعية.

* يلحظ قيام بعض أئمة المساجد بهجر مساجدهم وجماعتهم والتوجه خلال شهر رمضان المبارك إلى مكة المكرمة والإقامة بها.. فهل هذه تدخل ضمن فعل المستحب وترك الواجب، وما توجيهكم للأئمة في هذا الجانب؟
- يجب على إمام المسجد القيام بعمله وهو إمام المصلين ولا سيما في شهر رمضان فالحاجة إلى وجوده في هذا الشهر هم وألزم، ولا يجوز له ترك المسجد والسفر للعمرة، لأن القيام بعمله واجب والعمرة مستحبة، فلا يترك واجباً لمستحب.

* عقيدة الولاء والبراء عقيدة مسلمة في الشريعة الإسلامية فكيف تقرأون هذه العقيدة في جيل هذا اليوم؟

- الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهما الحب في الله، والبغض في الله، ولا يزال المسلمون ولله الحمد على هذه العقيدة، ولا ينظر إلى من انحرف عنها.

* الأحداث الأخيرة القت بظلالها على الأمة الإسلامية، كيف يرى فضيلتكم دور العلماء والدعاة في مواجهة واحتواء تلك الأحداث وما نتج عنها من اتهامات للإسلام والمسلمين؟

- ما زال المسلمون على مدار التاريخ يمتحنون من قبل اعدائهم لكنهم يصبرون على التمسك بدينهم وعقيدتهم.
والواجب على العلماء والدعاة تجاه ما يحدث من هزات امتحانية تثبيت المسلمين وتطمينهم وبيان أن هذه سنة الله في خلقه:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} والعاقبة للصابرين ولا ينظر إلى الاتهامات الحاصلة من أعداء المسلمين فهذا ديدنهم من فجر الإسلام، قال تعالى:{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} ، وقال تعالى { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.

* هناك اتهامات عديدة توجه ظلماً إلى الإسلام، خاصة موقفه من المرأة، ويساعد على انتشار هذه التهم - كما يراها البعض - وضع المرأة حاليا في المجتمع العربي والإسلامي، ما دور المرأة للخروج من هذه الصورة؟

- الكفار يريدون من المرأة المسلمة أن تكون كالمرأة الكافرة. بل يريدون من المسلمين عموماً أن يكونوا كالكفار.
قال تعالى:{وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}، {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} فلا ينظر إلى مكائدهم ومكرهم والمرأة المسلمة على يقين من دينهم فلا تنخدع بدعايات الكفار والمنافقين وبهذا تخرج من هذه المكائد.

* يستند أصحاب الأفكار المنحرفة من المتطرفين إلى بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لتبرير أعمالهم الإجرامية، بعد أن أنزلوا هذه الآيات على غير موضعها، فماذا يقول فضيلتكم في ذلك؟

- ما زال أهل الضلال يحرفون الكلم عن مواضعه ويستدلون بالقرآن على ضلالهم لكن استدلالهم باطل يأباه القرآن، فالخوارج والمعتزلة، والقدرية وغيرهم من الفرق الضالة يريدون أن يزوروا مذاهبهم بالاستدلال بالقرآن ولكن الاستدلال بالقرآن والسنة له ضوابط علمية مذكورة في كتب الأصول وكتب العقائد، فلا مجال لاستدلالهم الباطل إلا عن أمثالهم.

11705العدد في 1 رمضان 1425هـ ..

[/CENTER]

مهتم 31-10-2004 01:29 AM

[align=justify]
وم العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : انسان فلسطين والعراق وافغانستان ماذا يراد به ؟



حقوق الإنسان.. ماذا يراد بها؟


صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان /عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد... فقد كثر في الآونة الأخيرة الكلام عن حقوق الإنسان، وكأن الإسلام قد تناسى حقوق هذا الانسان حتى جاء الغرب الكافر فنادى بها وهو يريد بالإنسان من يحتمي به ويلجأ إليه. ومن لم يكن كذلك فليس بإنسان في عرف الغرب كإنسان فلسطين وانسان العراق وانسان أفغانستان الذين تدك عليهم بيوتهم ويشردون من ديارهم وتنهب ثرواتهم.
إن الإسلام قد كرم الإنسان وحمى حقوقه منذ أكثر من أربعة عشر قرناً حينما نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع. فحقوقه محفوظة منذ كان جنينا في بطن أمه إلى أن يكتمل أجله، قال تعالى:
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}، لقد حمى الإسلام حقوق الناس وشرع العقوبات الرادعة في حق من اعتدى عليها فحمى حياته بالقصاص من القتلة الذين يقتلون الناس عمداً وعدواناً، وحمى عقل الإنسان بجلد السكران، وبالعقوبة الشديدة على من يتعاطى المخدرات أو يروجها، وحمى عرض الإنسان بجلد القاذف ثمانين جلدة وعدم قبول شهادته والحكم عليه بالفسق حتى يتوب وحمى النسل بجلد الزاني البكر ورجم الزاني المحصن. وحمى مال الإنسان من السرقة بقطع يد السارق، وحمى الأمن بقتل قطاع الطرق وصلبهم. أو قطع أيديهم وارجلهم من خلاف، أو نفيهم من الأرض وحمى الأمن بقتال البغاة والخوارج وحمى الإمامة والولاية العامة بقتل من يريدون شق عصا الطاعة وتفريق الكلمة. وحرم الإسلام الرأفة بالجناة أو إيواءهم والشفاعة لاسقاط العقوبة عنهم ولعن من فعل ذلك بينما الغرب الكافر يحمي الجناة ويحن عليهم ويعتبر معاقبتهم انتهاكاً لحقوق الإنسان التي ينادي بها ثم لا ننسى أن الله سبحانه كما جعل للإنسان حقوقاً يجب احترامها وحمايتها فقد أوجب على الإنسان حقوقاً يجب عليه أداؤها ومراعاتها أولها:
حق الله سبحانه ثم حق الوالدين والأقارب واليتامى والمساكين والجيران والصاحب بالجنب وملك اليمين وحتى البهائم لها حق على من يملكها بالرفق بها والإحسان إليها حتى عند ذبحها فقد دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت ودخلت الجنة امرأة سقت كلباً عطشان، فهل الاسلام قد أغفل حقوق الانسان حتى جاء الغرب الكافر لينادي بها وهو الذي يعتدي عليها وينتهكها جهاراً وعلانية، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخميس 14 ,رمضان 1425 العدد11718 [/CENTER]

مهتم 09-11-2004 03:10 PM

[align=justify]
ركوب المرأة مع السائق.. خلوة محرمة


صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان (*)


لا يخفى على الجميع عناية الإسلام بحفظ الفروج والأعراض وحفظ النسل وتجنيب المجتمع المسلم الجرائم الخلقية. قال الله تعالى:{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} والنهي عن قربان الشيء أبلغ من النهي عن الشيء نفسه لأنه نهي عنه وعن الوسائل الموصلة إليه فلذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة بدون محرم ونهى عن السفور وأمر بغض البصر كلا من الرجال وأمر النساء بالحجاب ونهى عن تبرج المرأة بالزينة وتطيبها عند الخروج من البيت. ونهى عن الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة فأمر صلى الله عليه وسلم بتأخير صفوف النساء عن صفوف الرجال في الصلاة حتى ولو كانت المرأة وحدها فإنها تقف في الصلاة خلف الصف قال صلى الله عليه وسلم:(أخروهن حيث أخرهن الله) ونهى المرأة أن تخضع بالقول لئلا يطمع بها الذي في قلبه مرض. كل هذه الأمور من باب الوقاية من الوقوع في الفاحشة (والوقاية خير من العلاج). والذي نحن بصدد الحديث عنه هو ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها وقد أفتى كثير من العلماء المحققين بتحريم ذلك لأنه نوع من الخلوة المحرمة وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لأن الخطورة في ذلك أشد من الخلوة في غير السيارة لأن السيارة بيد السائق يتحكم فيها كيف يشاء ولا يمكن المرأة التخلص منه إذا أراد أن يهرب بها - وفي الواقعة التي حصلت في الطائف من يومين ونشر خبرها في بعض الصحف أعظم شاهد على ما ذكرنا حيث جاء في الخبر أن ممرضة ركبت مع رجل غير محرم لها فأراد الهرب بها ولما لم تتمكن من التخلص منه فتحت باب السيارة وقذفت بنفسها على الرصيف رغم ما في ذلك من خطورة على حياتها. فهذه القصة تعطي أعظم شاهد على تحريم ركوب المرأة وحدها مع سائق غير محرم لها فهل يتنبه لذلك من يتركون بناتهم ونساءهم يركبن منفردات مع السائقين للذهاب للدراسة أو للعمل أو للسوق أو لأي غرض كان. فعليهم أن يتقوا الله وعلى النساء أن يتقين الله ويأخذن من هذه الواقعة أكبر واعظ (والسعيد من وعظ بغيره) وفق الله الجميع للبصيرة في دينه والمحافظة على المحارم والحرمات. ووقانا شر الذين يتبعون الشهوات ويريدون أن نميل ميلاً عظيماً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


(*) عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة العدد 11730 الثلاثاء 26 رمضان 1425

[/CENTER]

مهتم 16-11-2004 02:28 PM

[align=justify]


التعالم وآثاره الخطيرة على الأمة


صالح بن فوزان الفوزان / عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: فلابد للأمة من العلم والعلماء لأن الله سبحانه بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وأنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} والهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح، فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالعلم والعمل وإذا رفع العلم بقبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- والعلم لا يحصل إلا بالتعلم والتلقي عن العلماء. قال الله تعالى: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} لا يؤخذ العلم من مجرد الكتب من دون قراءتها على العلماء وتلقي شرحها وبيانها منهم ولا يؤخذ العلم عن المتعالمين الذين يأخذون علمهم عن الأوراق ويشرحونها من أفكارهم وأفهامهم فالتعالم معناه ادعاء العلم نتيجة للاقتصار على مطالعة الكتب ومثل هذا يقال له الجاهل المركب وهو الذي يجهل ولا يدري أنه جاهل بل يظن أنه هو العالم، وكم جنت هذه الطريقة على الأمة قديما وحديثا من الويلات، فأول خريجي مدرسة التعالم هم الخوارج الذين كفروا الصحابة وقاتلوهم وقتلوا عثمان وعليا وطلحة والزبير وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، ولا تزال أفواج خريجي هذه المدرسة يتوالى خروجها على الأمة وما حادث الحرم وحوادث التفجيرات وترويع الآمنين في عصرنا الحاضر إلا امتداداً لهذه المدرسة المشؤومة كما أنه لايزال يتخرج من هذه المدرسة من يكفرون أو يبدعون المسلمين، ويتخرج منها من يفتون بغير علم فيحلون ما حرم الله أو يحرمون ما أحل الله، ومازالت الأمة الإسلامية تعاني من أضرار هؤلاء الذين يحتقرون العلماء ويصفونهم بأنهم علماء سلطة وأنهم مداهنون وأصحاب كراسي وغير ذلك.. وينفرون من تلقي العلم عنهم، والواجب على شباب الأمة الحذر من هؤلاء المتعالمين والحرص على تلقي العلم عن العلماء والرجوع إليهم في حل مشكلاتهم فإن العلماء ورثة الأنبياء وقد ميزهم الله عن غيرهم بالعلم فقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} كما أنه يجب ألا يمكن من التدريس والافتاء إلا من عرف بالعلم وعرف أين تلقى العلم.. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


الجزيرة الاثنين 3 ,شوال 1425 العدد 11736[/CENTER]

مهتم 23-11-2004 12:53 PM

[align=justify]
مَنِ الملوم في انفصال بعض الشباب عن العلماء؟


د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة في الفضائيات والكتابات إلقاء اللوم على العلماء بسبب ما حصل من بعض الشباب من انحراف فكري وسلوك مناهج ضالة أدت ببعضهم إلى الخروج على مجتمع المسلمين بأفكار منحرفة، وتصرفات تخريبية غريبة عن تعاليم دينهم وأخلاقيات مجتمعهم، فصار بعض الكُتاب وبعض الذين تجرى معهم لقاءات في المحطات الفضائية أو الصحفية أو الإذاعية أو مختلف الوسائل الإعلامية أو حتى في المجالس العادية يلقون باللوم على العلماء ويحملونهم مسؤولية تلك التصرفات خصوصاً، وأن ذلك صادف هوى في نفوس بعض المتكلمين والكُتاب في حق العلماء لأنه يحمل ضدهم بعض الحقد فتنفس الصعداء في هذه المناسبة، وصار يكيل التهم ضد العلماء، ويعذر أولئك الشباب في انحرافهم ويقولون: إنهم لم يجدوا من يوجههم الوجهة السليمة، ودفاعاً عن أعراض العلماء ووضعاً للأمور في نصابها أقول:
أولاً: العلماء لم يقصروا في بذل التوجيه السليم من خلال البرامج الإعلامية والخطب المنبرية والدروس اليومية في المساجد والمحاضرات والندوات في كل مكان مناسب، وفي كل فرصة سانحة، فالعلماء يبينون للشباب ولغيرهم منهج السلف عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوكاً وأخلاقاً.
ثانياً: الشباب هم الذين ابتعدوا عن العلماء لأسباب متعددة أحصرها فيما يلي:
1- ظهور التيارات الفكرية المختلفة التي يحملها بعض المنظرين لها والذين يدعون الشباب إلى اعتناقها لأنها في نظرهم هي الفهم الصحيح للإسلام ودعوته.
2- تصنيف قيادات الشباب للعلماء تصنيفات مختلفة تزهد الشباب في دروسهم ومحاضراتهم وبعضهم يقول: اسمعوا للعالم الفلاني واتركوا العالم الفلاني بناء على رغبات نفسية أو وساوس وهمية.
3- التقليل من شأن العلماء على ألسنة بعض المتزعمين للشباب ورميهم بأنهم علماء سلطة، علماء مناصب، لا يفهمون الواقع، يحملون أفكاراً قديمة لا تناسب الوقت الحاضر ولا المسلم المعاصر.
4- البعض الآخر يرمي العلماء بالتشدد والغلو وقصور الفهم مما أدى ببعضهم إلى التشاؤم والخروج عن كل المجتمع لا عن العلماء فحسب واعتناق الأفكار الهدامة التي أصبحت الأمة تعاني منها، واستوحش أولئك الشباب ونفروا عن المجتمع، بل اعتزلوا صلاة الجمعة والجماعة في المساجد والالتقاء بالمسلمين فاستلهم دعاة الضلال ولقنوهم تلك الأفكار المنحرفة، وهذا كله نتيجة حتمية لسوء الظن بالعلماء، والابتعاد عنهم كما حصل للخوارج من قبل لما انفصلوا عن علماء الصحابة والتابعين، وتمكن شياطين الجن والإنس من إغوائهم وشحن رؤوسهم بالفكر الضال المنحرف، ولم يكن اللوم حينذاك على العلماء، بل صار اللوم عليهم في انعزالهم عن العلماء. وذاقوا وبال أمرهم وما انعزال وصل بن عطاء وأتباعه عن مجلس الحسن البصري إلا أصدق مثال.
والواجب على المسلمين اليوم الانتباه لدرء هذا الخطر عن الأمة وعن شبابها وذلك بالمحافظة على ما تبقى من الشباب الموجود والاستعداد لاستقبال الشباب القادم بغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم وربطهم بعلمائهم وإبعادهم عن أصحاب الأفكار المنحرفة وعن الخلوات والرحلات المشبوهة والأسفار غير المنضبطة بضوابط الشرع ومتابعتهم من قبل والديهم أثناء خروجهم من البيوت إلى أن يرجعوا إليها سالمين، فإن الوقت وقت فتن مهلكة تغزو البيوت والمجتمعات بشتى الوسائل كما قال الشاعر:


