بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   قلت لهُ : وداعاً | أيهَـا السَّاذج .. ! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=194890)

د / ماسنجر 11-03-2010 03:23 PM

قلت لهُ : وداعاً | أيهَـا السَّاذج .. !
 


قلت لهُ : ودَاعاً .. أيهَـا السَّـاذج .. !


.
.



أصبحت العلاقة الوثيقة مرتبطة جداً مابين القلوب ، بل وتجعل الابتسامات لا تفارق المحيّا ، بل وتنثر الزهور على طريق العمر الفسيح ، لقد ترجلت في يومٍ من الأيام لأصاحبه عنوة ولكن الطرق في الأمور الأولى كانت معربدة ، فوقفت حائراً خائفاً من أن تكون النهاية معلومة ، إلا أني وضعت الثقة نصب عيني وجريت خلف ما أصبو إليهِ ، وحصل ما لم يكن في الحُسبَان .




ملاحَظة | * لا أسمَح أن ينقل النّص بأي حالٍ من الأحوال .

د / ماسنجر 11-03-2010 03:29 PM




أكتُوبر | 2004 م
أنظر إليه وأتمتم ببعض الكلمات العشوائية عندما أوجه بصري نحوه ، وأتفكر في ما تستلذ به نفسي من جمال الكلام إلا أن هناك لحظة تنقلني مما أنا عليهِ إلى أماكن أخرى كانت وقبل تلك اللحظات حية ، كنت أقول : متى سأتحدث إليه ويعاود حديثه مجدداً إليّ ، أصبحت أراه في اليوم أكثر من 24 ساعة ، يتجد اللقاء به مابين الساعتين والثلاث مرة أو مرتين ، ومابين الأسبوع والأسبوع مرات ومرات ، حاولت أن أتعمقه علّي استحوذ على شيئاً من كنوزهِ وفعلاً أبحرت فيما جاد به فكري وحلقت به نفسي .

مَـارس | 2006 م
مشيت في حديقة سانفرانسيسكو تقاطع شارع 13 | 24 ، ومكثت قليلاً على إحدى كراسي الانتظار وتفكرت في شأني وشأنه ، وعلمت أن الحبال مابيننا أصبحت جداً متينة ، فصار هو الداخل إلى نفسي المسافر نحوها والمغادر منها والقادم إليها ، يتحقق لي منه ما يسبح في خَلَدي وما يطير به عقلي ، ويتحقق له مني أن أكون بجواره وأرسل له ما يهتويني ليعلم علما يقيناً أن قربي له لم يكن مجرد قرب فحسب ! بل قرب واحتواء ، فصدّق ما أملته عليّ نفسي وصار هو الصاحب ، حتى وجدت أن صدى صوتي يتردد به ، وكلماتي يُعيدها إليّ ، وبَوحي يستمع له بل وبإذن صاغية جداً .


نوفمبَر | 2008 م
واستمر الحال وفق ما جرى عليه في أوائل الترابط ، حتى بدأت أشكّ في ما يجذبنا إلى بعضنا ، فوجدت أن هناك أشياء به قد اضمحلت وتلاشت ، وأصوات جميلة لم أعد أسمعها كسماعي لها من قبل ، ومناظر لم أعد أراها ، فصرت أتحاشى الجلوس معه دائماً خوفاً من أني أصبحت ثقيلاً عليه في الأيام الماضية ، أو أن ظلي أصبح مملاّ باقترابه له دائماً ، فنظرت إليه نظرة تأمل وتمعن وتفكر ، وكنت أقول : يَااه ، على ابتسامات مضت ، لقد كنت واضحاً معك لدرجة الشفافية ، بل وأخذت ما بداخلي وسكبته إليك ، وأيقضت ما نام في فكري وجعلته لك ، وتحدثت لك بكل إخلاص وصدق ورويّة ، ما الذي أصابك ؟! ، ولم يتحدث ثم أعدت له السؤال بصيغة أخرى : مالذي جرى لك ؟! ورأيت فيه نظرة الانكسار والحُزن ، وقلت في نفسي علّي أصبر على صحبته لعل مودة بداخله تحيا وألفة بداخله تعود .


