![]() |
أستـــودع الـله فــي بـريـدة لي قمراً ......... بالقـصـيم مــن فـلـك الأزرار مطـلـعـه
[=4]
كـنـت أقـود سيـارتي على الـطـريق الـدائـري ... وكـانت السـاعـة تـشيـر إلـى الخـامـسـة والـنصـف عـصراً... قطـع عـليَ الـتفـكيـر رنـيـن هـاتـفــي المـحمـول ، كـان الـرقـم غـريـباً ، رددت عـليه ... فـإذا هـو زميـلـي عـبـدُالـله يـزفُ إلـيَ الـبشـرى التـي طـالـما انـتـظـرتها : (لقد نزل اسمك مرشحاً للتدريس هذا العام ) كدتُ أرقص طرباً من شدة الفرح ، فأنا لم أصدق أنني الآن قد أصبحتُ معلماً !! انطلقتُ إلى البيت مسرعاً لأبشر أهلي ، كانت سرعتي جنونية حتى ليخيل للرائي أن السيارة تكاد أن تطير.. لكن ... وأنا في غمرة الفرح ، ونشوة السعادة ، مرت أمامي صورة أمي الغالية ... وبدأتُ أتساءل في نفسي : إذا علمتْ أمي بخبر تعييني فهل ستفرح ؟ لاأظن ذلك . كيف ستفرح أمي وهي المريضة والمحتاجة إلى من يقوم على رعايتها وحمل شؤونها !! هل ستفرح أمي وهي التي لم تجف دمعتها بكاءً على أخي الذي توفـي قبل سنتين بحادث سيارة !! كيف تفرح أمٌ بفراق ولدها وفلذة كبدها !! كانت هذه الأسئلة تدور في رأسي وأنا في طريقي إلى البيت .. أما أنا فقد كنت أستطيع أن أحتمل كل شيء سوى أن أرى والدتي متكدرةً حزينة .. بعد دقائق وصلت إلى المنزل ، نزلت من السيارة وجسدي يتثاقل عن المسير ، ثم دخلت البيت بخطوات متباطئة ... كان الأهل جالسين في صالة المنزل ، سلمت عليهم وأخبرتهم الخبر ... ضج المكان بالفرح ، وبدأت التهاني تأتيني ، والتبريكات تنهال علي ... حانت مني التفاتة مفاجئة إلى والدتي فإذا هي مطأطئةً رأسها .. اقتربت منها قليلاً فأشاحت بوجهها عني ... اقتربت أكثر وأكثر .. لكنني صعقت من هول مارأيت ... لقد كانت أمي تحاول إخفاء دمعتها الحزينة كي لاتكدر علي فرحتي .. !! نعم لقد كانت تمسح عن خدها الطاهر دمعاتها الحزينة ..!! لقد كان خمارها الطاهر يخبئ معه كثيراً من الدموع والعبرات ..!! لم أستطع أن أحتمل مرآها وهي تسبل عبراتها .. قلتُ لها : يا أماه والله لاأمضي إلى هذا الأمر مادام أنه يسوؤكِ أو يحزنك . لكن هذه الأم العظيمة ألزمتني وأقسمت عليَ أن أمضي إلى رزقي حيث قسمه الله . وجاء الموعد المحدد للرحيل، فكان الفراق : لا تــعـذلـيـــهِ فـــإن العـــذل يولــعــه ............ قـد قـلـتِ حـقـا ً، لـكـن لـيس يـسـمعه جــاوزتِ فــي لومـــه حــداً أضــر بـه ............. مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم يـنـفـعــه فـاستـعـملي الرفـقَ فـي تأنـيــبه بــدلا ً............ مــن عـذلـه فـهـو مـضنى الـقـلـب موجعه قـــد كان مـضـطـلعاً بالخطـب يحملــه .............. فــضيِّقــت خطــــوب الدهـــر أضلعــه يكـفـيه من لـوعةِ التـشـتـيت أن لـــه .............. مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه مــا آبَ مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه ................. عـود إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل .............. مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعــه أستـــودع الـله فـــي بـريــدة لي قمراً ............. بالقـصـيم مــن فلك الأزرار مطلـعـه ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي ............. صــفـــو الحــيـــاة ، وأنـــي لا أودعــه وكـم تـشـبث بـي يـوم الـرحيـل ضحىً ............. وأدمُــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه اعـتـضـتُ عـن وجـه أمٍ بعد فـرقـتـه ............. كـأســـاً أُُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه كــم قـائـلٍ لـي ذقـت الـبـين ، قـلـتُ لـه ............ الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـــدهـا ............... بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه .............. بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه لا يـطـمئـن لـجـنبـي مـضـجـعٌ ، وكـــذا ........... لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني ............ بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه حتى جرى البين فـيـما بـيننا بَيَــدٍ ............. عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه قـد كنـت مـن ريـب دهـري جـازعـاً فـرِقاً .............. فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ ........... عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعـــه عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا ............. جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه ..............فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله نصنعـــه (القصيدة ليست لي ، وقد قمت بالتعديل عليها) |
بارك الله فيك
ورزقك الله البر بوالديك وأمد بأعمارهم على طاعته وجمع الله شملكم في الدنيا والآخرة |
قصيده مبكيه جداااااااا :eek5
|
فعلاً قصة مبكية ..
