بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ( - ) و ( + ) (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=90036)

كرمع 20-09-2007 04:23 PM

( - ) و ( + )
 
http://www.grnaas.org/uploads/cc7ec4cdef.gif


بين اليمين والشمال .. والسالب والموجب .. ألف حكاية وحكاية ..

كرمع 20-09-2007 04:31 PM

http://www.grnaas.org/uploads/670d38bbe7.jpg

كنت منهمكا في شرح الدرس ولذا فقد اكتفيت بإصمات الرنين المتتابع من هاتفي الجوال ..
من عادتي أن تظل المكالمات التي لم يرد عليها في الخزينة لحين الإستعداد النفسي .. والاستعداد النفسي للإتصال بالنسبة لي يكون غالبا في الطريق الطويل بينما أقود السيارة عائدا من المدرسة ..

الرقم الذي ظهر على الشاشة كان غريبا نوعا ما ..
لم يكن من محفوظات هاتفي .. ومفتاحه يشي بأن مصدره من العاصمة الرياض .. وفي الرياض العاصمة كثير من المؤسسات والمراكز التجارية والعلمية والإعلامية ..
ومما زاد من هيبة الرقم لدي أن عليه مسحة مميزة حيث تتشابه كثير من أرقامه وتتجاور ..
هل أتصل به ؟
الهاتف في يدي ..
المكالمات التي لم يرد عليها ..
خط مظلل على الرقم ينتظر مني اعتماد الاتصال ..
وإبهام يدي اليمنى على الأيقونة الخضراء من الهاتف ..
قبل يومين فقط كنت قد أرسلت مقالا منمقا لثلاث صحف ذائعة .. هذا المقال كتبته في حالة غير عادية من الحماس ولذلك فقد كانت كلماته حمما من الحمم كل واحدة منها تنظر إلى القاريء بعينين لاسعتين .. أعدت صياغته أكثر من سبع مرات تقريبا .. الذي أغاضني وجعلني أكتب المقال بهذه الطريقة وضوح الخطأ لدى الكاتب الذي قمت بالرد عليه .. يتحدث بكل برود عن التعليم وينتقد انتقادات هوجاء لصور شاذة في
الواقع التعليمي الذي نعيش فيه ..
قد يكون هذا الرقم لقسم التحرير في واحدة من تلك الصحف يرغب في الحوار معي حول المقال ؟! أو ربما عرضوا علي الانضمام إلى فريق التحرير ؟ .. كدت أن أعطي أمرا بالاتصال ..
رفعت رأسي نحو الأفق البعيد خلف زجاج السيارة .. السراب يتراقص فوق الحشائش الصفراء المترامية على التلال بكل صمت ..
وإبهامي مازال متكئا على أيقونة الاتصال الخضراء .. ولكنني لم أعطه أمرا .. حيث كانت علامة استفهام تتخلق بين تلافيف الدماغ ..
من يدري ؟
ربما كان هذا الرقم لمركز شركة الحاسبات الدولية ؟
قبل عام .. وعندما أخذت أكثر من جهاز حاسوب من هذه الشركة كان الاتفاق يقضي بأن يتم التسديد بطريقة الأقساط الشهرية .. عشرة أشهر وأنا أجهز المبلغ قبل الموعد المحدد للسحب .. لم أتأخر في واحد منها .. ولكنني لشهرين اثنين لم أفطن إلى أن الحساب الذي يتم منه السحب لم يكن مشتملا على مبلغ القسط !
كم أبغض هذه الأقساط الشهرية .. يدعونك وهم يبتسمون .. ثم يدللونك وأنت على كرسي العرض .. وتقوم بالتوقيع .. ثم يلاحقونك مثل سائس العربة !
مر علي شهران ولم أسدد !
ترى .. هل يكون هذا الرقم لموظف التحصيل في المركز الرئيسي للشركة ؟
مددت يدي إلى فتحة المكيف ووجهتها إلي رأسا ..
الحرهذه الأيام يعانقك في كل مكان ..
وعدلت نظارتي الشمسية ..
أهاا ..
الحركة نفسها كان قد قام بها ابن عمي في الرياض .. عندما اتصل بي ضحى أحد الأيام وأبلغني أنه سيكون في منزلي بعد العشاء ..
حينها .. تناولنا هو وأنا مع بعض الأخوة وجبة العشاء وكانت على مايرام ..
لم لا يكون هو صاحب الرقم ؟
يلزمني إذن أن أتصل بزوجتي وأستنفرها ثم أنتظر رسائلها المتتابعة فيما تحتاج إليه لوجبة العشاء .. الزوجات دائما يكتبن رسائل الطلبات بكل ارتياح بينما الأزواج في الأسواق الكبيرة ينتقلون من قسم الأجبان إلى قسم اللحوم إلى قسم الخضروات .. ثم تعود بك الرسالة أخرى إلى قسم الأجبان !!
فكرت مرة أن آخذ زوجتي بعد أن تكون قد ملأت ثلاث رسائل بالأغراض وأعطيها عربة وأجلس على الكرسي وأشاهدها وهي تركض في كل اتجاه .. حتى تعلم أن كتابة الرسالة لا يعني سهولة التسوق .. أو على أقل الأحوال ستتعلم فهرسة ما سأقوم باشترائه حتى يسهل علي ..
هل أتصل على ابن عمي ؟
قطعت نصف الطريق إلى المنزل ..
يجب على أن أتصل الآن لأتخذ بعض التدابير إن كان الأمر يقتضي ذلك ..
إبهام يدي اليمنى على أيقونة الاتصال الخضراء ..
اعتمدت الاتصال ..
الرنين في الطرف الآخر كان كألف دقيقة مما تعدون .. تتصاعد فيه آمال وتتهاوى فيه أحلام .. صور شتى تتسارع .. تتقاطع .. تتنازع ..
وجاء الصوت ثخينا بعد زمن لا أدري كم حسابه :
- هلا ..
- مرحبا ..
- هلا بك ..
- عفوا أخي .. أنت اتصلت علي قبل قليل؟ .. هذا الرقم ظهر في جوالي ..
- نعم .. نعم .. معي أبو عبدالرحمن ؟
- لا ..
- هذا جوال علي العبدالرحمن ؟
- لا والله يا أخي ..
- طيّب .. نأسف على الإزعاج ..
- حياك الله ..
!!

http://www.grnaas.org/uploads/70cef59553.jpg

.

الفارس الملثم 20-09-2007 04:39 PM

ههههههههههههه ..
ماشاء الله ..
عودا حميدا أيها الرائع ..

بانتظار البقية ..

السمو 20-09-2007 05:50 PM

رائعة ، مازلنا نستمتع بمقطوعاتك الأدبية .

الفـــارس 20-09-2007 05:53 PM

عوداً كريماً ياكرمع .. :)

ههههههههههههههه
جداً رائع .. !

متابع لجميع مقطوعاتك الجميلة .. :)

عرق لزام 20-09-2007 05:55 PM

سجلني من المتابعين لقلمك الساحر ...



عرق لزام

abo suliman 20-09-2007 05:56 PM

يشدني أسلوبك كثيراً .. وكأنني أرى مقالاً للدكتور ( محمد الحضيف ) ..

دمت بود عزيزي

الــنــهــيــم 20-09-2007 05:59 PM

ههههه

أضحك الله سنك يا كرمع !
للهِ .. كم لحروفك من رونق ؟
وكم لكلماتك من لذة ؟

نهاية القصة الجميلة كانت ضمن الإحتمالات التي كنت أتوقعها وأنا منهمك في منتصفها .. !
لكني لم أكتم الضحكة التي خرجت مني .. !
خصوصاً بعد رؤية الورقة الساقطة .. !

اشتقنا لحروفك كثيراً يا كرمع .. !
أرجو أن يكون هناك المزيد في هذا الموضوع ..

وما تلك القصة إلا رقم [ 1 ] .. !

دلووووووني 20-09-2007 06:01 PM

هلا بك كرمع
الصراحة انك تطرقت لكثيرا مما نحاكيه
بانتظار المزيد
تقبل تحياتي

عمر الصمعاني 20-09-2007 06:03 PM

يالله , وهكذا تنتهي الحكاية ..
شكراً كرمع

أنوار المنتدى 20-09-2007 06:08 PM

ياحسافة التفكير اللي ضاع..!

