بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تعليق الدعاء بالمشيئة ! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=72254)

ليث الغاب 07-02-2007 02:22 AM

تعليق الدعاء بالمشيئة !
 



~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~بسم الله الرحمن الرحيم~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~


أحبتي الكرام :




يشيع بين بعض الناس حتى من طلبة العلم منهم تعليق الدعاء بالمشيئة ؛ كقول أحدهم : (الله يجزاك خير إن شاء الله) ، وكقولهم : (الله ينفع بك إن شاء الله) !
وقد جاء عند البخاري ومسلم واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ‏إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ ‏ ‏لِيَعْزِمْ ‏‏الْمَسْأَلَةَ ‏‏، وَلْيُعَظِّمْ الرَّغْبَةَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا ‏ ‏يَتَعَاظَمُهُ ‏ ‏شَيْءٌ أَعْطَاهُ .
و بنحوه من حديث أنس رضي الله عنه .

وقد حمل بعض العلماء هذا النهي للكراهة ، وبعضهم حمله على التحريم ؛
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : قال ابن عبد البر : لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وغير ذلك من أمور الدين والدنيا لأنه كلام مستحيل لا وجه له لأنه لا يفعل إلا ما شاءه . وظاهره أنه حمل النهي على التحريم وهو الظاهر ، وحمل النووي النهي على كراهة التنزيه وهو أولى ويؤيده ما سيأتي في حديث الاستخارة. أ.هـ

وعلى كلتا الحالتين ينبغي أن يهتم الإنسان في ألفاظه حين يدعو الله جلّ وعلا . فإن الله لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء .

وقد يرد إشكالٌ عند البعض في قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده : "لا بأس طهور إن شاء الله ... " رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما .

وإليكم فتوى فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ونفع به في الجمع بين الحديثين :

لماذا نهى النبي - عليه السلام - عن تعليق الدعاء بالمشيئة، وورد عنه قول: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
الجواب: ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له " أخرجه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (7477).
ولمسلم: "...وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" (2678).
وهذا على إطلاقه، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعو، والله - سبحانه وتعالى - لا مكره له، كما في الحديث.
وأمّا الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مريض يعوده قال: " لا بأس طهور إن شاء الله... الحديث " (3616).
فهذا الأسلوب أسلوب خبر، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة، مثال ذلك أن تقول: فلان - رحمه الله -، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة.
بخلاف ما إذا قلت: فلان مرحوم، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء، والثاني خبر، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة.
والله أعلم. أ.هـ

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا السؤال فقيل له :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ: ورد النهي في السنة عن تعليق الدعاء بالمشيئة ما وجه قول النبي صلى الله عليه وسلم للمريض: (لا بأس .. طهور إن شاء الله)؟
الجواب: النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة هو قول الإنسان: اللهم اغفر لي إن شئت، وهذه أقبح من قول: اللهم اغفر لي إن شاء الله. هذه واحدة. ثانياً: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس طهور إن شاء الله) وهذا خبر، وهو طهور بالنسبة للمريض إذا احتسب الأجر، والمريض قد يحتسب الأجر وقد لا يحتسب، فإذا لم يحتسب لم يكن طهوراً له. فقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شاء الله) هو كالرجاء أن يكون هذا المريض محتسباً للأجر فيكون مرضه طهوراً له، وحينئذٍ لا ينافي تعليق الدعاء بالمشيئة أ.هـ

تجد هذه الفتوى في اللقاء السبعين من لقاء الباب المفتوح .

هذا ما تيسر جمعه حول المسألة ومن لديه زيادة فمنه نستفيد،
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح .

محبكم : .:: ليثُ الغاب ::.

أبو حذامِ 07-02-2007 02:59 AM

أحسنت أخي الكريم!!

موضوع محل أهمية كبيرة

الـصـمـصـام 07-02-2007 07:50 AM



جزاكـ الله خيراً أستاذنا الفاضل ..
أذكر مرةً أن الشيخ عبد الرحمن السند كان يتحدث عن تعليق الدعاء بالمشيئة ، و كان مما ذكر أن كثيراً من الناس يعرفون حكم تعليق الدعاء بالمشيئة لكن الألسنَ درجت على تعليق كل شيء بالمشيئة ، و لما انتهى من التفصيل و البسط في هذه المسأئلة ، قال ( أسأل الله لكم التوفيق إن شاء الله ):D جرت على لسانه من حيث لا يشعر ..:)

ليث الغاب 07-02-2007 02:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها أبو حذامِ (المشاركة 541168)
أحسنت أخي الكريم!!

