![]() |
( الجزء الثاني ) : مفاهيم شرعية خاطئة ( 2 )
( الجزء الثاني ) : مفاهيم شرعية خاطئة (2) استكمالاً لتصحيح بعض المفاهيم الشرعية الخاطئة عند الكثير من الناس , وبعد أن تحدثنا عن أول مفهوم خاطئ على الرابط التالي : مفاهيم شرعية خاطئة ( 1 ) هانحن نتطرق إلى مفهوم شرعي خاطئ آخر . يعتقد الكثير من الناس – بما فيهم بعض العلماء وطلبة العلم – أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . وهذا المفهوم غير صحيح , ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأظن أنه ورد ما يشبه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلم عن صحة ثبوته عنه . على أي حال : هذه العبارة لا يمكن اعتبارها بهذا الإطلاق , بل هي عند التأمل أقرب إلى الخطأ منها إلى الصواب .. ويضعفها ما يلي : لو قلنا إن مجرد تكرار الصغيرة , يجعلها كبيرة فإن معنى ذلك ألا تبقى صغيرة من الصغائر إلا وصارت كبيرة , لأن الصغائر تتكرر عند الكثير من الناس . كما أننا لا نعلم الحد الذي تصبح فيه الصغيرة كبيرة , فالأمر غير منضبط . بل لو سلمنا جدلاً بعلمنا للحد الذي تصبح فيه الصغيرة كبيرة , فلازم هذا القول أن ارتكاب الصغيرة بعد تجاوز هذا الحد يجعلها بحد ذاتها كبيرة جديدة !! والله أعلى وأعلم . وتقبلوا تحياتي 00 المتزن |
بهذي أنت صدقت ، بعض الناس يحسب الإصرار على الصغيرة يعتبر كبيرة .
شكراً لك . |
باركك الله فيك أخي المتزن ,’ واصل في بيان مثل هذه المفاهيم الخاطئة |
اقتباس:
مشكور كثريش وانا اخوك على تعليقك ,, وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
|
جزاك الله كل الخير واتمنى لك التوفيق في الدنيا والاخره تقبل مرووري
|
بورك فيك وحبذا لو تصدر موضوعك بالبسملة .. وأشكرك على هذه الفائدة ولكن هل قرأتها في كتاب معين أو سمعتها من شخص معين ؟ أكون لك شاكراً إذا ذكرت المرجع ... وأخيراً أعمل بقول الشاعر : إذا أفادك إنسان بفائدة من *** العلوم فأدمن شكره أبدا وقل فلان جزاه الله صالحة *** أفادنيها وألق عنك الكبر والحسدا فجزيت خيراً ورزقك الله رزق الدنيا والآخرة .. ما نقدر نقول وزوجت بكراً تزعل علينا مدامك ... |
بارك الله فيك .. أخي الفاضل .. إذن هل مقولة ( لاصغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الإستغفار ) خاطئــة ؟؟؟ لأن معلمة مادة الفقه حفظها الله دائماً ترددهـا على مسامعنا ,, وأشكرك جزيل الشكر على موضوعيك مفاهيم شرعية خاطئة 1 , 2 .. |
جميل أبو فهد بس ياليت يكون كلامك مؤصل أكثر كأن تعرف كلاً من الكبيرة والصغيرة وتذكر أقوا العلماء حول هذا المفهوم .. ليستوفي الموضوع حقة وتكون المعلومة صافية . ولنتذكر دائماً [ لاتنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمت من عصيت ] متشكرين |
الواقع أن تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر حسب التعريف الاصطلاحي المشهور فيه نظر سوا ما جاء النص بتسميته كبيرة أو موبقة وذلك أن ما يحدد حجم المعصية ما يقوم في قلب الإنسان حال مقارفته المعصية فالبغي من بني إسرائيل عادلت كافة زنواتها شربة ماء لكلب والعابد من بني إسرئيل أحبط صلواته في السنوات الثمانين كلمة قالها فلا مقياس والله أعلم لحجم الذنب إلا ما جاء تحجيمه بنص كالسبع الموبقات وأكبر الكبائر وغيرها أما الباقي فحده فيه نظر ويحتاج مراجعة.
الواجب على المسلم أن يراعي قلبه أولاً وقبل كل شيء ويكثر من الاستغفار ويتوب من كل ذنب والله غفور رحيم, أما مقولة أن " الإصرار يصير الصغيرة كبيرة" يهزها صريح الحديث: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) الحديث في الصحيحين. طرح جميل يساوي |
شكراً لك أبا فهد .
ولكن ورد في النصوص ما يدل على أن لهذه القاعدة أصلاً ومن ذلك قوله تعالى : { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } وكذلك جاء حديث ( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ) فقد رواه الديلمي في مسند الفردوس والقضاعي في مسند الشهاب من حديث ابن عباس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي سنده ضعف ، وجاء أيضاً عند البغوي وغيره من حديث أنس مرفوعاً ورواه الطبراني في مسند الشاميين عن أبي هريرة مرفوعاً وجاء عن عائشة أيضاً مرفوعاً . ولكن ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم أنه روي مرفوعاً من وجوه ضعيفة . ولكن هذه الشواهد ينبغي أن ينظر فيها بدقة وتحري . وقد جاء الحديث موقوفاً على ابن عباس كما عند البيهقي في الشعب وابن المنذر . فيتبين لنا أن لهذه القاعدة أصلاً ، وليست من المفاهيم الخاطئة فإن ثبتت عن ابن عباس وغيره من الصحابة فهل لك أن تنقدها بلا بينة كما هو الحال في الموضوع ؟ وشكراً لك مرة أخرى وننتظر جديدك . |
أستأذن من المتزن
اقتباس:
وبالنسبة لقولك : ( أما مقولة أن " الإصرار يصير الصغيرة كبيرة" يهزها صريح الحديث:.. ) فإنك لو رجعت إلى تعريف الإصرار لما أشكل عليك هذا ، ففرق بين الذي يذنب ثم يتوب ، وبين من يصر على الذنب بلا توبة والله أعلم . وأعتذر على الإطالة . |
أهلاً بكـ أخي المـتّـزن . . هلاّ تأملت في هذا الحديث . . روى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه . قال الحافظ في الفتح: سنده حسن ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً. وصححه ابن حبان. وقال الغزالي : تصير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار، فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله، وكلما استصغره عظم عند الله.... انتهى. شكراً جزيلاً لكـ أخي عمر55 على إثرائكـ الـرّائـع بـحـقّ . .:41 . . |
تصحيح مفاهيم خاطئة ..
فكرة رائعه وموضوع بسيط ومفيد.. شكرًا لك .. |
اقتباس:
|
اقتباس:
وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أما بالنسبة للفائدة , فقد استقيتها من كتاب : جواز صلاة الرجل في بيته لخالد الغنامي . أخيراً : تراك تقدر تقول ( وزوجت بكراً ) .. وليتك قايله , وعموماً ترى يمديك :) وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وقد تكون ثبتت موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما , ولكن لا أدري عن مدى صحة ثبوتها عنه . وحتى وإن ثبتت سنداً , فلا يمكن لي قبولها بهذا الإطلاق دون تقييد وضبط . وفي جميع الأحوال : تظل الإشكالات التي ذكرناها قائمة , وهي بحاجة إلى إجابة وتوضيح . وتقبلي تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وأنا مثلك أتمنى , لكن : ما كل ما يتمنى المرء يدركه . أسأل الله أن يعينني وإياك . وترى كل مواضيعي ( السابقة واللاحقة إن شاء الله ) تصب في هذا الجانب ( أعني تصحيح المفاهيم الشرعية والاجتماعية ) يعني موب شرط تكون سلسلة وانا اخوك . :) وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
والتأصيل بالشكل الذي ذكرتَ لا يحتمله المقام ولا أتحمله أنا :) فمهمتي هي طرح الزبدة , ومهمتكم تصحيحي إن أخطأت .. أما التطويل والتفصيل , فهذا يدعو للإملال وليس مكانه المنتديات برأيي . منتديات الانترنت شغل سندوتشات , أما المفاطيح فمكانها الكتب :) وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وأشكر لك مرورك وتعليقك الجميل . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
بالنسبة للآية , ففيها ذم للإصرار على الذنب ( كبيراً كان أو صغيراً ) لكن ليس فيها ما يشير إلى أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة , والآية في صدرها كانت تتحدث عمن يفعلون الفاحشة ويظلمون أنفسهم . أما الحديث , فهو - كما ذكرتُ وذكرتَ - لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. ولا أعلم عن ثبوته عن ابن عباس وأتمنى أن تفيدني في مدى ثبوته عنه ولك مني بالغ الشكر . وقولك إن لهذه القاعدة أصل , فإن كان قصدك بالأصل مجرد الورود , فنعم .. أما إن كان قصدك الثبوت , فنحن متفقان في مسألة عدم الثبوت عن النبي المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه . على أي حال : أتمنى بعد البحث عن مدى صحة ثبوت المقولة عن ابن عباس , أن تعلق على الإشكالات التي ذكرتـُها في صدر موضوعي . يسرني مرورك ويروق لي إثراءك للموضوع أخي العزيز ( وإن اختلفت معك :) ) . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أما بالنسبة للنقطة الثانية , فتعليقي عليها ما يلي : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من مكفرات الذنوب كقوله عليه الصلاة والسلام : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر " رواه مسلم . وقوله عليه السلام : " ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها " رواه البخاري وعن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخاري وعن حمران أنه قال : فلما توضأ عثمان قال والله لأحدثنكم حديثاً والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها " . قال عروة الآية : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى إلى قوله اللاعنون ) رواه مسلم وذهب جمهور العلماء إلى أن هذه المكفرات خاصة بالصغائر . إذن : الصغائر تـُكفر بمجرد فعل هذه الطاعات وغيرها . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أنا لم أدعُ إلى الاستهانة بالصغائر , ولم أهوّن من مسألة الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) .. بل كل موضوعي يتمحور حول خطأ المفهوم الذي يقول إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . طبعاً الإصرار على الصغيرة , مذموم وفيه جرأة وقلة حياء من الله سبحانه وتعالى .. ولكن كل ذلك لا يجعل الصغيرة كبيرة بمجرد الإصرار . فالإصرار مذموم بحد ذاته , ولكنه لا يجعل الصغيرة كبيرة . أرجو أن أكون قد أوضحتُ لك رأيي ,, وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وتقبلي تحياتي 00 المتزن |
شكراً لك ، واسمح لي بنقطتين :
أولاً / الذي يظهر لي أنك لم تبحث المسألة بحثاً جيداً ، فهل يليق بك أن تكتب موضوعاً تنتقد فيه العلماء وقد تتابعوا على نقل هذا وعدم إنكاره وذكر الشنقيطي أن هذا معروفاً عند أهل العلم ، فهل يصح أن تنتقدهم وأنت لم تبحث المسألة جيداً ؟ والذي يدل على أنك لم تبحثها أنك جزمت بتضعيف الحديث مرفوعاً ولم تبين لنا وجه ذلك ولم تدرس شواهد الحديث وهي عن أنس وأبي هريرة وعائشة بالاضافة إلى ابن عباس ، فأنت جزمت بتضعيفها كلها وأنت لم تبحث المسألة ، وأيضاً ذكرتَ أنه روي شبيهاً بهذا عن ابن عباس ولا تعلم عن صحته ، فهل يحق لك أن تنكر على العلماء وأنت لا تعلم هل ثبت هذا عن ابن عباس أم لا ؟ يعني هل العلماء وهم كثر ممن يقول بهذه القاعدة هل هم سيذكرون هذه القاعدة من عند أنفسهم أم أن لهم أصلاً ودليلاً يستنيرون به كما هو الواقع ، فالذي عليك وفقك الله أن تبحث عن أدلتهم وتدرسها دراسة علمية ثم تكتب موضوعك هذا ، أما وأنك لا تعلم هل نقل عن ابن عباس أم لا ؟ وبعد ذلك تستنكر على علماء أجلاء ! ! مزيداً من التروي أيها المتزن . ثانياً / بالنسبة لحديث ابن عباس فقد رجعت إليه فوجدته صحيحاً عن ابن عباس عند ابن جرير الطبري وغيره ، وقد نُقل تصحيحه عن الشيخ محمد عمرو عبداللطيف في ملتقى أهل الحديث وقد صححه موقوفاً عدد منهم وهو ظاهر كلام ابن رجب في شرح الأربعين . وشكراً لك وأعتذر عن الإطالة والحدة إن وُجدت . |
الحق أن تقول أن ما جئت به هي المفاهيم الشرعية الخاطئة
وأرجو من طلبة العلم أن يبدو آرائهم المستقاة من مصادر التشريع بوضوح في هذا الأمر وألا يتركوا الفرصة للمشوشين في أمور الدين خصوصاً أن أغلب القراء قليل العلم عموماً وقد عدمت الوقت والمراجع أقول : إن هذه المقولة معروفة عند طلبة العلم بالضرورة ، ودائماً ما يرددها العلماء ، ولم أسمع أحد منهم يسنتكرها ، ولم يستنكرها إلا رجل دخيل على العلم عرف بسوء البضاعة وكساد القول ، وانظر إلى تاريخه لتعرفه أكثر ثم هو يتكلم في أمور الدين ويفت في جدار طالما رعاه وبناه علماء الأمة . إن الصغائر مع الإصرار تصير إلى كبائر ، ويصاحبها استهانة بالذنب وتمنيه - وتمني الذنب أعظم من فعل الذنب - والأمن من مكر الله ويصل الأمر في النهاية إلى الاستحلال ، اقتباس:
والإصرار على الصغيرة من لوازمه عدم التوبة . . |
لا أدري لماذا يركز في فقهياتنا على التقسيم في الذنوب مع العلم أن الميزان عند الله عز وجل لا عند عباده, وهذه التقعيد وإن قال به من العلماء من قال لا يخلو من نظر, وأخونا "عمر" يقول بأن العلماء لم يأتوا بهذا بدون بينة وأنا أقول أين البينة على أن ما توعد عليه بعذاب أو لعنة فهو كبيرة وما سوى ذلك صغيرة؛ هذا مجرد استقراء للآيات والأحاديث غير معصوم بل يهون على كثير من الناس كثيراً من المعاصي, أما الإصرار في الآية فجاء في معرض امتداح المتقين (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين , والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) فكيف تجعله دليلاً على الصغائر فقط والله قال "فعلوا فاحشة" أو "ظلموا أنفسهم".