ومن رعى غنماً في أرض مسبعة

ونام عنها تولى رعيها السبع

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والإصلاح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة 11744 الثلاثاء 11 شوال 1425
[/CENTER]

مهتم 07-12-2004 01:14 PM

[align=justify]ا


حذروا مجالس السوء


صالح بن فوزان الفوزان(*)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد: فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه رائحة طيبة) وهذا مثل الجليس الصالح و(نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة) وهذا مثل جليس السوء، والله تعالى يقول: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وإننا أيها الإخوان في هذا الزمان في وقت فتن وشرور، وغالب المجالس تشتغل بالغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض العلماء وأعراض ولاة الأمور لأجل إثارة الفتنة وتفريق الكلمة وسوء الظن بالعلماء وإسقاط مكانتهم عند الناس، كما أن هناك أفكارا خبيثة تروج في هذه المجالس لإفساد عقيدة المسلمين وترويج الأفكار الهدامة والعقائد الباطلة والآراء المضللة بحجة الحوار وقبول الرأي الآخر بدلا من قبول الحق ورفض الباطل، وهناك دعوة لتسميم أفكار الشباب ضد آبائهم ومجتمعهم وولاة أمورهم ودعوة إلى الإفساد الذي يسمونه الجهاد يتمثل باستباحة دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين وتخريب المباني والمساكن والممتلكات بالتفجيرات المدمرة والإرهاب المروع - فعليكم أيها المسلمون الحذر من هذه المجالس المستخفية والتجمعات المشبوهة والرحلات المجهولة، وحافظوا على أولادكم من دعاة الفتنة الذين يندسون فيما بينهم، ويجتمعون بهم ويلقنونهم تلك الأفكار، ثم ينعزل عنكم أبناؤكم وتفقدونهم إلى أن يعلن عنهم بعد القبض عليهم أو قتلهم بعد قيامهم بالتخريب والعدوان والارهاب أو بعد إيداعهم في السجون، فاحذروا دعاة الفتنة الذين أخبر عنهم النبي- صلى الله عليه وسلم- ووصفهم بأنهم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها، وقال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا - نعم إنهم يتكلمون باسم العلم ويتسترون بلباس التدين - خداعاً ومكرا - أو غلواً وإفراطا ويجهلون غيرهم أو يصفونهم بالمداهنة والجري وراء المناصب والمكاسب الدنيوية، أو يصفونهم بالجبن والتخلف عن الجهاد، إلى غير ذلك من الاتهامات الباطلة، فكيف تغفلون أيها المسلمون عن هؤلاء وتتهاونون بشأنهم وتتركون أولادكم بأيديهم يقودونهم إلى هلاكهم وهلاككم وهلاك المجتمع يقول الشاعر:


أرى خلل الرماد وميض نار

ويوشك أن يكون لها ضرام

فإن لم يسع لإطفائها عقلاء قوم

فسوف يكون وقودها جثث وهام

فإن النار بالعودين تذكى

وإن الحرب أولها كلام

فتنبهوا أيها المسلمون لأنفسكم ولدينكم ولمجتمعكم ولا تتركوا المفسدين يعبثون ببيوتكم وبلادكم {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} اللهم أصلح قلوبنا وأصلح ولاة أمورنا، وأصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، وأصلح شباب المسلمين ورد ضالهم إلى الحق ومخطئهم إلى الصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

(*)عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة عدد 11758 الثلاثاء 25 شوال 1425
[/CENTER]

مهتم 13-12-2004 07:44 PM

[align=justify]
زيارة النبي فيها خلط بين زيارة المسجد والقبر..ومغالطاتك بها تدليس وعدم اتباع الدليل

كتب محمد خضر
رد فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء على مقولة الشيخ الحبيب علي الجفري التي تقول نحن أمة أكبر من أن تختلف على زيارة نبيها في مسجده). ونشرت الجمعة الماضية في( المدينة) وأورد فضيلته بعض المغالطات قال عنها لابد من كشفها والرد عليها .. ومن هذه المغالطات قوله: نحن أمة أكبر من أن تختلف على زيارة قبر نبيها وهذه نرد عليها فيها بأنه لم يخالف أحد- ولله الحمد- في مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لمن زار المسجد النبوي للصلاة فيه، لأن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وزيارة القبر تدخل تبعا لزيارة المسجد وقوله زيارة نبيها في مسجده فيه خلط بين زيارة المسجد وزيارة القبر، يوهم أن السفر لأجل زيارة القبر لا لأجل المسجد، وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، فالسفر إنما هو للصلاة في المسجد النبوي، وتدخل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تبعا كما نص على ذلك أهل العلم فلا يسافر لأجل زيارة القبر لأنها لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. تلبيس وتضليل وأضاف الشيخ الفوزان معلقا:أيضا يقول الجفري: ( إن المساجد كثيرة ومتعددة في العالم لكن لم يكن لمسجد هذه الميزة والفضيلة مثل ما لهذا المسجد الذي ضم النبي صلى الله عليه وسلم)..وهذا معناه أنه يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم مدفون في المسجد، وهذا تلبيس وتضليل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها، ولم يدفن في المسجد، وكيف يدفن في المسجد وهو صلى الله عليه وسلم في سياق الموت يحذر من بناء المساجد على القبور، ويلعن من فعل ذلك؛ سدا لوسيلة الشرك ومخالفة لليهود والنصارى وبنائهم المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وكانت الحجرة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم خارجة عن المسجد في عهد الخلفاء الراشدين وعهد معاوية وعهد عبد الملك بن مروان، حتى جاء الوليد بن عبد الملك وأراد توسعة المسجد فأدخل فيه الحجرة التي فيها القبر من غير مشورة أهل العلم، وإنما هو رأي رآه ونفذه بقوة السلطة، ولم يوافقه عليه أهل العلم. الشيخ الشعراوي وفي نقطة أخرى يعلق الشيخ الفوزان على الجفري بقوله: حيث استدل الأخير بمقولة الشيخ الشعراوي والشيخ زايد في أنهما لايزوران المسجد النبوي إلا من أجل القبر يقولان إن المساجد في الأرض كثيرة فلانقصدها وإنما نقصد القبر، وسبحان الله هل يلغى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) يعني لايجوز السفر لزيارة مكان للعبادة فيه إلا في هذه المساجد الثلاثة: (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) هل تلغى فضيلة المسجد النبوي وتجعل الفضيلة لزيارة القبر، هل هذا إلا محادة للرسول صلى الله عليه وسلم. وقولهم في تعليل رأيهم: إن المساجد في الأرض كثيرة هل معنى ذلك أنه لا ميزة للمسجد النبوي على غيره من مساجد الأرض نعوذ بالله من الجهل والهوى ومخالفة الحق والهدى. اتباع الدليل وفي نقطة أخيرة يعلق الشيخ الفوزان على قول الجفري: (الفرق بيننا وبين من يخالفنا أنه لما تمكن استعلى وليس هذا ديدننا ولا هدفنا في الحياة ) بقوله: الفرق بيننا وبين من خالفكم اتباع الدليل الصحيح في النهي عن الغلو في القبور، أما أنتم فتجاهلتم ذلك أو لم تعلموه، والواجب اتباع الحق من غير مكابرة.


المدينة : الجمعة 28 شوال 1425 - الموافق - 10 ديسمبر 2004 - ( العدد 15206 [/CENTER]

مهتم 13-12-2004 07:47 PM

[align=justify]


وجوب الانضباط في الفتوى


د. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين..
وبعد.. فإن الله جعل للأمة علماء وولاة أمور يرجع إليهم في الأمور المهمة العامة في أمور الدين والدنيا؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}؛ فالله جعل المردّ في الأمور العامة المهمة إلى ولاة الأمور من الأمراء والعلماء في أمور السياسة وأمور الدين. ولم يجعل الأمر فوضى كل يتناوله برأيه؛ لأن هذا مدعاة للاختلاف والفرقة وضياع الأمور والبلبلة؛ ولهذا قال العلماء: حكم الحاكم يرفع الخلاف ولو أن الناس ساروا على ما رسمه الله لهم في هذه الآيات وفي غيرها لارتفع الخلاف وحصل الوفاق واجتمعت الكلمة. وهذا ملاحظ بحمد الله في هذه البلاد ولكن في الفترة القريبة نرى بعض الناس يريدون تغيير هذا المسار ويبدون آراءهم في أمور ليس من شأنهم إبداء الرأي فيها ويشوشون على الناس في أمور عبادتهم ومعاملاتهم وعقيدتهم.
من ذلك تدخلهم في مواقيت الصلاة صاروا يشككون الناس فيها ويشيعون أن الناس يصلون قبل دخول أوقات الصلاة ويقولون إن في تقويم أم القرى خللاً حسابياً، مع أنه تقويم معتمد من قبل ولاة الأمور ومقر من قبل العلماء من زمن طويل ولم يحصل فيه خطأ تطبيقي من عشرات السنين. وقد وقت الله الصلوات بتوقيت واضح ليعرفه العامي والمتعلم والحضري والبدوي؛ فصلاة الفجر عند طلوع الفجر الثاني وهو البياض المعترض في الأفق، وصلاة الظهر عند زوال الشمس عن محاذاة الرؤوس إلى جهة الغرب، وصلاة العصر عندما يتساوى الشاخص وظله، وصلاة المغرب عند غروب الشمس، وصلاة العشاء عند مغيب الشفق الأحمر. ومن ذلك أن هؤلاء عندما يقبل شهر الصوم يتخبطون في أمر الهلال ويشغلون الصحف في نشر المقالات عن وقت ظهور الهلال والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (صوموا لرؤيته. وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فاقدروا له) وفي رواية: (فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما) فعلق - صلى الله عليه وسلم - الصوم والإفطار بالرؤية أو بإكمال الشهر ثلاثين يوماً، ولم يعلق ذلك بالحساب الفلكي؛ لأن الهلال واضح يراه العامي والمتعلم والحساب الفلكي لا يعرفه كل أحد ثم هو عمل بشري يخطئ ويصيب والفلكيون يختلفون فيما بينهم وإثبات الأهلة موكول إلى جهة شرعية متخصصة، ومن ذلك صلاة التراويح في شهر رمضان والتهجد في العشر الأواخر منه، حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حث على قيام شهر رمضان ولا سيما العشر الأواخر منه ولم يحدد عددا من الركعات. وكان - صلى الله عليه وسلم - في نفسه يصلى في رمضان وفي غيره إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة يطيلها جدا ويقرأ فيها قراءة طويلة تقدر بالأجزاء الكثيرة، وكان الصحابة في عهد عمر يصلون ثلاثا وعشرين ويخففون الصلاة مراعاة للمأمومين عملا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أيكم أمّ الناس فليخفف فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة. فإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)؛ فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان في الغالب يصلي التهجد وحده يطيل الصلاة ويقلل عدد الركعات. وكان الصحابة عندما يصلونها جماعة يخففون الصلاة ويزيدون في العدد، لكن جاء في هذا الزمان جماعة من المتعالمين غير الفقهاء أخذوا بالعدد وتركوا الصفة فقالوا: لا يزاد في قيام رمضان على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. ونقول لهم: لماذا اقتديتم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في العدد ولم تقتدوا به في الصفة وقد قرأ في ركعتين بالبقرة والنساء وآل عمران خمسة أجزاء وزيادة وكان ركوعه نحوا من قيامه وسجوده نحوا من ركوعه؟ ثم أليس ما فعله الصحابة سنة لأنه من فعل الخلفاء الراشدين؟ ولماذا زادوا في العدد وخففوا الصفة؟ أليس رفقا بالناس ولكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحدد، ولأنهم أفهم لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحرص على تطبيقها منا؟ فاتركوا الناس يقومون رمضان ويتهجدون فيه ولا تشوشوا عليهم - بارك الله فيكم - ومن كان له رأي خاص منكم فليعمل به في نفسه ولا يلزم الناس به أو يشوش عليهم برأيه وليصل قيام رمضان وحده ويقِ الناس شره. والواجب اجتماع الكلمة وإذا كانوا على رأي من الآراء الاجتهادية التي لا تخالف الدليل فليكن معهم جميعاً للكلمة. وكما قال بعض العلماء: الرأي المرجوح يكون راجحا في بعض الأحوال؛ يعني إذا كان فيه جمع للكلمة ولا يخالف نصاً واضحاً. هذا ما أردت بيانه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


