يَا رٍِيَاحَ الصَّمْتِ خُذيْ قَلبَاً جَفَّتْ مَنَابِعُهُ
وَ جَسَدٌ هَزيلٌ زَلْزَلَتْهُ حُروفٌ تَمْلئُ خَاطِرهُـ

***

أَنْتَ كَالأرْضِ مَا بَعْدَ المَطَرْ
بِزَهْرٍ يَفُوحُ بِأحْلَى عِطرْ
وَلَيْلٍ شَقَّ ظَلامُهُ ضَوْءُ القَمَرْ ..!
اقْتَرِبْي .. لأَقْطُفَ مِنْ قَلْبُكِ وُرودَاً أُزُيِّنَ بِهَا بُسْتَانِيْ
وَ تَهُبُّ عَليْهَا رِيَاحُ حُبٍّ مِنْ رُوحِكَ وَتُعَانِقُ سَمَاءَ حُبيْ

***

مُسَجَّى عَلى فِرَاشِ الصَّمْتِ
وَأَبٌ يَبْكيْ حَوْلي
وَشَيْخٌ مُمْسِكٌ بِيَديَ
وَ تَلْقينٌ يُخَالِطُهُ هَيْبَةُ المَوْت ..!!
أَيَا حَاضِرَاً لِتُوَدِّعُنيْ
وَتَسْكُبُ دُموعَ قَدْ سَبَقَهَا الفَوت ..!!

***

رُوحٌ تُغَادِرُ الجَسَدَ
وَقَلْبٌ يَمْلَئُهُ حُلْمٌ تَعِبْ ..!!
وَصَمْتٌ حَزينٌ
يُثيرُ الفَوْضَى والصَّخَبْ ..!!
وَأَعيْنٌ تُخْفِيْ عَبَرَاتُ رُوحٍ فَارَقَتْ مَنْ تُحِبْ ..!!

***

حَلِّلونيَ ..
شَيءٌ تُنَاقِضُهُ حُروفي
وَعِقْدُ حُروفٍ صَنَعْتُهُ بِيَديْ
وَ حُزْنٌ صَاحَبْتُهُ فِيْ حَيَاتيْ
وَ قَلَمٌ وَفِيٌّ أَمَّنْتُهُ سِرِّيْ ..
بِرِضَى القُلوبِ حَلِّلُونِيْ
إِنّيْ إلىَ رَبِّيَ أَزِفُّ رُوحيْ ..!!

***

سَرَى بِالقَلْبِ الهَوَى
وَ للمَهَالِكِ دَلَّهُ ..!
وَنَسيتُ حَقَّ رَبيْ بِمَعْصِيَةٍ وَ زَلَّهْ ..!
أَيَا نَفْسُ عُوديْ
وانْشُديْ دَرْبَ العِزَّةَ و الكَرَامَةْ ..!
وَانْفُضيْ ثِيَابَ الذُّنُوبِ
بِحَسْرَةٍ وللهِ مَذَلَّةْ ..!!
سُوقي الدَّمْعَ في كُلِّ لَيْلَةٍ
وَأطيليْ مَعَ اللهِ الاخْتِلاءَ بِكُلِّ سَجْدَةْ ..!!
أَيَا نَفْسُ تَاهـَ قَلْبيْ
وَعَيْنيْ تُبْصِرُ فِتَنَاً مُتَرَاكِمَةْ ..!
عُودِيْ إلَى اللهِ
واسلكي دَرْبَ التَّوْبَةَ والإنَابَة ..!
إِنَّ حُلميْ بِقَوْلٍ
يَومَ الحَجِّ الأكْبَرِ والقِيَامَةِ
يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّة
ارْجعيَ إلى رَبِّكِ رَاضِيَةْ ..!!
وَتُزَفُّ رُوحيَ بِرَكْبٍ للكِرَامِ البَرَرَةْ
وَتُشْفُقِ رُوحيَ .. يَا رَبِّ يَا رَبِّ
أَنْتَ الإلَهُ مَا أعْظَمَه .. !!
أَوُجوهٌـ يَوْمئِذٍ نَاظِرَةْ
هِيَ مَطْمَعيْ ، هِيَ جَنَّتيْ
مِنْكَ أَرْجوا العَفْوَ والمَغْفِرَة ..!!

***

* لا يُسْمَحُ بِنَقْلِهِ وَلو مَعَ ذِكْرِ المَصْدَرْ

أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