أنا أقول دعوا الميزان للخالق واهتموا بقلوبكم وأعمالكم فما يقوم في القلب هو الذي يتحكم في كل ذلك والله لا ينظر إلى الأشكال وإنما للقلوب والأعمال, ولا تكونوا كعابد بني إسرائيل تقولون أن الله يغفر هذا ولا يغفر ذاك وتضعون الحواجز بين عباد الله وبين مغفرته من حيث تريدون الإصلاح. |
شكراً لك أخي المتزن و جزى الله " عمر 55 " خير الجزاء قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ [ ........وما يدري هذا الرجل ما يدريه أتكون هذه المعاصي التي هي في نفسه سهلة بريدا لمعاصي أكبر منها ثم للكفر بالله عز وجل ولهذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه كنتم تعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر وإنها يعني عند الصحابة لمن الموبقات وقال أهل العلم الإصرار على الصغيرة كبيرة والكبائر لا تغفر إلا بتوبة ......] و يقول كذلك ـ رحمه الله ـ [ يقول العلماء رحمهم الله إن الفاسق هو من أتى كبيرة ولم يتب منها أو أصر على صغيرة و عللوا ذلك بأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ولعل دليلهم في ذلك قول الله تبارك وتعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) فحكم الله بفسق القذفة مع أنهم لم يفعلوا مكفراً ولكنهم فعلوا كبيرة من كبائر الذنوب. ] |
اقتباس:
أولاً : اعتبرني لم أبحث المسألة بحثاً جيداً , وصحح لي أخطائي إن وُجدت . أنا قلتُ إن المقولة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. فهل أخطأتُ في هذا ؟؟!! إن كانت المقولة قد ثبتت عن النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام , فحينئذ يجب علينا التسليم والبحث بعد ذلك في توجيه المعنى بشكل لا يتعارض مع القرآن والسنة . أما إن لم تثبت , فعليك أن تسلم معي بذلك . ثانياً : بالنسبة لأثر ابن عباس , فقد قرأتُ - وفي ملتقى أهل الحديث - أن الشيخ سليمان العلوان يضعف الأثر . وهذا هو الرابط : http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109878 وبناءً على ذلك , فالمقولة لم تثبت عن ابن عباس رضي الله عنه . ثالثاً : بالنسبة لتسالم بعض العلماء على هذه المقولة , فتسالمهم غير معصوم .. وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه . ثم إنني طرحتُ بعض الإشكالات على هذه المقولة , فهل عندك إجابات على ما طرحتُ من إشكالات ؟؟! وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أعطني دليلاً نقلياً من القرآن أو السنة النبوية الصحيحة يقول إن الصغائر مع الإصرار تصير إلى كبائر . فنحن أهل الدليل كيفما مال نميل .. أما الكلام العاطفي الإنشائي , فليس هذا محله بارك الله فيك . أما قولك بأن الإصرار على الصغيرة من لوازمه عدم التوبة , فهو قول غير دقيق . فقد يذنب المسلم ذنباً ويتوب منه ثم يعود فيذنب نفس الذنب ويتوب منه ثم يعود فيذنب نفس الذنب ويتوب منه وهكذا .. فهل فعل هذا المسلم إصرار على الصغيرة وهو يتوب ؟؟! إن قلتَ : نعم , هو إصرار .. فيلزمك أن تعتبر معظم المسلمين مصرين على الصغائر .. وإن قلت : لا , ليس بإصرار .. سقط قولك بأن الإصرار على الصغيرة من لوازمه عدم التوبة . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
ولكني لم أجد فيما نقلتَ عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله دليلاً نقلياً بل ولا حجة عقلية مقنعة على ما أتحدث عنه . فالشيخ نقل لنا قول العلماء فقط . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وسأعلق فقط على مقولة ابن عباس ، فقد رجعتُ إلى الرابط الذي أحلتني إليه فلم أجد فيه ما يبين سبب الضعف وقد يقصد الشيخ المرفوع ، أو يقصد إسناد البيهقي فإنه منقطع ، وأيضاً لم يتم توثيق كلامه ، فأعطني كلام الشيخ كاملاً على الأثر لكي نشاهد حجته بالتضعيف ، ويغلب على ظني أن الشيخ لم يحكم على إسناد ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما فالحديث صحيح عن ابن عباس لا أشك بذلك وهذا هو بالإسناد : قال ابن أبي حاتم في تفسيره : حدثنا أبي حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثنا أبي حدثنا شبل عن قيس عن سعيد بن جبير أن رجلاً سأل ابن عباس : كم الكبائر سبعاً هي ؟ قال : هي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع وأنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار " انتهى فهذا الإسناد صحيح ومتصل رواته ثقات ، ورواه ابن جرير الطبري في التفسير واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وغيرهم من طريق شبل بن عباد المكي به . فإذا كان هناك علة في هذا الإسناد يضعف بها الأثر فأفدنا بها جزاك الله خيرا . |
اقتباس:
أولاً : واضح من الكلام الذي في الرابط أنه لا يعني المرفوع بل يعني الموقوف بدليل تسميته ( أثر ) . كما أن الحكم الوارد في الرابط حكم عام . أما بالنسبة لإسنادك , فأرجو أن تذكر لي من هو قيس الذي في الإسناد , لأني بحثتُ سريعاً في التهذيب فلم أرَ ابن حجر ذكر أحداً اسمه قيس روى عن سعيد بن جبير أو روى عنه شبل بن عباد المكي . ثانياً : بعد البحث والاستفادة من ثبوت الأثر عن ابن عباس من عدمه , أرجو أن تجيب على استشكالاتي التي طرحتها . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
هذا قيس بن سعد المكي
وشكراً لك . |
اقتباس:
يا الله رحمتـك :eek: |
اقتباس:
ذكر ابن حجر أن قيس بن سعد روى عن سعيد بن جبير ولكنه لم يذكر أن شبل بن عباد من ضمن الرواة عنه ( مع وجود المعاصرة بينهما ) . كذلك لم يرد في التهذيب أن شبل بن عباد المكي من ضمن من روى عنهم زيد بن أبي الزرقاء الموصلي الذي قال عنه ابن حبان في كتابه الثقات : يـُغرب . وقال عنه ابن معين : ليس به بأس . عموماً السند متصل صحيح في ظاهره , ولا أعلم مكمن العلة فيه تحديداً - إن كان به علة - واستخراج العلل الخفية يحتاج إلى متبحر في علم الحديث كالشيخ المحدث سليمان فك الله أسره . ولذا أتمنى أن أجد أحداً سمع من الشيخ سبب تضعيفه للأثر , أو عنده علم يضيفه لنا في هذه المسألة سواءً من الشيخ سليمان فك الله أسره أو غيره . على أي حال : تظل استشكالاتي قائمة وبحاجة إلى إجابات وتوضيحات منك ومن بقية الأخوة الأعزاء . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
عموماً : لك أن تقرأها " مع " وليست " من " , وللأخوة المشرفين أن يقوموا بتعديلها إلى : " مع " لدفع الالتباس . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
|
اقتباس:
عفواً أخي أبا فهد : أنت تعلم بأن تهذيب التهذيب هو تهذيب لكتاب تهذيب الكمال للمزي ألا رجعت للأصل لتجد أن شبل بن عباد يروي عن قيس بن سعد . اقتباس:
اقتباس:
يعني الآن ثبت عندك صحة أثر ابن عباس والا مازلت على عدم ثبوته ؟ وبالنسبة لاستشكالاتك التي ذكرت فأنا أركز في مداخلاتي الآن على هذا الأثر فقط وشكراً لك . |
اقتباس:
فلماذا لا تتفقون معي عندما أقول لكم إن هذه المقولة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟؟!!! أنا نقضت هذه المقولة في بداية موضوعي بشيئين : الأول : أنها لم تثبت عن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم . الثاني : أنها غير مضبوطة بضوابط شرعية . وأزيد على هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان تكفر الذنوب ( الصغائر ) .. وعلى هذا فإن مجرد الإيمان بأن هذه الأمور الواجبة على كل مسلم تكفر الصغائر , يلزم منه تصحيح مفهومكم السائد بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أخي الفاضل لو تأملتَ كلامي جيداً ( الذي لم تقتبسه ) , لعلمتَ أن استشكالاتي باقية حتى على افتراض ثبوت الأثر عن ابن عباس ( الذي تصححه ويضعفه الشيخ سليمان العلوان كما قرأنا ) . فأجب على استشكالاتي لنسلـّم بصحة متن ومعنى المقولة السائد .. فموضوعي وحديثي ليس مقتصراً على ثبوت الأثر من عدمه بل يتجاوز ذلك إلى النظر في المعنى والمفهوم . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
شكراً لك ووفقك الله ونفع بك : أنا إلى الآن لم أدخل في استشكالاتك التي تنافح عنها وكأنها كتاب منزل ، وإنما فقط أتكلم على أثر ابن عباس في ردودي الأخيرة فإذا انتهينا من أثر ابن عباس وهل هو صحيح أم ضعيف لا مانع عندئذ أن نجيب على استشكالاتك ، ولكن كونك تسلم بأن هذا الأثر ثابتاً عن ابن عباس مهماً عندي ، وإلا فبين لي سبب الضعف إن كنت تضعفه ولا مانع من الاستفادة من أهل العلم فنحن جميعاً نريد الفائدة ، فإن كنت لا تستطيع النظر في الأسانيد كما هو ظاهر ردودك فاعرض هذا الأثر على أحد طلاب العلم ليفيدوك به ، ثم أفدنا بذلك . أما استشكالاتك فهي ليست بتلك القوة التي تجعلنا نصنف هذا المفهوم بأنه خاطئاً كما في موضوعك وأن العلماء الذين تتابعوا على تقرير هذا المفهوم كلهم مخطئون بسبب استشكالات عرضها المتزن ، فالاستشكالات هذه يمكن لك بأن تسأل بعض العلماء فسوف ترى عندهم جواباً لها ، وأنا في الحقيقة لا أريد الدخول فيها إلا بعد أن أرى رأيك صريحاً بأثر ابن عباس وهل هو صحيح أم ضعيف ؟ وأتمنى أن تقرر هذا ، فأنت الآن عرضت الموضوع وأنكرت على العلماء اعتقادهم هذا المفهوم ، فإنه من المهم أن تبحث عن الآثار في هذه المسألة وتقرر صحتها ، وأنبهك أيضاً إلى أثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقال عنه صاحب تخريج الإحياء : إسناده جيد . ولم أطلع عليه في الحقيقة ، ولكن أتمنى منك أن تبحث عنه وتفيدنا عن صحته فهذا من كمال موضوعك ، أما إذا كانت أقوال الصحابة غير مهمة عندك في مسائل الدين فهذا أمر آخر . وشكراً لك مرة أخرى . |
أخي الفاضل عمر
أنا لم أنافح عن استشكالاتي ولم أعتبرها كتاباً منزلاً بارك الله فيك . أنا فقط عرضتُ مفهوماً سائداً عند الكثير من الناس بمن فيهم بعض العلماء وطلبة العلم وقلتُ إنه غير صحيح إذ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .. وقلتُ إن هذه العبارة لا يمكن اعتبارها بهذا الإطلاق , بل هي عند التأمل أقرب إلى الخطأ منها إلى الصواب , وقد ذكرتُ استشكالات تضعف هذه المقولة . كذلك ذكرتُ أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان تكفر الذنوب ( الصغائر ) .. وعلى هذا فإن مجرد الإيمان بأن هذه الأمور الواجبة على كل مسلم تكفر الصغائر , يلزم منه تصحيح المفهوم السائد بأن مجرد الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . أما الأثر , فلو لم أقرأ أن الشيخ سليمان العلوان ضعفه , لقلتُ إنه ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه .. وعلى أي حال , فهو اجتهاد غير معصوم من ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
