![]() |
خواطر في الصيام
لازال الناس يبحثون عن السعاده فمن الناس من ظن السعاده في الشهوات والرغبات ومنهم من ظن السعاده في المال ومنهم من ظن السعاده في الجاه والشهره والمنصب ولكن الصيام يبطل ذالك كله لان الصيام حرب على الشهوات الاكل والشرب والجنس والصيام فيه انفاق المال بالصدقه في رمضان وفي صدقه الفطر والصيام عبادة سريه ليس فيها شهره ولا جاه ماذا نتعلم من الصيام ان السعاده في الروح وتنميه الوزع الديني .. وتقوية النفس البشريه وجعل العاطفه الدنينيه هي المتحكمه في النفس البشريه ان الصيام يقول لنا ان الاستعلاء على الشهوات والرغبات هو سبب السعاده والقوه الحقيقه ان القوه الحقيقه ان تسيطر على نفسك ولا يسطير عليك الاخرون ان القوه الحقيقه في تقوية ارادتك |
الناس في استقبال الشهر الكريم ثلاث انواع الاول من يتضايق من هذا الشهر .. لانه يقطعه عن عاداته وزياراته الثاني من يستقبله ببرود وكأن شي لم يكن .. وقصارى الامر عنده ان مواعيد الدوام والطعام تغيرت في هذا الشهر الكريم الثالث من يستقبل هذا الشهر بالفرح والجد والتوبه والعزيمه الصادقه على الاعمال الصالحه وهذا هو المغبون السعيد الذي اكرم الشهر حق اكرامه وقد ضرب للشهر الكريم مثال لو نزل بك ضيف اما ان تكره مجيئه اليك .. فأنت بخيل او لا تبالي بالضيف وتطعمه من نفس طعامك .. فأنت ليئم او تبادر الى اكرامه والقيام به .. فأنت كريم ونحن نقول هل نستقبل الشهر بالحب والموده .. ام نستقبله بالبغض والكره |
قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبِه))؛ متفق عليه
والمراد بالإيمان: التصديق بوجوب صومه، والاعتقاد بحق فرضيته، وبالاحتساب: طلب الثواب من الله - تعالى - قال الخطابي - رحمه الله - في معنى الاحتساب: هو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه، طيبةً نفسه بذلك، غير مُستثقِل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه؛ |
في صوم شهر رمضان خمس فضائل
الاولي ان من صامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ايمانا بفرضه .. واحتساب لثواب اجره الثاني ان الشياطين فيه تصفد وتسلسل حتى لا يقول العبد لا اقدر على ترك المعصيه وفعل الطاعه .. فكأن رسالة التصفيد للمسلم تقول له (( ما بقى عليك الا نفسك ..)) فلا شيطان ولا اغواء الثالث ان من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه الرابع أن ابواب الجنه تفتح وابواب النار تغلق لان الله يغفر فيها لاهل الايمان .. ويتوب على اهل العصيان ومن سلم من الذنب دخل الجنه .. الخامس ان فيه ليلة القدر خير من الف شهر وفي الصوم خمس فضائل الاولي ان الله اضافه اليه (( الصوم لي وأنا اجزي به )) الثانيه ان من صام يوم بعد الله وجهه عن النار سبعين سنه الثالثه ان له باب في الجنه اسمه الريان الرابعه ان ثوابه مخفي عند الله الخامسه ان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك |
لماذا كان رمضان ثلاثون يوما ؟؟
لانه بمثابة ثلاثين كبسوله تصلح النفوس وتقوى العزائم فربنا جعله شهر .. لان له تأثير عجيب على النفس البشريه وهو حرب للشهوات وتقوية للاراده وتدعيم للتحكم بالغزائز .. وقد قرأت في موقع الالوكه عن امرأة كاثوليكيه اسلمت بسبب انها صامت رمضان لانها كانت تعتقد ان الجوع لا يقرب من الله .. ولما صامت شعرب بصفاء في النفس وطيب في الخلق .. فعلمت ان الصيام فريضه ربانيه ويقول العارفون في النفس البشرية: إنَّ في مدة الشهر سرًّا خفيًّا، وهو أنّ الإنسان لا يصبر على شيء شهرًا كاملاً إلاَّ صار له سجية لعام، حتى يأتي رمضان الذي بعده، فيعيد التدريب، كما ذكر العلماء أنَّ العبد لا يصبر على شيء عامًا واحدًا، إلاَّ صار له سجيَّة بقية عمره، ولهذا كان عمر يضرب للتائب سنة، وفي عقوبة الزاني تغريب عام. |
قال الامام الغزالي
الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص. فأما صوم العموم: فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. وأما صوم الخصوص: فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. وأما صوم خصوص الخصوص: فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية، وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين |
يقول الشيخ محمد حسين يعقوب كلاما ما معناه
في الصوم اربع حكم الاولي تهذيب النفس وتدريبها على ترك الشهوات لله تعالي الثاني معرفة قيمة نعمه الاكل والشرب .. لان النعمه لا تعرف الا اذا فقدت الثالث ان يتفرغ قلبك وعقلك للذكر .. وتتخلص من الانشغال بالجسد الرابع ان تضيق مجاري الشيطان .. فيكون صومك حربا للشيطان وحرب لنفسك وتقوية للوازع الديني والشرعي |
لن تدرك سر الصوم .. حتى لاتعرف حقيقه الانسان
لان الصوم شرع لاجل الانسان ولاصلاح الانسان فما هو الانسان ؟؟ الانسان جسد وروح والجسد مثل البيت .. والروح مثل الساكن الجسد مثل السياره .. والروح مثل القائد فالروح ساكنه ومركوبه وعمل الناس اليوم .. انهم اهتمو بالسياره واهملوا القائده .. اهتموا البيت واهملوا ساكن البيت أي انهم اهتموا بالجسد على الروح لان طعام الجسد سفلي شهوات وطعام الروح علوي سماوي وهو الذكر والفكر اذن الانسان في الصوم يفرغ ويتخلص من جسده لتشرق روحه بالذكر والفكر لان الطعام مشغل للروح .. والشراب مشغل للروح .. والنكاح مشغل للروح .. حتى يتشبه بالملائكه الذين لايأكلون ولا يشربون ويعبدون الله دائما وابدا |
يري الدكتور جمال ابو العزائم ان الصوم بسبب للصحه النفسيه من اربعة اوجه
(( اشباع غزيزه التجمع .. اشباع حاجه الحب والعطف .. التصالح بين قوى النفس قوة الاقدام وقوة الاحجام والسلامه من الصراع النفسي .. الصحه الجسديه المسببه للصحه النفسيه )) اولا اشباع غريزه وحاجه التجمع لان الناس كلهم يجتمعون في استقبال الشهر وفي الصوم وفي قرأة القران .. وهذا يجعل الانسان لا يشعر الغربه ويعلم حب الاسلام والمسلمين ؟؟ كيف ؟؟ يقول الدكتور حب الجماعة وحب الوطن والوطن هنا هو الاسلام وحب الوطن من الايمان والجماعة هنا هم المسلمون الثاني اشباع حاجه الحب والعطف لان الاب يهتم بأبنائه ويجتمعون على مائده الافطار ويشتركون في العباده قال الدكتور فالأسرة المتوافقة المتحابة والتي يقوم فيها الأب والأم بأدوارهم الوظيفية من الرحمة والعطف والحنان والتربية والمصاحبة أسر سعيدة مطمئنة ولذا فشهر الصوم له أثره على ربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض وما أجمل الثالث التحكم في الغرائز والدوافع يتحكم في غريزة الاكل والشرب والجنس .. وغريزه المقاتله .. فهو في اثناء الصوم لا يأكل ولا يشرب .. واذا سابه احد او قاتله قال اني صائم بحيث تتحكم عاطفة التدين في كل الدوافع الاوليه والثانويه وسعادة الانسان ان يسيطر عليه عاطفة التدين وتحكم حياته .. بحيث لايحصل عنده صراع ولا تردد ولا احباط .. لان له غاية واحده ومقصد واحد قال الدكتور حكم الانسان في دوافعه والاعتدال بها الى التوسط والبعد بها عن الأسراف مصداقا لقوله تعالى : وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين " هذا الترويض لهذه الدوافع يؤدي بها الى التصالح مع قوى النفس الانسانية . والانسان الذي تصطلح قوى وطاقات ضميره مع قوة وطاقات دوافعه يعيش بعيد عن الصراع الرابع قوة الجسد لان الجسم يتخلص من الفضلات ويتجدد دمه وخلاياه وتقوى اجهزته والصحة الجسمية عنوان على الصحة النفسية . العقل السليم في الجسم السليم . |
الصيام يعلمك ستة فوائد نفسيه وروحيه