فعلاً هذا واقعنا ...أنا الحين وهو يرن الجوال أبطي ماأرد.. أفكر شوي ثم أرعص الخضراء..!!

أسلوب رائع ...ننتظر مقطوعاتك الأدبية

شكرا لك

المسفهل 20-09-2007 06:10 PM


عــاد رمضـــان وعــاد معــه بـالخيــر بتسطيـــر [ كــرمــع ] لحــروفــه الــذهبيـــة

أهــلاً بـكـ صــاحبنــا ، وكيــف حــالـكـ بعــد هــذا الغيـــاب المـُــر ... ؟؟؟

ميمون 20-09-2007 06:47 PM

عدت لنا وعادت روائعك ..
دمت بخير وعافية ..

ننتظر بقية السلسلة

تحياتي

ناسف 20-09-2007 06:53 PM

عودا حميدا
ولكن متى ستكمل حفريات ذاكرتك فقد سببت ازمة مرورية في عقولنا !! (البدوي ما ينسى سالفته )

ساحرة القرن الأخير 20-09-2007 11:15 PM

:

فيء قيظكـ ما زالـ بهِ متسع...
فــ اقبلنـــــي هُنــــا...
أستنشــق الحرف و أستزيــد...

بأنتــــظـــاركـ...

كرمـع
لكـ منـــي قبائـــل من اليـــاسميـن...

:

مسك العلم 21-09-2007 12:26 AM

القصة القصيرة : لها معنى ظاهرٌ جذاب ممتعٌ أو مخيف ،وآخر... يُربي.. أو يغير ...أو يُفسد سقفك المهجور ...ولكن سلمت يمينك ياصاحبي فانت تقُصُّ لنا شيئا من حياتك فعلاً.

كرمع 21-09-2007 01:22 AM

http://www.grnaas.org/uploads/556759ba68.gif

من وسط المزارع المهجورة في طرف القرية .. ومن وراء أشجار الأثل الكبيرة الواقفة هناك بكل خشوع .. يتهادى مقبلا ذلك الشيخ العجوز ..
ألغاز الأرض كلها لو اجتمعت على أن تكون أكبر من أبي سعيد لما قدرت !
حتى علامات الاستفهام كانت تنظر إلى هذا العجوز دون أن تشبع فضولها !
أبو سعيد .. هكذا كانوا ينادونه ..
كنا صغارا .. وكان عجوزا مسنا .. ليس بالطويل ولا بالقصير .. أسمر البشرة ..لم يتأكد أحد من أنه أعمى .. ولكنه كان يمشي مشية المكفوفين وإذا ناولناه كأسا من الشاي وضعه قريبا من عينه بينه وبين الضوء ! .. له شاربان أصفران هائشان يتحركان عندما يتحدث .. وشعرات بيضاء وسوداء متجعدة على ذقنه .. يعتمر شماغين داكنين مقلوبين كل واحد منهما يسخر من قذارة صاحبه ! كما يلبس ثوبين من الصوف مقلوبين ويابسين من الوسخ .. ويعتمد على عصا قد اسود مقبضه ..
عندما نسمع وقع عصاه مقبلا نخرج مسرعين إليه خارج المنزل .. وتنفحه أمي قطعا من الخبز وقدحا من اللبن وشيئا من الشاي ..
كان يصر على أن يجلس في الزقاق الترابي خلف المنزل !
كما أنه لا يتردد في كل مرة أن يطلب طعاما مبيتا منذ البارحة !
كنا نسبره من بعيد ..
يجلس القرفصاء .. ثم يضع الطعام إلى جانبه .. ثم يتحسس الأواني بيده السمراء و يقوم برفعها إلى فمه وعيناه زائغتان في الهواء ..
ربما حضر في يومين متتاليين .. وربما مكثنا شهرا دون أن نراه .. ولاندري كيف كان يقسم استضافته بين الناس !
المفارقة العجيبة في أبي سعيد وكله مفارقات أنه مع كل ماوصفته لكم كان ثرثارا بشكل غريب .. كما يحب أن يعرف كل شيء في القرية !
يسألنا دائما .. أختكم فلانة .. هل هي زوجة فلان ؟
- نعم ..
- هل هي في الرياض ؟
- نعم ..
- وماذا يعمل زوجها هناك ؟
ثم يرتشف كوب الشاي البارد وتتساقط قطرات منه على لحيته ..
- هل تعرفون ممن أخذ ابن جاركم سليمان ؟
- نعم ..
ونظل حوله هكذا .. هو يسأل ونحن نجيب ..
كان لايدخل المسجد أبدا .. ولا يصلي مع الناس .. ويتململ عندما يقرأ أحد القرآن بصوت مرتفع ..
كما كان لديه رهاب غريب من السيارات .. يحاول أن يبتعد عن أصحابها وهم يقفون إلى جانبه .. قال لنا مرة بعدما اغتبق لبنا في إناء أخرجته له أمي مع قصعة من التمر ..
- قبل سنة .. وقف عندي في الطريق شباب على سيارة .. وطلبوا مني الركوب كي يوصلوني .. فرفضت .. وألحوا علي .. فاشترطت عليهم أن أركب في صندوق السيارة .. وأن لا يخرجوا عن الاسفلت أبدا !
- ولماذا هذا الشرط الأخير ياأبا سعيد ؟
ويرفع رأسه .. وتزيغ عيناه في اللاشيء .. وعلى أطراف شاربه بقايا من اللبن ويقول بكل ثقة :
- خفت منهم .. ثم أضاف : ربما يخطفونني !
لم نتماك أنفسنا من الضحك وسألناه على الفور :
- وماذا يريدون منك ؟
حرك رأسه في الهواء وهو يضحك ويقول :
- الله أعلم .. هؤلاء شباب .. منهم من يفعل الفاحشة في البهائم .. أنا أحسن من البهيمة !
http://www.grnaas.org/uploads/96c7adae21.jpg
- من هم أهله ؟ وأين هم ؟
- .. لانعرف .. يقولون بأنه قادم من مدينة بعيدة .. وأن له إخوة على درجة من الثراء ..
كنا نلحف أهلنا بالأسئلة ..
- ولماذا هو قذر هكذا ؟
- .................
- أين ينام ؟
- كثيرون يقولون بأنه ينام في وسط الأثل .. ونحن لاندري !
لحقناه مرة فيما كانت الشمس تنحدر خلف الكثبان الرملية .. كان كل شيء صامتا في تلك المزارع المهجورة .. وهو يمشي ويتحسس بعصاه الأرض .. حتى ابتعدنا عن المنزل فعدنا وصدورنا تخفق من الخوف والتعب .. بينما دخل هو بين الأثل ..
ثم اختفى بعد ذلك ..

.

كرمع 21-09-2007 02:31 AM

الفارس الملثم
السمو
الفـــارس
عرق لزام
الجني العبد
الــنــهــيــم
دلووووووني
عمر الصمعاني
أنوار المنتدى
المسفهل
ميمون
ناسف
قمر
ساحرة القرن الأخير
مسك العلم


أيها الأنقياء .. المشرفون الأعزاء .. أصدقائي الذين تعلمت منهم الشيء الكثير .. القراء الذين منحوني دفء الأخوة ..

أنا سعيد بمصافحتكم هنا ..

لكل واحد منكم حق في الرد المنفرد

تقبلوا مني فائق المودة والمحبة

ولكم من محبكم كرمع باقة من العطر تليق بمقامكم

:: السامي :: 21-09-2007 04:48 AM

اقتباس:

فكرت مرة أن آخذ زوجتي بعد أن تكون قد ملأت ثلاث رسائل بالأغراض وأعطيها عربة وأجلس على الكرسي وأشاهدها وهي تركض في كل اتجاه .. حتى تعلم أن كتابة الرسالة لا يعني سهولة التسوق .. أو على أقل الأحوال ستتعلم فهرسة ما سأقوم باشترائه حتى يسهل علي
معلم من الدرجة الأولى :)

أراسيل سلمان 21-09-2007 06:55 AM

موقف باسم وأسلوب أنيق
باركك الله ..
شكراً لك..
:cool:

دلووووووني 21-09-2007 07:10 AM

تقبل تحياتي اخوي كرمع
واعتقد انك غطية الشئي الكثير مما نفتقده في منتدانا هذه الايام
الان عندما ندخل النت لنا الف مبرر ومبرر بوجود هذه الاقلام

اقتباس:

خفت منهم .. ثم أضاف : ربما يخطفونني !