مَـارس | 2010 م
خنقتني الدنيا ، ونامت الأفراح في داخلي ، لقد تلاشى مع الوقتِ حتى اختفت معالمه وصرت أفكر : هل هو صاحبي الذي خادنته في السنوات الماضية ؟! ، هل حل به مرض في قلبه أو أرسل الله له جنداً ؟! ، هل سيعود كما كان ؟! ، هل وهل كثيرة في داخلي ، وقفت أمامه بكل قوة وكأني لطخت مسماعه بتلك الكلمات : ألا يحق لك فعلاً أن تتركني وحيداً دون أن تخفي آثار الخلان والرفاق ؟ ، لقد كان ضميري يعاتبي على ذلك إلا أني اعتقدت أن الأمل يلوح معك فوجدت أنه يضمحل بصحبتك ، لقد حادثتك وسامرتك وسهرت بجوارك وسهرت معك ، وشاطرتك الهم ، وقذفت ما بقلبي إليك حتى رأيته واضحاً بعيني في وفاءك ، وها أنت الآن تُنهي ما بدأنا به ، لقد تمنيت أني لم أراك وبعد تلك اللحظة لن أراك ما حييت ، وكنت أتحاشى أن أوجه إليك كلمات أخرى خوفاً من أن تخدشك وتؤثر بك ، ولكن بعد ما حَدث منك تستحق أن تتقبل أي كلمة : وداعاً أيهَـا السَّاذج .. وداعاً ، أيام بسيطة حتى أبعدته عن حياتي وعن خواطري ، وعدت كما بدأت به في البحث عن صديق آخر يتحمل ما أحمله ، وتذكرت قول المفكر الغَربي : " يُختبر الذهب بالنار ، ويُختبر الأصدقاء في الشدائد " .




كتبه .. د / ماسنجر
11 | مارس | 2010 م



تباشير المطر ~ 11-03-2010 03:34 PM

اقتباس:

لقد تمنيت أني لم أراك
صحيح عندما تتوتر العلاقه بين الأصحاب
يتمنى انه لم يعرفه أصلن حتى لايعلق بذهنه النظرة
السيئه لهدا الشخص .

بارك الله في علمكم وقلمكم

قلم جريء 11-03-2010 04:00 PM

إبداع يادكتور الأدب

ما تَهَاب 11-03-2010 06:05 PM



كلمات أظنها خارجة من القلب لقوة تأثيرها في النفس ..

د/ ماسنجر ..
زادك الله من فضله ..


قليبي ثق بالله 12-03-2010 03:18 AM




حقيقةٌ مره,, أن نبني الثقة ونمضي بالوفاء لأناس لايستحقون.
بوركَ قلمك المبدع

راقيه باخلاقي 12-03-2010 03:20 AM

كما هو المثل المعروف اللي مافيه خير فراقه خير
أبدلك الله بصحبة الوفاء شعارهم والتضحية من خِلالهم

أسعدك الباري



صوت انسان 12-03-2010 03:34 AM

أقف حائره امام هذا النص الذي مزج بالأدب والذوق والرقي
وطرح أسلوب الفكره
جزاك الله كل خير

بدر بن عبدالله 12-03-2010 03:37 AM

سطرت فأبدعت، حروف رائعة يا د/ ماسنجر


[ تميز ].

*سـكـر خـشـن* 12-03-2010 04:02 AM



آحسنت يآآستآذ سلمآن :f:


د / ماسنجر 12-03-2010 04:54 PM


يبدو ..

أن الفكر والخيال ذهب بكم بعيداً ، إلى آلاف الكيلوا مترات ..
إن الذي أقصده في هذا النص هو ( لوحة مفاتيح حاسبي الشخصي " الكيبُـورد " ) ..
ولكم أن تعيدوا القراءة مرة أخرى وتدقّقوا في النصّ جيداً ..


تقديري وشكري للجَميع ، سأعاود الرد عليكم إن شاء الله ..

د / ماسنجَر ..

| يحيــى فقيـــه | 12-03-2010 05:29 PM


[ مقال جميل ورائع بروعة كاتبه ... مهندس الجملة " د / مسنجر " ]

[ مقال يحتمل أن يخاطب معاني أوسع من كيبورد .. ولا ألوم من أعتقد أنه يخاطب صديق ]

دمت مبدعاً في سماء بريدة الفسيح .

أرسلان 12-03-2010 05:39 PM

يبدو أنك تأثرت بخواطر الفراق :)

أبدعت وأجدت يا أستاذ

برنسيسة بريدة 13-03-2010 03:01 PM

سَلمَان الجَفنْ
كاتب يجبرك على الإقامة في نصه .
كاتبنا العزيز سَلمَان الجَفنْ لاتكشف أسرار نصوصك , دعها مختبئة , ودعنا نسعد بالتنقيب عنها ..


الساعة الآن +4: 09:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.