بارك الله فيك ونفع بك في الحقيقة وجدت أن الشيخ مشهور حسن سلمان صحح هذا الأثر الموقوف على ابن عباس في رسالة له قرأتها هذا اليوم وصححه أيضاً الشيخ محمد عمرو عبداللطيف كما أخبر بذلك أبو عمر العتيبي في الملتقى وصححه ثلاثة من طلاب العلم في ملتقى أهل الحديث فالحمدلله على ذلك ، وأما تضعيف الشيخ سليمان فليس موثقاً إنما الأخ كاتب الموضوع ينقل من كناشة أحد أصحابه وهذا لا يكفي بالجزم بأن الشيخ يضعفه ، وحتى لو ثبت أنه ضعفه فقد يكون لم يطلع على الإسناد الذي ذكرته لك كما هو حال الألباني رحمه الله فإنه قد اطلع على الحديث برواية منقطعة عند البيهقي وضعفه بذلك ولم يقف رحمه الله على هذا الإسناد الصحيح لأنه في كتب التفسير ( ابن جرير وابن أبي حاتم ) وأيضاً في طبعة الرشد من الشعب للبيهقي كما أفادني بذلك أحد طلاب العلم . على العموم يبقى البحث في رواية أنس بن مالك . فبعد أن تقرر أن هذا الأثر ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما ، فكيف لنا أن ندع قول حبر الأمة وترجمان القرآن إلى قول ( المتزن ) . للتوضيح : أنت تعلم وفقك الله بأن قول الصحابي بالمسألة التي ليس فيها نص ولم يخالف فيها صحابي آخر أن هذا القول حجة عند كثير من العلماء ، بل قال بعضهم بأنه إذا اشتهر القول ولم يعرف له مخالف فإنه يكون إجماعاً سكوتياً ، وارجع إلى كتب الأصول لتعرف قوة الإجماع السكوتي . ولكن أنا لا أجزم بأن هذا القول من قبيل الإجماع السكوتي لأن الظاهر أنه لم يشتهر بل هو من قول ابن عباس فقط وقد يثبت من قول أنس ولم أطلع عليه ، فإذا تبين هذا فإن شيخ الإسلام وكذلك ابن عثيمين رحمهم الله وغيرهم يقولون بأنه حجة إذا لم يخالفه غيره . فهل في هذه المسألة خالف أحد من الصحابة ابن عباس ؟ إلى الآن لم أجد من خالفه وقد نقل ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي عن أبي طالب المكي قوله في عدد الكبائر : ( جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب وهي : الشرك بالله والإصرار على المعصية .. ) ولم أبحث في الحقيقة عن صحة هذا القول ولكنه يقوي القول بأن الإصرار على المعصية عموماً من الكبائر عند الصحابة رضي الله عنهم . وعلى العموم مسألة قول الصحابي من مسائل الخلاف القوي عند العلماء ، ولعلي لاحقاً أطرح أبرز الأقوال فيها هنا إن تيسر لي ذلك . وتذكر وفقك الله أن الصحابي قد يكون أخذ هذا من النبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون له حكم الرفع ، واعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم أقرب للحق مني ومنك بل ومن جميع العلماء بعدهم ، فكيف وبمجرد استشكال خفيف تسقط بذلك قول الصحابي الذي تتابع الكثير من العلماء على الأخذ بمحتواه ، وأيضاً له أدلة أخرى منها قوله تعالى { ولم يصروا على ما فعلوا .. } فهذه الآية تفيد أن الإصرار على الذنب ذنب آخر ، وقد جاء في تفسير القرطبي وغيره أن قوله تعالى في أول الآية { أو ظلموا أنفسهم } أن المراد ما دون الكبائر فتأمل هذا جيداً . وأيضاً جاء في المسند وكذلك الأدب المفرد للبخاري وغيره حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) صححه الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة . فكون الإصرار على المعصية ذنب زائد عن المعصية ثابت بالأدلة وهذا الحديث فيه وعيد بويل وفي تفسير قوله تعالى { أو ظلموا أنفسهم } ما دون الكبائر . كل هذا في الحقيقة يقوي القول بأن الإصرار على الصغيرة كبيرة ، فكيف تجزم بأن هذا المفهوم خاطئ وهذا القول له هذه الأدلة بل وزيادة عند التأمل والنظر في الشريعة . وبالنسبة لاستشكالاتك فهي ليست دليلاً معارضاً لقول الصحابي ولأدلة الإصرار خاصة الحديث الذي فيه الوعيد بويل وأنت تعلم بأن الأشهر في تعريف الكبيرة أنها ما جاء فيها وعيد ونحو ذلك . والإجابة على قولك بأن هذا ليس له ضابط نقول : إذا رجعت لتعريف الإصرار تبين لك الضابط بذلك مع أن تعريف الإصرار اختلف فيه العلماء ولكن جميع أقوالهم تقريباً متقاربة عند التأمل فيها والله أعلم . |
بارك الله فيك ونفع بك
يبدو أنك لم تنتبه لفرق دقيق بين مسألتين , ولذلك خلطتَ بينهما !! فهناك : 1- الإصرار على الصغيرة يصيـّرها كبيرة . ( وهذا ما أتحدث عنه وأرى أنه غير صحيح على إطلاقه ) 2- الإصرار على المعصية - صغيرةً كانت أو كبيرة - قد يكون بحد ذاته ذنب ( وهذا أمر قد تطرقتُ إليه في أحد ردودي هنا ولم أخطـّئه بل ملتُ إليه ) والأدلة التي استندتَ عليها في تعليقك الأخير كلها تصب في المسألة رقم 2 . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
شكراً لك
لكني أفرق بين المسألتين وأجمع بينهما وفقك الله وللتوضيح : ما رأيك بحديث ( ويل للمصرين ) أليس فيه وعيداً للمصرين ، وأنت تعلم بأن التعريف المشهور الآن للكبيرة هي ما جاء فيها وعيد ، فعلى هذا التعريف قد يقال بأن الإصرار كبيرة . ولم أشاهدك علقت على حجية قول الصحابي ، ولم تناقش كلامي بهذا . وبالمناسبة أيضاً أفادني أحد المشايخ بعد سؤاله بأن ابن مفلح صحح أثر ابن عباس في الآداب الشرعية وقد رجعت إليه فوجدته كما قال جزاه الله خيرا ، وهذا فقط لأجل أن تطمئن وفقك الله بصحة الأثر . |
عفواً أخي الفاضل
لكن كيف تفرق بين المسألتين وأنت تستشهد على هذه بتلك ؟؟!! ثم كيف تجمع بينهما مع وجود فرق بينهما باعترافك ؟؟!! حديث : " ويل للمصرين " أي ويل للمصرين على إصرارهم .. وهذا فيه وعيد على الإصرار بحد ذاته وليس هو ما نتحدث عنه وهو أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة , فتأمل . أوضح لك : الإصرار على الصغيرة , مذموم بل هو ذنب بحد ذاته .. لكن هذا لا يعني أن الصغيرة تصبح كبيرة بالتكرار بل تظل الصغيرة صغيرة سواءً فـُعلت مرة أو ألف مرة . أما بالنسبة للأثر , فإلى أن يتبين لي سبب تضعيف الشيخ سليمان العلوان أو غيره سأعتبره ثابتاً عن ابن عباس رضي الله عنه . ولكن قول الصحابي في مثل هذه الحالة اجتهاد له احترامه ولكنه ليس حجة بحد ذاته ( كما هو رأي بعض العلماء كالشافعي في الجديد وغيره ) , بل يحتاج إلى ما يسنده من القرآن أو السنة المعصومـَين . والله أعلى وأعلم . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
بارك الله فيك أنا أتكلم عن الحديث من زاوية أخرى وهي أن الإصرار بحد ذاته يعتبر كبيرة على رأي من قال بأن الكبيرة هي ما جاء فيها الوعيد ونحو ذلك ، وأنت تعلم وفقك الله بأن ( ويل ) من الوعيد ، والحديث ليس فيه التفريق بين الكبائر والصغائر بهذا الوعيد بل هو مطلق ( ويل للمصرين الذين .. ) فإذا كان الإصرار على الذنب ومن ذلك الصغائر فيه الوعيد المذكور فإنه يستلزم ذلك أن تكون الصغيرة المصر عليها كبيرة ، هل اتضح لك كلامي ؟ أم أزيد التوضيح ؟ وأيضاً كونك توافق على أن الإصرار ذنب فهل من فعل صغيرة ولم يصر عليها مماثلاً لمن يصر على الصغائر ؟ بالطبع ستقول لا نقول لك لماذا ؟ ستقول بأن الإصرار على المعصية ذنب وحده ، نقول لك ما المانع عندئذ أن يكون الإصرار على الصغيرة كبيرة وقد دل على هذا كلام بعض الصحابة ، وإن لم تقل بهذا فأنت ستجعل الإصرار على الصغيرة بمنزلة بين الكبيرة وبين الصغيرة نفسها وسنقول لك بأن هذا أيضاً يتأتى عليه الاستشكالات التي طرحتها وفقك الله في موضوعك ، وأما إن قلت بأن الإصرار ذنب له إثمه والصغيرة لها ذلك أي أنه لا ارتباط بينهما نقول لك ما حجتك بذلك ؟ فإذا قلت لنا ما حجتكم أنتم نقول لك : حجتنا قول الصحابة والجمهور يحتجون بذلك . وبالنسبة لاختيارك بأن قول الصحابي بهذه الحالة اجتهاد له احترامه ، فإن جمهور العلماء على أن قول الصحابي بهذه الحالة حجة ، فكيف تستنكر عليهم من الأساس وهم يستندون إلى قول صحابي في مسألة اجتهادية قد نقول لا نص فيها صريحاً ، فهل ستلزم هؤلاء العلماء بأن يأخذوا بقولك ويدعوا قول الصحابي الذي لم يخالفه غيره من الصحابة فهل تظن من نفسك أنك وصلت إلى الحق بينما جمهور العلماء وقبلهم ابن عباس لم يصلوا إلى الحق ، وهل معك نص من الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة تستطيع من خلاله إسقاط قول ابن عباس ؟ كل هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة علمية . وهناك سؤال بصيغة أخرى : هل تنكر على جمهور العلماء أخذهم بقول الصحابي في مسألة ليس فيها نصاً وليس فيها أقوالاً بين الصحابة ؟ |
أخي المتزن أنصحك ألا تكثر البحث في مسائل قررها أهل العلم واستقرت عند الناس ولو لم يظهر لك وجهها إلا إذا تبين لك أن فيها أمر يخالف الشرع مخالفة واضحة لأن ذلك يضر أكثر مما ينفع ويشكك الناس ويجعلهم في حيرة قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على حديث أبي ثعلبة الخشني في الأربعين النووية (ومن ذلك أيضا ما كان الناس قد عاشو عليه لا تبحث عنه إلا إذا علمت أنه حرام فيجب بيان الحكم) ثم ألا ترى أخي إنه من الظلم أن يقطع بخطأ قول قال به عامة أهل العلم سلف وخلفا استنادا إلى قولي صحابي من فقهاء الصحابة بدون بحث في كلامهم ولا نظر في حجتهم ولو أنك يأخي حينما استشكلت هذا القول بحثت وسألت ولم تبادر بالتخطئة لعلمت مراد أهل العلم بهذه المقولة ولوجدت الجواب علىاستشكالاتك وما أوردته على هذا الكلام وأنقل لك أخي هذا الكلام الذي أرجو أن تستفيد منه قال أبو محمد ابن عبد السلام في تعريف الإصرار: "هو أن تتكرر منه الصغيرة تكرارا ً يُشعر بقلة مبالاته بدينه إشعار ارتكاب الكبيرة بذلك"، وبيّن ابن الصلاح علامة تميز بين من يصر على المعصية ومن لا يصر عليها، فالمصرّ على المعصية هو من كانت حاله عكس حال من يريد التوبة، بأن يعزم على معاودة الذنب، في حين أن التائب يعزم على تركه، ويستمر على الذنب في حين أن التائب يتركه، قال _رحمه الله تعالى_: "المصرّ من تلبّس من أضداد التوبة باسم العزم على المعاودة، أو باستدامة الفعل"
وكما ذكر الغزالي في الإحياء تصير الصغيرة كبيرة بأسباب، منها الاستصغار والإصرار, فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند اللّه، وكلما استصغره عظم عند اللّه، مع العلم بأن العفو عن كبيرة قد انقضت ولم يتبعها مثلها؛ أرجى من العفو عن صغيرة يواظب عليها العبد. ومثال ذلك قطرات من الماء تقع على حجر متواليات فإنها تؤثر فيه، ولو جُمعت تلك القطرات في مرة واحدة وصُبت عليه لم تؤثر. قال ابن القيم: "الإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار" ومن صور التهاون كثرة ارتكاب الصغائر التي تؤدي إلى مفاسد قريبة من مفاسد بعض الكبائر، حتى إن اختلفت أنواعها، وهي مما يعده العلماء أيضاً من أسباب تحول الصغائر بمجموعها إلى كبيرة، كما قال أبو محمد ابن عبد السلام: "وكذلك إذا اجتمعت صغائر مختلفة الأنواع بحيث يُشعر مجموعها بما يُشعر به أصغر الكبائر" وغالباً ما يقع التهاون بصغائر الذنوب اعتماداً على الظن بأنها هفوات وزلات لا تُكتب على الإنسان ولا عقوبة فيها، وهذا ظن وفهم خاطئ، حذّرتنا منه الآيات والأحاديث، فعن سعيد بن جبير: "لما نزلت هذه الآية: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً" (الإنسان:8) كان المسلمون يرون أنهم لا يُؤجرون على الشيء القليل إذا أعطَوه، فيجيء المسكين إلى أبوابهم فيستقلون أن يعطوه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك فيردونه، ويقولون: ما هذا بشيء إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه. وكان آخرون يرون أنهم لا يُلامون على الذنب اليسير: الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك، يقولون: إنما وعد اللّه النار على الكبائر. فرغّبهم في القليل من الخير أن يعملوه؛ فإنه يوشك أن يكثر، وحذّرهم اليسير من الشّر؛ فإنه يوشك أن يكثر، فنزلت: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ َمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" (الزلزلة:8)"(7)، وقال _تعالى_: "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" (النساء : 123). ومن رحمة الله _تعالى_ بنا أنه بشّرنا بمغفرة الصغائر إذا اجتنبنا الكبائر، وشرع لنا مكفِّرات كثيرة للذنوب، وجعل الحسنات تمحو السيئات؛ لكن ينبغي ألا ننسى أنه سبحانه حذّرنا في الوقت نفسه من التهاون بصغائر الذنوب، وإهمال مجاهدة النفس على تركها والتوبة منها، قال عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحقَّرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، كرجل كان بأرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل يجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا من ذلك سواداً، وأججوا ناراً فأنضجوا ما فيها"وفي رواية زاد: "... وإن محقَّرات الذنوب متى يُؤخذ بها صاحبها تهلكه" قال الحافظ العلائي: (مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر، ومحاسبة النفس عليها، وعدم الغفلة عنها؛ فإن في إهمالها هلاكه، بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان فيفرح بالصغيرة ويتبجح بها، ويعدّ التمكّن منها نعمة، غافلاً عن كونها وإن صغرت سبباً للشقاوة، حتى إن من المذنبين من يتمدّح بذنبه لشدة فرحه بمقارفته فيقول: أمَا رأيتني كيف مزقت عرضه. ويقول المناظر: أما رأيتني كيف فضحتُه وذكرتُ مساوئه حتى أخجلتُه، وكيف استخففتُ به وحقرتُه. ويقول التاجر: أمَا رأيت كيف روجتُ عليه الزائف، وكيف خدعتُه وغبنتُه) وإذا كان بعض الناس يتهاون في ارتكاب هذه الذنوب اعتماداً على أنها مغفورة بالأعمال المكفّرة كالصدقة وغيرها، فهل سأل نفسه عن تلك الأعمال، من صلاة وصوم وحج، قُبلت أم لا؟ تكفي لمحو سيئاته أم لا؟ من يدري..! وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك، بالمحقَّرات، وهي الموبقات يوم القيامة، اتقوا الظلم ما استطعتم، فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه، فما زال عبد يقول يا ربّ! ظلمني عبدك مظلمة. فيقول: امحوا من حسناته. وما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة؛ من الذنوب..."). ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "يا عائشة، إياك ومحقَّرات الذنوب، فإن لها من الله طالباً"). |
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (مجرد القراء ة ومجرد المطالعة فإنها لا تكفي للتعلم وإن كانت مطلوبة فيها فائدة لكنها فرعية لا تكفي ولا يمكن الإقتصار عليها ولا يجوز التتلمذ على الكتب ويقول أنا آخذ العلم من الكتب كما هو الظاهرة في هذا الوقت التتلمذ على الكتب هذا خطير جدا يحصل منه مفاسد وتعالم أضر من الجهل لأن الجاهل يعرف أنه جاهل يقف عند حده لكن المتعالم يرى أنه عالم فيحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله فيتكلم ويقول على الله بلا علم فالمسألة خطيرة جدا العلم لا يؤخذ من الكتب مباشرة إنما الكتب وسائل وأما حقيقة العلم فإنها تؤخذ عن العلماء جيلا بعد جيل والكتب إنما هي وسائل لطلب العلم.) المصدر http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=2523 في الدقيقة من 1:15:26 حتى1:16:52 ومناسبة ذلك حاجة وقعت في نفسي تحياتي أبونادر |
اقتباس:
ألاحظ أنك تخلط بين المسائل !! إذا كان الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .. فماذا تسمي الإصرار على الكبيرة ؟؟!! هل ستقول إن الإصرار على الكبيرة يصيرها كفراً أو قريباً من ذلك ؟؟؟!!! إن لازم كلامك وحرصك على القول بأن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .. يلزمك إما أن تساوي بين الكبيرة والصغيرة عند الإصرار أو أن تجعل الإصرار على الكبيرة كفراً أو قريباً من ذلك !!!!! وكلا اللازمين خطأ . إذن : الأصوب هو أن نقول : إن الصغيرة تظل صغيرة .. والكبيرة تظل كبيرة .. والإصرار على الصغيرة مذموم قبيح بحد ذاته وقد يكون ذنباً منفصلاً .. والإصرار على الكبيرة ذنب منفصل وهو أعظم من الإصرار على الصغيرة وكلاهما مذموم قبيح . هكذا يستقيم الأمر ولا تختلط المسائل فنساوي بين الصغيرة والكبيرة . اقتباس:
اقتباس:
بل مبحثي هو هل الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة أم لا ؟؟! نعم , هناك مانع من أن تصبح الصغيرة كبيرة بمجرد الإصرار وهو الأحاديث النبوية الثابتة عن أن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة مكفرات للصغائر .. وكذلك هناك مانع آخر هو لازم هذا القول وهو أن يكون فعل الصغيرة بعد الإصرار بحد ذاته كبيرة !!! فإذا قلنا إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة , فإنه يلزمنا أن نعتبر الصغيرة بعد الإصرار كبيرة بحد ذاتها !!! بينما لو قلنا إن الصغيرة تظل صغيرة ولكن الإصرار عليها هو ذنب بحد ذاته , لم نقع في اللوازم . اقتباس:
اقتباس:
وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
اقتباس:
أما بالنسبة لما يتعلق بالموضوع , فأعيد عليك ما قلته لأحد الأخوة في رد سابق : أنا لم أدعُ إلى الاستهانة بالصغائر , ولم أهوّن من مسألة الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) .. بل كل موضوعي يتمحور حول خطأ المفهوم الذي يقول إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة . طبعاً الإصرار على الصغيرة , مذموم وفيه جرأة وقلة حياء مع الله سبحانه وتعالى .. ولكن كل ذلك لا يجعل الصغيرة كبيرة بمجرد الإصرار . فالإصرار مذموم بحد ذاته , ولكنه لا يجعل الصغيرة كبيرة . أرجو أن أكون قد أوضحتُ لك رأيي ,, وتقبل تحياتي 00 المتزن |
أخي المتزن لو أمعنت النظر لوجدت أن كلامك موافق لكلام الشيخ ابن عثيمين لأنه قال( لا تبحث عنه إلا إذا علمت أنه حرام فيجب بيان الحكم) وأنت قلت( وتبين لهم أنها مخالفة للسنة ) فمعنى الجملتين واحد وهو أنه إذا تبين أن المسألة مخالفة للشريعة يجب بيان ذلك وفقنا الله وإياك لكل خير ووقانا وإياك شر أنفسنا والشيطان ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح
|
أخي المتزن أحب أن أنبهك على أمر غفلت عنه ألا وهو صياغتك للعنوان (مفاهيم شرعية خاطئة) فإن في هذا العنوان تناقض إذ كيف تكون شرعية وفي نفس الوقت خاطئة فإن الأمر الخاطأ لا يأتي به الشرع فتنبه وفقك الله
|
أخي: المتزن.. بموضوعكــ هيضت الشجون وأيقظت الهمم لاحرمنا الله منكــ ومن يراعكــ العذب الجميل أشكر لك موضوعكــ أخاك ومحبك: أبو عبد الله ,, |
شكراً لك على توضيحك
لكن أنا أوافقك على أن الإصرار ذنب وحده ، ولكن كون الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة هذا ما دل عليه كلام الصحابة فقد ثبت عن ابن عباس ذلك كما تقدم وجاء عن أنس وقال العراقي في تخريج الإحياء ( إسناده جيد ) ونقل ابن القيم عن أبي طالب المكي كما تقدم قوله عن الصحابة أنهم يجعلون الإصرار على المعصية كبيرة ، وإلى الآن لم أطلع على من خالف في ذلك من الصحابة . فما تعليقك على هذا وفقك الله ؟ وأيضاً : أشاهد أن موضوعك يتعلق بالإنكار على من يعتقد أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة وذكرت وفقك الله أن بعض العلماء يعتقدون ذلك ـ والصواب أن أكثر العلماء ـ ثم بينت وفقك الله أن هذا المفهوم خاطئ ولم تذكر دليلاً على كلامك إلا بعض الاستشكالات وذكرت وفقك الله حديث التكفير ، وحديث التكفير خارج عن موضوعنا لأنه يتعلق بالصغائر التي لا يصر عليها ؛ لأن الكبائر لا يدخلها هذا التكفير والإصرار على الذنب مطلقاً من الكبائر ومن ذلك الإصرار على الصغيرة . وأيضاً هؤلاء العلماء معهم أدلة على كلامهم ومن أدلتهم قول الصحابة ، فهل تنكر عليهم أخذهم بقول الصحابة ؟ |
اقتباس:
وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أنت تطلب تعليقي على مسألتين وكأنهما مسألة واحدة !! ولفك الارتباط ولإزالة الخلط والالتباس بين المسألتين ( الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة .. والإصرار على الذنب بحد ذاته ذنب ) دعني أسألك بعض الأسئلة الواضحة والمباشرة وأرجو أن أجد في المقابل إجابات واضحة ومباشرة : 1- هل الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا ) وما دليلك على ذلك من القرآن أو السنة ؟؟ 2- إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها .. فهل تكفرها الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان ؟؟ ( الجواب بـ : نعم . أو : لا ) 3- عندما يتكرر فعل الصغيرة من المسلم , فمتى تصبح هذه الصغيرة كبيرة برأيك ؟؟! أرجو أن تذكر لنا الحد الذي تصبح فيه الصغيرة كبيرة . 4- إذا افترضنا جدلاً أننا عرفنا الحد الذي يمكن تسمية فعل الصغيرة إصراراً .. فماذا نعتبر فعل الصغيرة بعد هذا الحد ؟؟! هل نعتبرها صغيرة جديدة ونبدأ العد من جديد .. أم نعتبرها كبيرة بحد ذاتها باعتبارها تجاوزت الحد ؟؟؟!!! 5- إذا كان الإصرار على الصغيرة يحوّل الصغيرة إلى كبيرة .. فهل الإصرار على الكبيرة يحوّل الكبيرة إلى كفر أو قريباً من ذلك ؟؟!! أكتفي بهذه الأسئلة . أما مسألة " الإنكار " , فإن كان قصدك بهذه العبارة التخطئة , فنعم .. ولا أدري أين مكمن استشكالك عليّ في ذلك ؟؟؟!!! وليس غريباً ولا معيباً أن يخطئ بعض العلماء وطلبة العلم في اجتهادهم , فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه . وجـُل إن لم يكن كل المسائل الفقهية فيها خلاف , ووجود خلاف يعني أن هناك من هو مخطئ في اجتهاده من العلماء وطلبة العلم . إذن : بما أن هذه المقولة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فلا تثريب عليّ في تخطئتها خصوصاً وأن عندي استشكالات عليها بل أرى أن أحاديث مكفرات الذنوب الصحيحة الثابتة تضعـّف صحة هذه المقولة , والله أعلم . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
بارك الله فيك .
الإجابة على اسئلتك كما تريد : 1 / نعم والدليل أننا علمنا في الشريعة أن الإصرار على المعصية ذنب وجاء فيه الوعيد ( ويل للمصرين ) فعلى هذا يكون الإصرار كبيرة على رأي من يحد الكبيرة بأنها ما جاء فيها وعيد ، فإذا علمنا ذلك يتبين لنا أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ليس لذاتها وإنما هي صغيرة بالأصل ولكن عندما أصر عليها تحولت بسبب الإصرار إلى كبيرة والدليل الآخر قول الصحابة هما أنس وابن عباس ولم يعلم لهما مخالف من الصحابة ، وأيضاً ذكر السفاريني في عقيدته قوله ( ويفسق المذنب بالكبيرة كذا إذا أصر على صغيرة ) وعند شرحها قال لأن الإصرار على الصغيرة كبيرة ، فيتبين لنا أن مذهب أهل السنة والجماعة على هذا وإن لم تكن من أصول العقائد ولكن كونها تذكر في كتب العقائد يجعلها قوية فتنبه لهذا . 2 / الله أعلم ، ولكن كون الشخص يصر على الصغيرة فإنها تكون بحقه كبيرة وليست صغيرة بسبب الإصرار . 3 / الحد بذلك يعود إلى تعريف الإصرار وتجده في تفسير ( ولم يصروا .. ) والأغلب على أن الحد هو المداومة عليها وملازمتها وعدم الاستغفار والله أعلم . 4 / وضح أكثر هل تقصد بعد التوبة أم لا ؟ 5 / لا لأن قول الصحابة جاء بالصغيرة ، فإن من يصر على الكبيرة كمثل من يفعل كبيرتين تقريباً . وبالنسبة لإنكارك على العلماء ، فعندئذ فالأفضل برأيي أن يكون الموضوع بعنوان ( حجية قول الصحابي ) ثم تذكر أدلتك لتضعيف قول الجمهور لأنه أعم من تخطئتهم بمسألة واحدة تحت هذا الدليل . والله أعلم . |
أنا أعلم أن هذا قصدك ولكن التناقض واضح في العنوان فقد ذكرت صفتين متناقضتين(الشرعية والخطأ ) لموصوف واحد (المفاهيم) وأنا كنت متيقن أنك ستدرك هذا لوضوحه لكن ....!!!
