![]() |
بعد أن ودعت بريدة خطيبها المفوه..العلماءوالمشايخ : المنابر فقدت خطيباً فذاً وعلماً :
بعد أن ودعت بريدة خطيبها المفوه..العلماءوالمشايخ:
المنابر فقدت خطيباً فذاً وعلماً بارزاً الفقيد كان صادق اللهجة فصيح اللسان حار الإيمان * إعداد - بندر الرشودي: أعرب عدد من العلماء والمشايخ وأهل الفكر عن حزنهم الشديد لخبر وفاة فضيلة الشيخ محمد بن علي بن سليمان السعوي خطيب جامع الراشد بمدينة بريدة، معتبرين ذلك حدثاً مؤلماً كون الشيخ أحد الأعلام البارزين علماً وخلقاً ومنهجاً وفكراً إضافة إلى أنه يعد من ضمن أهم الخطباء المفوهين في مجتمعنا، سائلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه والمسلمين عموماً الصبر والسلوان. تحدث في البداية فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الذي قال بصوت يعلوه الحزن على فقد علم من أعلام الأمة: كان الشيخ محمد السعوي خطيباً مفوهاً مقصوداً من أطراف البلاد حيث تميز -رحمه الله- بصدق اللهجة وفصاحة اللسان وحرارة الإيمان، وكانت خطبه تعالج قضايا الأمة بنفس مؤمنة مطمئنة وبمنهج واضح هديه القرآن والسنة الشريفة.. وأضاف الشيخ سلمان قائلاً: سيرة الشيخ السعوي معطرة بخلقه الرفيع وصدقه ووضوحه وسلامة نفسه، فقد كان مدرساً محبوباً في المعهد العلمي ببريدة قريباً من طلابه ومتواضعاً معهم، كما كان محبباً إلى جيرانه طيب النفس صادق القلب.. كان خبر وفاته مصيبة وحدثاً مؤلماً لكل من أحبه من رواد خطبه ومن محبيه وأقاربه ومن المسلمين على وجه العموم.. وواصل فضيلته قائلاً: عاشرت الشيخ محمد السعوي منذ خمسة عشر عاماً في المعهد العلمي وشريكاً في عدد من الأسفار والأنشطة الدعوية فعرفته نموذجاً فريداً للتواضع وحب الخير والغيرة على الدين..واختتم الشيخ سلمان حديثه بالتذكير بآخر عمل للفقيد والذي كان من على منبر الجمعة حيث خطب في الناس بالأمس وحدثهم عن قصة ابني آدم بالحق فقد استعرض قصتهم ووعظ المسلمين الذين استمعوا إليه واستفادوا منه، ثم غادر مدينة بريدة إلى الرياض وذلك بغرض إكمال برنامج الدكتوراه ليفاجأ بالحادث المفجع الذي نقله إلى الدار الآخرة، سائلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهمنا وذويه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. كما تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن صالح الشاوي، وكيل كلية الشريعة وأصول الدين وإمام وخطيب جامع عمر بن عبدالعزيز ببريدة قائلاً: فجعت بريدة البارحة بخبر وفاة فضيلة الشيخ محمد السعوي إثر حادث مروري تعرض له في طريق الرياض السريع، وخلال ساعات قلائل وعبر رسائل الجوال والاتصالات الهاتفية أصبح الخبر حديث الناس في بريدة. وظهر أثر هذا التأثر جلياً حين اكتفى المسجد الذي صلي على الشيخ فيه بالمصلين وامتلأت الشوارع والطرقات، وقامت بريدة كعادتها وفية مع دعاتها وعلمائها وحملت الجموع الغفيرة الشيخ -رحمه الله- على الأعناق حتى وارته في قبره والناس تُسيلُ عليه من الدموع الصادقة، وتترحم عليه وتدعو الله عز وجل ان يغفر للفقيد ويخلف على المسلمين خيراً. نعم انه الشيخ محمد السعوي الذي طالما حمل على عنقه الكلمة الصادقة واستطاع بما حباه الله تعالى من سلاسة في الأسلوب، وجمال في الطرح وقدرة على اختصار كثير من المعاني في عبارات محدودة، إضافة إلى صوته المميز في خطبه وصدق في طرحه أن يعالج قضايا كثيرة في المجتمع ويصحح العديد من المفاهيم بحكمة وروية، وهدوء. لقد عرفت وعرف غيري الشيء الكثير عن الشيخ -رحمه الله- وكلها أخلاق جميلة ورثها الشيخ من أخلاق النبوة، فلقد كان هادئا، صادقا، حليماً، حكيماً، لم اسمع منه مرة كلمة نابية أو وقوعاً في عرض مسلم، أو شحناء أو حمل في صدره على أحد سهلا لينا. كل ذلك جعل منه استاذا ناجحا ومربيا فاضلاً في المعهد العلمي ببريدة وداعية وخطيبا مرموقا في الجامع الكبير ببريدة سابقا وجامع الراشد حاليا، عرفه الصغير والكبير والذكر والأنثى عبر حضوره للمناسبات والقاء الكلمات وحب الخير للجميع...وفي الختام قال الشيخ الشاوي: إننا اليوم لا نغبط من بقي على الحياة ولكننا نغبط من سلم من الفتنة في زمن بدأت الفتنة فيه تموج موج البحر، ومن خرج والناس تشهد له بالخير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (انتم شهداء الله في أرضه).. إن من بقي على أرض المعمورة بات يخاف على نفسه من الفتنة قبل أن يموت، فقد جاء في الحديث (لا تقوم الساعة حتى يأتي الرجل إلى قبر الرجل فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني مكان هذا).. رحم الله الشيخ محمد السعوي، وأسكنه فسيح جناته، ورفع درجته في المهديين، وغفر لنا وله إنه سميع مجيب.. كما أضاف الشيخ ناصر السعوي مدرس في المعهد العلمي وهو أحد زملاء الشيخ: لقد فقدت الأمة برحيل الشيخ عالما فذا بذل وقته وماله في خدمة هذا الدين وكان نعم المربي سواء خلال تدريبه في المعهد العلمي أو خارجه وكان لا يرد سائلاً مستفتياً أو داعياً إلى مناسبة أو طالباً لوجاهة. وأضاف الشيخ ناصر واصفاً خطب الشيخ انها خطب تنبع من قلب ملؤه غيرة على هذا الدين وأهله، تصدر من قلب مفعم بالإيمان، مواكبة للأحداث. وكان الناس يقصدونها من كل مكان.. وفي ختام حديثه دعا الشيخ ناصر السعوي الله القدير ان يسكن الشيخ فسيح جناته وأن يرفع درجاته وأن يحسن للمسلمين العزاء. 11560 الأحد 04 ربيع الثاني 1425 |
بمشاركة سمو أمير القصيم بريدة تودع الشيخ محمد السعوي
عشرون ألف مُصَلٍّ شاركوا في حمل جنازة الشيخ خطب عن قتل النفس المعصومة وفارق الدنيا بحادث مروري * بريدة- عبدالرحمن التويجري: أدّى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بعد صلاة ظهر أمس السبت بجامع الخليج ببريدة صلاة الجنازة على الفقيد الشيخ محمد بن علي بن سليمان السعوي إمام وخطيب جامع الراشد الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس الأول الجمعة اثر حادث مروري مروع على طريق القصيم الرياض السريع بمحافظة الغاط حيث توفي الشيخ السعوي وزوجته وإحدى بناته في الحادث. وفور الانتهاء من الصلاة قدّم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم التعازي لاخوان وأبناء وذوي الفقيد ولمشايخ وطلبة الشيخ (رحمه الله). وقد أدى الصلاة مع سموه عدد من المسؤولين والمشايخ وطلبة العلم ومحبي الشيخ من داخل مدينة بريدة وخارجها واكتظ بالمصلين الجامع وقد أمّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد الونيان حيث امتلأت أروقة المسجد وساحاته الخارجية والداخلية وكذلك الشوارع المحيطة به من كثرة المصلين لما لفضيلة الشيخ الفقيد من محبة خاصة يكنها له أبناء القصيم عامة ومدينة بريدة خاصة وما يتمتع به فضيلته (رحمه الله) من علم غزير وخصال عالية وصفات حميدة حيث ان فقده فاجعة على جميع محبيه وعلى طلبته وأقاربه وذويه خاصة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. مشاهدات الجزيرة - موكب الجنائز الذي كان محمولاً على الأعناق والذي يحمل جنازة الشيخ السعوي وزوجته وابنته حتى وصوله المقبرة كان مهيباً والأيدي تتخاطف النعوش للمشاركة بحمل الجنائز. - الشوارع والطرق المؤدية للمقبرة كانت مزدحمة بشدة بأرتال السيارات التي توقفت عن الحركة تماماً بسبب الازدحام البشري العظيم الذي فضّل المشي بدل الركوب للمقبرة لمواراة الشيخ في قبره. - قدر أكثر من شخص اجمالي المصلين بأكثر من عشرين ألفاً أدوا الصلاة على الجنائز بالجامع إضافة إلى تكرار الصلاة بالمقبرة لأكثر من أربع مرات ولأول مرة. - الجامع امتلأ بالمصلين منذ وقت مبكر من صلاة الظهر