الجزيرة 11764 الأثنين 01 ذو القعدة 1425



__________________[/CENTER]

مهتم 26-12-2004 10:08 AM

[align=justify]
أهمية الإصلاح..وبماذا يتحقق؟

صالح الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء *


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن الإصلاح مطلب عظيم كل يتمناه وكل يطلبه لكن بماذا يتحقق الإصلاح؟ هنا تختلف الوسائل وتتنوع النتائج فكثير من الناس يظن أن اسباب الإصلاح هي إعطاء الناس ما يشتهون في هذه الحياة وهو ما يسمونه الديمقراطية؛ أي أن الشعب يحكم نفسه بنفسه ولا يُحكم فيه بشرع الله الذي خلقه ويعلم مصالحه، بل كل وميوله وما يهواه. وهذا في الواقع لا يحقق إصلاحاً لأن أهواء الناس تختلف ورغباتهم تتنوع، بل إن النتيجة من وراء ذلك هي الفساد؛ قال تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} (71 سورة المؤمنون)؛ ولذلك لم يكل الله الناس إلى أهوائهم ورغباتهم بل رسم لهم طريقاً يسيرون عليه في حياتهم وهو ما أرسل به رسله وأنزل به كتبه؛ فكل شريعة سماوية اتباعها والعمل بها في وقتها إصلاح ما لم تنسخ إلى أن جاءت شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فنسخت ما سبقها من الشرائع وتضمنت صالح البشرية إلى أن تقوم الساعة؛ فلا صلاح ولا إصلاح إلا باتباع هذه الشريعة والتحاكم إليها. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59 سورة النساء). وسمّى الله اتباع شرعه إصلاحا ومخالفة شرعه إفساداً قال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} (85 سورة الأعراف)؛ فإصلاحها باتباع شرعه وإفسادها بمخالفة شرعه؛ فالله أصلح الأرض بإرسال الرسل وإنزال الكتب فإذا قام الناس باتباع الرسل وعملوا بكتب الله صلحت أرضهم وإذا كانوا بخلاف ذلك أفسدوا في الأرض وإن كانوا يزعمون أنهم يصلحون فيها كما قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} (11 و12 سورة البقرة). والإصلاح المتمثل باتباع شرع الله ضمان من الهلاك كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (117 سورة هود). والإصلاح في الأرض إنما يتحقق بتحكيم شرع الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (40 و41 سورة الحج). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (.. ولحدّ يقام في الأرض خير لها من أن تمطر أربعين صباحاً) وهذا هو إصلاح الأرض وإصلاح أهل الأرض وما خالفه فهو تدمير للأرض ومن عليها وإن ادعى أصحابه أنه تعمير وإصلاح؛ فهذا من تسمية الأشياء بأضدادها ومن غش الخلق. وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فمنافقو اليوم مثل إخوانهم من منافقي الأمس ينادون بالإصلاح ويدعون أن الإصلاح باتباع أنظمة الكفر وتعطيل الشرع ولكن {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32 سورة التوبة). وكما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله -: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها). وكان الناس قبل هذه الشريعة في ضلال مبين. قال الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (26 سورة الأنفال). ربما يقول قائل: هل نترك كل ما عند الكفار؟ فنقول له: ما عند الكفار من المنافع الدنيوية من المصنوعات والمنتوجات والخبرات النافعة قد أباح الله لنا أخذه منهم والانتفاع به بعد أن نشتريه بأموالنا، وهذا في الأصل خلقه الله لنا؛ قال تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (32 سورة الأعراف)، إنما الممنوع أن تستورد منهم الأنظمة المخالفة لديننا وعقيدتنا ونتخلى عما أعطانا الله من شرعه المطهر ودينه القيم فنخسر الخسران المبين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

*عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة عدد 11777 الأحد 14 ذو القعدة 1425
[/CENTER]

مهتم 04-01-2005 07:15 PM


لايجوزُ لأحدٍ أن يخالفَ قولهُ صلى اللهُ عليه وسلم منطوقاً ولا مفهوماً

لا تزالُ قضيةُ زيارةِ قبرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم التي أثارها الحبيبُ علي الجفري وردّ عليه فيها الشيخُ صالحٌ الفوزان تتفاعلُ ، وقد عقّب الأسبوعَ الماضي في ( الرسالة ) أربعةٌ من المتابعين في بعضِ ملاحظاتهم على تعقيبِ الشيخِ الفوزان ، واليوم يعقبُ الشيخُ الفوزانُ بردٍ تفصيلي على المعقبين الأربعة : ( نجيب يماني ، وأسامة الحازمي ، وسمير برقة ، محمد مصطفى آل عبد الله ) ..

يوضحُ الشيخُ الفوازنُ في تعقيبهِ عليهم أنهُ لا يجوزُ لأحدٍ أن يخالفَ قولهُ صلى اللهُ عليه وسلم منطوقاً ولا مفهوماً . ويؤكدُ أن إصلاحَ العقيدةِ مقدّمٌ على الكتابةِ في الإرهابِ والإيدزِ والمخدراتِ والطلاقِ والبطالةِ . ويشيرُ إلى عمومِ حديث السفرِ لا يمنعُ عمومَ الأسفارِ ، والممنوعُ تخصيصُ بقعةٍ بالعبادةِ لا دليل على تخصيصها ويشرحُ آيةَ " وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ " [ النِّسَاءُ : 64 ] ويؤكدُ أنها في حياتهِ صلى اللهُ عليه وسلم فقط وليس بعد مماتهِ . ويوضحُ أنهُ لا حجّة في كثرةِ الأقوالِ التي تقولُ بجوازِ زيارةِ القبرِ وإن كثُرت لمخالفتها للسنةِ النبويةِ ولنقرأ التعقيبَ المفصّل لفضيلةِ الشيخِ الفوزان في هذه السطور :

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالِمِيْنَ ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ على نبينا محمدٍ خاتم النبيين وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وبعدُ :

كنتُ قد كتبتُ تعقيباً على ما نشر في ملحقِ جريدةِ '' المدينةِ '' منسوباً إلى الجفري حول المسجدِ النبوي وزيارةِ قبرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم مستنداً في ذلك إلى الأدلةِ الصحيحة والوقائعِ الثابتةِ .

وما كنتُ أظنُ أنّ بيانَ الحقِ والرد على من خالفهُ يسوءُ من يريدُ الخيرِ ويهدفُ إلى الصوابِ .

ولكن رأيتُ أنهُ قد انبرت طائفةٌ ممن يُؤثرون الرجالَ على الحقِ . ولا يُؤثرون الحقَ على الرجالِ ، وهم كل من : نجيب يماني ، وأسامة الحازمي ، ومحمد مصطفى آل عبدالله ، وسمير أحمد حسن برقة وجعل هؤلاءِ يمتعضون مما كتبتُ . ويلومونني كأنني أذنبتُ . وأنا - إن شاءَ اللهُ - سأقولُ الحقَ ولو غضب من غضب .

فأنا أطلبُ بذلك بيانَ الحقِ ورد الخطأِ لإرضاءِ اللهِ لا لإرضاءِ الناسِ .

1 - فأما نجيب يماني فيقولُ بأنَّ الكتابةَ في التحذيرِ من الإرهابِ والمخدراتِ والإيدزِ والطلاقِ والبطالةِ والمسكراتِ التحذير من هذه الآفاتِ أهمُ من التحذيرِ مما يضرُ العقيدة والتحذيرِ ممن يروّجُ البدعةَ .

وأقولُ : هذا من تغيّر الأذواقِ واتباعِ الاهواءِ والبقاءِ على المألوفِ ولو كان يضرُ العقيدة أن البداءةَ بتغييرِ ما يضرُ العقيدة والعنايةُ بازالتهِ من أهمِ المهماتِ .

ألم يكن الأنبياءُ عليهم الصلاةُ والسلامُ أولَ ما يبدأون بالدعوةِ إلى إصلاحِ العقيدةِ والنهي عما يخالفها من الشركِ ووسائلهِ والنهي عن البدعِ والمحدثاتِ .

إنَّ هذه الأمورَ التي ذكرها يماني وإن كانت خطيرةً فهي أقلُ ضرراً من خللِ العقيدةِ - لكن اليماني يقولُ : مثلُ هذه المناقشات لا تفيدُ المسلمين في شيءٍ .

وأقولُ : إذا كانت لا تفيدهُ هو فلا يحكمُ على عمومِ المسلمين الذين يعتبرون العقيدةَ أهمَ شيءٍ عندهم .

ثم يقولُ اليماني حول قبرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم : مرّ على قبرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم حوالى ألف سنة ( يعني هو في مكانٍ ) والناسُ يزورونهُ - الخ.. ما قال

وأنا أقولُ : أنا لم أنكر مكانَ قبرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم وأنهُ دفن في بيتهِ في حجرةِ عائشةَ رضي اللهُ عنها دفنه فيها أصحابُهُ حمايةً له من الغلو الذي حصل للأممِ السابقةِ مع قبور أنبيائها مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها : " وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْر أَنَّهُ خُشِيَ أَنْ يُتَّخَذ مَسْجِدًا " .

وكانت حجرةُ عائشةَ رضي اللهُ عنها خارجَ المسجدِ من الجهةِ الشرقيةِ وبقيت كذلك إلى أن أدخلها الوليدُ بنُ عبدِ الملك بقوةِ السلطةِ لا بقوةِ الحجّةِ ولا بمشورةِ أهلِ العلمِ كما هو مذكورٌ في كتبِ أهلِ العلمِ .

ثم يقولُ اليماني : إن الأمةَ في المشرقِ والمغربِ ما زالوا يزورون قبرَ النبي صلى اللهُ عليه وسلم .

وأقولُ : وأنا والحمد لله أزورُ قبرهُ صلى اللهُ عليه وسلم إذا قدمتُ المدينةَ أزورهُ للسلام عليه وعلى صحابتهِ الزيارةَ الشرعيةَ . فلم أنكر الزيارةَ لمن كان في المدينةِ وإنما أنكرُ السفرَ بقصدِ زيارةِ القبورِ سواء قبر النبي صلى اللهُ عليه وسلم أو قبر غيرهِ لأن ذلك من الغلو الذي يفضي بأصحابهِ إلى الشركِ . كما ينكرها الأئمةُ محتجين بحديث : " ‏لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ " وهو خبرٌ بمعنى النهي وورد بلفظ النهي ( ‏لَا تَشُدُّوا ) بصيغةِ النهي فحصر صلى اللهُ عليه وسلم الإذنَ بالسفرِ لأجلِ العبادةِ في مكانٍ مخصصٍ في المساجدِ الثلاثةِ فقط .

وإذا كان السفرُ للعبادةِ في مسجدٍ غير الثلاثةِ ممنوعاً وهي بيوتُ اللهِ لأنهُ لا ميزةَ لبعضها على بعضٍ خوفاً من الغلو ولأنه قال صلى اللهُ عليه وسلم : " جُعلت لي الارض مسجداً وطهوراً " فكيف يجوزُ السفرُ لأجلِ التعبدِ بالسفرِ لزيارةِ القبورِ الذي هو وسيلةٌ من وسائلِ الشركِ .

فاذا فُتح هذا البابِ صارتِ القبورُ تضاهي المساجدَ الثلاثةَ التي شرع النبي صلى اللهُ عليه وسلم السفرَ لزيارتها . والواجب على اليماني قبل أن يكتبَ في هذهِ المسألةِ وفي غيرها من أمورِ الشرعِ أن يراجعَ كلامَ أهلِ العلمِ المبني على الدليلِ لأجلِ التثبتِ فكم حصلت منه زلاّتٌ في كتاباتهِ بسببِ التسرعِ والسببُ الاعتمادُ على فكرهِ أو فكرِ غيرهِ فيما يخالفُ الحقَ .

2 - وأما أسامة الحازمي فأراد إبطالَ الاستدلالِ بمفهومِ الحديثِ المذكور بأن الناسَ يسافرون للتجارةِ وغيرها من الأغراضِ ولم يُمنع من ذلك أحدٌ فلا مفهوم لهذا الحديثِ عنده .

ونقولُ لهُ : مفهومُ هذا الحديثِ لا يمنعُ عمومَ الاسفارِ فقد سافر النبي صلى اللهُ عليه وسلم وأصحابُهُ ولا يزالُ المسلمون يسافرون للأغراضِ المباحةِ وقد وضع اللهُ للسفرِ رخصاً شرعيةً تسهيلاً على الناسِ فيه وإنما الممنوعُ السفرُ لأجلِ تخصيصِ بقعة بالعبادةِ لا دليل على تخصيصها لأن هذا يعتبرُ من البدعِ وقد قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد " . وفي رواية : " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . ولأن هذا وسيلة إلى الشرك. ولو كان الأمر كما ذكر الحازمي لم يكن لهذا الحديث فائدة وحاشا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكون عديم الفائدة.

ومما يدل على أن المقصود بالحديث سفر العبادة أن المساجد لا تقصد إلا للعبادة لا للسياحة ولا للتجارة وكون الناس يسافرون لبنائها كما ذكر لا علاقة لذلك بتخصيصها بالعبادة والسفر من أجل ذلك لأن بناء المساجد حثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ورغّب فيه. فالبناء شيء وتخصيص مكان بالعبادة شيء آخر.

3 - وأما إبراهيم مصطفى عبدالله - فقد قال مبرراً السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم : ذكر الله في كتابه العزيز : '' وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا '' فإتيان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً ، أخذوه من هذه الآية -

وأقول : إتيان الرسول صلى الله عليه وسلم للتعلّم منه وسؤاله وطلب الدعاء منه في حياته أمر لا شكّ فيه أنه مطلوب وهو الذي تدلّ عليه الآية أما إتيانه صلى الله عليه وسلم بعد موته لهذا الأمور فغير مشروع وللفرق بين الحياة والموت فالحياة لها أحكام والموت له أحكام كلٌ يعرفها .

والآية الكريمة لا تدل على ما قلتَ لا من قريب ولا من بعيد وذلك لأمرين :


الاول : أن الله سبحانه قال : " إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ " ، ولم يقلْ إذا ظلموا أنفسهم لأن ( إذ ) لِمَا مَضَى من الزمان . و ( إذا ) لِمَا يُستقبل من الزمان فدلّ على أن هذا الإتيان الذي تركوه ولامهم الله على تركه إنما هو في حياته صلى الله عليه وسلم فلو أنهم حينما حصل منهم ما حصل من طلب تحكيم غير النبي صلى الله عليه وسلم أتوه معتذرين مستغفرين لغفر الله لهم والله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : " وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ " .
فالآية لا عموم لها كما ادعيته .. بل هي خاصة في قضية معيّنة انتهت وانقضت .


الأمر الثاني : أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفهموا هذا الذي فهمته أنت ومن ذَكرتَ معك فما كانوا يأتون إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبون منه الاستغفار والدعاء لهم بل كانوا إذا اشكل عليهم أمر عام أو خاص لا يذهبون إلى قبره ويسألونه كما كان ذلك منهم معه في حياته صلى الله عليه وسلم بل كانوا يسألون العلماء من الصحابة .
ولما أجدبوا واستغاثوا ربهم في عهد عمر رضي الله عنه لم يذهبوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه ان يدعو الله لهم بنزول الغيث وانما طلب عمر من العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعوالله فدعا لهم .

