بريدة ستي - أخي عبدالرحمن الحميدان .. ماذافعلت بنا ؟!

عبدالرحمن الحميدان .. ابن بريدة البار .. أقولها صدقآ بلامجاملة , وأعلنها حبآ له بلامداهنة !
أبوأنس .. كمايحب أن ينادى , رجل شرفت بمعرفته منذسنين طويلة , ويعلم الله أنني أكن له من الحب مالايوصف ! , ومثل عبدالرحمن لايعرف لأن الكلام عن روح تسامت عن التصنع نوع من التكرار!
ومثل عبدالرحمن لاينتظرثناءآ ! , لأن روحآ صادقة نبيلة بحجم روحه التي احتسبت عطائها للناس , بل زادت إلى الحمد والسعادة حتى صارت له العطاءات الفياضة كماالماء لبني البشر !

عبدالرحمن الحميدان .. ولتعذروني يارفاق فإني أكتب عنه وخياله الجميل يرتسم في مخيلتي , لذا لاتنتظروا من محب أن يسطرعن محبوبه كثيرآ , فقط تكفيني مواقف خالدة مازالت تأسرني حتى لكأني أكتب من أدمعي !
قبل أسابيع , وقبيل علمي بمرضه الحالي اتصل بي ليسأل عن أمر طالبآ مني أن أتوسط فيه , وبالفعل قمت بواجبي تجاه من أغرقني بفضله وجميله .. وبعد ذلك بأيام اتصلت به ولم أكن أعلم بمرضه , سألته عن علاج تم صرفه لمريض أعرفه هل يناسب حاله ؟ فقال لي وقد لمست من صوته تغيرآ غيرمعهود : يأأباعبدالله انتظرني ولاتدع المريض يتناول العلاج حتى أرجع إليك بالجواب .. وقتها شعرت بأن الرجل يخفي عني شيئآ ! , إذ كان صوته متهدجآ , وفي المساء كلمني وأخذ يستفسرعن حال المريض ومدى تقبله للعلاج , قلت له حينها : صوتك لايسر يارجل سلامات ؟ قال : أبدآ مجرد تعب بسيط ! .
وفي الصباح اتصلت بأحد الرفاق لأسأله عن أبي أنس ففاجأني بأنه في حال صعبة ,وعندما أخبرته بماداربيني وبينه بالأمس من أجل المريض جعل صاحبي يرفع الدعاءللباري بأن يجزي أباأنس عنا وعن المسلمين خير الجزاء .
في زمن سابق شاركنا سويآ في محفل خيري كبير, وكان حبيبنا عبدالرحمن نجمآكعادته , جذابآ حتى لكأن له في قلوب الشباب نزلآ , وقتها وفد عشرات الشباب عليه يسألونه درب الخير يدلهم عليه !
في ذلك المحفل فتح الله عليه أن اهتدى جمع ابتلوا بالمسكر وغيره بسبب سحره الحلال من قلب غمرهم بالصدق والحب !
في ذلك المحفل تجلت لي شخصيآ جملة من الأسرارالخفية التي جعلت منه قلبآ كبيرآ , وأفرزت من جوارحه عملآ عظيمآ !
عبدالرحمن الحميدان رجل الخير, وعلم الوفاء , وأسطورة العطاء بلاحدود !
لاتقولوا عني مبالغآ ! , ولتسألوا عنه الضعفاء وأهل الحاجة يتلمس حالهم , ويهتم لأمرهم !
لاتقولوا عني مبالغآ ! , ولتذهبوا إلى الوافدين يطبطب عن أكتافهم , بل ويتعايش مع آلامهم , ولوكان لغرف المستشفيات حديث لأعلنت عن صفحات الحب تتعالى من قلبه الكبير يصرفها على الغرباء المساكين ! , إذهبوا إلى الأحياءالفقيرة وتحسسوا قرع أصابعه على أبواب بيوتهم يداوي مرضاهم , ويتعاهدهم بالدواء وبالغذاء !
عبدالرحمن الحميدان .. إنه بالفعل جمعية متنقلة هنا وهناك , لذا لاريب إذا زاد في الناس محبوه !

عبدالرحمن الحميدان .. ابن بريدة البار , هاهو الآن يصارع الألم محتسبآ , وإني لأكتب كلماتي وفي قلبي حسن ظن بالله أن يلطف به ويرحمه , وأن يجعل ماأصابه تكفيرآ ورفعة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيرالناس أنفعهم للناس )
وإني لأحسب أباأنس من خيرالناس , ونحن شهود الله في أرضه , وإني لأشهد ربي أن أبا أنس قد أحب الناس , وأحسن إليهم , فرح لفرحهم , وحزن لحزنهم , وعاش آمالهم وآلامهم .