.. تعينك على شق طريق الحياة وقد قيل ان من تخلق بشي شهر صار له خصله .. ومن تعلق بشي سنه صار له جبلة وطبعا وعاده وهذه الامور السته الو صبرنا عليها سنه .. سوف نكون من الاقوياء في شخصياتهم سوف يكون النحاج حليفا دائما الاول القدرة على ضبط الشهوات لان قوة الانسان في ضبطه لشهوته .. وكلما سيطر الانسان على شهوته صار اقوى .. ولذا قال نبينا عليه السلام (( ليس الشديد بالصرعه ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) لانه قوى على نفسه .. فهو مثل النخله قوتها في نفسها وثباتها للريح .. ومثل الجبل قوته في ثباته في نفسه .. ثانيا تقوية الإرادة والعزيمة لان الناس انما يتفاضلون بالارادات .. وكلما قويت الاراده صار النجاح حليف الانسان .. فالناس متساوون في القدارت تقريبا وانما الاختلاف بينهم في الهمم والعزائم فقوي العزيمه قوته مثل المسمار .. له قدره على النفوذ في الصخر والاسمنت .. بسبب قوته وصبره على المطرقه وعلى حفر الجدار الثالث التحكم في السلوك وقوة الانسان أن يتحرك بنفسه ولا يحركه الاخرون وقد قالو ان الذكاء العاطفي ان تحرك نفسك بنفسك .. والتحكم في السلوك ان يخضع عندك داعي الهوى والشهوه لداعي الدين والعقل .. فالانسان مثل الطائره النفاثه ... تحتاج الى قائد مهار والا دمرت نفسها ودمرت الاخرين .. الرابع الشعور بالمسؤولية ومعرفة قيمة الآخرين لانك في الصيام تحس بالفقراء .. الذين لايوجدون الطعام والشراب ..وقد قيل لن تعرفك مصيبة غيرك حتى تصاب بنفس مصيبه ..فالانسان غافل عن غيره ..لا يعلم حالهم الا اذا ذاق مثل ما ذاقوا وقبل ايام في صحيفه عاجل ملياردير باكستاني يعمل تحت اشعة الشمس لمدة شهر ويترك قصره وامواله حتى يعيش جو العمال ومصاعبهم الخامس تقوية الحس الداخلي وتنمية الضمير لانك تطيع الله وأنت لا تراه .. تطيعه لانك تحبه .. تقوى عندك الوازاع الداخلي .. وتفعل الخير بنفسك وبدون رقيب عليك وجمال الانسان ان يكون عمله بالخير طبعا واختيارا .. لا تكلفا وقهرا .. السادس القدرة على مواجهة الحالات النفسية المؤلمة لان الصيام يعلمك الصبر .. والصبر اعظم واقوى وقود في الحياة .. فلن تيعش بدون صبر .. فالصبر مثل الماء للحياة .. لاعيش بدون صبر .. |
هل للصيام اثر على المرض النفسي والصحه النفسيه ؟؟
اهم ما يميز شهر رمضان انه يساعد على ثلاثة امور تعتبر اساس في الصحه النفسيه والعلاج النفسي وهي (( المشاركه الاجتماعيه .. تقوية الاراده .. تقوية التحمل .)) فالمشاركه الاجتماعيه في الامتناع عن الاكل والشرب والاجتماع للصلاه والافطار ومعظم المشاكل النفسيه سببها العزله والاغتراب عن المجتمع وقوة الاراده لها اثر عظيم على الانسان .. ويؤكد العلاج النفسي ان معظم المرضى النفسيين يشتكون من ضعف الاراده .. وتقوية التحمل .. لان ارتفاع التحمل هو اساس الاستقرار النفسي .. وكلما قل الاحتمال كثر التعرض للمرض النفسي والاضطراب .. اثر الصيام على المرضى النفسيين 1 - الاكتئاب النفسي هو مرض العصر الحالي ، وتبلغ نسبة الإصابة به 7% من سكان العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، وأهم أعراض الاكتئاب الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب والتفكير في الانتحار ، والصوم بما يمنحه للصائم من أتمل في ثواب الله يجدد الرجاء لديه في الخروج من دائرة اليأس ، كما أن المشاركة مع الآخرين في الصيام والعبادات والأعمال الصالحة خلال رمضان يتضمن نهاية العزلة التي يفرضها الاكتئاب علي المريض ، وممارسة العبادات مثل الانتظام في ذكر الله وانتظار الصلاة بعد الصلاة في هذا الشهر تتضمن التوبة وتقاوم مشاعر الآثم وتبعد الأذهان عن التفكير في إيذاء النفس بعد أن يشعر الشخص بقبول النفس والتفاؤل والأمل في مواجهة أعراض الاكتئاب . 2 - القلق فإنه سمة من سمات عصرنا الحالي ، وتقدر حالات القلق المرضي بنسبة 30-40% في بعض المجتمعات ، والقلق ينشأ من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ والخوف على المال والأبناء والصحة ، وشعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان ، وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فيه أيضاً راحة نفسية وطمأنينة تسهم في التخلص من مشاعر القلق والتوتر . 3 الوساوس القهرية يعاني منها عدد كبير من الناس علي عكس الانطباع بأنها حالات فردية نادرة ، فالنسبة التي تقدرها الإحصائيات لحالات الوسواس القهري تصل إلى 3% مما يعني ملايين الحالات في المجتمع ، وتكون الوساوس في صورة تكرار بعض الأفعال بدافع الشك المرضي مثل وسواس النظافة الذي يتضمن تكرار الاغتسال للتخلص من وهم القذارة والتلوث ، وهناك الأفكار الوسواسية حول أمور دينية أو جنسية أو أفكار سخيفة تتسلط علي المرضي ولا يكون بوسعهم التخلص منها ، ويسهم الصوم في تقوية إرادة هؤلاء المرضى ، واستبدال اهتمامهم بهذه الأوهام ليحل محلها الانشغال بالعبادات وممارسة طقوس الصيام والصلوات والذكر مما يعطي دفعة داخلية تساعد المريض علي التغلب علي تسلط الوساوس المرضية . . الصيام والحالة النفسية : القاعدة الطبية المعروفة التي تؤكد أن الوقاية أفضل وأجدى من العلاج تنطبق تماماً في حالة الأمراض النفسية ، فقد ثبت لنا من خلال الملاحظة والبحث في مجال الطب النفسي أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع ديني قوى ، ويلتزمون بأداء العبادات وروح الدين في تعاملهم هم غالباً اقل إصابة بالاضطرابات النفسية ، وهم أكثر تحسناً واستجابة للعلاج عند الإصابة بأي مرض نفسي ، والغريب في ذلك أن بعض هذه الدراسات تم اجراؤها في الغرب حيث ذكرت نتائج هذه الأبحاث أن الإيمان القوى بالله والانتظام في العبادات لدى بعض المرضي النفسيين كان عاملاً مساعداً علي سرعة شفائهم واستجابتهم للعلاج بصورة أفضل من مرضي آخرين يعانون من حالات مشابهة ، والأغرب من ذلك أن دراسات أجريت لمقارنة نتائج العلاج في مرضى القلب والسرطان والأمراض المزمنة أفادت نتائجها بأن التحسن في المرضي الملتزمين بتعاليم الدين الذين يتمتعون بإيمان قوى بالله كان ملحوظاً بنسبة تفوق غيرهم ، وقد ذكرت هذه الأبحاث أن شعور الطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان بالله له علاقة بقوة جهاز المناعة الداخلي الذي يقوم بدور حاسم في مقاومة الأمراض ... |
يقول الدكتور مجدي حامد
في الصيام يشعر الإنسان ببعض الضعف الجسدي والوهن نتيجة انخفاض السكر بالدم مما يجعله في حالة فتور وسكينة فيكون أكثر قابلية للإيحاء والخشوع والتوجه إلى الله والشعور بالتعاطف مع مشاعر الفقراء مما يؤدي إلى نمو أخلاق التراحم والتكافل الاجتماعي بين القادر والمحتاج وفي ذلك تعزيز لإيمانه بعقيدته ومبادئ دينه. وكلمة إني صائم في مواجهة الغضب والوقوع في المعاصي خلال هذا الشهر تجسد مدى تأثير هذه الفريضة في تحكم الصائم بانفعالاته وتقوية الإرادة. وفي هذا الشهر يزداد قرب الصائم من ربه وهذا يدعم في النفس شعورا بالثقة والقوة ورضا النفس بأداء فرائض دينها وطاعتها لله وذلك بسبب إحساسه أنه في معية الله فهل يوجد ما هو أعظم من ذلك، |
قال صاحب المنار
( لعلكم تتقون ) هذا تعليل لكتابة الصيام ببيان فائدته الكبرى و حكمته العليا ، وهو أنه يعد نفس الصائم لتقوى الله تعالى بترك شهواته الطبيعية المباحة الميسورة امتثالا لأمره واحتسابا للأجر عنده ، فتتربى بذلك إرادته على ملكة ترك الشهوات المحرمة والصبر عنها فيكون اجتنابها أيسر عليه ، ، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ( الصيام نصف الصبر ) ) رواه ابن ماجه وصححه في الجامع الصغير قلت لاحظ ان الصوم اصلاح للنفس .. بأن تتربي فها ملكه المراقبه .. وتحيا فيها ملكه احتساب الاجر .. وترك محبوب النفس من اجل محبوب الرب .. قال شيخنا : إن الوثنيين كانوا يصومون لتسكين غضب آلهتهم إذا عملوا ما يغضبها ، أو لإرضائها واستمالتها إلى مساعدتهم في بعض الشئون والأغراض ، وكانوا يعتقدون أن إرضاء الآلهة والتزلف إليها يكون بتعذيب النفس وإماتة حظوظ الجسد ، التعليق قلت شعار الصوم عند اهل الكتاب والوثنيين .. عذب نفسك حتى يرضى ربك .. وفي الاسلام هذب نفسك حتى يرضي ربك ( ثم قال صاحب المنار ما معناه مبسوطا ) قلنا : إن معنى ( ( لعل ) ) الإعداد والتهيئة ، وإعداد الصيام نفوس الصائمين لتقوى الله تعالى يظهر من وجوه كثيرة أعظمها شأنا ، وأنصعها برهانا وأظهرها أثرا ، وأعلاها خطرا - شرفا - أنه أمر موكول إلى نفس الصائم لا رقيب عليه فيه إلا الله تعالى ، وسر بين العبد وربه لا يشرف عليه أحد غيره سبحانه ، فإذا ترك الإنسان شهواته ولذاته التي تعرض له في عامة الأوقات لمجرد الامتثال لأمر ربه والخضوع لإرشاد دينه مدة شهر كامل في السنة ، ملاحظا عند عروض كل رغيبة له - من أكل نفيس ، وشراب عذب ، وفاكهة يانعة ، وغير ذلك كزينة زوجة أو جمالها الداعي إلى ملابستها - أنه لولا اطلاع الله تعالى عليه ومراقبته له لما صبر عن تناولها وهو في أشد التوق لها ، لا جرم أنه يحصل له من تكرار هذه الملاحظة المصاحبة للعمل ملكة المراقبة لله تعالى والحياء منه سبحانه أن يراه حيث نهاه ، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى والاستغراق في تعظيمه وتقديسه أكبر معد للنفوس ومؤهل لها لضبط النفس ونزاهتها في الدنيا ، ولسعادتها في الآخرة . وكما تؤهل هذه المراقبة النفوس المتحلية بها لسعادة الآخرة تؤهلها لسعادة الدنيا أيضا ، انظر هل يقدم من تلابس هذه المراقبة قلبه على غش الناس ومخادعتهم ؟ هل يسهل عليه أن يراه الله آكلا لأموالهم بالباطل ؟ هل يحتال على الله تعالى في منع الزكاة وهدم هذا الركن الركين من أركان دينه ؟ هل يحتال على أكل الربا ؟ هل يقترف المنكرات جهارا ؟ هل يجترح السيئات ويسدل بينه وبين الله ستارا ؟ كلا . إن صاحب هذه المراقبة لا يسترسل [ ص: 118 ] في المعاصي ; إذ لا يطول أمد غفلته عن الله تعالى ، وإذا نسي وألم بشيء منها يكون سريع التذكر قريب الفيء والرجوع بالتوبة الصحيحة ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) ( 7 : 201 ) فالصيام أعظم مرب للإرادة ، وكابح لجماح الأهواء ، فأجدر بالصائم أن يكون حرا يعمل ما يعتقد أنه خير ، لا عبدا للشهوات . إنما روح الصوم وسره في هذا القصد والملاحظة التي تحدث هذه المراقبة ، وهذا هو معنى كون العمل لوجه الله تعالى ، وقد لاحظه من أوجب من الأئمة تبييت النية في كل ليلة ، ويؤيد هذا ما ورد من الأحاديث المتفق عليها كقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ) رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن - قالوا : أي من الصغائر ، وقد يكون الغفران للكبائر مع التوبة منها ; لأن الصائم احتسابا وإيمانا على ما بينا يكون من التائبين عما اقترفه فيما قبل الصوم ، وقوله في الحديث القدسي : ( ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ) وفي حديث آخر ( ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) ) رواهما البخاري وغيره . التعليق قلت لاحظ ان الشيخ ذكر هنا ان تدريب النفس على مراقبة الله شهر كامل في السنه .. نشغل فيه الوازع الذتي بحيث نسير انفسنا بأنفسنا .. ونترك محبوبنا برغبتنا لمدة شهر كامل .. هذا الترك يولد في النفس المراقبة الذاتيه التى يصلح بها الدين والدنياء .. . ثم قال ما مثاله : وهاهنا شيء ذكره بعضهم ويشمئز الإنسان من شرحه وبيانه ، وهو أن الصوم يكسر الشهوة بطبعه فتضعف النفوس ويعجز الإنسان عن الشهوات والمعاصي . وفيه من معنى العقوبة والإعنات ما كان يفهمه الكثير من جميع مطالب الدين وراثة عن آبائهم الأولين من أهل الديانات الأخرى ، وإذا طبقنا هذا القول على ما نعهده وجودا ووقوعا لا نجده واقعا ; منهم في عامة السنة ، فما سبب هذا وما مثاره ؟ أليس هو الضراوة بالشهوات ؟ بلى . ولا ينافي ما ذكره الأستاذ الإمام تشبيه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم بالوجاء في كسر سورة الشهوة ; لأن المراد أن تأثيره في تربية النفس وتقوية الإيمان يجعل صاحبه مالكا لنفسه يصرفها حسب الشرع لا حسب الشهوه التعليق قلت لاحظ أن الشيخ هنا يقرر ان الصوم ليست غايته ان يقهر سلطان الشهوه بأضعاف البدن .. لان الواقع ان الناس اكثر شرها بالطعام في اوقات الصيام .. ولان هذه الفكره مأخوذه من الاديان السابقه التى ترى ان الصوم هدفه تعذيب النفس .. لان غايتة الصوم اصلاح النفس .. لا تعذيب النفس ولا قهرها واضعافها .. [ ص: 119 ] هذا ما كتبته ونشر في الطبعة الأولى ورآه شيخنا ثم بدا لي فيه ; فالحديث رواه الشيخان عن ابن مسعود ولفظه ( ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ) والوجاء - بالكسر - رض الأنثيين وهو يضعف الشهوة الزوجية إن لم يذهب بها كالخصاء ، والصيام يضعف هذه الشهوة إذا طال واقتصر الصائم في الليل على قليل من الطعام ، قال الحافظ في شرحه - واستشكل - بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة وذلك مما يثير الشهوة ، لكن ذلك إنما يقع في مبدأ الأمر ، فإذا تمادى عليه واعتاده سكن ذلك والله أعلم ا هـ التعليق قلت هو يرى ان حديث الامر بالصيام ليس لاضعاف البدن .. بل لتقوية الاراده والعزيمه .. بحيث يتدرب على ترك شهوته لاجل الله .. لان الصيام احيانا يقوى الغريزه كما قرره شراح الحديث .. الا لمن اقتصر على القليل من الطعام .. قال الشيخ من وجوه إعداد الصوم للتقوى أن الصائم عندما يجوع يتذكر من لا يجد قوتا فيحمله التذكر على الرأفة والرحمة الداعيتين إلى البذل والصدقة ، وقد وصف الله تعالى نبيه بأنه رءوف رحيم ، ويرتضي لعباده المؤمنين ما ارتضاه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ; ولذلك أمرهم بالتأسي به ووصفهم بقوله : ( رحماء بينهم ) ( 48 : 29 ) . ومن فوائد عبادة الصيام الاجتماعية المساواة فيه بين الأغنياء والفقراء والملوك والسوقة ، ومنها تعليم الأمة النظام في المعيشة ، فجميع المسلمين يفطرون في وقت واحد لا يتقدم أحد على آخر دقيقة واحدة وقلما يتأخر عنه دقيقة واحدة التعليق قلت هذه الفائده هي الشعور بالاخرين .. وموساة الاخرين .. ومن فوائده الصحية أنه يفني المواد الراسبة في البدن ولا سيما أبدان المترفين أولي النهم وقليلي العمل ، ويجفف الرطوبات الضارة ، ويطهر الأمعاء من فساد الذرب والسموم التي تحدثها البطنة ، ويذيب الشحم أو يحول دون كثرته في الجوف وهي شديدة الخطر على القلب ، فهو كتضمير الخيل الذي يزيدها قوة على الكر والفر . قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ( صوموا تصحوا ) ) رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة وأشار في الجامع الصغير إلى حسنه ويؤيده ( ( اغزوا تغتنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا ) ) رواه الطبراني في الأوسط عنه . وقال بعض أطباء الإفرنج : إن صيام شهر واحد في السنة يذهب بالفضلات الميتة في البدن مدة سنة . وأعظم فوائده كلها الفائدة الروحية التعبدية المقصودة بالذات ، وهي أن يصوم لوجه الله تعالى كما هو الملاحظ في النية على ما قدمنا ، ومن صام لأجل الصحة فقط فهو غير عابد لله في صيامه ، فإذا نوى الصحة مع التعبد كان مثابا كمن ينوي التجارة مع الحج ، فإنه لولا العبادة لاكتفى بالجوع والحمية ، وآية الصيام بهذه النية والملاحظة التحلي بتقوى الله تعالى وما يتبعها من أحاسن الصفات والخلال ، وفضائل الأعمال التعليق قلت نية الصيام لها اثر على الصيام .. لان الغاية لها اثر على السلوك كما يقرر علماء النفس .. فمن كان همة ارضاء ربه .. فهو المنتفع بالصيام .. ومن كان همه جسده او موافقة الناس على ماهو عليه فلن ينتفع بالصيام . وقال الأستاذ : لا أشك في أن من يصوم على هذا الوجه يكون راضيا مرضيا ، مطمئنا بحيث لا يجد في نفسه اضطرابا ولا انزعاجا . نعم ; ربما يوجد عنده شيء من الفتور [ ص: 120 ] الجسماني ، وأما الروحاني فلا ، وأعرف رجلا لا يغضب في رمضان مما يغضب له في غيره ، ولا يمل من حديث الناس ما كان يمله في أيام الفطر ; وذلك لأنه صائم لوجه الله تعالى : ( والظاهر أنه يعني نفسه ) ويؤيد قوله ما ورد في علامات الصائم من ترك المعاصي والمآتم ، ومنها حديث أبي هريرة عند أحمد والبخاري وأصحاب السنن إلا النسائي مرفوعا ( ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ) التعليق قلت لانه صام لوجه الله تعالي .. فصار صومه اخلاقيا .. اما من صام لان الناس صامو .. فصومه غير اخلاقي .. يكثر فيه السخط واللعن والسباب والشتام والمعاصي والفجور قال الشيخ أين هذا كله من الصوم الذي عليه أكثر الناس ، وهو ما تراهم متفقين عليه من إثارته لسرعة السخط والحمق وشدة الغضب لأدنى سبب ، واشتهر هذا بينهم وأخذوه بالتسليم حتى صاروا يعتقدون أنه أثر طبيعي للصوم ، فهم إذا أفحش أحدهم قال الآخر : لا عتب عليه فإنه صائم . وهو وهم استحوذ على النفوس فحل منها محل الحقيقة وكان له أثرها ، ومتى رسخ الوهم في النفس يصعب انتزاعه على العقلاء الذين يتعاهدون أنفسهم بالتربية الحقيقية دائما ، التعليق قلت كلام جميل جدا .. وهم اعتقدو ان الصيام سبب لسؤ الاخلاق .. قال الشيخ فكيف حال الغافلين عن أنفسهم ، المنحدرين في تيار العادات والتقاليد الشائعة ، لا يتفكرون في مصيرهم ، ولا يشعرون في أي لجة يقذفون ، فتأثير الصوم في أنفسهم مناف للتقوى التي شرع لأجلها ، ومخالف للأحاديث النبوية التي وصف بها أهلها ، ومن أشهرها حديث ( ( الصيام جنة ) ) وهي - بضم الجيم - الوقاية والستر ، فهو يقي صاحبه من المعاصي والآثام ، ومن عقابها وغايته دخول النار ، وللحديث ألفاظ وفيه زيادة في الصحاح والسنن . وذكر الحافظ في شرحه من الفتح لفظ أبي عبيدة ( رضي الله عنه ) عند أحمد ( ( الصيام جنة ما لم يخرقها ) ) زاد الدارمي ( ( بالغيبة ) ) وقال في هذه الزيادة : إن الغيبة تضر بالصيام ، وحكى عن عائشة وبه قال الأوزاعي : إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب قضاء ذلك اليوم ، وأفرط ابن حزم فقال يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه إلخ . وقال الغزالي فيمن يعصي الله وهو صائم : إنه كمن يبني قصرا ويهدم مصرا . قال الأستاذ الإمام : إن أكثر الناس يلاحظون في صومهم حفظ رسم الدين الظاهر وموافقة الناس فيما هم فيه ، حتى إن الحائض تصوم وترى الفطر في نهار رمضان عارا ومأثما ، ولا بأس بهذا الصوم من غير الحائض لحفظ ظاهر الإسلام ، وإقامة هيكل شعائره ، ولكنه لا يفيد الأفراد شيئا في دينهم ولا في دنياهم لخلوه من الروح الذي يعدهم للتقوى ، ويؤهلهم لسعادة الآخرة والدنيا ، وذكر في الدرس ما عليه الناس من الاستعداد لمآكل رمضان وشرابه بحيث ينفقون فيه على ذلك ما يكاد يساوي نفقة سائر السنة . حتى كأنه موسم أكل ، وكأن الإمساك عن الطعام في النهار إنما هو لأجل الاستكثار منه في الليل ، |
