بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مواقف من مجالسنا (1) الجار والأعمى .. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=269799)

عبدالله العياده 05-07-2011 01:29 PM

مواقف من مجالسنا (1) الجار والأعمى ..
 
مواقف من مجالسنا ( 1 )
الجار والأعمى

مجالسنا سجل حافل ومليء بالأحداث لأنواع من الحكايات والذكريات والتجارب الثرية ذات الأبعاد الرائعة.

في مجالسنا نسرد ما نواجهه وما نسمعه وما نعيشه من مواقف عبر أيامنا، والإنسان يميل بطبعه إلى نقل تجربته ومواقفه إلى الآخرين، لأننا ببساطة نثق بعقولنا، ونرى أنها ناضجة، فحري بالآخرين أن يتعلموا منا، لذلك تجد الشد والجذب عند الحديث في التجمعات العامة والمناسبات، الكل يدلي بدلوه في أي قضية، وحسب الحالة الراهنة التي تمر في المجتمع، وهذا أمر طبيعي، وعليك إذا أردت أن تكون أكثر استفادة، أن ترخي سمعك، وتكون مستمعًا من الدرجة الممتازة، لأنك ببساطة ستجد أن الكل يريد أن يتحدث.

دعني أنقل لك من الصور التي استطعت أن أرصدها من خلال استماعي لبعض الأحاديث في بعض المجالس التي حضرتها .

في يوم من الأيام كنت في قاعة زواج مليئة جدًا بالمدعوين، وأنا أتيت لوحدي، وجلست في فرجة بين رجلين كبيرين في السن، كل منهما يعرف الآخر، فبدأ الحديث بينهما يمر عبر أذني من كلا الرجلين، وكان حديثهما في الحقيقة رائعًا، أذهب خجلي وأنا بينهما، واستمتعت به، لأنه كان منوعًا، وشمل موضوعات عدة، السياسة، والاقتصاد، وتعدد الزوجات، ومشاكل الأولاد، الذي أخذ منهما حيزًا كبيرًا، نقلا من خلاله عدة تجارب للتأثير على الأبناء...

رجل عامي ذكي لم ينل حظه من الدراسة، لكنه بفطرته وذكائه فاق كثيرًا ممن تعلموا، التحق بالسلك العسكري في وقته، متدين بالفطرة، وكان تدينه يجعل له قبولاً عند جيرانه وأصدقائه، وتأثيرًا قويًا على أبنائه، لأنه ببساطة كان يطبق شعائر دينه دون تكلف أو تساهل أو تشدد، الصلاة في وقتها في المسجد، لا يؤذي أحدًا، لا يأخذ حق أحد، تعامله مع أبنائه كأنه خبير في التربية، غرس الحب في قلوبهم دون إكراه، وانعكس ذلك تلقائيًا على سلوكهم فيما بعد، حيث كانوا كتلة واحدة، علمهم البذل والإيثار، ومساعدة الآخرين.

من أغرب الأشياء عن هذا الرجل العامي، هذه القصة التي استوقفتني كثيرًا، وهي سبب كتابة هذه الأسطر، هذا الرجل سكن بجوار منزله رجل كفيف البصر، والمسجد ليس بعيدًا عن داره، ولكنه ليس بذاك القريب جدًا، ويحتاج إلى من يقوده، وليس له أبناء. جمع هذا الرجل أبناءه، ووزع عليهم مهمة عظيمة، كل واحد من أبنائه عليه يوم يوصل فيه الجار الكفيف إلى المسجد، وفعلاً نفذ الأبناء المهمة بكل دقة، لأن والدهم يتابعهم يوميًا، فغرس في نفوسهم حب الصلاة والإيثار والإحسان للمحتاجين.