خذ الحكمة من افواه المــ ـ ـ ـ

تقبل تحياتي

al7nooooon 21-09-2007 07:42 AM

متابع بصمت : )

abo suliman 21-09-2007 03:43 PM

مهبوووووووووووووووووووول ياتسرموعي ..

ياحبيله هالشايب ... أجل شك .. هههههههههههههههههههههه

وش عنده الصباخ ...

واصل واصل فنحن في شوق لحبرك الرقراق >>>>>>>> منطولة هالتسلمة :)

الثائر الأحمر 21-09-2007 03:59 PM

صاحب رائعة ( شخصيتي بين قوم آخرين).. دمت رائعًا كعادتك، وفقك الله تعالى.

الفارس الملثم 21-09-2007 04:08 PM

بعذره يخاف على روحه ..
متابع ..

المتزن 21-09-2007 04:24 PM

أحسنتَ وأجدتَ , وأبدعتَ وأمتعتَ أيها الأديب الأريب ( كرمع )


وتقبل تحياتي 00
المتزن

رموز 21-09-2007 04:33 PM



يعجبني أسلوبك كتابتكـ جدا ،،
وتلك التفاصيل الدقيقة التي تبثها بين ثنيات حروفكـ ، تلفت إنتباهي ..

لا أعلم هل نعلّق على جمالية الفكرة ، أم أسلوب الكتابة ، أم تنقي الألفاظ ..
ولكني متيقنة بأني استمتع بالقراءة ، و أحاول إثراء "فكري" بتلك السطور ..

بورك فيك وفيما كتبت

محمد الشقيران 21-09-2007 11:57 PM

.
.
أهـــــــــــــــلاً بـــكـــ .
ومــتـــابـــع لــــــكـــ .
و عـــــاشق لقلمكـــ .

كرمع 22-09-2007 01:47 AM



كم أحب نغمة الرسائل في جوالي .. وتزداد فرحتي حينما يخبرني جوالي بأن لدي أكثر من رسالة لم يتم قراءتها .. حينها أعيش في مغازلة غير معلنة معها .. أفتحها أم أنتظر قليلا !
الجوال يصيح داخل جيبي ..إحدى الرسائل كانت من أحد أصحابي .. فتحتها وإذا فيها :

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
(أبا الكرامع) إن الرزق يلهينا=والسعي في الأرض قد يلهي المحبينا
تحية ملؤها عطر وتهنئة=إليك ياصاحبي فارفق بما فينا [/poem]

وأنا أقرأ رسالته كانت يدي تحك في ذقني .. صاحبي هذا من النوع الذكي اللماح .. يقرض الشعر .. وهو حساس ومرهف المشاعرفهو يحب ويكره ويرضى ويغضب في ساعة واحدة .. تماما مثل زوبعة في صحراء بعيدة تكون الصحراء ساكنة شاعرية فلا تلبث أن تنقلب إعصارا يقذف بالغبار والتراب !
كانت يدي تتحرك على ذقني وأنا أهم بأمر ما !
لم لا أثير الزوابع فيه ؟
وكتبت له على الفور :


[poem=font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اسكت ! فلست بما قد قلت تغرينا!=ياثعلبا يرتدي ثوب المصلينا
لو كنت حقا محبا تشتكي وصبا=لكنت أهديتني مفتاح لومينا [/poem]

وأعطيت الموافقة بأن تحلق الرسالة نحو صاحبي ..
في بعض الأحيان تكون هناك رسائل من النوع الحساس .. لإرضاء صديق غضبان مثلا .. أو لشرح واقع ما تضايقت منه .. فأقوم بتدبيج رسالة .. أحذف منها .. أحفظها في المسودات .. أقرؤها أكثر من مرة .. ثم أرسلها ..
وياكم ندمت على رسالة أعطيتها الإذن بالانطلاق فظهر ردها على الشاشة : جاري إرسال الرسالة .. ثم قررت قرارا آخر وذهبت لاستدراك الأمر وحاولت ردها فوجدتها تحلق وهي تنظر إلي وترفع عينيها علامة للانتصار ..
أما هذه اللحظة فإنني لم أندم على أن أرسلت هذه الرسالة لصاحبي .. لأنني أعرفه جيدا .. وسترون ..
كنت على يقين بأن الوقت لن يطول به ..
فأمسكت بالجوال أمام عيني وأنا أبتسم في انتظار نغمة الرسائل ..
رائع ..
وصلت ..
ألم أقل لكم ؟
ضحكت ملء فمي ..
الزوبعة بدأت تتحرك الآن ..
ولكم أن تضحكوا معي وأنتم تقرؤون رسالته الأخيرة وهو يقول :

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سحقا لك الدهر! ياأغبى الغبيينا=ياذا الذي ليس من مثل يحيينا!
إني وإن كنت أبديت الهوى ثقة=فإن في الصدر بغضا ليس ينسينا [/poem]

ولكن لا .. لا ..
ليس من غبار يذكر في زوبعة صاحبي هذه ..
لا ..الأمر لم يعجبني .. أريد أكثر من ذلك ..
يدي على ذقني تتحرك بحماس .. وأنا أبتسم .. وهممت برد غريب أعرف من صاحبي أنه سيثار منه وكتبت له :

[poem=font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هاها .. هها .. هاهها .. هاها .. هها ههها=أضحكتني ..يافتى في الرأي مسكينا
هش .. يصلي مع النساك منتحبا =وإن تولوا يكن رأس المولينا ! [/poem]

وحينما انطلقت الرسالة إليه انتظرت رده بفارغ الصبر .. ولكن رقمه ظهر على شاشتي هذه المرة !
وفتحت الخط ليأتيني صوته من الطرف الآخر وهو يقهقه بالضحك ولا يتكلم .. فانفجرت معه بالضحك !

.

ريكي 22-09-2007 02:01 AM

..
.
..
.
استاذي العزيز كرمع كتبت فأبدعت
.
.
ننتظر بقية السلسله
..
..
اشكرك من القلب
.
محبك
ريكي

محمد الكويتي 22-09-2007 02:46 AM

.
.
.
أنت مُبدع .
.
.
تسجيل حضور متابع لك
بشغف

الثائر الأحمر 22-09-2007 02:57 AM

أضحكتني جدا على الأخيرة، صاحب مثل هذا عض عليه بالنواجذ، فتؤلمه بالعض ليغضب، وتعلمه بسبب العض ليرضى، لم أنتبه لحكاية الشيخ الكبير إلا الآن، أحسست بخوف وأنا أقرأ كلماتك عنه، وأحسست بكره لماضي ذلك الشيخ الذي لم أعرفه.. تخيل لو ظهر لك يومًا بعيدًا عنك من بين أكتاف أمواج من البشر.. أو الشجر؟!

قرناس 22-09-2007 03:10 AM

هههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههه
عوداً حميداً أبا الكرامع ..
كما عودتنا اللذة والمتعة في كل حرف من روائعك الجذابة
يامرحباً طعش ألف 1000 " ومليون .. وابتل
متابع حتى آخر قطرة من حبر قلمكم المحشوم
أطال الله في عمره على البذل والعطاء والجود والإحسان .
:)

خوي السرور 22-09-2007 03:57 AM

كنت قد فزت بالرد الاول .. لكن يبدو أن ردي قد أغتيل .. لذلك سألتزم الصمت :)


وأسلوبك هذه المرة مقاااااااااارب جدا للأخ حبة بندول هنا :

http://www.buraydahcity.net/vb/showt...C8%E4%CF%E6%E1

كرمع 22-09-2007 08:16 PM

http://www.grnaas.org/uploads/2e66653004.jpg


كان يبدو عليه الإرتباك حينما طلب منه المشرف التربوي كشوف متابعة الطلاب.. لم يشأ أن يعترف بالتقصير.. ودار في ذهنه كثير من الحجج المختلفة ليتدرع بها من هذا الموقف الحرج..