أسأل الله أن يجمعك بأمك ويرزقك برها ... ننتظر المزيد .. |
ياكساب اكسبك الله بر والدتك المفروض ان المو ضوع هذا قبل السابق عندما ذهبت الى التدريس |
الله يخليك لــ لأميمك ... والله يرزقك بره .. وحقيقة قصيدة .. محزنة . وعموماً ما أصعب الفراق .. كيف إذا كان فراق فلذت الكبد ( الأم ) دمت عزيزي كساب |
http://www.fzaa3team.com/Dawnld/uploads/4b24b8ed93.gif واللـــــــــــه يـــــــوفـــقـــكــ دنــــيـــا وآ خــــــــــــره ...... يـــــــــــــــاربـــ والله انـــه دعــــوهـ طـــــــالــعــهـ مــــنـ قـــلــــبــ ... اللــــــه يــــــــدخــــلــكــ الــجـــنــهــ ... واللـــــه يـــخــلـــيــ لــكــ أمـــكــ ويــخــلــيــكــ لــهــ ويــحـفــظــكــمــ .... آآآآآآآ مـــــيــن ... صارت السالفه دعاوي لكن غصب علي عجزت اتحمل الموقف ... يسلمــــوا خـيــوا ... |
الأخ أبو إبراهيم : شكـراً لك على دعوتك الصادقة ... وأسأل الله أن تلقى باباً مفتوحاً ... |
وفقك الله الى مايحبه ويرضاه
|
الأخ أبو حمد : شكراً لكَـ عَلَى المُُرور ... |
جهينة :
آمـين .. وبإذن الله لديـنا المزيد :) |
أخو دريحم : كلامك وافتراضك في محله ... لكن هي خواطر عابرة لم أرتبها ... ^ ^ أشكرك من الأعماق على المتابعة . |
الجني العبد : آمـين ... فـعلاً مـا أمر فراق الأم وما أصعبه ... شكراً لكـ على المرور . |
كلمات صادقة تحرق القلب ..