موضوع محل أهمية كبيرة

شكراً لكـ على مرورك أخي الفاضل .

وحيد المعنى 07-02-2007 02:21 PM

رائـــع جزاك الله خير

النادم 07-02-2007 02:29 PM

بارك الله فيك أبا عاصم .

وللأسف ، ينتشر هذا الخطأ كثيرًا جدًّا ، ويقع فيه حتى بعض الأفاضل والعارفين - ربما عن غير قصد - ، كما ذكر أستاذنا ( الصمصام ) .

شكر الله لك .

الفارس الملثم 07-02-2007 02:44 PM

بارك الله فيك ..
الخطأ شائع جدا ..

لا تحرمنا من رؤيتك أيها الغالي ..
فالشوق يجري مني مجرى الدم ..

ليث الغاب 07-02-2007 02:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام (المشاركة 541218)


جزاكـ الله خيراً أستاذنا الفاضل ..
أذكر مرةً أن الشيخ عبد الرحمن السند كان يتحدث عن تعليق الدعاء بالمشيئة ، و كان مما ذكر أن كثيراً من الناس يعرفون حكم تعليق الدعاء بالمشيئة لكن الألسنَ درجت على تعليق كل شيء بالمشيئة ، و لما انتهى من التفصيل و البسط في هذه المسأئلة ، قال ( أسأل الله لكم التوفيق إن شاء الله ):D جرت على لسانه من حيث لا يشعر ..:)


وإيـــاك .
فعلاً انطبعت بعض الألسن على مثل هذا .
وموقف الشيخ لا يحسد عليه :D

شكر الله لك مرورك اللطيف .

ليث الغاب 07-02-2007 02:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها وحيد المعنى (المشاركة 541335)
رائـــع جزاك الله خير

اللهم آمين وإيـــــــاك .

ابوعاصم 07-02-2007 02:56 PM

فعلاً هذا كثير ودارج عند الناس

بارك الله فيك

وبارك لنا في ماكتبت

المعتز بدينه 07-02-2007 03:02 PM

جزاك الله خيرا فلقد إبدعت
وبموضوعك أفدت

ولكن الذي ورد هو تعليق الحلف بالمشيئة حسب ما أعلم

وشكرا لكم

المدحدر 07-02-2007 03:07 PM

الذي ينبغي تعليق الفعل بالمشيئة اذا كان للمستقبل

( ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا. إلا أن يشاء الله ..)الاية سورة الكهف

وكذلك قصة الرجل الذي طاف على مائة امرأة ولم يقل ان شاء الله ......

جزيت خيرا على ماذكرت اخونا ليث الغاب ..

مُسعر قلم 07-02-2007 07:57 PM

مبحث ،
هل قول إن شاء الله أقصد بها التحقيق لا التعليق يختلف ..؟

لا أدري ، لكن أظن أنها تخضع للنية ، ومن عنده علم آكد في المسألة فليفد

.

الثعلب 07-02-2007 11:10 PM

جزاك الله خير ..

وفقك الله ..

ليث الغاب 08-02-2007 12:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها النادم (المشاركة 541341)
بارك الله فيك أبا عاصم .

وللأسف ، ينتشر هذا الخطأ كثيرًا جدًّا ، ويقع فيه حتى بعض الأفاضل والعارفين - ربما عن غير قصد - ، كما ذكر أستاذنا ( الصمصام ) .

شكر الله لك .

وفيك بارك أبا عبد الله .
وصدقتما .


: 12

ليث الغاب 08-02-2007 12:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها قناص الروس (المشاركة 541351)
بارك الله فيك ..
الخطأ شائع جدا ..

لا تحرمنا من رؤيتك أيها الغالي ..
فالشوق يجري مني مجرى الدم ..

وفيك .

إيش الإحراجات هذي :p
أنتظر اتصالك :)

ليث الغاب 08-02-2007 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها ابوعاصم (المشاركة 541363)
فعلاً هذا كثير ودارج عند الناس

بارك الله فيك

وبارك لنا في ماكتبت

وفيك.
حياك الله أبا عاصم وبياك .

