بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان الذي يتبنى أعمالاً في مجتمعه لا بد و أن يخالط كل الفئات و كل الأعمار ، و على هذا يكتسب مجموعة من المعلومات التي ينطلق من خلالها للتعامل مع كل فئة من الناس بطريقة معينة ، فتجده يتلقى الطفل بأسلوب مغاير لتلقي الرجل ، و كذلك العكس ، و الأسلوب مع الشيخ العجوز لا بد و أن يكون مختلفًا عن من دونه في السن .

و لكن قد يجتهد المرء فتنطبع في ذهنه صورةً معينة عن هذا الشخص الذي يُقابله ، و يظن أنه ذا مهابة و وقار ، فإذا تحدث أو تصرف تغيرت تلك التوقعات ، و تفاجأ الإنسان بخفة عقل هذا الرجل ، و اهتزاز شخصيته و أنه أمام طفلٍ على غير هيئته ، و هذا يجعلنا نتريث قليلاً قبل الاندماج مع بعض الأشخاص أو تكوين العلاقات معهم ، فهذا الاختلاف قد يكون فيه من المفاسد التي نحن في غنى عنها . فهذا النوع يصدق عليه : عقله عقل طائر وهو في هيئة الجمل

في المقابل .. كم من شخص احتقرناه ، و ظنناه طفلا غير راشد ، و سفيها قاصراً في عقله ، و لكن لما تحدث أو تصرف رأينا فيه حكمة الشيوخ ، و خبرة الرجال و بلاغة الأدباء على الرغم من صغر سنهِ و قصر تجربته ، و قد ظننت بعض الأخوة هنا في الإنترنت من الأكادميين المتخصصين أصحاب الشهادات العالية ، فإذا بهم قد امتلكوا مؤهلات الشهادات العليا وهم لا يزالون في أول العمر ، بثقافتهم و عطائهم و حسن ردودهم و منطقهم و تفهمهم .. مخالفين بكل هذا توقعاتي قبل أن ألتقي بهم حينما كان تواصلنا عبر هذه الصفحاتِ فقط ، بارك الله فيهم ..

و أنا آسى على نفسي إذا اندمجت مع الصنف الأول ، حيث أنك لا تقوى على الفكاك منه إلا بشق الأنفس ، كما أنني آسى على نفسي إذا لم أخالط أصحاب الصنف الثاني لأن صحبة هؤلاء شرف لما لديهم من المكارم .

انتبهوا من مقالب الحياة يا إخوة و يا أخوات ..
:)


أخوكم / عبدالله

جيدا /
حضوركم وِسام شرفٍ يا أبا صالح
وفقكم الله ..


:. شلقة :. /
الصورة الحسنة لا تأتي نتيجة تغير سريع أو مجرد قرار ، بل إنها نتيجة لمجموعة من المواقف و الأحوال و الوقائع
التي برز فيها هذا الشخص في كيفية تعامله . إنها المجاهدة حتى تصل إلى النهاية . و ربما أن تساؤلك هو فرع من فروع مقالتي و لعلها يحتاج إلى البسط في مكان آخر ؛ حيث إنه يلزم الحديث عن ذات الشخص من باب صناعة نفسه ، و أنا أتحدث عن موقفي كشخص مخالط لمجموعة من الناس ، ربما نقول أن الرابط هو أن موضوعي تشخيص ، و التساؤل الذي في ردك تساؤل عن العلاج ..
شكراً يا أبا سُليمان .

بدر بن عبدالله /
أحسنتَ يا أبا عبدالله ، و قد اتصل علي ذات يوم أحد أصحابي و بدأ يسرد المشاكل التي لا تنتهي مع صديقه (الخاص) ، فهي مشاكل تتجددد كل يوم ، و قصص تتكرر ، و سوء تفاهم سرعان ما يعود بينهما ، على الرغم مما بينهما من الأمور الخاصة و الأسرار ، فقلتُ له إنك تسرعت في اتخاد الصديق و هذه ضريبة تسرعك ، فمادمت قد اخترته صديقًا لك فعليك أن تتحمله بكل مافيه لأنه صديقك الذي اخترته أنت بمحض إرادتك .. شكراً جزيلاً .


أمنيه...وقدر /
أحسنتي يا أُخيّة ، فلا يوجد شر محض ، و ربما تطورطنا فيما هو أشد منهم لو لم نأكل هذا المقلب الخفيف معهم .
بوركتِ يا فاضلة .

مقالٌ جميلٌ ، ونظرةٌ سديدةٌ ، وطرحٌ رشيدٌ ..
بارك الله في قلمك أيها العزيز ، وفي وقتك ، وفي جهدك ، وفي علمك وعملك .

أبو عبد الله /
ماشاء الله عليك يابو عبدالله
الله يوفقك و يطول عمرك على طاعته ، و ينفعك بشبابك ..


ذكاء وشقاء /
دروس الحياة قوية ..
شكراً لكِ .