|
نقاش رائع ومفيد وإن كنت أميل لرأي أخي الحبيب عمر 55
وأخي المتزن شكر الله له . مداخلتي هذه في عدة نقاط: ــ عنوان الموضوع يحتاج إعادة نظر فكيف تنسب مفاهيم للشرع ثم يقال عنها خاطئة فلو غيرت شرعية إلى غيرها كان أولى فأنا مع رأي أخي (ابن السلام) سلمه الله. ــ حجية قول الصحابي إذا لم يعلم له مخالف هي حجة ناسفة للموضوع ابتداء يراجع له (إعلام الموقعين)وغيره ، والقول بأنه اجتهاد وتحكم وفهم من ابن عباس وأنس هي دعوى تحتاج دليل ، كيف ولم يعلم لهما مخالف . وتنزلا على أنه فهم لهما....!!... ففهمهما أحب إلينا من فهم غيرهما لأننا مَن نحن؟ ومَن هم ؟ ــ لايرد إشكال إطلاقا في ذلك لأن الإصرار ليس معناه التكرار فقط وإنما هو العزيمة على البقاء عاصيا والتكرار هو لازم له ، ومع ذلك إذا تاب غفر له كما في البخاري بل جاء في مسند أحمد: (الندم توبة)وصححه الالباني في صحيح الجامع، فبقدر مافي ذلك من مهالك فالنجاة أقرب من ذلك ولله الحمد وهي التوبة وهي الندم وحررابن القيم في المدارج أن الصحيح أنه لايشترط عدم المعاودة ، وإنما العزم لاحظ العبارة ( العزم على ألا يعود للذنب ) وإذا عاد تاب وهكذا كما في البخاري من حديث ابن عباس . ــ بالنسبة للكبيرة إذا صاحبها إصرار ماذا تكون ؟ أخي المتزن وفقه الله وضع حدودا من نفسه لم يقل بها أحد من العلماء إطلاقا فجعل على لازم ذلك( الكفر) ولم يقل به أحد ، ونسف حدودا قد قالها الصحابة وتتابع عليها العلماء بلا نكير، وبيان ذلك بما يلي : أنه ورد في النصوص أن الكبائر أنواع بعضها أشد من بعض وهذه الأدلة:فهناك كبائروهذا واضح ، و أكبر الكبائر ، وموبقات،وأعظم الذنوب،وهناك الكفر الأصغر والشرك الأصغر ، كل هذه الدرجات تحت الكفر المخرج من الملة. أما أكبر الكبائر: (ألا أنبؤكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور)متفق عليه من حديث أبي بكرة. ومعلوم أن عقوق الوالدين وشهادة الزور ليسا بكفر، إذن فماهما؟ الجواب : من أكبر الكبائر . أما الموبقات : « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ قَالَ « الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّى يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ » متفق عليه، وقتل النفس بغير حق وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات ليست كفرا . أما أعظم الذنوب: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود قَالَ سَأَلْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ » . قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ ، قُلْتُ ثُمَّ أَىُّ قَالَ « وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ » . قُلْتُ ثُمَّ أَىُّ قَالَ « أَنْ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ »متفق عليه . ـ ثم هل الكبائر محدودة أم معدودة؟ الأظهر أنها محدودة كما روي عن ابن عباس ، يعني يوضع لها قاعدة معينة فتعرف من غيرها، ولذلك اسنبط العلماء هذه القاعدة ولكنهم اختلفوا وأغلبه من اختلاف التنوع لا المتضاد عند التأمل، وحديث(رمضان إلى رمضان...) فهو خارج محل النزاع أصلا. بالتالي: تكون الذنوب هكذا بهذا الترتيب العددي: 1ـ صغائر 2ـ كبائر وهي أنواع منها (أكبر الكبائر والموبقات والأعظم الذنوب، والكفر الأصغر ، والشرك الأضغر)على القول بأن الشرك الأصغر تحت المشيئة كما هو أحد القولين لشيخ الإسلام. 3ـ الكفر 4ـ الشرك بالله. وللجميع الشكر على الحوار البناء. |
اقتباس:
ومشكور كثريش على هالهرج السنع . :41 وتقبل تحياتي 00 المتزن |
شكر الله سعيك
أقترح أن تتفق أنت ومجموعة من المشايخ المعروفين بأن يصدروا كتاب أو موسوعة المفاهيم الشرعية الخاطئة الشائعة وبذلك سيكون لك الأجر والثواب لأنك أنرت الطريق المظلم |
اقتباس:
1- لم تذكر دليلاً من القرآن أو السنة النبوية على أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة , بل استدليت بدليل على أن الإصرار على الذنب ( أياً كان نوع هذا الذنب ) بحد ذاته ذنب جديد أو كبيرة . فكيف تستدل بشيء على شيء آخر ؟؟؟!!! الحديث النبوي يتحدث عن أن الإصرار على الذنب ( أي ذنب ) هو بحد ذاته ذنب جديد وأنت تتفق معي في ذلك .. فكيف تستدل لنا بهذا الحديث على أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ؟؟؟؟!!!! إن ما تفعله أخي الفاضل هو نوع من عسف الأدلة وخلط الأمور مع بعضها !! 2- إذا كنتَ لا تعلم هل الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر الصغائر , فكيف تجزم في إجابتك على السؤال الأول وأنت لا تعلم الإجابة على السؤال الثاني ؟؟؟!!! فلو افترضنا أن الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر الصغائر التي يفعلها المسلم ولم يتب منها , فإن نتيجة هذا الافتراض هي أن نقول بأن الصغيرة لا تصبح كبيرة بالتكرار . لأن هذه الصغيرة قد كفرتها الصلوات الخمس وبالتالي كيف تصبح الصغيرة كبيرة وهي قد غـُفرت ؟؟؟!!! 3- كيف تقول إن الحد الذي تصبح فيه الصغيرة كبيرة هو المداومة عليها وملازمتها وعدم الاستغفار , والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر الصغائر دون ذكر للاستغفار ؟؟؟!!! فالاستغفار من الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) هو بحد ذاته سبب لمغفرته , فما بال الصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان إذن ؟؟؟!!! 4- لا . بل أقصد في ظل عدم وجود توبة . ولهذا أعيد عليك السؤال ( بعد استحضارك لعدم وجود توبة ) : إذا افترضنا جدلاً أننا عرفنا الحد الذي يمكن تسمية فعل الصغيرة إصراراً .. فماذا نعتبر فعل الصغيرة بعد هذا الحد ؟؟! هل نعتبرها صغيرة جديدة ونبدأ العد من جديد .. أم نعتبرها كبيرة بحد ذاتها باعتبارها تجاوزت الحد ؟؟؟!!! 5- لا تكن ظاهرياً أخي الفاضل . فإن كان قول " الصحابة " - ولا أدري ما سبب الجمع هنا ؟؟!! - جاء بالصغيرة فقط , فإن لازم فهمك هو أن نعتبر أن الإصرار على الصغائر أعظم من الإصرار على الكبائر بحجة أن قول الصحابة جاء بذكر الصغيرة فقط !!!!! ثم إني لأعجب من قولك إن من يصر على الكبيرة كمن فعل كبيرتين متناسياً الحديث النبوي الذي تستدل به علينا في مسألتنا !!!! أخشى أن تكون أيضاً قد فهمتَ الحديث النبوي على أنه خاص بالإصرار على الصغائر دون الكبائر !!! أخيراً : أنا أستدل على أن الصغيرة لا تصبح كبيرة بالإصرار , بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " وظاهر هذا الحديث النبوي صريح بأن هذه الأعمال الصالحة بحد ذاتها تكفر الصغائر كما ذكر ذلك العلماء , وبما أن هذه الأعمال الصالحة تتكرر , فإن تكفيرها للصغائر يتكرر بفضل من الله سبحانه وتعالى بشرط اجتناب الكبائر . طبعاً هذا لا يعني أن يتساهل المسلم بفعل الصغائر ويصر على فعلها , لأن الإصرار على الذنب هو بحد ذاته فعل قبيح وقلة حياء مع الله سبحانه وتعالى وقد يؤدي إلى فعل الكبيرة بل وأعظم من ذلك . أما أنت أخي الفاضل , فتستدل على أن الصغيرة تصبح كبيرة بالإصرار , بقول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه . أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وتقول لي : قال ابن عباس رضي الله عنه !!! وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
إذن : ألا يمكن وصف فعله أنه اجتهاد شرعي خاطئ ؟؟!! وتقبل تحياتي 00 المتزن |
بارك الله فيك
في الحقيقة كلامك مكرر وليس فيه جديد ، وتقدم الرد عليه ، ولكنك تقول بأننا نعسف الأدلة وأنت لم تفهمها بعد ، فاتهم فهمك قبل اتهامنا وفقك الله . للتوضيح : أستدل بهذه المسألة بدليل خاص ودليل عام ، أما الدليل العام فهو الآية وحديث ( ويل للمصرين ) فهذه الأدلة تتفق أنت معي فيها بأن الإصرار وحده مذموم وهذا جميل أننا نتفق فيه ، وأقول قد يصير الإصرار وحده على الذنب كبيرة أيضاً وليس مذموما فقط لما ورد فيه من الوعيد فهذا دليل عام للمسألة ، وأما الدليل الخاص فهو قول ابن عباس وقول أنس رضي الله عنهما ولم يعلم لهما مخالف من الصحابة ( وركز على الجملة الأخيرة ) . وأيضاً تتابع العلماء على هذا الأمر وذكره بعضهم في كتب العقائد كما تقدم ذلك استناداً للأدلة العامة في الإصرار وفسر ذلك قول الصحابة . وبالنسبة للحديث الذي ذكرته وفقك الله أليس فيه ( إذا اجتنبت الكبائر ) فهو عندئذ خارج موضوعنا فالإصرار على الصغيرة يعتبر من الكبائر وليس من الصغائر فهو خارج هذا الحديث ، إلا إذا كنت تعتقد أن الصغيرة لابد وأن يصر عليها فهذا أمر آخر لا أدري من أين جئت به ، يعني هل كل صغيرة يصر عليها ؟ ، أو هل كل من فعل صغيرة لابد أن يصر عليها ؟ فيتضح لنا أن هذا الحديث خارج موضوعنا وفقك الله وليس دليلاً لك . فأنت تظن بأن قول ابن عباس وأنس يخالفان الحديث وهذا على حسب علمي لم يقل به أحد ، أو تظن بأن الحديث الذي في صحيح مسلم قد خفي على جماهير العلماء ممن يقرر هذا المفهوم !! يعني الحديث الذي تستدل به يتعلق بأمر والمسألة هذه في أمر آخر ، فالحديث يتعلق بتكفير الصغائر والمسألة هذه خارجة عن موضوعنا فنحن نتفق على الحديث ولكن نختلف بمسألة أخرى وهي أن الصغيرة المصر عليها ليست صغيرة وإنما تكون كبيرة . وأخيراً : هل نأخذ بفهمك الضعيف للحديث ونترك فهم جماهير العلماء وقبلهم ابن عباس وأنس ولم ينقل لهما مخالف من الصحابة ، بل في نقل سابق ما يدل على أن الإصرار على الصغيرة يكون كبيرة معروفا عند الصحابة . |
أخي المتزن إجتهاد العالم هو الذي يوصف بأنه شرعي وأما نتيجة اجتهاده فإن كانت موافقة للشرع فهي أمر شرعي وإن خالفته فهي أمر غير شرعي . إذا هناك فرق بين الإجتهاد الذي هو بذل الجهد في النظر في الأدلة وبين نتيجة الإجتهاد فتنبه .
وفي الحقيقة ما كان بودي أن يطول الجدل حول هذه القضية الواضحة |
اقتباس:
ولك أن تميل إلى أي رأي شئت , فنحن نحترمك ونحترم اختيارك وإن لم نتفق معك فيه . - قول الصحابي ليس حجة بإطلاق . - اقتباس:
إن قلتَ إنه يلزمه التوبة , عطلتَ الحديث النبوي الصحيح !! وإن قلتَ لا يلزمه التوبة فالصغائر تـُغفر بمجرد فعل تلك الطاعات , سقط الاستدلال بما تقولون رأساً . فمثلاً : رجل صلى الظهر , ففعل بعدها صغيرة من الصغائر .. ثم صلى العصر والمغرب , ففعل نفس الصغيرة .. ثم جاءت صلاة الجمعة من الغد ففعل بعدها نفس الصغيرة ثم صلى العصر وبقية الصلوات الخمس لمدة يومين ففعل نفس الصغيرة ( وهو في كل هذا الوقت لم يتب ) .. فهل هذه الطاعات تكفر هذه الصغائر أم لا ؟؟! إن قلتَ إن هذه الطاعات تكفر تلك الصغيرة المتكرر فعلها دون توبة ( وهو الذي أميل إليه ) , يلزمك عدم اعتبار مقولة إن الصغيرة تصبح كبيرة مع الإصرار . وإن قلتَ إن هذه الطاعات لا تكفر الصغيرة المتكر فعلها دون توبة , يلزمك أن تقول إن الصغيرة الأولى لم تـُغتفر وكذلك الثانية والثالثة والعاشرة إلى أن اجتمعت هذه الصغائر فأصبحت كبيرة !! وهذا يتعارض مع الحديث النبوي بشكل واضح لأن هذا المفهوم يعطـّل الحديث تماماً أو يكاد !!!!! إن الفهم الصحيح للنصوص النبوية هو ألا نجعلها تتعارض , بل ينبغي أن نبذل الوسع في الجمع بينها . وفي مسألتنا هذه الجمع واضح وبسيط لمن تأمل وابتعد عن التقيـّد المذموم بأقوال غير المعصوم , وهو أن نقول إن الصغيرة تـُغتفر بفعل الطاعات حتى وإن تكررت وهذا من فضل الله علينا , لكن الإصرار على فعل الصغيرة هو بحد ذاته ذنب مستقل كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : " ويل للمصرين ... " وتقبل تحياتي 00 المتزن |
موضع النزاع هو تحرير معنى الإصرار هذا الذي يظهر لي وقد سبق بيانه هنا :
اقتباس:
إضافة : يرى شيخ الإسلام كما في الفتاوى أن الأعمال الصالحة والطاعات تكفر قد تكفر الكبائر ولو من غير توبة ... وبسط أدلة هذا الرأي ، فعنئذ تتسع دائرة تكفير الكبائر بغير التوبة، فضلا عن الصغائر. فيتلخص من هذا أن الكبائر تكفر بما يلي: 1ـ التوبة . 2ـ الأعمال الصالحة . وللجميع فائق الشكر. |
حصل توافق في إنزال الرد
... |
اقتباس:
طيب بما أنك ترى كلامي مكرراً , وأنا كذلك .. فدعنا نتوقف هنا وندع الحكم للقارئ . لكن أود أن أنبه على أمر لاحظتـُه وهو : أنك تطوّع الآيات والأحاديث النبوية لتتوافق مع أثر ابن عباس , مع أن الأصل هو أن تطوّع أثر ابن عباس ليتوافق مع الآيات والأحاديث النبوية . أليس كذلك ؟؟! :) ولا أدري ما علاقة الدليل العام بالدليل الخاص ؟؟!! وهل مصدر الدليلين ( العام والخاص ) واحد حتى تقول ما قلتَ ؟؟!! ==== أما بالنسبة لفهمي للحديث فهو نفس فهم العلماء له ( أعني فيما يتعلق بمسألة أن الطاعات تكفر الصغائر , أي أن فعل الطاعات تشبه التوبة في تكفير الذنب , وهذا خاص بالصغائر دون الكبائر ) فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الأعمال الصالحة تكفر صغائر الذنوب ، وأما الكبائر فلا تُكَفَر بمجرد فعل الأعمال الصالحة بل لا بد من التوبة بشروطها حتى تُكَفَر . قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي عند كلامه على حديث : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة : زاد مسلم في رواية ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن أي من الذنوب ، وفي رواية لمسلم مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر ، وفي رواية لمسلم إذا اجتنبت الكبائر . قال النووي في شرح مسلم عند شرح حديث : ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة . قال : معناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر ، قال القاضي عياض: هذا المذكور في الحديث من غفر الذنوب ما لم يؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة وأن الكبائر إنما يكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله . وقال صاحب تحفة الأحوذي : قال العلامة الشيخ محمد طاهر في مجمع البحار (ص 122 ج 2) لا بد في حقوق الناس من القصاص ولو صغيرة وفي الكبائر من التوبة ثم ورد وعد المغفرة في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان فإذا تكرر يغفر بأولها الصغائر وبالبواقي يخفف عن الكبائر وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات . انتهى تأمل قولهم : ( أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر ) و ( وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة ) وهذه العبارات تعني أن الصغائر تكفرها الطاعات ولو بدون توبة . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
طبعاً باعتبار نتيجة الاجتهاد . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
وتقبل تحياتي 00 المتزن |
لعل في كلام شيخ الإسلام الذي أضفته آنفا يرفع بعض الخلاف الذي نظنه موجودا ، وحديث أبي هريرة (رمضان إلى رمضان ..) هناك غيره يؤيد رأيك.. فلماذا الوقوف عليه وكأنه لم يوجد غيره !!