فلماذا عدلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمه العباس ؟

لماذا يعدلون عن الفاضل إلى المفضول إلاّ لأن الميت لا يُطلب منه شيء والصحابة هم القدوة في فهم القرآن والسنة وعملهم حجة لقوله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " وأما عمل غيرهم فليس حجة إلا إذا قام عليه دليل صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . قال صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد " .

وأما قول إبراهيم مصطفى عبدالله : من هم المعترضون على إدخال الحجرة النبوية التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فنقول له : راجع كتب التاريخ المعتمدة في هذه المسألة وستجدها مذكورة فيها فأنا لم أقل شيئاً من عندي وراجع مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية ( جـ1 ص/236 - 237 ) ثم إني أطالبك ان تذكر لي من هم المفسرون الذين قُلتَ عنهم : أنهم فسّروا قوله تعالى : " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ " بأن المراد بذلك المجيء الى قبره صلى الله عليه وسلم .

وأما قولك جاءت الأحاديث الشريفة في الحثّ على زيارة القبور وقبره صلى الله عليه وسلم أفضل من كل القبور فأنا لا أقول بمنع زيارة القبور مطلقاً وإنما أقول كغيري من العلماء : إنما الممنوع هو السفر لزيارة القبور اخذا من فهمهم من الحديث الصحيح : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " .

وأما الحديث الذي استدللت به على خصوص زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو " من زار قبري وجبت له شفاعتي " فهذا الحديث وكل الأحاديث التي جاءت بخصوص زيارة قبره صلى الله عليه وسلم كلها أحاديث ضعيفة شديدة الضعف أو موضوعة كما نبّه أئمة الحفاظ على ذلك وراجع كتاب الصارم المنكى في الرد على السبكي.

4 - وأما سمير أحمد حسن برقة : فقد حشد في مقاله أقوال الذين يروْن جواز السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم .

وأقول له : لا حجّة في الأقوال ولو كثُرت إذا خالفتْ سنة النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول : " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [النِّسَاءُ : 59 ] .

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد " فلا يجوز لأحد أن يخالف قوله صلى الله عليه وسلم منطوقاً ولا مفهوماً.

وهؤلاء يقولون : تشد الرحال من باب التعبد إلى غير المساجد الثلاثة بناء على اجتهادهم ولا اجتهاد مع مخالفة الحديث الصحيح .

ختاماً أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يعيذنا من شر الفتن واتباع الأهواء.

صحيفة المدينة :http://www.almadinapress.com/index.a...rticleid=88939

مهتم 08-01-2005 10:49 AM

النهي عن التشاؤم
 
[align=justify]
النهي عن التشاؤم
صالح بن فوزان الفوزان/ عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فالتشاؤم هو توقع الشر من الأشخاص أو البقاع أو الأوقات من غير سبب ظاهر وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وسماه الطيرة. وقال: (الطيرة شرك الطيرة شرك) وذلك لأنها اعتقاد حصول الضرر من غير الله سبحانه وتعالى: وهذا شرك لأن الله هو النافع الضار فيجب التوكل عليه سبحانه دون غيره وسؤاله جلب الخير ودفع الشر.. ولكن كثيراً من الناس لا يزال عندهم شيء من التطير والتشاؤم وهذا من أمور الجاهلية. ومن ذلك ما نسمعه الآن من بعض الناس من التشاؤم في عام 2005الميلادي ويقولون إن هذا العام عام مشؤوم حصل فيه كذا وكذا من موت القادة أو الزلازل أو غير ذلك من المكاره. والواجب ترك هذا الاعتقاد والتوكل على الله سبحانه وتعالى واعتقاد أن ما أصابنا إنما هو بسبب ذنوبنا جزاء منه سبحانه عليها قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ(30)} سورة الشورى فالواجب التوبة إلى الله وترك الذنوب والمعاصي لا إلقاء اللوم على زمان أو مكان أو غير ذلك. فالسبب من عندنا والعقوبة من الله وبقضائه وقدره لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. وإنما يصدر مثل هذا القول، وهو نسبة الشر إلى العام أو غيره، بسبب الجهل بعقيدة التوحيد ومعرفة ما يضادها أو ينقصها من أنواع الشرك.. وهذا مما يؤكد وجوب تعليم العقيدة الصحيحة ومعرفة ما يضادها أو ينقصها وقد صار كثير من الكتاب والمثقفين يزهدون في تعلم التوحيد والتحذير من الشرك لجهلهم بأهمية ذلك ونسأل الله لنا ولهم الهداية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

الجزيرة 11790 السبت 27 ذو القعدة 1425
[/CENTER]

مهتم 17-01-2005 12:13 PM

[align=justify]
تصرفات أهل الجاهلية في الحج


الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان ( * )


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد فرض الله الحج في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم فحج صلى الله عليه وسلم حجة واحدة في السنة العاشرة من الهجرة وعلم الناس مناسك الحج بفعله وبقوله: (خذوا عني مناسككم) ونقى الحج مما أحدثه فيه أهل الجاهلية وأعاده إلى ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك في مسائل:
المسألة الأولى:
كان الجاهليون يمزجون الحج بالشرك وكان لهم فوق الكعبة وحولها ثلاثمائة وستون صنما يتقربون إليها بالعبادة والدعاء فأزالها النبي صلى الله عليه وسلم وطهر البيت وما حوله منها وهو يقول:
(جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) وكانوا يقولون في تلبيتهم: (لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لبيك لا شريك لك.. إن الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك). ومنع النبي صلى الله عليه وسلم المشركين من الحج امتثالاً لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}.
المسألة الثانية:
كان كثير منهم يطوفون بالبيت عراة ويقولون: وجدنا على هذا أباءنا والله أمرنا به فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
{قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء}وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا يطوف بالبيت عراة).
المسألة الثالثة:
كانوا يوم عرفة يقفون بالمزدلفة ولا يذهبون إلى عرفة فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف بعرفة عملا بقوله تعالى:
{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
المسألة الرابعة:
كانوا يتأخرون في المزدلفة ولا يدفعون منها إلا بعد أن تطلع الشمس فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس.
المسألة الخامسة:
كان أهل الجاهلية يستقلون الاجتماع في أيام منى لذكر مفاخر آبائهم ويمتدحون بأفعالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل) عملا بقول الله تعالى:{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}وقوله تعالى:{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا.}.
المسألة السادسة:
كان أهل الجاهلية يدعون الله في موسم الحج بأن يعطيهم من ملذات الدنيا وشهواتها فشرع الله لعباده أن يطلبوا منه خير الدنيا والآخرة قال تعالى:
{فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ * وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.}
أيها المسلمون نقوا حجكم وجميع أعمالكم من عوائد الجاهلية ومحدثاتها وأدوه على ملة الخليلين ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام وذلك بالتفقه في دين الله واخلاص العمل لله.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.


( * ) عضو هيئة كبار العلماء

الجمعة 3 ,ذو الحجة 1425 العدد 11796[/CENTER]

مهتم 17-01-2005 12:15 PM

[align=justify]

الشيخ الفوزان:


التكفير يُخرج عن مقاصد الدعوة ..وعلينا الرجوع إلى علماء الأمة لمعرفة أحكام الدين


* منى - واس:
حذر عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان من خطورة تكفير المسلم للمسلم.. موضحاً أن موضوع التكفير الذي أثارته فئات من الشباب التي تحمل أفكاراً شاذة منحرفة في بعض بلدان المسلمين يؤدي إلى الخروج عن مقاصد الدعوة الاسلامية.وأكد فضيلته في محاضرة ألقاها أمس ضمن نشاطات الموسم الثقافي الذي تنظمه رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة أن الاصل في الانسان الايمان لان الانسان يولد على الفطرة بينما الكفر امر طارئ يحصل لاسباب في مقدمتها التربية السيئة من الأبوين.واستعرض فضيلته أركان الايمان التي يكتمل بها إيمان المسلم وحرمة تكفير من يؤمن بها ويعمل بها وهو مؤمن كما استعرض أركان الاسلام.. مؤكدا صلتها بالايمان عند المسلمين مما لا يجيز تكفير مؤديها.
وتطرق فضيلته للفكر المنحرف الذي تسلل إلى بعض البلدان الاسلامية.. مبينا خطورته وأن الفكر المنحرف له أنواع وأطوار وأعمال تثبت انحراف أصحابه عن الفطرة وعن القواعد الصحيحة للدين.وحذر فضيلته من أن أنواعاً غالية من الفكر المنحرف تؤدي بأصحابها إلى الفساد في الارض وقتل المسلمين بل تؤدي ايضا إلى الكفر.. مستعرضا العديد من الادلة عبر التاريخ.وأوضح فضيلة الشيخ الفوزان أن أصحاب الفكر المنحرف أثبتوا من خلال أقوالهم وتصوراتهم وآرائهم أنهم لا يفقهون الدين وهم يمرقون من الدين مروق السهم.. مؤكداً القاعدة الاساسية في أن إسلام المرء ينبغى ان يؤسس على قواعد فقهية سليمة ومعرفة صحيحة لاحكام الدين.وتحدث فضيلته عن أنواع التكفير وضوابطه..لافتا النظر إلى انه لا يجوز للافراد ان يطلقوا أحكام التكفير فهذا شأن شياطين الانس الذين سلكوا سبيل الشيطان مبينا ان الذين يحكمون في هذا الموضوع هم الراسخون في العلم وان الشريعة الاسلامية لا تجيز للعامة او الدعاة او القراء اوغيرهم من الناس الحكم على ناس او طائفة بالكفر.كما بين فضيلته ان الراسخين في العلم ينظرون في امر المحكوم عليه بهذا الشأن من حيث ثبوت ما يكفره ثبوتا قطيعا وانه يرتكب ما ارتكب بسبب الجهل وانه غير متأول وغير مقلد وغير مكره.. مشددا على ضرورة عدم التسرع في اطلاق اي حكم يمس عقيدة المسلم.
وشدد فضيلته على حرمة التكفير وبين خطره على المكفر نفسه مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال لاخيه يا كافر.. يا فاسق.. يا عدو الله .. حار عليه) أي رجع عليه قوله.وأكد فضيلته ان المكفرين من الفئة الضالة جعلت من انحرافها الفكري منطلقا للتكفير متجاوزين في ذلك كل ضوابط الاسلام التي تمنعهم من تكفير اخوانهم المسلمين.
ودعا فضيلته أبناء المسلمين بالرجوع إلى علماء الامة الثقات في معرفة أحكام الدين وتفاصيل التفقه في الاسلام.. داعيا العلماء والدعاة لتبصير المسلمين والاجيال الجديدة من خطورة آفة الفكر المنحرف.
وأثنى فضيلته على الجهد الذي تبذله مؤسسات الدعوة الاسلامية في هذا المجال.


الأثنين 07 ذو الحجة 1425 العدد 11799
[/CENTER]

مهتم 30-01-2005 12:56 PM

[align=justify]
أركان الإسلام من حيث ترتيب الفرضية ومن حيث التكرار
صالح بن فوزان الفوزان /عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله الذي شرع لنا خير الشرائع ورضي لنا الإسلام دينا، وقال: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}وقال: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وأفضل الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين..وبعد : فإن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك والبراءة منه ومن أهله. وهو بهذا التعريف شامل لدين جميع الأنبياء والمرسلين. فالإسلام هو عبادة الله بما شرعه في كل وقت بحسبه ولما بعث محمد صلى الله عليه وسلم صار الإسلام هو ما جاء به، ونسخ ما عداه من الأديان فمن لم يتبع هذا الرسول فليس بمسلم. قال الله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ َ}فمن لم يتبع هذا الرسول زاعماً أنه يتبع نبياً غيره فهو يتبع لهواه، وليس متبعاً لذلك الرسول الذي يزعم أنه يتبعه لأنه بعد بعثة هذا الرسول أمر الناس كلهم باتباعه كما قال له ربه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار) فلا يسع أحد من أهل الأرض إلا أن يتبع هذا الرسول ومن زعم أن أحداً يسعه الخروج عن دين هذا الرسول؛ فهو كافر إن لم يتبعه أصلاً، وزعم أنه يسعه البقاء على دين نبي سابق له، وإن كان مؤمناً بهذا الرسول لكن رأى هذا الرأي فهو مرتد عن دين الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلا قتل فما نسمعه الآن من أن اليهود والنصارى مسلمون، وأنهم إخوان لنا في الدين هو كفر بالله وخروج عن شريعة الإسلام؛ لأن الشرائع السابقة قد نسخت بهذه الشريعة المحمدية والبقاء على الدين المنسوخ كفر، وهذا الدين المحمدي يتكون من خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً.. وهذه أركانه التي ينبني عليها، وبقية الواجبات وتجنب المحرمات مكملة لهذه الأركان كما جاء في الحديث : (بني الإسلام على خمسة أركان..) وذكر هذه الأركان وهذه الأركان شُرعت مرتبة على التدريج، فأولها : الأمر بالشهادتين وهو الذي بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته إليه، وبقي ثلاث عشرة سنة بمكة يدعو الناس إليه، فلما تقرر هذا الركن الأساس فرضت الصلاة قبل الهجرة بمدة يسيرة، ثم في السنة الثانية بعد الهجرة فرضت الزكاة والصيام، ثم في السنة التاسعة من الهجرة فرض الحج.. ومن حيث تكرار هذه الأركان فالركن الأول وهو الشهادتان يتكرر في كل لحظة من حياة المسلم قولاً واعتقاداً، وعملاً لا يتخلى عنه المسلم في لحظة من لحظات حياته، والصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات وصلاة الجمعة من كل أسبوع والزكاة والصيام يتكرران كل سنة، والحج مرة واحدة في العمر مع الاستطاعة ثم المجال واسع بعد تحقيق هذه الأركان للمسلم في العبادات، فرضها ونفلها فكل فريضة شرع للمسلم مثلها من التعبد والتزود، ثم هذا الإسلام يتعامل أهله مع غيرهم من أهل الأديان بالعدل في التعامل والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ثم بالجهاد لمن عاند وأراد طمس هذا الدين ونشر الكفر، ثم بالوفاء بالعهود مع المعاهدين من أهل الأديان الأخرى من ذميين ومعاهدين ومستأمنين يكفل لهم الأمن على دمائهم وأموالهم وأعراضهم ولا يقاتل الا الحربيين منهم، ولا يقتل شيوخهم وصبيانهم ونساءهم ورهبانهم ويكافىء بالإحسان من أحسن منهم إلى المسلمين قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } ويبيح الإسلام التعامل مع الكفار بالبيع والشراء وتبادل المصالح والخبرات والتمثيل الدبلوماسي، ويوجب البر بالوالدين الكافرين قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}هذا هو دين الإسلام. دين الرحمة للبشرية كلها : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا باتباعه والتمسك به {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } الله وفقنا للتمسك بهذا الدين إلى يوم نلقاك غير مبدِّلين ولا مغيِّرين وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