ولقد يكبر الإنسان غير أنه يعود طفلا حينما يتصرف حيال موقف يغض من كرامته وإن كان من صنع يده..

التقط أنفاسه بسرعة.. وأجاب في تمثيل بارع بأن ادارة المدرسة قد تأخرت في تسليم كشوف متابعة الطلاب إلى هذا اليوم..

التفت المشرف إلى دفتر الزيارة مدونا وهو ينظر من خلال نضارات القراءة الصغيرة والمتكئة على أرنبة أنفه وقد وضع ساقه على ساقه ومن فوقهما الدفتر بينما كان يجلس في الكرسي المجاور له معلم المادة وهو يبتسم في داخله على تجاوز هذه العقبة بسلام ..

لقد تركهما المدير في غرفته وخرج إلى عمل غير محدد حتى لايحرج المعلم بسماع ملاحظات المشرف أو توجيهاته الشخصية له .. وعاد قبل أن يخرج أحد منهما من غرفة الإدارة..

سلم عليهما وجلس على كرسيه متشاغلا بالبحث عن شيء في الأدراج ورفع رأسه حينما بادره المشرف قائلا:
- أبو خالد يبدو أنكم تأخرتم كثيرا في توزيع كشوف متابعة الطلاب على المعلمين؟
نظر إليه المدير بعينين مندهشتين حيث أنه قد تم تسليم جميع المعلمين كشوفات المتابعة مع توقيعاتهم بالاستلام !!

وقبل أن تتضح الصورة للمدير بشكل أكبر راح المشرف يقول مكملا:
- كدت أن أكتب ملاحظة على المعلم لعدم تعبئته كشوف متابعة الطلاب حتى أخبرني أنها لم توزع حتى الآن!!.. وأنا أتصور أن هذا إهمال من الإدارة..
قال الجملة الأخيرة وهو يلتفت ليوقع تقريره في الدفتر.. بينما طأطأ المعلم رأسه وظل ينظر إلى الأرض وقد امتقع وجهه بالدم !!.. وحينما أدرك المدير أبعاد الموضوع وهو العارف بكل مايتعلق بالمعلم قال وهو يزمع أن يعطي المعلم درسا من نوع آخر:
- أهاا .. والله فعلا هي غلطة ويمكن أن الموضوع صار فيه لبس بين الإداريين والكتّاب وهذا الذي جعلنا نتأخر في تسليمها..

رن جرس الدرس واستأذن المعلم لحصته وتبعه المشرف على الأثر خارجا من المدرسة وازدادت نظرة اعجاب المعلم بمديره الحكيم حينما طرق أحد الكتاب باب الفصل ليسلمه كشوف متابعة الطلاب وقد دون المدير بأعلاها بالقلم الرصاص :
للمعلم الموقر/ ........................ مع التحية

!!

ريكي 22-09-2007 08:32 PM

يا لحكمته ماشاء الله

ذكي والاذكياء قليل

اعتقد ان المدرس طلب النقل من هذه المدرسه بعد هذا اليوم المرير

تقبل مروري وتحياتي
محبك
ريكي

كرمع 22-09-2007 08:39 PM

:: السامي ::
آراسيل سلمان
دلووووووني
al7nooooon
الجني العبد
الثائر الأحمر
الفارس الملثم
المتزن
رموز
الفتى أحمد
ريكي
محمد الكويتي
قرناس
خوي السرور




لكم من محبكم كرمع تحية قلبية ملؤها الود والاحترام جزاء ماتجشمتموه من عناء المتابعة و التشجيع

صدقوني .. لو أنني لم أكن مدينا لعشرات المداخلين في هذا المنتدى مع منتديات أخرى ينزل فيها الموضوع دفعة واحدة لكنت قد أفردت حديثا لكل واحد منكم فأنتم أصدقائي وأحبائي والساكنين في قلبي

لكم الحب مني معطرا بالجوري

ولكم مني كل زهور الربيع

سليل المجد 22-09-2007 08:44 PM

تظل رائع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, فائق النكهه

مزيدا من التميز

تسررررمع

راعي شقة الملح 22-09-2007 09:13 PM

لم تبقي لنا شيئا

ماكتنا بقلمك الساحر

وكلماتك المتناسقه

واسلوبك الجذاب

امتعتنا بكتابتك

لك كل الود مني ياأستاذي المبدع كرمع

كرمع 23-09-2007 02:48 PM

1337هـ
سنة الرحمة
http://www.grnaas.org/uploads/52d39bb09b.jpg



كان عمري حينئذ ثمان سنوات .. على رأسي قحف صغير مطرز بزهرات حمراء متفرقه ومن فوقه شماغ مكور بغير توازن .. لا أدري لم تصر أمي على أن لا أنزعهما حتى ولو كنا في أواخر الشتاء !
في هذا اليوم اشتعل الدفء وسطعت الشمس من بعد هطول المطر وحلقت أسراب الطيور هنا وهناك وخرجت جماعات النمل من أكنانها ولها ريش نابت في جنوبها تحاول التحليق ولو إلى مسافة قريبة
صوتت لي أمي وأنا منكفئ على الأرض أبني من الرمل الندي بيوتا صغيرة ..
-سمي يمه ..
-تعال بسرعة ..
-سمي .. سمي ..
أنجزت اللمسات الأخيرة في البيت الطيني المتواضع والذي ابتنيته وطرزته بالأعواد الصغيرة .. ونهضت إليها مسرعا وأنا أنفض ثوبي وأصفق بيدي ..
-اركض إلى خالتك نورة وقل لها تسلم عليك أمي وتقول سنخرج أنا وأم علي غدا مع طلعة الشمس لنجلب بعض الحشائش من البر إن شاء الله
يممت منزل خالتي في أطرف الحي .. الجادة التي تصلني بمنزلها تتعرج بين الحقول والنخيل والحيطان .. ومن المعتاد حينئذ أن أمر إلى جانب حقل فأرى صاحبه وقد رفع طرفي شماغه مشمرا وهو يضرب بفأسه في حزم بينما يظل ابنه الصغير واقفا إلى جانبه يطالعني إلى أن أغيب عنه في حائط آخر
لم تكن البيوت الطينية في قريتنا متقاربة كما هو الحال في الأحياء القريبة من السوق .. إنما هي حيطان متشبثة بأقدام النفود المستلقي على ظهره بلا مبالاة !..فيها بعض الزروع والنخيل .. وهناك في الطرف منها يكون البيت الطيني .. وغير بعيد منه عريش من جريد النخل وحضيرة من القش والأخشاب لما قد يمتلكه صاحب الحقل من دواب ..
الجادة البيضاء المتعرجة والتي أدرج عليها الآن تذكرني بجادة النمل التي كنت أتابع طابورها وأنا مستلق على بطني في فناء البيت .. شد ماكانت عزيمته ذلك النمل !.. إنني حيثما وضعت في طريقها عودا أوحجرا تظل تتشامه بقرنيها ثم تنحرف عنه لتواصل في عزيمة وإصرار .. ولكنها تتفرق في كل اتجاه وأنا أبل طرف أصبعي باللعاب وأخط به خطا معترضا في طريقها .. حينها يكون المشهد مضحكا وهي تختلف وتتشاور ثم تصر كل واحدة منها نحو اتجاه مخالف !



