![]() |
.. [ الراقصون على الجثث !! ] ..
بسم الله الرحمن الرحيم أخطأ عليك أحدهم ..تستطيع أن تكظمَ غيظك ، وتهدئَ نفسك ، وتخفِّفَ غضبك ، وتبردَ حرارة قلبك .. تواجه الإنسان في حياته الكثير من المشاكل ، والمدلهمات ، والخطوب ، والمفزعات ، والمصائب .. يستطيع أن يصبر عليها ، ويخفف وطأتها على نفسه . ويتعرض المرء - ولا بد - إلى مواقف لا يحسد عليها ، ومضائق حياتية ، ومنكِّدات ، ومزعجات ، ومقلقات .. ومع كل هذا .. بمقدوره أن يؤقلم نفسه على ذلك ، ويتجاوزه بيسر - حسب حنكته وتجربته - .. ولكن ! هل تستطيع أن تصبر ، إذا واجهت أحد الراقصين على الجثث ؟!! * * * هو سطحي التفكير .. ربما تستطيع أن تقول : ( غبي ) ! ..يأخذ كل أمرٍ بظاهره .. لا يمكنه أن يُعمِلَ عقلَه ، كأني بعقلِهِ آلة جامدة ، غطاها غبارُ الإهمال المتراكمُ من سنوات . يأخذ مواقفه ، وأقواله ، وأفعاله ، ودينه ، ودنياه .. من فلان وفلان .. مصادر محددة .. لا يحيد عنها قِيْدَ أنملة .. كلامهم يصطدم بأذنه .. فينزل - مباشرةً - إلى لسانه .. لا يمر على عقله .. لأنه - كما ذكرنا - .. قد غطاه الغبار .. وأعظِمْ - عنده - بجُرمِك ، وأقبِحْ بفعلِك ، وأشنِعْ بخطيئتِك = لو خالفتَ في شيءٍ تلك المصادر .. أو تعرضتَ لها بأدنى شيء .. ولو كان أحقَّ الحق .. ولو كان أبلج من الشمس .. في رابعة النهار .. أليس يشبه عوام الرافضة في ذلك ؟!! يبكي على الإصلاح ، ويذرف دموعه ( دموع التماسيح ) على الخير ، ويزعم أنه حامي الحمى ، والمدافع عن العرض ، والراعي للكرامة . وإلى ذلك .. يحاول إظهار نفسه بالسائر على نهج السلف ، مقتفي الأثر ، المقتدي بقدوات الأمة .. فتراه يتشدق بألفاظ ظاهرها الرحمة : سلفي ، أثري ، وباطنها العذاب : طعّانٌ لعّانٌ صخّاب ، وليس المؤمن بالطعّان ، ولا اللعّان ، ولا الفاحش ، ولا البذيء . يجيد عبارات القذف ، والسب ، والشتم ، لا يعرف معروفًا ، ولا ينكر منكرًا .. لا يتورع أن يقذف أيَّ أحد .. أيَّ أحدٍ كان .. كل من خالفه فمبتدع ، ضال ، غوي ، كافر ، شيطان !! وخذ من الألفاظ التي يستحي المرءُ من ذكرها .. لأنها ( ألفاظ شوارع ) .. ينخر في الأمة من داخلها .. ويطرب غاية الطرب .. إذا رأى اثنين يختلفان .. ويؤجج الأزمة .. ويزيد النار إضرامًا .. ليكمل استمتاعه بالمشهد اللذيذ .. لا يستحي ! نعم .. لا يستحي .! يجيز لنفسه أن يكذب .. ثم يصدّق كذبته .. وربما كذب أحدهم في مصلحته .. فلا يجد غضاضة في تصديق هذه الكذبة .. بل والتأكيد عليها .. وإن طولب بالدليل .. رفع حاجبيه .. ومطَّ شفتيه .. وتلكّع قائلاً : يا أخي هذا شيء واضح .. كيف تطالب بالدليل ؟! يخوض في كلِّ عرض ، ولا يرعوي عن أكل لحم كلِّ أحد .. بل يعد هذا واجبًا شرعيًّا .. وهو عندَهُ فرضٌ لا يتخلى عنده .. يقولون : هذا عندنا غيرُ جائزٍ * * * ومن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ ؟!! أن يتهمك بالدسيسة ، والمكر ، والشر ، والتواطؤ ، والكيد = فهذا عندَهُ كشرب الماء .. بل هو أيسر ..من أبرع الناس ، وأبدعهم ، وأحسنهم ، وأفضلهم .. في سبل الالتواء .. والروغان .. والهروب .. والخديعة .. وقلب النصوص ( فوق تحت !! ) .. وتحوير الموضوعات .. وتشتيت الأفكار .. وإخفاء الحقائق .. ونفي ما هو ثابت .. وإثبات ما هو منتفٍ .. ( غطّى ) على الثعالب في ذلك .. فغدت تندب حظّها العاثر !! أخطئ - أيها الفاضل - خطأً واحدًا .. واحدًا فقط .. أو ( للتخفيض ) .. أخطئ نصفَ خطأ .. فستجد نفسك - عندَهُ - خبيثًا .. مطرودًا من رحمة الله .. سيئًا .. ليست لك قيمة .. ولا يُقام لك قدر .. ولا يُرعى لك جناب .. - طيب يا أخي أنا أصبتُ في أمرٍ .. وافقت كتابَ الله ، وسنةَ نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإجماعَ المسلمين .. - لاااا ! أنتَ أخطأت في أمرٍ يومًا .. اسكت رجاءً ! يا مبتدع يا ضال !!! لا عهد له .. ولا أمان .. فما أسرع ما يقلب ظهر المجنِّ لمن كان أعظم العظماء عنده .. فيجعله بعدها في الدرك الأسفل .. في أسفل سافلين !! مبدعٌ في الوشاية .. ومُجِيدٌ في التخريب والتحريش .. يموت ميِّتٌ .. أو يُصاب خَيِّرٌ بمصيبة .. أو يُرزأ فاضلٌ بداهية .. أو يعتري طيِّبًا همٌّ .. أو يثقله غمٌّ .. هنا .. ابحث عنه .. ستجده حتمًا .. ستجده .. لكنك ستجده .. يرقص .. على الجثث . النادم :) |
بارك الله فيك ..