ليث الغاب 08-02-2007 01:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المعتز بدينه (المشاركة 541366)
جزاك الله خيرا فلقد إبدعت
وبموضوعك أفدت

ولكن الذي ورد هو تعليق الحلف بالمشيئة حسب ما أعلم

وشكرا لكم

آمين وإياك.
تعليق الحلف بالمشئية شيء وتعليق الدعاء بالمشيئة شيءٌ آخر لكل منهما حكمه الخاص به .

قناص الفوائد 08-02-2007 01:36 AM

هذا بحث سبق أن قدم في الجامعة لعله يفيد هنا

أقوال العلماء في ( لا بأس طهور إن شاء الله )

======
مقدمة
في هذا البحث المتواضع الذي كلفني به الشيخ الدكتور : خالد المزيني وفقه الله لم أبذل في جهداً كبيراً فقط أوردت أقوال العلماء بشأن هذه اللفظة والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

قنـــــاص الفوائد







( 1 )
قال ابن حجر –رحمه الله -في كلامه عن شرح حديث العطاس :
((قوله يرحمك الله قال ابن دقيق العيد يحتمل أن يكون دعاء بالرحمة ويحتمل أن يكون إخبارا على طريق البشارة كما قال في الحديث الآخر طهور إن شاء الله أي هي طهر لك فكأن المشمت بشر العاطس بحصول الرحمة له في المستقبل بسبب حصولها له في الحال لكونها دفعت ما يضره قال وهذا ينبني على قاعدة وهي أن اللفظ إذا أريد به معناه لم ينصرف لغيره وان أريد به معنى يحتمله انصرف إليه وإن أطلق انصرف إلى الغالب وان لم يستحضر القائل المعنى الغالب وقال بن بطال ذهب إلى هذا قوم فقالوا يقول له يرحمك الله يخصه بالدعاء وحده )) 10 / 608
( 2)
قال ابن حجر- رحمه الله -في فتح الباري على كلامه على حديث الأعرابي :
وقوله إن شاء الله يدل على أن قوله طهور دعاء لا خبر 10 / 119
( 3)
قال العيني – رحمه الله - في عمدة القاري على كلامه على حديث الأعرابي :
((قوله إن شاء الله بمعنى الدعاء )) 16/14

( 4)
(33) وسئل‏:‏ - أي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -عن قول الإنسان في دعائه ‏:‏ ‏"‏ إن شاء الله ‏"‏‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول ‏"‏ إن شاء الله ‏"‏ في دعائه بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له وقد قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْلَكُمْ‏ }‏ فوعد بالاستجابة وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال ‏:‏ ‏:‏ إن شاء الله لأن الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته، أو بأن يرد عنه شراً، أو يدخرها له يوم القيامة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏)‏لا يقل أحدكم ‏:‏اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة ، وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له ‏(‏ ، فإن قال قائل ‏:‏ ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول للمريض ‏:‏ ‏( ‏لا بأس طهور إن شاء الله‏)؟‏
فنقول‏:‏ بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء وإنما هو من باب الخبر والرجاء وليس دعاء فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء‏.‏ والله أعلم‏.‏
( 5)
(34) وسئل‏:‏ - أي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(لا يقل أحدكم‏:‏ اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له‏)‏ وقوله ‏:‏ ‏( ‏ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله‏)؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ الحديث الأول صحيح، وفي لفظ ‏:‏ ‏)‏إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه‏(‏‏.‏ وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله ‏:‏ ‏)‏اللهم اغفر لي إن شئت‏(‏ تشعر بمعان فاسدة‏:‏

منها أن أحداً يكره الله ، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك ، ولذلك قال‏:‏ ‏)‏فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه‏(‏‏.‏ وأنت لو سألت رجلاً من الناس فقلت ‏:‏ أعطني مليون ريال إن شئت‏.‏ فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له ‏:‏ إن شئت‏.‏ وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسؤول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول ‏:‏ إن شئت ‏"‏ ‏.‏
أما ما جاء في الحديث الثاني من قول ‏:‏ ‏"‏ إن شاء الله ‏"‏ فهي أخف وقعاً من قول ‏:‏ إن شئت ، لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق‏.‏
فوجه الجمع أن التعبير بإن شاء الله أهون من إن شئت‏.‏
ويرد على ذلك أن هذا يفيد أن قول ‏:‏ إن شاء الله منهي عنه لكن دون قول ‏:‏ إن شئت‏.‏ فكيف يكون منهياً عنه ثم يقوله النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الثاني الذي ذكره السائل‏؟‏ وإن كان فيه نظر من حيث الصحة، لكن ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضاً يقول‏:‏ ‏)لا بأس طهور إن شاء الله‏(‏ ‏.‏ وهذه الجملة وإن كانت خبرية فمعناها طلبي‏.‏ والجواب أن هذه الجملة مبنية على الرجاء لأن يكون المرض طهوراً من الذنب وهذا كما في حديث‏:‏‏)وثبت الأجر إن شاء الله‏)‏‏.‏ فهو على الرجاء‏.‏