http://www.grnaas.org/uploads/f0d326ab1c.jpg


من وراء الأثل والنخيل .. هاهو بيت خالتي نورة بدأ يظهر من قريب .. سلسلة من الدخان المتصاعد يهجم على أنفي برائحة جريد النخل اليابس .. ورائحة روث مبتل للبقرة الموثقة إلى الوتد خارج الدار .. كان الله في عونها ماتلبث أن تضرب بذيلها على ظهرها حتى يهيش حشد الذباب قليلا ثم يعود إلى مكانه ..
دلفت من الباب الخشبي .. فصرخت دجاجة وهي تركض إلى صويحباتها خارج البيت الطيني ..
ودخلت العريش فرأيت خالتي نورة متمددة على الأرض وقد تناثر شعرها بشكل غريب وفغر فوها بشكل لم أعهده من قبل .. بينما انطرحت قبالتها قطعة من القماش كانت تحيكها ..
- إنها نائمة ..
هكذا حدثتني نفسي ..
لا أحد هنا سواي وخالتي نورة وغنين الدجاج وهو مطأطئ يبحث عن الحب قريبا من الباب ..
اقتربت أكثر ووقفت على رأسها وأنا أنقل بصري في أشيائها المعلقة على الحائط وعلى الأرض .. وناديتها ..
- خالة نورة .. خالة ..
تسلم عليك أمي وتقول سنخرج أنا وأم علي لجمع بعض الحشائش غدا مع طلعة الشمس إن شاء الله ..
لم تتحرك !
كل شيء ساكن !
لماذا لاترد ؟
- خالة .. خالة .. وأعدت الكلام مرة أخرى .. ثم انقلبت إلى أمي فرحا بتأدية الوصية !
وحدثتها بما حصل .. فتركت الغسيل الذي بين يديها وألقت إلي بنظرة غير عادية وتغير وجهها !
لم يكن الوصف الذي نقلته لها ذا بال لولا أن موجة من المرض كانت تعصف بأرواح الناس في تلك السنة بالتحديد ..
وسألتني بلهجة متحفزة .. ألم تحدثك ؟ .. ألم ترد عليك ؟
قلت ببراءة وأنا أمسح أنفي بظاهر يدي وأنظر إلى الأرض وأحاول أن أبدي حماسا في الجواب : لا .. لكنها تنظر إلي وكأنها تضحك !
أخذت أمي جلبابها وخرجت مسرعة .. ولحقتها على الأثر .. في ذات الجادة الطويلة التي سلكتها قبل قليل .. غير أنها بدت أقصر من ذي قبل !! .. أو ربما لأنني ذهبت أعدو خلف أمي دون أن تتعرقل خطواتي بعينين ناشبتين هنا وهناك ..
سبقتني أمي إليها .. ولكنني أدركتها وإذا هي تهز خالتي وتصيح بها .. نورة .. نورة .. وترفع يديها وترسلهما .. ثم وهي تطبق جفنيها وتغطيها وتحوقل ولها نشيج لم تستطع كتمانه ..
فتعرفت حينها على شيء اسمه ( الموت )

.

كرمع 23-09-2007 08:34 PM

سليل المجد

من تميزك عزيزي سليل المجد
أنا منكم وبكم
واسلم لمحبك


راعي شقة الملح

أهلا بأبي الشامات الجميلة ;)
مرورك من هنا أعطاني روحا غامرة للإقدام
دمت لي ودام قربك مني
وسلمك الله لأحبابك


أبو محمد النجدي

مرحبا بك أيها الصديق الهمام
اقتباس:

وبانتظار الإيفاء بالوعد المقطوع بيننا !

أنا على موعدي .. ولقد انتظرت ردك متحمسا :oo
حتى عدت بالخيبة !
قال الشاعر :
على الوعد جيتكم يامخلفين الوعود :)

تحيتي لك من النوع الدسم فسم على بركة الله :087:

أنوار المنتدى 24-09-2007 01:30 AM

متــــــــــابعـهـ بصمـــت..!!

عروقي بريده 24-09-2007 02:41 AM

مـشـغـف لـك بـتـبـع :113:<<==== متابع لك بشغف

ننتظر المزيد . . .

أبوسلمان الخالدي 24-09-2007 04:18 AM

.
.
.
كعادة حروفك ساحرة حتى . . . . .

اقتباس:

أنجزت اللمسات الأخيرة في البيت الطيني المتواضع والذي ابتنيته وطرزته بالأعواد الصغيرة
وللطفولة ذكرى لا يجاورها *** إلا النجوم وإلا الليل والآه



أخي كرمع لا تذكرنا بالبراءة التي سرقت منا على حين براءة . . .

جعلك الله (((مباركا))) أينما كنت ، ، ،
.
.
.

خيالة المذنب 24-09-2007 04:46 AM

روعة.. قليل في ابداعكـ

.
.
تقبل مروري ومتابعتي..

المتزن 24-09-2007 05:41 AM

طيب :

ولمَ لا يكون لنا في الدسم نصيب :)

( خطمة وتقدر تقول نشبة :D )


وتقبلا تحياتي 00
المتزن

كرمع 25-09-2007 10:57 PM

أنوار المنتدى
عروقي بريده :41
أبوسلمان الخالدي
خيالة المذنب
أبو محمد النجدي
المتزن

مررت من هنا فقط لألقي عليكم السلام وأرحب بكم أعطر الترحيب وأجمله
ولأشكركم على تفاعلكم الجميل
سأتابع قريبا إن شاء الله

محبكم / كرمع

التويجري 25-09-2007 11:26 PM

كرمع ..!

نفتقدك كثيراً ..

ونطمع في أن يكون الدسم كثيراً كثيراً .. :)

مناضل 25-09-2007 11:47 PM

كنت اتابع ذكرياتك حفريات في ذاكرة طالب المعهد العلمي على ما اعتقد

وانقطعت عن المنتدى ولما عدت ووجدت اسمك سعدت


سجلني من عشاق قلمك:d

مخاوي الصمت 26-09-2007 02:53 AM

أهلا ومرحبا بـ أبي صالح
وإن شئتَ أبو تسريمع
حي هلا بك ايها الساحر للقلوب
لا أملك أمام قذائف قلمك إلا أن أكون أسيراً لا يتمنى نهاية الأسر
ولكني أعتب عليك عدم دخولك للماسنجر نهائياً
حتى أنه لا تزال عبارة "ياباغي الشر أقصر" موجودة
والتي كتبتَها في رمضان1427هـ

يشهد الله أن لك حيزاً من التفكير وإنشغال البال

كرمع 26-09-2007 07:44 PM


قبل عشر سنوات تقريبا .. كنت أدرس في الصف الثاني ابتدائي مادة القراءة والأناشيد !! ..
في مدرسة نائية يغلب على طلابها الفاقة إن لم أقل كلهم ..
فكرت في محفز يجعل الطلاب يحفظون النشيد بكل اقتدار .. قلت لهم : في الدرس القادم إن شاء الله سأهب علبة من الحلوى لكل من يحفظ النشيد المقرر ..
وفي الغد ..
جئت ومعي كرتون من الكاكاو الثمين .. بدأت بالتسميع .. وعندما انتهى الأول من النشيد شكرته وقدمت له علبة حلوى .. ولكني تفاجأت به يرفضها !!
عزمتُ عليه .. ولكنه رفض وهو ينظر إلى أصحابه ويبتسم !!
قلت في نفسي : لابد أن لامتناعه هذا سبب ما ..سأؤجل اكتشافه إلى ما بعد .. وحتى أحفظ كرامتي أمام الطلاب .. سارعت بمناداة الطالب الثاني وعندما قدمتُ له العلبة رفضها وهو يبتسم !!
هناك سر..هكذا قالت لي نفسي ..
ناديت الطالب الثالث ولكنه امتنع أيضا!!
قلت لهم : لم تمتنعون عن أخذ العلب ؟
بدأوا يتبادلون النظرات وهم يبتسمون ..
تخيلوا ..في ثاني ابتدائي ..
سألتهم : هل منعكم أحد ؟
انحدرت أبصارهم باتجاه طالب واحد !!
وعندما رأوا إصراري في معرفة السر مع حرصهم على كسر الحاجز الذي منعهم من أخذ الحلوى قال أحدهم من آخر الفصل : استاااذ .. مشاري يقول : لاأحد ياخذ !!!
ومشاري هذا طالب صغير معهم في الصف ..
التفتُّ إلى مشاري وناديته فجاء إلي وقلت له وأنا أضع يدي على رأسه :
- لم قلت لهم ذلك يامشاري ؟
- أستاذ عيب نأخذ !!
أكبرت فيه هذا التصرف ..
وذهبت أقنعهم بأن الشيء الذي يأخذونه عن جهد ليس فيه عيب .. وأكثرت عليهم بعاديّة الأمر .. وحينما توقعت أن كلامي قداستقر في أذهانهم ناديت الطالب الأول فجاء وأخذ .. ثم الثاني والثالث .. حتى أخذوا كلهم ..
.