بجميع أروقة الجامع فيما أدى البعض الآخر الصلاة تحت لهيب الشمس بالشوارع المحيطة للجامع. - علامات الحزن والأسى بادية على وجوه الجميع حيث أكد للجزيرة بعض من المشايخ ومحبي الشيخ أن وفاته وفقده فاجعة كبيرة وخسارة عظيمة. نسأل الله ان يعوض المسلمين خيراً أن شاء الله. - تواجد مكثف لفرق المرور لتنظيم الحركة المرورية بالتقاطعات والشوارع المحيطة بالجامع والمقبرة منذ الصباح. - علق البعض بأنه لأول مرة في القصيم يُرى هذا المشهد الرهيب بهذا التجمع الغفير وترحموا على الشيخ وزوجته وابنته والكل يردد سيرته العطرة الفريدة. - الفقيد أمّ المصلين وخطب فيهم الجمعة أمس الأول بجامع الراشد بمدينة بريدة واتجه إلى منطقة الرياض لأجل متابعته تحضير الدكتوراه ولكن الموت فاجأه بالطريق هو وزوجته الأخرى وابنته (رحمهم الله). - رسائل الجوال نقلت خبر وفاته رحمه الله منذ اللحظة الأولى لمعرفة الحادث حيث تداوله الجميع ثم بعد ذلك اعلان مكان ووقت الصلاة على الفقيد. - البعض لم يستطع الدخول للمقبرة وفضّل المشاهدة فقط من أعلى السور المحيط أو البنايات القريبة. - يعتبر الشيخ محمد السعوي من العلماء الأفاضل الذين يشهد لهم بالزهد والورع والتواضع وحسن الخلق وتعود تداعيات وفاة الشيخ محمد السعوي إلى تعرضه لحادث مروري على طريق القصيم-الرياض السريع وتحديداً عند مروره بمحافظة الغاط حيث انفجر الإطار الأمامي لسيارته مما نتج عنه انقلابها عدة مرات حيث توفي الشيخ وزوجته وابنته (سراء) والتي يبلغ عمرها تسع سنوات كما أصيب ابنه حسان الذي يصغرها عمراً بكسر بيده اليمنى وكان الشيخ متوجهاً للرياض حيث انه يحضر دراسة أكاديمية في درجة الدكتوراه وكان الشيخ ومازال حتى وفاته يعمل مدرسا بالمعهد العلمي ببريدة وتخرج على يديه عدد من طلبة العلم والمشايخ والقضاة وكان رحمه الله مبدعا في علم الفرائض بالاضافة إلى عدد من العلوم الدينية الأخرى. وكان الشيخ الفقيد إماماً وخطيباً لجامع خادم الحرمين ببريدة الجامع الكبير سابقاً لعدة سنوات ثم انتقل إماماً وخطيباً لجامع الراشد ببريدة بالاضافة إلى أنه كان محتسباً في عقد الأنكحة لراغبي الزواج. والشيخ يعتبر من مواليد مدينة بريدة ويبلغ من العمر ما يقارب خمسين عاما ولديه من الأولاد ستة ذكور وهم عبدالله وعلي وعبدالرحمن وثابت وأيوب وحسان وأربع بنات بالإضافة إلى سراء التي توفيت معه وكانت آخر صلاة جمعة صلاها الشيخ إماماً وخطيباً هي جمعة أمس الأول حيث تحدث عن القتل والتعدي على الأنفس بغير حق وما في ذلك من حرمة كبيرة موضحا أضراره وأبعاده مورداً عدداً من الآيات والأحاديث في ذلك. هذا ويتقبل أبناء وذوو الشيخ العزاء بمنزل الشيخ بحي القويع غرب مدينة بريدة وعلى تلفون 063241151 11560 الأحد 04 ربيع الثاني 1425 / الجزيرة |
قصة رحيل علم
كنت في طريقي من القصيم إلى الرياض كما هي العادة كل جمعة كنت قد أَطلقتُ لعقلي العنان للتفكير بأفراح هذه الدنيا وأتراحها لأفاجأ بحادث أليم دعوت لأصحابه بالسلامة، ودعوت بها لجميع المسلمين. سرت في طريقي، فإذا بصوت جوالي. من المتصل؟ إذا بصوت أخي متسللاً عبر الهاتف. إنه خبر صاعق إنها الفاجعة. أخي لقد توفي الشيخ محمد السعوي فارتعدت فرائصي، وأمسكت برأسي، وذرفت عيناي دمعاً، وتزاحمت المشاعر في قلبي. تمالكت نفسي، واستجمعت قواي، فنزف قلمي حبراً ناطقاً بهذه الكلمات. لقد رحل الشيخ المتواضع البشوش لقد رحل من بذل عمره في طلب العلم لقد رحل من زلزل المنابر بخطبه لقد رحل الزاهد ذو الخلق الرفيع لقد رحل من اهتم بأحوال الأمة عامة وبأحوال أسرته وأبناء عمه خاصة لقد رحل من جفت الأقلام في ذكر مآثره لقد رحل عنا الشيخ إلى الآخرة وبدأنا في رحلة البحث له عن بديل اللهم اغفر له ولوالديه وأسكنه فسيح جناتك سليمان بن ناصر بن عبدالله السعوي 11560 الأحد 04 ربيع الثاني 1425 /الجزيرة |
ورحل مفوه المنابر
بندر الرشودي كان حادثاً مؤلماً وخبراً مفاجئاً لجميع من عرف وسمع عن الشيخ محمد السعوي الخطيب المفوه الذي زلزل المنابر بصوت الحق مغذياً للفكر بهدى القرآن والسنة. عرفه الجميع محباً للخير داعياً اليه ساعياً الى التواصل والمحبة والوئام، تميز بخلقه الرفيع وتواضعه الجم. تنقل من منبر الى آخر مواصلاً بث صوت الحق بفكر سليم ونهج واضح. عرفه الجميع طيب القلب، فصيح اللسان، سليم النفس. حينما شرعنا في ( الجزيرة) باستطلاع آراء العلماء والمشايخ واهل الفكر حول ( فقيد المنابر) وذلك انطلاقاً من رسالتنا الاعلامية كان الجميع يتحدث بصوت الحزن ويعتصره الالم بفقدان علم من اعلامنا البارزين الذين نفتخر ونعتز بهم، وكانت عباراتهم تنطلق بسلاسة ودون تكلف بسبب بسيط هو ان كل الصفات الحسنة ترسخت في شخصه المتواضع. عرفه الجميع واحبوه فهبوا للصلاة عليه وتشييع جثمانه مجسدين حبهم وتقديرهم للعلم البارز. واخيراً اعزي اهل الشيخ وذويه واسرته المرموقة التي عرفت بالتزامها الديني واعتدال منهجها وسلامة نفوسها، كما اعزي جميع محبي الخطيب الفاضل وعموم اهالي مدينة بريدة والمسلمين عموماً على فقدان مفوه المنابر الشيخ محمد السعوي. رحم الله الفقيد وزوجته وابنته رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته. 11560 الأحد 04 ربيع الثاني 1425 /الجزيرة |
فقيد المنابر
محمد بن عبدالله المشوح كانت بريدة على موعد قدر يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الثاني مستقبلة ليلتها بفاجعة عظيمة تمثلت في فقد أحد أعلامها الصالحين خطيبها المصقع الزاهد الورع الشيخ محمد بن علي السعوي إثر حادث مروري أليم مع زوجته وأحد أبنائه. عرفت بريدة هذا العالم الصالح مربياً ومعلماً وموجهاً في معهد بريدة العلمي حيث تلقى عنه مئات الطلاب العلم الشرعي بمنطق فصيح وتعليم متقن تعلوه نضارة العلماء وأدبهم وحياؤهم.ثم اعتلى منبر الجامع الكبير في بريدة سنوات عديدة يكتظ الجامع بالمصلين الذين يؤمون الجامع للاستماع إلى خطبه المتقنة بصوته البليغ وعبارته الجزلة وعلميته النادرة.عاش - رحمه الله - هادئ الطبع حميد الخصال محمود السيرة مذكورا بكل خير ورعاً زاهدا مما في أيدي الناس.انتقل إلى جامع أسرة الراشد الحميد في وسط بريدة فكان ان امتلأ المسجد بالمصلين والحضور الذين يسعون للاستفادة منه ومن خطبه. كان - رحمه الله - ذا هيبة وغيرة على دينه تعلوه عبرة ودمعة عند ذلك كله حفظ القرآن الكريم واتقنه وجوّده بهمة عالية سديدة. والشيخ محمد بن علي السعوي ينحدر من أسرة علمية كريمة معروفة بالعلماء والزهاد والصلحاء ببريدة. وقد ولد - رحمه الله - سنة 1373هـ والتحق بالمدرسة الابتدائية لما تخرج فيها التحق بالمعهد العلمي وتخرج سنة 1393هـ ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج سنة 1395هـ ثم عمل مدرساً بالمعهد العلمي في بريدة حتى وفاته ثم نال درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة.وقد تنقل في عدة جوامع ببريدة حيث أمّ في جامع الجردان ثم جامع المنتزه الجنوبي في إمامته للجامع الكبير سنة 1406هـ حتى سنة 1414هـ حيث انتقل لجامع الراشد.لقد فجع الجميع بفقد هذا العالم وهو لما يزال في منتصف عمره عالما عابدا صالحا نافعا يدعو إلى الله على بصيرة بحكمة واعتدال.. وبعد: فإنه بحق قد زهد بما في أيدي الناس فأحبه الله وحبب إليه الناس.رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. 11560 الأحد 04 ربيع الثاني 1425 / الجزيرة |
الأخو المشرفين .. الموضوع يستحق التثبيت .. اقل مايقدم للشيخ من منتدى بريده .. التعريف بفضائل الشيخ رحمه الله .. |
وانا اتفق مع اخي مدحت .. بـ .. تثبيت الموضـوع ..
