مشاريع بين يدي الزيارة الملكية


علي سعد الموسى
تنتظر كل منطقة من تركيبة هذا الكيان زيارة خادم الحرمين الشريفين لسببين وجيهين: الأول لأن زيارته استعراض فرح كرنفالي ولا أجمل أمام أعين الناس من البلورة الشعبية لصورة الوحدة الوطنية. الثاني أن القائد يحمل في زيارته لكل منطقة هدية من العيار الثقيل ويحمل مشروعاً قابلاً للتنفيذ بالشراكة بين الحكومة كدار قرار وتوجيه وبين القطاع الخاص كتمويل وجهة مستفيدة. انتهى الزمن الذي كانت فيه المشروعات الوطنية عبئاً على المال العام وبالخصوص في هذه الأيام التي أصبح فيها الاقتصاد الوطني بكافة أوراقه متعملقاً بشكل استثنائي مخيف إن لم تمتصه أفكار بناء بذات الحجم.
هنا، وكما قال الوالد القائد، نحن مقبلون على خير سيعم كل منطقة وسيدخل إلى كل بيت، وهو هنا في حل من المسؤولية بانتظار العيون التي تضع الخريطة الوطنية أمامه كما هي وتوجه هذه المشاريع لخدمة الذين لم يستفيدوا بالشكل الكامل مثل غيرهم من بقية الأجزاء والطوارف. الحكومة هي نحن جميعاً وكلنا شركاء في هذه المسؤولية الوطنية وأفكار المشاريع الكبرى تبدأ من - صغار الورق - وإذا لم نستغل هذه الفترة الذهبية في عملية جراحية جبارة تصل دماؤها إلى كل الشرايين فلن نكون بعدها في ذات المستوى من القدرة. أنا لا أتحدث فقط عن ميزانية عامة عملاقة بفائض ضخم، بل أيضاً عن قطاع خاص قوي لا يجد اليوم المنافذ الاستثمارية القادرة على استيعاب هذه السيولة الضخمة.
سأكتب اليوم عما أتقن عطفاً على ما أعلم وأعرف. لن نغمط حق القيادة العليا لهذه البلاد في أن منطقة مثل عسير أخذت بحظ وافر من التنمية يجعلها في مصاف المناطق الخمس الرئيسية. مشروعها الوطني القادم - على شكل اقتراح - أن تحتضن مشروعاً وطنياً في هيئة مدينة طبية عالمية وعلى حساب الاكتتاب والقطاع الخاص وهي مهيأة لهذا بشكل لا تبزها فيه أي منطقة أخرى من حيث المناخ الذي يبقى لها رقماً متميزاً في كفاءة احتضان هذه الفكرة. سواحل تهامة من القنفذة حتى مشارف جازان تبقى واحدة من أجمل القطع البحرية العالمية وأغلبكم سيجادل حول ما يظنه مبالغة، وسيجادل لسبب بسيط: لأن هذه القطعة الوطنية وإن كانت بحجم ومكان الرقبة من الجسد إلا أن العيون وبكل صراحة لا تستطيع أن تشاهد الجزء الخلفي من الرقبة. هؤلاء بحاجة إلى مشروع سياحي عملاق وسأضمن لكم أنهم سيبقون لثمانية أشهر في العام قبلة - سياحة البحار والماء - بشرط وحيد: أن يكون هذا المكان على رأس أجندة سياحتنا لا المحلية بل حتى بإطلاتها على السائح الأجنبي. ا.هـ


وأقول: باستثناء القصيم التي لم تحظى بنصيبها من هذه المكارم الجزيلة؟؟؟؟؟؟؟؟