عروقي بريده 26-09-2007 07:50 PM

اقتباس:

مشاري
وش انت يامشاري ماتاخذ حلوى . . .

ننتظر المزيد . . .

أبورائـــــــــد 26-09-2007 11:14 PM

وينه عن بزراننا عساك ما تصير حلاوتن عندوه !!

أولهم المدعو [ بودا ] :091:

،

متابع لك أيها المخضرم ..

لحروفك الكرمعية مذاقا خاصا .. ولا تنسوا أخوكم الدسم .. :044:

قبون 27-09-2007 04:24 AM

روعة في الصور

وروعة في القلم

إبداااع

متابع مع المتابعين :)

كرمع 27-09-2007 06:09 PM



علي ؟
إذا كان الناس يمشون في سيرهم خطوة خطوة فإنه يمشي خمس خطوات في كل مرة ..
نحيل جدا .. وله شارب دقيق نازل مثل علامة تجارية لشركة زيوت ..
نصف أحول ..
أحد طرفي شماغه أطول من الآخر ..
نصف طاقيته في الهواء الطلق .. ثم يأتي من فوقها الشماغ ومن فوقه عقال دقيق الحجم ومفتوح ..
طرفي سرواله منسدلان على حذائه تحت الثوب الأسود ..
طيب القلب وعصبي .. وكثير التدبير أيضا .. رأيته مرة ينظم السير في زحام أحد الأسواق ..
وفي آخر الشارع هناك النزيل الجديد أبوسعد .. رجل في الأربعين من العمر .. طبيعته البشرية من نوع الحركات الآلية الموجهة بمعنى أن النتيجة الوحيدة-بالنسبة له - للعملية الحسابية 1+1هي 2 دائما ! .. طيب القلب .. يثق في الناس جميعهم !
طرفا شماغه منسدلان دائما بشكل لافت .. يمشي منحني الظهر من جهة الرقبة وهو ممسك بطرفي شماغه .. ضخم الجسم .. وجهه مستديروبريء جدا .. شفتاه دائما مطبقتان وإذا أخرج الجواب عادتا بشكل سريع إلى مكانهما ..
ليس أكثر من علي -صاحبنا الأول- حاجة وفقرا إلا أبوسعد .. حيث يعمل بمرتب قدره 2800 ريال فقط
فجأة .. وفيما كان أبوسعد واقفا عند باب شقته التي استأجرها وقام بترميمها يحرك رأسه خلف العمال الذين يدخلون ويخرجون بشكل رتيب ويداه فوق بعضهما على سرته .. وقفت حياله بصورة عشوائية سيارة قديمة من نوع هايلوكس ذات قمرة واحدة أصدرت على إثر وقوفه سلسلة الكفر الاحتياطي السفلي جلبة وهي تندب حضها لثلاث دقائق ..
وتقدم إليه علي بهيئته التي ذكرتها لكم وهو يرفع سرواله من فوق ثوبه الأسود ويبتسم ابتسامة من وجد صيدا ثمينا يشبع فيه نهم تدبيره ..
- يالله حيه ..
- الله يحييك ..
- ماشاء الله جار جديد ؟
- نعم ..
- أثثتم ماشاء الله ؟
- لا .. الأثاث ما أثثنا .. اليوم العصر إن شاء الله ..
- طيب .. لم لاتشتري الأثاث الآن ؟ .. لماذا العصر بالتحديد ؟ لاداعي للتأجيل للعصر ..
- العصر أحسن لأني جالس عند العمال الآن ..
- طيب أنت تشتغل معهم ؟
- لا ..
- اتركهم يشتغلون واركب معي نشتري لك أثاث ..
- طيب .. سأخبر مدير العمال أني سأذهب ..
علي بجسمه النحيل متعلق بمقود سيارته يقود بحماس وأبو سعد يملأ باقي القمرة ووجهه متسمر للأمام وقد أمسك بالعروة المعلقة فوق الباب هذا يسأل وهذا يجيب .. كان أبوسعد قد عزم على شراء أجهزته الكهربائية من محل بيع المستعمل ولكن علي قال له كما لو أنه ريم بنت الوليد بن طلال :
-ياه .. مستعمل ؟ .. المستعمل ياأبو سعد كلها شهر وهو راجع بك لورشة الإصلاح !ومازال عليٌ به .. كلما استحضر أبو سعد جوابا مما كانت زوجته قد حاورته به دفنه علي برأيه ! .. حتى لم يبق في السيارة إلا مدبر واحد وانحرفت السيارة باتجاه أكبر محل لبيع الأجهزة الكهربائية في المدينة ..
- سجل عندك .. ثلاجة فالكون 14 قدم .. فرن ست عيون .. غسالة ..
كانت هذه الإملاءات من علي وهو منتصب الظهر على كرسي العميل ومتكيء على طاولة المحاسب .. المحاسب ذو الكرافيتة الزرقاء الأنيقة والبشرة البيضاء البضة .. بينما يجلس حياله أبوسعد في الكرسي المقابل وهو يهز رأسه في كل مرة كان ذلك بعد أن أخذا جولة سريعة في المحل كان فيها علي يتحرك برشاقة ويبدي آراءه بكل ثقة وسعادة ..
وحينما وصل في إملاءاته إلى الغسالة التفت إلى أبي سعد وسأله ؟
- هاه .. اتفقنا على الصغيرة والا الكبيرة ؟
- نسيت والله ..
- أنت كم اعيالك وأنا أعلمك ؟
- ستة ..
- ستة ؟ .. ماشا الله .. معك أنت وأم العيال بعد .. والتفت عليٌ إلى المحاسب وقال :
- يالله محل مغسلة ملابس ياولد .. وانفجر بالضحك .. لا .. لا .. خذ كبيرة وعسى !
قال المحاسب وهو يحاول حبس غضبه :
- أكتب إيه دلوأت ؟
- غسالة كبيرة أكيد .. ستة وهو وزوجته .. يعني ثمانية .. لا .. اكتب غسالة كبيرة ..
- وإيه كمان ؟
- مكنسة كهربائية .. وبرادة مياه .. والتفت إلى أبي سعد :
- أنت جربت مكيفات السبلت ؟
- لا ..
- أووووه .. شي والله .. عندنا بالمسجد تب .. خذ اسبلت والله ماتندم ..
- طيب ..
- أكتب إيه ؟ .. خلصونا ياقماعة ..
- سجل عندك يابيه .. ثلاث مكيفات سبلت من نوع LG قوة 18 وحدة ..
وقال علي وهو يجلس جلسة مائلة نحو المحاسب :
- كم صار حسابنا يازول ؟
نظر إليه المحاسب نظرة ساخنة وعاد يحرك أصابعه برشاقة فوق الآلة الحاسبة ..
- واحد وعشرين ألف وسبعمية وستين ريال ..
تقبل علي هذا المبلغ بشكل عادي والتفت إلى أبي سعد :
- معك واحد وعشرين ألف وسبعمية وستين ؟
- وابتسم أبو سعد ابتسامة لاشعورية وقال وهو يقلب يده ..
- لا .. مامعي ..
- إلا ماعلمتنا عن راتبك كم ؟
- ألفين وثمانمية
- بس ؟ .. التفت علي إلى المحاسب كما لو أنه ريم بنت الوليد وقال وهو يضحك : هذا مايجيب ولا جوال ياولد !
وجعل يحك ذقنه وهو ينظر إلى أبي سعيد ويقول : هاه ؟ ثم التفت إلى المحاسب وقال :
- طيب يازول ..ماعندكم نظام تقسيط ؟
- فيه .. ليش لا ..
وعادت أصابع المحاسب تتراقص فوق الآلة وبعد جمع وطرح قال :
- القسط 1265ريال شهريا .. لمدة سنتين ..
- ممتاز والله .. ايش رايك ياأبو سعد ؟ ..
- لا أدري .. أترى أن آخذ ؟
- أكيد .. ويمكن ماتحصل أفضل من كذا ..
وبينما كان المحاسب يطلب التوقيع من أبي سعد سأله علي :
- يمكن نسينا ! .. أنت عندك تلفزيون ؟
- عندي واحد صغير ..
- إحنا ماعندناش تلفزيونات يا أستاز !
- أهاا .. والتفت إلى أبي سعد وهو يقول : طيب .. ماعليش .. نمر على محل الأجهزة الالكترونية على طريقنا ..
وعند باب الشقة نزل أبو سعد وأطل برأسه من خلال نافذة الراكب المفتوحة على الدوام نحو علي وقال له وهو مسرور :
- ماقصرت يااخوي ..
- ماسوينا إلا الواجب ياعم ..