وهو أن هناك طاعات فعلها مكفر للذنوب بغير اشتراط اجتناب الكبائر : وهذا نص شيخ الإسلام في المجموع ج7 ص489 : ((وسؤالهم على هذا الوجه أن يقولوا الحسنات انما تكفر الصغائر فقط فأما الكبائر فلا تغفر الا بالتوبة كما قد جاء فى بعض الأحاديث ما اجتنبت الكبائر فيجاب عن هذا بوجوه : أحدها :أن هذا الشرط جاء فى الفرائض كالصلوا الخمس والجمعة وصيام رمضان وذلك ان الله تعالى يقول ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فالفرائض مع ترك الكبائر مقتضية لتكفير السيئات واما الأعمال الزائدة من التطوعات فلابد أن يكون لها ثواب آخر فان الله سبحانه يقول فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الثانى: أنه قد جاء التصريح فى كثير من الأحاديث بان المغفرة قد تكون مع الكبائر كما فى قوله غفر له وان كان فر من الزحف وفى السنن أتينا رسول الله فى صاحب لنا قد أوجب فقال اعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار وفى الصحيحين فى حديث أبى ذر وان زنا وان سرق الثالث: أن قوله لأهل بدر ونحوهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ان حمل على الصغائر أو على المغفرة مع التوبة لم يكن فرق بينهم وبين غيرهم فكما لا يجوز حمل الحديث على الكفر لما قد علم أن الكفر لا يغفر الا بالتوبة لا يجوز حمله على مجرد الصغائر المكفرة باجتناب الكبائر الرابع أنه قد جاء فى غير حديث أن أول ما يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة الصلاة فان أكملها والا قيل أنظروا هل له من تطوع فان كان له تطوع أكملت به الفريضة ثم يصنع بسائر أعماله كذلك ومعلوم أن ذلك النقص المكمل لا يكون لترك مستحب فان ترك المستحب لا يحتاج الى جبران ولأنه حينئذ لا فرق بين ذلك المستحب المتروك والمفعول فعلم أنه يكمل نقص الفرائض من التطوعات وهذا لا ينافى من أن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة مع أن هذا لو كان معارضا للأول لوجب تقديم الأول لأنه أثبت وأشهر وهذا غريب رفعه وانما المعروف أنه فى وصية أبى بكر لعمر وقد ذكره أحمد فى رسالته فى الصلاة .....))الخ وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله لكني استعجلت لتقديم كلام شيخ الإسلام لعله يرفع الخلاف ..وإلا رجعت ووضحت مايحتاج لتوضيح . |
اقتباس:
واقتراحك جميل , لكن صاحبك ليس شيخاً بل ما أنا إلا باحث ورجل بسيط . وبصراحة أنت فتحت لي باب وهو أن ألخـّص آرائي وأجمع شتاتها في وريقات لأحتفظ بها وربما لأعرضها متى سنحت الفرصة على من أستطيع الوصول إليه من العلماء وطلبة العلم . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
أخي قلت لك هناك فرق بين الجتهاد الذي هو اعمال الفكر والنظر في الأدلة وبين نتيجة هذا الإجتهاد التي هي الرأي أو القول الناتج عن هذا الإجتهاد فالعالم الذي عنده آلات الإجتهاد إذا اجتهد في مسألة ما فإن فعله الذي هو النظر في الأدلة لا يمكن أن يوصف بأنه خاطأ لأن فعله هذا قد أذن له به شرعا حيث أنه من أهل الإجتهاد لكن هذا لا يلزم منه أن يكون نتيجة إجتهاده موفقة فقد تكون خاطئة فلا تنسب حينئذ للشرع وقد تكون موفقة فتوصف بأنها شرعية.
واستأذن فإني سأتوقف هنا والسلام |
أخي أبا فهد :
أخبرتك سابقاً أن الحديث خارج موضوعنا وأن كلام ابن عباس وكلام أنس رضي الله عنهما لا يخالف الحديث لماذا ؟ لأن الحديث فيه تكفير الصغائر ، وهذا نتفق عليه ؛ ولكن مسألتنا هي هل الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ؟ وهذه مسألة لا علاقة لها بحديث التكفير ، وحديث التكفير ليس فيه دليل أصلاً على هذه المسألة خصوصاً إلا إذا عسفتَ الأدلة عسفاً كما تقول لي في الرد السابق ، فأنت هنا تخلط بين مسألتين لا علاقة بينهما من أي وجه . فنحن لم نختلف معك بدليل التكفير ؛ وإنما خلافنا هو الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة . وأكرر السؤال عليك لكي تعرف مرادنا جيداً : هل كل من فعل صغيرة يصر عليها ؟ أعتقد أنك ستقول : لا . فعندئذ يتضح أنه لا علاقة بين الحديث وبين كلام ابن عباس فالحديث يتعلق بتكفير الصغائر وهذا نتفق عليه وأثر ابن عباس وأنس يتعلق بأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة . وأيضاً يبدوا لي أنك تظن بأن الإصرار هو عدم التوبة وليس كذلك أخي فارجع إلى معنى الإصرار ليزول إشكالك . وعندئذ يتضح أن مسألة ( الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ) لم يثبت فيها نصاً من النبي صلى الله عليه وسلم صريحا بها ؛ وإنما وردت بعض العموميات ، ولكن ثبت عن أنس وابن عباس ولم يخالفهما غيرهما من الصحابة أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة وهذا لا يخالف نصاً من الكتاب والسنة ؛ وإنما قد يتوافق معهما أيضاً . فعلى هذا فمذهب جماهير العلماء على أن قول الصحابة بهذه الحالة حجة يعمل به ، وزيادة على ذلك جاء تقرير هذه المسألة في كتب العقائد كما تقدم النقل عن السفاريني ، يعني أن مسألة الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة مسألة معروفة عند علماء السلف وأن من عقيدتهم أهل السنة اعتقاد ذلك وإلا لم يكن لذكرها في بعض كتب العقائد فائدة . وللتنبيه : يبدوا لي أنك لا تخالف جمهور العلماء بهذه المسألة الفرعية ؛ وإنما تخالفهم بأصل من أصول الاستدلال عندهم ألا وهو ( قول الصحابي ) فعلى هذا أظن أنه يصعب لنا أن نخرج بنتيجة بهذا النقاش لأن دليلنا الذي نستدل به لا تؤمن به فكيف لك أن تخرج بنتيجة ، فأقوال الصحابة عندك ليس لها قيمة كما هو واضح من كلامك ؛ بل وتظن أن اجتهادك أفضل من اجتهاد ابن عباس وأفضل من اجتهاد أنس ، ولو أن المسألة فيها قولان بين الصحابة لوسعك أن تأخذ بقول وتدع آخر على حسب اجتهادك إن كنت مجتهداً وباحثاً ، وأما والمسألة ليس فيها إلا قول واحد عند الصحابة وتظن أنك وصلت إلى الحق وخير الأمة بعد نبيها لم يبلغوا هذا الحق ! ! إنه فعلاً زمن الرويبضة . واسمح لي إن قسوت بالكلام يا أبا فهد ، ولكن هذه الحقيقة للأسف والله أعلم . |
اقتباس:
وحبذا لو تعمقتَ وتحدثتَ عن صلب ما نتحدث عنه . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
فعلاً غريب إصرارك أخي عمر على الخلط بين مسألتين مختلفتين , بل الأغرب هو أنك صرحتَ بأنك لا تعلم هل الطاعات تكفر الذنوب مع عدم وجود توبة , ومع ذلك تجزم أن الإصرار على الصغيرة يجعلها ( بحد ذاتها ) كبيرة !!!! يعني أنت تحكم على الشيء قبل تصوره !! أوضح لك الأمر ( مع أني أراه واضحاً أصلاً ) : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!! إن قلتَ إنه يلزمه التوبة , عطلتَ الأحاديث النبوية الصحيحة !! وإن قلتَ لا يلزمه التوبة فالصغائر تـُغفر بمجرد فعل تلك الطاعات , سقط الاستدلال بما تقول رأساً .. لأن الصغيرة إذا غـُفرت بمجرد فعل الطاعات المتكررة كالصلوات الخمس , فإن هذا يعني أن فعل نفس الصغيرة مرة أخرى هو ذنب جديد , وسيـُغتفر بمجرد فعل طاعة جديدة كالصلاة مثلاً ... وهكذا . فمثلاً : رجل صلى الظهر , ففعل بعدها صغيرة من الصغائر .. ثم صلى العصر والمغرب , ففعل نفس الصغيرة .. ثم جاءت صلاة الجمعة من الغد ففعل بعدها نفس الصغيرة ثم صلى العصر وبقية الصلوات الخمس لمدة يومين ففعل نفس الصغيرة ( وهو في كل هذا الوقت لم يتب ) .. فهل هذه الطاعات تكفر هذه الصغائر أم لا ؟؟! إن قلتَ إن هذه الطاعات تكفر تلك الصغيرة المتكرر فعلها دون توبة ( وهو الذي أميل إليه ) , يلزمك عدم اعتبار مقولة إن الصغيرة تصبح كبيرة مع الإصرار , لأن الصغيرة الأولى والثانية والعاشرة كلها غير موجودة أصلاً لأنها اغتـُفرت بالطاعات وبالتالي فإنه لم يبقَ إلا الصغيرة الأخيرة والتي ستـُغتفر بفضل الله بمجرد فعل طاعة جديدة . وإن قلتَ إن هذه الطاعات لا تكفر الصغيرة المتكرر فعلها دون توبة , يلزمك أن تقول إن الصغيرة الأولى لم تـُغتفر وكذلك الثانية والثالثة والعاشرة إلى أن اجتمعت هذه الصغائر فأصبحت كبيرة !! وهذا يتعارض مع الحديث النبوي بشكل واضح لأن هذا المفهوم يعطـّل الحديث تماماً أو يكاد !!!!! إن الفهم الصحيح للنصوص النبوية هو ألا نجعلها تتعارض , بل ينبغي أن نبذل الوسع في الجمع بينها . وفي مسألتنا هذه الجمع واضح وبسيط لمن تأمل وابتعد عن التقليد الأعمى والتقيـّد المذموم بأقوال غير المعصوم , وهو أن نقول إن الصغيرة تـُغتفر بفعل الطاعات حتى وإن تكررت وهذا من فضل الله علينا , لكن الإصرار على فعل الصغيرة هو بحد ذاته ذنب مستقل كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : " ويل للمصرين ... " . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
أخي المتزن : شكر الله لك. يبدو أن كلام شيخ الإسلام غير كاف ولذلك رجعت لتوضيح بعض ماأراه مهما في هذا الموضوع. أخي المحب : قولك اقتباس:
... أخي الكريم :إن كان قد عزب فهمك عن النصوص التي تجعل الصغائر كبائر فإني أبينها لك أنها ليست هي في الإصرار فقط ، وما الإصرار إلا واحد منها. منها:أولا المجاهرة: أخرج البخاري برقم (6069 ) عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ » . قال ابن حجرفي الفتح ج 17 ص238: (قَالَ اِبْن بَطَّال : فِي الْجَهْر بِالْمَعْصِيَةِ اِسْتِخْفَاف بِحَقِّ اللَّه وَرَسُوله وَبِصَالِحِي الْمُؤْمِنِينَ ، وَفِيهِ ضَرْب مِنْ الْعِنَاد لَهُمْ ، وَفِي السِّتْر بِهَا السَّلَامَة مِنْ الِاسْتِخْفَاف) ماذا يكون. ومنها ثانيا: من سن سنة سيئة واتبع عليها ففي الحديث عند مسلم كتاب العلم :15( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)ومن المعلوم أنه لايشترط أن يعرف المستنون به، الفاعل الأول باسمه وعينه، فيكون هذا أمر آخر غير المجاهرة. ومنها ثالثا : كثرة الصغائر لقوله عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إياكم ومحقرات الأعمال إنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه » ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم « ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة (2) فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعويد حتى جمعوا من ذلك سوادا ، ثم أججوا نارا فأنضجت ما قذف فيها »أخرجه البيهقي في الشعب برقم290وفي المسند بنحوه من حديث سهل بسند صحيحصححه الأرناؤط. وعن عائشة4243 - قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ياعائشة إياك ومحقرات الأعمال . فإن لها من الله طالبا ) أخرجه ابن ماجه برقم 4243.