::: خواطر على أطلال الألم :::
 

قلب طرفك ، حلق بفكرك ، تجول بخاطرك .. أدر طائف الذكريات ، أبحر في بطون كتب التاريخ ، أمعن النظر في المآثر و الأطلال ، اسكب دموع الحزن على تلك البقايا .. و سجل ملاحم الشوق لأمجاد غرست نفسها في عمق الأرض و في عمق التاريخ .. يالجمال ذكريات التاريخ .. و يالشوق النفس للعيش في تلك العصور الذهبية . ولكن :


الدنيا دوارهـ ، و المآل قلاب ، و دوام الحال من المحال ، صبابة الوجد ، و لوعة الحزن تنتاب صاحب الفطرة السوية ، و الهم الصادق لما يقرأ أو يسمع أو يشاهد أطلالاً لم يبقى فيها إلا متاحف ( يستمتع ) بها من يدخلها .. فلسطين .. بغداد .. البصرة .. الأندلس .. خرسان .. ! مواجع تؤلم القلب الحي الذي يستوعب أنها كانت في أحد الأيام منائر للعالم ، و مصابيح للبشرية ، و مشاعل الدنيا .! يتباهى الناس بوطء أراضيها ، و يتعاقبون على النهل من تراثها الذي احتضنته . ثم حلت كوارث بالعالم لما ضاعت تلك المحاضن !


:::: و يأتي السؤال الكبير ، كيف نعود ؟ ::::

إن العودة إلى مجد الأمة ، لن تكون إلا بالعودة إلى الله تعالى الذي ألف بين قلوب أبنائها ، و شاء بقدرته أن يجعلها في أحد الأيام صاحبة الكيان الذي لا يُقهر ، و المجد الذي لا يُعلى عليه ، و الجاه الذي أخضع رواسي الجبال شموغًا و اعتلاء .. العودة إلى الله ، في كل سبيل يعيدنا إلى الله .. و ما أكثر تلك السبل المباركة :


فجاج و أودية و جداول ، كلها موارد خير تؤول إلى نهوض حضاري متتابع يتكامل في تنوعه ، و يتحد في تعدد أشكاله ، و يتلاقح في تمايزه ، كلٌ قائم على مكان يحميه و يؤي من فيه :


سبل تتنوع ولا تتقاطع ، تتقارب في النهاية على تباينها ، خطاب يتنوع و لكن تنوعه يجعله مرنا يحقق الشمولية ، و يوزع الضياء بعدالة ، تحت مظلة كبيرة تؤي الناس من لهيب الضلال و الغواية و التخبط و الحيرة . جهود هي بمثابة الخير المتدفق ، جهود لا تعترف بالتفرقة و التخاذل و التقسيم ، فكل ( مسلم ) قوّام على باب النصر ، فهنيئا لمن أكثر و استكثر و ضخ من روحه إلى روح أمته في كل مجال استطاعه و أجاده ..

الحمد لله قدر الله وما شاء فعل الله يكون في عونهم

يَا عَبْدَ اللَّه
أَلا تَرَى أَنَّا لَو بَكَيْنَا حَتَّى نَفْقِدُ عُيُونَنَا مَا نَفَعَنَا البُكَاءُ وَلا سَترَ شَيئًا مِنْ عُيُوبِنَا
لَمْ يَبْقَ لَنَا شَيئًا بَيْنَ أَيْدينَا ، وَ قَدْ أُبْعَدَتْ عَنَّا آَمَالِنَا وَ أَحْلامِنَا ..!

شَيءٌ هُوَ الذيْ بَقِيَ مَعنَا لا بُدَّ أَنْ نَنْهَضَ وَنشُد العِصَابَة عَلى رُؤوسِنَا
كَفَنٌ نُجَهِّزُهـُ وَسِجَّادَةٌ نَرْتَمي فِيْ أَحْضَانِهَا ..!

فعلاً العودة إلى مجد الأمة ، لن يكون إلا بالعودة إلى الله تعالى
وهذا مانأمله قريباً بأذن الله..
أخي الصمصام/ وفقك الله وسدد الله خطاك

هكذا نريد في الأمة من يبعثون الهمم .. فـ بوركت وبورك مسعاك أيا عبدالله ..

** لنتذكر أن الخاسر الأعظم من تؤتى الأمة من ثغرة يقوم على حراستها .. والمشكلة الأدهى والأمرّ أن يكون حارس الثغرة هو العدو : (

حفظنا الله و أمتنا من كل سوء وأعاد إلينا مجدنا فـ الألى ما حصلوا عليه إلا بعون منه سبحانه ..

.
 

.



.

لَمْ يَعُدْ لَدَيّ كَلِمَاتٌ أَكْتُبها إحْتِرَاماً لِشَخْصِك

أَجْمَل الأحْرُف سَرَقْتُهَا أنْتَ لِمَوْضُوْعِكَ لِتُسَطِّرَ لَنَا إبْدَاعٌ مِنْ قَلَمِك

تَحِيَّةُ إعْجَابٍ أَبْعْثُهَا إلَيْكـَ مُعَطَرَةٌ بِرَحِيْق الأَزْهَارْ (f)

,

رائع أيها الصاحب ما خطته أناملك ، واستمعت كثيراً بنثر حرفك ,

دائماً أتذكر قول أم أبي عبد الله آخر أمراء الأندلس:

( ابكي كالنساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه كالرجال ) فأقلب فكري بأمجاد المسلمين
في الأندلس وسيادتهم وذل الكفرة ، وأقلب ناظري في تاريخ الحاجب المنصور الذي
ساد أوروبا وخاض خمسين معركة ولم يهزم في أي منها ، فكم أتمنى أن يعود للأمة
مجدها ، وأسأل الله أن يعيده وأن ينصر المسلمين في كل مكان ، اللهم آمين ، ولا
يكون هذا إلا إذا بذلنا من أنفسنا في نصرة هذا الدين.

أشكرك من الأعماق أبا عبد العزيز(f)

دعوة للعطاء من أجل أمة العظماء ..

فعلاً لا فائدة من الوقوف على الأطلال والبكاء على ما خسرته أمتنا الإسلامية ..

هناك الكثير لكي نفعله و نبني به أمجاداً وليس مجداً واحداً والذكي من يغتنم الفرص ..

أحيي فيك أستاذي تفاؤلك و غيرتك ..

محبّك و (المقصر) في حقّك ..

خواطر مؤلمة جدا ومبكية فماذا عسانا ان نقووول
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
اعاد الله إلينا مجدنا وعزنا وحضارتنا
بارك الله فيكم وفي قلمكم المعطاء
لك شكري وتقديري وتقبل مروري
دمت برضى وسعادة