في يوم من الأيام، بعدما قضيت الصلاة، التفت عن يمينه ثم عن يساره، ثم أكمل أذكار الصلاة، وصل للبيت، ونادى أحد أبنائه باسمه، وسأله عن جاره الأعمى، حيث لم يأت للمسجد، لعله أصيب بمكروه منعه من الحضور للصلاة، فتلعثم الابن، قائلاً: نسيت أن أوصله للمسجد! فارتفع صوت الأب غاضبًا وهو يقول له: حرمته صلاة الجماعة بإهمالك!

ضرب ابنه هذه المرة، وكانت هي الأولى والأخيرة التي يضرب فيها، قاصدًا إشعار ابنه بتقصيره تجاه جاره المحتاج.

إذاً، هذه القيم النبيلة التي زرعها هذا الرجل في نفوس أبنائه تجاه الآخرين، انعكست على حياتهم فيما بعد، وأثرت على تعاملهم.

كم نحتاج إلى مثل هذه التجارب المنثورة في مجالسنا، والتي تغيب في ذاكرتنا بمجرد الخروج من هذا المجلس، ونضعها تحت طاولة البحث، ونسلط عليها الأضواء ليراها الأبناء، وتنتقل إيجابياتها من التنظير إلى التطبيق.

ايها الاحبة اكتبوا ما لديكم من مواقف رائعة عايشتموها او سمعتموها ، بشرط ان يعرف مصدرها ، لننشرها عبر هذه السلسة ، لتعم الفائدة ، وكلما كانت المواقف ذات عبر كانت ابلغ ..



للحديث بقية..

عبد الله العياده

هاجس الود 05-07-2011 01:41 PM

موضوع جميل
هل انت الشيخ عبد الله العيادة المعروف

buraydah 05-07-2011 02:43 PM

شكر الله لك ياشيخ عبدالله على هذا الطرح الجميل
ونحن بانتظار هذه الحلقات والمواضيع الشيقة

ومثل هذه القصة يكون درس تربوي بطريقة أخرى
لاتحرمنا فوائدك ..

حربي عابر دربي 05-07-2011 03:07 PM

جزاك الله خير يا شيخ

المواقف سوف تتوالى باذن الله

نحن في شوق للمزيد من المواقف والعبر

دمتم بخير وصحة وعافية

أبو رُبـــــى 05-07-2011 03:59 PM

ما أسعد بريدة ستي وأعضائه ومشرفيه بك ..

حفظك الله شيخنا الكريم ..

الحزين 05-07-2011 04:08 PM

.


حياك الله أبو محمد

مرحباً ألف .. وأهلاً وسهلاً بك ..

سعدنا بك ..

نحن بنتظار جديدك

.

ابو كندا 05-07-2011 04:43 PM

حياك الله وبياك أستاذنا ابو محمد

مبطي ماشفتك (h)

حفيد اعقيل 05-07-2011 07:13 PM

.
.

حيّا الله شـيخنا المبارك بين أبناءه وبناته من أعضاء منتديات بريـدة سـتي
ماأحوجنا أيها المبارك إلى تواجد أمثالك في مثل هذا الصرح فالشباب والشـابات
بحاجة ماسـة إلى من يسـتمع إلى شكاواهم ومشاكلهم وآمالهم وآلامهم
الإعلام الجديد - إن صحت التسمية - يحتاج إلى تواجد -بحسب الوقت- إلى طلبة
الإعلام ودعاة الفضيلة .
لعلك تعذرنا شيخنا الفاضل حينما لم ندلِ بدلونا ولعل الصفحات الأولى من مقالك
الرائع تكون بمثابة الترحاب والتعبير عن الفرح الذي خالجنا بتواجد من هم بقامتك
لك خالص الدعاء بدوام التوفيق والسـداد ..
وحيّاك الله دائماً وأبداً في منتدانا ..
.
.

