![]() |
حقيقة ... خلف أبواب الجوامع ( 2 – 2 ) !
[align=justify]
.. ولا زال عقلاء الأمة من العلماء العاملين ، والعُبَّاد المخلصين ، وكل من يستشعر مراقبة الله - عز وجل - ويحرص على حياة قلبه ؛ يذكرون الموت ، وينتظرون نزول الملائكة المكلفين بانتزاع أرواح بني آدم عليهم ، ويستشعرون أنهم سيرونهم ، وأنه لا مهرب من مقابلتهم ، ويحملون همَّ مصيرهم في وقت اللقاء الذي لا مناص عنه ؛ هل هم ملائكة الرحمة ، أم ملائكة العذاب ، هل تُسل أرواحهم كالقطرة من فمِّ السقاء ، أم تنتزع أرواحهم كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل ، وتنزع نفسه مع العروق ؟ أصدق وصف قيل في الموت ( هادم اللذات ) ، حقًّا ... كفى به واعظا ؛ بل وزاجرًا لكل متكبر على طاعة الله – تعالى - ، متعال على حياة الاستقامة ، مغرور بشخصيته أو مركزه أو علمه أو هواياته أو جماله أو غناه أو شهرته ، مفتونا بحياة أحلت له سماع الحرام ، ورؤية الحرام ، وقول الحرام والاعتياد على ذلك كله على مدى سنوات عمره الماضية ، وعدم التفكير في الإقلاع عنه في اللحظة الحاضرة ؛ بل وفي المستقبل كذلك ، وبناء العلاقات التي تسمح له بالانغماس سريعًا في معصية الله تعالى ، بطيئا عن طاعته سبحانه ؛ لا ينظر لنصيحة واعظ ، ولا لموعظة ناصح ؛ بل يقترف المعصية ، وإذا فكر بما يبعده عن لذتها ، فلا يرى إلا أنه قد خالف فتوى لعالم ، أو نصيحة لـ ( مطوع ) ... فقط ! أما النظرة السماوية ، ومراقبة السميع البصير ، وأنه اقترف ( معصية ) تكتب في سجل ( سيئاته ) ؛ فلا يفكر بها ، فهي تبدو في عقله الباطن أمرًا عتيقا ، من قديم الفكر الالتفات إليها ، وكيف يلتفت إليها ولا يعرف عنها إلا نصوصا مكتوبة قد انتزعت روحها في كتاب التوحيد الذي درسه في أيام ولت . ( الله - سبحانه وتعالى - أرسل إلينا رسولا ؛ فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ) هذه - وأمثالها - من جمل عقيدتنا لا تعدو عن كونها - في واقعنا - جملا جافة عتيقة ، لا تعني لقلوبنا وأفكارنا الكثير ؛ مع أنها من أبجديات (( عقيدتنا )) ، وأن هذه الجمل تعبر عن واقع ينتظرنا ، خاتمة أمره حياة سرمدية تنتظرنا ؛ فإما في نعيم الجنة ، أو جحيم النار ، بالله عليكم ! هل استشعرنا ما تعنيه ( نعيم الجنة ) و ( جحيم النار ) ، وحتى إذا فكر بأنها معصية لله – تعالى - ، جاءك الرد سريعا : الله غفور رحيم ! خاب قوم يقترفون المعصية ثم يتبجحون بأن الله غفور رحيم ، ويجعلون هذه الكلمة الربانية الصحيحة حجة لإصرارهم على معصيتهم لله تعالى ، الله غفور رحيم للذين تابوا إليه ، وعملوا بشروط التوبة ، لا لمن قالوا : الله غفور رحيم ، ولم يطرأ على بالهم أن يتركوا ( معصية الله ) . وخاب قوم آخرون يحدثون أنفسهم حديث الخذلان حين تجدهم يرددون : هي معصية ، ندخل نار جهنم بقدر ما عصينا ، ثم ندخل الجنة ! أي خذلان هذا ؟ حين يهون المسكين من عقوبة الجبار وهو - كما قال تعالى - : ( شديد العقاب ) ، و أنه - عز وجل - : ( لا يعذب عذابه أحد ) و أن عذابه ( هو العذاب الأليم ) ، نعوذ به من عذابه . ثم تجد أحدنا يبطئ في طاعة الله - سبحانه وتعالى - ؛ ثم يخدع نفسه بأن هذا طريق قوم معينين يسميهم ( المطاوعة ) ، وأنه ليس لديه نية في الدخول معهم ؛ وكأن طاعة الله - تعالى - قد وقفت على أولئك ، ورُبطت بهم ، والدخول معهم ، والله - جل وعلا - يُقسِّم عباده فيقول - سبحانه - : ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) ، ’’ ( فمنهم ظالم لنفسه ) بالمعاصي ، التي هي دون الكفر . ( ومنهم مقتصد ) مقتصر على ما يجب عليه ، تارك للمحرم . ( ومنهم سابق بالخيرات ) أي : سارع فيها واجتهد ، فسبق غيره ، وهو المؤدي للفرائض ، المكثر من النوافل ، التارك للمحرم والمكروه . ‘‘ ؛ من هنا فلتضع نفسك ، ولتحدد همتك ، ثم لتحدد بشجاعة مستقبلك الأخروي إذا نزل بك ( هادم لذاتنا ) وأنت على حالك هذه . المسألة لا تتعلق بإرخاء اللحية ، أو تقصير الثوب ، أو الاشتهار بالعلم ، أو بالجهاد ... لكي تكون من السابقين بالخيرات ، لكن المسألة تتعلق بحياة واحدة ، وفرصة يتيمة ، هي هذه الأيام التي تعيشها ؛ والتي عملك فيها ، ومنهجك ، وإيمانك ، هو الذي يرسم لك تلك الحياة السرمدية التي تنتظرك في الآخرة . دعوكما من الناس يا أخي ويا أختي ، وتجاهلا آثار المخالطة الاجتماعية ، وخضوع البشر لتقويم البشر ؛ ولتحاسب نفسك وحيدًا ، فأنت ستدفن وحيدا ، وتسأل وحيدًا ، وتحاسب وحيدا ، ولنسأل أنفسنا هذا الأسئلة : هل بقي لي من عمري أكثر مما مضى ؟! هل كنت صالحًا فيما مضى ، أم عاصيا أتكئ على رحمة الله – عز وجل - ؟! وهل أحس من قلبي صلاحًا أرى آثاره بادية في عبادتي وكلامي وبعدي عن معصية الله – تعالى - ؟! وماذا سأعمل فيما بقي من عمر؟! إذن .. فالمسألة لا تتعلق بالظواهر ( فقط ) ؛ بل بالظواهر والبواطن ، ومن صلح باطنه سيصلح ظاهره بنص السنة . والله أن ما بقي من حياتنا هي الفرصة التي يجب أن نستغلها ... هي الفرصة يا قوم ! نظرة صادقة لسيرنا في هذه الحياة تكشف لنا أمورًا اعتدنا على تجاهلها ، ما حالنا مع الصلوات الخمس ، والتي ( إن صلحت صلح العمل كله ، وإن فسدت فسد العمل كل ) نعم ... نص آخر عتيق عندنا ، لكنه مصيرٌ سينتظرنا لا محالة ، هذه الصلاة ( التي تعلق مصير أعمالنا الصالحة بمصيرها ) ما حالنا معها ( التبكير لها – الخشوع فيها – محبة وقتها ... ) . ما حالنا مع كتاب الله – عز وجل - ، الذي يكون مصير هاجره العيشة التعيسة في الدنيا ، والعذاب الأليم في القبر ، وطمس بصره يوم الدين ، أقف مذهولا أمام مقولة لأحد الصالحين يقول فيها : " لَنَقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن " ، أسأل سؤالا قد يكون غريبا على هاجر كتاب الله - سبحانه وتعالى - : هل فكرت بأن تحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله – سبحانه وتعالى - ؟! هل قررت أن تجعل لك حزبًا يوميا لا يهم مقداره بقدر ما يهم تدبرك له ، وعملك بما فيه . لتكن العطلة الصيفية القادمة صفحة بيضاء نقية ، ومنعطف مهم في حياتنا ؛ وذلك بقرار إصلاح حالنا مع ( الصلاة ) و ( كتاب الله - عز وجل - ) . ما حالنا مع ألسنتنا ؟! هل اللعن والسب والكلام الفاحش البذيء قد خالط لعابنا ، وتعلق بأوتار أصواتنا ؛ فصرنا لا نبالي أن نتفوه بفاحش القول ، وقبيح الأحاديث ؟! ما أخطر هذا اللسان ؛ قال الذي لا ينطق عن الهوى : ( وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم ) ، ( إن أحدكم ليلقي بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا ) ، أحد السلف حضرته الوفاة ( وأنا أكتبها من حفظي ، فاعذروا إن أخطأت ) ، لا ... ليس بالهين أن أقول : حضرته الوفاة . هذا يعني أن هذا الذي نتكلم عنه قد قاربت حياته على الانتهاء ، وستخرج روحه ... إنها لحظة عظيمة مخيفة ، أقول : حضرت هذا الصالح الوفاة فبكى حتى اشتد نحيبه ؛ فزُجِر من قبل أصحابه وذكروه بالله ، وأنه قادم على رحيم غفور ... ، فقال : أما والله أني أعلم ما قلتم ، لكني أخشى أني