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
صيام عبادة مستغربة أو منكورة في جوِّ الحضارة المادية التي تسود العالم. إنَّها حضارة تؤمن بالجسد، ولا تؤمن بالروح، وتؤمن بالحياة العاجلة، ولا تكترث باليوم الآخر! ومن ثمَّ فهي تكره عبادةً تُقيِّد الشهوات ولو إلى حين، وتؤدِّب هذا البدن المدلَّل، وتلزمه مثلاً أعلى. : هل يتعامل الناس مع أجسامهم على أسلوب معقول يحترم الحقائق وحدها؟ يقول علماء التغذية: إنَّ للطعام وظيفتين، الأولى: إمداد الجسم بالحرارة التي تعينه على الحركة، والتقلُّب على ظهر الأرض، والأخرى: تجديد ما يستهلك من خلاياه، وإقداره على النموِّ في مراحل الطفولة والشباب. الطعام وقود، لابدَّ منه للآلة البشرية، والفرق بين الآلات المصنوعة والإنسان الحي واضح. فخزان السيارة مصنوع من الصلب؛ ليسع مقداراً معيناً من النفط يستحيل أن يزيد عليه، حسناً، هل نأكل لسدِّ هاتين الحاجتين وحسب، إنَّ أولئك العلماء يقولون: يحتاج الجسم إلى مقدار كذا وكذا من (السُّعر الحراري) كي يعيش، والواقع أنَّه إذا كان المطلوب مائة سُعر، فإنَّ الآكل لا يتناول أقل من 300 سعر، وقد يبلغ الألف!! أما المعدة فمصنوعة من نسيج قابل للامتداد والانتفاخ يسع أضعاف ما يحتاج المرء إليه. الرغبة القاتلة: وخزان السيارة يمدُّها بالوقود إلى آخر قطرة فيه إلى أن يجيء مدد آخر. أمَّا المعدة فهي تسدُّ الحاجة ثم يتحوَّل الزائد إلى شحوم تبطن الجوف، وتُضاعف الوزن، وذاك ما تعجِز السيارة عنه، إنَّها لا تقدر على أخذ (فائض)، ولو افترضنا فإنها لا تقدر على تحويله إلى لدائن تضاف إلى الهيكل النحيف، فيكبر، أو إلى الإطارات الأربعة فتسمن!! الإنسان كائن عجيب، يتطلَّع أبداً إلى أكثر مما يكفي، وقد يقاتل من أجل هذه الزيادة الضارة، ولا يرى حرجاً أن تكون بدانة في جسمه، فذاك عنده أفضل من أن تكون نماء في جسد طفل فقير، أو وقوداً في جسد عامل يجب أن يتحرك ويعرق!! كان لي صديق يكثر من التدخين، نظرت له يوماً في أسف، ثم سمعني وأنا أدعو الله له أن يعافيه من هذا البلاء، فقال- رحمه الله، فقد أدركته الوفاة – (اللهم لا تستجب ولا تحرمني من لذة "السيجارة"). ولم أكن أعرف أن للتدخين عند أصحابه هذه اللذة، فسكتُّ، وقد عقدت لساني دهشة. إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يعرف ما يضرُّه، ويقبل عليه برغبة... إنها الرغبة القاتلة!! على أن النفس التي تشتهي ما يؤذى يمكن أن تتأدَّب، وتقف عند حدود معقولة، كما قال الشاعر قديماً: والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتها وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقنعُ عندما نصوم حقًّا: وهنا يجيء أدب الصيام: إنَّه يردُّ النفس إلى القليل الكافي، ويصدُّها عن الكثير المؤذى! ذاك يوم نصوم حقًّا، ولا يكون الامتناع المؤقت وسيلة إلى التهام مقادير أكبر، كما يفعل سواد الناس!! لعلَّ أهم ثمرات الصوم إيتاء القدرة على الحياة مع الحرمان في صورة ما. كنت أرمق النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسأل أهل بيته في الصباح، أثمَّ ما يفطر به؟ فيقال: لا! فينوي الصيام، ويستقبل يومه كأنَّ شيئًا لم يحدث... ويذهب فيلقى الوفود ببشاشة، ويبتُّ في القضايا، وليس في صفاء نفسه غيمة واحدة، وينتظر بثقة تامة رزق ربه دونما ريبة، ولسان حاله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح : 5 ، 6]. إنها لعظمة نفسية جديرة بالإكبار أن يواجه المرء البأساء والضراء مكتمل الرشد، باسم الثغر. والأفراد والجماعات تقدر على ذلك لو شاءت! وأعتقد أن من أسباب غلب العرب في الفتوح الأولى قلة الشهوات التي يخضعون لها، أو قلة العادات التي تعجز عن العمل إن لم تتوافر. يضع الواحد منهم تمرات في جيبه، وينطلق إلى الميدان، أما جنود فارس والروم فإنَّ العربات المشحونة بالأطعمة كانت وراءهم، وإلَّا توقَّفوا. شريعة الصوم فوق هذا وتجتاح الناس بين الحين والحين أزمات حادة، تقشعرُّ منها البلاد، ويجفُّ الزرع والضرع، ما عساهم يفعلون؟ إنهم يصبرون مرغمين، أو يصومون كارهين، وملء أفئدتهم السخط والضيق. وشريعة الصوم شيء فوق هذا، إنها حرمان الواجد، ابتغاء ما عند الله! إنها تحملٌ للمرء منه مندوحة- لو شاء- ولكنه يُخرس صياح بطنه، ويُرجئ إجابة رغبته، مدَّخِراً أجر صبره عند ربه، كيما يلقاه راحة ورضا في يوم عصيب.. {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } [هود : 103]. وربط التعب بأجر الآخرة هو ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)))! إن كلمتي (إيماناً واحتساباً) تعنيان جهداً لا يُستعجل أجره، ولا يُطلب اليوم ثمنه؛ لأنَّ باذله قرَّر حين بذله أن يُجعل ضمن مدخراته عند ربه.. نازلاً عند قوله: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ : 39] التعليق نستفيد من النص السابق ما يالي 1 - ان شريعة الصوم هدفها الاعتدال في الاكل بحيث تأكل بقدر حاجتك .. وعدم التهالك في الطعام والشراب 2- ان شريعة الصوم منكره عند الماديين الغربيين .. لان الجسد عندهم غاية وليس وسيلة .. 3 - الانسان هو الكائن الوحيد الذي يعرف ما يضره ويقدم عليه لان هواه يغلب عقله كما يقال .. 4 - ان النفس قابله للضبط وقابلة للانفلات .. حسب التدريب والصوم يدربنا على ضبط انفسنا .. 5 - انتصار الصحابه على الروم وفارس من اسبابه التخفف من المتاع .. وكونهم يرضون بالشي السير وقلوبهم لا ترضى الا بالشي الكبير .. فلهم همة قويه .. ونفس راضيه .. وجسد متخفف من الشهوات .. |
الانسان محكوم بأربع قوى .. وهذه القوى عليها مدار اخلاق الانسان
وحركه ووجوده وهي (( القوه الشهويه .. القوه الغضبيه .. القوه الوهميه او الذكائيه .. القوه العقليه )) وسعادة الانسان ان يسطير القوة العقليه على القوى الثالث بحيث لا يملكه اكل ولا شرب ولا انتقام ولا ذكاء وتحايل وتلاعب بل يملكه العقل والشرع قال ابن القيم ان الصبر هو ثبات داعى الدين والعقل في مقابل داعي الهوى والشهوه القوه الشهوانيه وهو الاهتمام بالاكل والشراب وليس له هم سواه القوه الغضبيه الانتقام والنيل من الاخرين .. ويسمي حيوان غاضب ونحن نعرفه من خلال الاهتمام والفعل لا من ناحيه الصوره لان من كان همه الاكل والشرب والجماع والانتقام والغضب .. القوه الوهميه الحيليه الشيطانيه وهو قوة المكر والخديعه والطبيعه النسويه مياله لذالك .. فمن غلب عليه الشهوه او الغضب او المكر والحيله فهو شيطان او حيوان والاخلاق مبنيه على تهذيب على هذه الامور الاربعه .. القوة العقليه الشرعيه وهي المنطلقه من الشرع ومن المصالح والمنافع الحيايتيه والاداب الرفيعه واذا سيطرت على الانسان فهو الكامل في الانسانيه ولابد من قائد يقود هذه الاربعه فهي اما ان تقاد بالقوه الحيوانيه فيتبع العقل والذكاء للغضب او للشهوه او ان تقاد بالذكاء بحيث يقود الذكاء الهوى والعقل والشرع لمصالح نفسه والصيام يعلى من داعي العقل والشرع بحيث تغلب على داعي الحيوانيه فالصائم لا يأكل ولا يشرب وأن سابه احد او قاتله فلا يقاتل ولا يسب بل يقول اني صائم وأن عرض له حيله او مكر فلا يكون في الصيام فلا يبحث عن الترخص |
الكيان الإنساني ـ بحكم فطرته التي فطرهُ الله عليها ـ وحدة... تشمل الجثمان والروح... تشمل (المادة) و (اللامادة)..