( 6)
السؤال: لماذا نهى النبي (عليه السلام) عن تعليق الدعاء بالمشيئة، وورد عنه قول: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
المجيب: الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
الجواب: ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله (صلى الله عليه وسلم): "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له" أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (7477). ولمسلم: "... وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" (2678).

وهذا على إطلاقه، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعو، والله (سبحانه وتعالى) لا مكره له، كما في الحديث.
وأمّا الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل على مريض يعوده قال: "لا بأس طهور إن شاء الله ... الحديث" (3616( فهذا الأسلوب أسلوب خبر، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة، مثال ذلك أن تقول: فلان رحمه الله، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة. بخلاف ما إذا قلت: فلان مرحوم، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء، والثاني خبر، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة.

( 7)
قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله في شريط له بعنوان أحكام الجنائز :
الخبر عند أهل اللغة والبيان قد يرد بمعنى الدعاء ومن هذا القبيل على الصحيح قوله  ( طهور إن شاء الله ) هذا خبر بمعنى الدعاء على الصحيح وقوله  إن شاء الله لأنه لم يكن الدعاء محضاً بدليل أنه ما قال طهوراً بالنصب قال (( طهور بالرفع )) أي أنت طهور ويحتمل أنه  قال أنت طهور إن شاء الله أي في واقع الحال.
( 8)
قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه معلقاً على فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك رقم ( 6 ) وذلك في ملتقى أهل الحديث .
:(قول الشيخ عبدالرحمن البراك أن قوله في الحديث (لاباس طهور ان شاء الله ) خبر وليس دعاء يختلف مع رأي الحافظ ابن حجر في فتح الباري(10/119) حيث قال(وقوله ان شاء الله يدل على أن قوله طهور دعاء لاخبر) انتهى كلام الحافظ
وقد يؤيد كلام الحافظ أنه قال في آخر الحديث (فنعم اذا ) فلو كان خبرا لشفى الرجل ولكن دعا له فلم يقبل الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم اذا
وعلى هذا قد يحمل ذكر ان شاء الله في هذا الحديث على التبرك بذكر الله وليس على الاستثناء والتعليق
والله تعالى أعلم )) .

خاتمة
هذا ما استطعت جمعه من أقوال أهل العلم ولولا ضيق الوقت لوجدت أكثر مما ذكرت ولكن حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ،،،
وفي نهاية البحث أتقدم بالشكر لشيخنا الفاضل بتكليفه لي بالبحث فهذا مما يفيدنا ويربطنا بالكتب وأهل العلم ويزيد من معلوماتنا وقدرتنا على البحث فجزاه الله عنّا خير الجزاء .
والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

ليث الغاب 08-02-2007 06:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها المدحدر (المشاركة 541371)
الذي ينبغي تعليق الفعل بالمشيئة اذا كان للمستقبل

( ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا. إلا أن يشاء الله ..)الاية سورة الكهف

وكذلك قصة الرجل الذي طاف على مائة امرأة ولم يقل ان شاء الله ......

جزيت خيرا على ماذكرت اخونا ليث الغاب ..

أحسنت وبارك الله فيك .

ليث الغاب 08-02-2007 06:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها مُسعر قلم (المشاركة 541541)
مبحث ،
هل قول إن شاء الله أقصد بها التحقيق لا التعليق يختلف ..؟

لا أدري ، لكن أظن أنها تخضع للنية ، ومن عنده علم آكد في المسألة فليفد

.

لعل أحد الإخوة من طلبة العلم هنا يفيدك .

ليث الغاب 08-02-2007 06:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها الثعلب (المشاركة 541608)
جزاك الله خير ..

وفقك الله ..

وإياك أخي الحبيب .

الفارس الملثم 27-01-2008 01:52 AM

أحسنتَ .

الأعمش 27-01-2008 02:10 PM


بارك الله فيك أخي على هذه الفائدة القيمة

وجعلها الله في ميزان حسناتك


الساعة الآن +4: 06:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.