عملت عملا ، أو قلت قولا هان لدي فنسيته ؛ وهو عند الله عظيم ! .... رحمة الله عليه ما أذهنه . ولا زلنا نسير ... ونسير ... ونسير ، ومع كل يوم يمضي نقترب من حتفنا وموتنا ؛ إلا أنه أكره الحديث لدينا – مع هذه الحقيقة - هو حديث الموت ، وأبغض منطق لدينا وأثقله هو منطق الوعظ .. سبحان الله ! أطلت الحديث وفي الفكر بقية ، ولا والله لا أدعي الكمال حين أتحدث بهذا الحديث ، أو أبرء نفسي ، أو أظهرها بمظهر مثالي .. ؛ بل والله أن هذا الحديث أعظ به نفسي الغافلة صدقا ، وأزجرها ... لعل وعسى ! غفر الله لي ولكم ، وأصلح شأننا ، وأعاذنا من شرور أنفسنا ، وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأعتق رقابنا ورقاب والدينا وأحبابنا من النار . آمين وصلى الله على الحبيب وسلم .[/CENTER] |
.. محطة لمحاسبة النفس ، و تقييم الأرباح ، و رصدها وتعويض الخسائر .. و المواعظ سياط القلوب ، فطوبى لمن استجاب للموعظةِ الكبرى - كتاب الله تعالى - تحيةً لك على هذا المقال المُرصَّع بنصوص الوحيين ، ليكون أبهى حلة تكسو هذا المنتدى روعةً و جمالاً .. |
بارك الله فيك .. وجزاك كل خير اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم .. صراط الذين انعمت عليهم 0 |
[align=justify]الصمصام ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرا على طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .[/CENTER]
|
اثابك الله اخي الثـائر الاحمر
ونفع الله بك وبما قلت وتقول وجعله في ميزان حسناتك ولكن اين القلوب التي تعي ........... اين العقول ............ اين العيون التي تدمع تفريط وتأخير في الصلوات .......... واهدار للاوقات .............. وكثرة كلام بالاخرين ......... وهجر لكتاب رب العالمين ......... وصد عن سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ................ والركض خلف المبطلين .......... وتقليد للفاسقين والكافرين .... اللهم ردنا اليك رداً جميلاً وتب علينا واهدنا الصراط المستقيم وارحمنا برحمتك واخواننا المسلمين اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنو اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا اللهم اشرح صدورنا ويسر امورنا واذهب غيض قلوبنا اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا اللهم اصلح لنا النية والذرية وجميع المسلمين |
جزاك الله خيرا ورفع قدرك
ما أحوجنا لمثل هذه المواضيع التي تحيي القلب وتوقضنا من الغفلة |
[align=justify]أبو ثامر ’ آمين ... شكرا على طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .[/CENTER]
|
[align=justify]ما أجمل الأخلاق ’ أهلا بك أخي الفاضل ، أشكر لك جميل مرورك .[/CENTER]
|
تسجيل حضور ولي عودة إن شاءالله .
|
[align=justify]قرناس ’ أهلا بك أخي الفاضل ، أشكر لك جميل مرورك ، وفقك الله تعالى .[/CENTER]
|
[align=justify]النهيم ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وبانتظار عودتك وفقك الله تعالى .[/CENTER]
|
جزاك الله خير والله يهدينا
|
[align=justify]دحيم الفزعة ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرا على طيب مرورك .[/CENTER]
|
بعد قراءة الموضوع أقول جزاك الله كل خير وأسأل الله أن يثيبك ولا يحرمك الأجر .
|
[align=justify]النهيم ’ آمين .. وإياك أخي الفاضل ، شكرًا على طيب مرورك .[/CENTER]
|
الساعة الآن +4: 12:04 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.