فهو مؤلف من قبضة من التراب، تتمثل فيها عناصر الأرض، من حديد، ونحاس، وكالسيوم، وفوسفور، وأوكسجين، وهيدروجين... لتشيع فيه شهوات الأرض، ورغبات النفس، ونزوات الحسِّ الغليظ... ... ونفحة من روح الله، تنبعث منها سبحات العقل، وتأملات الفكر، ورفرفات الروح... والعجيبة في هذا الكيان البشري، أنَّ ذلك الشتات النافر المنتثر، قد اجتمع وترابط وتوحد، وأصبح أكبر قوة على الأرض! وفي ذات الوقت يحتفظ، كلَّ باستقلاله وإشاءاته ورغباته... وينشب الصراع الحامي الطويل، فأيهما انتصر، ملك قياد الفرد، وسرى عليه نفوذه وسلطانه... فالجسم المادي، مركب من البسائط الأرضية، وخاضع لأحكامها، فهو لا شيء غير مادة عضُوية، مركبة من خلايا تشبه خلايا الحيوان والنبات... وبحكم فطرته المركبة، سائر إلى الاستحالة، والانحلال، إلى أجزائه البسيطة السابقة... وأما الروح المشرقة، فليست مركبة من بسائط أولية، حتى يحكم عليها بالاستحالة إلى تلك البسائط، بل هي باقية أبدية... ولكلٍ من الجثمان والروح، مطالب تناسب طبيعته، ودرجته في مراتب الوجود، فالجثمان لا يفترق عن بقية أنواع المادة، في قبوله للزيادة والنقص والقوة الضعف، والتحلل والتركيب... ومن أجل ذلك، فهو محتاج إلى مقوّمات تقومه من نوعه، كالغذاء والكساء والسكن... ولكن الروح ـ بطبيعته العلوية النيرة ـ لا تطلب المقومات العنصرية، وإنّما هي تواقة إلى الشرف والكمال، للإلمام بأسرار الملكوت، والتطلّع على ما وراء الطبيعة... وإذا كانت الروح تنزع إلى الكمال والارتقاء ـ والتجربة الإنسانية الصاعدة، دلت على مقدرتها على التحلق والارتقاء ـ فما الذي يصد بعض النّاس عن التطلّع إلى الكرامة الإنسانية، ويدحضهم في المجاهل والمزالق، ليتسفلوا متخبطين؟! نعم... إنّ الجسم بشهواته ونزواته، الذي يسجن الروح الشفافة عن التوثب والانطلاق... لأنَّ الجسم والروح ثقلان متأرجحان، ككفتي ميزان، لا تثقل هذه إلاّ وتخف الأخرى، ولا ترجح تلك إلاّ بمقدار ما تبخس هذه... ولذلك نجد في النّاس من غلبت عليه مادته، فوهب نفسه لها، لا يفكر إلاّ في إشباع شهواته، كيفما أمكن ذلك الإشباع، فهزلت روحه، وتضاءلت منكودة حاسرة... ومنهم من محض للروح، فسمت وتعالت، بينما انهدت قواه وتكسر كيانه... فأيُّ الطرفين قد أصاب الحقيقة، وأحرز النجاح الإنساني المنشود؟ لا جرم أنَّ كليهما قد أخطأ الواقع!... فأما من تطوّع للجثمان، وجرى في أعقاب الشهوات، فقد خنق إنسانيته، ولم يزد على بهيمة وحش... وأما من انقاد للروح، فقد هضم حقوق جثمانه، وعطل نظام الكون، ويكون أشبه بمن دخل حديقة غناء، ليستغلها وينعم بها، فتوّرع عنها، حتى صوحت أزهارها، واقتلحت قاعاً صفصفاً تأويها الحشرات والديدان... إذن فعلينا أنْ نلتمس حاجات الروح والجثمان، فنعدل بينهما، ونوفيهما حقوقهما العادلة. * * * * * وإذا كان الجسم يحتاج إلى نظام الصحة، في استيفاء سعادته، فكذلك الروح، تحتاج إلى نظام الدين، في استيفاء نموها الطبيعي، ورشدها المأمول، والظفر بالأماني التي تشرئب إليها... والصيام من سنن الدين، التي تعمل لتكييف الروح... وهو للروح كالرياضة السنوية للجسم، فكما أنَّ قانون الصحة، يُحتّم على كل عامل ـ يريد حفظ صحته ـ أن يريض نفسه شهراً كاملاً في السنة، يقلل فيه من غذاء النفس (أي العمل على الحقول الفكرية)... كذلك نظام الصحة الروحية، يفرض على كل إنسان، أن يقلل شهراً في السنة من غذاء جثمانه... ولما كانت بينة أطباء الأجسام، في ضرورة الإقلال من تغذية النفس، شهراً كل عام، هي لزوم تعويض ما فقده الجسم، من القوة، مدى الأحد عشر شهراً، نتيجة الانهماك الفكري... كذلك حجة أطباء الأرواح، في القصد من الطعام مدى شهر كل سنة، هي تعويض ما فقدته الروح الإنسانية من جراء تفرغ الإنسان، للماديات طوال العام... وليس الهدف من هذه التحديدات، إلاّ حصول الموازنة، بين الروح والجسد، وعدم غمط حقوق تلك، للتوفير على هذا، أو إهمال هذا لتشجيع تلك... كيما يعيش الإنسان كاملاً معتدلاً، في مناخ قانوني، يسنح لروحه وجسمه معاً، أنْ يُعبّرا عن سجيتهما، ويبلغا أقصى مدى إمكانات النبوغ والرشد فيهما... ذلك، كان مشهداً من تصارع الجسد والروح، وكانت حكمة الصيام فيه بالغة... هناك قوى أخرى تتصارع في الإنسان، لا بد من إنصافها في نفسها، وللصيام في معاركها إصبع، بل مسند القضاء... ... لأنَّ الإنسان جسد وروح يتصارعان... وشهوة وعقل لا يفتأ بينهما الصراع، غير أن الشهوة تتشيع للجسد، والعقل يتشيع للروح، فالجسد والشهوة معاً في جانب، والروح والعقل معاً في جانب، ومجال الصراع هو الإنسان... فكما أنَّ الجسد يحتاج إلى الغذاء العنصري، كذلك الشهوة تحتاج إلى الغذاء الجنسي... ولكنهما ينطلقان من نقطة واحدة، فمتى شبع البطن تحركت الغريزة لترتوي، وكلما سكنت الغريزة هدأ الجسد... فلذلك كان لا بد أن تسكن الغريزة ويهدأ الجسد، ليتحرك العقل وتنشط الروح... ومن أجل هذه الحقيقة، كان الصوم أجدى وسائل تربية العقل والروح معاً... أو لا ترى كيف يمنع بصرامة، تحركات الغريزة والجسد معاً، ويجعل لهما كفارة سواء... * * * * * ومن هنا كان الصوم، ركناً هاماً من أركان الدين... وهو الركن الذي يجمع بين واجب التعبد، وبين ترويض الجسد والغريزة، مما حل لهما المتاع به، في فترات دقيقة رتيبة، ليستريحان بين الحين والحين، وينشط العقل والروح... وهنا تكمن عبقرية الإسلام، فليس هو دين دنيا فقط، ولا دين آخرة فحسب... بل هو دين الحياة بجملتها الشكلية والزمنية... دين العالمين، من يوم خلق الله الكون إلى أن تنتهي الحياة، كمّا عبر عن هذا الواقع * * * * * وإذا حق ذلك، ظهر أنَّ الصوم سُنّة البشرية، وجزء صميم من نظام الكون الذي يجب أن يعيش أبداً إلى جانب الخبز والماء، وأنْ يعيشه الإنسان، كما يعيش البطن والجنس، وما دام له عقل وروح، فهو من الحاجات الأساسية الضرورية للإنسان، وليس من الأحكام الموقوتة، التي تفرض لاستجابة فترة زمنية، حتى يلغيه التطوّر، كما يظن بعض الهائمين مع الأهواء، وكما فعل عبد العزيز الجايط مفتي تونس: إذ تنازل إلى رغبات (بورقيبة) رئيس الحكومة التونسية فأفتى (بإلغاء صيام شهر رمضان، إذا تعارض مع تطوّر البلاد، وعدم صيام الشبان، الذين يجب عليم أن يغذوا أنفسهم، للمحافظة على صحتهم). وإنّما هو سنّة ثابتة على الدهر، لا يتطوّر أبداً، ما دام الإنسان والكون وما دامت الحياة، عدا الحالات الاستثنائية، التي نص الشرع على استثنائها من أول يوم. التعليق 1 - ان الانسان مؤلف من مادتين متباينتين .. ارضيه .. وعلويه سمايه 2 - بين هاتين القوتين صراع 3 - الانسجام والتوازن بينهما هو غاية الاسلام 4 - الاسلام يخفف عنك مؤنه البدن حتى تتفرغ للروح بالصيام |
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من احلي ، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث تكلمت عنه في بعض المساجد وهو من اقوى الاحاديث في فضل الصيام وبيان غايته ادابه نستطيع ان نقسم الحديث الى اربعة اقسام رئيسيه الاولي بيان اجر وحكمة الصوم وغايته الصوم .. ولماذا كان اجره خاصا لان الصيام مميز من سائر الاعمال ان ثوابه مخفي ..؟؟ وذكر الحافظ ابن حجر عشرة اسباب لاخفاء ثواب الصوم أحدها: أن الصوم لا يقع فيه الرياء, كما يقع في غيره. الثاني: أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وإنها تضعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله, إلا الصيام, فإن الله يثيب عليه بغير تقدير. الثالث: أنه أحب العبادات إلى الله. الرابع: الإضافة إضافة تشريف وتعظيم، كما يقال: بيت الله, وإن كانت البيوت كلها لله. الخامس: أن الاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله, فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه، قال القرطبي: "معناه أن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام, فإنه مناسب لصفة من صفات الحق، كأنه يقول: إن الصائم يتقرب إلي بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي". السادس: أن المعنى كذلك, لكن بالنسبة إلى الملائكة؛ لأن ذلك من صفاتهم. السابع: أنه خالص لله تعالى, وليس للعبد فيه حظ بخلاف غيره, فإن له فيه حظاً لثناء الناس عليه بعبادته. الثامن: أن الصيام لم يُعبد به غير الله، بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك. التاسع: أن جميع العبادات توفّى منها مظالم العباد إلا الصوم. العاشر: أن الصوم لا يظهر فتكتبه الحفظة, كما لا تكتب سائر أعمال القلوب. قال الحافظ ابن حجر: "فهذا ما وقفت عليه من الأجوبة, وأقربها إلى الصواب الأول والثاني, وأقرب منهما الثامن والتاسع"، وبالله التوفيق. وقال الشيخ الفوزان ان السبب في ثلاثة امور (( لم يتقرب به لغير الله .. سري بين العبد وبين ربه .. لا يأخذه الغرماء يوم القيامه .. فيكون حسنه محميه من الاخذ .. لان الناس يوم القيامه ياخذون حقوقهم من الغير بالحسنات والسئيات .. وما اجمل التعليل بقوله (( يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي )) هذه القطعه تقول لك ان سبب هذا الفضل هو الترك لله .. حيث ضحى الصائم بشهواته لاجل الله تعالي .. ومن اجمل الاشياء في العقائد ان تترك امر تحبه لاجل عقيدتك ومبداءك .. هذا نوع من الاستعلاء على الدنياء وتقديم الاخرة عليها والصيام يوصلك الى ثلاثة امور جوهريه وهي التحكم بالغريزه ... العفه .. الاخلاص التحكم بالغريزه عن طريق ضبط البطن والفرج والغضب بالصيام وهذه الامور الثلاثه تجعلك تتسامي وترتفع الى ما هو ااعلى وهو ضبط النفس بالشرع الحنيف ولذا قيل الصائم من صام عن الغو والرفث .. وقيل ما اكثر الممسك واقل الصائم وقيل اذا صمت فليصم سمعك وبصرك وعينك ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء وكان السلف يجلسون في المساجد ويقولون نحفظ صيامنا وفي الحديث (( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ..)) لانه يفعل المحرمات في رمضان .. والمفطرات نوعان مفطر حسي وهو الاكل والشرب والجماع وما كان بمعناها مثل الابر المغذيه والحجامه والاستمناء ونحوها مفطر معنوي وهو محرمات اللسان والعين والاذن والقلب من غل وحسد وحقد فالمقصد ان الصوم يرفعك الى من التحكم بالغريزه .. الى العفه عن المحرمات .. لان من ترك المباح ..لابد ان يترك المحرم في كل وقت والمباح الاكل والشرب .. الضرر في الاكثار منه والمحرم الضرر في قليلة وكثيره .. فهو مثل السم .. وقال الغزالي رحمه الله ان من يترك الاكل والشرب ويفطر على الحرام والغيبه والنمينه ونحوها فهو كمن يبني قصر ويهدم مصرا .. اي بلد كامل والعفه عن الحرام ترفعك الى الاخلاص والتعلق بالله في كل حياتك وهذه النهاية الكبرى من شعيره الصوم وهو صوم خاصة الخاصه كما ذكر الغزالي .. اي الصوم عن غير الله فلا يكون في قلبك أي مساحه لغير الله .. فأنت تحب وتكره وتمشي وتنام وتأكل وتعمل وتربي .. كل اعمالك واقوالك تنظر فيها الى الله وحده اجتمعت عليك همومك وتوحد مقصدك ولم تكن مشعبا ومتفرقا في اودية الدنياء الزبده ان الصيام يعودنا على التحكم بالغرائز ان الحتكم بالغزائز يعودنا على ترك المحرمات كلها ان ترك المحرمات كلها يعودنا على الاخلاص والتعلق بالله وأن يكون الحلال والمباح نعمله لله سبحانه وتعالي .. فأنت ترى اننا نترك الشهوات لله .. ثم نترك الحرام لله .. ثم نوظف الحياة كلها لله وهذه خطه الصوم التى ارادها الله تعالي صوم عن الاكل والشرب والجماع .. يؤدي على صوم عن المحرمات كلها يؤدي الى الصوم عن الدينا كلها .. |
في رمضان يقول الناس انه شهر الجود .. شهر الصبر .. شهر الدعاء.. شهر الاحسان
لانه بمثابة وجبه روحيه ايمانيه تتدرب عليها النفس وتتمرن عليها لتعيش بعدها سنة كامله في ظلال هذه الدوره التدريبيه على حقائق الاحسان ومعاني الايمان وسوف نتحدث عن رمضان شهر الدعاء الدعاء سلاح المؤمن وهو الطلب من الله العلي الكبير العليم من العبد الضعيف الفقير وقيل ان معناه معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ. وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، فهو طلب الاعانه .. وطلب العنايه قال الإمام ابن كثير رحمه الله ( وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء مخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الإجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر ، جاء في الحديث الصحيح ( للصائم عند فطره دعوة لاترد) لان رمضان شهر الدعاء .. والصيام موسم الدعاء .. فأجتمع للمسلم امرين الصوم .. ورمضان .. فاذا اجتمع معهما الافتقار والاضطرار واليقين والالتجاء .. فلا يكاد الدعاء يرد كما أنه الايه تدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء، وتبين أن من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها الإجابة والقبول شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الدعاء. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) وعن حذيفة قال: ليأتينَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريِق. وقال الشيخ السعدي القرب نوعان قرب بعلمه من كل خلقه وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء كأكل الحرام ونحوه فإن الله قد وعده بالإجابة وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى (إن الله يقول : أنا عن ظن عبدي بي . وأنا معه إذا دعاني) رواه مسلم ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الأخرى وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا إذا نكثر قال الله أكثر . قال ابن عطاء رحمه الله : للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات فان وافق أركانه قوي وان وافق أجنحته طار في السماء وان وافق أوقاته وفي وان وافق أسبابه أنجح فأركانه حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه بالأسباب وأجنحته الصدق ومواقيته الاستخارة وأسبابه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( فاذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان )وقال الله تعالى ( بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء ) |
رمضان شهر قوة العقيده
قوة العقيده ان تقدم محبوب الله على محبوب نفسك .. ومراد الله على مراد نفسك كما قال ذالك الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله تعالي في رمضان تعود نفسك على طلب الجنه .. الجنه ذالك الكنز الغالي العظيم الذي قال فيه النبي عليه السلام (( الا ن سلعه الله غاليه الا ان سلعة الله الجنه )) لاحظ انها سلعه لله تعالي خلقها وأوجدها وجعلها ثمنا ومكافأة لعباده المؤمينين وانها غاليه .. والغالي يحتاج الى ثمن غالي لان الغالي لا يحصله كل الناس .. لا يحصله الا بعض الناس ذالك ان بينك وبينه عقبة كداء واسلاك شائكه .. فهي مثل الكنز الذي يسعى اليه ولن تحصل الكنز الا بالجهد والتعب وطرق باب المكروه وتأمل قول الرسول عليه السلام (( حجبت او حفت الجنه بالمكاره وحجت او حفت النار بالشهوات )) فحجبت تدل على ان بينك وبين الجنه حجاب لابد ان تقطعه وتقتحمه حتى تصل الي الجنه وبينك وبين النار حجاب اذا هتكته وافتحمته دخلت الجنه الا لفظ الحفيف يدل على ان المكروه محاط بالجنه من جميع الجوانب فكل عمل للجنه تجد ان نفسك فيها نوع من الكره له .. فالواجب عليك ان تقتحمه وتعود نفسك عليه حتى يكون لك عاده فالخير والشر عاده والعاده شي يسهل عليك وتمارسه بأتقان وراحه تامه .. ومن اقتحم مكاره العمل الصالح اعطاه الله راحة الديناء وسعادة الاخره وراحة الدنيا هي راحة القلب ولو كان الاسباب ضده لان بعض الناس قد يكون فرح بلا موجب الفرح وسعيد بلا موجب السعاده وهادي بلا موجبات الهدوء بل ان فرحه وانشراح صدره وهدوئه بسبب الامداد الملائكي ذالك اننا نعتقد ان للقلب اربعة روافد رافد المعلومات الخارجيه رافد الهواجس الداخليه رافد المدد الملائكي رافد المدد الشيطاني بخلاف الحضاره الغربيه التى لا تؤمن الا برافد المعلومات الخارجيه والهواجيس الداخليه ولذا تبني معظم علاجاتها الى اصلاح النفس والتفكير البشري ولا تؤمن بأن هناك تفكير من خارج النفس البشريه يجري على الشيطان او على الملك ويدل عليه حديث (( ان للمك لمة بالقلب .. وللشطيان لمة بالقلب .. فلمة الملك ايعاد بالخير وتصديق بالحق ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالحق )) وذكر العلامه ابن القيم في قولة تعالي (( اذ يوحي ربك للملائكه اني معكم فثبتو الذين امنو ا )) قال ان تثبيت الملائكه يكون بتقويه القلب .. ووعده بالنصر وملئة بالتفال وحسن الظن فالقلب يقوي بالملائكه التى تثبت فيه الافكار الايجابيه وتعطيه قوة القلب والنفس بخلاف الشيطان الذي يعد الفقر ويأمر بالفحشاء ومن قدم محبوب الله على محبوب نفسه اعطاه الله قوة القلب وفرح النفس وسعادة الاخره .. لان القلب عندنا هو محل الادارك ومحل المشاعر ولايوجد في الاسلام انفصال بين العقل والوجدان بل كلاهما يصدران عن شي واحد وهو القلب فالقلب يعقل (( قلوب يعقلون بها )) والقلب يخشي ويخاف ويروجو (( وجلت قلوبهم )) ورمضان يشيع في النفس البشريه القوه والطمأنينه والانتصار على الذت |