رحم الله الشيخ محمد السعوي، وأسكنه فسيح جناته، ورفع درجته في المهديين، وغفر لنا وله إنه سميع مجيب.. وجزاك الله خير .. على الموضوع .. |
لا بد من التثبيت ونريد أخبار عن من يعرف الشيخ شخصيا
|
سيرة مختصرة للشيخ رحمه الله: من كتاب ( تاريخ مساجد بريدة القديمة وتراجم أئمتها/ لمؤلفة : د.عبدالله الرميان))
================== الشيخ : محمد بن علي بن سليمان السعوي رحمه الله تعالى. ولد في بريدة سنة 1373هـ والتحق بالمدرسة الابتدائية ، ولما تخرج منها التحق بالمعهد العلمي ببريدة وتخرج منه عام 1391هـ ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1395هـ عمل بعدها موظفا في كلية الشريعة ، ثم انتقل مدرسا في المعهد العلمي ببريدة ولايزال حتى تاريخ وفاته 3/4/1425هـ ، ونال من كلية اصول الدين درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة . تولى الامامة في جامع الجردان سنوات من عام 1399هـ الى عام 1405هـ ،ثم انتقل منه الى امامة جامع المنتزة الجنوبي وأم فيه سنة ثم انتقل الى عام 1406هـ اماما وخطيبا للجامع الكبير ببريدة وبقي في امامته حتى عام 1414هـ (حينما هدم الجامع لتجديد بناءه) وانتقل خطيبا في جامع الذياب ومن ثم جامع الراشد منذ 1414هـ الى توفي رحمه الله (1) وكان آخر خطبة القاها هي يوم وفاته رحمه الله في جامع الراشد 3/4/1425هـ ، وفيما ذكر لي انه خطبته عن القتل /قصة هابيل وقابيل ، له كتاب ( استئناس الخطيب والواعظ من الخطب والمواعظ مجلدين ) وله عددا من المحاضرات والخطب التي تميز بها رحمه الله رابط : خطب الشيخ محمد السعوي من موقع المنبر : http://www.alminbar.net/alkhutab/search_results.asp ابحث عن طريق الخطباء : تجد اسم الشيخ ومن ثم تخرج خطبه رحمه الله. رابط : خطب الشيخ محمد السعوي (صوتية) من موقع طريق الاسلام : http://www.islamway.com/?iw_s=Schol...ated&ss=540 رابط خطب الشيخ محمد السعوي (صوتية ) من موقع الشبكة الاسلامية : http://audio.islamweb.net/islamweb/...=257&type=2 رحمه الله رحمه واسعة وغفر له ورحمه وتجاوزعنه ...امين http://www.buraydh.com/forum/showth...mp;pagenumber=2 ==== من خطبه رحمه الله : النصيحة والفضيحة 163 الرقاق والأخلاق والآداب الآداب والحقوق العامة محمد علي السعوي ملخص الخطبة 1- كل بني آدم خطّاء 2- الواجب للمخطئ نصيحته 3- يجب على المسلم التثبّت لما يسمعه من أخبار 4- حمل أمر المسلمين على الظن الحسن والمَحْمل الخيِّر 5- التعيير والتشهير فضيحة وليس بنصيحة 6- جواز القول في الناس في بعض المواطن الخطبة الأولى أما بعد: فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى: واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم [سورة البقرة:235]. معشر المسلمين: إن بذل النصيحة للمسلمين من إرشادهم إلى الحق المبين، وتحذيرهم من الباطل والمبطلين، يعتبر من الدين، قال النبي : ((الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))([1]). قال الخطابي – رحمه الله -: النصيحة كلمة جامعة معناها: ((حيازة الحظ للمنصوح له))([2]). أيها المسلمون: لا شك أن الإنسان معرض للخطأ والميل عن الحق والصواب، فقد جاء في الحديث: ((كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون))([3])، ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يبصره بعيوبه وأخطائه، وأن ينصح له في أمره وشأنه، لكن ينبغي أن يكون النصح برفق وحكمة، وليحذر المسلم من احتقار أخيه واتهامه بمجرد الظن، فإن الظن أكذب الحديث، وكفى به شرا قال النبي : ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))([4]). فإذا سمعت – أيها المسلم – عن أخيك المسلم شيئا تكره فلا تبادر إلى تصديق ما يقال لك عنه؛ بل يجب عليك أن تتثبت حتى تستيقنه، فإن كثيرا من الناس اعتاد إشاعة السوء بالباطل، وكثيراً منهم من إساءة الظن عنده أسرع من حسن الظن، فلا تصدق كل ما يقال، ولو سمعته مرارا حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما شاهد، ولا تصدق من تثبت فيما شاهد حتى تتأكد من براءته من الغرض والهوى، ولذلك أمرنا الله تعالى باجتناب كثير من الظن، واعتبر بعضه إثما، فالظن ينافي العلم ولا يغني من الحق شيئا، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا [سورة الحجرات:12]. وقال عز وجل: وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً [سورة النجم:28]. وإذا رأيت – أيها المسلم – أمرا، أو بلغك عن أخيك المؤمن كلام يحتمل وجهين فاحمله محملا حسنا، فذلك أجدر بمكارم الأخلاق وصفاء الأخوة، قال عمر بن الخطاب – -: ((لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا)) . قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وكان طلحة أجود قريش في زمانه قالت: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال لها: مه مه! ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم، فانظر كيف تأول طلحة صنيع إخوانه معه، وهو ظاهر القبح والغدر بأن اعتبره وفاء وكرما. أيها المسلم: وإذا رأيت أخاك المسلم قد ارتكب خطأ لا مجال فيه لعذر أو شبهة، وجب عليك أن تتقدم إليه بالنصيحة سرا، بينك وبينه لا أمام الناس، فإن الإنسان لا يقبل أن يطلع أحد على عيبه، فإذا نصحته سرا، كان ذلك أرجى للقبول، وأدل على الإخلاص، وأبعد عن الشبهة، وأما إذا نصحته علنا أمام الناس فإن في ذلك شبهة الحقد والتشهير، وإظهار الفضل والعلم، وهذه حجب تمنع من استماع النصيحة والاستفادة منها، ولقد كان من خلق النبي وأدبه في إنكار المنكر وتبيين الحق، أنه إذا بلغه عن أحد أو جماعة شيء مما ينكر فعله لم يذكر أسماءهم علنا، وإنما كان يقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا))، فيفهم من يعنيه الأمر أنه هو المراد بالنصيحة، وهذا يعتبر من أرفع أساليب النصح والتربية. قال الشافعي – رحمه الله -: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه. فالمؤمن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المعصية التي وقع فيها، فهو يحب لأخيه ما يحب لنفسه أما الإشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله تعالى ورسوله قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون [سورة النور:19]. ففرق بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة، وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته أن يتبع الله عورته فيفضحه ولو بعد حين إلا أن يتوب. أيها المسلمون: من مظاهر التعيير والتشهير: إظهار وإشاعته في قالب النصح، زاعما أن ما يحمله على ذلك هو التحذير من أقواله وأفعاله، والله يعلم أن قصده التحقير والأذى. مثال ذلك: أن تذم رجلا وتنتقصه وتظهر عيبه لتنفر الناس عنه رغبة منك في إيذائه لعداوتك إياه أو مخافتك من مزاحمته إياك على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة، فلا تتوصل بذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب من الأسباب الدينية أو الدنيوية، فمن فعل ذلك فإنه يدل على مرض في قلبه، وإن كان من الذين يحلفون أنهم لم يريدوا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون. أيها المسلمون: ومن بلي بشي من هذا المكر بأن احتقر وعيب وتنقص منه فليتق الله وليصبر فإن العاقبة للتقوى: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله [سورة فاطر:43]. أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وأن يرزقنا قلوباً سليمة، وألسنة صادقة، وعلما نافعا، وعملا صالحا. أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. -------------------------------------------------------------------------------- ([1])رواه مسلم :1/74. ([2])فتح الباري :1/138. ([3])رواه الترمذي وابن ماجة . ([4])رواه مسلم . الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد : فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن بعض الناصحين والناقدين في المجالس، وبعض الكتاب في الصحف وغيرها يقعون في بعض الأخطاء والهفوات