بسم الله الرحمن الرحيم



أسعد الله أماسيكم ..


::: المحطة الأولى :::

[ تمهيد ]

بعد شكري لأستاذي الكريم ( ماجد الشايع ) المشرف العام على منتديات بريدة ستي . الذي أحسن بي الظن أولاً في تكليفي بالإشراف ، و أشكره أيضًا لاستجابته لطلبي بالإعفاء منه ، وهو صاحب الفضل علي بعد الله في أكثر من أمر ، هو و بقية الأخوة الفضلاء الذين لا أعرف التحدث معهم إلا بحديث التلميذ إلى معلمه ..

يصعب علي أن أبوح بكل ما أشعر به ، كما يصعب أن أحرر كل ما ورد في ذهني ، و هنا ألملم شتات ذكريات قصيرةَ العمر ، مجدبةً من الفوائد ، و لكن أشار البعض أن أدون ما أستطيع من الذكريات التي لم تبرح سوى ثلاث سنوات ، و قد كنت أحدث نفسي بالكتابة عن هذه التجربة التي اعتراها كل إحساس بسيئه و حسنه ، فوجدت أن هؤلاء المُشيرون قد تحدثوا بما حدثتني به نفسي فصدق علينا :

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى **** فوافق قلبًا خاليًا فتمكنا

و ليكن أستاذي ( أســد العقيدة ) هو صاحب النسخة الأصل ، نظراً لسبقه ، و حسن سبكه ، و رسوخ قلمه في الكتابة ، و أنا هنا أشاركُ أستاذي أبا مالك لأدون بعفوية تامة ، ما يُمكن أن يكون محلاً للوقوف ، و موضعًا للدروس لتكون لي في أول المقام .



هناك ما تم تدوينه فأنا أضمه ، و هناك ما أدونه لأول مرة و عسى أن يكون عندكم حسنًا ..


ربما أُصنفُ بأنِّي المُصابين بلعنةِ الأفلام المكسيكية حينما أقول لكم :

:: يتبع ::

تحيّة تقدير وإعجاب أبعثها لكـ حبيبنا الغالي الصمصام
ووالله كم آلمنا إستقالتكـ من الإشرافـ !!
ولكن عزائنا هو تواجدكـ بيننا ننهم من فكركـ وأدبكـ وأخلاقكـ !!

::: المحطة الثانية :::



[ خاطرة عن بريدة ستي أجددها هنا ]

للذكريات صورٌ بديعة ، و معانٍ رفيعة ..
للذكريات شعاع تستنير به الأرواح و تضيء به القلوب ، فتبصر الماضي ببساطته و سهولته ، و تتطلع إلى المستقبل بآماله و طموحه ..

قلبت صفاتٍ ماضية من حياتي فرأيت ذلك الإنسان البسيط يعيش من أجل يومه ، يفكر في غدهِ القريب بكل براءة أو بكل غفلة ، فالغاية - حينها - هي تحقيق الفرحة و الأنس بالصحب و الخلان تارة ، و بالأهل و الأخوان تارة ، و باللعب و العبث أخرى ..

كنت أمسك بالقلم و أتأفف من حمله و لم أكن أعلم أنه سيحملني يوماً إلى آفاق بعيدة ، و أرجاء فسيحة ، حاولت مراراً أن أكتب فكنت أستصحب الخجل فأبوء بالفشل ، ثم أمزق الورق و أرمي القلم ..

تزدحم الأفكار فأحتار و تضطرم نيران الحس في القلب فلا تجد من يطفئ لهيبها و يخمد نارها ، فتظل تحرق القلب حتى تخبو ثم تخبو ثم تنتهي ، بعد أن عاثت في جدران الجنان ، و أهلكته بلظاها ...

هكذا حينما يكون القلب محكم الإغلاق بلامنفذ ولا مُتنفس ، حائراً يتوجع ولا يكاد يُبين فلا أنيس و لا منقذ ..
دخلت هنا في هذه المساحة الخضراء للمرة الأولى ، كنت أراقب و أتابع ، و أقرأ و أتصفح و كأني تائه في غابة ، أو معصوب بعصابة ..

في هذه المساحة الخضراء وجدت قلمي ينزف و ينبض و يقذف الحمم و يطفئ نيران القلب و يضيء لي الدرب و يترجم عن معاني الحب ، و يستبدل البعد بالقرب ، و الوحشة بالأنس ، و الأحزان بالسلوان ..
في هذه المساحة الخضراء تعلمت و تعلمت .. فقرأت ووعيت ، و نهلت حتى كبرت و نميت ، شربت ماء حلو المذاق فكان برداً و سلاماً على روحي و كان بلسماً و شفاءً لجروحي ..

عن أي شيء أحدثكم ..!
و عن أي ذكريات أحكي ..!

إنني أتحدث عن روضة خضراء ، كُسيَت بأزهار الحب النقية ، و عطّرت بروائح الطيب الزكية .. من روضتنا التم الشمل فدارت أحاديث المودة و صيغت حكايات الأخوة و المحبة فازدانت روضتنا بنضرتها و ازدادت روعَة بخضرتها ..

(بريدة ستي) .. قدمتَ لي الكثير ..
شكرٌ من الأعماق أبعثه إلى كل من قام على هذا الصرح ، و سقى هذه الروضة ..
أبعث أرق التحايا إلى أولي الفضل علي و لهم مني جميل الدعاء ..

و بهذا يكتمل العقد منظوماً تقرأ فيه :
كانت بدايتي في هذه المساحة الخضراء فشكراً لأهل الفضل و العطاء..

ولا زلت أجهل الكثير و الكثير ..
و سبحان القائل :
{وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}



كلي أمل أن يكون هذا خفيفاً ممتعاً ..


::: يتبع :::