::: [ خَيَالُنَا بَيْنَ الكَاتِبِ و المَكْتُوبِ ] ::: ( تأملات فكر و خاطر ) ..
 

تختبئ كثير من معالم شخصية الكتاب خلف سطوره التي يُسطرها ، و تكون تلك الكلمات و المعاني هي محل التخمينات بشخصية ذلك الكاتب و طبيعته التي يظهر بها في سائر حياته ، فحينما نقرأ حروفًا صارخة تتلبس برداء الجزالة و القوة ، و تتسم بعبارات قطعية الدلالة ، و صلبة المعاني ، فإننا نسرح بخيالنا إلى طبيعة كاتبها ، و تنطبع في أذهاننا صورة ذلك الكاتب على أنه شرس قوي .. و على الضد من ذلك في أعتقادتنا أن صحاب الحرف الهادئ هادئ الطبع ..

نعم هذه تخمينات قد تكون في محلها وفقًا لإعمال المنطق ، و كثيراً ما تُصيب توقعاتنا في شخصياتهم بناء على ما كتبوه ، إلا أننا أحيانا نقرأ لأناس و نتشبع من كتاباتهم ، ثم إذا قرأنا عن سيرتهم التي سطرها مَن عاصروهم أو عاشروهم ، أو أننا رأيناهم في وسيلة إعلامية ، أو تيسرت لنا فرصة اللقاء بهم ، طافت في أذهاننا تساؤلات عن هؤلاء، هل هم فعلاً الذين نقرأ لهم ..! لما في ذلك من التباين بين أشكالهم و شخصياتهم و ما قرأناه لهم .

شخصية الكاتب في حروفه قد لا تكون هي شخصيته في حياته و معيشته ، و هذا الأمر نعرفه جليًا حينما نلتقي بأحد الذين يُفضلون الاختباء حول أسماء مستعارة في المنتديات أو المدونات ، فإنك كثيراً ما تتفاجأ بأنه شخص يظهر بشكل مختلف عن الإنطباع المرسوم في ذهنك قبل لقائك به ، و أنت لم تات بتلك الانطباعات من فراغ ، بل إنك حكمت بناء على مؤثرات في كتاباته ساهمت في تكون ذلك الانطباع النمطي الخاطئ عنه .

بالنسبة لي .. تعجبت كثيراً من شخص الكاتب و الأديب و المفكر الإسلامي ( سيد قطب ) رحمه الله ، و كيف اجتمعت كلماته الثائرة مع نفسيته الهادئة حسب ما قرأت عنه مما كتبه معاصروه ، و كذلك تعجبت من شخصية الدكتور محمد الحضيف صاحب الحرف الصارخ المدوي و الصريح ، و النفس الهادئة الرقيقة الحاملة لأسمى معاني الهدوء . و على ذلك فقس .. كثير من الشخصيات التي كنت أتعامل معها عبر الإنترنت كأسماء مستعارة تفاجأت بأني لم أكن موفقًا في رسم صورهم و طبائعهم في خيالي ، أما أنا فلا أُخرج نفسي من زمرة أولئك .

يبدو أنك فتحت على نفسك باباً كان مغلقاً بإحكام :)

بالنسبة لتوقعاتي حول شخصيتك من خلال كتاباتك أظن بأنك خجول ..!

إسمح لي يا صاحبي على جرأتي (f)

تلميذك ومحبّك .. 

وانا اقرا سطورك طرى على بالي اخوي بالواقع هادئ جدا دايما مطفي النور لكن بالمسن يالله حضر وعساك تسلمين .. اللي لاحضته كثير مفلسين بالواقع وابدعوو بالكتابه مدري وش الحكمه يمكن تنقصهم الجرئه والثقه بالنفس .. بالنسبه لي انا احس مافيه فرق اللهم حريه التعبير فالنت اكثر بماانوو مافيه مجال للمجاملات وغيرهـ .. موضوع ممتاز الى بتله

،


لا أدري لماذا حينما أقرأ لأحدهم تطل صورة خيالية في بالي ترسم ملامح وجهه وجسده وبيئته حتى لكأني أراه رأي العين وأسمع صوته وهمسه بجانبي ؟!

والغريب أنّي أكون مخطأً في أكثر الأحيان !

مرة قرأت للكاتب القدير عبد الله الهدلق ، فتصورته دقيق الجسد ، خفيض الصوت ، خفيف الشعر ، أنيق المظهر ، فإذا هو عكس هذا كلّه !
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي أول مرّة فتصورت في خاطري صورته كأنه أحد الإخوة ، فلما قابلته إذا أنا مخطئ ..
لا تزال التصورات الخاطئة تراودني ولا أزال أصر على رسم صورة ذهنيّة لكل من أقرأ لهم أو أسمع .

ربما السبب في هذا أنني أصيب في بعضهم ، كإصابتي لصورة عبد المحسن الأحمد الداعية المعروف ، وغيره . ربما !


تُرى ماهي صورتي في ذهنك يا أبا عبد العزيز ؟

..بارك الله فيكــ..
اتوقع ان شخصيه الكاتب هي شخصيته الداخليه الحقيقيه بغض النظر عن شخصيته في شكله لانه يمكن انه يكون شكله مايدل على شخصيته الحقيقيه يمكن يكون يظهر للناس بشخصيه غير عن اللي داخله يمكن
خجول مايعبر &يضهر القساوه ليطاع وليخفي ضعفه&يضهر المودة ليخفي شراسه شخصيته
شكراً جزيلاًلك..

أهلا بك أستاذي ، و فتحت على نفسي باب خير إن شاء الله ..
أما توقعت فلا أدري عن ذلك حقيقة ، و من الصعب أن يقيم الإنسان نفسه ..
و أما كلمة (تلميذك) فأنا أحق بها تجاهك منك و أنت أستاذي ..

و كُلما عشنا مع الكلمات أكثر ازداد خيالنا دقة في رسمه ..
أشكرك أختي على حضوركـ ..

ربما كان هذا سداً لنقص في أمر لم يستطع تحقيقة .. فبادر إلى تحقيقه في هذا المجتمع الافتراضي أقصد الإنترنت .. شكراً لك .