التي تسبب النفرة، بحيث تصبح النصيحة فضحية، والتذكير تشهيرا، وهذا ما لا يرضاه الإسلام، قال ابن رجب – رحمه الله -: اعلم أن ذكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود مجرد الذم والعيب والنقص، أما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين أو خاصة لبعضهم، وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة، فليس بمحرم بل مندوب إليه، وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة، وردوا على من سوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه، ولا فرق بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل. أيها المسلمون: فإذا كان المقصود هو تبيين الحق فهذا داخل في النصيحة، وإذا كان المقصود هو تنقص القائل وتبيين جهله وقصوره في العلم فهذا محرم، سواء أكان رده لذلك في وجه من يرد عليه أم في غيبته، وسواء أكان في حياته أم بعد موته، وهو داخل في قوله : ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراته يتبع اله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)) [رواه أبو داود وغيره (عون المعبود:13/224)]. أيها المسلمون: يجمل بالمسلم أن يقف سدا منيعا يذب ويدافع عن عرض أخيه وسمعته ولا سيما إذا ذكر أمامه بما يكره قال : ((من رد عرض أخيه المسلم رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)) [رواه الترمذي]. أيها المسلم: ولتكن واثقا من أخيك مطمئنا إليه فلا تؤول كلامه إلا بخير ما دمت تجد في الكلام محملا حسنا حتى تكون سعيدا في دينك ودنياك، وحتى تنجو يوم القيامة: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي. . . |
وأنا أنادي بمثل ما نادى به من قبلي من
تثبيت الموضوع .. أما المعلومات التي تريدونها عن الشيخ فحين تهدأ العاصفة ،،، اللهم اغفرلنا ولشيخنا أجمعين ،،،،،،،،،، |
للتثبيت
والرفع للتثبيت |
================================================== ========
والله انك بوب سهل يا مهتم
الله يجعلك بالجنة ،، عاد قل آمين والله ان الشيخ يستاهل أكثر من هيك وعسا الي يشيعون جنازك كثر الي مشيعينه ،، قل آآمين |
أولئك هم الرجال :
أولئك هم الرجال
د. عبدالحليم بن إبراهيم العبداللطيف في معترك الحياة كانت الشخصية الإسلامية الصحيحة تصاغ يوماً بعد يوم وتتضح سماتها وصفاتها النبيلةُ وتوجهاتها الأصيلة وهذه الشخصية الإسلامية تبرز غالباً بمقوماتها الخاصة وقيمها الخاصة وطابعها المميز وكانت مراحل العمر تبين الجوهر الأصيل والزبد الزائف وتكشفُ عن حقائق النفوس ومعادنها لئلا تعود النفوسُ الطيبةُ الأصيلةُ خليطاً مجهول القيَم. إن الإيمان وصدق التوجه إلى الله أمانةٌ عظيمة لا يحملها إلا من هم لها أهل ومحل، وفيهم على حملها قدرةٌ وندرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص، ودعوة للناس إلى طريق الحق والصدق إنها أمانةٌ كريمة، وهي أيضاً أمانة ثقيلة، ومن ثم فهي تحتاج إلى طراز خاص. ونفسُ الداعية المسلم تصهرها التجاربُ فتنفي عنها الزيف، أقول هذا وقد ودعت مدينةُ بريدة يوم السبت الموافق 3-4-1425هـ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد السعوي طيب الله ثراه وهو الداعية المعروف والخطيب المميز والتربوي الفذ ولقد كان الجمع حاشداً والمنظر مهيباً والوفاء من أهل الوفاء والصفاء كان ظاهراً وكبيراً وهذا بدون شك،من حقوق المسلم على إخوانه وخلانه ومعارفه وزملائه وأقاربه لكن طلبة العلم ورجال التربية والتعليم والقيام على الشباب والطلاب أقول هؤلاء يحظون بتميز أكثر وحضور أوفر فهم يحظون بذلك والحمد لله في مجتمعات المسلمين أحياءً وأمواتاً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فمعلم الناس الخير له عندهم محبة واحترام، محبةٌ صادقة ليست مصطنعة محبة تنبع من قلب صادق وود واثق وهذا فيه عزاء ورجاء للدعاة وللتربويين في حياتهم وبعد وفاتهم: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وقال شاعر آخر وأصاب:- الخير أبقى وإن طال الزمان بهِ والشر أقبح ما أوعيت من زادِ حقاً إن الجم غفير والجمع حاشد وكثير وكبير، والوفاء والمحبة وصدق المودة للدعاة وطلبة العلم ورجال التعليم أكثر وضوحاً وظهوراً، وهي ظاهرةٌ حميدةٌ وصفةٌ رشيدة وسديدة وكريمة ولقد كان الفقيد رحمه الله من طلبة العلم الممزين والخطباء المقتدرين والأئمة النابهين والتربويين المهتمين بمادتهم وطلابهم أحبه من يُصَلُّونَ خلفه كثيراً يقصدون مسجده ويحضرون درسه ويقبلون على دعوته ونصحه وإرشاده.. غرس غراساً كريماً في مجال التعليم وأعطى لطلابه الكثير من وقته وعلمه وجهده وخبرته وتجربته، عُرف عنه رحمه الله الجد والاجتهاد والحزم والعزم والمتابعة الجادة لطلابه، كما عرف بالتأصيل التربوي والتميز المعرفي وحسن التوجه والتوجيه وسلامة القصد وبعد النظر وسعة الصدر والأفق، كما أنه هادئ الطبع عديم المشاكل يحمل صفة العلماء العاملين والتربويين المطلعين، تراه دوماً يحب الفضيلة والنصح للأمة يؤثر السمت والصمت صفة العلماء العاملين، مفتاح للخير مغلاق للشر ينزع دوماً إلى الخير والصلاح والإصلاح والهدوء والسكينة واللطف والملاطفة والملاينة، يكره العنف والإثارة والتسلط وهو بحق من الرعيل الأول الذين أثروا العملية التربوية والتعليمية ورسموا الخطوط العريضة لمن بعدهم، من دأبه النصيحة العامة ولا عجب في ذلك فما سطع الإيمانُ الصحيحُ في نفسٍ صحيحة إلا كانت كالبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه وكان رحمه الله يتميز بحسن الأدب الذي ينبغي أن يصاغ فيه خطاب الدعوة ولذا كان له في النفوس أثر حميد، وهو رحمه الله كثير الحرص على تجلية شخصية المسلم الصحيحة كما أرادها الإسلام وصورتها نصوصه الكريمة من آيات بينات وأحاديث صحيحة وكثيراً ما يركز على علاقة المسلم بربه ويبرز كثيراً التوازن الحكيم في نفسه بين جسمه وعقله وروحه كما كان يوضح أن المسلم دوماً إنسان فذ فريد في صلاته وصفاته وأخلاقه وتعاملاته كما كان يبرز المسلم متوازناً سوياً متكاملاً لا يطغى فيه جانب على آخر من أجل أن يقوم الأدب النفسي والاجتماعي بواجبه في تطرية وتنقية وتصفية الحياة وإشاعة المودة والألفة والمحبة في النفوس ويساعد ذلك كله في بناء السلام والوئام والاطمئنان في عالم الواقع وفي عالم الشعور أيضاً رحم الله الشيخ الكريم وأنزله منازل الأبرار وغفر له ورحمه وألهم أهله وأولاده وأقاربه ومعارفه ومحبيه الصبر وأكمل لنا ولهم الأجر والله المستعان. |
فقيد الأخلاق..!؟
فقيد الأخلاق..!؟ خالد رشيد الرشيد/ بريدة الحمد لله حمداً يملأ الزمان والمكان.. والحمد لله حمداً يليق بجلال وجمال الرحيم الرحمن.. والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله نبي المكارم والأخلاق والرحمة والإحسان وعلى آله وأصحابه واتباعه في كل زمان ومكان.. أما بعد: فوالله الذي لا إله غيره إن الأحرف لتعجز كل العجز عن أن تؤلف الكلمات.. وإن الجمل لتتقاعس عن أن تصف مشهد جنازة ولي الله فضيلة الشيخ محمد السعوي إمام جامع الراشد ببريدة الذي فُجعت به أُمته أيما فجيعة بانتقاله إلى جوار ربه الكريم عصر يوم الجمعة الموافق 2-4- 1425هـ وماتت معه زوجته وابنته. آه.. لقد مات الشيخ - رحمه الله - وبموته قد ماتت المعاني قبل أن ترتقي لوصف سمته وحُسن خُلقه وكريم سجاياه.. واحزناه وفقداه.. العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا شيخ محمد لمحزونون وقدر الله وما شاء فعل والحمد لله على كل.. عزاؤنا في شيخنا أن له من الأخلاق أحسنها ومن كريم الخصال وحسن السجايا أرفعها وأجلها.. من لي بمثل مشيك المدلل.. تمشي الهوينا وتجي في الأول. وصدق الله إذ يقول:{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}. ويقول: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. وإليك اخي انت بالذات يا من عشقت مكارم الأخلاق وحسن الخصال طرفاً من سجاياه وكريم خصاله التي عايشتها ولمستها سجية فيه دونما تكلف أو مبالغة فسمته - رحمه الله - كان ذا سلوك حسن فقد كان عمره كله سلوكاً حسناً ويتمثل ذلك في حسن منطقه وجماله وبعده عن فاحش القول ورديء الكلام وفي إشاعته لروح المحبة لمن يلقاه وإفشائه للسلام لمن عرف ومن لم يعرف وفي قوله للتي هي أحسن فلا يفسد ذات البين ولا يُهيج على الشر في المقال.. كان ناصحاً صادقاً وواعظاً مؤثراً ومرشداً سديداً وخطيباً بليغاً فصيحاً وفي دفعه للسيئة بالحسنة لا تراه الا غاضاً لبصره عفيفاً في لسانه إن دخل استأذن ولا يخرج إلا بإذن.. إذا مشى فبالسكينة والوقار فتراه يمشي مشياً هيناً كأنما يتمثل القرآن في أخلاقه وأحواله كلها.. رحمه الله. استقام على الحق اعتقاداً وعملاً وإخلاصاً..