و في الزوائد إسناده صحيح . رجاله ثقات وصححه الألباني. ومنها رابعا:أن يختم له بها كماعند البخاري برقم 6128 عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:( إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها )فالمعصية الصغيرة التي يموت عليها يبعث عليها يوم القيامة لما روى البخاري برقم 2118 ومسلم برقم 7426 عن عائشة : قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ » . قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ . قَالَ « يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ » وفي الترمذي برقم 4370 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّمَا يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ » ولخص ذلك بن كثير في التفسير: فقال : (من أكثر من شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه) دليل أن الصغير إذا ختم له بها تكون كبيرة مافي الترمذي برقم2141 وغيره (أن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار) ومنها خامسا : الإصراروهو محل البحث كما في مسند أحمد برقم6698- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ « ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ »وصححه الألباني وغيره. لكن هنا مثار أسئلة من ثلاث جهات : الجهة الاولى : هل معنى الإصرار شئ في الباطن أي قلبي كالعزيمة على البقاء على الذنب أو استصغاره أم هو عمل في الظاهر يظهر بالجوارح وهو تكرار الذنب. الجهة الثانية:هل المراد بالإصرار على الذنب من جنس واحد أم المراد الغصرار على ذنوب متنوعة . الجهو الثالثة: متى تسقط عدالة الشخص مع الصغائر؟ أترك ذلك لنرى إجابات الاخوة ونقاشاتهم حول ذلك أخي المتزن الكريم بعد ذكر الأحوال التي تجعل الصغيرة كبيرة أقول: عنئذ تتسع دائرة الأحوال التي تجعل الصغائر كبائر فليس ذلك خاصا بالإصرار فقط مع أن المجاهرة أوضح فيه من الإصرار ولم يُتطرق لها الكلام. كما أننا علمنا ترجيح شيخ الإسلام من أربعة أوجه دائرة تكفير السيئات ولو كانت كبائر ليست محصورة بالتوبة فقط بل يكفره العمل الصالح المطلق. فهل لاتساع هذه الدائرتين اعتبار عندك أم لا ؟ فإنها تزيل الإشكال. أرجو ذلك . بارك الله في الجميع. |
أخي تأبط رأياً
سألتك سؤالاً فأجبتني عليه بسؤال !!! أعيد عليك السؤال لعلك تجيبني عليه هذه المرة : إذا فعل المسلم صغيرة ولم يتب منها فهل صلواته الخمس والجمعة وصوم رمضان تكفر هذه الصغائر وإن لم يتب منها أم أنه يلزمه التوبة ؟؟!! الجواب هو إما أن تقول إن التوبة تلزمه , أو لا تلزمه .. فاختر ما تراه الصواب . أما بقية مداخلتك فأشكرك عليها , ولكنها ليست فيما نتحدث عنه . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
طيب :
أنت ذكرت أن الإصرار ذنب آخر ، وأن الإصرار على الصغيرة مذموم ، نقول لك كيف يكون الإصرار عندئذ ؟ فإذا كنت تقول بأنه إذا صلى الظهر ثم فعل صغيرة ثم صلى العصر ... فإن الحديث يدل على التكفير ، فعلى كلامك أيضاً نقول كيف يكون الإصرار بالصغائر ؟ فأنت كأنك تنفي وجود الإصرار مع التكفير وبنفس الوقت تقول بأن الإصرار ذنب آخر ، فأقول وضح لنا كلامك وكيف يكون الإصرار المراد بحديث ( ويل للمصرين ) ؟ وأيضاً على قول من رجح بأن الأعمال الصالحة تكفر الكبائر أيضاً هل يدخل بذلك من يصر على الكبائر ؟ والله أعلم . |
وهنا أمر هام أنسيته وهو قولك رعاك ربي : .اقتباس:
كلام صحيح .. نعم ... لكن لايقبل ممن هو بمنزلةٍ أدنى منك فكيف بك ؟! ومتى أطلقنا ذلك؟! أخي الحبيب: عندك علم بالمسألة وأن الراجح فيها هو الذي يرجحه المحققون وهو منطبق على هذه المسألة جدا (وهو قول الصحابي إذا اشتهر ولم يعلم له مخالف فهو حجة) على الراجح الذي يرجحه شيخ الإسلام وابن القيم والشوكاني والشنقيطي وغيرهم كثير. ولنأخذ هذه المسالة بتمهل: أولا: هل فيها قول صحابي ؟ الجواب نعم وسبق إيضاحه وهو مروي عن أنس وابن عباس بأسانيد صحيحة وروي مرفوعا بأسانيد ضعيفة. ثانيا:هل خالفهم أحد من الصحابة ؟ الجواب : لم يخالفهم أحد ومن يقول إنه يخالفهم أحد من الصحابة فعليه ذكره . ثالثا : هل اشتهر هذا عنهم ؟ الجواب: نعم حتى لايعرف قول غيره ، وتتابع على ذكره العلماء جيلا بعد جيل . النتيجة: إذن وجب اتباع هذا القول . ومن أراد غيره فيلزمه أن يذكر لنفسه سلفا يتبعه قبل أن يخالف ، ولا يسوغ خلاف العلماء حتى يكون لهم فيما يختارونه سلف يتبعونه فضلا عن غيرهم من طلبة العلم. لماذا لأن سلف هذه الأمة (والذين هم في القرون المفضلة) لأنهم: أقرب للنبوة ، وقد شاهدوا التنزيل ، وتتلمذوا على الصحابة، وهم أصح فهوما ، وأسلم ألسنة ، وأعلم بمقاصد الشرع ومعانيه. فأين سلفك الذي تتبع يامتزن؟ أحسن الله لنا ولك . وصدق أخي عمر55 أن هذا الدليل كافٍ لهذا القول فكيف وقد كان له من أدلة أخرى مضى ذكرها |
اقتباس:
أجبتك بجواب :صورته سؤال وحقيقته جواب ، أريد أن أفهمك أن المفترض ألا تطرح علي هذا السؤال لأني سبق وأن قلت: أن الإصرار شئ في القلب ليس هو التكرار . ولذلك قلت لك:أرأيت إن لم يكرر؟ أي: فهو عاص فإن كان استقر في قلبه الإصرار الذي هو كما قاله ابن الصلاح العزم على المعاودة للذنب فهو مصر وإن لم يكن في قلبه هذا الإصرار فهو داخل في الصغائر التي تكفرها ماذكرت . أخي الكريم: قولك احسن الله لك: اقتباس:
لايشترط أن انظر للموضوع بنفس الزاوية التي أنت تنظر من خلالها وإلا.. كان لابد من الاستغناء عن أحدنا. كما يقول الرافعي. فالموضوع له جوانب كثيرة مترابطة تطرقه وأنا حاولت إثراء هذه الجوانب راجيا ايجاد نقاط اتفاق ننطلق من خلالها. وأراك تأخذ الموضوع من زاوية واحدة لاتنفك عنها وهي (وإن قلت وإن قلت)!! وبمثال واحد لاتحيد عنه!! وهو حديث أبي هريرة(الصلوات الخمس...) مع بعده عن موضوعك إلا أنك لاترضى إلا بالتمثيل به ، والدوران على فلكه ، مع أني فتحت لك مجالا من كلام شيخ الإسلام وذكرت ـ ضمنا ــ أن في كلام شيخ الإسلام ماهو أقوى من هذا الحديث يذهب حيث ترى ، ولكن رجعت مرة أخرى لاتحيد عن زاويتك ،وكأنك لاتعرف غيرها، وماهكذا تتلاقح الأفكار، وتستنير العقول!! أخي الكريم: إن رأيتنا ضيوفا ثقلاء على موضوعك فلك ألا نكتب تحته. |
اقتباس:
ألم أقل لك إنك تخلط بين المسائل ؟؟! الإصرار على المعصية ليس هو المعصية ذاتها . وعلى هذا فمغفرة الذنب لا تستلزم بالضرورة مغفرة الإصرار كما لا تستلزم ذهاب الإصرار . وأظنك تفهم معنى الإصرار , بدليل تكرارك لي بالتنبه والرجوع إلى معنى الإصرار ( وقد رجعتُ إليه فوجدت معناه : " الاستقرار على فعل الشيء " أو كما عرفه الأخ تأبط رأياً في المشاركة 65 ) .. فما بالك ذهلتَ عن ذلك أخي الفاضل ؟؟!! أنا لا أنفي وجود الإصرار مع التكفير , بل أنت الذي جعلته لازماً لذلك بخلطك بين المسألتين فتوهمتَ أنني أنفي وجود الإصرار مع التكفير !! أنا أثبت تكفير الصغائر ( وإن تكررت ) , وفي نفس الوقت أقول إنه قد يكون هناك إصرار على فعل الصغيرة , وهذا بحد ذاته ذنب مستقل . يعني لو فعل مسلم صغيرة مئة مرة , فإن صلواته الخمس تكفرها كلها .. لكن إن كان عازماً على الاستمرار بمقارفة هذه الصغيرة غير مستشعر للذنب ولا آبهٍ به , فحينئذ نقول له إن فعلك هذا هو بحد ذاته ذنب بل قد يكون كبيرة بحد ذاته حتى وإن غـُفرت لك تلك الصغائر بفعلك الطاعات . والله أعلى وأعلم . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
طيب :
على كلامك الأخير يتبين لك أن حديث المكفرات لا علاقة له بالإصرار أبداً هل فهمت ذلك ؟ يعني يكون قول ابن عباس وقول أنس لا يتعارض أبداً مع حديث المكفرات هذا ما أردتُ تنبيهك عليه في ردي السابق فيزول الإشكال الذي طرحته وفقك الله بحديث المكفرات ونرجع إلى أصل مسألة الإصرار على المعصية فيتضح أنه لا دليل عليها صريحاً في الكتاب ولا في السنة ولا دليل يعارضها صريحاً من الكتاب ولا من السنة فعندئذ نذهب إلى الأدلة الاخرى وأقواها في هذه المسألة قول الصحابة . فيتبين لنا أن حديث المكفرات يكفر الصغائر ولكنه لا يكفر الصغائر المصر عليها لأنها تكون من الكبائر لدلالة قول الصحابة ، ويبقى التكفير في الصغائر التي لا إصرار عليها والله أعلم . |
اقتباس:
أنت تتحدث وكأن قول الصحابي في هذه المسألة قطعي الدلالة على ما تقولون !! فقول ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه : " لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار " يرد عليه عدة احتمالات منها بل أقواها هو : أنه لا ( وجود ) لكبيرة مع الاستغفار ولا ( وجود ) لصغيرة مع الإصرار . وهذا التوجيه يتوافق تماماً مع ما أقول بل وقبل ذلك مع الأحاديث النبوية . فإن قلنا إن معنى قول ابن عباس رضي الله عنه هو أنه لا وجود لصغيرة مع الإصرار , فإن هذا يعني أن الصغيرة تكون غير موجودة ( بغفرانها بسبب فعل الطاعات ) والكبيرة تكون موجودة ( بالإصرار بحد ذاته ) . وبهذا التوجيه يكون كلامي موافق لأثر ابن عباس - رضي الله عنه - والحمد لله . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
لا أعلم لمَ كل هذا الغضب والتحسس من عبارة قلتها لك ؟؟؟!!! هذا الموضوع موضوع لكم , ولم يعد ملكي بمجرد وضعي إياه أمامكم .. فاطرح ما تراه صواباً واترك المجال للآخرين ( بمن فيهم كاتب الموضوع ) أن يطرحوا ما يرونه صواباً وأن يردوا عليك ولا تتحسس من الحوار وإن قسا . :) أعود إلى إجابتك ( التي لم تأتي !! ) على سؤالي : تقول : اقتباس:
أنا لم أذكر التكرار في سؤالي , بل ذكرتُ عدم التوبة . على أي حال : السؤال يحتمل أحد أمرين , إما أن تقول إن التوبة تلزمه , أو تقول : لا تلزمه . فقد كان الأولى بك أن تعطيني أحد الاحتمالين ثم بعد ذلك تفصل وتوضح كما تشاء . مع العلم أني كنتُ ومازلتُ أميل إلى أنك ستقول : لا , لا تلزمه التوبة .. وذلك لنقولاتك عن ابن تيمية رحمه الله . ولهذا سألتك السؤال ليس لمعرفة الإجابة بقدر ماهو للوصول بك معي لتبعات هذه الإجابة وهو ما ذكرته لك في تلك المشاركة 72 . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
أعطنا علماء يرون ذلك ، يفهمون منه هذا المفهوم الذي تعسفته!!فوالله أنه من إحدى المضحكات. وإلا لم نسلم لك بهذا الفهم . أم هو اللي والطي.والقفز على أفهام العدول من سلف الأمة كأحمد وغيره. |
اقتباس:
نعم , حديث المكفرات ليس له علاقة بالإصرار كإصرار بحد ذاته , ولم أزعم أن له علاقة . قول ابن عباس لا يتعارض مع حديث المكفرات , ولكن توجيهك لقول ابن عباس هو الذي يتعارض مع حديث المكفرات . فقولك إن حديث المكفرات محصور فقط بتكفير الصغائر غير المصر عليها , بينما الصغائر المصر عليها لا تكفرها الطاعات .. غير منضبط أبداً . فالمسلم عندما يفعل الصغيرة الأولى ( يعني لسـّا ما أصر :) ) .. هل تكفرها الطاعات ؟؟! أظنك ستقول : نعم . طيب إذا فعل الصغيرة للمرة الثانية ( ولا أدري هل تعتبر ذلك إصراراً منه أم لا ) .. هل تكفرها الطاعات ؟؟! لنفترض أنك ستقول : لا ( سواءً في المرة الثانية أو بعدها ) . طيب : إذا فعل الصغيرة للمرة التي تلي حكمك عليه بأنه مصر .. هل ستعتبر فعله لهذه الصغيرة كبيرة بحد ذاتها أم ماذا ؟؟!! إن لازم كلامك يحتم عليك أن تعتبر الصغيرة بعد ذلك , كبيرة بحد ذاتها !! وهذا إخلال بالموازين الشرعية إذ كيف تكون الصغيرة الأولى صغيرة , بينما تصبح الصغيرة الثانية كبيرة والثالثة كبيرة والرابعة كبيرة وهكذا ؟؟؟!!! ولازم هذا أن نساوي بين الصغيرة والكبيرة أي أن نقول إن الصغيرة كبيرة !! وهذا لا يستقيم أبداً . وتقبل تحياتي 00 المتزن |
اقتباس:
يبدو أنك تريد أيضاً أن تحتكر تفسير النص تماماً كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى !! :) بل وليته كان فهماً أو حتى نصاً معصوماً !! النص غير معصوم , والمفهوم أيضاً غير معصوم .. ومع ذلك تريد أن تحصر الحق به !!!!! ألا تعلم أن جزءاً كبيراً من الكلام العربي حمـّال أوجه ؟؟؟!!! إن كنتَ لا تعلم بهذا - وأستبعد ذلك - , فهذه مشكلة .. وإن كنتَ تعلم بهذا - وأظن ذلك - , فعلامَ تحجير الواسع ؟؟؟!!! أخشى أن يكون العناد والمكابرة هما من جعلاك تقول ما قلتَ !!! وتقبل تحياتي 00 المتزن |
بارك الله فيك أخي الفاضل المتزن : مسألة الإصرار على الصغيرة تجعلها كبيرة ، ليست لذاتها وفقك الله ؛ وإنما لاتصافها بالإصرار ، يعني نفس هالصغيرة ذي لو فعلها محمد فإنها تعتبر بحقه صغيرة لأنه لم يصر ، ولكن لو فعلها زيد الذي هو مصر عليها وعازم على الإصرار عليها فإنه بحقه تعتبر كبيرة ليس لذاتها وإنما بسبب الإصرار هذا هو معنى كلام العلماء وفقك الله . على العموم : أعتقد أن المسألة لا تحتاج أكبر من ذلك ، فبالنسبة لي أنا فقد أوضحتُ كل ما عندي ، ويتبين لي أن سبب خلافك للجمهور ليس هو هذه المسألة فقط ؛ وإنما يتضح لي أنك تخالفهم بأصل من أصول الاستدلال فالأئمة الأربعة يحتجون بقول الصحابي إذا لم يخالفه غيره ، بينما نقل عن قلة عدم الاحتجاج بذلك ويقال بأنه مذهب الشافعي في الجديد ولكن نص الشافعي على خلاف ذلك كما أذكر . فيتبين لنا أن الخلاف أوسع من هذه المسألة ، ولا أدري هل أنت تختار القول بأن قول الصحابي ليس بحجة ؟ وهل عندك من الأدلة ما جعلك تختار هذا القول ؟ وهل ناقشت أدلة الجمهور ؟ أعتقد أن هذه المسألة عندي أهم بكثير من مسألة فرعية تتعلق بالأصل . ولذلك لن نخرج بنتيجة إلا بعد أن نعرف المنهج الذي نسير عليه في نقاشنا ، فمثلاً إذا كانت مسألة معينة ورد فيها حديثاً وجرى النقاش بين شخص يضعف الحديث فهو يخالف دلالة الحديث وشخص يصححه فيحتج به هل تعتقد أنهم سيخرجون بنتيجة ؟ أظن الجواب : لا . فهذه المسألة كتلك المسألة ، فأنا مع الجمهور على الاحتجاج بقول الصحابي إذا لم يخالف نصاً ولم يخالفه غيره ، بينما أظنك ولم أتأكد لا تحتج بذلك ، فعندئذ لن نخرج بنتيجة . ما رأيك بكلامي ؟ |
اقتباس:
اقتباس:
ولكن يظل هناك إشكال أو ربما غموض بسيط في كلامك وهو : هل ترى الإصرار ذنباً منفصلاً عن الصغيرة أم لا ؟؟! إن كنتَ تراه ذنباً منفصلاً عن الصغيرة ( وأظنك ترى ذلك ) , فلماذا لا تقول إن الإصرار على الصغيرة هو بحد ذاته كبيرة بينما الصغيرة تظل صغيرة في جميع الأحوال ؟؟! إن قلتَ بهذا , فنحن متفقان تماماً في صلب ما أتحدث عنه في هذا الموضوع وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يصيـّرها - بحد ذاتها - كبيرة . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,, وتقبل تحياتي 00 المتزن |
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : نعم فالإصرار ذنب منفصل كما قلتُ سابقاً ؛ ولكنه باتصافه بالصغيرة يجعلها بحكم الكبيرة لما تقدم من الأدلة وهذه إضافة بسيطة لعلها تكون خلاصة رأيي بهذه المسألة وسأجعلها على شكل نقاط : أولاً / مسألة الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة : هذا هو مذهب جمهور العلماء واستدلوا على ذلك بأدلة متعددة منها : 1 / حديث { وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه } حسنه ابن حجر وصححه الألباني . قال ابن بطال في شرحه : " المحقرات إذا كثرت صارت كبائر بالإصرار عليها والتمادي فيها " انتهى ووجه الاستدلال أيضاً قوله { تهلكه } فدل على أنها تكون كالكبيرة ، ومن المعروف أن الموبقات أو المهلكات هي الكبائر ، وقد استدل أيضاً بعض العلماء بأدلة عامة كحديث { ينكت في قلبه نكتة سوداء } ونحوه من الأحاديث . 2 / ثبت عن أنس وعن ابن عباس ( لا صغيرة مع الإصرار ) وقال النووي في شرح مسلم : " وروي عن عمر ، وابن عباس وغيرهما رضي اللَّه عنهم : لا كبيرة مع اِستغفار ولا صغيرة مع إِصرار معناه أن الكبيرة تمحى بالإستغفار ، والصغيرة تصير كبِيرة بِالإصرار " انتهى وأفادنا النووي رحمه الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ذلك ، ولم أقف عليه وهذا يدل أن هذا القول مشتهر بين الصحابة فقد يكون من الإجماع السكوتي ، زيادة على أن عمر له سنة متبعة كما في الحديث . 3/ وهذا لم أتطرق له من قبل وهو قوي جداً لمن تأمله أن مقولة ( لا صغيرة مع الإصرار ) هي مما لا يقال بالرأي أفادني بذلك أحد طلاب العلم وقد سألتُ اليوم الشيخ عبدالله الغنيمان عن هذه المقولة هل هي مما لا يقال بالرأي ؟ فقال : نعم هذا لا يقال بالرأي وذكر أن للمسألة أدلة أخرى وليس هذا الدليل فقط . أقول : فإذا اتضح أن هذه المقولة هي مما لا يقال بالرأي فقد قال الفوزان في شرح الورقات ص 202 : " كما أجمعوا على الأخذ بقول الصحابي فيما لا مجال للرأي أو الاجتهاد فيه لأنه من قبيل الخبر التوقيفي عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم كما أنه لا خلاف فيما أجمع عليه الصحابة صراحة أو كان مما لا يعرف له مخالف " انتهى وقال الشنقيطي في المذكرة ص 256 : " فإن كان مما لا مجال للرأي فيه فهو في حكم المرفوع كما تقرر في علم الحديث ؛ فيقدم على القياس ويُخص به النص إن لم يعرف الصحابي بالأخذ من الإسرائيليات . وإن كان مما للرأي فيه مجال فإن انتشر في الصحابة ولم يظهر له مخالف فهو الإجماع السكوتي وهو حجة عند الأكثر " انتهى . وحتى لو كانت المقولة مما يقال بالرأي ـ وهذا أستبعده بعد التأمل ـ فإن هذا القول اشتهر بين الصحابة بدليل أنه روي عن عمر وعن أنس وعن ابن عباس ولم يظهر لهم مخالف ، وقد نقل الشيخ عبدالله الفوزان كما تقدم أن هذا لا خلاف فيه ، وقد عده بعض أهل العلم كأكثر الشافعية ورواية عن أحمد أن هذا من قبيل الإجماع وليس الإجماع السكوتي . فيتضح لنا بعد هذا التقرير قوة هذه المسألة وأدلتها . هذا ما يظهر لي في هذه المسألة ، ولعله يكون خلاصة المسألة ، وقد ظهر إن شاء الله قوة دليلها . وقبل أن أختم عندي أسئلة أتمنى أن تجيب عليها يا أبا فهد : 1 / هل قول الجمهور ضعيف بعد هذه الأدلة ؟ 2 / هل يحق لنا الإنكار على من يعتقد هذا القول ؟ 3 / في المسألة التي لا نص فيها صريحا أيهما أولى بالاتباع قول ثلاثة من الصحابة ولم يخالفهم غيرهم أم قول عالم أو ثلاثة علماء ممن جاء بعد الصحابة ؟ والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وجزاك الله خيراً يا أبا فهد على سعة صدرك وتقبلك لنا بموضوعك الذي استفدنا منه . وإن كان ثمة خطأ برأيي هذا فدلني على موضع الخطأ أسأل الله أن ينفع بما نكتب جميعاً |
أخي الفاضل عمر وفقه الله لكل خير
أولاً : أرجو أن نفرق بين نص كلام الصحابي , ومعنى كلام الصحابي . فالنص حمال أوجه كما تعلم , وكنتُ قد وجهتُ قول ابن عباس : " ... لا صغيرة مع إصرار " في مشاركة سابقة .. فاحتجاجك عليّ لم يعـُد بالنص بل بتفسيره الذي تقول إنه صدر عن جمهور العلماء . وأرى أن تفسيري للنص أقرب إلى الصحة لعدم تعارضه مع أي نص شرعي . بينما التفسير الذي تحتج به عليّ تدخل عليه بعض الإشكالات كاعتبار الصغيرة الأولى صغيرة والصغيرة العاشرة - مثلاً - كبيرة !! بل وقد يتعارض حتى مع أحاديث مكفرات الذنوب !! ثانياً : أجيب على أسئلتك باختصار غير مخل إن شاء الله : 1 / هل قول الجمهور ضعيف بعد هذه الأدلة ؟ بشكل عام وفي المسائل الاجتهادية كمسألتنا هذه , قول الجمهور ليس دائماً هو الصواب كما تعلم والأمثلة على ذلك كثيرة . ولذا فالعدد ليس حجة بذاته ( أي أنه لا يـُستدل به بل يـُستدل له ) . أما بالنسبة للرأي , فنعم : أرى أن القول الذي تدافع عنه ضعيف , والضعف ليس بالأدلة بل بالتفسير . 2 / هل يحق لنا الإنكار على من يعتقد هذا القول ؟ لا , لا يحق لأحد الإنكار في مسائل الاجتهاد .. ولكن هذا لا يعني عدم التخطئة , فتأمل . 3 / في المسألة التي لا نص فيها صريحا أيهما أولى بالاتباع قول ثلاثة من الصحابة ولم يخالفهم غيرهم أم قول عالم أو ثلاثة علماء ممن جاء بعد الصحابة ؟ إشكاليتنا أخي الفاضل ليست بقول ثلاثة من الصحابة بقدر ما هي بفهم هذا القول وتفسيره أو توجيهه . أخيراً : أعتقد أننا قريبون جداً من الاتفاق أخي عمر , وأرجو أن تسمح لي بالضرب على هذا الأمر إلى أن نتفق أو على الأقل يتضح رأي كل واحد منا للآخر . نحن متفقان أن الإصرار على الصغيرة ذنب منفصل عن الصغيرة ( يعني ذنب + الذنب الأصلي الذي هو الصغيرة ) , ولكننا نختلف في نتيجة ذلك ! فأنا أقول بما أن الإصرار ذنب منفصل عن الصغيرة , فكيف تصبح الصغيرة كبيرة على الرغم من أن الإصرار ذنب مستقل ؟؟؟!!! إذا كان الإصرار ذنباً جديداً غير ذنب الصغيرة , فكيف ندمجهما معاً بعد أن فصلناهما من قبل ؟؟؟!!! أما أنت فتقول : " نعم الإصرار ذنب منفصل ؛ ولكنه باتصافه بالصغيرة يجعلها بحكم الكبيرة " ولتوضيح الواضح أكثر :) , نحوّل المسألة إلى مسألة رياضية :) أنا أقول : صغيرة + إصرار = 2 وأنت تقول : صغيرة + إصرار = 1 :) وتقبل تحياتي 00 المتزن |
شكراً لك على هذا الحوار الشيق .
ولعل هذا آخر تعليق لي هنا إلا إذا اقتضت الحاجة فأقول : تفسيرك لكلام الصحابة ليس تفسيراً ؛ وإنما تحريفاً وتأويلاً لم يسبقك إليه أحد . وكل العلماء الذين نقلوا هذه المقولة أو استدلوا بها فقد فهموها على ظاهرها أن الصغيرة تتحول إلى كبيرة وهذا هو ظاهر المقولة ولا إشكال فيها ولا تقبل التأويل . وإن كنت ستحرف كل نص يخالفك فاعلم أنك ستصل إلى تحريف القرآن فضلاً عن غيره وما أضل أهل البدع إلا تحريفهم للقرآن وادعائهم مثل ادعائك هذا بأنه تفسيراً وتوجيهاً . فيا أبا فهد : احذر أن تخالف جميع العلماء ، فانا أجزم بأنك الوحيد الذي حرفتَ هذه المقولة ولم يسبقك أحد إلى هذا بل لو سمع كلامك هذا أحد العلماء لضحك وحق له أن يضحك ! بل حتى من قال بقولك هذا من القلة كالشوكاني فإنه يضعف هذه المقولة ويقول بأنها من كلام بعض الصوفية ثم قال فالمسألة لا دليل عليها . يعني : كونك تضعف هذه المقولة أفضل بكثير من تحريفك لها الذي لا يقبله أحد . أقول : ما حجتك بهذا التحريف للمقولة ومن حرف مثل تحريفك هذا ؟ أم أنك الوحيد الذي وصلتَ إلى الحق والصواب ؟ فجميع من يدعي تأويل النص الظاهر فإنه يرد عليه إلا إذا كان معه حجة . أكتفي بهذا وكما تقدم فخلاصة رأيي في هذه المسألة هو في ردي السابق ولا داعي لإطالة الكلام ولكن هذا التعليق أعتقد أنه لا بد منه خاصة إن كان هناك أحد يتابع النقاش والله أعلم . |
أخي الفاضل عمر وفقه الله إلى كل خير
لا أود التعليق على مداخلتك الأخيرة لئلا نبدأ حواراً جديداً في غير صلب الموضوع الذي نتحدث عنه . ولكني أختم هذا الحوار الماتع بالقول إنك تتفق معي فيما أقول ولكن عندما تصل إلى النتيجة الحتمية تتراجع خوفاً من مخالفة الجمهور !! على أي حال : أنت حر فيما تختار والجميع كذلك . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,, وتقبل تحياتي 00 المتزن |
الساعة الآن +4: 06:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.