فليس في قلب الأم نعيم مثل أن ترى فلذات أكبادها ملتمون حولها ،، محيطين بها .. ولكن سنة الحياة ـــ ألا تدوم على حال ..:eek5 عموماً موضوع جميل وأسلوب شيق .. غفرالله لك أخي كساب .. واكسبك بر والدتك .. وجعلك تدرس عن بيتها .. ولا تنس أنك في أمانة .. وفي ميدان عظيم من ميادين الدعوة فالله الله .. تقبــــــــــــــــــــــ ت ح ي ا ت ي ـــــــــل : 12 |
الأخت تالي حياتي موووت : أشكـركـ علـى هـذه الدعـوات التـي مـن الـواضـح أنـها نـابـعـة مـن الـقلـب ... ولـعلها أن توافـق سـاعة إجـابة .. ِشـكـرأ لكـ على الـمرور . |
الأخت تغاريد نجد : شـكراً لكـِ عَلَى المُـرور . |
الأخ السراج007 : فـعلاً سنة الحياة ألا تدوم على حال .. أشكـرك على هـذا الثناء العطر على الموضوع والأسلوب .. فــعـلاً نـحـن فـي ميــدان عـظيـم مـن ميـاديـن الـدعــوة ونـسـأل الـله الإعـانـة . الـشكـر لكـ علـى الـمـرور و النصـيـحـة. |
قصيدة حزينة.. ورزقنا الله واياك البر بأمهاتنا.. . . |
مبارك لك أخي كساب , والله أسأل لك التوفيق في بر أمك وفي العمل الجديد . . . لعلي أشارك في إبداء الآتي : لو كنت جئت بالكل ثم بالجزء لكان أولى , فتقول : أستودع الله في القصيم لي قمرًا = = = ببريدة من فلك الأزرار مطلعه إذ إن أصل البيت : أستودع الله في بغداد لي قمرًا = = = بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه فالكرخ محافظة , وفلك الأزرار حي من أحياء هذه المحافظة , وليس المقصود خروج الوداع من بين أزرة القميص كما أخطأ بعض الشراح المصريين هداهم الله . . . ملحوظة مستملحة : لو علم محمد بن زريق الغدادي بهذا التحريف لقتلك ؛ ذلك إنها القصيدة اليتيمة له , فلم يحفظ الأدب له سواها .......... ذكرتني بها فأثرت شجوني ........ |
السلام عليكم
أسال الله أن يعجل برجوعك إلى أمك وكل غائب مسلم .. اضع بين أيديكم رابط للقصيدة الأصليه (للفائدة ) .. http://www.adab.com/modules.php?name...hqas&qid=67171 تحياتي |
لم أستطع أن أتمالك دموعي .. أسأل الله أن يفرج همها وأن يعوضها فيكم خيرا
وأن يرزقكم برها .. |
الله يخليلك لامك ويرزقك بره
دمعتي سقطت وانا اتخيل الموقف لانك ذكرتني بعزيز علي نفس موقفك وكانت امه مريضة جدأ لايتحمل الذهاب عنها ولكن حب الام لابنها الزمته على الذهاب الى رزقه الذي كتبه الله له |
كساب
أسلوبك يشد القارئ بشكل رائع لكن لو لم تورد البيت الذي اقتبسته من قصيدة ابن زريق وجعلته يتناسب مع حالتك لكان الأمر أفضل !! لأنك كسرت البيت ، فلم تبق فيه لبنة سليمة أستـــودع الـله فـــي بـريــدة لي قمراً ............. بالقـصـيم مــن فلك الأزرار مطلـعـه قرأت الردود على عجل لعلي أشاهد من ينبهك إلى هذا الأمر ، حتى وصلت إلى اسم عريق في هذا المنتدى ، يدعى أنه من أدباء الزمان الذين لا يشق لهم غبار في ميدانهم فقلت لعل وعسى ، فعجبت من هذا التعقيب اقتباس:
اقتباس:
شكرًا لكم , وسعيد بالحوار الهادف معكم . . . |
أخي الأسمراني : شكراً لكـ مرورك الكريم . |
أخي أحمد المهوس : أشكرك على المباركة والتهنئة .. وأما ما اقترحته مشكوراً من أفضلية تقديم الكل على الجزء أو العموم على الخصوص في البيت الذي ذكرتَه فإن هذا لم يغب عن بالي ، وكم كنت متردداً في هذه النقطة بالذات ... لكني ارتأيت أن تقديم بريدة على القصيم أفضل من ناحية الجرس الموسيقي .. شكـراً لكـ على الملحوظة . |
الأخ وحـيد100 : آمـين .. ومشكـور عـلى الرابط ... |