اتسمت دعوته بالطريقة الحسنة وبالسنة الحسنى التي لا قسوة فيها ولا غلظة مع حظ وافر ونصيب عظيم من الصبر وحلية جميلة من خصال الخير والبر والمعروف. {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. زد على ذلك مسارعته في فعل الخير.. واتسامه بالحكمة وحرصه على الإصلاح بين الناس مع صدقه وبشاشته ووداعته وسلامة قلبه وصفاء نفسه كل ذلك مقرون بالعفو عن الناس والصفح الجميل الممزوج بروح السلام والرحمة والمودة والإخاء والإحسان والإيثار والعفة والشكر والاعتدال في الأمور مع التواضع المنقطع النظير والوفاء بالعهد وصدق الولاء لولاة المسلمين والحب الصادق لهم والنصح المتمثل بصدق لهجة والدعاء لهم وحسن الثناء عليهم. وهنا أسجل وقفة شكر وتقدير وإجلال لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير المنطقة لمشاركة إخوانه أحزانهم كيف وهو من عرف بحبه ورحمته وطيب سجاياه - وفقه الله وسدد خطاه ورعاه -.. اللهم اغفر لشيخنا ووالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/color][/font] موضوع الشيخ عبدالحليم العبداللطيف والاخ خالد الرشيد في الجزيرة عدد 11564 الخميس 08 ربيع الثاني 1425 |
ورحل بليغ المنابر
سليمان بن إبراهيم الفندي خطب الناس في يوم الجمعة خطبة بليغة عصماء بيّن فيها حرمة الدماء المعصومة وفي مساء اليوم نفسه جاء خبر نعيه إثر حادث مروري رحل فيه عن هذه الدنيا هو وزوجته وابنته. إنه الشيخ الفاضل محمد بن علي السعوي لقد فجعت بموته وتألمت لرحيله كما المحبين له جميعا ومما زاد ألمي أنه جاءني خبر وفاته وأنا في مدينة الرياض وفي الوقت الذي تمت الصلاة عليه والوقت الذي دفن فيه كنت في مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض في مراجعة لابني، الشيخ محمد السعوي يأسرك بأخلاقه العالية وبشاشته الدائمة، إذا رأيته لا تملك إلا أن تقبل رأسه اتصف بالوقار والتواضع والحكمة والورع. الشيخ محمد السعوي تهابه إجلالاً وهو من أبسط الناس دائماً خطبه تلامس جراح المسلمين ببلاغة متناهية جمع بين الإيجاز والإعجاز. أذكر قبل خمسة عشر عاماً عندما كان يخطب الشيخ الفاضل في الجامع الكبير ببريدة وكنتُ في المرحلة الجامعية كان يدرسنا في البلاغة أستاذ دكتور في البلاغة من إحدى الدول العربية وكان يصلي الجمعة مع الشيخ محمد السعوي ويحدثنا في القاعة عن خطبه ويقول إنني أحرص على الصلاة مع الشيخ لكي أخذ درساً في البلاغة لقد كانت خطبه غاية في البلاغة والفصاحة. الشيخ محمد يُحب الناس ويحبه الناس في مجالسه العامة والخاصة لا يتكلم عن أي شخص كائناً من كان لا تسمع منه لغواً ولا تأثيما. في المناسبات والاجتماعات العائلية التي يحضرها الشيخ لا نجد منه إلا الهدوء والصمت وإذا وجد فرصةً للحديث ألقى موعظةً أو درساً موجزاً ومختصراً. أما عن ورعه وما أعرفه عنه فإنه عندما ينيب أحداً عنه في إمامة المسجد لسفره أو لظرفٍ من الظروف، فإنه يصرُّ أن يعطيه من راتب الإمامة مقابل ما أمّ الناس. رحمك الله يا أبا عبدالله ورحم زوجتك وابنتك في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر. أبا عبدالله: ما انصفتك دموعي وهي دامية ولا وفى القلب مني وهو يحترق و(إنا لله وإنا إليه راجعون) الجزيرة11570 الاربعاء 14 ربيع الثاني 1425 |
إلى جنة الخلد ومن معك أيها الشيخ الوقور
عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي** في يوم الجمعة الموافق 2-4-1425هـ توفي شيخنا محمد بن علي بن سليمان السعوي وذلك إثر حادث مروري بالقرب من مدينة الغاط وتوفي معه في الحادث زوجته وابنه حسان رحمهم الله جميعاً. عند الحديث عن الشيخ محمد السعوي لابد أن تتجه الأنظار إلى الجامع الكبير ببريدة فطالما استمتعنا بتوجيهاته وإرشاداته، كان خطيباً مفوهاً يأخذ بلب السامع. وكان الشيخ دمث الخلق محب الخير لا تغادر الابتسامة محياه وكان رحمه الله زاهداً ورعاً. يحدثني الشيخ نواف الرعوجي مدير التوعية والتوجيه بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم يقول: دار حديث بيني وبين الشيخ محمد السعوي حول خطبة الجمعة فقال الشيخ محمد والله إني كلما صعدت المنبر أتصور وأتخيل أني أصعده لأول مرة من التحفز والاهتمام والاستعداد لخطبة الجمعة. وأضع بين يدي القارئ ترجمة مقتضبة للشيخ رحمه الله فقد ولد عام 1373هـ والتحق بالمدرسة الابتدائية، ولما تخرج منها التحق بالمعهد العلمي وتخرج منه سنة 1391هـ، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها سنة 1395هـ، عمل بعدها موظفاً في كلية الشريعة، ثم انتقل مدرساً في المعهد العلمي في بريدة حتى توفي، ونال من كلية أصول الدين درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة. ولقد عين الشيخ إماماً لجامع الجردان بعد وفاة إمامه الشيخ إبراهيم الجردان سنة 1399هـ، وبقي حتى سنة 1406هـ، حيث انتقل إماماً وخطيباً للجامع الكبير وبقي في إمامته حتى عام 1414هـ، حيث انتقل خطيباً لجامع الراشد حتى توفي رحمه الله رحمة واسعة. وكان يوم الجمعة الموافق الثاني من ربيع الثاني لعام 1425هـ هي آخر خطبة للشيخ في جامع الراشد.. نسأل الله العلي القدير أن يغفر لشيخنا وأن يجزيه عنا خير الجزاء.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. ** إدارة التوعية والتوجيه بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم |
في اثر الفقيد الشيخ السعوي
د. صالح بن عبد العزيز التويجري/ أمين الرعاية الأسرية والمدير التنفيذي بجمعية البر ببريدة الحمد لله وبعد : حين يفجع الإنسان بقريب أو حبيب أو علم ، فإنه ينتابه عدد من الخواطر منها ما يعزي بها نفسه ومنها ما ينصف بها صاحبه . وعندما جاءني خبر وفاة فضيلة الشيخ محمد بن علي السعوي ، برزت أمامي عدد من المعالم في شخصيته (رحمه الله) ولعل في ذكرها امتداداً للذكر الحسن واحتفاظاً بحقه على من تعامل معه ، وإشادة بالأعلام حتى يكونوا أسوة لغيرهم .. ومن ذلك : فإن خلق التواضع حلية ظاهرة في سلوك الشيخ - رحمه الله - وحسبك بخلق يُلحق صاحبه مصاف الصُّوام القوّام . أما الحرص والدأب على نفع المسلمين ، فلقد كان عضواً فاعلاً في الهاتف الأسري في لجنة الرعاية الأسرية بجمعية البر الخيرية بمدينة بريدة ، فمنذ ما يزيد على عشر سنوات وهو يتولى الإجابة على أسئلة المتصلين في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والتربوية . وعلى صعيد المنبر، فإن المجتمع خير شاهد على العطاء المتواصل وملامسة ما يهم الناس في جوانب حياتهم - والناس شهود الله في أرضه - وجمهور الشيخ من أشد الناس محافظة عليه ، حيث رسم لنفسه خطاً من التوازن في الطرح والعمق في المعالجة والتأصيل الشرعي لمواضيع الخطبة . وفي مجال التعليم ، فإن ألسنة طلابه في المعهد العلمي ببريدة برهان ساطع على شفقته على الطلاب ، وانتهاز الفرص لتوجيههم ، والالتزام بالمواعيد الدراسية، والغيرة على الدين حتى يُرى الغضب في وجهه وأسلوبه حين يرى منكراً أو مخالفة على الطلاب . ومسك الختام كلمة الإمام أحمد حين قال : (موعدهم الجنائز) ، فلقد شهدت جنازة الشيخ حضورا عظيماً وشاملاً لكل فئات المجتمع ، كباراً وصغاراً ، عامةً وعلماء ، وهذا شاهد لمحبة وتقدير أهل العلم والفضل . نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الشيخ برحمته وأن يحسن العزاء لنا فيه وأن يخلف على الأمة خيراً . وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
محمد السعوي.. هل مِتَّ حقاً؟!