مخاوي الصمت 27-09-2007 09:18 PM

ههههههههه
أضحك الله سنك يا أبا صالح
رحم الله أبا سعد وغفرالله له وأسكنه الجنة
تخّيل علي هذا موجود في عصرنا الحاضر وعند أحد شيباننا القدامى
أعتقد والله أعلم أن يكون زميلاً وضيفاً دائماً لقسم العظام في المستشفى المركزي

مُتـــابعٌ بشغف لبقية الحكايات

قبون 28-09-2007 02:26 AM

اقتباس:

- ماسوينا إلا الواجب ياعم ..
:) :) :) :)

الواجب انه دبسه بالاقساط ؟

تصدق ودي اني راكب بينهم بالهولكس :41

أبوسلمان الخالدي 28-09-2007 03:45 AM

كرمع :
أعد لأسلوبك مجده . .

كرمع 28-09-2007 02:36 PM

التويجري
مناضل
مخاوي 7 الصمت
عروقي بريده
أبورائـــــــــد
قبون
أبوسلمان الخالدي


لكم من محبكم كرمع تحية قلبية ملؤها الود والاحترام جزاء ماتجشمتموه من عناء المتابعة و التشجيع

صدقوني .. لو أنني لم أكن مدينا لعشرات المداخلين في هذا المنتدى مع منتديات أخرى ينزل فيها الموضوع دفعة واحدة لكنت قد أفردت حديثا لكل واحد منكم فأنتم أصدقائي وأحبائي والساكنين في قلبي


لكم الحب مني معطرا بالجوري

ولكم مني كل زهور الربيع

دلووووووني 28-09-2007 02:44 PM

سجلي حضوري اخوي كرمع

تقبل تحياتي

فاصله 28-09-2007 04:13 PM

تسجيل متابعة ...

أسأل الله أن يثيبك ويجزيك خير الجزاء ...

كرمع 01-10-2007 01:26 AM



عادة ..الأعمال تنطفىء يوم الجمعة .. وينفض السامر .. ويتفرق الجمع ..وتعود الطيور إلى أكنانها..
ولكن الحديث الآن ليس عن يوم الجمعة.. إنه حديث عن أبي سليمان وقصة النهاية التي وقعت له .. حينما كان قافلا في الطريق الطويل النحيل المتعرج والذي يأتي من المدينة النبوية.. كانت بدايتها عندما اتصل به صاحبه إبراهيم مساء الجمعة وكان متوترا إلى درجة بالغة وهو يقول له:
- والله يا أبو سليمان لو الموضوع ما يستاهل مااتصلت عليك ..
- خيرا إن شاء الله .. آمر ..
- ..........................
- حسنا .. أخبر أهلي فقط وآتيك حالا..
كانت أمه تلح عليه أن لايذهب ولكن بطريقة الناصح كأن تقول له:
- وهل بمقدورك أن ترجع إلى الجامعة غدا السبت ؟
- إن شاء الله .. وإذا تأخرت أوغبت فليست هناك مشكلة كبيرة فالغياب قليل عندي أصلآ..
- وتعود لوحدك ؟
- يقول إبراهيم بأنه أخبر أحد الأخوة ليذهب معنا .. ويعود معي ..
لو لم يكن أبو سليمان من الذين يهبّون فزعين عندما تطلب منهم المساعدة لما اتصل به ابراهيم وهو الذي يريد منه أن يوصله بشكل عاجل إلى المدينة المنورة حيث الامتحان يوم السبت في الجامعة .. وحيث أنه قد تعطلت به سيارته ذلك المساء!!
ولكن أحدا من الأصحاب لم يوافق على مرافقتهما ومن ثم العودة مع أبي سليمان في الطريق.. للمرافقة فقط !! والطرق في هذا الوقت مأهولة وغير مخوفة ولله الحمد سوى في بعض الأوقات عندما يخرج فيها الشيطان من باطن الأرض ويهجم على الإنسان على أي صورة شاء.. كما حصل لأبي سليمان وهو يودع إبراهيم في ساعات الليل الأولى في المدينة ويجيب على إلحاح إبراهيم في المبيت لديه والعودة من الغد:
- لا .. أنا نشيط الآن.. وسأواصل الطريق ..
- أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه..
يخيل للإنسان وهو يحس بنشوة ما أنه قادر على مقاومة ماقد يعرض له .. ولكن الضعف البشري يكذب ذلك .. والشيطان يصدقه وهو الذي كان على موعد مع أبي سليمان في عرض الطريق
إن أبا سليمان بعينيه الضاحكتين -قبل أن يضحك صدره -وبسحنته البريئة يرغمك على محبته والخوف عليه من أن يناله أي أذى !!تماما كما تخاف على ولدك الصغير من غصص الحياة القادمة..
حالة النشاط التي ألحفت على أبي سليمان حتى قطع ثلثي الطريق خارت قواها هي الأخرى .. وصار الطريق في عينيه مزيجا من الأضواء.. أو مزيجا من الظلام والظلام ! هكذا كان يرى الطريق وهو لايكاد ينفض رأسه من النوم حتى يستيقظ على صوت وطء العجلات على عيون القطط في حافة الطريق!!
حالة بئيسة .. في الوقت متسع.. وقد قطعت أكثر المسافة .. هذا النداء جاء بلا صوت حيث نفسه كانت تخاطبه من داخله.. واستمر الخطاب: وعلى فرض أنك نمت على الطريق وأنك لم تصل في الغد.. في أسوأ الأحوال ستكون قد فقدت يوما دراسيا واحدا فقط..
وكثير من الحوادث المؤلمة كانت سببها إغفاءة يسيرة..
ثم إن حالات النعاس الشديدة كهذه يمكن الإنفلات من قبضتها بغفوة لدقائق معدودة..
كثيرا ما تحدث الناس بهذا بل يثبتون ذلك بالتجارب.. لم لايكون هذا الآن؟
في طريق المدينة القديم .. هل ثمة فنادق تفي بالحاجة ؟
ربما يحدث ماخفت منه أثناء البحث عن مكان مناسب جدا.. والضرورة لها أحوال .. كان أبو سليمان يهز رأسه موافقا طوال فترة الحوار بينه وبين نفسه .. فتنحى عن الطريق وتحين موضعا بعيدا عن الضوضاء وغير قريب من النور..أوثق لثامه.. وتقنفذ داخل فروته.. وأضجع مقعد السيارة.. وأقفل الأبواب.. ونام بأمان..
وتلك سيارته الصغيرة على طرف بعيد من أحد محطات الوقود الصغيرة ومن حوله الليل.. والبرد .. والصمت.. والصحراء.. والوحدة.. وأصوات سيارات غير محددة تأتي من بعيد .. يزداد صوتها شيئا فشيئا.. ثم يختفي شيئا فشيئا..
وبعد ساعة من نومه .. وفجأة ..
السيارة تهتز!!
صوت ما دخل إلى اذنه!!
حلم؟
هل هذا حلم ؟
لا..
فتح عينيه حينما عاد إليه وعيه شيئا فشيئا .. وتذكر بأنه وحيد في داخل سيارته في هذه الأرض البعيدة ! وأنه في الهزيع الأخيرمن الليل وعلى قارعة طريق يعد الإستنجاد فيه ضربا من ضروب المستحيل!!
السيارة تهتز مرة أخرى ؟
هل كان لصا يريد إثارته ليفتح الباب ؟
صوت همهمة غريبة خارج السيارة !
هل هي أرض جن ؟
كان أبوسليمان يصطلي بدوامة التفكير وهو بعد لم يرفع رأسه ..
لابد من حل عاجل .. لابد أن أتشجع الآن وأقرر قرارا ثم أقوم بتنفيذه ..
مد يده إلى المفتاح بكل هدوء ..
ثم شغل المحرك بشكل عاجل وأسرع بكل قوة المحرك ..
حالة من الهلع تزامنت مع صراخ المحرك الشديد
وثار النفس وتصاعد ..
وحينما ابتعد من المكان حرف سيارته نحو الموقع ..
وهناك في البعيد .. حيوان ذو لون رمادي له أذنان طويلتان يركض نحو الجبل !