الجزيرة : لأحد 20 ,ذو الحجة 1425 العدد 11812[/CENTER]

مهتم 13-02-2005 01:20 PM

[align=justify]


التكفير وضوابطه


صالح بن فوزان الفوزان /عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فالتكفير معناه الحكم على مسلم بالكفر لسبب من الأسباب المقتضية لذلك والناس في هذا الباب طرفان ووسط فالطرف الأول الخوارج قديماً وحديثاً الذين يغلون في التكفير فيكفرون المسلمين بكبائر الذنوب التي هي دون الشرك والكفر وهذا مذهب باطل لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء.}ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه قال: (يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) وقراب الأرض ملؤها أو ما يقارب ملأها. والطرف الثاني مَنْ يرى أن المسلم لا يكفر ولو عمل ما عمل من فعل المحرمات وترك الواجبات ما دام أنه مصدق في قلبه بالله ودينه لأن الإيمان عندهم هو التصديق بالقلب ولا يدخل في تعريفه وحقيقته العمل وهذا مذهب المرجئة قديماً وحديثاً ويتبناه اليوم كثير من الكتاب الذين لم يدرسوا عقيدة السلف فيرون أنه لا يجوز التكفير مطلقاً لأنه عندهم تشدد وغلو وتطرف ولو ارتكب الإنسان كل النواقض حتى إنهم لا يكفرون اليهود والنصارى الذين يكفرون برسالة محمد ژ ويقولون المسيح ابن الله وعزير ابن الله ويقولون: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} ويقولون: {إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}}. ويقولون: {إنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} ومع ذلك لا يكفرونهم وهذا غلو في الإرجاء وإمعان في الضلال لأن الله كَفَّرَ مَنْ لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم سواء من أهل الكتاب أو غيرهم. قال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ} وقال تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَة}{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم }لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ}{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}وهذا مذهب باطل يتيح لكل مفسد وكل ضال ومنحرف أن يفعل ما يشاء من أنواع الردة والإفساد، ويمنح هؤلاء اسم الإسلام. والمذهب الأول باطل أيضاً لأنه يحكم على كثير من المسلمين بالكفر لمجرد ارتكاب الذنوب التي هي دون الشرك والكفر ويسبب سفك الدماء المعصومة وإزهاق الأنفس البريئة وتفريق كلمة المسلمين بالخروج على أئمتهم وحل دولتهم ويسبب القيام بالتفجيرات والترويع ويخل بالأمن مما هو واقع اليوم ممن تبنوا هذا الرأي الباطل والمذهب الفاسد ويحقق رغبات الكفار ويتيح لهم التدخل في شؤون المسلمين بحجة حمايتهم من الإرهاب مع أن الكفار في الحقيقة هم الذين يغذون الإرهاب ويحمون الإرهابيين ليقضوا بهم أغراضهم في ضرب المسلمين وإضعافهم كما هو الواقع الآن وكل من فريقي الخوارج والمرجئة أخذ بالمتشابه من الأدلة فالخوارج أخذوا بنصوص الوعيد والمرجئة أخذوا بنصوص الوعد والمذهب الوسط والقول الحق في هذه المسألة ما عليه أهل السنة والجماعة وهو الجمع بين نصوص الوعد ونصوص الوعيد عملاًَ بقول الله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.}
فأهل السنة يقولون بأن مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك والكفر معرض للوعيد لكنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بقدر ذنوبه وإن شاء الله عفا عنه ولم يعذبه لقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وإذا عذبه بذنوبه فإنه لا يخلد في النار بل يخرج منها ويدخل الجنة بما معه من التوحيد والإيمان فليس هو بمؤمن كامل الإيمان كما تقوله المرجئة وليس بكافر خارج من الإيمان كما تقوله الخوارج، ولا يحكمون على مسلم بالكفر إلا إذ ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام المتفق عليها والمعروفة عند العلماء ولابد أن تتوفر شروط للحكم بالردة أو الكفر على مَنْ ظاهره الإسلام وهي:
1 - ألا يكون جاهلاً معذوراً بالجهل كالذي يُسلم حديثاً ولم يتمكن من معرفة الأحكام الشرعية أو يعيش في بلاد منقطعة عن الإسلام ولم يبلغه القرآن على وجه يفهمه أو يكون الحكم خفياً يحتاج إلى بيان.
2 - ألا يكون مكرهاً يريد التخلص من الإكراه فقط كما قال تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }دلت الآية على أن من تلفظ بالكفر مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان يريد التخلص لا يكفر.
3 - ألا يكون متأولاً تأولاً يظنه صحيحاً فلابد أن يبين له خطأ تاويله .
4 - ألا يكون مقلداً لمن ظنه على حق إذا كان هذا المقلد يجهل الحكم حتى يبين له ضلال من يقلده.
5 - أن يكون الذي يتولى الحكم عليه بالردة من العلماء الراسخين في العلم الذين ينزلون الأحكام على مواقعها الصحيحة فلا يكون الذي يحكم بالكفر جاهلاً أو متعالماً.
وأخيراً فإن إخراج مسلم من الإسلام بدون دليل صحيح واضح يعد أمراً خطيراً كما قال النبي ژ: (من قال لأخيه يا كافر يا فاسق أو عدو الله وهو ليس كذلك رجع عليه أو حار عليه) نسأل الله العافية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة 11823 الخميس 1 ,محرم 1426[/CENTER]

مهتم 17-03-2005 02:21 PM

[align=justify]

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان/ عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:

فقد كثر في الآونة الأخيرة استنكار الغلو والتحذير منه، وهذا أمر قد حذر منه الشرع المطهر، ولكن الشأن في تحديد مفهوم الغلو - فإن بعض هؤلاء المنكرين له يقعون فيه عن قصد أو عن غير قصد ومن ذلك: أولاً : أنهم وقعوا فيه في شأن المرأة حيث يزعمون أنهم يطالبون بحقوقها، مع أنهم يدفعون بها إلى قيامها بما لا يليق بها من أعمال لا تتناسب مع خلقتها أو مع حشمتها وعفافها حيث ينادون بأن تسند إليها أعمال الرجال التي لا تناسب مع خلقتها وطبيعتها، أو تسند إليها أعمال تقتضي تخليها عن الآداب الشرعية التي تحفظ لها كرامتها كالمناداة بسفرها بدون محرم، والمناداة بخلعها للحجاب، والمناداة باختلاطها بالرجال، وحرمانها من حقها وبالمناداة بإلغاء قوامة الرجل عليها - ما هذه النداءات.

وزج بها فيما يعود عليها بالوبال عاجلاً أو آجلاً، فهل يفكر هؤلاء فيما يقولون ويربأون بأنفسهم من هذا التناقض، أو هم يحسبون أن الناس لا يعقلون، ولا يدركون تناقضهم ويحاسبونهم على غلوهم وإفراطهم، إن الله رفع المرأة من ظلم الجاهلية لها ومن تسيبات الغرب العصرية.

ثانياً : غلوهم في التسامح - فهم دائماً ينادون بالتسامح والتيسير، ونقول لهم نعم: إن ديننا هو الشريعة السمحة، وقد رفع الله به الاصار والأغلال التي كانت على من قبلنا، لكن هؤلاء يريدون بالتسامح ترك الأوامر وارتكاب المناهي وعدم التمييز بين مسلم وكافر، وعدو لله وولي لله، وهذا غلو في التسامح وجنوح به إلى غير مفهومه الصحيح - ولأن التسامح معناه الأخذ بالرخص الشرعية عند الاحتياج إليها والاقتصار على حدود الرخصة، والأخذ بها وقت الحاجة بشروطها الشرعية مع عدم التوسع في مفهومها، وقد عرف الأصوليون الرخصة بأنها استباحة المحظور مع قيام سبب الحظر لمعارض راجح، بحيث إذا زال هذا العارض فإننا نرجع إلى العزيمة فمثلا قصر الصلاة خاص بالسفر وأكل الميتة خاص بحالة الضرورة، وإذا انتهى السفر انتهى القصر ولزم إتمام الصلاة، وإذا زالت الضرورة عاد تحريم الميتة، وهكذا في جميع الرخص، فلا يجوز انتهاك أحكام الشريعة بذريعة التسامح وعدم التشدد كما يقولون.

ثالثاً : غلوهم فيما يسمونه التشدد والتطرف ولا شك أن الله نهى عن الغلو في الدين، وكذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، ولكن المراد بالغلو في كلام الله وكلام رسوله هو الزيادة عن الحد المشروع - وهؤلاء عندهم أن من تمسك بالدين واقتصر على الحد المشروع فإنه متشدد، وهذا غلو في ضابط التشدد، والتشدد المنهي عنه لا يرجع في تفسيره إلى أذواق الناس واعتباراتهم وإنما يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، وفهم ذلك منها على الوجه الصحيح الذي فهمه سلف هذه الأمة وديننا دين الوسط الذي لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط. قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقال تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} وتحديد الغلو والتساهل حكم شرعي لا يعرفه إلا أهل العلم والبصيرة، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، وإذا تولىهذا الأمر من لا يحسنه خرج عن حده،

(وكل شيء خرج عن حده فإنه ينقلب إلى ضده) فشأن المرأة لما تولى القول به غير ذوي الاختصاص خرجوا به عن حده، وضروا المرأة من حيث يظنون أنهم ينفعونها وخرجوا بها عن طورها الذي حددها الله لها، والاعتدال يعتبره الغلاة تساهلاً، ويعتبره المتساهلون غلواً نتيجة لجهل هؤلاء وهؤلاء، أو لاتباع أهوائهم، وصار كل منهما يرمي الآخر بالسوء.

رابعاً : غلوهم في منع التكفير حتى في حق من حكم الله ورسوله بكفره ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام المجمع عليها كدعاء الأموات والاستغاثة بالقبوريين ومن سب الله أو رسوله أو دين الاسلام، وهذا العمل منهم محادة لله ولرسوله وتأييد للخروج من الدين، فالواجب على هؤلاء كف ألسنتهم وأقلامهم عن الكلام فيما لا يعرفون ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه وفق الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

الجزيرة / الخميس 07 ,صفر 1426 العدد 11858 [/CENTER]

مهتم 17-03-2005 02:31 PM

http://b5n.topcities.com/fawzan.jpg

مهتم 31-03-2005 01:10 PM

[align=justify]رُبَّ ضارة نافعة


صالح بن فوزان الفوزان/عضو هيئة كبار العلماء


كثر كلام الكفار عما يسمونه بالديمقراطية وفرضها على الناس، وظن بعض المغفلين أنهم يريدون إشاعة العدل ومنع الظلم، فربما أيدوا هذه الفكرة لكنها لم تلبث أن تكشفت حقيقتها بأنها الظلم نفسه!! بل هي أشد الظلم حينما غزوا الناس في بلادهم لنهب ثرواتهم، والتلاعب بمقدراتهم، ودك بيوتهم على رؤوسهم وتدمير مملتكاتهم وإزالة حكوماتهم ونشر الفوضى بينهم والإخلال بأمنهم واستقرارهم. وحينئذ تبين للمخدوعين ما تنم عنه هذه الديمقراطية وتمنوا التخلص منها، ولكن هيهات، ولعلها تكون موعظة للمستقبل بأن لا نتقبل الأفكار الوافدة على علاتها ونعلم أن عدونا لا يريد لنا الخير أبداً، كما قال تعالى: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ} فهم يريدون منع فضل الله عنا لو استطاعوا.. ولهذا قال سبحانه {وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}وهذا حق لا مرية فيه ولكن علينا أن لا ننخدع بوعود الكفار ولا نخاف من وعيدهم، بل نعلق أملنا ورجاءنا بالله ونعمل بطاعته وتجنب معصيته، ونتمسك بدينه ونتوكل عليه فهو حسبنا ونعم الوكيل {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ}وفي هذه الأيام أفرزت هذه الديمقراطية ظاهرة عجيبة غريبة مضحكة مبكية، تخالف الدين والفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي إحلال المرأة المسلمة محلاً لا يليق بها، وأنت إذا أحللت الشخص محلاً لا يليق به فقد سخرت منه وتنقَّصته وأهنته حيث ظننتَ أنك تكرِّمه، وهذه الظاهرة هي تكليف امرأة أن تؤم الرجال في خطبة الجمعة وفي الصلاة، ومنحها هذا الموقف الذي يتأخر عنه كثير من الرجال لما يتطلبه من استعداد علمي وخلقي وقوة شخصية وأعصاب قوية لا تتوافر في المرأة، هذا من حيث النظر العقلي، وأما من حيث الحكم الشرعي فما عهد في تاريخ الإسلام أن المرأة تولت هذا المنصب، ففي عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي هو عهد التشريع لم يرد في حديث صحيح ولا ضعيف ولا موضوع أن المرأة تولت إلقاء خطبة الجمعة، ولم يحدث هذا من بعد عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا في بلاد المسلمين مع ما وجد في عصور الإسلام من نساء عالمات فقيهات محدثات بل إن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- تقضي بأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد مع الرجال، وإذا صلت مع الرجال فإنها تكون خلفهم ولو كانت وحدها. فكيف تتقدمهم في الصلاة وتصعد فوقهم على المنبر في الخطبة؟! هذا هو الذي يستحق أن يُقال فيه: {... إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} وليس دين الإسلام. ونحن لا نستغرب صدور مثل هذه الفكرة من الكفار فهي من أسهل مكرهم بنا وتخطيطهم لتدميرنا، ولكننا نستغرب أن ينفذ هذه الفكرة من ينتمون إلى الإسلام دون رجوع إلى مصادر الإسلام وعلمائه، رجعوا إلى قول شاذ يقول بصحة إمامتها للرجال وعمل الأمة على خلافه، فإن الحديث إذا كان عمل الأمة على خلافه لا يعمل به.. فكيف بقول شاذ لبعض أهل العلم مخالف لعمل الأمة يقول بصحة ذلك، وليس فيه أنها تخطب خطبة الجمعة ولعل هذه الحادثة تكون منبهة للمسلمين لما يحاك ضدهم عن طريق نسائهم؛ فقد مرَّدوا المرأة على الحجاب والحشمة، ومرَّدوها على الاختلاط بالرجال ومزاولة أعمالهم، ومرَّدوها على أشياء كثيرة حتى وصلت إلى الصلاة والتلاعب بالعبادات. ولكن رب ضارة نافعة فتكون هذه الحادثة موقظة للمسلمين لما يحاك ضدهم.. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة عدد / 11872 الخميس 21 صفر 1426