سامي بريدة 05-07-2011 09:25 PM


حياك الله فضيلة شيخنا أبامحمد

كم نحن سعداء بتواجدك وبأطروحاتك المتميزة

شكر الله لك ما قدمّت ونفع بها من قرأها

- تميّز -

غيث السماء 06-07-2011 03:50 AM

بارك الله فيكم
وأجزل لكم المثوبة
وبلغكم منازل الصديقين
وعيش السعداء

,,,

والسفينة أنتم قبطانها
وسنظل بإذن الله
نرى الامثلة الرائعة من مجتماعاتنا

وسنبدأ باولها

رجل بألف رجل
وزوجته بألف امراة

له ستة من الفتيات
لم ترى عيني تربية كتربيتهم
لم أرى إحداهن
منذ بلوغها وحتى الآن
كفها قد خرج لغير المحارم ,,, هم في عصرنا ,,, والفتن عايشوها كما عاشها الآخرون

بل !!!
إن الاجتماع الذي لايحضروا فيه
تقل حلاوته

الزوجة هي ام وجدة ولن اوفيها الكلمات
خدمتها للناس تجعل الارض التي تمشي عليها تحبها
أصيبت بالمرض لكنها لم تستسلم
بل كانت تستيقظ بآخر الليل للتهجد


أم ابنها الاكبر فهو في خدمة جدته وجده رحمها الله
لايركبوا إلا معه
لتعلقهم به وبره بهم

لم أنسى كلماتها وهي تهاتف الاب لتقول له
انتظر انا في حلقة وكانت في اجتماع كبير لأنها كانت تتلو آيات الذكر الحكيم
وكانت تطلب مرارا وتكرارا تعليمها القرآن

مع ماكانت تعانيه من الالم
والله إذا احب قوما ابتلاهم


فأسأل الله لهم
قوله تعالى: ( واللذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم )


وان يحفظهم ويحفظ لهم دينهم ويقر أعينهم بالاحفاد الصالحين الأبرار

راقيه باخلاقي 07-07-2011 02:03 AM

موضوع رائع أثابكم الله
حياك الله شيخنا بين أبنائك في هذا الصرح
ونفع الله بعلمكم

الصمت الهادئ 07-07-2011 03:56 AM

.





جزآك الله خيراً شيخنآالفآضل وبآرك الله في علمك..

طرح يستحق التقييم..





عمر اليحيى 07-07-2011 04:30 AM

بارك الله فيك ابامحمد

ونفع الله بك الامة

جوليــــــــــــاء 07-07-2011 05:19 AM

جميل جدا عندما تكون التربية قوامة يشرف عليها أب أمين يعرف معنى المسؤلية ويترقب أبناءه كل حين
ويرشدهم ويتتبع خطاهم ،،


نزف قلمك مميز ومثال أكثر من رائع أسأل المولى لذاك الرجل توفيقا وحياة سعيدة في الدارين،،

أذكر مثالا لتربية كان لها وقع في نفسي

بلا شك إذا كان الأبوان يعرفان حق الأمانة بالتربية والمسؤلية ولهم نصيبا من حسن السلوك
ووقع حب الدين وغرسه في نفوس أبناءهم قد يستقيم الحال

كان لي قريب طفل يبلغ عمره مابين 7-9 سنوات الأهم كان يعيش في جو أسري متدين
مطبق سنة رسولنا المصطفى على أكمل وجه
ذات مره كان في المدرسة في الفصل دخل عليهم المعلم وجلس
ومن ثم أمر أحد الطلاب(أحمد) أن يأتي بالقرآن له من الدرج
وأتى أحمد وأحضر الكتاب لمعلمه ثم جلس
أتى الطفل القريب لي لأسميه محمد قام وجاء لمعلمه وقال له ياأستاذ هل تعلم أن الطالب الذي أحضر القرأن طاهر أم لا؟!
يقول المعلم ذهلت من صغير يعلمني وأنا أكبر منه قال المعلم صح صفقو له
تعال ياأحمد وسأله أنت طاهر قال: لا
قال أذهب فتوضأ واحضر لي القرآن مره ثانية


لعل هذه القصة بسيطة ولكن شاهد غرس الشريعة في نفوس الأطفال فلها أثر،،

طرح رائع جزيت الجنان..


الساعة الآن +4: 07:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.