سنجده والكثر من أمثاله يوماً على حقيقتهم وسينطق الواقع بخواءهم .. تحترق حينما تجد مثل هذا المنتن العقل لكن هذا من حكمة الله والله أعلم بما في صدور العالمين .. لو كل أحكم عقله لآمن فرعون وهامان وأبوجهل وأضرابهم ولكنه الهوى الآله المعبود من دون الله وهو الداء الذي يكسو العقول بغبار الغفلة .. رفع الله قدرك أخي .. |
الفاضل / النادم أعجبني قولكـ اقتباس:
فما قلبهم لظهر المجن في حق العلامة بكر أبو زيد أسعد الله أيامه إلا أكبر دليل على هذا الكلام مقالكـ بحق فريد فلا كبا بكـ قلم ٌ أسد . |
كلام رصين ..
وأسلوب راق .. شكرا لك أيها النادم .. والشكر موصول لك ياأسد حينما عجت بي إلى هنا .. |
العزيز النادم . . ما أروع قلمك إذا (أهتوى) :) شكراً جزيلاً لك يا أخي الفاضل و لا امتلك أي إضافة على هذه الدرر لك الحب و التحية . . أخوك بريماكس |
بارك الله فيك أخي النادم .
كلام ولا أجمل . :) |
يسلــــــمــ قلمك السيال . . صدقت فما أكثر الراقصون على الجثث . . زادك الله علما وهدى وتقوى . . بورك فيك . . |
الكريم المفضال أبا فارس الخالدي .. وفيك بارك الله ، وقدرَكَ رفع . أحسنتَ في هذا الملمح ، فاتباع الهوى آفة الآفات ، حمانا الله . أحسن الله إليك . |
الأخ العزيز أبا مالك .. أسد العقيدة .. هذا مثال ، وما خفي أعظم ، وربما يمكنك القول : والقادم أعظم !! شكر الله ثناءك ، وإن كنتُ لا أستحقه ! أحسن الله إليك . |
الأستاذ الفاضل كرمع .. بارك الله فيك ، وجزاك خيرًا . كلماتك وسامٌ أشرُف به . طيب الله أوقاتك . هل يمكنني أن أرسل الشكر لأسد مرة أخرى ؟ :) |
أخي العزيز أبا خالد .. بريماكس .. جزاك الله خيرًا ، وأثابك ، وشكر لك مرورك العاطر . بارك الله فيك . |
أخي الحبيب أبا معاذ .. النهيم .. وفيك بارك الله ، جزاك الله خيرًا على مرورك . |
أخي العزيز أبا حسّان .. الرعد القاصف .. سلّمك الله ، وبارك فيك . هم كثرةٌ هداهم الله وأصلحهم ، أو أراحنا من شرورهم . أؤمن على دعائك ؛ أحسن الله إليك . |
لله درك ، كلامٌ رائع، من رجلٍ أروع..
بانتظار المزيد عن هؤلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} (78) سورة النساء محبكـ .:: ليثُ الغاب ::. |
.
. . راااائع جداً .. .. . بورك فيك وفي قلمك . . .. |
لله أنت
:) |
أخي العزيز أبا عاصم .. ليث الغاب .. غفر الله لك هذا الثناء ! وبارك فيك على مرورك . |
أخي الفاضل أبا محمد النجدي .. جزاك الله خيرًا ، وأثابك ، وشكر لك مرورك المبارك . |
أخي الفاضل أبا خبيب .. وفيك بارك الله . جزاك الله خيرًا على مرورك الضافي . |
أخي الحبيب أبا معاذ .. النهيم .. شكرًا . ;) |
الساعة الآن +4: 12:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.