[/CENTER]

مهتم 21-04-2005 02:49 PM

[align=justify]

حجاب المرأة حماية لها ولا يسبب مشكلة

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان


الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين. وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فقد كثر الضجيج والعويل من قبل أناس لا ندري ما قصدهم حول حجاب المرأة المسلمة وكأنه مشكلة العصر، وكأنه العائق للمجتمع من الرقي والتقدم في حين أن الحجاب سبب لحماية المرأة وحماية الرجال من الفتنة فهو دعامة من دعامات بناء المجتمع المسلم على النزاهة والعفة.
ولذا فإن الذين تركت نساؤهم الحجاب تأثراً بالدعايات المضللة أصبحوا الآن يعودون إليه.
وليس في الحجاب - كما يقولون - كبح لحرية المرأة بل هو صيانة لحريتها من عبث العابثين. وإذا كان الذين ينادون بخلع الحجاب يرون أنه عائق لعمل المرأة فإننا نجيبهم من عدة وجوه:
أولاً : أن غالب عمل المرأة في بيتها وهذا لا يحتاج إلى حجاب قال الشاعر:


في دورهن شئونهن كثيرة

كشئون رب السيف والمزراق

ثانياً: لم يكن الحجاب في جميع العصور عائقاً لعمل المرأة فما زالت المرأة منذ فُرِضَ عليها الحجاب تؤدي عملها اللائق بها على خير وجه ولم يكن الحجاب عائقاً لها عن العمل.
ثالثاً: عملها يكون في محيط النساء وهذا لا يحتاج إلى حجاب. وأما عملها إلى جانب الرجال فتختلط بهم فهذا لا يجوز شرعاً وليس المجتمع بحاجة إليه لأن الكفاءات الرجالية أكثر من الكفاءات النسائية وهم بحاجة إلى العمل الوظيفي أكثر من حاجة المرأة.
رابعاً: تكليف المرأة بعمل الرجل تكليف لها بما لا تستطيعه ولا تنتج فيه كما ينتج الرجل.
خامساً: مجالات عمل المرأة اللائقة بها في المجتمع مجالات كثيرة لا تتعارض مع الحجاب.
سادساً: المرأة لها عمل داخل بيتها لا يقوم به غيرها وكذا عملها خارج بيتها في محيط النساء أو محيط بعيد عن الاختلاط بالرجال فإذا أضفنا إليها عملاً آخر فقد حملناها ما لا تطيق.
وختاماً: ليت هؤلاء الذين ينادون بعمل المرأة دون قيود ويدعون إلى خلع الحجاب يتصورون عواقب ما يدعون إليه وآثاره السيئة على المرأة وعلى الأسرة وعلى المجتمع ولا يكونون كالببغاوات التي تردد كلام غيرها دون معرفة لمعانيه وما يترتب عليه.. فأفيقوا يا دعاة السفور.. هداكم الله.
وفق الله الجميع لما فيه صالح الإسلام والمسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

عضو هيئة كبار العلماء


الجزيرة 11892 الاربعاء 11 ربيع الأول 1426 [/CENTER]

مهتم 25-04-2005 02:21 PM

[align=justify]الشيخ الفوزان معقباً على الدكتور الربعي:

كتب أئمة الدعوة محل الثقة وإن لم تكن معصومة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإن الله مَنّ على هذه البلاد السعودية خصوصاً وعلى بلاد المسلمين عموماً بظهور دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلى التوحيد والتمسك بالسنّة والنهي عن الشرك والبدع والتقليد الأعمى. فقامت على دعوته دولة إسلامية كتب الله لها الاستمرار مع ما تعرضت له على يد مخالفيها من أذى ومضايقات ومحاولات للقضاء عليها فبقيت لأنها دعوة حق، والحق يبقى والباطل يذهب: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (17) سورة الرعد.) وقد توارث هذه الدعوة والقيام بها أئمة خلفوا الشيخ في الدفاع عنها ورد شبهات خصومها في كتب ورسائل وفتاوى وقد جمعت هذه الفتاوى والرسائل في مجموعة تسمى ب(الدرر السنّية) وأعقبتها مجموعات أخرى على نمطها كفتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وفتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وفتاوى اللجنة الدائمة وننتظر صدور فتاوى الشيخ عبد الله بن حميد - رحمه الله - فكانت هذه المجموعات وبجانبها الكتب التي ألفها أئمة الدعوة في الرد على شبهات الخصوم كانت هذه وتلك رصيداً علمياً مباركاً ومناراً مشعاً على طريق الحق وصارت محل الثقة بين الخاص والعام لأنها انتاج جهود علمية من أئمة فضلاء وقد تداولها العلماء بالدراسة والتدريس والرجوع إليها عند الحاجة ولم تكن محل شك عند من يريد الحق من علماء المسلمين في داخل المملكة وخارجها.بل إن الطلبات تتوالى عليها من كل جهة مما دعا إلى تكرار طباعتها وتوزيعها بالآلاف ولكن في الآونة الأخيرة وجد من يشكك فيها أو يتهمها بأنها تنشر التكفير والإرهاب كما نشر ذلك في بعض الصحف بدافع الهوى أو بدافع الجهل بمحتويات هذه الكتب أو استمراراً في معارضة هذه الدعوة من قبل خصومها أو لأنها لا تتفق مع رغبات أصحاب الأفكار المسالمة للآخرين مما يسمونه بالرأي والرأي الآخر مع أن الدين وحي منزل لا مجرد آراء وأفكار. ولقد ساءني وساء كثيراً من أهل العلم ما نشر في جريدة الجزيرة العدد (11892) يوم الأربعاء 11 ربيع الأول عام 1426ه منسوباً إلى الشيخ سليمان بن عبد العزيز الربعي المحاضر بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم في حديث مع جريدة الجزيرة عنوانه ومضمونه قوله: لا ندعي العصمة لمقولات وكتب وأئمة الدعوة السلفية ومراجعتها تحتاج إلى مؤسسات علمية - وأقول لفضيلته:
أولاً: هل لا يعتمد إلا على كتاب معصوم؟.. فجميع الكتب - ما عدا كتاب الله وسنة رسوله - ليست معصومة.
وما زال المسلمون يعتمدون عليها. وفضيلته وإن كان لا يريد توقف الاعتماد على كتب أئمة الدعوة - لكن يفتح مجال الشكوك في هذه الكتب ويجرئ خصومها على التشكيك فيها لأنها تحتاج عنده إلى مراجعة على يد مؤسسات علمية، ولماذا تحتاج الى المراجعة وهي المرجع العلمي المبني على الكتاب والسنّة ومنهج السلف ثم ما مصير كتب علماء المسلمين. هل يتوقف العمل بها حتى تفحص لدى لجان علمية بناء على اقتراح الشيخ؟
ثانياً: كلامه هذا يعطي أن هذه الكتب لم تمحص ولم تفحص من قبل المختصين فهي بحاجة إلى تكوين لجنة علمية تتولى فحصها وبيان ما فيها من أخطاء.
ونقول لفضيلته:
إن هذه الكتب بحمد الله من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى وقتنا هذا مازال العلماء يقرؤونها ويدرسونها في المساجد وفي المدارس والمعاهد والكليات وما انتقدوها بشيء و(الدرر السنيّة) بالذات قرأها وقرضها ثلاثة من أئمة الدعوة هم:
1 - سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي البلاد السعودية ورئيس قضاتها وشيخ العلماء في وقته.
2 - فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي سدير وهو من جهابذة العلماء.
3 - فضيلة الشيخ محمد بن عبد اللطيف القاضي والداعية المعروف والعالم الغيور والمدرس المشهور والعالم الجليل.
ختاماً أقول لفضيلة الشيخ سليمان لعلك تعيد النظر في مقالك لتزيل ما سببه لدى الغيورين من استغراب..
وفقنا الله جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء


الجزيرة 11897 الأثنين 16 ربيع الأول 1426

_____________________________[/CENTER]

مهتم 23-06-2005 02:40 PM

[align=justify]
العلماء ما غابوا عن المجتمع

صالح بن فوزان الفوزان/ عضو هيئة كبار العلماء


الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين، يردون من ضل إلى الهدى، ويبصرون أهل العمى. والصلاة والسلام على نبينا محمد ترك أمته على البيضاء، لا يزيغ عنها إلا هالك، وبعد:
فقد كثر الكلام في هذا الوقت في حق العلماء، وأنهم غابوا عن الساحة وعن الشباب ولم يقوموا بواجب النصح والبيان حتى إن من سمع هذا الكلام فإنه تنخفض عنده منزلة العلماء ويسيء الظن بهم وأقول تجاه هذا:
1- العلماء - ولله الحمد - ما غابوا عن الساحة، بل هم قائمون بواجبهم خير قيام - حسب الإمكان في مكاتبهم وفي دروسهم وفي محاضراتهم وفي خطب الجمع وفي كتاباتهم ومؤلفاتهم - كما يعرف ذلك من يتابع نشاطهم.
2- الشباب في الحقيقة هم الذين غيبوا عن العلماء ونفروا منهم، وقيل لهم: إنهم لا يعرفون فقه الواقع وليس عندهم سعة أفق.. إلخ، ما يلمزون به من قبل دعاة الضلال بقصد فصل الشباب وفصل المجتمع عن العلماء.
3- العلماء يعتم على نشاطهم ويهمش ولا ينشر للناس، وإنما ينشر ما يخالفه من المحاضرات والخطب الحماسية الخالية من العلم.
4- العلماء لا تهتم بنشاطهم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بل إن كثيراً من الصحف لا تنشر مقالاتهم وردودهم على المخالفين، بينما تنشر بتوسع الآراء والمقالات المخالفة التي تنشر الشبه والتهجم على الأحكام الشرعية - فهل هذا العمل هو وظيفة الصحافة التي تدعي أنها للجميع وتدعو إلى حرية الآراء.
5- وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لا تبث دروس العلماء ولا خطبهم في الجمع إلا من خلال دائرة ضيقة كالاقتصار على دروس الحرمين الشريفين وخطبهما أو دروس أو خطب عدد محصور من غير الحرمين من نوعيات خاصة مما حرم الناس من كثير من العلم وجعله محصوراً في الحلقات أو في جماعة المسجد مما ضيع كثيراً من الجهود.
فلماذا لا توسع دائرة الاختيار وتنوع لربط الناس بالعلماء وإيصال الخير لهم، ولماذا لا يكون الاختيار لما يبث من الخطب والمحاضرات عن طريق لجنة علمية.
وختاماً أقول: نرجو من المسؤولين في وسائل الإعلام النظر الجاد في هذا الأمر لأن وسائل الإعلام أصبحت هي الواسطة في نشر التوجيه.
وفق الله القائمين عليها لما فيه الخير والنفع للمسلمين. ولا أقصد توسيع دائرة الاختيار بإطلاق، وإنما أقصد اختيار ما يفيد وينفع وينشر الخير ويقمع الشر ويرد شبهات المغرضين والمضللين، ويكون اختيار ما يبث عن طريق لجنة علمية لا عن طريق اختيار أفراد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة الجمعة 27 ,ربيع الاول 1426 / عدد 11908[/CENTER]

مهتم 24-06-2005 06:02 PM

[B][align=justify]حول ما يسمى بتقنين الشريعة

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء


قرأت في بعض الصحف المحلية مقابلات مع بعض المشايخ حول ما يسمى بتقنين الشريعة، فأبدوا آراءهم في ذلك وكان من حقي إبداء رأيي في هذا الموضوع فأقول:
1- ما المراد بالتقنين وما المراد بالشريعة؟.. المراد بالتقنين وضع مواد تشريعية يحكم بها القاضي ولا يتجاوزها.
والمراد بالشريعة الكتاب والسنة وليس المراد بها اجتهادات الفقهاء، فهل يمكن تقنين الكتاب والسنة بجعلها على شكل مواد قانونية هذا لا يمكن فهما أجلّ وأعظم من ذلك. وأيضاً فالله قد فصل الكتاب. قال تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، فهو مفصل في سور وآيات.. والآيات يفسر بعضها بعضاً، ويبين بعضها بعضاً، والأحاديث كذلك مصنفة في كتب وأبواب وشروح، وهي أيضاً يبين بعضها بعضاً، ويفسر بعضاً ولا تتسع المواد القانونية لاستيعاب ما في الكتاب والسنة.
2- وإن أريد بالشريعة اجتهادات الفقهاء فهذه تسمية خاطئة فأقوال الفقهاء ليست تشريعاً وإنما هي تبيين للتشريع وقد يخطئ هذا التبيين وقد يصيب فالاعتماد ليس عليه وإنما هو على الكتاب والسنة، وأيضاً الفقه لا يحتاج إلى تقنين لأنه مفصل في كتب وأبواب ومسائل وفهارس ومن أراد حكماً في مسألة أو فصلاً في قضية فسيجد ما يطلب بيسر وسهولة.
3- لو حولنا كتب الفقه إلى مواد وألزمنا القضاة بالحكم بها كنا بذلك عطلنا باب الاجتهاد المطلوب شرعاً وجمدنا على هذه المواد القابلة للخطأ والصواب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) وحينئذ لا بد من تصحيح الحكم الخاطئ بالرجوع به إلى الصواب وترك الخطأ وقد قال العلماء: لا ينتقص من حكم الحاكم إلا ما خالف الدليل، والجمود على المواد المقننة يعطل هذا كله ويبقي على ما دون في المواد المقننة.
4- الواجب أن يقال تشريع القانون أي تحويله إلى ما يوافق الشريعة ولا يقال تقنين الشريعة أي تحويلها إلى ما يشبه القانون الوضعي تأدباً مع شرع الله وتنزيهاً له بأن يهبط به إلى مستوى صورة القوانين الوضعية.
5- الواجب العناية بدراسة الشريعة وتأهيل القضاة بمعرفتها جملة وتفصيلاً ولا نتخذ من ضعف معلومات بعض القضاة وسيلة للتصرف في الشريعة بما يسمى بالتقنين لأن هذا العمل يزيد القضاة ضعفاً ويقتل مواهبهم ثم هو وسيلة إلى الحكم بآراء الرجال وترك الحكم بما أنزل الله، والله تعالى يقول لنبيه: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ}، ويقول جل وعلا: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ}، ولم يقل بما رأيت.
وتقنين الفقه وإلزام القضاة بالحكم به دون نظر إلى ما يوافق الدليل وما يخالفه حكم بما رآه الناس، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحكم بما رآه فكيف يجوز لغيره أن يحكم بآراء الفقهاء. أعود فأقول: إن الواجب تأهيل القضاة علمياً بتكثيف الدراسات الشرعية وإعطائها ما تستحق من الاهتمام، وذلك بالعناية بتدريس العلوم الشرعية في مختلف مراحل الدراسة واستيعابها وعدم ترك شيء منها، وبعض المدرسين يضيع على الطلاب وقتهم ويشتت جهودهم فتنتهي السنة الدراسية وهم لم يستكملوا المقررات فيشكل ذلك ضعفاً في معلوماتهم ويتخرجون وهم لم يدرسوا مقرراتهم وإنما أخذوا منها ما ينجحهم في الاختبارات وتركوا الباقي، هذا هو منشأ الضعف في القضاة وهو ضعف يجب أن يعالج وليس العلاج بالتصرف في الشريعة وإنما العلاج بتدارك النقص والضعف. وفق الله ولاة أمور المسلمين لما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام والمسلمين. وجنبهم ما يسيء إلى دينهم ويبعدهم عن شريعة ربهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجزيرة / الاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1426العدد 11913[/CENTER]