سليمان بن فهد المطلق - بريدة بأي حرف للتأبين أبدأ.. بأي دمع للحزن أعبر.. بأي زفرة حرّى تتلجلج في فؤادي أطلقها مخلوطة بدموع الوداع.. رسائل جوالية متتالية.. أتتني في جنح الليل تعلن تشييع جثمانك.. وانتقالك إلى بارئك وخالقك.. واهاً لك.. أيها الشيخ رحلت وتركتني أنزف.. رحلت ودمك الزاكي يعبق عطراً وضاءً طائعاً لله.. شيخنا محمد السعوي .. كنت قبل اسبوع واحد فقط أعيش في أجواء إيمانية معك.. أعيش مع تلاوة لك في صلاة العشاء.. فعشتُ في فضاءات إيمانية وهمت في عوالم ربانية.. لقد متَّ لكنك حيُّ في فؤادي.. لقد رحلت لكنك مقيم في ذاكرتي لقد فارقت دنيانا.. لكنك بين ناظريّ أتذكرك حينما كنتُ تلميذاً بين يديك في المعهد العلمي، إني لأتذكر طيبتك التي تغمرنا بها فيزداد لهيب قلبي الذي يعمره الحزن المتدف لفراقك.. إني لأذكر دموعك الحرّى حينما تقرأ القرآن بين أيدينا.. إني لأذكر خطبك الوعظية التي تشجينا وتبكينا.. إني لألحظك في سطوري هذه فكيف تراني أنساك.. لقد كان لزاماً علينا - أيها الشيخ وأن نتعظ أن نرتدع.. أن نتفكر.. أومازلنا في لهونا وعبثنا؟! أومازلنا في جنونا.. وطيشنا.. لقد رحلت في كامل قوتك.. لقد تخطفك الموت ما بين طرفة عين وانتباهتها.. ونحن غارقون لاهون سادرون.. نعم لقد رحلت.. لكن بخيرك الذي عمّ الجميع.. وما سعيك قرابة الشهرين المنصرمين في إسكان يتيم وزوجه في مسكن ملك إلا بادرة غيثك المدرار.. ونفعك الذي طال الجميع.. لقد علمتنا الكثير.. فرحلت لتسكن بجوار أمك التي غادرت الحياة قبل ما ينيف على الشهر.. رحماك يا الله.. يا ذا العزة والجلال.. أنت أرحم بعبادك من أنفسهم.. يا رب ارحم شيخنا وزوجه.. وابنته.. يا رب وافسح لهم قبورهم وأنزلهم منازل الشهداء يارب هذه دعوة ضارع أحبّ الشيخ فلا تحرمه - يا رب - منزلاً رفيعاً في منزل صدق عندك آمين يا رب العالمين. |
قمرٌ أَفَل
محمد العبدالله الحمد الجاسر الحمد لله القائل في محكم كتابه الكريم {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة القائل:( تذكروا هادم اللذات الموت) وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يرحل عن هذه الدار الفانية علم من أعلام الهدى والتقوى والورع ذلكم هو شيخنا وحبيبنا وصديقنا الشيخ محمد العلي السعوي إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين سابقا وإمام وخطيب جامع الوجهاء (الراشد) حاليا المدرس بالمعهد العلمي ببريدة. ففي يوم السبت الموافق 3-4-1425هـ شيعت مدينة بريدة أحد أبنائها الأبرار الأفذاذ أحد أبناء العقيدة والسنة. رحل العالم الفذ وبرحيله ترك فراغاً كبيراً، فقده مواطنوه وفقده طلابه وفقدته منابر المساجد وفقده أصحاب الحاجات من الأيتام والأرامل والمحتاجين.. شيعته الآلاف من المواطنين حملته الأكتاف وتدفق الآلاف وراء الجنازة مشيا على الأقدام.. موكب مهيب خيم الحزن على الوجوه واغرورقت العيون بالدموع شيبا وشبابا حتى المعاقون.. أكثر من عشرين ألفاً ضاقت بهم الطرقات، فرحمك الله أيها التقي الورع في تصرفاتك رحم الله غربتك أيها العالم العامل، آنس الله وحشتك أيها القانع في كسبك أوسع الله عليك قبرك كما خدمت وأوسعت على أصحاب الحاجات.. تفرغت لخدمتهم واستعملت جاهك وشفاعتك لإسعادهم.. مسحت دمعة اليتيم ووضعت يدك الطاهرة الرحيمة على صدور الأرامل والشيوخ والمطلقات كنت الساعد الأيمن لشخصي الضعيف في البحث عن المحتاجين مددت يدك الطاهرة إلى يدي الضعيفة المكلومة بفراقك أحبك القاصي والداني لنقاوة ضميرك وسخاوة نفسك وسلامة عقيدتك ومزايا أخلاقك ورحابة صدرك وغزارة علمك.. برحيلك أيها الشيخ الجليل فقدت صديقا وفيا ناصحاً مذكرا مخلصا ولكن الحمد الله على قضائه وقدره.. آجال مكتوبة وأعوام معدودة وأيام محسوبه: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركبُ فإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون ولكن نقول كما يقول الصابرون إنا لله وإنا اليه راجعون.. عزاؤنا لأسرتك الكريمة أسرة العقيدة والسنة.. أسرة آل سعوي ذكوراً وإناثا، وعزاؤنا لطلابك الأبرار الذين فتحت لهم قلبك النقي التقي واتسع لهم صدرك.. أعزي فيك حلقات الذكر ومحاريب المساجد.. عزاؤنا لكل مواطن سمع صوتك وصلى خلفك. أرجو الله المستجيب للدعوات أن يمطر على قبرك شآبيب الرحمة والغفران وأن يصلح ويتولى ذريتك برعايته وعنايته. ووفاءً للراحل الكريم أهدي خدمتي للأسرة الكريمة معنويا وماديا وشفاعة لن نتخلى عنهم حتى ترسوا سفينتهم على شاطئ الأمان. اللهم ارزقنا الاستعداد لما أمامنا وارحمنا برحمتك إذا عرق الجبين واشتد الأنين وانتقلنا من سعة الدور والقصور إلى بطون الألحاد والقبور إنك ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. مدير الشئون الإدارية لمحاكم القصيم سابقا- بريدة - القصيم- صندوق بريد 1536 |
رحيل العالم الفرضي
علي بن محمد اليحيى صدق الله الحي القيوم - { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } .. نعم.. هو الموت ما منه ملاذ ومهربٌ.. متى حطَّ ذا عن نعشه ذاك يركبُ نشاهد ذا عَيْنِ اليقين حقيقةًً.. عليه مضى طفلُ وكهلٌ وأشيبُ ولكن علا الرانُ القلوبَ كأننا.. بما قد علمناه يقيناً نكذبُ استحضرت الآية الكريمة، ووجدتني أردد بتلقائية مع ابن عثيمين أبياته تلك بعد أن هاتفني أحد الإخوة معزياً بوفاة فضيلة الشيخ محمد بن علي السعوي الأستاذ بمعهد بريدة العلمي وإمام وخطيب جامع الراشد في مدينة بريدة؛ حيث كان لي شرف مزاملته في الدراسة بذلك المعهد وفي كلية الشريعة بالرياض، وكان - يرحمه الله -نعم الزميل وأكرم به من صديق صدوق؛ حيث عهدته في مقاعد الدراسة جاداً في طلب العلم طموحاً لنيل المعالي حتى حاز قصب السبق فيها، فهو المربي القدير والعالم الفاضل والعابد الورع والخطيب المفوه، وكم سمعته يردد قول الشاعر. لأستسهلنَّ الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابرِ وها هو يوافيه الأجل وهو في مسعاه لنيل درجة الدكتوراة، وكان عفا الله عنه يحث زملاءه وطلابه على مواصلة الدراسة؛ حتى يظفروا بشهادة الدراسات العليا، وأن يكون رائدهم طلب العلم لذات العلم.. وكم عتب عليَّ كثيراً في تأخري عن نيل تلك الشهادة بعد ان حصلت على درجة الماجستير قبل فترة. حيث أدرك بثاقب بصيرته أهمية حمل تلك الشهادة لطلبة العلم الشرعي. فكان - يرحمه الله - يعيش همَّ إخوانه وطلابه، بل وهمَّ الأمة الإسلامية. ظهر ذلك جلياً من خلال دروسه وخطبه ومحاضراته، فالصدق والوضوح وجزالة العبارة والقدرة على تحديد الهدف وإيصال الفكرة مع ما يعضدها من جمال الطرح وسلاسة الأسلوب، كلها وغيرها سمات أسهمت في انجفال الناس وتقاطرهم إلى دروسه وخطبه، يؤطر ذلك سيرة الشيخ العطرة بخلقه الرفيع وحكمته وهدوئه ونضارة العلماء وهيبتهم التي كانت تعلو محياه الأمر الذي أكسب حديثه عن قضايا الأمة والمجتمع وأحداث الساعة القبول والارتياح لدى عامة المتلقين، فرحم الله شيخنا الذي نحسبه والله حسيبه، ان الله حبب اليه الناس بعد ان أحبه، كما نسأله سبحانه أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته، وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان، وأن يحسن للمسلمين العزاء في فقد الأئمة الأعلام الذين مضوا والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى علمهم وحكمتهم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } وعزاؤنا ما قاله العلاَّمة الشيخ سلمان بن فهد العودة : الأمة الإسلامية أمة ولود ودود معطاء لاتزال غضة الأهاب موفورة الشباب ، قادرة بإذن الله على تعويض النقص الذي يطرأ عليها كل حين.. ومصير الإسلام مربوط بمصيرالأمة لا بمصير فرد ولا جماعة ولا مؤسسة ولا حتى دولة؛ الإسلام أكبر من كل ذلك.. فالحمد لله أولاً وأخيراً. |