الأخ أبو ثامر: يبدو أنك تملك قلباً رقيقاً .. جزاك الله خيرا على دعواتك . |
الأخ جساس : أعتذر إن كنت أحزنتك ... فعلاً الأم قد تتنازل عن صحتها وعافيتها لأجل إرضاء ابنها .. شاكر لك مروركـ .. |
أخي العصفور الأنيق : أولاً : أشكرك على الثناء بخصوص الأسلوب ... ثم لعل ابن زريق لايعلم بهذا الكسر في أبياته والا لأقام الدنيا ولم يقعدها .. :) شكراً لكـ على التنبيه .. |
الله يرزقك البر بوالديك
|
ماشاء الله على الاسلوب الرائع ورزقك الله برا بولديك واللهم احفظهم لك,,,
|
إهداء إلى أخي كساب وإلى القراء . . . من أرشيف أيام الجامعة , المستوى الثاني . . . قراءة في قصيدة محمد بن زُريق البغدادي يعد الشاعر والكاتب ابن زريق البغدادي ( ؟ - 420 هـ ) من الشعراء الذين ذهب شعرهم في غيابة الجب كغيره من بعض الشعراء , ولا ينقل لنا الأدب سوى قصيدة يتيمة له , وهي من عيون الشعر العربي , لما تحمله من ألم صاخب , وحرقة موجعة , وقد أودع فيها كوامن عواطفه المنصبة في حزنه على فراق زوجته , وعلى ترك الوطن , مكتويًا بنار الغربة المؤرقة , كان _ رحمه الله _ من أهل بغداد , وكان حديث عهد بزواج , وقد أزمع الترحال إلى الأندلس لعله يصلح من حاله الفقيرة , وقد عذلته زوجته في العدول عن قصد السفر . بيد أنه لم يجد من السفر بدًّا , فرحل , ثم كانت منيته في الأندلس ؛ إذ لم يعد من سفره هذا , وهو لم ينل ما كان يرجو من صلاح الحال المادي , حيث خاب سعيه , وتقطعت به الأسباب , ووجدت هذه القصيدة في جيب قميصه , حيث روي أنه مدح أحد الخلفاء الأمويين بقصيدة رائعة , فلم يعطه شيئًا ذا بال , كان الخليفة يريد أن يمتحنه , فلربما كان من الأعداء المتملقين , فلم يلبث كثيرًا حتى مات غمًّا وكمدًا . على أني أرجح أنه من المعتنقين لمذهب الرافضة , ولا أجد دليلاً على هذه الدعوى إلا محل سكناه في الكرخ , وتحديدًا في حي فلك الأزرار ؛ ذلك أن الحي شهير بهذه الفرقة , فإنها مسكن أنصار الوزير ابن العلقمي الذي خان آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله سنة ( 656 هـ ) , إذ كان له دور كبير في سقوط بغداد حين أخذ يراسل زعيم المغول ( هولاكو ) , ثم إن عزوفه عن مدح الخليفة العباسي المعاصر له في بغداد يرجِّح هذا الرأي , وكم كان بودي أن له أكثر من قصيدة حتى أقف على هذا الرأي جيدًا . يبدأ ابن زريق قصيدته بطلب عدم اللوم من زوجته , فهو عازم على السفر بلا منازع , وأن لا تلح في لومه وتوبيخه , فقد ضاقت به الحال في بغداد , وأن قولها ولومها حق , إلا أنه لم يركن إليه ويصيخ , يقول نادمًا ومتحسرًا وهو في غربته : لا تـعذليه فإن اللـوم يولعه قد قلت حقًّا ولكن ليس يسمعه جاوزت في لومه حدًّا أضرَّ به من حيث قدَّرت أن اللوم ينفعه نعم ؛ لقد اجتهدت زوجته في ثنيه عن العزم على السفر , ولكن لا مناص من الترحال الذي رأى أنه بد مما ليس منه بد , ثم يطلب من زوجته أن تترفق في عذله , فقد أثخنت الجراح قلبه وكوامنه , يقول : فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً من عنفه فهو مضنى القلب موجعه قد كان مضطلعًا بالخطب يحمله فضـيقت بـخطوب البين أضلعه وبما أنه قال هذه القصيدة وهو في الغربة في الأندلس , فهو يأمل من زوجته ألا تلومه ؛ لأن عذاب الغربة قد سطا على أحاسيسه , فكل يوم يمر هو عقاب الترحال , يقول : يكفيه من لوعة التفنيد أن له من النَّوى كـل يـوم ما يروِّعه ثم