[/B]

مهتم 25-06-2005 02:46 PM

[align=justify]
الشيخ الفوزان يرد على حمود أبو طالب:

لماذا لم تنتقد صاحبك حينما اتهم مخالفيه بالإرهاب الفكري؟
الحمد لله وبعد: فقد قرأت في صحيفة "الوطن" الصفحة 22 العدد 699 وتاريخ 17/4/1426هـ مقالاً للدكتور حمود أبو طالب جاء في آخره تعقيب على ردي على عضو مجلس الشورى آل زلفة على ما ذكره من شبهات تبرر عنده قيادة المرأة للسيارة اتهمني أبو طالب في تعقيبه هذا بأنني اتهم المؤيدين من أعضاء المجلس لرأي آل زلفة بأنهم قوم ضالون مضلون. وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فهذا لم يصدر مني ولكن أقول إنهم يخطئون ـ وإنما مقصودي الرد على شبهة الاحتجاج بالكثرة بأنها حجة داحضة بدليل الآية لا أنني أتهم هؤلاء الإخوة بالضلال. ثم قول أبو طالب إن هذا إنهاء لجهود الدولة بأنها تختار المضلين الذين يريدون هدم المجتمع ـ وأقول له: وهل الدولة لا تختار إلا المعصومين من الخطأ؟ هذا من ناحية، والناحية الثانية هذه الأكثرية التي ادعاها آل زلفة ما الذي يثبتها؟ هل صوت على المسألة حتى تعرف أكثرية الأصوات من أقليتها. وقول أبو طالب إنني أتهم المجتمعات التي تقود نساؤها السيارات بأن نساءها ضائعات وأن رجالها بلا دين ولا خلق ولا شيمة وأقول له: هذا تصورك الخاص لمقالي وإلا فأنا أقول إن هذه المجتمعات حينما سمحت لنسائها بقيادة السيارة قد عرضتها للمخاطر الخلقية والجسمية والوسائل لها حكم الغايات.
وختاماً أقول لأبو طالب لماذا لم تنتقد صاحبك حينما اتهم مخالفيه في هذه المسألة بأن عندهم إرهاباً فكرياً أم أنت كما يقول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساوئا

الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
جريدة الوطن .
[/CENTER]

مهتم 25-06-2005 02:48 PM

العلامة الفوزان معقباً على الشيخ العريفي : ( السلفية هي المنهج الحق )

[align=justify]فقد قرأت في جريدة (عكاظ) في يوم الاحد 28/4/1426هـ العدد (14162) عنوانا سيئا للقاء اجري مع بعض المشايخ الفضلاء هذا نصه:

(سلفي وتبليغي تسميات ليست من الإسلام ) وتعجبت كيف عد كاتب العنوان السلفية بأنها ليست من الإسلام وهي تعني إتباع مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة والله تعالى يقول {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} الآية, ويقول تعالى للصحابة {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض} إلى أن قال سبحانه {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} وقال تعالى في سورة الحشر {للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون, والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم} إلى قوله تعالى {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة,قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي), وقال عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).

إذا فالسلفية هي المنهج الحق الذي يجب علينا أن نسير عليه ونترك ما خالفه من المناهج وأصحابه هم الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة جعلنا الله منهم, وأشار الفوزان إلى أن الانتساب إلى هذا المنهج يحتاج إلى معرفة بأصوله ليلتزمه المسلم وتجب معرفته بالمناهج المخالفة له حتى يجتنبها فالتمسك بنهج السلف يكون على علم وبصيرة, ولا يكفي مجرد الانتساب اليه مع الجهل به أو مخالفته, ولهذا قال تعالى {والذين اتبعوهم بإحسان} أي إحسان بمعرفته وإحسان في الإتباع من غير غلو ولا جفاء ومن غير إفراط ولا تفريط كالذين ينتسبون الى مذاهب الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وهم يسيرون على غير منهجهم في العقيدة والعبادة. وكذا الذي ينتمي إلى منهج السلف وهو يكفر المسلمين أو يخرج على ولاة أمور المسلمين أو ينحو أي ناحية من الغلو ليس سلفيا بل يسمى خارجيا أو معتزليا وكذا الذي ينتسب الى مذهب السلف وهو يقول بقول المرجئة في مسألة الإيمان والكفر هذه ليست السلفية فالواجب التنبه لهذه المسألة وان لا يخلط منهج السلف مع المناهج الأخرى المخالفة له ويقال هذه المناهج ليست من الإسلام جميعها هذا من المجازفة في القول والجور في الحكم والتلبيس على الناس.

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

:المصدر: عكاظ : (الخميس - 2/5/1426هـ ) العدد 1453[/CENTER]

مهتم 25-06-2005 09:05 PM

[align=justify]تعليقاً على طرح آل زلفة
الإرهاب الفكري هو في الأفكار المخالفة لهدي الكتاب والسنة

الحمد لله وبعد فقط اطلعت على موضوع في "الوطن" يوم الأحد 14 ربيع الآخر صفحة (8) لعضو مجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة يحث على السماح للمرأة بقيادة السيارة متناسيا ما يترتب على ذلك من مخاطر جعلت الكثير من أهل العلم والفكر يمانعون من ذلك - لكنه هداه الله تجاوز ذلك وأتى بمبررات ترد عليه وهي:
1- إن منع المرأة من قيادة السيارة بزعمه يكلف المجتمع مبالغ مالية تدفع للسائقين المستقدمين - ونقول له: هل خسارة المال أشد من خسارة الأعراض حتى نفتدي خسارة المال بخسارة الأعراض؟.
2- إنه تلقى تأييدا من عدد كبير من زملائه أعضاء المجلس - ونقول له: العبرة ليست بكثرة المؤيدين. وإنما العبرة بمن هو على الصواب ولو كان عددهم قليلا - قال الله تعالى: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون".
3- ما يسببه السائقون الأجانب بزعمه من كثرة وقوع الحوادث. ونقول له: كثرة وقوع الحوادث لا تدفعها قيادة المرأة للسيارة بل ربما تزيدها أضعافا لضعف المرأة وشدة خوفها لا سيما في المواطن المزدحمة والمواطن الخطيرة التي لا يقوى على مواجهتها إلا أقوياء الرجال. وفيما ذكره الله من قصة المرأتين اللتين لا تسقيان حتى يصدر الرعاء أكبر شاهد على ضعف المرأة ولو كان معها امرأة غيرها وأنها لا غنى لها عن الرجل في المواطن الصعبة.
4- يقول: إن المرأة تقود السيارة في الخارج ولم يتعرض لها بأذى - ونقول له: إن مجتمعنا - ولله الحمد مجتمع مسلم يحافظ على حرماته فله ميزته عن المجتمعات الخارجية التي هانت عليها أخلاقها وضاع كثير من نسائها بسبب إهمالهم لشأنهن.
5- اقترح آل زلفة أن تقصر رخصة القيادة للمرأة على سن 35 وأن يقصر السماح لها بالقيادة داخل المدن وداخل الأرياف وأن تمنع من القيادة في الطرق الطويلة - ونقول له: إذا كان في قيادة المرأة مخاطر في الطرق الطويلة فهي موجودة في غيرها من الطرق، فالحكم واحد. وأيضا - المرأة الشابة أحوج إلى قيادة السيارة لأنها أكثر عملا من الكبيرة فلماذا حددت الرخصة في المرأة الكبيرة - وإن كان ذلك لخطر في قيادة الشابة فهذا الخطر موجود في قيادة الكبيرة.
6- وصف من يمنع قيادة المرأة للسيارة بالإرهاب الفكري ونقول له الإرهاب الفكري هو في الأفكار المخالفة لهدي الكتاب والسنة كالسماح للمرأة بالتخلي عن حيائها وتصونها، فعليك أيها الكاتب أن تراجع نفسك وترجع إلى صوابك. وفقنا الله وإياك لمعرفة الحق والعمل به. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء

الوطن : الثلاثاء 16 ربيع الآخر 1426هـ العدد (1698) [/CENTER]

مهتم 30-06-2005 11:09 AM

على المنادين بتغيير المسميات الشرعية التوبة إلى الله :
 
[align=justify]
الشيخ الفوزان يعقب على اقتراحات الحوار الوطني:

على المنادين بتغيير المسميات الشرعية التوبة إلى الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن والاه وبعد.
فقد خلق الله الخلق لعبادته وفطرهم على توحيده وطاعته:" ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر"، " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" فالله أراد لهم بإرادته الدينية الإيمان والخير وأراد لهم الشيطان ودعاة السوء الكفر والشر. قال تعالى: " يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم، والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً".
ولذلك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وأقام الحجج فمن الناس من قبل الحق ودخل الإيمان طائعاً مختاراً ومن الناس من رفض قبول الحق ودخل في الكفر طائعاً مختاراً.
وقد وضع الله فوارق بين المؤمنين والكفار في الدنيا والآخرة ونهى عن التسوية بين الفريقين وجعل لكل فريق جزاء وأحكاماً في الدنيا والآخرة. ووضع لكل فريق اسماً مميزاً كالمؤمن والكافر والبر والفاجر والمشرك والموحد والفاسق والمنافق والمطيع والعاصي. ونهى عن التسوية بين المتخلفين في هذه الأسماء والسلوكيات فقال سبحانه: " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات" وقال تعالى " أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار". يعني لا نجعلهم سواء. لأن ذلك لا يليق بعدل الله. وأمر المؤمنين بالبراءة من الكفار والمشركين ولو كانوا من أقاربهم. قال تعالى" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده" ـ وهذا أصل من أصول الإيمان والدين متقرر في الكتاب والسنة وكتب العقيدة الصحيحة لا يماري فيه مسلم ـ ولكننا في هذه الأيام صرنا نقرأ في بعض الصحف نقلاً عما دار في مؤتمر الحوار الوطني محاولة واقتراحاً من بعض المشاركين ـ نرجو أن تكون تلك المحاولة والاقتراح صادرين عن جهل. وذلك كما نشر في بعض الصحف أن يترك لفظ الكافر ويستبدل بلفظ مسلم وغير مسلم، أو يقال المسلم والآخر. وهل معنى ذلك أن نترك ما ورد في القرآن والسنة وكتب العقيدة الإسلامية من لفظ الكفر والشرك والكفار والمشركين فيكون هذا استدراكاً على الكتاب والسنة فيكون هذا من المحادة لله ولرسوله؟. ومن تغيير الحقائق الشرعية فنكون من الدين حرفوا كتاب ربهم وسنة نبيهم ثم ما هو الدافع لذلك؟ هل هو إرضاء الكفار، فالكفار لن يرضوا عنا حتى نترك ديننا. قال تعالى" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وقال تعالى " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء" ، ثم إنه لا يجوز لنا إرضاء الكفار والتماس مودتهم لنا وهم أعداء لله ولرسوله. قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق". وإن كان مراد هؤلاء المنادين بتغيير هذه المسميات الشرعية التلطف مع الكفار وحسن التعامل معهم فهذا لا يكون على حساب تغيير المسميات الشرعية بل يكون ذلك بما شرعه الله نحوهم وذلك بالأمور التالية:
1 ـ دعوتهم إلى الإسلام الذي هو دين الله الذي شرعه للناس كافة ـ قال تعالى" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" فنحن ندعوهم لصالحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
2 ـ عقد الصلح معهم إذا طلبوا ذلك قال تعالى" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" وكذلك إذا احتاج المسلمون إلى عقد الصلح معهم وكان في ذلك مصلحة للمسلمين. كما صالح النبي صلى الله عليه وسلم الكفار في الحديبية. وبموجب الصلح يتم التمثيل الدبلوماسي بينهم وبين المسلمين.
3 ـ عدم الاعتداء عليهم بغير حق قال تعالى" ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".
4 ـ الإحسان إلى من أحسن منهم إلى المسلمين فلم يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من ديارهم. قال تعالى" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".
5 ـ التعامل معهم في المنافع المباحة من تبادل التجارة وتبادل الخبرات النافعة والاستفادة من علومهم الدنيوية والمفيدة لنا في حياتنا.
6ـ الوفاء بالعهود معهم واحترام دماء المعاهدين وأموالهم وحقوقهم ـ لأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. قال تعالى" فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم" وقال تعالى " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق". والنفس التي حرم الله هي نفس المسلم ونفس المعاهد. ومن قتل معاهداً متعمداً فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة. وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة" رواه البخاري. ومن قتل معاهداً خطأ فهو كمن قتل مؤمناً خطأ عليه الدية والكفارة. قال تعالى" وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة".
وأخيراً ـ إنني أنصح هؤلاء المنادين بتغيير المسميات الشرعية أن يتوبوا إلى الله وألا يدخلوا في شيء لا يحسنونه وليس هو من اختصاصهم لأنه من القول على الله بغير علم وقد قال تعالى" ولا تقف ما ليس لك به علم" وقال تعالى" قل إنما حرم ربي الفواحش والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" فجعل القول عليه بغير علم فوق الشرك لخطورة ذلك ـ إذا كان هؤلاء يعترفون بالتخصصات وعدم دخول المرء فيما ليس هو من تخصصه ـ فكما لا يتدخلون في الطب مثلاً لأنه ليس من تخصصهم فلماذا يتدخلون في أمور الشرع بل وفي أخطر أمور الشرع ـ وهو العقيدة وليس من تخصصهم؟ ما أردت بهذا إلا النصيحة والبيان . والله ولي التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء
الوطن : الخميس 23 جمادى الأولى 1426هـ الموافق 30 يونيو 2005م العدد (1735) [/CENTER]