ورحل الشيخ الخلوق المحبوب
حمود بن سليمان المروتي - بريدة طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأكدار والأقدار هذه هي الحياة كدر وكدر، والألم يجر جيوشه بلا حذر، ما أكثر المحطات المرة أو الصعبة في حياتنا وحياة من حولنا والتي نحتاج فيها أشد الحاجة إلى أن نتشبث بحبال الصبر القوية التي تسير بنا بكل ثقة وجلد حتى توصلنا إلى بر الأمان وأحسن العاقبة. قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) لقد كنا يوم الجمعة التي توافق الثاني من شهر ربيع الثاني، كنا على موعد مع قدر من أقدار الله، إنه موت الشيخ المربي الفاضل - محمد بن علي السعوي - رحمه الله- لقد كان الشيخ رغم انشغاله بالإفتاء والخطابة والتدريس وعقد الأنكحة ورئاسة أو عضوية بعض الأعمال الخيرية مع ذلك كله كان شغوفاً ومحباً للعلم والتعليم مع أنه كان بحراً في العلم كان يتمثل قول ابن المبارك - رحمه الله - حينما سُئل: إلى متى تطلب العلم؟.. قال: حتى الممات إن شاء الله، وخير دليل على ما تمثله هذه المقولة وفاته وهو سالك طريقاً يلتمس فيه علماً، كان رحمه الله يتصف بصفات منها: حسن البيان وجمال المنطق وأنه ذو أناة وتؤدة ويلاقي الناس بوجه طلق ولسان رطب، وكان يصغي لمن يستفتيه وكان صريحاً ومترفعاً عن النفاق والمداهنة وكان يلزم الحياء والعدل والإنصاف وكانت عنده غيرة على الدين، ورحابة في الصدر, وتواضع لا يوصف، وقد كتب الله له القبول في الأرض فأحبه الناس، بل إن من الناس من أحبه ودعا له وصلّى عليه وهو لم يره فضلاً على أنه يعرفه، وهذا فيه إشارة والله أعلم إلى أن له عبادات وأعمالاً خفية بينه وبين ربه كانت سبباً في حب الناس له.. رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته. |
ورحل فقيد المنابر!!
سليمان علي السعوي/جريدة الجزيرة - مكتب القصيم الإقليمي حلَ المُصابُ فأبكتنا مآسينا وأصبحَ الدمعُ نهراً مِن مآقينا على فراقِ إمامٍ عابدٍ علمٍ مُفوَّهٍ كانَ للخيراتِ يهدينا ورحل الشيخ محمد بن علي بن سليمان السعوي بعد أن قضى قرابة الثلاثين عاماً وهو يُعلِّم أبناء بريدة القرآن والفرائض والمواد الشرعية في المعهد العلمي بأسلوبه العلمي الراقي وأخلاقه الفاضلة وتواضعه وتسامحه وطيبته الكبيرة. رحل فقيد المنابر بعد أن أمضى سنوات طويلة وهو يخطب في الناس خطبة الجمعة بدءا من الجامع الكبير في بريدة مروراً بجامع الذياب في حي المنتزه الغربي وانتهاء بجامع الراشد الذي شهد آخر خطبة له في آخر يوم له في هذه الدنيا والتي تحدث فيها رحمه الله عن قتل النفس المعصومة. رحل الشيخ فبكته المنابر والمحاريب قبل الناس وعم الحزن أرجاء الوطن لرحيله فلقد كان رحمه الله عالماً عابداً متواضعاً طيباً أسر بأخلاقه قلوب الناس واستحوذ على محبتهم. يوم دفنه كان يوماً مشهوداً، (موعدكم يوم الجنائز) الآلاف حضروا وصلوا عليه وعلى زوجته وابنته رحمهم الله جميعاً، الآلاف مشوا في جنازته من المسجد الى المقبرة، الآلاف شهدوا دفنه وقدموا التعازي لذويه في المقبرة. رحمك الله يا شيخنا فقد كنت لنا خير معلم وخير مربٍ وموجه، علمتنا بعلمك وعلمتنا بأسلوبك وطيبتك، كنت لنا أباً ومعلماً رحيماً. لن أنسى توجيهاتهك ما حييت ولن أغفل عن نصائحك أبداً لأنها ستبقى نبراساً ينير دربي ويدلني على الخير الذي تحليت به طيلة حياتك وحرصت على نشره. وداعاً شيخنا، وداعاً خطيبنا.. رحلت عن الدينا الفانية وبقي علمك وسيرتك العطرة بين الناس بقي ابناؤك الطيبون الذين أسال الله أن يكونوا خير خلف لك في هذه الدنيا. اللهم ارحمه وارحم زوجته وابنته وموتى المسلمين.. ختاماً: يا شيخنا: حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان |
خطيب بريدة
خالد بن إبراهيم الجعيثن /بريدة شيعت بريدة خطيبها وزوجته وابنته يوم السبت 3-4-1425هـ الشيخ محمد بن علي السعوي وكم كان الحشد هائلاً والجمع غفيراً حتى غصت الشوارع بالمشيعين وامتلأت الحارات بالسيارات. ولقد عرفت الشيخ منذ عشرين عاما عندما عين إماماً وخطيباً للجامع الكبير في بريدة (جامع خادم الحرمين الشريفين) ثم انتقل إلى جامع الذياب شمال البلد ثم استقرت خطبه في جامع الراشد.وعرف زاهداً ورعاً, صاحب سمت وصمت, تظهر على محياه الخشية والخشوع ويبدو في تعامله اللين والتواضع..يلحظ من سمع عباراته الرقة والشفقة والحب والرأفة.فهو بحق ،ولانزكي على الله أحداً، من الصالحين المصلحين المخلصين. ولعل المقربين منه يعرفون أكثر ودوري هنا إيضاح منهج الشيخ في اعداد والقاء وانتقاء الخطب المنبرية ولقد طبع منها مجلدان باسم: (استئناس الخطيب والواعظ بالخطب والمواعظ) للاشادة بها والاستفادة منها.. 1- تتميز خطبه بالشمول والتماس معاناة الناس وقضاياهم, فالقضايا الاجتماعية لها نصيب والزهديات وترقيق القلوب لها مجال ومآسي المسلمين لاينساها والحث على الخيرات في مواسم العبادات وكذا التحذير من المنكرات العامة المنتشرة.. وهكذا دواليك. 2- تصحب خطبه عاطفة جياشة بعبارات مؤثرة أخّاذة ومع ذلك لايميل للاثارة والتشهير فهو يقود العاطفة ولا تقوده مهما كان حماسه وتأثره مع الخطبة, فلم يكن في يوم من الأيام همه فقط القاء الخطبة دون دراسة جدواها ومدى نتائجها على المستمعين ومراعاة أحوالهم، فخطبته لمن يستمع لها لا لمن يسمع بها. 3- لم تكن خطبه يوما تعيش في جبل شاهق فتطل على الناس من شرفة مرقب سامق فهي تلامس الواقع فتميل للاعتدال مهما تغيرت الأحوال, مسترشداً بقوله عز وجل: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (185) سورة البقرة. ومنطلقا من قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا) رواه البخاري. يقول في إحدى خطبه 2-44 من المطبوع: (فدين الله تعالى بين الغالي فيه والجافي عنه وخير الناس الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين، ولم يلحقوا بغلو المعتدين وقد جعل الله هذه الأمة وسطا وهي الخيار العدل لتوسطها الطرفين المذمومين, والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف والأوساط محمية بأطرافها). 