البلشي 01-10-2007 01:38 AM

والله انك مبدع قوه قوه قوه



ننتظر المزيد

كرمع 13-10-2007 06:08 AM

الأخوة الأعزاء على قلبي
كنت مسافرا ومنقطعا عن إكمال ماابتدأت به هنا في هذه المنضومة
وحتى لا أكون بعيدا عمن أحب فقد رغبت أن أهنئكم بحلول العيد المبارك وأبلغكم أنني سأوافيكم ببقية العقد قريبا إن شاء الله
ولكل أولئك الذين تفضلوا بزيارة هذا الموضوع والرد عليه أقول :
سأتفرغ لكم في آخر الموضوع لأناقش بعض المداخلات الجميلة والتي تستحق الوقوف والنقاش
وحتى ذلكم الحين تقبلوا من محبكم كرمع هذه الباقة التي تليق بجمالكم :



شاعر المليون 13-10-2007 07:53 PM

.....


يا الــــلــــه على مواضيعك يا كرمع دائما ما تكون قوية ( كجلمود صخر حطه السيل من عل )

دائما ما تكون مداخلك للقصة رائعة تجعلنا لانعرف ما نهايتها


عصرت مخي وتكلفت الفصيح وبالعسر طلعن هالكلمتين :D


.....

كرمع 16-10-2007 10:04 AM

http://www.grnaas.org/uploads/f2f4236b05.jpg

على الرصيف الملاصق لباب الجامع كانت هناك امرأتان متلفعتان بعباءاتهما السوداء تفترشان الأرض

بين يدي احديهما ورقة مغلفة تلمع تحت ضوء الشمس وهي تهزها للمارة بصمت وفي حجر الأخرى طفل صغير متشعث الرأس تحاول أن تظهر معه بصورة تراجيدية عميقة الدلالة

لدى كل منهما كيس تجمع فيه النقود

يتوسط هذا الجامع حيا برجوازيا باذخا بمعنى أن اختيار باب هذا الجامع للتسول ينم عن دراسة استراتيجية دقيقة لدى المتسولين المحتكرين لهذا الباب

أبوتركي وكيل لأحد الوزارت المهمة خفيف الروح طيب القلب متناسق الجسم أبيض البشرة دقيق قسمات الوجه خفيف شعر العارضين مع وخط من شعرات بيضاء جميلة
يداوم على لبس غترة بيضاء وجوربين أسودين

عندما قضيت الصلاة وانتشر الناس في الأرض كان أبوتركي يعقد يده على عملتين من فئة الخمس ريالات وجاء محاذيا للمتسولتين من بين الزحام الذي يتهادى
وضع الخمسة الأولى في كيس المتسولة ذات الطفل الصغير وحينما حاذى المتسولة ذات الورقة المغلفة وألقى بالخمسة وإذا هي من فئة المئتين !

دورة سريعة من التفكير عصفت برأسه ذكرته بأنه قد خلط نقوده عندما اشترى سواكا قبل الصلاة ..
وفي حركة عاجلة منه .. مد يده إلى جيبه وأخرج منه الخمسة ومد يده الأخرى إلى الكيس ليلتقط المئتين ويبدلهما

ولكن المتسولة افتعلت حركات تمثيلية خاطفة مثل زنجي أسود في أحد الأفلام الأمريكية حيث كانت يدها أسرع وهي تقبض على زنده داخل الكيس وتصرخ أمام الناس بلسان أنثوي حاد وسليط :
- تريد أن تسرق نقودي ياحرامي !! ..
هذه أموال المحسنين لي وأنت تأخذها مني .. ياحرامي ..

التفت الناس إليهما في الزحام .. وتدخل أحدهم لتهدئة الوضع .. وهمهم آخرون .. وأسرع أبو تركي بعيدا عن الموقف ..

وفي الغد كتب في أحدالصحف المحلية بالخط العريض ( وكيل وزارة يحاول سرقة متسولة في أحد الجوامع )

وكان تفصيل الخبر في الصفحة الأخيرة :

جريدة النقاء - صادق سليم :

تعرضت متسولة فقيرة تكفكف عبراتها بمناديل المحسنين وتستر حاجتها بكرم المنفقين إلى محاولة السطو من أحد الوجهاء في البلد بمنصب وكيل لأحد أهم وزارات الدولة
وذكر شهود عيان بأن هذا الوجيه ضعفت نفسه حينما رمق ورقة نقدية رفيعة داخل الكيس فمد يده إليها ليبدلها بورقة نقدية أقل منها بمراحل !
ولكن فطنة هذه المرأة أنقذتها في تلك اللحظة مما جعلها وبعض المارة يقطعون عليه مآربه الشاذة !
يجدر التذكير إلى أن هذه الحادثة الغريبة قد تزامنت مع موجة من الغلاء الفاحش في أسعار السلع الغذائية تضايقت منه فئات كثيرة في المجتمع بمختلف شرائحه مما جعل علامة الاستفهام تبدو صغيرة أمام مثل هذه الحادثة النادرة !

http://www.grnaas.org/uploads/373d174404.jpg

المسفهل 16-10-2007 12:16 PM



مــرحبــاً بــكـ [ ابــو الكــرامـــع ] والعيـــد عليــكـ مبـــاركـ


وأودّ إخبــاركـ بــأن الغــالــب هـُـنــا متــابعيــن لــكـ حتــى ولــو لــم تجــد تلــكـ الــردود الكثيــرة فهمـّـنــا الأوّل والأخيــر الإستمتـــاع بمــا تخطـّــه يمينـــكـ


أبوسلمان الخالدي 17-10-2007 11:01 AM

.
.
.
قبل [مخدة(صباح الخير)]
للتو قرأت خاطرتيك الأخيرتين ::..
علامة خطر+CAT

.:هنا وقفات طويلة جميلة كجمالك:.

اقتباس:

حالة النشاط التي ألحفت على أبي سليمان حتى قطع ثلثي الطريق خارت قواها هي الأخرى .. وصار الطريق في عينيه مزيجا من الأضواء.. أو مزيجا من الظلام والظلام !
اقتباس:

ومن حوله الليل.. والبرد .. والصمت.. والصحراء.. والوحدة.. وأصوات سيارات غير محددة تأتي من بعيد .. يزداد صوتها شيئا فشيئا.. ثم يختفي شيئا فشيئا..
دقة متناهية في الوصف ::::::: أرى مزيداً من الجمال والجمال
اقتباس:

وهناك في البعيد .. حيوان ذو لون رمادي له أذنان طويلتان يركض نحو الجبل !
هنا :::: يدي تلامس قلبي
اقتباس:

بلسان أنثوي حاد وسليط :
- تريد أن تسرق نقودي ياحرامي !! ..
هذه أموال المحسنين لي وأنت تأخذها مني .. ياحرامي ..
غادرت الحدث وصدى [GLINT](ياحرامي)[/GLINT] لازال
اقتباس:

جريدة النقاء - صادق سليم :
الكتاب باين من عنوانه
اقتباس:

موجة من الغلاء الفاحش في أسعار السلع الغذائية
ولا تواخذنا يابو كاس
.
.
.::والآن (مجرد ذوق)::.
المؤشر
أخضر
.
.

وحـيــد الـجـزيـرة 17-10-2007 02:05 PM

تسجيل متابعة ...

أسأل الله أن يثيبك ويجزيك خير الجزاء ...


الساعة الآن +4: 10:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.