مهتم 11-07-2005 02:45 PM

[align=justify]الشيخ صالح الفوزان يرد على الموسى

من وضعوا لوحات (لغير المسلمين) على الطرق .. يندرجون في التوبة


فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

قرأت مقالاً في صحيفة الوطن الاثنين 27 جمادى الأولى العدد 1739 الصفحة 14 للكاتب: علي سعد الموسى ينفي فيه ما نشر في بعض الصحف ومنها على سبيل المثال صحيفة الوطن الخميس 16 جمادى الأولى 1426هـ تحت عنوان: لقاء أبها للحوار الوطني يدعو إلى تغيير الخطاب الذي يصف غير المسلم بالكافر. وهذا تغيير للفظ الصريح الوارد في القرآن بلفظ غير المسلمين أو لفظ (الآخر) وترك لما ورد في الكتاب والسنة من تسميتهم بالكفار والمشركين والمنافقين، والتحذير من شرهم ومن مخططاتهم - وهذه المحاولة اليائسة لتغيير هذه المسميات ما تزال تتردد على ألسنة كثير من الكتاب بما يسمونه: تغيير الخطاب الديني. وما نسب منه إلى الحوار الوطني طرف مما يدور في الساحة.

وأنا لم أنسبه إلى الحوار الوطني من عندي، وإنما بنيته على ما نشر في الصحف عما جرى في الاجتماع للتمهيد لعقد الحوار الوطني من اقتراح بعض المشاركين لهذا التغيير تأثرا بهذه الدعوات المضللة، وإذا كان ما نسب إلى الحوار ونشر في بعض الصحف غير صحيح ولم يحصل فلماذا لم ينفه القائمون على الحوار؟ - وأنا أرجو أن يكون غير صحيح. ويسير في سلامة الحوار الوطني منه ومن غيره من الأفكار المخالفة لديننا وعقيدتنا، وهذا هو المأمول من المشاركين في الحوار - ثم إن الكاتب استعمل هذا التعبير نفسه في قوله: حوارنا مع الآخر - وهذا من التناقض - ثم أكد ذلك في آخر مقاله حيث قال: ألْفِتُ نظر فضيلة الشيخ إلى اللوحات المعلقة على مداخل المنطقة الحرام بالحرمين الشريفين حيث طريق المسلمين وأخرى لغير المسلمين فهل نحن بهذا اللفظ غيرنا مسمى شرعيا. وهل على هؤلاء الذين وضعوها أن يتوبوا ويستتابوا.

وأقول له:

أولاً: أنت تعلم أن هذا ليس بحجة شرعية على ما تريد. لأن الحجة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فإذا وضعت لوحة أو لوحات بهذه العبارة فليست حجة.

ثانياً: هذا يتناقض مع تبرئك في أول كلامك من تغيير المسميات الشرعية.

ثالثاً: اللوحات التي على الطرق يقصد بها إرشاد السائرين من مسلمين وغيرهم ولا يقصد بها أن يعمم ذلك في كل الخطابات والمحاورات كما ينادي بذلك أصحاب هذه الفكرة وبين الأمرين فرق واضح.

رابعاً: قوله: وهل على هؤلاء الذين وضعوها أن يتوبوا - نقول له: وهل الذين وضعوا هذه اللوحات معصومون من الخطأ ولا يحتاجون إلى التوبة. والله تعالى يقول: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس توبوا إلى الله فإنني أتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة). فالتوبة مطلوبة من كل مسلم.

هذا ما أردت إيضاحه على تعقيب الكاتب: علي سعد الموسى. وأسأل الله لي وله ولجميع المسلمين التوفيق لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


--------------------

(صحيفة الوطن) الخميس 1 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 7 يوليو 2005م العدد (1742) السنة الخامسة[/CENTER]

مهتم 23-07-2005 01:25 PM

[align=justify]
أهكذا يكون الحوار؟


قرأت بمزيد من الاستغراب في جريدة الجزيرة الصادرة يوم الأربعاء 7-6- 1426هـ العدد 11976 مقالاً للكاتب: حماد بن حامد السالمي بعنوان: (كم آخر بيننا ينتظر الحوار قبل الآخر)، يتهجم فيه على من يخالفه الرأي في جواز تغيير لفظ الكافر الوارد في الكتاب والسنة إلى لفظ الآخر، وأخذ -سامحه الله- يصف المخالف له في هذا الرأي بأوصاف لا تليق بالحوار الذي يدعيه ويدعو إليه. وسأذكر لك أيها القارىء الكريم مقتطفات من كلامه مع التعليق عليها.
1- يقول: إن في الحوار مع الآخر (ويقصد الكافر) دعماً لمستقبل الإسلام نفسه في هذه الدول فهو مستقبل مرهون بالسلام والمحبة واحترام الأنظمة والقوانين والحقوق والحريات الشخصية في المجتمعات الغربية.. ونقول:
أولاً: الإسلام ولله الحمد عزيز ماضياً ومستقبلاً لأنه مستمد من كتاب عزيز، وهو القرآن، يقول تعالى {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، فليس بحاجة إلى البشر، وإنما البشر جميعاً محتاجون إليه وعزهم مرهون بالايمان به والتمسك به.
ثانياً: مستقبل الإسلام ليس مرهوناً بالسلام والمحبة مع أعدائه وإنما هو مرهون بتطبيقه على المنهج السليم والعمل به على الوجه الصحيح.
ثالثاً: لا يجوز احترام الأنظمة والقوانين والحريات الشخصية في المجتمعات مطلقاً كما قلت وإنما يحترم منها ما لا يخالف الإسلام.
2- يقول: (يرسى الحوار على قواعد: منها احترام الخصم والسماح بتعدد الآراء وتنوع وجهات النظر).. ونقول: ليتك عاملت مخالفك بمقتضى هذه القواعد ولم توجه إليه الكلمات النابية - مثل قولك في مخالفك: (إنه يصر على تكريس الخطاب العدائي وسادة الشعور بالكراهية المتناهية المتبادلة بين المجتمع السعودي والمجتمعات الغربية، ثم لا يكتفي بذا الموقف المغالي في التشدد ضد الآخر). ونقول: أين هذا الكلام الجارح الذي وجهته إلى مخالفك وأدب الحوار الذي تدعيه ولماذا لا تحترم رأي مخالفك.
3- يقول: (إلا أن التنابذ والتنابز بالألقاب بالتصنيف المذهبي والفكري ما زال باسطاً ظله على الساحة). ونقول: انقسام الخلق إلى شقي وسعيد ومسلم وكافر وسني ومبتدع سنة إلهية تجري في مقابل ما يختاره الإنسان لنفسه من منهج سليم أو منهج منحرف، والله تعالى يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، ويقول {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}، فحكمة الله وعدله يمنعان التسوية بين هؤلاء وهؤلاء والمسلم يجب عليه أن يفرق بين هذا وهذا في الأحكام كما فرق الله بينها.
4- يقول: (لسنا معنيين - خصوصاً في الحوار الوطني بالتحول إلى دعويين ندخل هذا الآخر -يعني الكافر- غير المسلم في الإسلام قبل التعاطي معه حواراً أو تعاملاً). ونقول: إدخال غير المسلم في الإسلام لا نملكه نحن، قال الله لنبيه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
ولكننا مكلفون بالدعوة إلى الإسلام في أي موقع كما قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}ولا يسعنا السكوت عن الدعوة - وهي من العمل لصالح البشرية وهي وظيفة الرسل، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}5- يقول في حق مخالفه -وهو قول بعيد عن أدب الحوار الذي يدعيه- يقول: ما فائدة الحوار الوطني إذا كان بعضنا ما زال واقفاً في الأماكن القديمة لم يغادرها بعد نتيجة الوقوف والجمود.. ونقول: ما قصدك بالمواقف القديمة التي وصفت الواقف فيها بالجمود - أهي الوقوف مع دلالة الكتاب والسنة والعمل على منهج سلف الأمة وعدم تغيير المسميات الشرعية؟! وإذا وصفت من وقف معها بالجمود فنحن نصف من تركها واستبدلها بغيرها بالميوعة والذوبان.
6- استغرب الكاتب بشدة تذكير الذين اقترحوا تغيير لفظ الكافر بلفظ : (الآخر أو غير المسلم) تذكيرهم بالتوبة من هذا الاقتراح لأنه مخالف لكتاب الله وسنة رسوله وهل التذكير بالتوبة مما يستغرب والله تعالى قد أمر نبيه فقال: {وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً}، وقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بحاجة إلى التوبة والاستغفار فغيرهم أحوج إلى ذلك.
7- اعتبر الكاتب التنبيه على الخطأ وصاية على الناس - ونقول : التنبيه على الخطأ هو من باب النصيحة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الدين النصيحة) وهو من باب بيان الحق، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ}وقال تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}
وأخيراً أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لمعرفة الحق والعمل به ومعرفة الباطل وتجنبه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه..


صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة 11985 الجمعة 16 جمادى الثانية 1426
[/CENTER]

مهتم 26-07-2005 10:40 AM

[align=justify]
الشيخ الفوزان معقباً على الأسمري:

إيضاح وكشف شبهة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد كثر الكلام في هذه الأيام عن حق الوطن وعن تحية العلم، وآخر ما قرأت في ذلك مقالاً للكاتب محمد بن ناصر الأسمري في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 16 من شهر جمادى الآخرة 1426هـ العدد 11985 شرَّق فيه وغرَّب وفنَّد فيه فتوى اللجنة الدائمة في حكم تحية العلم، -عفا الله عنا وعنه- فلم يسعني السكوت عن البيان الواجب إيضاحه في هاتين المسألتين فأقول مستعيناً بالله ومنه أستمد التوفيق للصواب:
1- أما حب الوطن إذا لم يتعارض مع الدين فهو أمر طبيعي فطري لا لوم فيه، كما قال الشاعر:


كم منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبداً لأول منزل

بل إن الدفاع عن أوطان المسلمين إذا داهمها الأعداء فرض على كل من يستطيع ذلك، بل إن حب الوطن إذا كانت له قدسية شرعية فإن حبه عبادة، كمحبة مكة والمدينة شرفهما الله، لكن إذا تعارض حب الوطن مع أمر من أمور الدين كالهجرة والجهاد في سبيل الله فإن تقديم حب الوطن على الجهاد والهجرة أمر محرم شديد التحريم.. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً}، وقال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. ولذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً إلى المدينة وهي أحب البقاع إليه، وهاجر إبراهيم عليه السلام من أرض العراق التي هي موطنه الأصلي إلى أرض الشام ومكة {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}.
2- وأما تحية العلم، فالتحية تأتي بمعنى التعظيم ولا تكون تحية التعظيم إلا لله كما نقول في تشهدنا في الصلوات: (التحيات لله) أي جميع التعظيمات لله سبحانه ملكاً واستحقاقاً فهي تحية تعظيم وليست تحية سلام، فالله يحيا ولا يسلم عليه، وتأتي التحية بمعنى السلام الذي ليس فيه تعظيم وهذه مشروعة بين المسلمين، قال تعالى: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً(61)} سورة النور. وقال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا(86)} سورة النساء. وقال تعالى عن أهل الجنة: تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ} وقال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم). فالسلام إنما يكون بين المسلمين ولا يكون السلام على الجمادات والخرق ونحوها لأنه دعاء بالسلامة من الآفات، أو هو اسم من أسماء الله يدعو به المسلم لأخيه المسلم عليه ليناله من خيراته وبركاته.
والمراد بتحية العلم الآن الوقوف إجلالاً وتعظيماً له، وهذا هو الذي أفتت اللجنة الدائمة بتحريمه لأنه وقوف تعظيم، فإن قيل إن في تحية العلم احتراماً لشعار الحكومة. فنقول: نحن نحترم الحكومة بما شرعه الله من السمع والطاعة بالمعروف والدعاء لهم بالتوفيق، واللجنة حينما تبين هذا للمسلمين إنما تبين حكماً شرعياً يجب علينا جميعاً حكومة وشعباً امتثاله، وحكومتنا -حفظها الله وبارك فيها- هي أول من يمتثل ذلك.
هذا ما أردت بيانه خروجاً من إثم الكتمان، ولا نريد بذلك تجهيل الأمة كما يقول الأخ الكاتب محمد بن ناصر الأسمري في عنوانه سامحه الله.
هذا وأسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين التوفيق لمعرفة الحق والعمل به ومعرفة الباطل واجتنابه، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة 11989 الثلاثاء 20 جمادى الثانية 1426
[/CENTER]

مهتم 23-09-2005 06:43 PM

بمشيئة الله تعالى ستجدون بقية مايصدر من مقالات مهمة لمجدد دعوة التوحيد الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظة الله تعالى على الروابط التالية :

شبكة الرد : http://www.alradnet.com/


شبكة الدرر الدعوية : http://www.aldorarnet.com/index.php


وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..امين .

مهتم

ناصرالكاتب 23-09-2005 06:57 PM

بارك الله فيك.

مهتم 27-09-2005 11:48 AM

لله درك ياشيخنا . اني احبك في الله .

http://www.aldorarnet.com/dorar_cpan...1127750702.jpg

شبكة الدرر 05-10-2005 02:58 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم اضافة مقال للعلامة الفوزان في شبكة الدرر على الرابط التالي :

http://www.aldorarnet.com/index.php?post_num=437

وبارك الله فيكم


الساعة الآن +4: 12:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.