يرسل وداعه بعد أن أحس بدنو أجله إلى زوجته التي لم توافقه على السفر وهجرها , يودعها بوداع صادق من قلب تقطع حرقة وألمًا , يودعها بمحل إقامتها , وكم كان يتمنى لو مات قبل هذا الوداع المضني , يقول : أستودع الله في بغداد لي قمرًا بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه ودعته وبـودي لو يـودعني صفـوُ الحـياة وأني لا أودعه ثم يصف لحظة الفراق بينه وبين زوجته , فهي غير راضية عن سفره , وهو عازم لا محالة , بل إنه مكره أخوك لا بطل , ثم تفيض عيناهما بالدمع السخين ألمًا من الفرقة والتشتت وبعد السفر , فبغداد في الشرق , والأندلس في الغرب , لقد تعلقت به مودعة , وكأنها قد أحست أن هذا السفر لا رجعة منه , وحدس الزوجات كثيرًا ما يصيب , وهو أمر مشاهد للعِيان , يقول : وكـم تشـفَّـع أني لا أفـارقه وللضـرورات حال لا تشـفعه وكم تشبث بي عند الرحيل ضحًى وأدمـعي مستـهلات وأدمـعه وبعد أن أحس بضياع ما أعطاه الله من الزوجة المحبة , أخذ يتألم من فداحة ما قام به , حيث أناله الله ما يشبه الملك , بيد أنه لم يوفق إلى المحافظة عليه , ومن كان هذا حاله فلا ريب أن هذه النعمة ستزول عنه في يوم من الأيام , يقول : أُعطيت ملكًا لم أُحسن سياسته كذاك من لا يسوس الملك يخلعه ومن غدا لابسًا ثوب النعيم بلا شكر الإله فـعـنه الله ينـزعه ويتحسر على الفرقة مرة أخرى إذ سامته المواجع , ثم يلوم نفسه , فالذنب ذنبه وليس ذنب البعد , وكم كان يود لو أقام في بغداد ولم يسافر , يقول : اعتضتُ عن وجه خلِّي بعد فرقته كأسًا أجرع مـنها مـا أجرعه كم قائل لي ذنب البين قلت لـه الذنب والله ذنـبي لست أدفـعه هلاّ أقمت فكان الرُّشـد أجمعه لو أنني يـوم بان الـرشد أتبعه !! إني لأقـطع أيـامي وأنفـدها بحسرة مـنه في قلـبي تـقطـعه وعندما يأتي الليل , ويرخي سدوله , يعلوه الأرق , وتذهب به اللوعة مذاهب اليقظة , فلا نوم إلا لمامًا , يقول واصفًا حال ليله قبيل هجوعه إن كان يهجع , ويعلم يقينًا أن زوجته تقاسي ما يقاسيه : بمن إذا هجع الـنوّام بـتُّ له بلوعة منه لـيلي لسـت أهجعه لا يطمئن لجنبي مضجع وكذا لا يطمئن له مـذ بِنْتُ مضـجعه ثم يتساءل , هل يمن عليه الزمان بالرجوع إلى بغداد ؟ ! فيسكن إلى زوجته في منـزلهما , معيدًا الأيام الخوالي , يقول : هل الزمان معيد فيك لذتنا ؟ أم الليالي التي أمضته ترجعه ؟ وبعدُ , فيصدع بأمنيته أن يعود إلى زوجه , باثًّا حزنه إلى الليالي التي تبدلت , ولم يكن له سوى الإيمان بقضاء الله وبقدره , وأن ما قدره الله كائن لا محالة , فإن كتب له الله الرجوع فسيرجع , وإلا فالفراق جاثم بلا لقيا أو تزوار , يقول : علَّ الليالي التي أضنت بفرقتنا جسمي ستجمعني يوماً وتجمعه وإن تنل أحدًا منـا منيَّـته فما الذي بقضاء الله يصـنعه رحم الله ابن زريق البغدادي , فقد كان مخلصًا في قوله وحبه لزوجه , كما أن عاطفته لم تخذله, بل جاء شعره بنبض صادق , ولوعة تتقطع لها القلوب وتتفطر حسرة وحزنًا مفرطًا . |
أخي المملوح :
جزاكـ الله خيرا |
أخي الكابتن : أشكرك على الثناء العطر ... جزاك الله خيرا . |
أخي أحمد المهوس : معلومات قيمة هذه الذي أتحفتنا بها مشكوراً .. مع أنني أحببت أن أسأل : هل تدَرس هذه القصيدة في المستوى الثاني من قسم اللغة العربية ؟ |
الرجاء ممن سمى نفسه بالجني أن يغيرهوأن يحذف الكاريكتير
|
الساعة الآن +4: 01:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.