رمضان شهر قوة التحمل
قوة التحمل هو قوة نفسانيه تحمل الانسان على الصبر على النوئب والمنافسه في الفضائل وتحكيم داعي العقل والشرع في مقابل داعي الهوى والشهوه وقوة التحمل هو معدن الرجوله ومقياسها الذي لا يخطي ..ذالك ان الرجوله هي التحمل والتحمل هو الرجوله .. فالرجوله ان يكون للانسان قلب قوي ونفس قويه والقوة هي التحمل للمكروه ومواجهته .. واكثر البيوت اليوم تفتقد قوة التحمل فالاباء تخلو عن المسؤليه بسبب عدم التحمل والابناء معمتدون على ابائهم في كل شي بسب عدم التحمل والبيوت يقع في الطلاق بسبب عدم التحمل ويكثر الظلم والجنايات والاخطاء والعدون على الناس بسبب قلة التحمل وأين اليوم من يكون عماد البيت وركنه القوى الاشم الذي يفزع اليه الاسره في المهمات بسبب قوة عقله وقوة تحمله ورمضان يعودنا قوة التحمل عن طريق ترك الاكل والشرب وما تعودنا عليه لمدة اجدى عشرة شهر من عادات غذائيه وعادات اجتماعيه .. نتركها فجأه وبدون سابق انذار لمدة خمسة عشر ساعه في نهار حره شديد وعطش عظيم يقول لنا رمضان الشجاعه صبر ساعه .. وقوة التحمل سبب للنصر .. وسعادتك في الحياة بسبب حسن تكيفيك فيها وراتفاع وصيد الاحباط عندك كما يقول علماء النفس وحسن التكيف ان تعيش عيشة مناسبه لنفسك ولوضعك الاجتماعي بحيث ترضى نفسك وتعرف ما تريد وترضي من حولك فتصيب السلام الداخلي والسلام الخارجي لان اصل المرض النفس فقدان السلام الداخلي بالاضطراب والشك وكره النفس والشك فو ي قدراتها والشعور انها ناقصه او مذنبه او مظلومه وفقدن السلام الخارجي بالاضطراب في العلاقات مع الناس بالطلاق والمكر والحليه والغش والعدون والمشاكل وارتفاع وصيد الاحباط ان يكون الانسان قويا مثل الجبل لا تهزه ريح والناس يقولون لضعيف التحمل تفوحه الخوصه وتسقطه القشه بسبب ضعف تحمله فارتفاع وصيد الاحباط ان يكون احباط الانسان لا يضحر ولا يقوى بسبب احداث الحياة بل عنده الامل والقوة والايجابيه في تحمل ضغوط الحياة وشدائدها |
في رمضان نقهر العادات ...
وقهر العادات امر ضروري للنفس البشريه حتى لا تتعود على الاشياء ... العادات هي الاشياء التى ترسخت في النفس البشريه ولا تستطيع الفكاك عنها .. وقهر العادة يدل على قوة النفس وثباتها وقدرتها على التحمل او نقول قوة ادارة النفس .. او الادارة العاقله للنفس فالادارة العاقله للنفس هو سوس النفس ما ينفعها في الحال والمأل وهذا لا يكون الا بقوة دافعه وقوة مفكره فالقوة المفكره اختيار الرأي النافع والقوة الدافعه القدره على التطبيق والتفيذ والصيام يعودنا على القدرة على التطبيق ولو كان الامر شاق فنحن نترك الطعام والشراب ونتحمل الجوع والعطش طول الشهر الكريم |
كثير من الناس لا يفهم معني الصيام ..؟؟
بعضهم يظن انه تعذيب فيه جزاء .. وهذا خطاء .. والصحيح انه وسيله لاصلاح الكيان المادي والروحي .. وفهم الدين امتياز لندة من الناس ... والتدين الاصيل ارتياد لفئه قليلة من الناس .. قليل في الناس لان التدين هو وسيلة لصلاح الحال والمأل وليست اصلاح المأل فقط والثواب له مردود عليك .. لان الثواب هو ما رجع اليك من ثواب العمل في الحال والمأل . في القران تثاب بالراحه والانشراح وتعميق تصوراتك عن الحياة والموت والعلاقات .. ولاشك ان الصوم يصلح النفس ويسعى لتهذيبها والنفس فيها الخير والشر والسلبي والايجابي كما قال تعالي (( فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )) كل واحد منا ينطوى على قابليات واستعدادت تنتمي الى عالمين متعارضين متشاكسين عالم التقوي وعالم الفجور .. استعدادت وقائيه وفجوريه وهي ليست قابليات متجاوره بل متفاعله ومتعارضه ومتصارعه .. ومن هناء صعوبة ان يخلص الانسان النية الصادقه والعزيمه المحضه لان هذه القابليات متداخله ومتفاعله .. وتلاحظ ان (( الشمس والقمر والليل )) كلها معرفه الا النفس (( ونفس )) منكره اثار اعمالنا لا تظهر في زمنيه قريبه بل في زمنيه متوسطه او مديده وهكذا الاعمال الصالحه .. والمؤمن شخصية كامله متكامله فعاله تحسن الظن بنفسها .. والنفس منكره وكل العوالم معرفة لان لها كينونه ناجزه واضحه اما النفس فهي ليست فليست كينونه واضحه ناجزه بل هي مشروع لكل انسان لينشي منه كينونه كامله وواضحه اي انها مثل الخامه التى نفصلها كما نشاء .. .. ولذا جأت نكره ولم تأتي معرفة .. والنفس لا تكون كيان متشكل بل تكون مستعده لاي توجيه للبناء .. واثار اعمالك تظهر في سنين متطاوله .. لانها اثار تكامليه وبنائيه .. تعطيك رفعا في متسوى توقعاتك .. يستطيع عبر نضال كبير ان ينتصر على نفسه .. فيها قصور ذاتي اجتماعي يسير مع القطيع .. وفيها قصور شهوي فردي .. وفيها جبرية العادات التى تعود عليها الفرد .. فلابد من عزيمه لكي ننتصر على القصور الذاتي يتعطل العقل والايمان .. فلابد من كوابح استثنائيه .. كيف نتغلب على هذه القصورات .. فلا اقتحم العقبات .. الصوم يعيد قوة التوقف .. نحن متواضعون عن توقعنا عن انفسنا مثل المدخن .. فالصوم يوضح لك قدر نفسك .. لابد ان يترد الايمان الى الايمان بنفسك ويستحيل ان تؤمن بالله اذا كانت توقعاتك عن نفسك سيئه .. الصوم يعيد اليك ايمانك بذاتك .. اذا ارته ان تفهم اليوم .. الاراده مدخل للوعي والوعي مدخل للسلوك كما قال (( خلفة لمن اراد ان يتذكر )) لمن اراد ان يتذكر .. فالارده مدخل للعمل ومدخل للوعي والتعود والاختبار واعادة المفهومات .. والوعي هو مدخل السلوك وليس العاداه ... فالعمل بالاعتياد الدائم لا ينفع .. واحب الصيام يوم وترك يوم حتى يكسر العاده .. والصوم يكسر القصورات الذاتيه .. وخص الصوم بترك المحرم .. لان الصوم هو الذي يستطيع ان ينقذنا من مجارة العادات .. ويحتاجها كل مؤمن ومعظم الشر بسبب العادات .. واكثر حياتنا زور في زور .. ولابد من التجريد في النظر للنصوص بحيث تنزلها عليك .. لان الصيام مراده اصلاح النفس .. ولكل شي زكاة وزكاة البدن الصوم .. ويذهب وحر الصدر الحقد والغش والحسد بصيام رمضان وثلاثة ايام من كل شهر .. ثوب الصوم هو الصوم .. اي ان الصوم يعود على عقلك ووجدنك وجسدك بالخيرات .. لانه نعمه من الله تعاللي ورحمة من الله لنا .. وكل عمل له مرجوعات واثوبه .. وهي اثره على قلبك وقالبك .. |
يحسن بك ان تهي نفسك وتعدها لا ستقبال هذا الشهر الكريم