4- كان -رحمه الله- مبتعداً عن التعبير والتشهير حذرا من التعمق والتكلف في البحث عن مقاصد الآخرين وخفايا أقوالهم وخلفيات مقاصدهم, أخذاً بمنهج (لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس) يقول في إحدى خطبه المطبوعة عن موضوع الفضيحة والنصيحة: (ففرق بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من هو ليس من ذوي العقول الصحيحة, وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو بعد حين إلا أن يتوب. -من مظاهر التعيير والتشهير: إظهار العيب وإشاعته في قالب النصح, زاعماً أن ما يحمله على ذلك هو التحذير من أقواله وأفعاله, والله يعلم أن قصده التحقير والأذى، مثال ذلك: أن تذم رجلاً وتنتقصه وتظهر عيبه لتنفر الناس عنه رغبة منك في إيذائه لعداوتك إياه أو مخافتك من مزاحمته إياك على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة, فلا تتوصل بذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب من الأسباب الدينية أو الدنيوية, فمن فعل ذلك فإنه يدل على مرض في قلبه, وإن كان من الذين يحلفون إنهم لم يريدوا إلا الحسنى, والله يشهد أنهم لكاذبون). 5- وكان خطيباً مفوهاً وواعظاً مؤثراً وناصحاً مشفقاً، همه النفع لا الانتفاع بعيداً عن حب الاشتهار والارتفاع، تسبق عبراته عباراته, كثيراً ما يخشع قلبه قبل أن تبتل مدامعه فكم ذرفت عيناه, وأجهش بالبكاء، وكم لذلك من أثر على المصلين. ولذا يكثر من ربط المستمعين بالقرآن حتى عددت له في إحدى خطبه المطبوعة أربعاً وعشرين آية في خطبة واحدة، فما أجمل بهاؤها وبهجتها ولذا ذاع صيته وعُدّ من خطباء المنطقة.ويعطّر الخطبة بأقوال السلف العطرة, وكان يقول: أمكث مع الخطبة أياماً حتى تكتمل، ويا ليت أحد الفضلاء يقوم بتنقيح خطبه التي لم تطبع وهي تربو على الألف إذا أضيفت خطب العيدين والاستسقاء وهذا من أجمل الجميل للشيخ السعوي، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. |
أسرار في وفاة الشيخ محمد السعوي
رسالة إلى العلماء والخطباء خليل بن عبدالله أبا الخيل / بريدة بالأمس ودعت بريدة خطيبها الشهيد إمام وخطيب الجامع الكبير فضيلة الشيخ محمد السعوي بعد مشوار عامر بالخير والعطاء لن أكتب عن الشيخ ليعلم القارئ الكريم مقدار ما تحمله قلوب الناس في بريدة من حب وتقدير لفقيدهم الكبير. لن أكتب عن الشيخ لأسطر عن المشاهد المؤثرة وبريدة تحمل على أكتافها الرجل الإنسان قبل ان يكون خطيباً. لن أكتب عن الشيخ وقلوب الناس قد أعياها الألم من جراء سيل الأحزان المتدفق من هنا وهناك. لن أكتب عن الشيخ لأنقل آهات الأجيال المتعاقبة من تلاميذه والحزن يلفهم والدمع يسرقهم, والدعوات الصادقة حاضرة في قلوبهم ترفعها إلى الله سبحانه تطلب الرحمة لصاحب القلب الرحيم حينما كان يأسر قلوبهم حباً وإجلالاً وتقديراً. لن أكتب عن الشيخ لأسطر معاني الرقة في مفرداته والجزالة في عباراته, والروعة في نداءاته. لكنني أكتب عن الشيخ لأعلنها رسالة صريحة ولأبوح بالسر الخطير الذي كان يمتلكه الشيخ طول حياته!! يا معاشر العلماء والخطباء.. الشيخ محمد السعوي رحمه الله لم يكن عالماً كما كان قدوته الإمام ابن باز عليه رحمة الله! لكنه كان عاملاً بما يعلم متجرداً فيما أعلم, سليم الصدر فيما نعلم! ولعل من أبرز ما يميزه ما يلي: أولاً: وضوح الهدف والرؤية وتوظيف القدرات الذاتية والعمل من خلالها. ثانياً: الموضوعية والشمولية في النظرة إلى المستجدات. ثالثاً: الاعتدال والتوسط بعيداً عن التشنج في المعالجة. رابعاً: البعد التام عن الخوض في عيوب الآخرين وزلاتهم أو محاولة اسقاطهم أو النيل منهم ولو بالاشارة أو حتى تسفيه أعمالهم ونتاجهم.. وتلك خصلة لا يحسنها إلا الكبار ممن خلصت أعمالهم ونواياهم. خامساً: السمت الواضح والوقار والحياء ورقة القلب وسلامة الصدر والاجتهاد في جانب التعبد والزهد بالدنيا مع عدم نسيان النصيب منها وغيرها الكثير جوانب تشهد على خيريته -رحمه الله. سادساً: خبايا الأعمال.. عالم عاشه الفقيد وحرص عليه. وما سبق نماذج سريعة تفهم اللبيب ويحتاجها الداعية والخطيب ليرتقي إلى عوالم السمو روحاً وعملاً. مشهد جنازة الشيخ معلم من المعاني المقبرة كما تحمله القلوب من حب لذاك الانسان الفقيد. وهل ننسى دمعات الشيوخ الكبار وهم يودعون خطيبهم الذي اعتاد الحديث إليهم دون تكلف أو تنميق! أحدهم والدمع ينساب على وجنتيه علق قائلاً: ما يشوف شر ان شاء الله هالوجه المبارك! والآخر وأحد أحفاده يعضده بيمناه وبالأخرى يتكئ على عصاه.. والدمع من عينيه ينساب والجسد المكدود وبرغم حرارة الشمس المحرقة لم يمنعه من المشاركة الفعلية روحاً وجسداً. فإذا به وبصوت متهدج يقطعه النشيج يترحم بعبارات صادقة لأنه فقد حبيباً إلى قلبه لم تكن القرابة ولا المصلحة سبباً لمجيئه! لكنه الحب في الله وفي الله فقط! أيها القارئ الكريم.. ما الذي جعل النساء في البيوت يبكينه؟ أمال يهبه لهن؟ أم هو الجاه الذي منحهن؟! كلا وربي!.. إنها محبة الله جعلها في قلوب عباده فهلا فتشنا عن الأسباب والأسرار! أيها القارئ الكريم.. عالم الآخرة قادم عن قريب.. وفراق الدنيا مصير غيبي ويبقى الاستعداد في كل حين والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.. وأقرب الناس منزلة أحسنهم أخلاقاً.. والإحسان قربة, والتواضع مزية, والكبر مذلة, وخير الناس أنفعهم للناس, والشباب وقت العمل, والآخرة حصاد وما عندك أيها القارئ أكثر وأكثر.. لكنها دعوة إلى العودة إلى الهدي النبوي والتفكر في القادم والاستعداد للرحيل. الجزيرة 11573 السبت 17 ربيع الثاني 1425 |
رحمك الله يا أبي
ابنتك أم لجين / بريدة ورحل الشيخ محمد السعوي.. فرحمك الله يا أبتاه. لقد كان يوم وفاتك أشد يوم مر عليّ، فليس هذا الخبر بالهين ولكن ليس لي إلا أن أقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ورحمك الله رحمة واسعة يا أبتاه.. لقد كنت يا أبي قدوة حسنة لنا قبل الآخرين فمنذ أن وعيت على الدنيا وأنا أراك خُلقاً كريماً يمشي على هذه الأرض.. لقد كنت حريصاً على تربيتنا التربية الحسنة فجلستك معنا لا تخلو من نصيحة ودية أو توجيه مع رحمة.. كنت أعجب من عظم بِرّك لأمك مع كثرة الأشغال المنوطة بك. فلقد كنت ذا صدر رحب معها حليماً إذا غضبت حنوناً عليها عطوفاً معها.. تدخل تقبّل رأسها وتخرج تقبّل رأسها.. عاشت معك سنين طويلة.. لم تغضب منك يوماً قط، بل كانت دائماً تدعو لك، ورحلت عن الدنيا قبلك بشهر ونصف وهي راضية عنك.. واراد الله لك مجاورتها.. فدفنت بجانبها.. فهنيئاً لك يا أبتاه!!!. أبتاه.. رحلت عن الفقراء والمساكين ففقدوك فأنت الأب الحنون لهم، تعطف عليهم.. تمنحهم السعادة.. حتى اليتامى لم تنسهم فكان لهم حظ وافر منك.. فقد كنت يا أبي من ذوي النفوس الزاكية والهمم العالية والجهود الطيبة والأفعال الحسنة والخصال الحميدة والآداب السامية مع الجميع صغاراً وكباراً. فالله اسأل أن يجمعني بك في الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصالحين والشهداء.. ومالي إلا أن أقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} حسبنا الله ونعم الوكيل، سبحانك اللّهم استغفرك وأتوب إليك. |
الساعة الآن +4: 11:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.