.. فالخيول تعد للسباق واللاعبين يستعدون بالتدريب للمباره .وكل امر مهم نستعد له ونهي انفسنا له فكيف بشهر عظيم من رب كريم الى عبد مذنب عاجز ضعيف !!!! وتهيئة النفس هو اعدادها نفسيا لاستقبال هذا الشهر الكريم وتذكرها ببعض المشاعر والاحوال التى تمرها على قلبك حتى تتهي نفسك للشهر ولا تكن من الغافلين او المقلدين الذين تصوم جوراحهم وعقولهم ومشاعرهم في غيبوبه بل هي عادات اكثر من أن احاسيس ومشاعر وافكار في الصوم وتكتاد تجتمع هذا المشاعر في الصوم بخيال مشبوب ومشاعر فياضه وافكار نافعه وهي ان توقن بحاجتك وضعفك وعجزك .. وكرم ربك وجوده وفضله كما ور د في الاثر انك ان تكلني لنفس تكلني الى ضعف وعجز وذنب وخطئيه وتذكر هذا الشهر بفضله ونفاحاته وتذكر غيرك ممن لم يصل الى هذا الشهر وتذكر الرب الكريم ونفحاته العظيمه في هذا الشهر وتذكر شأن الصالحين واحوالهم في هذا الشهر فصار عندنا خمسة انواع من التذكرات القلبيه الوجدانيه وهي تذكر نفسك .. شهرك .. غيرك .. ربك .. الصالحين واليك بعض البيان والتبيان في هذا الموضوع الاول تذكر ذنوبك وحاجتك الى ربك وهذا من اعظم الدوافع في التوبه والاستغفار وعليهما عماد العبوديه للرب الكريم سبحانه فالاعتراف بالذنب يوجب السعى للتوبه وكثرة الاستغفار وبها تنزل البركات وتدفع الكريهات والاعتراف بحاجتك الى ربك يوجب كثرة الدعاء وهو مخ العباده وركنها الاوحد الثاني الاحتساب في كل عمل والاحتساب هو تهيئة القلب واعداده لكي ينظر الى الطاعات مع الاستشعار بطلب الاجر من الرب الكريم والاحتساب يتضمن الايمان بالاخره واطلاع الرب وكتابة الملائكه والسعى اليها وهو يحتاج الى تأمل قلبي وتحريك الخيال بعبارة اخرى نقول ان شرطه هو خيال فياض يتذكر الاخره ونفس طالبه محبه الثالث صم صيام مودع وانظر الى اخر الشهر ذالك ان اعتقادك ان هذا اخر شهر لك يوجب عليك الاحسان وكثرة العمل ودوام نظرك الى اخر ايامة ولياليه يوجب عليك ان لا تستثقل هذا الشهر وتسعى جهدك في اغتنام ايامه ولياليه الرابع اشتشعار النعمه والغبطه بأدراك هذا الشهر فتفرح ان الله اعطاك الفرصه للصيام بصحة وفرغ وحياة وتتذكر غيرك ممن اخذتهم المنيه او طرحوا على فراش المرض الخامس اضرب من الخيرت بكل سهم حاول ان يكون لك عدة اعمال صالحه تنافس بها في هذا الشهر الكريم |
الصيام حرب على العادات والشهوات ... وتقوية للاراده
والعاده هي الشي الذي تالفه النفس وتعودت عليه مثل طريقه الاكل والنوم والمشي ونحوها والشهوة هي الشي الذي تحبه النفس وتستلذه مثل شهوة البطن والفرج والناس تحركهم عاداتهم وشهوتهم اكثر من عقولهم وافهامهم فالصيام حرب على سيطرة النفس على الانسان واعلاء لجانب العقل والشرع اصل حركه الانسان نابعه من احد اربعة امور النفس والهوي ... العقل والمصلحه ... الشرع والديانه ... العادات وما نشاء عليه مالذي يحدث في الصيام ؟؟ الصيام يجعلك تقدم محبوب الله على محبوب نفسك وفي هذا اعلاء للشرع على النفس ويجعلك الصيام تعظم الامر والنهي بحيث تلتزم بوقت الصيام وفي هذا علاء لجانب الشرع على النفس وفي الصيام تقوي ارادتك وتنتصر على شهواتك وعاداتك الغذائيه ففي الصيام لا ترفث ولا تصخب ولا ترفع صوتك ولا تتكلم بالحرام ولا بالكلام الردي ولا تاكل ولا تشرب ولا تجامع فتنتصر على شهوة البطن والفرج وتهذب نفسك واصل كل نجاح في الحياة مبني على قوة الاراده وقوة الاراده هي الراي الصحيح والتصرف القوي المستمر فالارده مبنيه على صلاح الفكر وصلاح النفس او قوة الفكر وقوة النفس كما قال المتنبي ان كنت ذا راي فكن ذا عزيمه ... فان فساد الري ان تترددا وقال الري قبل شجاعة الشجعان ... هو اول وهي المحل الثاني ولربما غلب الفتي اقارنه .... بالرأي قبل تطاعن الاقران وقال الحكماء الفساد عندما يكون الراي عند ما لا ينفذ .. والتنفيذ عند من لا رئي له كما يحدث في الشعوب العربيه وللاسف الشديد فالرأي الصحيح والتصرف القوي المستمر المثابر المتحمس هو اصل النجاح وهذه هي الاراده الحقيقه التي هي قوة علميه وقوة عمليه فاصله فلاسفه الصيام تدو على صلاح الدين وصلاح الدنيا صلاح الدين بامرين تقديم محبوب الله على محبوب نفسك ...وتعظيم الله وامره ونهيه بدون ترخص او مبالغه او تهاون في امره ونهيه وصلاح الدنيا بتقوية الاراده وهي صلاح الري وصلاح العمل فيكون عندك خارطه للطريق وقوة لسلوك الطريق او نقول يكون لك هد في حياتك وخطه للوصول الى الهدف |
( الصوم جنة .. فإذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل .. فإن سابه احد او قاتله فليقل أني صائم ) 1 - الصوم جنة اي وقاية من الاثم ومن طاعة الشيطان .. وانت في الحياة بحاجه الى شي تستتر به من ضربات الشيطان الموجعه .. ومن غزو النفس الامارة بالسؤء ولفظ ( جنة ) يوحي أنك في صراع وقتال مع نفسك .. لان الجنة انما تستخدم في الحرب للوقايه من السهام وضربات السيوف وصح في الحديث أن المؤمن يموت بعرق الجبين .. وقد فسر معناه بإنه بسبب نصب الحياة ونكدها وكثرة ما يقاومه المؤمن فيها لايموت الا بعرق الجبين .. وعرق الجبين كناية عن التعب وبذل الجهد .. وهكذا تستمر حياة المؤمن الجاده وهو في صراع مع نفسه الاماره ومع الشيطان ومع من لاخلاق له من الناس ممن لم يتهذب بدين ولم يترب على الفعل الصحيح .. 2 - اول مقاصد الصوم ملك اللسان .. املك لسانك من ثلاة افات الاول الرفث وهو الكلام الردي المشتبشع الذي تمجه النفوس ولو كان حلال فهناك كلام لا يقال ولا يتكلم به من باب الادب والاتيكيت ومرعاة الذوق الثاني الصخب وهو رفع الصوت وعدم الهدؤ .. أن الصيام عباره عن سكون وسكنيه .. ولا ينبغي لنا في هذا الشهر ان نرفع اصواتنا ونتشجار ونقاتل ونخاصم الثالث الجهل وهو الكلام المحرم على الاخرين بالسباب واللعن والشتم والغيبه وغيرها من الامور .. لان كل معصية جهل .. وقد قرر المفسرون في قوله تعالي ( من عمل سؤ بجهاله ) ان كل معصيه يعملها الانسان فهي صادره من جهل جهل بالاخره وجهل بأطلاع الرب وجهل بما ينفع النفس .. 3 - لن تخلو الحياة من السفهاء وقليلي العقل الذين يكدورن المياه ويغلون الاسعار بل أن وجودهم اضر من فقدهم .. هولاء لا يراعون حرمة الشهر فيبادرون الى السباب اي الكلام الجارح المؤذي وقد يبادرون الى الضرب والمقاتله والانسان بطبعه لا يرضى أن يهان او يعتدي عليه .. لكن الصوم يأمرك ان تكسر هذه الطبيعه ولا تنتصر لنفسك وتقول لمن اعتدي عليك باللفظ او الفعل انا اقدر على ألانتصار منك .. ولكن لا ني صائم سوف اتركك وجهلك كرامة للصوم وليس كرامة لك .. |
روؤس اقلام مهمه عن الصيام مقتبس من المشاركات السابقه .. 1 - تقوية الاراده وهي اصل الرفعه فيالانسان .. التحكم في الشهوات وهي اصل العقل في الانسان .. التحكم بالنفس في الاقبال والادبار وهي اصل قوة الشخصيه .. الشعور بالغير وهي اصل الاخلاق الرفيعه .. تنميه الوازع الداخلي وهو اصل الايمان .. تعليم الصبر الذي يعطيك القدره على مواجهة الازمات .. ( ارادة تولد رفعه .. تحكم في شهوة يولد عقل .. تحكم في النفس يولد نجاح .. شعور بالمسؤليه يولد اخلاق .. تقوية الوازع الداخلي يولد التقوى .. تقوية الصبر المولد للقوة النفسيه ..) 2 - الاستمرار على الشي شهر يوجد ميول وسنه يوجد عادة .. 3 - صوم البطن والفرج وصوم الجوارح عن الحرام وصوم القلب عما سوى الله 4 - في الصيام يتفرغ القلب للرب ويضيق مجاري الشيطان ونعرف نعمة الاكل والشرب ونحس بغيرنا 5 - لا نعلم عباده نشبه فيها بالملائكه الا الصوم .. 6 - في الصيام اجتماع يولد الحب ويحسس بالانتماء وصحة جسد تولد راحه نفسيه وتدريب لقوتى الكف والاقبال وعليهما مدار الصحة النفسيه .. 7 - تقوية ارادة من اجل النجاح .. تقوة تحمل من اجل الاستمرار .. تقوية الشعور الاجتماعي من اجل الحب والامن .. 8 - الاكتئاب هو يأس وعزلة وشعور بالذنب .. ويصاب به 7 % من الناس .. طلب الاجر يدفع اليأس .. المشاركه في الصيام والافطار تدفع العزله .. رجاء رحمة الله تدفع الشعور بالذنب .. 9 - القلق تشائم وخوف من المستقبل وانشغال بهموم الحياة .. ويصاب به 30% من الناس .. وحسن الظن بالله تدفع التشائم .. والثقه به تدفع الخوف من المستقبل .. والتوكل عليه تدفع الانشغال بهموم الحياة .. 10 - الوسواس تكرار قهرى لافكار او سلوكيات يعرف ألانسان انها تافهه .. والصوم يقوى العزيمه والانشغال بالعباده والذكر يلهي عنه .. 11 - الصحه النفسيه هي الاستقرار والقدره على مواجهة الازمات والايمان بالله والاخلاق يدفع كثير من الامراض .. 12 - الصيام يسكن تهيج الجسد بالشهوات وينمي حب الله والاحسان للناس .. |
الساعة الآن +4: 01:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.